أضجرني سؤال ، وكنت أخاف أن أنطق به ، لأنني أخاف من نعتي بالجنون أو بالشماتة ، أو بالإستهتار وقلة الادراك .
يقول السؤال :
لماذا على القوميين ان ينزعجوا من الانشقاق ؟
وأُلحقه بتسائلين
متى كانت الوحدة مخرجا صالحا وعملا انقاذيا للحزب ؟
ومتى كان الحزب واحدا منذ كان الزعيم في اغترابه القسري حتى يومنا ؟
إذا عجز القوميون الاجتماعيون إخراج الحزب من بين فكي الاجترار لماذا يتأسفون على انخلاع الفم وتعطيل وظيفة الاجترار ، فالفك الواحد يبقى عاجزا عن الاجترار الى ان يأتيه الحظ ويلتقي بتوأمه .
الى حينه هل نبقى نبكي على الاطلال ونناشد المراجع ونتحدث عن مبادرات الوحدة أو نتلوا فعل الندامة أمام ملائكة الطهارة أما اننا نلجأ الى حك الدماغ ربما نصل الى المخرج .
نقطة البداية القناعة بأن وحدة الفاسدين ويل للحزب ، أن لانخجل من الانشقاق ، ولا نخاف من المغامرة المضمونة النتائج ، أن لا نستعجل قطف العنب ، وأن نصبر الى حين فعل الخميرة الصالحة .
إنشقاق اليوم ليس نتيجة لمسيرة الحزب في أكثر ربع قرن ، ليس نتيجة لطغيان أسعد حردان ، أنه نتيجة لمسار الحزب منذ ما بعد استشهاد الزعيم
لأن عملية الانحراف عن تحقيق غاية الحزب بدأت ما قبل الاستشهاد تحت الا رض وانتقلت بعد الاستشهاد الى تحت الطاولة .
لكن لكل انشقاق نكهة
فإنشقاق 1957 يحمل نكهة عبد المسيح وانشقاق 1975 يحمل نكهة اليسار واليمين وانشقاق 1987يحمل نكهة أسعد حردان وانشقاق 2020 يحمل نكهة خلاف أهل البيت الواحد .ومع كل انشقاق كان يخسر الحزب ميزة أساسية من ميزاته ويكتسب ميزة جديد، وكانت خاتمة المزايا المكتسبة ميزات الشتم والسُباب والاتهام بدليل او دون دليل وفبركة الاخبار وزبدة المزايا كانت ميزة الكذب .
المضحك المبكي هو صراع القيادت على السلطة والمال ،وفي الوقت ذاته يقاتل القوميون الاجتماعيون على كل جبهات القتال في الشام ويرصدون حركة يهود الداخل وقوى الاعداء وهم على استعداد لخوض المعارك مهما كان الثمن .
هذه ظاهرة فريدة لا يوجد لها شبيه في كل الاحزاب والتنظيمات في بلادنا والعالم العربي .
ومرة أخرى يثبت القوميون الاجتماعيون انهم مدركون اكثر من قياداتهم ،
وسعت المسافة بين القوميين والقيادات ، وأصبح الرابط بينهما شعرة معاوية ،
ومتى انقطعت الشعرة سقطت القيادات ولكن أي حضن سيكون مأوى للقوميين الاجتماعيين .
إذا أردنا أنقاذ الحزب وجب علينا التعرّف على طريقة الزعيم في معالجة الانحراف عندما عاد من اغترابه القسري ،ومن ثم محاول الاجابة عن الاسئلة التي انطرحت بعد استشهاد الزعيم على أساس ما تفرضه حاجات الانقاذ في العام 2020.
نختصر معالجة الزعيم للانحراف بنقطتين
الاولى الحوار ومن ثم الطرد
الثانية احياء الندوة الثقافية
الزعيم ضمن انقاذ الحزب من الانحراف
كيف نستطيع انقاذ الحزب من الانحرافات المتراكمة منذ استشهاده حتى اليوم
القاعدة الاولى : هي الانتقال من أجواء التعديلات الدستورية المتعلقة بعملية انبثاق السلطة ، والتوقف عن اعتبار طريقة ممارسة الديمقراطية سببا جوهريا للانشقاقات الحزبية والرضوخ لفكرة ان الانشقاق قدر يريده لنا الخارج ولا نريده نحن لحالنا .
القاعدة الثانية: يجب الانتقال من اعتبار الآخر سببا لانشقاقنا الى تحميل أنفسنا مسؤوليات الانشقاقات .
