باسيل الانتحاري هل ظلم القائد؟

باسيل الانتحاري هل ظلم القائد؟

 

Telegram

 

 
رشيد حاطوم
 
منذ عقدٍ ونيف لا يتوقف جبران باسيل عن المفاجآت واللعب بأعصاب البلاد والعباد وهو من أتقن لعبة السياسة الداحلية حتى الثمالة.
بكلام بسيط يقول أحد المعلقين في معرض الحديث عن ظاهرة جبران باسيل "يا أخي اذا ما عمل شي بحياتو الا انو جاب السكري والضغط لكل المنظومة الحاكمة، المرئية منها والمستترة، وخلاهن يحكو مع حالن ليل نهار".
هكذا فعل بالأمس، يبدو أنه قد وجه سهامه الحادة بكل الاتجاهات، ولكن الضربة الكبرى كانت باتجاه "ثنائي المرشح الرئاسي" القويين بين قائد الجيش جوزف عون والوزير السابق سليمان فرنجية، ولكن ما كان ملفتاً هذه المرة استهداف القائد مباشرةً ودون مواربة باتهامات كبيرة هي سابقة في مخاطبة قائد للجيش اللبناني وغير مسبوقة في المصطلحات والعبارات والمضمون القاسي.
ليس دفاعاً عن جبران باسيل، وهو شاغل البلاد يومياً، ولكن فلنعد الى كلامه ونرى ربما أين التجني او الخطأ بحق "الرمز الوطني" إذ قال ما حرفيته "قائد الجيش جوزيف عون يخالف قوانين الدفاع الوطني والمحاسبة العمومية ويأخذ بالقوّة صلاحيات وزير الدفاع ويتصرّف على هواه بالملايين بصندوق للأموال الخاصة وبممتلكات الجيش".
وتطرح أوساط متابعة بضعة أسئلة برسم المعنيين وملخصها التالي:
- هل تدخل الأموال المقدمة للمؤسسة العسكرية ضمن حسابات الدولة اللبنانية الرسمية بالشكل الطبيعي والمتعارف عليه؟
- كم بلغت حجم المساعدات المالية والعينية في السنوات الأخيرة التي وصلت المؤسسة العسكرية؟
- هل يمكن لأيٍ منا أن يتبرع مثلاً للجيش الاميركي او السعودي او الايراني او غيرهم دون المرور بالحكومة المركزية؟
- هل تخضع زيارات القائد السياسية والعسكرية لبروتوكولات الأعراف في هذا الشأن تحت اشراف ورعاية الوزير المعني وتتبلغ الحكومة بمضامين المحادثات؟.
- هل بات وزير الدفاع "باش كاتب وموقع تصاريح تسهيل المرور" فقط، أم خلف الموضوع ما خلفه؟
- تعاقب منذ قيادة العماد جوزف عون اربع وزراء دفاع، وكلهم يجمعون على "توتر العلاقة مع القائد" فهل المشكلة بهم ام في مكانٍ آخر؟.
- وأخيراً وليس آخراً: هل بات قائد الجيش، كموظف درجة اولى في الدولة اللبنانية خارج النقد؟ هل بتنا في مصاف "تأليه" القائد وهو لا يُمس؟.
في كل ما سبق فتشوا عن حامي الهيكل، اذ يشكل اليوم نجيب ميقاتي "رأس جبل الدولة اللبنانية العميقة" بكل فسادها وموبقاتها وهو يحظى بدعم المنظومة الى أبعد الحدود، أفلا يتذكر الجميع تاريخ هذه "المفسدة" وتلومون جبران حين يواجهها؟ 
ظاهرة جبران باسيل عصية على الفهم صحيح، هو ما زال غير كل الطبقة السياسية ولكنه في كل مرة يطرح قضايا شائكة ليتبين لاحقاً أنه مُحق بها، واذا لم تصدقوا راجعوا تاريخ حياته السياسية وكم من قضية استراتيجية قد أخطأ بها؟ هل هو من قال "انتخبوني لينخفض الدولار"؟ حين قال "حكيم معراب" جملته الشهيرة "فليحكم الاخوان" كان جبران ينادي  بتنظيم النزوح السوري وكيلت له الاتهامات بالعنصرية واليوم ترزح البلاد تحت نير النزوح حتى الموت، فهل كان على خطأ؟ هل هو من حسم بألا وجود للنفط "وعميضحكوا عليكن" وأمس كانت حفلات التوقيع مع الشركات العالمية؟
نعم هو غريب عن كل هذه المنظومة الا اذا كانت السياسة اللبنانية لا تستقيم بغير شتم والدة جبران باسيل بأغنية تافهة على طريقة ثورة الزعران ونتائجها الباهرة من تعتير التغييريين.
اسمعوا ما يقوله هذا الرجل، لا يلق كلماته جزافاً بل هو من صميم اللعبة الداخلية ولديه العلاقات الدولية الواسعة والعميقة، هو ليس بسياسي تقليدي بل هناك ظاهرة جديدة اسمها "جبران باسيل"... فلا تخطؤوا الحساب كما المرات السابقة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram