افتتاحيات الصحف ليوم الأربعاء 30 تشرين الثاني 2022

افتتاحيات الصحف ليوم الأربعاء 30 تشرين الثاني 2022

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء :

إيران وأميركا في المونديال: العالم ينقسم سياسياً… وخسارة إيران لا تحجب جدارتها / ميقاتي يلوّح بالدعوة لجلسة حكومية… واختبار توازن القوى الوزاري مع التيار / الكابيتال كونترول يراوح… والدولار الجمركي يحرّك النقابات… ودولار السوق يرتفع

 

 

انقسم العالم وجمهور المشجعين حول مباراة إيران وأميركا سياسياً، بعكس سائر المباريات التي كان الانقسام حولها رياضياً أو وطنياً أو دينياً أو قارياً. فجمهور المشجعين العرب انقسم بين محورين يشجع ايران او يشجع أميركا وفقاً للهوى السياسي. وفي العالم كان الأمر كذلك، ورغم نهاية المباراة بفوز أميركي صعب (1-0)، أظهر المنتخب الإيراني، خصوصاً في النصف الثاني من المباراة براعة وحضوراً قوياً وصل حد السيطرة على الملعب وتهديد الشباك الأميركية عدة مرات بجدية، ما دفع عدداً من المعلقين الرياضيين الى القول إن إيران استحقت الفوز بمعايير المهنية والاحتراف، وقيمة المباراة لا تأتي من كون الفائز فيها فائزاً في السياسة ولا الخاسر خاسراً سياسياً، بل من كونها من الزاوية الإيرانية تقول إن الحديث عن دولة شمولية سقط في ملاعب المونديال، فالذين صفقوا لامتناع اللاعبين الإيرانيين عن إنشاد النشيد الوطني لبلدهم في المباراة الأولى، وجدوا أنفسهم يعترفون بصعوبة فهم المشهد الإيراني، حيث دولة تحت الحصار وتعيش أحداثاً تعبر عن انقسام في الشارع تقدّم منتخباً حيوياً يحمل راية بلده بكل ما تمثله من تنوّع وحريات ومساحات للتعدد السياسي، لكنها دولة قوية متماسكة كل شيء فيها ينبض بالحياة.

لبنانياً، نقلت مصادر إعلامية عن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عزمه الدعوة لاجتماع لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل، وهو ما وصفته مصادر حكومية باختبار جدي لموازين القوى الوزارية بين ميقاتي والتيار الوطني الحر، ومحاولة استكشاف عدد الوزراء الذين يمكن أن يستجيبوا لدعوة التيار لمقاطعة الجلسة، خصوصاً أن ميقاتي أعاد التذكير قبل أسبوع في حوار تلفزيونيّ بأنه سيدعو عند الحاجة لجلسة حكومية وبأن الجلسة تعتبر دستورية بحضور ثلثي الوزراء.

على الصعيد المالي، واصل قانون الكابيتال كونترول المراوحة، مع كلام واضح لنائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب عن وجود قوى وازنة لا تريد إقرار القانون، وقوى وازنة أخرى لا تريد مناقشة القانون، بينما تعتقد مصادر مالية أن الهدف من التمييع أو تثقيل النقاش بقضايا أكبر ما يحتمله موضوع وقف التحويلات الذي يستهدفه القانون، بنية بقاء اللعبة مفتوحة أمام حاكم مصرف لبنان لسحب فائض الدولارات المحقق في السوق بفعل التحويلات والتدفقات التي تفوق حجم المستوردات، وضخ الليرات المطبوعة بدلاً منها، وإبقاء الباب مشرعاً لتحويل هذه الدولارات دون حسيب أو رقيب.

الدولار الجمركي وموعد بدء تطبيقه كان موضوع اهتمام نقابي مع تهديد بالتحرك في الشارع، على ايقاع ارتفاع دولار السوق السوداء مجدداً تحت تأثير سحب مصرف لبنان للدولارات مقابل الليرات التي يقوم بطباعتها.

فيما بات مؤكداً ترحيل الملف الرئاسي الى العام الجديد، تتقدّم الهموم المعيشية والأزمات الاقتصادية والمالية التي تتفاقم كل يوم وتضع البلاد والعباد أمام المصير المجهول، في ظل التخبّط الحكومي والنيابي في معالجة المشاكل والأزمات بدءاً بالكهرباء والاتصالات والمحروقات والاستشفاء والدولار الجمركي والدولار الرسمي ومطالب العسكريين المتقاعدين وأساتذة التعليم الرسمي والمهني وزيادة رواتب القطاع العام والمهدّدة بالتوقف بعد تقدم عدد من النواب بطعن أمام المجلس الدستوري بقانون الموازنة العامة للعام 2022.

وواصلت اللجان المشتركة أمس، مناقشة قانون الكابيتال كونترول في مجلس النواب وقد علقت البحث في البند ١٧ من المادة الثانية المتعلقة بالأموال الجديدة وناقشت البند الأخير من المادة الثانية المتعلقة بالتعريفات أي تعريف «اللجنة».

وأرجأت جلستها الى صباح اليوم، على أن يُصرّح نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب بعد انتهاء الجلسة عن أجواء النقاش.

وعلمت «البناء» أن جبهة نيابية أصرّت خلال الجلسة على ربط إقرار هذا القانون بخطة التعافي المالي، بحجة الحفاظ على الودائع، فيما الهدف وفق مصادر نيابية تطيير القانون لأسباب متعددة. وتشير المصادر الى أن «لوبي» نيابياً لن يسمح بتمرير الكابيتال كونترول إلا اذا تضمن بنداً يمنع بموجبه رفع المودعين دعاوى ضد المصارف وأي ملاحقة قضائية لهم مع مفعول رجعي أي إسقاط كافة الدعاوى المرفوعة سابقاً.

ولدى خروجه من مجلس النواب، قال نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي: «عند مناقشة المشروع، تطرّق بعض النواب الى خطة التعافي، وقلت إن هذا الموضوع منفصل وموضوع شطب الودائع غير موجود، نحن نريد أن نعيد التوازن والعمل في مصرف لبنان كسلطة نقدية. لدينا خطة مفصلة أرسلت الى مجلس النواب في ايلول والخطة الاولية أرسلت منذ أشهر، وهناك نوع من الشعبوية».

إلا أن مصادر مطلعة على الملف المالي تحذر عبر «البناء» من خطر كبير على الودائع الكبيرة والصغيرة، موضحة أن أموال المودعين التي كانت في المصارف لم تعد موجودة، وجرى تبديدها عبر استثمارات المصارف ومصرف لبنان والهندسات المالية والسندات وغيرها وتم تهريب القسم الآخر الى الخارج قبل أحداث 17 تشرين وخلالها وبعدها، وما بقي منها لا يشكل سوى 20 في المئة ويجري توزيعها على المودعين عبر التعاميم الصادرة عن مصرف لبنان التي تشطب ما تبقى من قيمة الودائع والآن يجري إغراء المودعين وتخديرهم برفع سعر الدولار المصرفي الى 15 ألف ليرة. وتساءلت المصادر ما الدليل الذي يثبت وجود الودائع في مصارف لبنان؟ وكيف تكون موجودة فيما أغلب المصارف في لبنان أفلست وهربت أموالها الى الخارج؟ والدليل عدم قدرتها على إعادة الودائع ولا تمويل القطاع الخاص ولا حاجات الدولة ولا حتى تقديم قروض شخصية، ولفتت الى أن الخطة المالية التي وضعتها الحكومة لن تستطيع معالجة الأزمات لا سيما أزمة المودعين والودائع التي لن تعود قبل سنوات طويلة اذا ما استمرت هذه السياسات. وتوقعت المصادر أن تستعر المواجهة بين المصارف والمودعين.

وكان اعتصام المودعة التسعينية إدرو خضر، أمس، داخل بنك عودة فرع سليم سلام أبلغ تعبير عن ما يعانيه المودعون، إذ رفضت المودعة الخروج مطالبة بوديعتها وقيمتها 20 الف دولار.

وقبل ساعات من دخول قرار رفع الدولار الجمركي الى 15 الف ليرة حيز التنفيذ، رأس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي سلسلة اجتماعات مالية لا سيما ما يخص الدولار الجمركي.

وبحث هذا الملف مع رئيس المجلس الأعلى للجمارك العميد أسعد الطفيلي. كما رأس اجتماعاً خصص للبحث في موازنة العام 2023 شارك فيه نائب رئيس الحكومة سعاده الشامي، وزير المالية يوسف الخليل، مستشار الرئيس ميقاتي الوزير السابق نقولا نحاس، مدير عام وزارة المالية جورج معراوي، مدير عام الجمارك بالإنابة العميد ريمون خوري. وأعلن الوزير الخليل بعد اللقاء أنه تم البحث بموضوع موازنة عام 2023 والتعديلات المطلوبة عليها، والانخراط في تصحيح جدي للمواضيع المالية والاقتصادية فيها.

وكان النائب علي فياض قد قال خلال جلسة اللجان: «نقدّم توصية تتعلق بقرار تعديل سعر الصرف من 1500 للدولار الى 15 الفاً»، وأضاف: «علمنا أن هناك نقاشاً في مصرف لبنان حول إدراج ذلك ضمن قروض التجزئة وأحذر من أن أمراً كهذا يضع الناس امام استحقاقات لا يمكن تلبيتها».

وحذرت أوساط اقتصادية عبر «البناء» من تداعيات رفع الدولار الجمركي على أسواق السلع والمواد الغذائية في ظل عدم فوضى السوق وطمع التجار واستغلالهم لأي قرار أو أزمة، وتساءلت ما هي المعايير التي وضعت للسلع والمنتجات التي سيشملها الدولار الجمركي؟ وهل سيشمل المشتقات النفطية؟ وما الضمانة بأن لا يرفع التجار كل المواد والبضائع التي استوردوها منذ أشهر وخزنوها في المستودعات؟ وهل تكفي فرق مراقبي وزارة الاقتصاد لمراقبة وضبط كل المخالفات التي قد تحصل في ظل عدم قدرة الأجهزة الأمنية على تغطية كل المهمات الموكلة اليها والتي زادت بعد اعتكاف القضاء؟

ويبدو أن أزمة سياسية جديدة ستقتح المشهد السياسي بسبب توجه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى الدعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء، الأسبوع المقبل، لبحث ملفات تحتاج الى قرارات في مجلس الوزراء لا سيما سلفة الكهرباء.

وكالعادة مع حلول فصل الشتاء، اقتحمت السيول شوارع وطرقات مناطق عدة، واحتجزت المواطنين في سياراتهم التي غرقت في السيول.

وأدّى تساقط الأمطار بغزارة أمس، إلى تجمع للمياه على أوتوستراد جونية بالاتجاهين وعلى الطريق البحرية، مما ادى الى ازدحام خانق للسير في المحلة، وتضرر سيارات علقت في السيول الجارفة. وكذلك الأمر في إقليم الخروب وعلى الساحل ومناطق أخرى.

ونشر وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية، عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوّراً من منطقة ساحل علما، موضحاً أن «المقطع يُظهر بوضوح مكان تدفّق المياه وخروجها عن مجراها إلى الطرقات في البلدات لتتشكل عبرها سيول جارفة معها الأتربة إلى الأوتوستراد». وأكد حمية، أن «هذا بسبب التعديات على مجاري المياه الشتوية والعبارات وعدم مراقبتها من قبل الجهات المختصة (بلديات – وزارة الطاقة)».

في غضون ذلك، يحضر ملف لبنان بين الرئيسين الفرنسي والأميركي ايمانويل ماكرون وجو بايدن في واشنطن في الساعات المقبلة.

وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي التقى سفيرة الولايات المتحدة الأميركية دوروتي شيا وجرى بحث الأوضاع العامة والعلاقات بين البلدين، كما زارت شيا الرابطة المارونية، وشددت على وجوب انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وعدم جواز الشغور في موقع الرئاسة الاولى، وذلك من أجل انتظام عمل المؤسسات الدستورية، موضحة أن الإطالة والمراهنة على عامل الوقت ليس في مصلحة لبنان.

ووفق معلومات «البناء» فإن البحث الجدي في الملف الرئاسي سيبدأ مطلع العام المقبل، حيث سيجري استكشاف فرص التوافق على رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي يواصل حزب الله والرئيس نبيه بري العمل على تأمين النصاب والأكثرية لانتخابه لا سيما مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وفي حال سدّت أبواب التوافق سيجري حتى ذلك الحين جس نبض التوافق على أسماء عدة.

*****************************

افتتاحية صحيفة الأخبار :

متى يرشّحون قائد الجيش علناً؟

 

 بات ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية عنوان عدد غير قليل من اللقاءات التي تجري في لبنان وخارجه. تتولى فرنسا الدور الأبرز نيابة (بصورة مؤقتة) عن الولايات المتحدة وبتفاهم (غير كامل) مع السعودية. بينما اتفق على دور خاص لقطر، القادرة على الوصول إلى من لا يصل إليه الغرب والسعودية، لا سيما أن الدوحة عادت وعزّزت تواصلها مع قوى لبنانية عدة، بعضها بصورة معلنة وأخرى بعيداً من الأضواء. وكما كل مرة، يجري ترغيب اللبنانيين بأنه في حال حصول الغرب والخليج على مبتغاه من الاستحقاق الرئاسي، فإن هناك من سيتولى تمويل الاتفاق السياسي. وإذا تمنّعت السعودية، لأسبابها الخاصة، وخافت الإمارات كما الكويت من غضب محمد بن سلمان، فإن لقطر خصوصية تتيح لها التمايز، وحتى التفلّت من دون خشية عقاب آل سعود.

عملياً، ليس سهلاً أن يتم الإعلان رسمياً عن ترشيح قائد الجيش. إذ أنه شخصياً ليس في وارد ذلك الآن، بل إنه، على العكس، يشدد على كل العاملين معه في المؤسسة العسكرية، وعلى أعضاء الخلية الإعلامية – السياسية القريبة منه، الامتناع نهائياً عن ترداد اسمه في كل المنتديات، ويترك لنفسه هامشاً لتواصل خاص مع القوى التي يهتم هو، كما غيره، بالحصول على دعمها أو موافقتها أو حتى عدم ممانعتها أي غالبية تتوافر لانتخابه.

لكن زوار العاصمة الفرنسية سمعوا هذه المرة كلاماً مباشراً عن أن جوزيف عون يمثل حيثية تسمح له بلعب دور خاص في المرحلة المقبلة. وزاد الفرنسيون أنه لا يجب التعامل معه على أنه مشكلة لأحد. فهو ليس سياسياً، ولا يمثل وجهة تجعله خصماً لهذا الفريق أو ذاك، ولديه تجربة في الجيش أتاحت له الحصول على دعم غالبية القوى السياسية ودعم «المجتمع العربي والدولي». وأضاف الغربيون على الفرنسيين مقولات من نوع أن البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي يميل إلى عدم تعديل الدستور مرة جديدة من أجل عسكري، يؤيد قائد الجيش إذا حصل على دعم سياسي من قوى مسيحية وازنة وعدم ممانعة غالبية إسلامية. ويستند آخرون إلى أن «القوات اللبنانية» سبق أن أعلنت على لسان رئيسها، سمير جعجع، عدم معارضة وصول قائد الجيش إلى رئاسة الجمهورية. بينما يتحدث الأميركيون بثقة عن أنهم يملكون كلمة السر لعدد غير قليل من النواب المستقلين الذين سيؤيدون قائد الجيش، وأن قسماً لا بأس به ممن يصوتون اليوم للنائب ميشال معوض لن يعترضوا على قائد الجيش، خصوصاً الأصوات التي تقول إن معركتها هي ضد حزب الله، وتعتبر أن قائد الجيش لعب دوراً ندّياً للحزب، ولم يسمح له بالتدخل في شؤون الجيش، كما كان حازماً معه في أكثر من مكان بما في ذلك أحداث الطيونة.

 

لكن ماذا عن مواقف الجبهة السياسية التي تمثل الثقل السياسي والانتخابي، وهي تضم قوى غير متآلفة تماماً، من الرئيس نبيه بري وحزب الله إلى وليد جنبلاط وصولاً إلى التيار الوطني الحر ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وبعض النواب المحسوبين على تيار المستقبل. إذ أن هؤلاء يفضلون توافقاً في ما بينهم على الرئيس المقبل. وبما أن موقف النائب جبران باسيل من ترشيح فرنجية يمثل عقبة كبيرة أمام تمرير ترشح الأخير، فإن دعوة باسيل إلى اختيار اسم آخر للتوافق عليه ليس محل اتفاق حقيقي. إذ أن بري وجنبلاط يرفضان اسماً يرشحه باسيل، ولن يكرّر فرنجية تجربة العام 2016، فيما حزب الله الذي يميل إلى فرنجية لن يكون مرتاحاً إلى أي مغامرة بتجربة تذكره بعهد ميشال سليمان.

 

وتمثل نقاط الاختلاف القوية بين أطراف هذه الجبهة نقطة الضعف التي يعمل عليها الغرب. صحيح أن السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا تشجع قائد الجيش على تفاهم مع حزب الله، كما أنه صحيح أن قائد الجيش قرّر فتح قناة اتصال أكثر وضوحاً مع الحزب، إلا أن كل ذلك لا يعني أن الحزب واثق من خيار كهذا. حتى كلام الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله عن الجيش الذي يرفض الضغوط الأميركية، يحمل عدة أوجه، بينها إشارة انتقاد إلى سلوك قيادة الجيش التي تقبل بأن يسرح الأميركيون على هواهم في مقر وزارة الدفاع، وتسمح للضباط الأميركيين بالتصرف بوقاحة والتدخل في معظم ملفات الجيش بحجة الدعم أو الإشراف على المساعدات.

 

من جهة أخرى، واضح بالنسبة إلى حزب الله أن جهة مثل السعودية التي ترفض إعلان موقف واضح من المرشحين، تضع مواصفات أوضح من كل الآخرين، إذ يقول السعوديون إنهم يريدون رئيساً لا يرضى عنه حزب الله، أو يخشاه حزب الله، ويقفل الأبواب أمام وصول الحزب إلى أي مؤسسة في الدولة، ويختار فوراً قائداً جديداً للجيش ومديراً للمخابرات وقادة أجهزة أمنية ممن لا تربطهم أي علاقة مع حزب الله. وفي مقابل هذه اللاءات، تقدم السعودية مغريات تتنوع بين توفير الدعم السياسي والمادي وصولاً إلى الحديث عن إحياء هبة الـ 3 مليارات دولار للجيش اللبناني التي أقرّها الملك الراحل عبدالله قبل أن يلغيها محمد بن سلمان.

 

مع هذه الحصيلة من الهواجس والشكوك والمبادرات الخفية، يظهر أن ترشيح قائد الجيش يحتاج إلى ضربة بداية قوية، كأن تعلن جهة بارزة، مثل البطريرك الماروني، دعمه علناً، ليلحق به آخرون من كتل نيابية وسياسية، قبل أن يصل الإمداد الديبلوماسي والسياسي الخارجي، وعندها يفتح باب المقايضات. وثمة نقاش جدي حول ما يردده الفرنسيون من أنهم على ثقة بالقدرة على إقناع بري وجنبلاط بالسير بقائد الجيش، وأن اعتراض باسيل وحزب الله سيشكل عنصر إحراج لهما وليس العكس. بالتالي، سنكون أمام محاولة غربية جادة لحشد تأييد سياسي ونيابي يتجاوز الـ 65 صوتاً، ليصار بعدها إلى حشر التيار الوطني الحر وحزب الله في الزاوية ودفعهما إلى خطوات لا تظهرهما في موقع المعارض لتسيير أمور البلاد.

 

قد يبدو السيناريو سهلاً بالنسبة للبعض. لكن فكرة القبول بحل ترعاه الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية يمثل نقطة خلاف ستقود حكماً إلى انفجار كبير. وفي حال كان الجميع يراهن على أن حزب الله والتيار الوطني الحر لن يقدما على خطوة تهدّد الاستقرار العام، فإن ذلك لا يلغي حقيقة أن انتخاب قائد الجيش بصورة قسرية، سيجعل لبنان أمام عهد جديد يبدأ يومه الأول مع كمّ كبير من المشكلات، وفي مواجهة معارضة قادرة على خلط الأوراق في كل يوم. وهذا ما يجعل الغربيين، وخصوصاً الفرنسيين، يفكرون بصيغة مختلفة من النقاش علّهم يصلون إلى تفاهم جديد.

******************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

جونية نكبة فضائحية… ومجلس وزراء قريباً؟

لا حدث داخليا يتجاوز الكارثة الفضائحية التي ضربت منطقة #كسروان الساحلية امس، ولا سيما منها منطقة جونية على امتداد الأوتوستراد ومحيطه والبلدات المجاورة بحيث بدت المنطقة برمتها منطقة منكوبة بفيضان #السيول التي حولتها بحيرات عملاقة غرقت فيها ارتال السيارات لساعات طويلة. مشهد موصوف لنكبة بدا واضحا ان مواجهتها والتحسب لمنع تكرارها هما من المستحيلات في ظل فضائح العجز الحكومي والدولتي والبلدي عن معالجة هذا النوع من الكوارث، ولو الظرفية، كما في ظل الكثافة غير العادية اطلاقا في انهمار الامطار التي تتحول معها المناطق الساحلية في اقل من ساعات الى بحيرات عائمة عملاقة بعد ان تجتاح السيول المنهمرة من أعالي المرتفعات والبلدات الخط الساحلي برمته. لم تعلن طبعا حالة طوارئ خدماتية، ولكن الحكومة المتفرجة التي لم تكن حملت نفسها عناء أي إجراءات استثنائية استباقية، لم تظهر الجاهزية الكافية بالحد الأدنى لمواجهة هذه الكارثة مجددا علما ان النكبة مرشحة للتكرار في كل لحظة تعاود فيها الطبيعة ارسال خيراتها الكثيفة الى ربوع لبنان التي حولتها السياسات العاجزة والفاسدة والمهملة الى مشاريع نكبات دائمة امام تبدلات الطبيعة.

 

يشار الى ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي رأس اجتماعا للمجلس الوطني للسلامة المرورية بعد ظهر امس في السرايا وصدرت عن الاجتماع مقررات منها “تكليف مجلس الإنماء والإعمار المُضي بتلزيم أعمال الصيانة بما فيها مستلزمات السلامة المرورية وفقاً لما جاء في إتفاقية القرض مع البنك الدولي، على أن تحدد وزارة الأشغال العامة والنقل الأولويات، بالتعاون مع مجلس الإنماء والإعمار”.

 

الملفات المالية

 

امام هذه النكبة الفضائحية بدا المشهد الداخلي مستغرقا في عقم الانتظار والرهانات والحسابات التي تملأ فراغ الوقت الضائع في ازمة الاستحقاق الرئاسي، وبقي الهمُ المعيشي المالي يتقدم الواجهةَ الداخلية قبيل دخول قرار رفع الدولار الجمركي الى 15 الف ليرة حيز التنفيذ غدا الخميس في 1 كانون الاول. في هذا السياق أفادت معلومات ان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي قد يدعو الى جلسة لمجلس الوزراء قريبا للبحث في الأولويات الملحة التي لم تتحدد بعد في انتظار القرار النهائي لعقد الجلسة وتحديد جدول اعمالها. ورأس ميقاتي امس إجتماعا خصص للبحث في موازنة العام 2023 شارك فيه نائب رئيس الحكومة سعاده الشامي، وزير المال يوسف الخليل، مستشار الرئيس ميقاتي الوزير السابق نقولا نحاس، مدير عام وزارة المال جورج معراوي، مدير عام الجمارك بالانابة العميد ريمون خوري. وأعلن الخليل انه تم البحث بموضوع موازنة عام 2023 والتعديلات المطلوبة عليها، والانخراط في تصحيح جدي للمواضيع المالية والاقتصادية فيها.

 

الى ذلك، اعلنت عضو “تكتل الجمهورية القوية “النائبة غادة ايوب في مؤتمر صحافي في #مجلس النواب غداة زيارة قامت بها وزميلها النائب رازي الحاج الى وزير المال، ان الاخير “وعدنا بإعادة النظر في بعض القرارات المتعلّقة بالضرائب وإيقاف تطبيقها إلى حين بدء السنة المالية الجديدة”. ولفتت الى ان “الشطور تحتاج إلى تعديلات خصوصاً وأنّ القرارات تتضمّن مفعولاً رجعيًّا ولها انعكاسات سلبية وتضرب الحلقة الأضعف أي الموظف الذي يدفع ثمن غياب السياسات”. وشددت على اعادة النظر في التعديلات المتعلقة بالضرائب كافة وعدم إعطاء مفعول رجعيّ لها ووقف تنفيذها .


 

كما ان مصرف لبنان اصدر امس تعميما جديدا قضى بتمديد العمل بالتعميم 161 حتى نهاية شهر كانون الأول 2022 فيما اصدر لاحقا بيانا تناول المستفيدين من التعميم 158. وفي غضون ذلك تابعت اللجان المشتركة مناقشة قانون الكابيتال كونترول وعلقت البحث في البند ١٧ من المادة الثانية المتعلقة بالأموال الجديدة وناقشت البند الأخير من المادة الثانية المتعلقة بالتعريفات اي تعريف “اللجنة”. وارجأت جلستها الى اليوم فيما اعلن نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي تطرق بعض النواب الى خطة التعافي، “وقلت ان هذا الموضوع منفصل وموضوع شطب الودائع غير موجود، نحن نريد ان نعيد التوازن والعمل في مصرف لبنان كسلطة نقدية. لدينا خطة مفصلة ارسلت الى مجلس النواب في ايلول والخطة الاولية ارسلت منذ أشهر، وهناك نوع من الشعبوية”. وقال النائب على فياض :” نقدم توصية تتعلق بقرار تعديل سعر الصرف من 1500 للدولار الى 15 الفا،”وقال :” علمنا ان هناك نقاشا في مصرف لبنان حول ادراج ذلك ضمن قروض التجزئة وأحذر من ان امرا كهذا يضع الناس امام استحقاقات لا يمكن تلبيتها”.


 

وكان لافتا تصريح نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب الذي قال: هناك مجموعة من النواب لا يستهان بها لا تريد مناقشة قانون “الكابيتال كونترول” وهناك مجموعة أخرى لا يستهان بها من النواب لا تريد اقرار القانون. وسأل بوصعب بعد إنتهاء جلسة اللجان النيابية المشتركة في مجلس النواب: ماذا يعني حين يطلب مني مصرفي كبير دعوة ممثل عن مجموعات مودعين وأن يكون حاضرًا في الجلسة على ماذا يدل ذلك؟”

 

موقف اممي

 

وسط هذه الاجواء، قدمت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة يوانا فرونتسكا احاطة الى مجلس الأمن بشأن التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس حول تنفيذ القرار 1701 والوضع في لبنان. وأشادت المنسقة الخاصة بالخطوة التي اتخذتها لبنان وإسرائيل بشأن وضع حد لنزاعهما حول الحدود البحرية، الا انها نوهت إلى أنه يتعين القيام بالمزيد في الداخل اللبناني لمعالجة العديد من الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتراكمة. وأشارت بشكل خاص إلى ضرورة إعطاء الأولوية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية لإنهاء الفراغ في لبنان وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات. وقالت “في ظل التدهور الإجتماعي والإقتصادي، فإن الحد الأدنى الذي يتوقعه اللبنانيون من قادتهم هو العمل من أجل المصلحة الوطنية والمنفعة العامة”. وأضافت: “أكرر دعوتي لجميع القادة السياسيين اللبنانيين إلى انتهاج مقاربة بناءة وتجسير الهوة لتجاوز الصعوبات والخلافات”.

 

وفيما تترقب الأوساط اللبنانية طرح ملف لبنان بين الرئيسين الفرنسي والاميركي ايمانويل #ماكرون وجو بايدن في واشنطن في الساعات المقبلة، إلتقى ميقاتي سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروتي شيا وجرى بحث الأوضاع العامة والعلاقات بين البلدين. ولاحقا زارت شيا الرابطة المارونية، حيث قدمت شيا عرضاً مسهباً عن الاسهامات الاميركية في عدد من المشروعات الانمائية والدور الفعال الذي اضطلعت به في تسريع ترسيم الحدود وشددت على وجوب انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وعدم جواز الشغور في موقع الرئاسة الاولى، وذلك من أجل انتظام عمل المؤسسات الدستورية. وإن الاطالة والمراهنة على عامل الوقت ليس في مصلحة لبنان. وأضافت انه يتعين البت بالاصلاحات المطلوبة، لتسريع الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، الذي من شأنه أن يتيح للدول والمنظمات المانحة البدء بمساعدة لبنان على النهوض. مؤكدة أن الوضع في لبنان غير ميؤوس منه.

 

*****************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

باسيل وضع “ملفّه القضائي” في عهدة قطر: “مكتب متخصّص” برفع العقوبات

“تصريف الأعمال”… بحدود “المجاري” الضيّقة!

 

على قاعدة “صيف وشتاء تحت سقف واحد”، يبدو أنّ فصول اللبنانيين ستتوالى جميعها، حريقاً وغريقاً، تحت حكم “جهنّمي” واحد أوصل البلاد إلى أسفل سافلين، مؤسساتياً واقتصادياً ومالياً واجتماعياً وصحياً وخدماتياً… حتى حضيض الصرف الصحي الذي غزا مياه الشفة والريّ، فأصبح الناس متروكين لمصارعة مصيرهم تحت رحمة تفشي الأوبئة والأمراض، ولمقارعة الحد الأدنى من العيش تحت إدارة حكومة تصريف أعمال بدت أمس أعجز عن تولي مهمة تصريف الأوحال والأمطار… بحدود “المجاري” الضيّقة!

 

فبعد نحو شهر على جرف سيول الأمطار العسكري المقعد المتقاعد رامز نخول ليل 23 تشرين الأول الماضي عند محلة زوق مصبح والعثور على جثته في صباح اليوم التالي في أحد أودية المنطقة، كادت الكارثة أن تتكرر بالأمس على امتداد ساحل كسروان وجونية حيث تحوّلت الأوتوسترادات والطرقات إلى مسالك جارفة للسيارات والمواطنين لا سيما في كفرحباب وأدونيس وغزير وجبيل تحت دفق السيول الموحلة، نتيجة عجز مجاري التصريف عن استيعاب غزارة المتساقطات التي غمرت الشوارع والأسواق وصولاً إلى اقتحامها المباني وبيوت الناس في عدد من المناطق.


 

و”في ظل التدهور الإجتماعي والإقتصادي”، كانت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة يوانا فرونتسكا تستعرض أوضاع لبنان أمام مجلس الأمن، فأبدت أسفها لكون “الشعب اللبناني يبقى بمثابة الطرف الأكثر تضرراً من جراء الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الممتدة” في لبنان، مشددةً على أنّ “الحدّ الأدنى الذي يتوقّعه اللبنانيون من قادتهم هو العمل من أجل المصلحة الوطنية والمنفعة العامة”، مع التأكيد في هذا المجال على “الحاجة إلى أن تعمل مؤسسات الدولة بكامل فعاليتها وأن تكون قادرة على تنفيذ الإصلاحات العاجلة، بما في ذلك تلك المطلوبة لإتمام الإتفاق مع صندوق النقد”.

 

وإذ رحبت فرونتسكا في الإحاطة التي قدّمتها إلى مجلس الأمن عن تنفيذ القرار رقم 1701 والوضع عموماً في لبنان، بـ”الخطوة التي اتّخذها لبنان وإسرائيل بشأن وضع حدّ لنزاعهما حول الحدود البحرية واقامة حدود بحرية دائمة”، منوهةً بهذا “الإنجاز التاريخي الذي يمكن أن يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة ويحقق فوائد اقتصادية لكلا البلدين”، فإنها لفتت في الوقت عينه إلى أنه بموازاة “هذا التقدم على المستوى الإقليمي، يتعيّن القيام بالمزيد في الداخل اللبناني لمعالجة العديد من الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتراكمة”، لتضيء بشكل خاص في تقريرها على “ضرورة إعطاء الأولوية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية لإنهاء الفراغ وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات”، قبل أن تعود في تغريدة لها أمس إلى إبداء السرور لرؤية مجلس الأمن “متّحداً في دعم لبنان مع تأكيد الضرورة الملحة لانتخاب رئيس للجمهورية من دون تأخير وتنفيذ الإصلاحات”.


 

أما على أرض الشغور، وبعدما اطمأنّ إلى خلوّ سدة الرئاسة الأولى حتى إشعار تسووي آخر بمعية “حزب الله”، ينكبّ رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل على متابعة السبل القانونية الآيلة إلى حلّ ملفه القضائي حول تهم الفساد الملاحق بها في الولايات المتحدة بمعية قطر، إذ علمت “نداء الوطن” من مصادر موثوق بها أنّ “باسيل وضع ملفه كاملاً بعهدة المسؤولين القطريين طالباً مساعدتهم في أن يسلك مساراً قانونياً يتيح رفع العقوبات الأميركية عنه”.

 

ونقلت المصادر عن أوساط مقرّبة من “التيار الوطني الحر” أنّ “باسيل تلقّى وعداً بأن تلعب القيادة القطرية دوراً في تسهيل وضع قضيته على سكة المسار القضائي المناسب عبر تكليف مكتب متخصّص في الدوحة”، مشيرةً إلى أنّ “زياراته المتكررة إلى العاصمة القطرية تتصل بالتحضير لدفوعاته والمرافعات التي سيتم الاستماع إليها مباشرةً من الدوحة ضمن إطار مسار قانوني وقضائي يهدف إلى محاولة رفع اسمه عن قائمة الأشخاص المدرجين على لوائح عقوبات الخزانة الأميركية لضلوعهم وتورطهم بجرائم فساد”.

 

 

*************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

جعجع: الحوار مع «حزب الله» وحلفائه إضاعة للوقت

قال لـ «الشرق الأوسط» إن انتخاب رئيس مثل عون يعني تمديد الأزمة اللبنانية إلى ما لا نهاية

  ثائر عباس

يفضل رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع عادة بث أجواء التفاؤل وخفض منسوب التشاؤم، خلافاً للسائد في لبنان الذي يعيش واحدة من أصعب أزماته المالية، أضيف إليها مؤخراً فراغ في منصب رئيس الجمهورية، وتشكيك في شرعية حكومة تصريف الأعمال لإدارة البلاد في غياب الرئيس. يرى جعجع أننا «نحتاج إلى مزيد من النضال والاندفاع في أيام الأزمات، وخلافاً للأيام العادية التي تحتمل بعض التراخي، نحتاج الآن إلى عمل مضاعف للخروج من الأزمة». ويقول جعجع في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن همّه حالياً ينقسم في اتجاهين، المعاناة الاجتماعية التي تضرب الفئات «الأضعف». ويقول: «مساعدة الأضعف في هذا المجتمع، بقدر ما نستطيع، لأننا لسنا دولة. لكن الناس تعاني بشدة». أما الأهم فهو تأمين انتخاب رئيس جديد «لأنه يمكن أن يكون المدخل الفعلي لبداية الإنقاذ». لكن جعجع يرى أن الانتخاب لمجرد ملء المنصب، ليس حلاً. ويؤكد أن «انتخاب رئيس لا يكون (جديداً) بمعنى المختلف عما حصل في السنوات الست الماضية (عهد العماد ميشال عون) معناه استمرار الوضع الحالي إلى ما لا نهاية. لهذا تركيزي الأساس هو على هذه النقطة وأضع كل جهدي من أجلها».

وفي ظل الأزمة القائمة، وغياب مؤسسات الدولة، ثمة من يرى «اتجاهاً نحو اللامركزية في المساعدات والأمن»، وهو أمر يعترف جعجع بوجوده «من الناحية الحياتية، لكن من الناحية الأمنية، فالأمر ليس صحيحاً»، معتبراً أن القوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي وغيرهما موجودة وتحاول القيام بدورها قدر ما تستطيع، لكنه مع هذا يسجل ملاحظات على أداء هذه القوى، قائلاً: «إني أرى أن نشاطها محدود أحياناً وفيه بعض الضعف. وأورد في هذا المجال حادثة قطع حبال مركز التزلج في الشمال، حيث تمت عملية منظمة تقف خلفها جهة منظمة وخبيرة، وبمعدات متطورة. لكن القوى الأمنية لم تصل إلى أي خيط حتى الآن وهو أمر مستغرب».


من الناحية المعيشية، يعطي جعجع مثلاً: «فلولا الجهد الذي بذلته (زوجته) النائب ستريدا جعجع، لما كانت آليات جرف الثلوج في بشري (شمالاً) قادرة على العمل بسبب نفاد مادة المازوت، ولا المستشفى الحكومي ولا المدارس. أما في دير الأحمر (شرقاً)، اتحاد البلديات يسعى لتأمين الطاقة الشمسية». ويخرج جعجع من الملف المعيشي ليعيد التصويب على السياسة: «أحياناً كل حي من أحياء لبنان يحاول أن يقوم بما يستطيع، وكل هذا بسبب عدم وجود فسحة أمل لدى اللبنانيين بإمكانية الإنقاذ. وانتخاب رئيس جديد من شأنه أن يعطي نفحة أمل ويعيد إنعاش الوضع ويطلق مسار المعالجات».

وبشكل واضح، يحمّل جعجع «حزب الله» وحلفاءه مسؤولية الأزمات التي تضرب البلاد، ولهذا لا يرى فائدة من التحاور معه. ويقول: «نحن نعتبر أن الطرف الآخر، وهو محور الممانعة، هو السبب فيما وصلنا إليه اليوم، وبالتالي لا يمكن أن نعالج الأمور على طريقة (داوني بالتي كانت هي الداء). لا نستطيع أن نتحاور مع من تسبب بالأزمة للخروج منها، عدا عن أن الممارسات اليومية لهذا الفريق لا تبشر بالخير. والدليل أنه منذ بدء الأزمة قبل نحو 3 سنوات، كان الفريق الآخر يمتلك الأكثرية في البرلمان والحكومة، فهل قام بشيء واحد لمعالجة الأزمة؟ وهل أوقف الممارسات الشائنة التي كان يقوم بها؟ الجواب في الحالتين كلا. الرئيس ميقاتي كان لديه تفكير معين كان يمكن أن يخفف من أزمة الكهرباء، لكن الفريق الآخر منعه من هذا». ويسأل: «علام سنتحاور مع هذا الفريق؟ الحوار هو أن يجلب رئيساً يكون له النصف فيه، وهذا يعني (العوض بسلامتك) وبالتالي ستفشل عملية الإنقاذ».


وعن الأمل بانتخاب رئيس؟ يجزم جعجع أن «الأفق غير مسدود، لأن هناك 15 نائباً يضعون أنفسهم في الوسط، بعضهم يصوت لأسماء لا أمل لديها بالوصول إلى الرئاسة، أو بشعارات معينة أو ورقة بيضاء. في المقابل، نحن كفريق معارض، نقول علناً إننا نريد رئيساً يستطيع أن يطلق عملية الإنقاذ ويساهم بها، لا مجرد رئيس نتفاهم عليه على طريقة (تبويس اللحى). نحن لا نريد مجرد رئيس نضعه في المنصب، بل نريد رئيساً يساهم في عملية الإنقاذ المطلوبة. الأمل أن يدرك هؤلاء ضرورة القيام بشيء ما. نحن لسنا متمسكين بمرشحنا ولا الأستاذ ميشال معوض متمسك بترشيحه، إذا كان ثمة بديل مقنع يوازيه في الصفات المطلوبة ويستطيع أن ينال أصواتاً أكثر».

وعن قضية تأييد «القوات» لنصاب الثلثين لعقد جلسة انتخاب الرئيس واختلافه مع كلام البطريرك بشارة الراعي الأحد الماضي الذي دعا فيه لاعتماد النصاب العادي في جلسات الانتخاب اللاحقة، يؤكد جعجع عدم وجود خلاف مع البطريرك في هذا المجال لأنه «لا موقف نهائياً لنا في هذا الموضوع». ويقول: «أخذوا على النائب جورج عدوان قوله في إحدى الجلسات ما معناه أنه يجب أن نذهب الآن إلى الانتخابات وفقاً لهذا النصاب، طالما أن البعض يتمسك به. إن هذه القضية مطروحة في الوقت الخاطئ. بماذا يفيد طرحها الآن؟ الحل هو في عقد جلسة لمجلس النواب لتفسير الدستور، وهذا غير ممكن حالياً، لأن رئيس المجلس وقوى أخرى تقترب من نصف الأعضاء تتبنى هذا النصاب، وبالتالي من غير الممكن الوصول إلى نتيجة، فيما الأجدر بنا أن نذهب فوراً لانتخاب رئيس جديد للبلاد».

ويشير جعجع إلى أنه «قبل دخول محور الممانعة إلى السلطة في لبنان، لم تكن هذه القضية مطروحة. لقد تم اختراع هذا الموضوع من أجل التعطيل، لا من أجل الحل. في السابق كان هناك كتل تحترم نفسها وناخبيها، وتذهب إلى البرلمان لانتخاب رئيس جديد للجمهورية حتى لو لم تكن لديها الأغلبية التي تحتاجها. ولهذا فاز عام 1970 الرئيس سليمان فرنجية بفارق صوت واحد على منافسه. الحل الوحيد هو أن يكون لدى النواب ما يكفي من الكرامة والشرف للذهاب إلى البرلمان والانتخاب. خروج نائب من الجلسة مفهوم، وخروج كتلة أحياناً مفهوم إذا كان لسبب ما، لكن أن يتم تعطيل الانتخابات في كل مرة لا يكون لمرشحهم الحظ فيها، فهذا أمر معيب. نحن من جهتنا قد نقوم بذلك لمرة واحدة أو لمرتين أو أكثر من أجل أن نحاول تغيير بعض المواقف في حال حصل مرشحهم على ما يكفيه من الأصوات، لكننا لن نمتنع عن الحضور دائماً كما يفعلون عن سابق تصور وتصميم لإخضاع الآخرين».

وهنا يسجل جعجع «عتباً كبيراً على الرئيس نبيه بري، لأنه هو من يفترض به السهر على انتظام العمل في المؤسسة الدستورية الوحيدة التي ما تزال فاعلة، وبالتالي كان عليه أن يدعو رؤساء الكتل التي تتغيب ويطلب منها الحضور ودعم مرشحها؛ إذ يجب أن يكونوا حاضرين في جلسة انتخاب رئيس».

ويقول: «الفريق الذي يعطل الجلسات هو فريق الممانعة، وهذا ليس بانتظار تسوية دولية. (حزب الله) كان يريد من الجلسة الأولى انتخاب النائب السابق سليمان فرنجية رئيساً، لكنه لم يستطع أن يستجمع قواه لدعم ترشيحه، فقرر أن يعطل بانتظار أن يلين موقف النائب جبران باسيل بانتخاب فرنجية، وهذا صعب جداً برأيي. كما يحاولون أن يجمعوا أصواتاً إضافية للتصويت لمرشحهم». ويسأل: «ما هو المنطق فيما يطرحه الحزب، من أنه في غياب التوافق لا ضرورة لحضور الجلسات؟. من يرد التوافق، فعليه أن يتكلم مع الأطراف الأخرى ويطرح مرشحه ومواصفاته. التوافق الذي يريدونه هو أن نلتف حول مرشح (حزب الله) وهذا مستحيل بالنسبة لنا، وجنون من قبلهم».

في الختام، يعود جعجع للتأكيد على أن «الأمل الوحيد حتى إشعار آخر هو بالنواب الـ65 من غير محور الممانعة»، لكنه لا يتوانى عن إبداء أسفه كون «بعض النواب خيبوا الأمل بوقوفهم في الوسط». ويجزم بأن «التفاهم مع (حزب الله) والتيار الوطني الحر مستحيل، فنحن شهدنا ممارساتهم، ونعرف حقيقتهم. حتى بعد أن انهار البلد، ما يزالون على مواقفهم وممارساتهم القديمة التي لا يمكن أن تنتج حلولاً للأزمات. لم يأخذوا أي عِبر مما حصل. أنا لا أنتظر أي شيء من الفريق الآخر، لكني سأنتظر من بقية النواب من غير فريق الممانعة.

ونحن نعمل كل يوم وكل ساعة وبجهد كبير لإقناع نائب من هنا ونائب من هناك، لكن للأسف كأننا نحفر الجبل بإبرة». ويقول: «الحزب عنده مشروع كبير متجذر في الدين والتاريخ والجغرافيا، وبالتالي يريد الحوار لفرض شروطه. ولهذا نحن لن نتحاور معهم، لأن الحوار معهم مضيعة للوقت، في وقت لا يمكننا أن نهدر فيه دقيقة واحدة».

 

 

*****************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

“الجمهورية”: الخارج ينتظر إندفاعة الداخل… بري لمقاربة مغايرة لجلسات الانتخاب

 

يستمر الاستحقاق الرئاسي قابعاً في حال من الانتظار تخرقها كل أسبوع جلسة انتخابية رئاسية للمجلس النيابي تنتهي من دون انتخاب رئيس ويستغلّها هذا الفريق او ذاك للتعبير عن تطلعاته إزاء ما يجب ان يكون عليه الرئيس المقبل على مستوى شخصه والمواصفات، عاكِساً مواقفه من خلال تصرفاته خلال جلسة الانتخاب كلاماً واقتراعاً بورقة بيضاء او بتسمية مرشح، وذلك في انتظار «الوحي» لأن اللبنانيين تعوّدوا انّ رئيسهم في كل استحقاق لا ينجم من انتخاب وإنما من «وحي يوحى» من الخارج ويتلّقفه الداخل، فلبنان على هذه السيرة منذ استقلاله عن الانتداب الفرنسي عام 1943 بل من قبله ايضاً. لكنّ هذا الاستحقاق الدستوري على اهميته وحيويته بالنسبة الى مستقبل لبنان في المرحلة المقبلة لا يحجب خطورة الازمة التي يرزح تحتها اللبنانيون الذين بات اكثر من 80 في المئة تحت خط الفقر، فهذه الازمة تزداد استفحالاً كل يوم فيما الطبقة السياسية بغالبية تلاوينها غير مبالية بحال اللبنانيين ومعاناتهم اليومية، بل اللحظوية، على كل مستويات حياتهم، وكل ما يتخذ من إجراءات حتى الآن لم يخفف من وطأتها، بل انّ كثيراً من هذه الاجراءات يُفاقم من الازمة أكثر فأكثر، فيما الشعبوية هي هَم المنظومة السياسية التي تتنافس على حجز مقاعدها في السلطة مستقبلاً لكي تستمر في الامساك برقاب اللبنانيين الذين كفروا بها ويريدون لها ان تتنحّى لأنها كانت سبب كل الخراب والفساد الذي دمّر البلاد وحياة العباد.

فيما التحضيرات ناشطة في غير اتجاه استعداداً لجلسة الانتخاب الرئاسي الثامنة غداً، أكدت اوساط نيابية مطلعة لـ»الجمهورية» ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يتجه نحو تغيير طريقة تعامله مع الاستحقاق الرئاسي، لافتة إلى ان جلسات اللاانتخاب المتكررة باتت مهزلة لا يجوز استمرارها الى ما لا نهاية، وبالتالي فإن بري بات ميّالا الى اعتماد مقاربة مغايرة للجلسات.

 

وفي هذا السياق قال ديبلوماسي عربي لـ»الجمهورية» ان المساعي العربية والغربية لإنهاء الشغور الرئاسي غير كافية ما لم تواكب باندفاعة داخلية تبقى المدخل الأساس لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. وأكد انّ الخارج حريص دائماً على استقرار لبنان وانتظام مؤسساته، ولكن قدرته على التأثير محدودة في ظل التعثّر الداخلي اللبناني المتواصل، حيث تحول الشغور وتصريف الأعمال قاعدة بدلاً من ان يكون الاستثناء.

 

وأبدى هذا الديبلوماسي شديد الأسف، ليس فقط للوضع المأسوي الذي انزلق إليه لبنان، إنما للقوى المتحكمة بقراره التي يفترض ان تقوم بالمستحيل لوقف الانهيار الذي يشكل استمراره خطورة على الاستقرار وبابا واسعا للهجرة، ومن غير المسموح عدم تمييز هذه القوى بين الخلاف السياسي المشروع، وبين مصلحة لبنان واللبنانيين، وقد حان الوقت لوضع خلافاتها جانباً والاتفاق على رئيس للجمهورية وحكومة من أجل إطلاق ورشة إصلاحات تعيد التوازن إلى الوضع المالي.

 

وقال الديبلوماسي العربي نفسه ان ما هو غير مفهوم، بالنسبة إليه، هو «كيف يمكن لقوى ان تعاقب جمهورها وناسها، لأنّ الانهيار لا يصيب فئة من اللبنانيين، بل جميعهم بلا استثناء، وما هو غير مفهوم أيضا لماذا لا تعمد القوى السياسية إلى تحييد المسائل الخلافية والحؤول دون انعكاسها على أوضاع الناس الحياتية، فما هو خلافي إما يحيّد وإما يتم الحوار حوله، ولكن لا يجوز تعطيل الحياة السياسية وتحويل حياة اللبنانيين إلى جحيم». ودعا القوى السياسية إلى التسليم بنتيجة الانتخابات النيابية التي حصلت منذ أشهر قليلة ودلّت الى وجود توازن برلماني لا يسمح لأي فريق بالتفرُّد في قيادة البلاد، وبالتالي لا مفرّ من التفاهم على سلطة إجرائية تكون على مسافة واحدة من الجميع، وتشكل انعكاسا لما أفرزته صناديق الاقتراع. وقال: «ان القوى السياسية مطالبة بالتواضع ووضع الماء في نبيذها، لأنه لا يمكن لأي فريق ان يستبعد الفريق الآخر عن السلطة، ولا خيار لهذه القوى سوى التعايش تحت سقف واحد وفق قاعدة الاتفاق على ما هو مشترك وتطويره، وإحالة المسائل الخلافية على حوار هادئ ورصين بما يعطِّل تأثير مفاعيل هذه المسائل على دورة الحياة الاقتصادية والسياسية».

 

ورأى الديبلوماسي نفسه «ان الكتل البرلمانية مدعوّة إلى الحوار، ليس حول المواصفات الرئاسية التي لن يكون هناك من خلاف حولها كونها عامة وشاملة، إنما حول سلة من الأسماء يُصار من خلالها إلى استبعاد من يعتبرها استفزازية والإبقاء على الأسماء التي تحوز على ثقة جميع الكتل، ولا ينفع بشيء الرهان على عامل الوقت لدفع فريق إلى القبول مستقبلاً بما يرفضه اليوم، لأنّ تجربة العهد الأخير قد لا تجعله يقبل بالتراجع عن مواقفه، فيما الوقت أصبح قاتلا للبنانيين ويجب اختصاره بتسوية رئاسية تعيد إطلاق عجلة الدولة ومؤسساتها».

 

وختم الديبلوماسي العربي بنصيحة إلى القوى السياسية بدعوتها إلى المبادرة من أجل إظهار انها راشدة وقادرة على حكم البلد وباستطاعتها حلّ أزماتها بنفسها وليس انتظار الخارج لينوب عنها، وبالتالي أمامها فرصة لإثبات جدارتها أمام شعبها ودول العالم بأنها تميِّز بين خلافاتها وانقساماتها، وبين حرصها على إدارة البلد وتوفير مصالح شعبه.

 

جلسة تشريعية

على انّ مجلس النواب، الذي يعقد جلسته الثامنة لانتخاب رئيس للجمهورية غداً، سيكون على موعد مع احتمال عقد جلسة تشريعية له قبل نهاية السنة او مطلع السنة الجديدة بعد اكتمال البنود والمواضيع التي تحتاج الى تشريع.

 

وقالت مصادر نيابية لـ»الجمهورية» انّ رئيس المجلس لن يتردد في الدعوة الى جلسة تشريعية او اكثر اذا اقتضى الامر. مُذكّرة بأنه، وبحسب المادة ٦٢ من الدستور، فإن المجلس يبقى في حال انعقاد دائم ويحق له التشريع طالما الحكومة مستقيلة ولن يحتاج الى فتح دورة استثنائية لأنّ دورة انعقاده تبقى مفتوحة بحكم الدستور. واشارت المصادر الى انّ الرئيس نبيه بري، وعلى الرغم من انّ لديه كل الحق بحُكم صلاحياته بالدعوة الى جلسة، الا انه لن يدعو الى جلسة تَحَدّ وسيكون حريصاً على ان يكون التشريع فقط للضرورة.

 

تغطية الحكومة

على صعيد آخر، فيما ترددت معلومات عن احتمال دعوة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى جلسة لمجلس الوزراء لضرورات تفرضها بعض القضايا الملحّة، أكدت مصادر مطلعة لـ»الجمهورية» ان بري سيغطّي اي قرار قد يتخذه ميقاتي بالدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء. واشارت المصادر إلى أن الضرورات تبيح المحظورات «واذا كانت المحافظة على التوازنات ضرورية فإن حماية صحة الناس واجبة». وكان وزير الصحة فراس الأبيض قد أوضح، بعد اجتماع ترأسه ميقاتي، أنه يلزم لصرف مستحقات المستشفيات عن الخدمات المقدمة للمرضى وضع مرسوم لتحديد سقوف المستشفيات، «حتى نتمكن من تطبيق الزيادات التي تمّت على التعرفات»، مشيراً الى أنه «بسبب عدم انعقاد جلسات لمجلس الوزراء، لم يصدر هذا المرسوم، وبالتالي ابلغتنا وزارة المالية بتعذّر صرف هذه المستحقات، ما يهدد استمرارية تقديم خدمات المستشفيات للمرضى».

 

حراك اميركي

ولليوم الثاني على التوالي التقى ميقاتي سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان دوروتي شيا بعد اللقاء الذي جمعها به امس الاول الى جانب وفد الكونغرس الأميركي. وفيما قال مكتب الاعلام في السرايا الحكومية ان اللقاء خصّص للبحث في الأوضاع العامة والعلاقات بين البلدين، قالت مصادر مطلعة لـ»الجمهورية» ان البحث تناول المعوقات التي حالت دون اتخاذ القرارات الاصلاحية التي قال بها الاتفاق على مستوى الموظفين مع وفد صندوق النقد الدولي والطلب اللبناني من البنك الدولي تمويل خطة استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية، فشددت شيا على أهمية إثبات جدية الحكومة في توفير هذه المتطلبات ليُصار الى البحث في المراحل اللاحقة للتفاهم مع الصندوق وضرورة تشكيل الهيئة الناظمة للطاقة لكي يتجاوب البنك الدولي مع مشروع تمويل مشاريع الغاز المصري والكهرباء الأردنية.

 

وكانت شيا قد اشارت خلال زيارتها مقر الرابطة المارونية الى «الدور الفعّال الذي اضطلعت به الولايات المتحدة الاميركية في تسريع ترسيم الحدود». وشددت على «وجوب انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وعدم جواز الشغور في موقع الرئاسة الاولى، وذلك من أجل انتظام عمل المؤسسات الدستورية. وإنّ المراهنة على عامل الوقت ليست في مصلحة لبنان». وقالت: «يتعيّن البت بالاصلاحات المطلوبة، لتسريع الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، الذي من شأنه أن يتيح للدول والمنظمات المانحة البدء بمساعدة لبنان على النهوض»، مؤكدة «أن الوضع في لبنان غير ميؤوس منه، وكان اتفاق على تفعيل التعاون مع الرابطة المارونية في ميادين اختصاصها».

 

فرونتسكا

من جهتها غردت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة يوانا فرونتسكا، عبر «تويتر»، قكاتبة: «قدمت إحاطة لمجلس الأمن عن تنفيذ القرار 1701 والوضع في لبنان. سررتُ برؤية مجلس الأمن متحداً في دعم لبنان مع تأكيد الضرورة الملحة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية من دون تأخير ولتنفيذ الإصلاحات».

 

الكابيتال والودائع

من جهة ثانية تواصل اللجان النيابية المشتركة اليوم، لليوم الثاني على التوالي، درس مواد مشروع قانون الكابيتال كونترول على ان يتحدث نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب بعد انتهاء الجلسة عن نتائجها.

 

وفيما قال نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي بعد الجلسة «ان موضوع شطب الودائع غير موجود، نحن نريد ان نعيد التوازن والعمل في مصرف لبنان كسلطة نقدية». قال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة»النائب علي فياض: «نقدّم توصية تتعلق بقرار تعديل سعر الصرف من 1500 للدولار الى 15 الفاً». وقال: «علمنا ان هناك نقاشا في مصرف لبنان حول ادراج ذلك ضمن قروض التجزئة، وأحذّر من ان امرا كهذا يضع الناس امام استحقاقات لا يمكن تلبيتها». وأضاف: «أجلت هذه المادة الى حين مناقشة متن القانون وهو يكشف ان النقاش معقد ونحتاج الى الدخول في صلب المهمات كي نتمكن من ان نحددها في الاموال الجديدة والقديمة، وهدفنا حماية اموال المودعين وقطع الطريق على استمرار التحاويل الى الخارج».

 

تضليل المودعين

الى ذلك لا تزال الشكوك تُثار في شأن وجود نية سياسية لإقرار قانون الكابيتال كونترول، لأن كل المؤشرات المتاحة حتى الآن توحي أنه تمّ تحميل القانون حمولة زائدة بهدف تعطيله وتسهيل التملّص من اقراره.

 

وفي هذا السياق قال مصدر مالي لـ»الجمهورية» انه «من غير المستغرب ان يتبادل الافرقاء الاتهامات في شأن عدم الرغبة الفعلية في اقرار هذا القانون، لكن المستغرب هو قدرة هؤلاء على تضليل المودعين وإقناعهم بالتصدّي للقانون، في حين انّ من مصلحة المودعين وجود قانون يؤمّن المساواة في عمليات السحب، ويضمن سحب الوديعة لكل حالة استثنائية، كما هي حالة الاضطرار الى علاج استشفائي أو طبي، على سبيل المثال. كذلك من مصلحة المودعين وقف تحويل الاموال اذا كان لا يزال قائماً، ومن مصلحتهم ايضا وقف الدعاوى التي يرفعها مقتدرون خارج لبنان وينجحون من خلالها بسحب ودائعهم بكاملها، الامر الذي سيؤثر في قدرة الدولة والمصارف لاحقاً على تأمين المساواة في حصول المودعين على حقوقهم». واضاف المصدر: «يصعب التكهّن بالمسار الذي ستأخذه المناقشات في اللجان النيابية المشتركة، لكن في حال لم يقر القانون، فهذا يعني ان لبنان لن يصل الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، بما يعني انّ مسار الانهيار سيستمر، وسيكون الوضع في المرحلة المقبلة أشد سواداً مما هو عليه اليوم».

 

الدولار الجمركي

في انتظار بلورة صورة ما للمساعي الخفية في محاولة لإنتاج تسوية رئاسية، عاد الاهتمام في الملف المالي على المستوى الرسمي بقوة من باب الرسوم والضرائب التي بدأت تتسلّل الى جيوب الناس ترافقها نيّات متطرفة الى ارتفاع عشوائي في الاسعار بحجة زيادة الدولار الجمركي الذي يدخل حيّز التسعير الجديد غداً، ويبدأ بـ»جَمركة» عامة اللبنانيين حتى ولو لم تركن اي حاوية جديدة على ارض المرفأ.

 

وعلمت «الجمهورية» من مصادر مالية ان الدولار الجمركي سينسحب على عقود البضائع التي ستبرم بدءا من تاريخ الغد، اما البضائع التي تم شحنها قبل هذا التاريخ ولو أتى بعضها بتاريخ اليوم فسيحتسب الدولار فيها على سعر ١٥٠٠ ليرة. وقالت المصادر ان الخوف من زيادات في الاسعار مبالغ به، اذ هناك سلع لا يفترض ان تزيد ليرة واحدة لأنّ معظمها مَعفي من الرسم الجمركي. كما ان كل التجار، ولا نخطأ اذا لم نستثن احداً منهم، شحنوا بضائعهم من قبل بكميات مضاعفة وخزّنوها في مستودعاتهم او جَدولوها على مواقيت مختلفة لوصولها الى لبنان، وكذلك المحروقات لن يلحقها الرسم الجمركي يعني انه لا يفترض ان تشهد الاسعار ارتفاعات جنونية كما يروّج البعض، لكن في بلد مثل لبنان تغيب عنه الدولة والرقابة من حق المواطن ان يتحَسّب لكل شيء…

 

تحرّك وزارة الاقتصاد

واكدت مصادر وزارة الاقتصاد لـ»الجمهورية» انّ الوزارة، وبما تملك من وسائل ومهما كانت متواضعة، فهي لن تتساهل في موضوع عدم أحقيّة الزيادات العشوائية على الاسعار، وقد استحصلت خلال جولتها امس مع قوى الامن الداخلي وامن الدولة على التجار المستوردين للبضائع على تعهدات موقّعة منهم ان الستوكات الموجودة في مخازنهم ستُباع على سعر ١٥٠٠ للدولار الجمركي وسجلت الكميات التي ستوزع في الاسواق، فإذا زادت هذه الكميات بعد تاريخ 1 كانون الاول يتم احتساب البضائع المضافة على الدولار الجديد. التجّار رفضوا في بداية الامر التوقيع وجرى احتكاك بينهم وبين موظفي حماية المستهلك، ولكن بعد ان تم تهديدهم باتخاذ اشارة من القضاء المختص وقّعوا التعهّد…

 

هذا بما يتعلّق بالمستوردين العشرة الكبار المعروفين، اما السوبرماركات فستخضع للمراقبة وفق الاسعار والتاريخ التي تسلّمت بضائعها على اساسها. وفي معلومات لـ»الجمهورية» ان رئيس الحكومة أوعَز للاجهزة الامنية لمؤازرة وزارة الاقتصاد، وللأخيرة اتخاذ اقصى الاجراءات لقمع المخالفات. ومن هنا أتى تحرّك المدير العام لوزارة الاقتصاد الذي سَيّر دوريات المراقبين على الارض.

 

الحفر في البلوك 9

وفي السرايا الحكومية حضرت أمس التحضيرات التي أطلقتها شركة «توتال اينرجي» الفرنسية في اطار التحضيرات التي تلت «اتفاق الاطار» الذي توصلت إليه مع إسرائيل حول بدء الحفر في البلوك الرقم 9، حيث التقى الرئيس نجيب ميقاتي وفدا من هيئة قطاع البترول ضَم: وسام شباط وغابي دعبول ووسام الذهبي. وقالت معلومات رسمية ان الوفد اطلع ميقاتي على «آخر المستجدات المتعلقة بالأنشطة البترولية التي ستنفذ في البلوك الرقم 9 قريباً من قبل شركة «توتال»، والأمور المتعلقة بدورة التراخيص الثانية لتلزيم البلوكات الثامنة الباقية التي لا تزال مفتوحة».

 

وعلمت «الجمهورية» من مصادر المجتمعين انّ الوفد كان متفائلا عندما استعرض التحضيرات التي بدأتها الشركة الفرنسية وشركائها على اعلى المستويات من اجل الاسراع بعملية الحفر في البلوك المقصود. ولفتَ الوفد الى انه، وبعد ان أطلقت الشركة المناقصة الخاصة لتأمين سفينة الحفر ومستلزمات العملية، انطلقت التحضيرات على الأرض عندما استطلع مسؤولو الشركة «القاعدة اللوجستية» التابعة لها والقائمة في مرفأ بيروت، والتي استخدمتها أثناء العمل في «البلوك رقم 4» قبل سنوات وقررت الاحتفاظ بها وتجهيزها، كما بالنسبة الى القاعدة الجوية التي تستخدمها طائراتها في مطار بيروت الدولي، وقد بوشِرت بتحضير الاتفاقيات مع السلطات المعنية في المرفأ والمطار.

 

وفي مجال آخر، تناول البحث مصير دورة التراخيص الاخيرة التي اطلقتها الهيئة من قبل في البلوكات الثمانية الاخرى المتبقية منذ سنوات، والتي مدّد وزير الطاقة العمل بها حتى 15 كانون الأول المقبل وما يمكن القيام به لتحفيز الشركات الدولية على الدخول فيها.

 

وفي معلومات «الجمهورية» انّ فكرة التمديد للدورة الحالية باتت على طاولة البحث مجددا. وفي الأسباب الموجبة انه وقبل نحو اسبوعين من نهاية المهلة لم تتقدم أي من الشركات الدولية بعد للمشاركة فيها، وهو أمر كان يثير القلق قبل التوصّل الى اتفاق الترسيم البحري، وأن المهلة التي تلت الاتفاق يمكن ان تشكل حافزا لانطلاق العملية بقوة. فالظروف الدولية التي استدعت البحث عن المشتقات البترولية في هذه المرحلة ستشكل حافزاً لعدد من الشركات الكبرى لاستئناف أعمالها بعد الضمان بالاستقرار الموعود الذي ساد المنطقة والأجواء التي تسمح بقدوم الاستثمارات إليها.

 

ملف النازحين

وفي الوقت الذي ما زالت فيه الإتصالات مستمرة لترتيب العلاقات بين الدولة اللبنانية والهيئات الاممية المعنية بملف النازحين السوريين وما اعتراها من عقبات، وصل الى بيروت في الساعات الاخيرة الماضية المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، والذي سيلتقي اليوم عدداً من المسؤولين من بينهم وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب ووزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار، كما سيلتقي القادة الامنيين والهيئات المعنية بملفات النازحين ومعالجة أوضاعهم.

 

وفي إطار آخر يلتقي بوحبيب سفير روسيا الاتحادية في لبنان الكسندر روداكوف الذي يرغب بإطلاع لبنان على تطورات الأزمة الاوكرانية والمواقف الناجمة من تردداتها الدولية والاقليمية وموقف موسكو مما يجري في المنطقة والعالم، لا سيما ما تسمّيه برامج العقوبات عليها وسبل مواجهتها على الساحتين الديبلوماسية والدولية.


 

 

**************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

العجز النيابي: الكابيتال كونترول «طبخة بحص» وانتخاب الرئيس أسير الورقة البيضاء

موعد جلسة مجلس الوزراء قيد الدرس.. ومياه الشفة ملوثة في منازل سكان العاصمة

 

فضح مطر تشرين الثاني الغزير عجز الطبقة الحاكمة مع انه أنعش الآمال بمواسم زراعية منتجة، مع بروز شبح ازمة الغذاء العالمي، التي بشر بها وفد الكونغرس الاميركي الذي زار بيروت ليوم واحد، حاملاً «الكليشيهات الدولية» نفسها والتي تكررها السفيرة الاميركية في بيروت دورثي شيا، وهي تنتقل من جمعية الى رابطة فحزب، ولا تترك مناسبة إلا ولها فيها حضور، على طريقة «بكل عرس قرص»: انتخاب رئيس، حكومة جديدة، اصلاحات للاتفاق مع صندوق النقد الدولي، ثم مساعدات واستثمارات لها أول وليس لها آخر..

وكشفت جلسات اللجان المشتركة لدرس اقرار قانون الكابيتال كونترول عن عجز نيابي، يعطي الاولوية لاستمرار تهريب الاموال الى الخارج، مع كلام معسول، لكنه أجوف حول حقوق المودعين، مما دفع بـ«مصادر نيابية» مشاركة لإبلاغ «اللواء» درجة عالية من التشاؤم، على خلفية ان ما يجري «طبخة بحص».

رئاسياً، اعتبرت مصادر ديبلوماسية ان تعويل البعض في الداخل على التحركات والجهود التي تقوم بها الدول الفاعلة بالملف اللبناني وتحديدا، الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية، لتسريع انجاز الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس الجمهورية، هومبالغ فيه، ويعطى أكثر من حجمه، لان بالمبدأ هذه الدول تقف دائما الى جانب لبنان، وتحث اللبنانيين على القيام بما هو مطلوب منهم اولا،قبل طلب المساعدة من الخارج، لانه لا يمكن للخارج الحلول مكان اللبنانيين.

واشارت المصادر إلى ان الملف اللبناني حاضر باستمرار في اللقاءات والمناسبات الإقليمية والدولية بمواقف وبيانات تعكس سياسية وثوابت هذه الدول من الملف اللبناني، واكدت ان موضوع لبنان سيكون حاضرا من ضمن المواضيع التي سيبحثها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع الرئيس الاميركي جو بايدن في واشنطن ولكنها استبعدت ان يكون ملفا رئيسيا ومهما، او ان يصدر بخصوصه موقف حاسم، ولكنه من باب تحصيل حاصل، وللاشارة الى استمرار الاهتمام الاميركي الفرنسي بالوضع اللبناني.

وفي ما خص زيارة وفد الكونغرس الاميركي الى لبنان،اعتبرت المصادر ان هذه الزيارة تأتي من ضمن الزيارات الروتينية لوفود من الكونغرس الى لبنان من وقت لاخر، لتأكيد عمق العلاقات بين البلدين واهتمام الولايات المتحدة الأميركية بالوضع اللبناني، الا ان هذه الزيارة لا تخرج عن اطار هذه الزيارات ولا تحمل معها اي معاني اوابعاد مغايرة، ولكنه تزامنها مع موعد الانتخابات الرئاسية بلبنان، يمكن للبعض اعطاءها ابعادا بغير محلها.

اما فيما خص الزيارتين التي قام بها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لكل من الدوحة وباريس في وقت واحد ،كشفت المصادر الديبلوماسية ان الهدف الاساس هو الطلب من بعض المسؤولين القطريين بالتنسيق مع المسؤولين الفرنسيين للتوسط مع الإدارة الاميركية لرفع العقوبات المفروضة على باسيل منذ مدة انطلاقا من العلاقة الجيدة التي تربط بين البلدين مع الولايات المتحدة الأميركية لعل مثل هذه الوساطة بحال نجاحها قريبا، تفسح بالمجال امام رئيس التيار الوطني الحر للترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، بدون أثقال وتبعات العقوبات الاميركية المفروضة عليه. ومن هنا تربط المصادر، بين التعطيل المتعمد لانتخابات رئاسة الجمهورية من قبل حزب الله وحلفائه، ومن ضمنهم التيار العوني لاتاحة مزيد من الوقت ليكون باسيل مرشحا من بين المرشحين المتسابقين للرئاسة الاولى ، اما الهدف الاخر،استنادا لهذه المصادر، يتعلق بعلاقة باسيل ومساهمته ببعض الشركات وملفات نفطية لها علاقة بالشركات التي تتولى عمليات التنقيب واستخراج النفط والغاز بموجب اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.

وهكذا، بعدما غرق لبنان بالعتمة والفقر والغلاء والنهب والفساد، غرق مجدداً بمياه الامطار لاسيما طريق الساحل من المتن الى كسروان وصولا الى جبيل حيث غرق السوق القديم بالمياه والنفايات والاوساخ التي جرفتها السيول، فشهدت هذه المناطق فضيحة رسمية كبيرة تتمثل بإهمال السلطات المعنية سواء البلدية او الحكومية لتنظيف مجاري المياه فطافت على الطرقات وتحولت الى انهار وبحيرات وشلالات حبست المواطنين في سياراتهم والاولاد في باصات المدارس ساعات. وعملت عناصر من الدفاع المدني على انقاذ المواطنين الذين احتجزوا داخل رتل من السيارات على اوتوستراد جونية الرئيسي وطرقاتها الفرعية، الى ان تمكنت من تيسير المرور قرابة السادسة مساء.

وبرر وزير الاشغال العامة والنقل علي حمية ما جرى بالقول: مسؤوليتنا الطرقات الدولية، وما حصل على الأوتوستراد ليس من مسؤوليتنا وهو بسبب السيول والتعديات. فيما اعتبر رئيس بلدية حونية جوان حبيش ان ما حصل طبيعي بسبب كمية المتساقطات الكبيرة.

هل من جلسة للحكومة؟

ولكن بقيت آلام الناس بعيدة عن إهتمام المسؤولين، الى ان قرّر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على ما يبدو «مبدئياً» حسب معلومات غير رسمية، دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد الاسبوع المقبل. لكن سألت «اللواء» الوزيرين عبد الله بوحبيب وجورج كلاس عن الموضوع فأكدا انهما لم يتبلغا بعد اي دعوة لعقد جلسة، واوضح كلاس انه اذا كان هناك اي امر ضروري وطاريء سيحضر الجلسة.

وكان وزير الصحة قد قال بعد اجتماع في السرايا برئاسة ميقاتي خصص للبحث في موضوع مستحقات المستشفيات: هناك مشكلة في الزيادة التي حصلت على موازنة الاستشفاء في وزارة الصحة، اذ يلزم لصرف مستحقات المستشفيات عن الخدمات المقدمة للمرضى وضع مرسوم لتحديد سقوف المستشفيات لنتمكن من تطبيق الزيادات التي تمت على التعرفات. وبسبب عدم انعقاد جلسات لمجلس الوزراء لم يصدر هذا المرسوم وبالتالي ابلغتنا وزارة المالية بتعذر صرف هذه المستحقات مما يهدد استمرارية تقديم خدمات المستشفيات للمرضى.

اضاف: أن الخطر في هذا الموضوع هو الوصول الى سقوط هذه الاعتمادات في حال لم تحجز حتى تاريخ 15 كانون الأول الحالي، وهذا يعني ان كل الأعمال التي قامت بها المستشفيات خلال سنة 2022 قد تخسرها أو لا تحصلها الا بعد فترة طويلة، وهذا ما يهدد كافة القطاع الاستشفائي ويوقف الاعمال لجميع المرضى، وهذا الأمر جدا خطير. ولذلك نريد حلا سريعا له قبل الوقوع في المحظور ودخول بيان نقابات المستشفيات حيز التنفيذ عندها يصبح المرضى من دون تغطية.

اما رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور بلال عبد الله الذي حضر الاجتماع فقال: اعتقد وباختصار اننا امام استحقاق داهم الا وهو ضرورة عقد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء لبت هذه المسألة، وكل من سيعارض او سيبدأ باجتهادات دستورية من هنا وهناك بخلفية طائفية وغير طائفية سياسية او غير سياسية سيكون في وجه الناس، واعتقد أن المسألة حساسة وهي مسألة وطنية وفوق كل الاعتبارات السياسية لذلك اتمنى ان لا يكون هناك معارضة او اي أصوات باتجاه عرقلة هذا الامر.و كما قال وزير الصحة انه قبل 15 كانون الاول يجب ان تكون هناك جلسة استثنائية لمجلس الوزراء وبأقصى سرعة بالتنسيق مع ديوان المحاسبة، لكي تصبح هذه الاعتمادات حقيقة وهي كانت جزءاً اساسيا من موافقة الكثير من الكتل السياسية على الموازنة، وعلى ان نضيف العطاءات الاجتماعية والصحية للتخفيف عن كاهل الناس.

وقال النائب عبد الله لـ «اللواء»: كان هناك اصرار من قبلنا على عقد الجلسة ضنّاً بصحة الناس ولضمان إستمرار عمل المستشفيات، ووعدنا الرئيس ميقاتي بالعمل على معالجة موضوع الجلسة، لا سيما وان هناك قضايا حيايتة ومعيشية اخرى تهم المواطنين بحاجة لقرارات من مجلس الوزراء.

لبنان بين فرنسا واميركا

في غضون ذلك، يحضر الهمّ اللبناني خلال لقاء الرئيسين الفرنسي والاميركي ايمانويل ماكرون وجو بايدن في واشنطن في الساعات المقبلة، حيث إلتقى ميقاتي امس سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروتي شيا وجرى بحث الأوضاع العامة والعلاقات بين البلدين، عشية الجلسة الثامنة لمجلس النواب لانتخاب رئيس.

قرارات السلامة المرورية

وترأس ميقاتي قبيل كارثة المطر، إجتماعا للمجلس الوطني للسلامة المرورية، وشارك فيه وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، وزير العدل هنري خوري، وزير الاشغال العامة والنقل علي حميّة، الامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكيّة، امين سر المجلس الوطني للسلامة المرورية رمزي سلامة، ورئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر.

وصدرت عن الاجتماع المقررات الاتية:

1- تكليف مجلس الإنماء والإعمار المُضي بتلزيم أعمال الصيانة بما فيها مستلزمات السلامة المرورية وفقاً لما جاء في إتفاقية القرض مع البنك الدولي، على أن تحدد وزارة الأشغال العامة والنقل الأولويات، بالتعاون مع مجلس الإنماء والإعمار.

2- تكليف مجلس الإنماء والإعمار المُضي بتلزيم الإستراتجية الوطنية للسلامة المرورية بتمويل من قرض الطرقات والعمالة مع البنك الدولي.

3- تكليف مجلس الإنماء والإعمار إعادة صيانة المركز الرئيسي للمجلس الوطني للسلامة المرورية المتضرر جراء إنفجار الرابع من آب، بعد تأمين التمويل اللازم.

4- تكليف وزراء العدل، التربية والتعليم العالي والداخلية والبلديات دراسة مسودة منهاج مباراة الكفاءة التي على المرشحين لخبرة حوادث السير أن يجتازوها ومنهاج الدورات التي يتم بموجبها تأهيل خبراء السير المجاز لهم قبل صدور القانون 243/2012.

طبخة بحص

نيابياً، يستفاد من الجلسات غير المنتجة للجان النيابية المخصصة لدرس واقرار مواد قانون الكابيتال كونترول، بأنها تحولت الى «طبخة بحص» لا إلى جلسات تشريعية.

وآخرها ما انتهت اليه جلسة اللجان امس كلام خطير لنائب رئيس المجلس الياس ابو صعب، مفاده ان النواب المشاركين في الجلسات منقسمون بين فئة لا تريد مناقشة القانون وفئة لا تريد اقرار القانون، في حين وصف الوزير سعادة الشامي، نائب رئيس مجلس الوزراء ما يجري بأنه «نوع من الشعبوية» لجهة ربط خطة التعافي بالقانون، وبموضوع شطب الودائع التي نفى الشامي ان تكون ضمن خطة التعافي، في حين برر النائب علي فياض موقف كتلتي الوفاء للمقاومة و«التحرير والتنمية» بأن النقاش الذي يخوضونه يهدف الى حماية اموال المودعين، ومنع استمرار التحاويل الى الخارج.

وكانت اللجان النيابية المشتركة عقدت جلسة برئاسة بو صعب وحضور الشامي ووزير العدل في حكومة تصريف الاعمال هنري خوري وعدد كبير من النواب.

وتابعت اللجان درس مشروع قانون الكابيتال كونترول، وارجأت جلستها الى العاشرة والنصف من قبل ظهراليوم، على ان يصرح بو صعب بعد انتهاء الجلسة عن أجواء النقاش.لكنه عاد وقال بعد الجلسة: هناك مجموعة من النواب لا يستهان بها لا تريد مناقشة قانون «الكابيتول كونترول»، وهناك مجموعة أخرى لا يستهان بها من النواب لا تريد اقرار القانون.

وسأل بوصعب: ماذا يعني أن يطلب مني مصرفي كبير دعوة ممثل عن مجموعات مودعين وأن يكون حاضرا في الجلسة على ماذا يدل ذلك حين يكون هناك توصية من مصرفيين لتمثيل المودعين من قبل أشخاص معينين؟

 

وافادت المعلومات أن النقاش في اللجان بدأ من الفقرة ١٧ من المادة الثانية من القانون، المتعلقة بالأموال الجديدة، وإن النقاش يتمحور حول اذا كان يجوز استعمال مصطلح «الأموال الجديدة» واذا ما كان ذلك يؤدي الى نسف الأموال القديمة.

وعلّقت اللجان البحث بالبند ١٧ من المادة الثانية المتعلقة بالأموال الجديدة، والنقاش بدأ بالبند الأخير من المادة الثانية المتعلقة بالتعريفات اي تعريف «اللجنة».

مياه الشفة آسنة

حياتياً، وكان بيروت لا يكفيها ازمات المعيشة، والدراجات النارية، والتلوث ومولدات الكهرباء وصهاريج المياه، بل أضيفت اليها مشكلة بالغة الخطورة، تتعلق بصحة المواطنين، العاجزين عن شراء حتى حبة باندول، في ظل تخلٍ مريع للحكومة والجهات المانحة عن تقديم أية مساعدة على اي صعيد..

فقد اكتشف سكان منطقة المزرعة ان المياه التي تصل الى منازلهم ملوثة بمياه المجارير، وباتت تهدد صحتهم وحياتهم.

وعلى الرغم من رفع الصوت عالياً، فإن آذاناً طرشاء قابلت صوتهم المرتفع، ليس من وزارة الطاقة والمياه او مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، بل حتى البلدية ايضاً لم تحرك ساكناً.

واستناداً الى مصادر بلدية أكدت لـ«اللواء» ان المشكلة لا تقتصر على منطقة بل هي عامة في العاصمة ككل، وعزت المسؤولية الى البلدية ومؤسسة مياه بيروت، داعية الى التحرك لان هذا الامر لا يمكن السكوت عليه. (راجع ص 4)

وفي سياق متصل، وبنتيجة الفحوصات المخبرية التي أجريت على عينات المياه المعبأة للشرب المأخوذة خلال الحملة التي أطلقها محافظ جبل لبنان القاضي محمد المكاوي للتثبت من سلامة مياه الشرب، تبين وجود تلوث جرثومي وبكتيريا في عدد من العينات.

وقد أصدر المحافظ المكاوي عدة قرارات توزعت بين الختم بالشمع الأحمر وعددها 68 ووقف العمل عددها 18 والإنذارات للعمل على تصحيح أوضاع المؤسسات وعددها 26، وتقديم ما يثبت زوال الأسباب التي دعت الى الإجراءات الصارمة وتنفيذ الشروط الصحية المحددة من مصلحة الصحة. كما كلف المحافظ المكاوي قيادة منطقة جبل لبنان تنفيذ القرارات وإيداعه النتيجة بالسرعة اللازمة.

 

شرط المالية لدعم قرض المصرف

على صعيد الكهرباء، وبعيداً عن الوعود الفضفاضة، ومع اقتراب البلاد من دخول شهر ك1، وهو الموعد الذي تأجل مراراً بأن التغذية سترتفع الى ما بين 8 و10 ساعات، برز شرط من وزارة المال، ويقضي بالموافقة ان يدفع مصرف لبنان القرض، على سعر صيرفة بالدولار الاميركي للمؤسسة شرط توفر المبالغ في حسابات كهرباء لبنان، ومع التأكيد على عدم تحميلها وتحميل الخزينة اي نفقات او مبالغ اضافية.

المياه تحاصر السيارات

والمواطنين في جونيه

وعلى نحو ما يحصل في كل عام، طافت الاوتوسترادات والشوارع بمياه المطر الغزير، الذي شكل سابقة قياساً على السنوات الماضية، اذ تعرضت قرى في منطقة جونيه الى مستنقعات مائية، احتجزت السيارات والمواطنين في داخلها.. سواء في كفر حباب او غزير وحتى على اوتوستراد جونيه.

وصدر عن المديرية العامة للدفاع المدني بيانٌ جاء فيه: «تداول رواد منصات التواصل الإجتماعي مقطع فيديو «صادم» للسيول التي تشكلت بفعل غزارة الأمطار في منطقة جونية واجتاحت مركز الدفاع المدني الذي يقع تحت الجسر».

 

الأميركيون يحسمون معركتهم المونديالية أمام إيران

 

حسمت الولايات المتحدة الاميركية «معركتها» الكروية مع غريمها الإيراني بهدف دون مقابل، في المباراة التي أجريت بينهما مساء الثلاثاء، بختام منافسات المجموعة الثانية من مونديال لكرة القدم قطر 2022.

ولم تخرج المواجهة عن أدبيات كرة القدم كما الروح الرياضية، وخير مثال تواجد جماهير المنتخبين سوياً على المدرجات، علما أنه ووفق هذه النتيجة تمكنت الولايات المتحدة من العبور لدور الـ16 من المركز الثاني، بينما ودعت إيران البطولة.

واكد المنتخب الإنكليزي تأهله إلى دور الـ16 بفوزه على نظيره الويلزي بثلاثية نظيفة.

 

وترأست هولندا المجموعة الأولى بفوزها على قطر المضيفة 2-0 التي تلقت خسارتها الثالثة، وودعت المونديال دون تسجيل أي نقطة فيما بلغ منتخب «الطواحين» دور الـ16، بـ7 نقاط، وذلك رفقة السنغال بطلة افريقيا التي هزمت الاكوادور 2-1، رافعة رصيدها بالمركز الثاني إلى 6 نقاط.