يوجد أربعة مداخل لدخول الانشقاق الى صفوفنا
المدخل الأول :الأمية العقائدية والفكرية التي سيطرت على مؤسسات الحزب السوري القومي الاجتماعي
المدخل الثاني : غياب الاخلاق القومية الاجتماعية عن القيادات المسؤولة عن المؤسسات الحزبية وعدد كبير من القوميين الاجتماعيين
المدخل الثالث : بروز النزعة الفردية وتغلغها في صفوف المسؤولين والقوميين الاجتماعيين
المدخل الرابع : دخول آفة الفساد الى معظم القيادات الحزبية
الانقاذ يبدأ بمعالجة هذه المداخل الاربعة وعبرها تتم الاجابة عن اسئلة ما بعد الاستشهاد
الانقاذ يبدأ باستلهام طريقة الزعيم في التأسيس الاول والعمل بوحي منها ؟
الشائع ان معظم القوميين الذين يرغبون إنقاذ الحزب هم خارج المؤسسات الحزبية وبالتالي لا يملكون سلطة القرار التي تسمح لهم بتنفيذ مشروع الانقاذ . هنا يجب الاستلهام من طريقة التأسيس الاول .
كيف تكون معالجة المداخل الاربعة
على المتنكبين مهمة الانقاذ الكتابة في خطورة هذه المداخل الاربعة بأسلوب سهل ومفهوم يصل الى جميع السوريين القوميين الاجتماعيين
على المتنكبين مهمة الانقاذ الكتابة في غاية الحزب ومبادىء الحزب بطريقة سهلة يفهمها جميع القوميين الاجتماعيين
على المتنكبين مهمة الانقاذ الكتابة بالاخلاق القومية الاجتماعية والمناقب القومية الاجتماعية وايصال هذه الكتابات الى جميع السوريين القوميين الاجتماعيين
على المتنكبين مهمة الانقاذ التحول من التنظير الى العمل وتقديم نموذج القدوة للشروع في عملية إعادة البناء وإعادة التأسيس .
على المتنكبين مهمة الانقاذ التحلي بالصبر والمنطق وتحديد الاهداف القريبة والاهداف البعيدة ،والشروع في تنفيذ الممكن والمتاح والانتقال بهدوء من مرحلة الى مرحلة ،وختام كل مرحلة يرسم مرحلة جديدة ،فعملية البناء والتأسيس عمل مستمر لا زمنا محددا له ابدا ولا نهاية لمواضيعه فكل مرحلة تتنتج مواضيعالمرحلة القادمة ، لا خواتم في عملية البناء واستكمال التأسيس .
على المتنكبين مهمة الانقاذ ان يقتنعوا ان العلّة ليست في الشعب ،إنما العلّة فينا ،لأننا لم نعد نمتلك الخطاب الجاذب ، فإذا عجز كل حراكنا الثقافي في بيروت والشام من استقطاب فئة الشباب والطلبة ، هذا لا يكون لعلة فيهم بل لعلة فينا لأننا عجزنا عن استنباط الوسيلة الناجحة والموضوع المّختار الذي يشكل مدار اهتماهم ، لذلك وجب على المتنكبين مهمة البناء واستكمال التأسيس اختيار المواضيع بدقة ، وجعل الاولوية للتحديات الجديدة التي تتعرض لها بلادنا والدخول منها الى تحديد كل التحديات وكيفية مواجهتها .
على المتنكبين مهمة الانقاذ إطلاق النوادي الثقافية والفكرية التي تخرّج قيادات شابة تعمل على انقاذ الحزب
على المتنكبين مهمة الانقاذ تأسيس الجمعيات التعاونية والمشاريع الاقتصادية الصغيرة في القرى التي تساعد على نمو الشعور بالتعاضد الاجتماعي وبث روح المساعدة والتكافل ونشر القيم الاخلاقية والمناقبية .
على المتنكبين مهمة الانقاذالعودة الى صباح الثامن من تموز والتركيز على كتابة تعديلات دستورية وقوانين تنظم حركة وصولنا الى الشعب وتحقق انتصار غاية الحزب في شعبنا .ومن ثم تعديلات دستورية تتعلق بانبثاق السلطة وعلى قاعدة الاشارات التي ذكرها سعادة في كتاباته .إن الرفيق المختّص بالقانون والمدرك لغاية الحزب السوري القومي الاجتماعي والفلسفة السورية القومية الاجتماعية لا يحتاج الى إبطال كل التعديلات الدستورية ، فقط يحتاجها من باب الاضطلاع وإذا كان فيها إشارات مُساعدة ، وليس على قاعدة دراستها وتقويم انحرافها لأنها خرجت عن الاساس الدستوري والقانوني للعقيدة السورية القومية الاجتماعية .
يعتبر انجاز قانون الجمعيات والنوادي والمتنديات من أهم الانجازات التي يمكن ان يحقهها من تنكبوا مسؤولية الانقاذ ، لأنه من رحم هذه الجمعيات والنوادي والمنتديات ستنطلق بذور الانقاذ في كل المؤسسات وفي كل المطارح وستتنظّم قوة قوية تتفاعل مع الحالات الناشئة ليتحولوا جميعهم الى حالة واحدة تفعل في المجتمع فكرا وثقافة وسياسة واقتصادا .
وسيم سعادة
في 22تشرين الثاني 2020
نسخ الرابط :