بعد تشدد "حزب الله"... باسيل يضبط "التيار" !

بعد تشدد

 

Telegram

 

ما خلا التواصل الهاتفي الذي يحصل من وقتٍ لآخر بين رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل ومسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا، فإن التواصل بشكله السياسي التقليدي ما زال مقطوعاً بين الجانبين، فيما التواصل النيابي يحصل فقط إذا صودف وجود نواب من الطرفين في ساحة النجمة.

وما يزيد الأمور تعقيداً، رغبة الحزب في منح الغطاء لجلسة الحكومة العتيدة، لكن ضمن شروط معينة، كأن ينحصر البحث في ملفات الكهرباء، وهو أمرٌ لم يحبّذه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي يطلب تغطيةً كاملة غير مشروطة، واستاء من تعمّد بعض وزراء الحزب، الغمز من قناة عدم المشاركة في حال تجاوز جدول الأعمال الأمور المتفق عليها.
عملياً، لن يحصل شيء، كما أنه ليس متوقعاً أن يحصل شيء إيجابي على مستوى العلاقة بين التيّار والحزب في ظلّ هذه الأجواء، وكلّ ما تردد عن لقاءٍ محتمل بين باسيل وصفا تحت شعار إعادة ترتيب البيت الداخلي بين الجانبين، لم يتعد بعض التسريبات الإعلامية، إذ لا اتجاه لذلك لدى الطرفين.

في هذا الوقت بدا الحزب مستاءً جداً من تعمّد بعض وجوه "التيار"، الإرتقاء بالعلاقة معه إلى مستويات غير معهودة كتهديده يومياً ليس فقط بفكّ التحالف، إنما بتحميل الحزب مسؤوليات تراجع شعبيته على المستوى المسيحي أو إجباره على اتخاذ مواقف أخرى أكثر تحرراً، وهو ما قرأ فيه الحزب تملّصاً من التعهدات المبرمة بين الطرفين، مع الإشارة إلى أن الحزب كان قدم مساهمةً جليلة للتيار خلال الإنتخابات الماضية بتعويضه عن المقاعد الذي خسرها.

هذا الجو، أُبلغ رسمياً إلى التيار من خلال القنوات المعتمدة مع إشعارٍ بأن الحزب يتجه إلى مزيدٍ من التشدد في العلاقة مع التيار، وبالتالي إعادة صياغة العلاقة من جديد، وهو ما دفع برئيس التيار إلى إعادة تنظيم الأمور الداخلية لديه، معمّماً على نوابه الإلتزام بالتعاميم السياسية التي تصدر يومياً كتوجيهات عن التيار، والعودة إلى المكتب الإعلامي المركزي في كلّ موقف أو من أجل البناء على موقف، وعدم الخروج عن الخطوط المرسومة، ما فُهم أنه محاولة من باسيل لضبط الأمور وعدم خروجها عن السيطرة.

من جانبٍ آخر، لوحظَ أن باسيل كما الحزب، يعملان على إرساء نوعٍ من التهدئة بينهما من أجل البدء بنقاشٍ صريح، وظهر هذا التوجه خلال الأسبوع الماضي مع عودة الحديث عن جلسة حكومية جديدة، إذ ظهر أن سقف التيار الإعتراضي في مواجهة الحزب، قد اختلف عن موقفه قبيل جلسة الخامس من كانون الأول الماضي. كذلك فإن رئاسة "التيار"، تلقت نصيحةً بالعودة إلى تسوية الأوضاع مع الحزب والإتفاق معه على التوجهات السياسية للمرحلة المقبلة، مع الإشارة إلى الوضعية السياسية غير المستقرة داخلياً للتيار وحاجته إلى حلفاء ومظلة يوفرها الحزب غالباً.

في المقابل، يبدو رئيس مجلس النواب نبيه بري، مستفيداً من حالة عدم التوازن الناشئة حالياً بين التيار والحزب، لا بل تذكر مصادر أنه يعمل على تعميق الفجوة بينهما من خلال مساهمته في دفع ميقاتي إلى جلسة حكومية، أو إدراج بنودٍ متفجرة على جدول أعمالها، كمثل إيحاء عين التينة لميقاتي بأن يدرج بند الترقيات الأمنية. ولهذا الغرض، زار قائد الجيش العماد جوزيف عون عين التينة قبل أيام وناقش "مسودتها"، وهو ما أثار حفيظة التيار، ولو أن موقفه ما زال مكبوتاً حتى اللحظة.


 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram