على وقع الفوضى السياسية والاقتصادية والمالية والقضائية يفتتح البلد اسبوعا جديدا، فيما يبدو ان مجمل محاولات الضغط المبذولة على اكثر من صعيد تصطدم بالتخبط والبلبلة المتزايدة، مع فشل الكثير من «الانتينات» في تحديد اتجاه الامور، في ظل الهمس الذي بلغ بيروت عن لوائح رئاسية انجزت وفرج «مفروض» آت من خلف البحار، حيث يتداخل الاعتصام النيابي المتواصل داخل البرلمان احتجاجا على استمرار الشغور الرئاسي، بالاعداد لجلسة الانتخاب الجدية التي قد تكون مفاجأة السنة، وليس اخره القمم الخماسية بين واشنطن وباريس، بعد انضمام العراب المصري الى الفريق.
وسط هذا المشهد، خرج الى العلن اللقاء الذي ارادته حارة حريك «فوق الطاولة»، بعد لقاءين «سريين»، مع ميرنا الشالوحي، مع دق الحقيقة ساعتها وبدء حك الركب، وفقاً لمصدر وزاري سابق في الثامن من آذار، والذي اشار الى ان حزب الله حسم خياراته الرئاسية، وانتقل الى مرحلة التطبيق العملي الذي ارادها من مقر التيار الوطني وقوفا على «خاطر» الحليف. ويكشف المصدر ان حزب الله لا ينفي في جلسات مسؤوليه عمق الهوة التي وصلت اليها الامور مع التيار الوطني الحر، وسعيه لحل الاشكالات القائمة، ضمن اطر حفظ المصلحة العامة، كاشفا ان الراي السائد في حارة حريك يدور حول ان القرار النهائي يعود لميرنا الشالوحي في ما خص ورقة تفاهم «مار مخايل»، فالخلاف والاختلاف في الامور الداخلية امر مشروع، ما دامت القضايا الوطنية والاستراتيجية متفقا عليها ولا خوف من «سياسات التيار» في ما خصها.
من جهتها تشير اوساط التيار الوطني الحر الى ان الحزب ارتكب اكثر من «مخالفة» في قضايا لا يمكن للتيار المساومة عليها، وان كان «ساير» طوال ست سنوات حول امور كانت في صلب برنامجه للحكم، الا ان ما حصل بعد خروج الرئيس عون من قصر بعبدا يمس قضايا جوهرية تتعلق بالحقوق وبالصلاحيات، لذلك كان دق التيار ناقوس الخطر.
ورات الاوساط ان مقاربة التيار للانتخابات الرئاسية تختلف تماما عن مقاربات الآخرين، وهي تنطلق من الورقة التي اعدها وعرضها مع غالبية القوى السياسية، اذ تم تحديد مواصفات ومزايا يجب توافرها في الرئيس العتيد، من هنا «عدم الموافقة» على كل الاسماء التي لا تتطابق مع المواصفات، ومنها، وليس حصرا رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزاف عون،على اعتبار انه تمت مفاتحة قيادة الحزب باسميهما.
واعتبرت المصادر ان من حق حارة حريك اتخاذ القرارات التي تراها مناسبة في ما خص الاستحقاق الرئاسي، الا انه لن يكون مقبولا تجاهل الكتلتين المسيحيتين الكبريين، وفقا لما يجري تسريبه، خصوصا ان القاعدة الحاكمة حتى الساعة لا تسمح بتجاهل المكونين المعنيين، مشيرة الى ان المسالة ليست اسم فرنجية.
وختمت الاوساط بالتاكيد على ان ما يجري يدفع الى ضرورة عقد لقاء مسيحي لبحث هذا الملف الرئاسي والاتفاق بالحد الادنى على مواصفات، لذلك فان التيار يمد يده للجميع، تحت عباءة بكركي، وان المطلوب اليوم امام المستجدات والتطورات ما هو ابعد من اتفاق معراب، مبدية اعتقادها بأن اعادة تموضع التيار ستفرض عليه استراتيجية جديدة في التعامل.
نسخ الرابط :