قيل الكثير في اللقاء الذي جمع مساء الجمعة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط. والكثير من هذا القال والقيل جاء مجافيا لحقيقة اللقاء ومداولاته وللترتيبات التي سبقته وبعض ملابسات اللحظات الأخيرة التي سبقت جلوس الرجلين في صالون منزل الصديق المشترك.
وسبق لـ"ليبانون فايلز" أن كشف (السبت ٢٤ كانون الأول) الجوانب الأبرز والأهم في اللقاء، محتفظا بجوانب أخرى إطّلع عليها لكنه فضّل عدم كشفها احتراما للمجالس بالأمانات.
أهمّ ما تمّ تسجيله يكمن في الآتي:
١-حصل الإجتماع في منزل جوي الضاهر بمسعى منه ومن صديق مشترك.
٢-لم يكن مقررا أن يكون اللقاء في كليمنصو أو في اللقلوق أو في أي مكان آخر سوى منزل الضاهر. كما لم يكن مقررا أن يكون على طاولة غداء. وما قيل خلافا لذلك في الإعلام من استنتاجات وخلافات اللحظة الأخيرة ترويج فرضه ملء الفراغ الهوائي نتيجة تكتم المعنيين ورغبتهم في عدم التسريب. وهذا ما جعل التغطية الإعلامية متخبّطة شابها الخروج عن الموضوعية.
٣-لم يكن موضوع المجلس العسكري على جدول الأعمال، ولم يُطرح في اللقاء. لا بل لم يحضر أصلا في مداولات ترتيب الاجتماع والتي استمرت أياما عدة. وتاليا لم يكن في بال أي من الفريقين أن تُطرح مقايضة توائم بين التمديد لرئيس الأركان السابق اللواء أمين العرم وبين صفقة رئاسية مزعومة. وكل ما قيل غير ذلك في الإعلام ضرب من ضروب التخيّل.
٤-طغت الإيجابية على الدقائق التسعين التي استهلكها الإجتماع. وهو ما أمكن تلمّسه في ملامح الرجلين.
٥-كان العنوان الرئاسي ركيزة الإجتماع من غير أن يحجب تناوله عناوين أخرى سياسية واقتصادية، وخصوصا خطة التعافي المالي والبرنامج مع صندوق النقد الدولي وتعثّر القوانين الإصلاحية في مجلس النواب، في مقدمها الكابيتال كونترول.
٦-عرض كل من باسيل وجنبلاط وجهة نظره الرئاسية من موقع الإختلاف، ولكن أيضا انطلاقا من ضرورة تأصيل الحوار وتطويره بهدف التأسيس للخروج من الحلقة الرئاسية المفرغة التي تزيد التأزيم وتُطْبق تباعا على اللبنانيين.
٧-لم يجرِ تسويق أسماء للرئاسة، بل عرض مستفيض لبروفايلات أبرز المرشّحين راهنا ومدى قدرتهم على مواجهة متطلبات المرحلة سياسيا واقتصاديا، ومواكبة التحديات ورعاية حوار شامل وإدارة خطة انقاذ وتعافٍ، والإيفاء بأي التزامات مسبقة وردت إما في برامجهم أو في حواراتهم.
٨-تشارك الرجلان أبرز المواصفات التي من المفترض أن تتوفّر بالرئيس العتيد، في مقدمها النزاهة السياسية والمالية والمعرفة الإقتصادية، ليتبيّن أن هاتين المواصفتين لا تتوفران في المرشحين المتقدّمين راهنا.
٨-ستكون هناك متابعة على مستوى قيادي للاجتماع والمداولات والخلاصات، من خلال آليات يُعمل عليها، بما ينفي ترويج بعض الجهات لفشل اللقاء في تحقيق أهدافه، ولما قيل عن رفض النائب تيمور جنبلاط الحوار مع باسيل.
٩-سيُستكمل لقاء الجمعة بلقاءات بين باسيل وجنبلاط الإبن انطلاقا من خريطة طريق مشتركة باركها جنبلاط الأب وستكون محور دينامية رئاسية متقاطعة للوصول الى توافق رئاسي من خارج المطروح راهنا، بما أن المرشحين الحاليين لا تتوافر فيهم المواصفات التي تؤسس لإخراج لبنان من أزمته السياسية والإقتصادية.
نسخ الرابط :