تماشيا مع الجهود القائمة لدعم وتفعيل عمل السلطات المحلية في التصدي للتحديات الاجتماعية والاقتصادية والخدمات الاساسية الحالية وفي اطار مشروع التمكين البلدي (MERP) المنفذ بالشراكة بين برنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرية(UN-Habitat) وبرنامج الامم المتحدة الانمائي (UNDP)من خلال تمويل من الاتحاد الاوروبي نظم برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ورشة عمل اليوم الخميس في فندق هلتون-بيروت غراند حبتور في سن الفيل ، تخلله تقديم نتائج وتوصيات دراسة تقييم التنمية الاقتصادية المحلية في اتحاد بلديات المتن الشمالي الساحلي والاوسط.
استهلت الورشة بكلمة ترحيبية من نائب رئيس اتحاد بلديات المتن الشمالي الساحلي والاوسط ورئيس بلدية الجديدة انطوان جبارة.
و افتتحت مديرة برنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرية في لبنان(UN-Habitat) تاينا كريستيانسن الورشة مؤكدة ان الدراسة التي انجزت على هذا الصعيد هي الاولى على مستوى التنمية الاقتصادية المحلية خصوصا بعد الازمة التي عصفت بلبنان.
واشارت في كلمتها الى ان هذه الدراسة اظهرت ان 93% من الاسر في قضاء المتن تأثرت بمستوى معيشتها والى ان نسبة كبيرة منها اصبحت تعتبر نفسها فقيرة.
واعتبرت كريستيانسن ان تداعيات الهجرة على نطاق واسع مدمرة للرأسمال البشري سواء في المتن ام على مستوى لبنان.
وقالت: بغياب مشروع انعاش اقتصادي وطني تعرضت الشركات في المتن لضربة قوية جدا و حالة المتن شبيهة بحالة سائر المناطق اللبنانية وهو ما يسلط الضوء على الضرورة الملحة للتركيز على التنمية الاقتصادية المحلية التي تعتبر سندا اساسيا للخروج من الازمة التي وقع فيها اهالي المتن كذلك سائر اللبنانيين.
بعد ذلك، عرض مساعد الممثلة المقيمة لبرنامج الامم المتحدة الانمائي في لبنان (UNDP) ادغار شهاب للبرنامج وأهدافه ومشروع التمكين البلدي.
ثم عرض فيلم وثائقي عن التنمية الاقتصادية المحلية تخللته الخطوات والنتائج التي أفضت إليها دراسة تقييم التنمية الاقتصادية المحلية في المناطق المستهدفة، اضافة إلى عرض كامل للبلديات واتحادات البلديات والمجتمع المحلي والقطاع الخاص حول نتائج دراسة تقييم التنمية الاقتصادية المحلية التي انجزت في إطار مشروع التمكين البلدي بالشراكة مع جمعية المدن المتحدة في لبنان – المكتب التقني للبلديات اللبنانية.
بعد ذلك، عرض مسؤول التنمية الاقتصادية المحلية – مشروع التمكين البلدي كيفورك بابويان للعناصر الأربعة للتنمية الاقتصادية المحلية: ترتيب الأراضي، ورأس المال البشري، والاقتصاد والسوق، والحوكمة.
جدير ذكره ان هذه الدراسة، وهي الأولى من نوعها والوحيدة حتى تاريخه، تحلل تأثير الأزمة الاقتصادية والمالية على المستوى المحلي وتداعياتها على اتحادات البلديات والبلديات. وهي توفر فرصة فريدة لاتحاد بلديات المتن الشمالي والمجتمع المحلي لفهم أفضل للتحديات الأساسية التي تهدد التنمية الاقتصادية المستدامة. وتقدّم نتائج الأرقام الرئيسية وخارطة طريق ملموسة تسمح بالتنسيق والشراكة بين اتحادات البلديات والمجتمع المحلي والقطاع الخاص المحلي بهدف وضع أسس لاقتصاد محلي مستدام يوفّر فرص العمل والفرص الاقتصادية، ويحسّن الظروف المعيشية في المجتمع ككل”.
وقد اظهرت هذه الدراسة الميل الكبير الى الهجرة و انخفاض الاراضي الزراعية بنسبة 5% وتبين فيها ان 93% من الاسر تكسب بالليرة اللبنانية وان 52% منها تبني استراتيحيات التكيف السلبي بالنسبة الى التغذية وان 65% من ارباب الاسر يعتبرون ان الرعاية الصحية التي تحصل عليها اسرهم اقل بكثير مما كانت عليها عام 2019 اضافة الى ان 42% من الشركات اضطرت الى تسريح عمالها للحد من خسائرها.
ثم نظمت حلقتا نقاش حول “رأس المال البشري والاقتصاد والسوق” ادارهما رئيس جمعية التجارة العادلة في لبنان سمير عبد الملك و شارك فيهما كل من رئيس بلدية الجديدة انطوان جبارة ورئيس بلدية نابيه المحامي مروان عطالله وحسين شعيتو الخبير الاقتصادي في مجال التنمية في مبادرة سياسات الغد وعضو في فريق خبراء جمعية المدن المتحدة في لبنان.
وشارك في حلقتي النقاش كذلك كل من السيدة اربين مانغاسريان مؤسسة بادغير (وهي حاضنة فنون ومنصة ثقافية متعددة الاغراض لترويج التراث الارمني) كممثلة عن القطاع الخاص وبراين يوسف كممثل عن الشباب( برنامج القيادات الشابة التابع لبرنامج الامم المتحدة الانمائي).
وقد ركزت الحوارات على اهمية هذه الدراسة ومأسستها لتشكل حلقة من سلسلة تفضي الى تحقيق الاهداف المنشودة من التنمية الاقتصادية المحلية اضافة الى سبل الاستفادة منها في مقاربة احتياجات اتحاد البلديات ككل و البلديات المنضوية فيه خصوصا لجهة اعادة ترتيب الاولويات بسبب ما تعرض له لبنان من جائحة كورونا وانفجار مرفا بيروت .
وقد شارك عدد كبير من الموجودين في النقاش حول مواضيع الطاقة البديلة والصرف الصحي وفرز النفايات ولا سيما بسبب وجود مكب الجديدة وبرج حمود وما يتعرض له سكان القضاء من تاثير على الصحة العامة وضرورة ايجاد حلول مستدامة تأخذ في الاعتبار الوضعين الصحي والبيئي من خلال اعتماد الطرق الحديثة في الجمع والكنس والفرز.
وتناول النقاش كذلك عرضا لمبادرات مجتمعية ناجحة خصوصا على مستوى نشاطات الشباب والمراة من شأنها ان تُعيد الامل والثقة بامكانيات اللبنانين على الرغم من حدة الازمة التي يعيشونها.
نسخ الرابط :