 

 

************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

مصدر كنسي لـ «الديار»: الفاتيكان يتوسّط لدى واشنطن وباريس لحل أزمة الرئاسة

 «الثنائي» يفشل بفتح دروب «البياضة» و«معراب» و«المختارة» في اتجاه «بنشعي»… «القوات»: لا نساوم

أكثر من مليار دولار ستدخل لبنان مع توافد المغتربين لتمضية عيدَيِ الميلاد ورأس السنة المسيحية – صونيا رزق

 

لدى اتصال «الديار» ببعض النواب والوزراء، لمعرفة ماذا ستحمل الايام المقبلة من كواليس وخبايا في الملف الرئاسي، كان الجواب مشابهاً من قبل معظمهم انّ لا جديداً في افق الرئاسة ولا حتى في غيرها، فالمشاهد السياسية ستتكرّر، خصوصاً في الجلسة الثامنة لانتخاب رئيس للجمهورية يوم غد الخميس، اذ لن تغيب الاوراق البيضاء، ولا نسبة التصويت للنائب المرشح ميشال معوض، لكن قد تزيد او تخف بحسب عدد النواب الغائبين، فيما الاوراق البيضاء ستزيد عبر صوت النائب العائد الى المجلس فيصل كرامي، إضافة الى عبارة « لبنان الجديد» وغيرها ضمن اوراق الانتخاب.

 

هذا باختصار ما عبّر عنه بعض النواب والوزراء خلال الحديث معهم ليلاً، حتى انّ احدهم قال:» انتو الصحافيين بتعرفوا اكتر منا».

 

هذا الجواب يقلق كثيراً من ناحية عدم معرفة ممثلي الامة بما يجري على الساحة السياسية، الامر الذي يؤكد انهم في واد والشعب في واد آخر، والملخّص ان لا شيء يطمئن في انتظار مستجدات الخارج، المنهمك بشؤونه الداخلية والاقليمية والدولية، على امل ان يحّن احدهم على لبنان، ويطرح ملفه على الطاولة الحافلة بالمصالح الخاصة.

 

الى ذلك ووفق مصدر كنسي اشار ليلاً لـ « الديار» الى انّ صرخة البطريرك بشارة الراعي قبل ايام قليلة، ومن على منبر روما، دقت ناقوس الخطر وأطلقت العنان للهواجس والمخاوف، على مصير المركز المسيحي الاول في لبنان والشرق، في ظل التأزم الذي يحيط بالملف الرئاسي، كما انّ حاضرة الفاتيكان لديها الهواجس عينها، وانطلاقاً من هنا تواصل الوساطات مع باريس وواشنطن لحل هذه الازمة، وقبل استمرارها في الفراغ لفترات طويلة، لانّ وضع لبنان لا يحتمل والوقت داهمنا، لذا فالاتصالات قائمة ولا بدّ ان تسفر شيئاً ايجابياً، خصوصاً خلال اللقاء بين الرئيسين بايدن وماكرون اللذين يدعوان دائماً الى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، على ان يكون ملف الرئاسة من البنود المطروحة على طاولة اجتماع الرئيسين ما بين اليوم والثاني من كانون الأول المقبل، وشدّد المصدر الكنسي على ضرورة مساهمة النواب ايضاً في الحل والاتفاق على إنقاذ لبنان، وتناسي المصالح السياسية الخاصة امام مصلحة الوطن.

 

وفي السياق تعتبر مصادر ديبلوماسية أنّ الازمة الرئاسية اللبنانية، تنتظر تجدّد الحوار السعودي – الإيراني، اما فرنسا فتبحث عن رئيس مقبول من كل الاطراف، والمملكة العربية السعودية لا تقبل رئيسا مدعوما من حزب الله، بل مَن يلتزم باتفاق الطائف ويعيد لبنان الى الحضن الخــليجي.

 

وعلى خط قطر المنشغلة حالياً بالمونديال، افيد بأنها قد تطرح بعد انتهائه تسوية جديدة على غرار تسوية الدوحة .

حزب الله والنفس الطويل مع باسيل

 

وعلى خط الفريق الممانع، تستمر الجهود الحثيثة التي يقوم بها حزب الله لجمع حليفيه، رئيس تيار «المردة « سليمان فرنجية، ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، للمضيّ بالأول رئيساً للجمهورية، إلا ان الاخير ما زال متمسّكاً بموقفه الرافض، على الرغم من الضمانات التي سيحصل عليها، لكن حزب الله يملك نفساً طويلاً في الوساطة ومستمر فيها وفق اوساطه.

 

في غضون ذلك، رأت مصادر سياسية مواكبة لما يجري على خط هذه الوساطة، أنها باتت تدور في حلقة مفرغة، لانها لم تتقدّم اي خطوة ايجابية، نتيجة رفض رئيس « الوطني الحر» دعم رئيس «المردة» وتقديم الطبق الرئاسي له، في حين انه لم يؤيد وصول العماد ميشال عون الى الرئاسة، ولم يصوّت له في 31 تشرين الاول 2016، وبالتالي لم يقف في اي مرة الى جانب العهد السابق، فلماذا سيقوم باسيل بهذه الخطوة الان؟، معتبرة أن الحزب يتجه للبحث عن حليف مسيحي آخر قد يجده لا احد يعرف، لكن حالياً مستمر في تواصله مع باسيل وبعيداً عن الاعلام، ولربما يفتح الطريق المقفلة بين حليفيه.

وساطة بري مع خصوم فرنجية

 

في إطار الوساطة التي يقوم بها منذ فترة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، على خط معراب والمختارة في اتجاه بنشعي، افيد وفق معلومات «الديار» بأنّ الجهود فشلت لانها تبحث عن رضى «القوات اللبنانية» الخصم السياسي الاكبر لـ « المردة «، على الرغم من حصول المصالحة بين رئيسيِ الحزبين، لكن المسافات السياسية بينهما شاسعة جداً، والتصويت القواتي لفرنجية من الصعب جداً حصوله، فيما يسعى بري لتأمين الغطاء المسيحي لانتخاب حليفه، في ظل قرار «التيار الوطني الحر» بعدم التصويت له نهائياً، لكن ووفق ما ذكرت مصادر القوات اللبنانية لـ « الديار» أنّ انتخاب رئيس من 8 آذار غير وارد على الاطلاق، و»القوات « لا تساوم في هذا الموضوع وموقفها واضح، مجدّدة تأكيدها الدعم للنائب ميشال معوض. كذلك الامر بالنسبة للحزب «الاشتراكي» الذي تكتفي مصادره بالقول: « مستمرون في التصويت للنائب معوض».

 

الى ذلك اعتبر رئيس حزب سابق، أنّ رئيس «المردة « لن يصل الى قصر بعبدا، إلا من خلال دعم إما «التيار الوطني الحر» وإما «القوات اللبنانية».

في الكواليس الحكومية… مولوي الاكثر حظاً

 

على الرغم من غياب رئيس الجمهورية في قصر بعبدا، واستمرار التعطيل في الملف الرئاسي، علمت «الديار» بأنّ بعض القوى الفاعلة، تبحث في هوية رئيس الحكومة المرتقب في العهد المقبل منذ اليوم، وفي الكواليس ُطرح اسم وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال بسام المولوي لهذا المنصب، لانه على علاقة جيدة مع اكثرية الافرقاء السياسيين والاحزاب، في حين انّ الخط الممانع يفضّل وصول النائب فيصل كرامي الى السراي، حتى انّ مناصريه بدؤوا يطلقون عليه تسمية « دولة الرئيس»، منذ لحظة فوزه بالطعن المقدّم الى المجلس الدستوري.

 

وعلى خط السراي ايضاً، يتردّد أنّ دعوة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، الى عقد اجتماع لمجلس الوزراء قريباً ليست مستبعدة.

«الكابيتال كونترول»

 

في إطار البحث في قانون «الكابيتال كونترول»، كشف نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، عن وجود مجموعة من النواب لا يستهان بها، لا تريد مناقشة هذا القانون، وهناك مجموعة أخرى لا تريد اقراره، سائلاً:» ماذا يعني حين يطلب مني مصرفي كبير دعوة ممثل عن مجموعات المودعين، وأن يكون حاضراً في الجلسة، على ماذا يدّل ذلك؟

 

وفي السياق أعلنت جمعية «صرخة المودعين» أن المودعة إدرو خضر البالغة من العمر 90 عاماً، اعتصمت يوم امس داخل بنك عودة – فرع سليم سلام، للمطالبة بوديعتها البالغة 20 ألف دولار، الامر الذي يؤكد الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب للمودعين.

أكثر من مليار دولار الى الأسواق اللبنانية خلال الأعياد

 

ويتوقع أن يدخل لبنان في شهر كانون الأول في فترة عيدي الميلاد المجيد ورأس السنة المسيحية ما يزيد على 500 ألف سائح ومغترب لبناني لتمضية الأعياد مع عائلاتهم وأحبائهم. وفي عملية حسابية بسيطة، سوف يكون معدل الانفاق الوسطي للمغتربين ما بين 2000 و2500 دولار أميركي، ما يعني أن إجمالي الانفاق يتراوح بين مليار ومليار و250 الف دولار أميركي.

 

هذه الأموال سوف تريح الأسواق اللبنانية وتحصن الليرة اللبنانية في حال توزعت بشكل عادل في المجتمع ولم يستعملها التجار لزيادة الاستيراد ضمن عملية مقنعة لإخراج أموالهم الى الخارج.

 

 

**************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

لبنان بين ماكرون وبايدن .. وشيا: الوضع غير ميؤوس منه

 

في شباك مونديال المبارزة الاميركية- الايرانية اليوم، تدخل الكرة الارضية برمتها ومعها اتباع المحورين، إنطلاقًا من الجماهير المتواجدة على أرض الحدث في قطر وصولاً إلى المتحلقين حول شاشات البث المباشر في العالم. هي مباراة كرة قدم رياضية بحتة، لا تحمل دلالات سياسية، كما اعلن وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن، لكن دويّ الصراعات السياسية لا يترك للرياضة مكانا لا سيما في لبنان، في ضوء الانقسام العمودي المتسيّد الساحة ،حيث ينقسم جمهور مشجعي منتخبات “الاخضر المستطيل” بين اميركي وايراني استنادا الى انقسامهم السياسي الموزع جغرافيا على مساحة الوطن الغارق في السيول والامطار التي تسببت بكوارث جديدة اليوم لا سيما في قضاء كسروان، وقد تحول ساحله الى نهر جارف احدث اضرارا بالغة في السيارات والممتلكات، فيما ناشد المواطنون المعنيين انقاذهم بعدما حوصروا داخل سياراتهم لساعات.

 

الانقسام هذا، وسطوة ايران السياسية تحديدا تبقي البلاد في حال من الجمود القاتل، حائلة دون انتخاب رئيس جمهورية، في جلسة الخميس المقبل التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، في وقت يحضر لبنان  في القمة الفرنسية -الاميركية في واشنطن التي طار اليها اليوم الرئيس ايمانويل ماكرون تلبية لدعوة رسمية من نظيره جو بايدن.

 

الدولار الجمركي

 

وبينما لا جديد على الساحة السياسية – الرئاسية، تقدّم الهمُ المعيشي المالي الواجهةَ الداخلية قبيل دخول قرار رفع الدولار الجمركي الى 15 الف ليرة حيز التنفيذ في 1 كانون الاول المقبل… في السياق، اجتمع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي تردد انه قد يدعو الى جلسة لمجلس الوزراء، مع رئيس المجلس الأعلى للجمارك العميد أسعد الطفيلي.. كما رأس إجتماعا خصص للبحث في موازنة العام 2023 شارك فيه نائب رئيس الحكومة سعاده الشامي، وزير المالية يوسف الخليل، مستشار الرئيس ميقاتي الوزير السابق نقولا نحاس، مدير عام وزارة المالية جورج معراوي،مدير عام الجمارك بالانابة العميد ريمون خوري. وأعلن الوزير الخليل بعد اللقاء انه تم البحث بموضوع موازنة عام 2023 والتعديلات المطلوبة عليها، والانخراط في تصحيح جدي للمواضيع المالية والاقتصادية فيها.

 

الرئاسة في واشنطن

 

في الاثناء، وفيما يحضر ملف لبنان بين الرئيسين الفرنسي والاميركي ايمانويل ماكرون وجو بايدن في واشنطن في الساعات المقبلة، إلتقى ميقاتي امس سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا وجرى بحث الأوضاع العامة والعلاقات بين البلدين.

 

ولاحقا زارت شيا الرابطة المارونية، حيث اكدت أن الوضع في لبنان غير ميؤوس منه. وكان اتفاق على تفعيل التعاون مع الرابطة المارونية في ميادين اختصاصها.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram