الاعلام المقاوم والثقافة المقاومة 

الاعلام المقاوم والثقافة المقاومة 

 

Telegram

 


من أخطر الاشكاليات التي تعيشها بلادنا ،هي اشكالية العلاقة بين الثقافة والاعلام وأيهما يجب ان تسبق الأخرى أو أيهما تنتج الأخرى . وخاصة ما له علاقة بالمقاومة ، وخطورة الموضوع ناتجة عن أنه لم يعد أمامنا سوى خيار المقاومة لنستعيد الاجزاء المغتصبة ولترقية حياة شعبنا .
كثر يتحدثون عن المقاومة وكأنها حالة منفصلة عن واقع البلاد ، فيتحدثون عن صفاتها ومواصفاتها ومتطلباتها دون النظر الى واقع البلاد ، وعلاقتها بهذا الواقع .
فعندما نتحدث عن اعلام المقاومة وكأنها "أي المقاومة "حالة نزلت من المريخ وليسن نتاج حراك في المجتمع ونقع في فخ الظرفية التي قد لا تخدم أحداثه الآتي من أحداث الأيام المقبلة .
أخطر ما يتحدث به اليوم  القوميون والوطنيون هو الاستسلام 
لقد شقت ثقافة الاستسلام طريقها الى المجتمع بسلاسة دون انتباه من رجال العقائد الوطنية والاحزاب الوطنية الذين ناضلوا في الاحزاب ولم تكن نتيجة نضالهم على قدر أحلامهم وآمالهم بل أعطت نتائج عكسية خيّبت أملهم ، فانكفأوا ونعوا في كتاباتهم الحياة الحزبية الوطنية والقومية .
ومن أبشع وجوه هذا الاستسلام انه جاء في زمن ارتفاع مستوى منسوب الحاجة الى المقاومة  في وجه المشاريع التي تستهدف بلادنا .
لا تستطيع المقاومة اليوم، ان تُنجح مشروع إعلامي وطني يساندها  في عمليات المواجهة . وما يحصل من احتضان وطني ليس بفعل توجهها بل بفعل إيمان الوطنيين الذين يعتبرون قتال العدو واجبا مقدسا ولا ينظرون الى الخلفية العقائدية والاستراتيجية للمقاومة .
ليحضن المجتمع المقاومة ،يجب ان تكون المقاومة تمثل إرادة المجتمع بكل أطيافه 
ويجب ان تكون معبّر عن مصالحه، ليس فقط في ردع العدوان وهزيمته، بل ايضا في التعبير عن مصالحه الاقتصادية والنفسية والثقافية . وهذا ما لم تستطع المقاومة أن تفعله ليس لانها لاتريد بل لأنها لاتستطيع .
لا يمكن انشاء إعلام مقاوم وطني فاعل دون خلفية ثقافية وطنية عبر شرايين فاعلة في قلب المجتمع. 
لا يمكن انشاء اعلام جامع فاعل في المجتمع للمقاومة إذا لم يكن خطاب المقاومة خطابا جامعا وإذا لم تكن إدارة هذا الاعلام تمثل قوى فاعلة في المجتمع .
حكاية الاعلام مع الثقافة تشبه حكاية البيضة مع الدجاجة، ايهما قبل ؟
 يقول سعادة 
رسالة التوفيق بين ما هو ديني وما هو قومي رسالة عقيمة لا يمكنها أن توحد صفوفا ولا أن تنظم صفوفا .ج3ص238
في الظروف المصيرية لا تنفع المجانبة والمسايرة .
في الظروف المصيرية يجب قول الحقيقة دون زيادة أو نقصان 
حاولت المقاومة ان تبني رسالة توافق بين ما هو ديني وماهو قومي لكنها فشلت ولم تستطع إنشاء تيار حاضن للمقاومة على قاعدة مصالح الوطن وليس على قاعدة مصالح الطوائف ومشاريع الاحزاب الطائفية .فلا التيار الوطني الحر اقتنع بأن المقاومة مشروع استراتيجي بنجاحه ينجح لبنان ولا سرايا المقاومة استطاعت أن تشكل حالة وازنة على الصعيد الوطني والقومي .
هذا ليس لأن المقاومة لا تريد ذلك بل لأن المقاومة لا تستطيع ان تفعل بالمجتمع أكثر مما فعلت ، 
نحن لا نريد تحميل المقاومة المسؤولية الكاملة  بموضوع الاعلام المقاوم 
لكننا نستطيع ان نقول انه لم تنشأ علاقة سليمة بين المقاومة والأحزاب المُقاوِمة 
فبالاضافة الى خياراتها غير الصائبة مع بعض القوى الطائفية في البلد أختارت دعم الجهات التي أعلنت استقالتها من المقاومة وأعطتها الدعم وحمتها من كل إمكانية تغيير تطالها .
قبل تفعيل الاعلام المقاوم  يجب تفعيل الاحزاب الوطنية والقومية المقاومة ، 
التي على عاتقها تكون مسؤولية انجاح مشروع المقاومة الاعلامي .
وعلى الوطنيين  والقوميين الخروج من حالة الاستسلام الى حالة جديدة  

أعتقد انه على أبناء العقائد الوحدوية والثقافات الوحدوية والمشاريع الوحدوية إعادة إطلاق ألأحزب الوحدوية على قاعدة ثقافة الوحدة وعقيدة الوحدة التي تشكّل حضن المقاومة وتطلق المشروع الاعلامي المُخاطب لاستراتيجية المقاومة .
نقطة البداية ثقافة قومية وطنية مقاومة تُطلق أعلاما وطنيا قوميا مقاوما
يتفاعل معها، فتقوم الثقافة  المقاومة بدورها في حضن المقاومة وتحصين المجتمع  ويقوم الاعلام المقاوم بدوره في نشر وتوضيح غاية الثقافة المقاوِمة .
سعادة بدران الشامي

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram