افتتاحيات الصحف ليوم الثلاثاء 17 تشرين الثاني 2020

افتتاحيات الصحف ليوم الثلاثاء 17 تشرين الثاني 2020

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة الأخبار :

 

واشنطن تمنع تأليف الحكومة

 

الإدارة الأميركية تعرقل تأليف الحكومة. ببساطة، هذا هو المسبب الرئيسي ‏لتوقف المفاوضات ولانعدام الحلول الداخلية. إزاء ذلك، يقف رئيس ‏الحكومة المكلف سعد الحريري مكبّلاً وغير قادر على الاعتذار أو التأليف. ‏في غضون ذلك، رفع رئيس التيار الوطني الحر سقف التحدّي في وجه ‏الإدارة الأميركية، مؤكداً مرة أخرى تحالفه الوثيق مع حزب الله


زار رئيس الحكومة المكلف، سعد الحريري، رئيس الجمهورية ميشال عون ظهر أمس للتباحث بشأن الموضوع ‏الحكومي. لكن منذ مدة، لم تعد هذه الزيارات ذات جدوى نتيجة الدوّامة التي أدخل الحريري نفسه طوعاً فيها. فبات ‏كمن يفتش عن نشاطات يملأ بها وقته، ومنها زيارة قصر بعبدا كل يومين ولو أنه لا يحمل أي حلول أو تسهيلات. ‏فيما نصيحة الرئيس عون الدائمة له تقتصر على ضرورة لقائه كل الكتل النيابية قبيل الاتفاق الأخير معه، الأمر الذي ‏يرفضه الرئيس المكلف حتى الساعة.


لذلك، كل الإشارات والمعلومات تشير الى أن فرص تأليف الحكومة منعدمة، ‏وهو ما أدركه الحريري شخصياً بعد لقائه السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، التي أبلغته رفض بلادها تمثيل ‏حزب الله في الحكومة، مباشرة أو عبر ما يسمى بالاختصاصيين. فيما كان الحريري حتى موعد اللقاء يعوّل على ‏‏"غض طرف" أميركي عن هذه المسألة. هذا الشرط "التعجيزي"، معطوفاً على فرض الفرنسيين اسمَي وزيرَي ‏المالية والطاقة، كبّل رئيس الحكومة الذي كان يملك ترف تأليف الحكومة في الأسبوع الأول عبر اتفاق داخلي، لكنه ‏فضّل رفع سقف طلباته وتصفية حساباته الشخصية، فشرّع باب الانهيار على وسعه.


وسط ذلك، كان رهانه لا يزال ‏قائماً حتى يوم أمس على بيان أميركي فرنسي شديد اللهجة يجبر الأطراف على تقديم تنازلات له، لكن رهانه خاب ‏مجدداً. واليوم، بات الحريري أسير "فرمانات" الإدارة الأميركية، ولا سيما أنه لا يملك شجاعة تجاهلها لتأليف حكومة ‏يراها خدمة لـ"لبنان أولاً" ومحاولة للنهوض من الانهيار الاقتصادي الذي تسبّب به النموذج الذي لا يزال، مع قوى ‏سياسية حليفة وشريكة له، متمسكاً به. وهنا، خلافاً لما يروّج له وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن "جهود ‏أميركية لإقامة حكومة مستقرة تركز على الإصلاحات في لبنان"، فإن الولايات المتحدة هي المعرقل الأول لما تحدّث ‏عنه الأخير، وشروطها تحول دون تأليف حكومة وطنية تتمثل فيها الكتل النيابية بما فيها حزب الله. بمعنى آخر، منذ ‏نحو أسبوعين تغيّر المناخ الأميركي الذي كان يُظهر "قلة اكتراث" تجاه الوضع اللبناني، لتحلّ مكانه أجواء متشددة ‏ترفض دخول حزب الله الى الحكومة. ليس الأمر مخفياً، بل عبّر عنه بومبيو أمس خلال لقاء مع وزير الخارجية ‏الفرنسي جان إيف لو دريان، لافتاً الى "ضرورة محاربة تطرّف حزب الله العنيف". الأهم في هذا كله، أن الأجندة ‏الأميركية التي تحمل بنداً واحداً يتمثل بعرقلة تأليف الحكومة وإقرار الإصلاحات، وجدت في لبنان من يخضع لها ‏وينفذ "عقوباتها" بحرفيّة تامة. لذلك، يبدو الحريري مرتبكاً، لا هو قادر على التأليف ولا بوسعه الاعتذار لينضمّ الى ‏قافلة الذين سمّاهم وأسقطهم بنفسه. الحل الأفضل له حتى اليوم هو شراء المزيد من الوقت، ومضاعفة رهاناته ‏الخارجية‎.


في موازاة انصياع الحريري لأميركا، رفع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل التحدّي مجدداً يوم أمس في ‏وجه الولايات المتحدة، معلناً استعداده لترك الحياة السياسية إذا ثبتت عليه أي تهمة فساد، سائلاً كيف لدولة كبيرة ‏مثل أميركا "التي تمسك بكل حوالة مال في العالم، ألا تستطيع أن تكشف كل شيء؟ علماً بأني أول من كشف ‏حساباته للرأي العام اللبناني". ولفت باسيل خلال مقابلة على قناة "العربية ــــ الحدث" السعودية أنه كان "محتاطاً ‏لاحتمال نشر محاضر اللقاءات بينه وبين الأميركيين، وكلما كان يتكلم كان يفكر بويكيليكس". واعتبر قول ‏السفيرة الأميركية أنه وعد بفك التحالف مع حزب الله بشروط، "محاولة فاشلة لدق اسفين... فإذا أردنا فك ‏التحالف نفعل ذلك بإرادتنا ووفق المصلحة اللبنانية وليس بإرادة خارجية تكون نتيجتها العبث بالسلم الأهلي. وعلى ‏افتراض أننا نريد فك التحالف، نخبر صاحب العلاقة ونبحث معه قبل ذلك معالجة الموضوع، وعندما نيأس من ‏ذلك نقوم بالأمر... أما ما هو معتاد لدى البعض من خيانة وغدر ومسّ بثوابت وطنية خدمة لأغراض لا نعرفها، ‏فهذا غير مقبول عندنا". وأكد أن لبنان استفاد من العلاقة بين التيار الوطني وحزب الله، مشيراً الى أن "التاريخ ‏علّمنا أن عزل أي طائفة يؤدي الى انفجار، وهنا نتحدث عن مكوّن بكامله وليس فقط حزب الله". ورداً على ‏طروحات فك التحالف مع الحزب قال: "أقول للأميركي بصوت عال، أعطني ما يحفظ أمن لبنان واستقراره ‏وقوته وعدم الاعتداء عليه، فأذهب على رأس السطح وليس عالسكت وأقول لحزب الله ذلك بالمباشر، ثم أخبر ‏اللبنانيين أن هذا ما يأتي للبنان ثمناً لقطع العلاقة. أعطونا التزاماً أميركياً ودولياً بتقوية لبنان وإعادة أرضه وإعادة ‏النازحين، وأن يصبح لدينا دولة قادرة ــــ بالتوازن العسكري الاستراتيجي ــــ أن تواجِه، فهذا أمر أضعه على ‏طاولة التفاوض مع حزب الله والداخل اللبناني... أي برنامج فعلي وليس فقط وعود‎".‎

من جهة أخرى، تحدث باسيل عن نجاح الحصار "اقتصادياً ومالياً، فبات الوضع سيئاً. لكن لم نصل الى الفتنة ‏والانفجار"، مضيفاً: "هل من الصدفة التزامن بين صفقة القرن والحصار الاقتصادي والمالي على لبنان؟ أم هو ‏تقاطع مقصود؟". ولفت الى أنه "مع مفهوم الدولة، ووثيقة التفاهم مع حزب الله لا تتحدث إلا عن هذا الأمر. ‏وعبارة "استراتيجية دفاعية" أول ما وردت فيها، فالوثيقة لا تتحدث إلا عن الدولة وسياسة الدولة. وأنا لا أدافع ‏عن وضع قائم غير مقتنع به. أما كيفية الخروج منه فتكون بالعمل السياسي". وأضاف: "نحن كتيار، وأنا كوزير ‏خارجية، لم نوافق على ذلك (تدخل حزب الله في الخارج). لكن نحن نفرّق بين الدفاع عن المنزل الذي يستوجب ‏أحياناً أن تتجاوز السور قبل أن يصل الخطر إليه، وبين أن تذهب إلى خلف البحار. ولماذا مسموح لرئيس ‏الحكومة المكلف سعد الحريري أن يقول إن سلاح حزب الله مسألة إقليمية تحلّ في هذا الإطار، بينما لا يسمح لنا ‏ذلك؟". وأعاد باسيل التركيز على أنه لا يريد إلا الدولة، "وهذا ما بدأه العماد عون عام 1988 وأيّده الناس، ‏والتيار ليس في محور إلا المحور اللبناني. نحن مع العلاقة الطيبة مع الجميع، وبالنسبة إلينا الوحدة الوطنية تأتي ‏قبل أي دولة في الخارج، وأنا مع الدول العربية قبل أي دولة غير عربية، لكن هناك امتدادات لبعض الدول في ‏لبنان يجب التعاطي معها بما يحفظ لبنان". وكان صارماً بتأكيده عدم تأييده تدخّل أي دولة في شؤون أي دولة ‏عربية، كما لا يؤيد أي "تدخل لبناني في الخارج. فنحن نعاني من التدخلات الخارجية بشؤوننا، وأرخص شيء ‏هو العقوبات إذا كان السبب رفض التوطين والمطالبة بعودة النازحين‎".‎

في سياق آخر، كشف باسيل خلال حديثه عن معارك تحرير الجرود، أنه "بما يعنينا على الأرض اللبنانية وعند ‏الجار السوري، قمنا بمعركة كلبنانيين عندما لم يقم الجيش باللازم، بقرار سياسي كان مقصراً، خلال حكومة تمام ‏سلام. وعندما اتخذ القرار السياسي في عهد العماد ميشال عون حررنا الأرض وهُزم الإرهابيون‎".


في مسألة 17 تشرين، رأى باسيل أن الشعارات التي رُفعت ضده من المتظاهرين تتماهى مع الخارج، مشيراً الى ‏أن المتظاهرين في "17 تشرين" حاولوا اغتياله سياسياً. أما في الموضوع الحكومي، فقد أشار الى أن اتهامه ‏بعرقلة تأليف الحكومة "نغمة قديمة، ونحن حتى الساعة لم نضع شرطاً ولا مطلباً، وطالبنا فقط بوحدة المعايير في ‏التأليف".
وكشف بأن هناك "وعوداً حكومية معطاة للداخل لا تتناسب مع المعطاة للخارج، وعند جمعهما بهذا ‏الشكل لا يركب "البازل"، وإذا احترمت الوعود تتألف الحكومة في 24 ساعة". وأكد من جهة أخرى أن لا مانع ‏لديه بألّا يتمثّل أحد من القوى السياسية في الحكومة، "لكن لا أحد يستطيع الاستقواء علينا عبر الخارج، ونحن ‏نأخذ قرار أن لا نكون في الحكومة، ولا يمكن فرض ذلك علينا". من جهة أخرى، قال باسيل: "ليس هناك زعيم ‏مسيحي أوحد في لبنان، وأنا لا أتشبّه بأحد. وطالما أن الوكالة الشعبية معي من التيار والناس أمارسها، وإلّا أذهب ‏الى بيتي‎".‎

 

************************************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

هل يقدم الحريري مسودته لاختراق التعطيل؟

بدا المشهد الداخلي في مطلع الأسبوع الحالي موزعا بين واقعين شديدي التناقض. على المحور السياسي يمكن القول ان شللاً غير مسبوق أصاب مسار تأليف الحكومة الجديدة بات يخشى معه واقعيا ان تكون ثمة خطة مدبرة فعلا تستغل التطورات الأخيرة، ولا سيما منها العقوبات الأميركية والتشدد الأميركي الفرنسي في فرض معايير صارمة لقيام حكومة ذات مواصفات إصلاحية، في مزيد من رمي الألغام في طريق رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري. اما على المحور الصحي الاجتماعي المتصل بالتعبئة العامة والاقفال الثاني للبلاد، فان ما طبع اليوم الثالث من الاقفال مشهد استنفار واسع لحكومة تصريف الاعمال سعت من خلاله الى مواكبة التعبئة والاقفال باجراءات مركزة على الواقع الاستشفائي لدعم صمود المستشفيات الحكومية والخاصة وإعادة ضخ الأموال التي تعود اليها لجعلها تستعيد قدراتها على مكافحة الانتشار الوبائي.

 

وبدا للأوساط المعنية برصد المسار السياسي لتأليف الحكومة ان الشلل الذي يطبع هذا المسار والذي تعكسه حال اشبه ما تكون بالقطيعة السياسية الشاملة مع انعدام بروز أي تحركات داخلية يهدد بتحويل تعقيدات تأليف الحكومة في حال عدم حصول تطورات سريعة تنهي هذا الشلل الى متاريس سياسية تقف وراءها القوى السياسية. ولذا لم تستبعد هذه الأوساط ان يقوم الرئيس الحريري في قابل الساعات او الأيام القليلة المقبلة بطرح مسودة لتشكيلة حكومية تتلاءم وما يراه ضروريا لجعل هذه المسودة تظهر الطبعة الإصلاحية والانقاذية الملحة للحكومة التي يترقبها اللبنانيون والمجتمع الدولي.

ومع ان أي معلومات مثبتة من بيت الوسط لم تؤكد هذا الاتجاه او سواه بعد، حيال ما يزمع الرئيس الحريري القيام به، فان الأوساط المعنية نفسها تتحدث عن أيام لا بد من ان تشهد نقلة حتمية لاعادة تعويم المشاورات في التفاصيل والدقائق المتعلقة بتشكيل الحكومة، حتى ولو كانت الاجتماعات التي عقدت بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس الحريري انتهت من حيث توقفت في آخر اجتماع في الأسبوع الماضي للعودة الى مربع البدايات. وتشير هذه الأوساط الى انه قد يتعين على الحريري، امام المعطيات التي تركتها زيارة الموفد الفرنسي لجهة الخشية من ارجاء مؤتمر مجموعة الدعم الدولية للبنان الذي كانت باريس تعد لانعقاده في الشهر المقبل لحشد دعم مالي واقتصادي للبنان بعد مؤتمر الدعم الإنساني الذي سيعقد في نهاية الشهر الحالي، ان يضع جميع المسؤولين والقوى امام مسؤولية تسهيل مهمته لتشكيل الحكومة التي تشكل شرطا لمؤتمرات الدعم، طبعا من دون ان يعني ذلك ان عدم تسهيل هذه المهمة ستحمل الحريري على التراجع، علما ان الرئيس المكلف ليس في وارد الاعتذار و”لن يمشي”. وتلفت الأوساط نفسها في هذا السياق الى انه ما دام الموفد الفرنسي الرئاسي باتريك دوريل خلال زيارته لبيروت توغل في بعض جوانب محادثاته مع مسؤولين وقادة سياسيين الى تفاصيل تشكيل الحكومة، فلا يمكن تبرير الشلل الغريب الذي أصاب المسار الحكومي داخليا بعد زيارته، بل ان الدفع الخارجي والدولي الذي اشتد أخيرا للضغط على الافرقاء اللبنانيين لتسهيل تشكيل الحكومة، يفترض ان يترجم بسرعة والا تكون البلاد امام انسداد هو الأسوأ اطلاقا منذ اكثر من سنة من شأنه ان يبقي الى غير افق محدد الازمات مشرعة تحت إدارة محدودة وضيقة لحكومة تصريف اعمال.

 

 بين بومبيو ولودريان

في أي حال لم يغب الملف اللبناني كما كان متوقعا عن المحادثات التي اجراها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو امس في باريس. وأفادت وزارة الخارجية الأميركية في هذا السياق ان لقاء بومبيو ونظيره الفرنسي جان ايف لودريان تطرق الى “الحاجة لمواجهة التطرف العنفي والتأثير الخبيث لحزب الله في لبنان وجهود الولايات المتحدة لإقامة حكومة مستقرة تركز على الإصلاحات في لبنان”.

 

وكان مستشار الامن القومي الأميركي روبرت أوبراين حرص امس على ابراز ما قام به الرئيس الأميركي دونالد ترامب من “اعمال غير مسبوقة ضد حزب الله”. وقال ان “حزب الله قام بتجميع أسلحة وصواريخ ونفذ هجمات في أوروبا وآسيا وهو يفتقر الآن الى مئات الملايين من الدولارات التي كان يتلقاها من ايران”.

مع ذلك اتسم اجتماع وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبة بالسفيرة الأميركية دوروثي شيا امس بأجواء إيجابية كما حرصت الوزارة على أشاعتها. وأفادت ان اللقاء تناول العلاقات الثنائية وتعزيزها ودعم وتأييد اميركا للبنان في مجالات عدة بالإضافة الى مسألة ترسيم الحدود البحرية. كما تناول البحث الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأميركية في حق بعض اللبنانيين ومن بينهم نواب ووزراء سابقين ورئيس كتلة نيابية وازنة “وتمنى الوزير على السفيرة ان تتمكن السلطات اللبنانية والقضائية من الوصول الى أي معلومات ومستندات ارتكزت عليها الإدارة الأميركية في اتخاذها لتلك الإجراءات”.

 

في السرايا

في غضون ذلك لوحظ ان حكومة تصريف الاعمال قامت بما يشبه التفعيل الملحوظ لعملها في موضوع التعبئة لمواجهة الانتشار الوبائي لفيروس كورونا وواكبت إجراءات التعبئة في يومها الثالث امس بورشة ناشطة في السرايا الحكومية .وترأس رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب ثلاثة اجتماعات موسعة متعاقبة خصصت لتعزيز واقع المستشفيات الحكومية والخاصة وتوفير التمويل اللازم لها لتحصينها وإعادة تعزيز قدراتها في مواجهة الانتشار الوبائي. وعقد في الإطار اجتماع للجنة الوزارية المكلفة متابعة وباء كورونا ومن ثم اجتماع مع ممثلي البنك الدولي للبحث في قرض مخصص للشؤون الصحية ثم اجتماع للبحث في أوضاع المستشفيات. واكد وزير المال في حكومة تصريف الاعمال غازي وزني ان الوزارة ستبدأ هذا الأسبوع تحويل مستحقات المستشفيات فيما أوضح وزير الصحة حمد حسن ان هذه الاجتماعات تناولت تسهيل دفع مستحقات المستشفيات وان وزارة الصحة جاهزة لتحويلها الى وزارة المال عن سنة 2020 وتبلغ قيمتها 235 مليار ليرة.

 

***************************************

 

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

“حزب الله” يتحامل على دوريل وينعى الحكومة

بري “يلطش” عون… “سعر باسيل بسعر خليل”!

 

“تم عرض الأزمات الإقليمية وما يحصل في ناغورنو كاراباخ وفي الصحراء الغربية”… صدّق أو لا تصدّق هذه العبارة وردت في بيان وزارة الخارجية من بين تعداد جملة المواضيع التي استعرضها الوزير شربل وهبة مع السفيرة الأميركية دوروثي شيا! سلطة عاجزة عن حماية الأرمن من أوبئة مطمر برج حمود تستعرض أزمة ناغورنو كاراباخ! سلطة أصابت مقدرات الدولة وخزينتها بالتصحّر تستعرض مشكلة الصحراء الغربية! إرحموا عقول اللبنانيين، كان أجدى بوزير البلاط الرئاسي الذي اختير لملء الفراغ في سدة الخارجية إثر قفز ناصيف حتي من مركب العهد الغارق، أنّ يكتفي بحصر بيانه بكلمتين لا ثالث لهما: “عقوبات جبران”. هنا بيت القصيد والوتر الذي كُلّف وهبة بالضرب عليه أمام السفيرة الأميركية، وكل ما عدا ذلك حشو بحشو.

 

البلد بأسره ساقه العهد العوني مخفوراً إلى قيد العقوبات على رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، وساعة التأليف توقفت عند لحظة فرض هذه العقوبات، كما لو أنّ لسان حال رئيس الجمهورية ميشال عون يستعيد عبارته الشهيرة: “كرمى لعيون صهر الجنرال عمرها ما تكون حكومة”. واقع بات يسلّم به الأقربون والأبعدون والحلفاء والخصوم، لتنسحب حالة الامتعاض من عرقلة ولادة التشكيلة الوزارية إلى “عين التينة” حيث “عرّاب” التكليف رئيس مجلس النواب نبيه بري يبدو “في فمه ماء” كظماً للاستياء مما بلغته الأمور من تعقيدات متشابكة على مستوى الملف الحكومي، ليتمظهر ذلك بالأمس عبر تصويب المكتب السياسي لـ”حركة أمل” على “الحسابات الضيقة” التي تؤخر التأليف، وهو ما رأت فيه مصادر عليمة “لطشة” غير مباشرة لعون، على قاعدة عدم جواز سوق اللبنانيين إلى “انتحار جماعي” رداً على العقوبات الأميركية… “وها هو علي حسن خليل “سعرُه بسعر باسيل” فُرضت عليه العقوبات ولم تقم قيامة بري إنما كان ردّه بالدفع أكثر نحو الإسراع في تشكيل الحكومة منعاً لانهيار البلد”.

 

أما في مستجدات المراوحة الحكومية، فقد علمت “نداء الوطن” أنّ لقاءً جمع أمس رئيس الجمهورية مع الرئيس المكلف سعد الحريري في قصر بعبدا حيث جرى استكمال استعراض ملف التشكيل في ضوء نتائج زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل. وبحسب المعطيات المتوافرة، أكدت مصادر مواكبة للملف أنّ “الأمور لا تزال تدور في الحلقة المفرغة ذاتها والبحث ما زال بالمفرّق وليس بالجملة، والأسماء التي يطرحها الحريري بات من المعلوم سلفاً أنها مرفوضة من قبل عون”.

 

وفي الغضون، تتعزز القناعة يوماً بعد آخر بتخندق “حزب الله” خلف تصلّب عون وباسيل في مقاربة الملف الحكومي بعد إدراج الأخير على قائمة العقوبات الأميركية، باعتبار ذلك “واجباً سياسياً وأخلاقياً” حسبما تصفه أوساط مقربة من الحزب. وتحت سقف هذا الواجب، لوحظ خلال الساعات الأخيرة شن الدوائر الإعلامية التابعة لـ”حزب الله” أو تلك التي تدور في فلكه حملة تشهير ممنهجة ضد المبعوث الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل، تتهمه بالانحياز للرئيس المكلف ضد شروط رئيس الجمهورية ورئيس “التيار الوطني الحر”.

 

واسترعى الانتباه في هذا السياق، نعي الحكومة العتيدة على شاشة “المنار” التي نقلت عن مصادرها قولها: “لا حكومة في الأفق ولا من يحكمون إلا إن غيّروا في طريقتهم ولا يبدو أنّهم سيغيّرون”، معتبرةً أنّ “ما حمله دوريل خلال زيارته لم يزد المراوحة السلبية إلا سلبية”، وأخذت على الحريري أنه متمسّك بتسمية الوزراء في حكومته بنفسه وبعدم قبول أن يقترح عليه عون وباسيل أسماء للتوزير، لتتهم في الوقت نفسه “الموفد الفرنسي بتزكية أسماء لبعض الحقائب الأساسية يريدها الحريري (…) ولم يتردّد في تحميل مسؤولية تأخير ولادة الحكومة لرئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني وحلفائه”.

 

في المقابل، لفت إعلان الخارجية الأميركية عن تباحث وزير الخارجية مايك بومبيو أمس مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان في مسألة “تأثير حزب الله الخبيث في لبنان والجهود التي تقوم بها واشنطن باتجاه تشكيل حكومة استقرار واصلاحات في لبنان”. في حين، تترقب أوساط لبنانية مراقبة أن تتبلور صورة الموقف الرئاسي الفرنسي أكثر خلال الأيام المقبلة إزاء نتائج زيارة دوريل إلى لبنان في ضوء الخلاصات والقناعات التي توصّل إليها من خلال جولة لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، بعد أن يضعها في عهدة الرئيس إيمانويل ماكرون، ليتم تالياً التباحث في الخطوات الفرنسية المقبلة على طاولة اللجنة المعنية بالملف اللبناني في قصر الإليزيه.

 

 

***************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

إجتماعات الاليزيه لم تثلج الصدور.. وبـــاريس استقبلت بومبيو لياقةً

لم تحمل أخبار باريس أمس ما يُثلج الصدور حول موضوع التأليف الحكومي والخطوات التي يمكن الادارة الفرنسية ان تتخذها في شأن مبادرتها لحل الازمة اللبنانية، فاتّضَح انّ الاجتماعات الفرنسية والاميركية التي شهدها قصر الاليزيه، تأسيساً على ما عاد به الموفد الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل من زيارته لبيروت، لم تتخذ أي خطوات عملية، بل أصدرت الخارجية الاميركية بياناً قالت فيه انّ الوزير مايك بومبيو بحث مع المسؤولين الفرنسيين في ما سمّاه «تأثير حزب الله «الخبيث» في لبنان، والجهود التي تقوم بها واشنطن في اتجاه تشكيل حكومة استقرار وإصلاحات في لبنان». وفيما لم يصدر أيّ بيان فرنسي يتضمن موقفاً سلبياً من «حزب الله»، أشارت فرنسا إلى أنها وافقت على استقبال بومبيو بِطَلب منه «وفي شفافية كاملة مع فريق الرئيس (الأميركي) المنتخب جو بايدن»، في وقت تدعو الحكومة الفرنسية إلى إعادة بناء العلاقة عبر ضفّتَي الأطلسي في مناسبة تبديل الإدارة الأميركية. وقال مصدر ديبلوماسي فرنسي لوكالة «فرانس برس»: «كان من الطبيعي ومن اللائق تجاه المؤسسات الأميركية، أن يتم استقباله»، لأنّ ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب تستمر حتى 20 كانون الثاني المقبل.

في باريس عقد اللقاء المنتظر بين وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو ونظيره الفرنسي جان ايف لودريان للمرة الاولى في إحدى قاعات القصر الرئاسي في الإليزيه، قبل ان ينتقلا معاً الى مكتب رئيس الجمهورية ايمانويل ماكرون حيث التقاهما وجرى عرض لمُجمل التطورات المتصلة بالأزمات الدولية في مختلف القارات، ولا سيما منها الوضع في لبنان في ضوء زيارة موفد ماكرون لبيروت باتريك دوريل العائد توّاً الى العاصمة الفرنسية، والذي شارك في اجتماع خلية الازمة قبَيل وصول الضيف الاميركي الى الاليزيه.

 

الخارجية الاميركية

وفي معلومات رسمية وزّعتها الخارجية الاميركية، قالت انّ بومبيو بحث مع نظيره الفرنسي في «تأثير حزب الله «الخبيث» في لبنان، والجهود التي تقوم بها واشنطن في اتجاه تشكيل حكومة استقرار وإصلاحات في لبنان».

وشدّد الطرفان على «أهمية التحالف عبر الأطلسي»، وأكدا «هدفهما المشترك في وحدة الناتو». كذلك شدّدا على أهمية المصالحة السياسية في ليبيا ضمن إطار عملية سياسية بقيادة الأمم المتحدة. وناقش بومبيو «التحالف القوي في مواجهة النشاط الخبيث للحزب الشيوعي الصيني في أوروبا وانتهاكات حقوق الإنسان في شينجيانغ». وشدّد بومبيو ولودريان على «جهودهما المشتركة في مجال الديموقراطية والأمن والازدهار في منطقة الساحل».

 

لقاء سري

وبعد أسبوعٍ على آخر اجتماع مُعلن عنه بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري الاثنين الماضي، كشفت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» انّ لقاء جديداً جمعهما بعد ظهر امس في قصر بعبدا بقيَ بعيداً من الاعلام، على رغم نفي دوائر بعبدا والصمت المطبق في «بيت الوسط».

وافادت معلومات انّ اللقاء لم يقدّم أو يؤخّر في مجرى عملية التأليف التي بقيت تحت تأثير الشروط والشروط المضادة، وأنه على رغم من حجم الضغوط الخارجية، ولا سيما منها الفرنسية، فإنّ أيّاً من المعنيين لم يَحِد عن تصلبه قيد أنملة لا على مستوى توزيع الحقائب ولا على مستوى الاسماء.

وفي هذا السياق دعا المكتب السياسي لحركة «أمل»، إلى «الإسراع في تأليف الحكومة وعدم الوقوف أمام الحسابات الضيقة التي تؤدي إلى مزيد من التأخير وتنعكس مزيداً من فقدان الثقة في المستقبل، وإطلاق تصحيح المسار المتدهور اقتصادياً ومالياً واجتماعياً، والتزام مضمون الورقة الإصلاحية التي عبّرت عنها المبادرة الفرنسية». وشدّد، في بيان إثر اجتماعه الدوري، على «أهمية الأخذ بما أقرّ في موازنة عام 2020 لجهة تفعيل دور ديوان المحاسبة والتفتيش المركزي والنيابات العامة، وحقّها ومسؤوليتها في التدقيق في كلّ أدوار الوزارات والإدارات والمؤسسات العامة وإنفاقها المالي، وإجراء تدقيق شفاف ومسؤول وتحديد الثغرات وإصدار الإتهامات والإحالة إلى القضاء المختص، والذي عليه أن يثبت للناس مصداقيته واستقلاليته بعيداً من أي خوف أو مراعاة».

 

باسيل

وأعلن رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، في مقابلة مُتلفزة، أنه ‏يترك «الحياة السياسية إذا ثبتت عليّ أي تهمة فساد، فدولة كبيرة مثل أميركا تُمسك بكل حوالة مال في العالم، ألا تستطيع أن تكشف كل شيء؟». وأشار إلى أنه «أوّل من كشف حساباته إلى الرأي العام اللبناني».

وتابع: «‏أقول للأميركي بصوت عال: أعطني ما يحفظ أمن لبنان واستقراره وقوته وعدم الاعتداء عليه، فأذهب «على رأس السطح وليس عالسكت» وأقول لـ«حزب الله» بالمباشر معه، ثم أخبر اللبنانيين انّ ثمن قطع العلاقة هذا ما يأتي به للبنان: ‏إلتزام أميركي ودولي بتقوية لبنان وإعادة أرضه وإعادة النازحين، وأن تصبح لدينا دولة قادرة بالتوازن العسكري الاستراتيجي على ان تواجه، فهذا أمر أضعه على طاولة التفاوض «مع حزب الله» والداخل اللبناني… وأيّ برنامج فعلي، وليس فقط وعوداً، هو أمر يطرح».

‏وعن قول السفيرة الاميركية انّ النائب باسيل وعد بفك التحالف مع «حزب الله» بشروط، رأى «انها محاولة فاشلة لدق إسفين… واذا اردنا فك التحالف نفعل ذلك بإرادتنا ووفق المصلحة اللبنانية، وليس بإرادة خارجية تكون نتيجتها العبث بالسلم الاهلي».

أمّا عن الملف الحكومي، فقال باسيل: «‏إنّ اتهامنا بعرقلة الحكومة نغمة قديمة، واكرر أننا حتى اللحظة لم نطلب إلّا المعيار الواحد ولم نطرح أي مطلب أو شرط. ‏إنّ سبب عدم تأليف الحكومة حتى الآن هو الوعود المُعطاة للداخل غير المتناسبة مع الوعود المعطاة للخارج، وعند جمعهما بهذا الشكل لا يركب «البازل».

 

لقاء وهبة وشيا

الى ذلك، وكما كان مقرراً، عقد لقاء أمس بين وزير الخارجية شربل وهبه والسفيرة الاميركية دوروثي شيا في مكتبه في وسط بيروت، وأدرَجَته وزارة الخارجية أمس في إطار اللقاءات الدورية التي يعقدها وهبة مع السفراء المعتمدين، وتم البحث في العلاقات الثنائية وتعزيزها. وأكدت شيا دعم بلادها وتأييدها للبنان في مجالات عدة، بالاضافة الى مسألة المفاوضات على ترسيم الحدود البحرية وموضوع عودة النازحين السوريين الى بلادهم ومرحلة الانتقال من الادارة الحالية الى الادارة الجديدة في الولايات المتحدة.

وقالت المعلومات الرسمية «انّ الجانبين استعرضا الازمات الاقليمية، ولا سيما منها ما يحصل في ناغورني كاراباخ وفي الصحراء الغربية أخيراً، بالاضافة الى ما اتخذته الادارة الاميركية من إجراءات بحقّ بعض اللبنانيين، ومن بينهم نواب ووزراء سابقون ورئيس كتلة نيابية وازنة».

وقد تمنّى وهبة «ان تتمكن السلطات اللبنانية والقضائية من الوصول الى اي معلومات او مستندات ارتكزت عليها الادارة الاميركية في اتخاذها لتلك الاجراءات، وذلك في إطار الاصلاحات التى وعدت بها وتعزيزاً للشفافية في العمل العام».

 

سلس وإيجابي

وعلمت «الجمهورية» انّ اجواء من التعاون سادت اللقاء الذي وصفته مصادر مطلعة بأنه «كان سلساً وايجابياً ولطيفاً»، عَبّرت خلاله السفيرة الاميركية عن ثوابت بلادها تجاه ما يجري في لبنان، وانّ اي تبديل في الادارة الاميركية، اذا وصلَ بايدن الى البيت الابيض، لن يغيّر في الثوابت الاميركية تجاه الوضع في لبنان، وخصوصاً لجهة الدعم الذي تقدمه للجيش اللبناني وتجاه وحدة أراضي لبنان وسيادته واستقلاله».

وقالت المصادر «انّ السفيرة شيا، وبعدما أجرت ووهبة استعراضاً لجديد الازمات في المنطقة وتقويماً لتطوراتها، عبّرت عن ارتياح بلادها الى سَير المفاوضات الجارية في الناقورة من أجل ترسيم الحدود البحرية، ونَوّهت بجدية المفاوضين اللبنانيين والإسرائيليين، ووعدت الوزير وهبة بنقل طلبه الحصول على الملفات والوثائق التي تدين مَن طاوَلتهم العقوبات من الوزراء السابقين الثلاثة الى إدارتها في واشنطن ضماناً للشفافية التي تحرص الادارة الاميركية عليها». ورَدّ وهبه مؤكداً «رغبة لبنان في اعتماد هذه الوثائق متى توافرت في محاسبة المخالفين امام القضاء اللبناني. ولذلك أصرّ على الحصول على هذه المعلومات من الادارة الاميركية المعنية تسليم هذه الوثائق الى القضاء اللبناني، إن كان هناك من إشكال يحول دون تسليمها الى وزارة الخارجية أو اي مرجع اداري او سياسي لبناني».

 

التعزية بالمعلّم

من جهة ثانية، أوفد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الشؤون الاجتماعية والسياحة في حكومة تصريف الاعمال رمزي مشرفية، ممثّلاً عنه في مراسم تشييع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السوري وليد المعلّم، الذي وافَته المنية فجر أمس. وأبرقَ الى الرئيس السوري بشار الأسد معزّياً برئيس الديبلوماسية السورية، ومنوّهاً بالدور «الذي أدّاه في مسيرته داخل سوريا وخارجها»، متمنياً «عودة السلام الى سوريا لينعم الشعب السوري الشقيق مجدداً بالازدهار الذي يستحقه».

وقدّم مشرفية، خلال مراسم تشييع المعلّم، واجب التعزية إلى الأسد ممثّلاً بوزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزّام، وعدد من المسؤولين السوريين. وشكر عزّام، بإسم الأسد، لعون مشاركته ممثلاً بمشرفية في مراسم التشييع.

 

بري

من جهته، أبرقَ بري الى كلّ من الأسد ورئيس مجلس الوزراء السوري حسين عرنوس، معزّياً بالمعلّم، معتبراً أنّ «الموت غَيّب صوتاً عربياً ما نَطق إلّا للحق، وأوقَفَ قلباً ما نَبضَ إلّا للعرب والعروبة حتى الرمق الأخير». وكان بري قد زار المجلس الدستوري، وقدّم التصريح عن الذمة المالية الى رئيس المجلس الدستوري القاضي طنوس مشلب، وذلك عملاً بقانون «الاثراء غير المشروع».

 

منظمة حقوق الانسان

وعلى صعيد التحقيق في انفجار مرفأ بيروت الذي حصل في 4 آب الماضي، أصدرت المنظمة العالمية لحقوق الانسان والحركة القانونية العالمية تقريراً، في وقت سيعقد مجلس الامن جلسة للبحث في أوضاع لبنان وتركيا. وأكدت المنظمة «ضرورة تشكيل لجنة مهمة مستقلة لتقصّي الحقائق فوراً، للتحقيق في أسس وأسباب الانفجار الهائل الذي حصل في بيروت، والذي أدى الى مقتل أكثر من 200 شخص وجرح 7 آلاف».

وقالت المديرة القانونية التنفيذية في المنظمة انطونيا مولفاي: «لا يمكن تحقيق العدالة اذا بقي التحقيق في أيدي السلطات اللبنانية». ورأت أنّه «لا يوجد أي سبب لأن يثق الضحايا وعائلاتهم في نظام تَشوبه العيوب، كما تَصفه الأمم المتحدة».

 

نهاية لبنان

وعلى الصعيدين المالي والاقتصادي، كان لافتاً أمس قول وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني انّ «تأجيل الإصلاحات قد يعني نهاية لبنان»، محمّلاً الطبقة السياسية مسؤولية ما يجري.

وقال وزني لصحيفة «ذا ناشونال»: «إنّ اتِّباع سياسة البطء هذه تعني الموت للشعب اللبناني. ستكون حتماً النهاية». وأكّد انه يؤيّد مبادرة الرئيس الفرنسي «الذي تَعهّد بتقديم دعم مالي دولي للبنان مقابل إصلاحات تكافح الفساد. ولكن يبقى على السياسيين تنفيذها بكاملها». وأوضح أنّ استقالة الحكومة علّقت المفاوضات مع صندوق النقد الدولي حول خطة اقتصادية إنقاذية، غير أنّ «الاتصالات» مستمرة. وأضاف: «تم دفع أكثر من نصف اللبنانيين نحو الفقر، وأصبح 40 في المئة منهم عاطلين عن العمل. ويتوقّع صندوق النقد الدولي أن ينكمش الاقتصاد بنسبة 25 في المئة هذه السنة».

ورداً على سؤال، قال وزني: «أولاً، يجب ألّا ننسى أننا نمر في أزمة مصرفية وأنّ الناس لا يستطيعون استرداد ودائعهم. من المهم جداً أن نعرف أين ذهبت الأموال. ثانياً، سيكشف التدقيق الخسائر الحقيقية للبنك المركزي والقطاع المصرفي، كما أنّ تحديد حجم هذه الخسائر سيسمح عندها لصانعي القرار اتخاذ القرارات المناسبة في شأنها».

وأقرّ وزني بأنّ «الثقة فُقدت في القطاع المصرفي. وهذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك في تاريخ لبنان. علينا أن نتذكر أنه حتى خلال الحرب الأهلية التي امتدت من العام 1975 حتى العام 1990، استمرت المصارف في العمل طبيعياً. أمّا اليوم، فلا يمكن للمودعين سحب أموالهم وتم تعليق المعاملات المالية الى الخارج. لذلك، انّ القطاع بكامله مشلول».

 

كورونا

وعلى صعيد كورونا، أعلنت وزارة الصحّة العامّة في تقريرها اليومي أمس تسجيل 1016 إصابة جديدة (1006 محلية و10 وافدة)، ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 106446. ولفتت الوزارة إلى تسجيل «10 حالات وفاة جديدة.

 

 

***************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

لبنان يسأل عن مستندات «العقوبات»

وزير الخارجية ناقش الملف مع السفيرة الأميركية

 

بحث وزير الخارجية اللبناني شربل وهبة مع سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في بيروت دوروثي شيا أمس (الاثنين)، ملف العقوبات على بعض المسؤولين، إضافة إلى ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل.

وفي حين كانت معلومات أشارت في وقت سابق إلى أن وهبة استدعى السفيرة شيا لطلب الحصول على المستندات التي استندت إليها وزارة الخزانة الأميركية لإصدار العقوبات؛ وذلك بناءً على الطلب السابق لرئيس الجمهورية ميشال عون، قال بيان صادر عن المكتب الإعلامي في وزارة الخارجية، إن وهبة استقبل شيا في إطار اللقاءات الدورية التي يعقدها مع السفراء المعتمدين.

ولفت البيان في الوقت عينه، إلى أن «البحث تناول الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأميركية في حق بعض اللبنانيين، من بينهم نواب ووزراء سابقون ورئيس كتلة نيابية وازنة» (جبران باسيل)، مشيراً إلى أن وهبة تمنى على السفيرة الأميركية «أن تتمكن السلطات اللبنانية والقضائية من الوصول إلى أي معلومات أو مستندات ارتكزت عليها الإدارة الأميركية في اتخاذها تلك الإجراءات، وذلك في إطار الإصلاحات التي وعدت بها وتعزيز الشفافية في العمل العام».

ولفت إلى أنه تم البحث أيضاً في العلاقات الثنائية وتعزيزها، ودعم وتأييد أميركا للبنان في مجالات عدة، بالإضافة إلى مسألة مفاوضات ترسيم الحدود البحرية وعودة النازحين إلى بلادهم.

 

***************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

وزير المال يحذّر من «نهاية لبنان».. وسلامة في باريس على عجل!

استغراب فرنسي لتدخلات بومبيو.. واحتجاجات في طرابلس ضد الإقفال

 

مع اقتراب تكليف الرئيس سعد الحريري من شهر كامل على تأليف «حكومة مهمة»، بدا المشهد أكثر ابتعاداً عن مجرى التوقعات الإيجابية، التي حكمت اللقاءات التي تجاوزت عدد أصابع اليد الواحدة، في فترة قياسية، لتتوقف فجأة، فاسحة المجال امام زيارة للموفد الرئاسي الفرنسي في 8 آذار ارتياحاً لمهمته التي انتهت قبل يومين في بيروت، حاملاً معه تصوراً عن تقرير سيرفعه (أو رفعه) إلى ادارته لتكون مناقشته متاحة اليوم، في اجتماع «خلية الأزمة» في الاليزيه..

 

ترافق ذلك مع كلام خطير، قد يكون الأخطر، الذي يكشفه النائب جبران باسيل، كرئيس لتكتل لبنان القوي من ان سبب «عدم تأليف الحكومة حتى الآن، هو الوعود المعطاة للداخل غير المتناسبة مع الوعود المعطاة للخارج»، في غمز مباشر من قناعة الرئيس المكلف.

 

وحسب المصادر القريبة من الاليزيه فإن تقرير دوريل سيتوقف عند النقاط التالية:

 

1- ان تأليف الحكومة في لبنان معطّل، وأن مهلة الأسابيع بين 4 و6 انتهت من دون حدوث خرق.

 

2- ان الاتصالات المباشرة بين القوى المؤثرة في عملية التأليف مقطوعة، او شبه مقطوعة، لا سيما بين الرئيس الحريري والنائب باسيل.

 

3- ان الموفد الفرنسي سمع كلاماً من الذين التقاهم، سواء الرؤساء أو مسؤولي الأحزاب والكتل، استنتج منه، ان هؤلاء غير مستعجلين على إنهاء الوضع الحالي، والانتقال إلى وضع أفضل ينقذ البلد..

 

4- على ان الانكى من كل هذا هو محاولة كل فريق إلقاء تبعة عرقلة التأليف على الفريق الآخر..

 

5- ولم تخفِ مصادر استغراب الجانب الفرنسي من التدخلات الأميركية السافرة، لجهة التأثير السلبي على المبادرة الفرنسية، من خلال التحريض على فريق سياسي – نيابي تتعاطى معه باريس إيجاباً حتى تاريخه.

 

بومبيو يهاجم حزب الله

 

وملف تأليف الحكومة طرح في اجتماع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مع نظيره الفرنسي جان ايف لودريان في الاليزيه وليس في «الكودي سيه» والذي تناول موضوع «الارهاب» متحدثاً عن «تأثير خبيث» لحزب الله على تأليف الحكومة (والكلام لبومبيو)، متوقفاً عند «الجهود التي تقوم بها واشنطن باتجاه تشكيل حكومة استقرار واصلاحات في لبنان».

 

واعتبر مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت اوبراين ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قام بأعمال غير مسبوقة ضد حزب الله، مشيراً إلى ان الحزب يفتقر الآن إلى مئات الملايين من الدولارات التي كان يتلقاها من إيران.

 

وكان بومبيو اجتمع في قصر الإليزيه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قرابة الساعة الثانية عشرة، في حضور نظيره جان إيف لودريان، وذلك بعد اجتماع بين الوزيرين في الاليزيه ايضا لمدة ساعة.وغادر بعدها الى تركيا.

 

وقد وصفت الرئاسة الفرنسية زيارة بومبيو بانها «للمجاملة ضمن جولته الاوروبية – الشرق اوسطية». فيما اشارت وسائل اعلام فرنسية الى ان الرئيس ماكرون التقى بومبيو بعيدا عن الاعلام ولم يصدر اي بيان او تصريح بعداللقاء. كما ان الشأن اللبناني لم يكن اساسياً في اللقاء بل موضوع انتقال السلطة في اميركا بعدالانتخابات الرئاسية وفوز جو بايدن فيها، وملفات فلسطين والعراق وايران وناغورني كره باخ، وسط مخاوف فرنسية مما يمكن ان تتخذه ادارة الرئيس ترامب من قرارات على المستوى الخارجي في الفترة المتبقية له في الرئاسة، لا سيما في الشرق الاوسط.وتشمل جولة بومبيو ايضا بعد تركيا، جورجيا وإسرائيل والإمارات وقطر والسعودية.

 

الوضع الحكومي

 

في هذه الاثناء، بقيت مواقف كُلٍّ من الرئيسين عون والحريري والنائب باسيل على حالها لجهة تسمية الوزراء المسيحيين، لكن مصادر تكتل لبنان القوي قالت لـ «اللواء»: ان التسمية يمكن ان تكون مشتركة بين الحريري وباسيل وبما يُرضي الطرفين ويُلبي معايير تشكيل حكومة الاختصاصيين غير الحزبيين، بحيث يطرح كل طرف الاسماء التي لديه ويجري التوافق حولها. واستدركت المصادر بالقول: لكن المهم ان يقتنع الحريري بالتواصل مع باسيل كما تواصل مع اغلب الكتل النيابية، لا ان يكتفي بالتنسيق مع رئيس الجمهورية، طالما ان المبادرة الفرنسية تنص على تشكيل حكومة المهمة بالتوافق بين كل القوى السياسية.

 

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن أي  معطيات حكومية جديدة لم تبرز لاسيما بعد زيارة الموفد الفرنسي إلى بيروت وأفادت أن هناك انتظارا لخلاصات اجتماع  الرئيس الفرنسي  ووزير خارجيته مع وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية على أن دوريل يرفع بدوره  خلاصات زيارته إلى بيروت إلى خلية الأزمة الفرنسية في الاليزيه اليوم.

 

وعلمت «اللواء» أن الثابت في مشهد الاستقلال هذا العام هو الكلمة التي قد يوجهها رئيس الجمهورية عشية الذكرى ويستعرض فيها التطورات والتحديات لكن ما ليس معروفا بعد ما إذا كان حفل الاستقبال يقام ام لا في حين ان  برنامج وضع أكاليل على اضرحة شهداء رجال الاستقلال قيد الاعداد.

 

سلامة.. ونهاية لبنان

 

مالياً، علمت «اللواء» ان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، غادر بيروت مساء أمس إلى باريس، من دون ان تعرف الأسباب التي تقف وراء هذه الزيارة.

 

لكن مصادر ربطت بين سفر سلامة واجتماع خلية الأزمة الفرنسية الذي سيعقد في العاصمة الفرنسية، لمناقشة تقرير دوريل، وتحديد الخطوة الفرنسية المقبلة.

 

على ان الأخطر مالياً، ما صرّح به وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني من «نهاية لبنان»، في حال استمرت الطبقة السياسية في البلاد في تأجيل الإصلاحات الأساسية لاطلاق المساعدات الخارجية.

 

وقال وزني لصحيفة «ذي ناشيونال» «إن اتباع سياسة البطء هذه تعني الموت للشعب اللبناني. ستكون حتما النهاية».

 

وأكّد وزني إنه يؤيّد مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تعهد بتقديم دعم مالي دولي للبنان مقابل إصلاحات تكافح الفساد. ولكن يبقى على السياسيين تنفيذها بالكامل.

 

أضاف وزني: «ان الرئيس ماكرون قال «سنمنحكم بعض الأكسجين، وسنساعدكم على الخروج من الأزمة»، وإلا فإن الوضع الاقتصادي والاجتماعي سيزداد سوءًا. سيكون الوقع الأكبر على أمن البلاد واستقرارها ومستقبلها».

 

وأوضح وزني إن استقالة الحكومة علّقت المفاوضات مع صندوق النقد الدولي حول خطة اقتصادية إنقاذية، غير أن «الاتصالات» مستمرة. وكان السيد دياب قد أطلق المحادثات في أواخر شهر نيسان/أبريل بعد أن تخلّفت الدولة عن تسديد ديونها السيادية لأول مرة.

 

وزني أضاف انه قد تم دفع أكثر من نصف اللبنانيين نحو الفقر، وأصبح 40 في المائة منهم عاطلين عن العمل. يتوقع صندوق النقد الدولي أن ينكمش الاقتصاد بنسبة 25 في المائة هذا العام.

 

ورداً على سؤال لصحيفة ذا ناشيونل» قال: «يجب ألا ننسى أننا نمر بأزمة مصرفية وأن الناس لا يستطيعون استرداد ودائعهم. من المهم جدًا أن نعرف أين ذهبت الأموال. ثانيا، سيكشف التدقيق الخسائر الحقيقية للبنك المركزي والقطاع المصرفي» معتبراً ان تحديد حجم هذه الخسائر سيسمح عندها لصانعي القرار اتخاذ القرارات المناسبة بشأنها.

 

وقال الوزير وزني: «لقد اخترنا مهلة طويلة بعض الشيء (ثلاثة أشهر لتسليم المستندات المطلوبة من البنك المركزي) لأنه علينا أولا انتظار تشكيل الحكومة، وثانيا، يجب ألا ننسى أن موسم الأعياد يبدأ في 15 كانون الأول/ديسمبر. وثالثًا، في حال عدم حصولنا على المعلومات المطلوبة للمباشرة بالتدقيق، يمكننا البدء في العمل على مشروع قانون لتعديل القانون الحالي».

 

وقال وزني ان السيد دياب اقترح أن على الحكومة اعداد مشروع قانون لتعديل قانون السرية المصرفية.

 

واقترح كبديل السماح لشركة Alvarez & Marsal، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها والتي تقوم بالتدقيق الجنائي، بالنفاذ إلى المعلومات التي تغطيها السرية المصرفية.

 

وفيما زار الرئيس نبيه برّي المجلس الدستوري، وقدم التصريح عن الذمة المالية أو الإثراء غير المشروع لرئيس مجلس الدستور القاضي طنوش مشلب، تحدثت الـL.B.C.I عن ان كلفة موظفين ومتقاعدين ومستشارين للرئاسة الثلاثة في موازنة 2020، مبينة: ان كلفة هؤلاء في رئاسة الجمهورية اكثر من 3 مليارات ليرة لبنانية، وفي رئاسة مجلس الوزراء أكثر من ستة مليارات و800 مليون ليرة، وفي مجلس النواب تفوق الكلفة الـ36 مليار و500 مليون ليرة لبنانية.

 

شربل يتمنى الحصول على مستندات لفرض عقوبات أميركية

 

دبلوماسياً، استقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبه، سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا. وتم البحث، بحسب مصدر دبلوماسي لبناني «في العلاقات الثنائية وتعزيزها ودعم وتأييد أميركا للبنان في مجالات عدة، بالاضافة الى مسألة مفاوضات ترسيم الحدود البحرية وعودة النازحين الى بلادهم ومرحلة الانتقال من الادارة الحالية الى الادارة الجديدة في اميركا.

 

كما تناول البحث وفقاً للمصدر نفسه الاجراءات التي اتخذتها الادارة الأميركية في حق بعض اللبنانيين من بينهم نواب ووزراء سابقون ورئيس كتلة نيابية وازنة». (في اشارة الى النائب جبران باسيل)

 

وتمنى الوزير وهبه على السفيرة الاميركية في  اللقاء الذي استمر 50 دقيقة «ان تتمكن السلطات اللبنانية والقضائية من الوصول الى اي معلومات او مستندات ارتكزت عليها الادارة الاميركية في اتخاذها لتلك الاجراءات، وذلك في اطار الاصلاحات التى وعدت بها وتعزيز الشفافية في العمل العام».

 

ووصف الوزير وهبه اللقاء بأنه لقاء دبلوماسي إيجابي وصريح، وقال لـ«اللواء»: بحثنا في كل الامور المعروفة في جوٍ من التعاون والاحترام والتقدير ولم يتسبب اللقاء بأي إزعاج او توتر، بالعكس كان الجانب الايجابي طاغياً على اللقاء بحكم العلاقات التاريخية بين بلدينا والتي من واجبنا في لبنان الحفاظ عليها. وتمنينا على السفيرة شيا التجاوب في موضوع مسببات فرض العقوبات على بعض الشخصيات السياسية وغير السياسية اللبنانية ومنحنا المستندات التي استندت اليها الادارة الاميركية، فردت السفيرة انها لا تملك كل المعلومات تفصيلياً وان المعلومات التي لديها أُذيعت عبر الاعلام، لكنها وعدت بمراجعة إدارتها والرد علينا.

 

واضاف وهبه: انا اكدت للسفيرة اننا مهتمون بمتابعة مكافحة الفساد وأي معلومات تصلنا تفيدنا في هذا الموضوع اذا تم تزويدنا بالمستندات اللازمة للإتهام. واتوقع ايجابية في التعامل مع الموضوع، خاصة ان السفيرة المحت الى وجود اتفاقية تعاون بين وزارتي العدل اللبنانية والاميركية وانه بإمكان المشمولين بالقرار الاميركي اللجوء الى القضاء ايضا وإبراز المستندات التي لديهم والتي تخالف اسباب العقوبات.

 

وقال أمس باسيل لـ«العربية»: ارخص شيء هو العقوبات، إذا كان السبب رفض التوطين والمطالبة بعودة النازحين، معلناً رفضه لأي تدخل لبناني من الخارج.

 

الاقفال

 

وأمس، أنهى لبنان يوماً ثالثاً من الاقفال، وسط اعتقاد رسمي ان نسبة الاقفال كانت مقبولة، في ظل تمسك بعض القوى المعنية بالمعالجة، بضرورة فرض 6 أسابيع بدلاً من أسبوعين اقفال شامل عملاً بتوصية منظمة الصحية العالمية.

 

وفي إطار التقييم لنتائج الاقفال العام، قال وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، ان النتائج لن تكون متاحة قبل غد أو بعد غد.

 

وتوجه إلى المواطنين بالقول: «علينا أن نصبر ونتحمل من أجل حماية المجتمع والأسرة»، لافتا إلى «وصول شحنة دواء ريمديسيفير ليلا بعدد 5500 حبة، ويبلغ سعرها الرسمي 760 الف ليرة لبنانية، سيتم توزيعها على المستشفيات من خلال الوكيل مباشرة بنسبة 50 بالمئة على أن تبقى بقية الكمية لدى الوكيل لكي يتم بيعها مباشرة، ما يسهل تلافي السوق السوداء كما حصل في السابق. وسيكون لدينا حوالى الـ500 الف حبة في أواخر الشهر، مما يتيح للمرضى تناول العلاج وبالسعر المحدد من الشركة».

 

وكان حسن شارك في ثلاثة اجتماعات صحية في السراي الكبير برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب أشار خلالها إلى تحويل مدفوعات المستشفيات الحكومية الخاصة بقيمة 235 مليار ليرة لبنانية.

 

كما جرت مناقشة قرض البنك الدولي لشراء الأجهزة للمستشفيات الحكومية.

 

وأمنياً أكّد الاجتماع الوزاري الأمني على ضرورة الاستمرار بتطبيق إجراءات الاقفال بوجه كورونا، مع الإشارة إلى تنظيم حوالى 7430 محضر ضبط بحق المخالفين.

 

دوائياً، وصل إلى لبنان علاج كورونا المعروف باسم «الريمدسيسفير» باعتباره الأفضل لمعالجة الحالات الأصعب لمرض كورونا. وكانت وزارة الصحة تلقت هبتين من مصر وشركة لبنانية.

 

106446

 

صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 1016 إصابة جديدة بفايروس كورونا، مع تسجيل 10 حالات وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 106446 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2019.

 

وتجدر الإشارة إلى اتساع حركة الاعتراض على الاقفال العام، ففي طرابلس اعتصم أصحاب المحال التجارية في أسواق المدينة القديمة وسط السوق العريض احتجاجاً على قرار الاقفال، ويرددون الهتافات المنددة بالقرار «الذي يؤدي إلى افلاسهم».

 

وعلى الأثر، تدخلت عناصر الجيش المنتشرة في المكان ومنعتهم من فتح محالهم، وسط إصرار على المضي في فتحها.

 

 

***************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

الخارجية الأميركية:لحكومة إصلاحات من دون تأثير حزب الله «الخبيث»  

 

انعدم الحل في لبنان. لا اتصالات ولا اجتماعات ولا ما يوحي بتنازل فريق لآخر كمعبر الزامي لاخراج حكومة الانقاذ من عنق الزجاجة المُراد على ما يبدو ابقاءها فيها الى ما بعد انقضاء العام بإرادة القيّمين على الشأن العام والممسكين بزمام السلطة. وجهة الرصد انتقلت والحال هذه، الى العاصمة الفرنسية علّ الاجتماعات الفرنسية- الفرنسية والفرنسية- الاميركية التي تعقد فيها تفضي الى بصيص أمل يضع حدا لمسلسل التعنت والتمترس خلف الشروط والمطالب المصطنعة الذي يجيد سياسيو لبنان توزيع الادوار في ما بينهم لانتاجه.

 

انتظار باريس

 

وسط غياب شبه تام للحركة السياسية في الداخل لا سيما على الخط الحكومي، اتجهت الانظار المحلية الى  باريس، حيث يحضر الملف اللبناني، في اجتماعين متتاليين. الاول، يجمع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى موفده باتريك دوريل الذي زار بيروت الاسبوع الماضي، لوضعه في اجواء اتصالاته مع القيادات اللبنانية. والثاني، يجمع سيد الاليزيه الى وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو.  وافادت المعلومات الاولية ان خلافا للعادة اجتمع لودريان في الحادية عشرة صباحا مع بومبيو في الاليزيه لا في مقر وزارة الخارجية الفرنسية ثم انضم اليهما الرئيس ماكرون قرابة الـثانية عشرة ظهرا.وبحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة  فان هذه المحادثات من الصعب ان تحقق خرقا في الانسداد اللبناني في ظل تصلب كل القوى السياسية وتمسّكها بشروطها، الا ان البعض لا يزال يعوّل على جديد ما قد تنتجه هذه المشاورات.

 

وأفادت معلومات صحافية امس أن لقاءً سريا جمع رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري عصر امس  في قصر بعبدا، الا انه لم يسجل أي تقدم وأبقى العقد على حالها، كما جرى تقييم زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل والتأكيد على المبادرة الفرنسية.

 

المنلا

 

في الغضون، أعلن مستشار الرئيس المكلف سعد الحريري، نديم المنلا، أن المستشار في قصر الإليزيه باتريك دوريل وضع النقاط على الحروف خلال زيارته للبنان وذكّر كل الاطراف بتعهداتهم كما دخل في بعض التفاصيل.وأوضح أن المبادرة الفرنسية هي لاستعادة الثقة ونقل لبنان من مرحلة الى اخرى والمبادرة تُرجمت الى خطوات على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.

 

نهاية لبنان

 

من جهته، أعلن وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني ان في حال استمرّت الطبقة السياسية في البلاد في تأجيل الإصلاحات الأساسية لإطلاق المساعدات الخارجية، فإن ذلك قد يعني «نهاية» لبنان. وقال لصحيفة «ذا ناشونال»: إن اتباع سياسة البطء هذه تعني الموت للشعب اللبنان. ستكون حتما النهاية. وأكّد إنه يؤيّد مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «الذي تعهد بتقديم دعم مالي دولي للبنان مقابل إصلاحات تكافح الفساد. ولكن يبقى على السياسيين تنفيذها بالكامل». أضاف: إن الرئيس ماكرون قال «سنمنحكم بعض الأكسجين، وسنساعدكم على الخروج من الأزمة»، وإلا فإن الوضع الاقتصادي والاجتماعي سيزداد سوءًا. سيكون الوقع الأكبر على أمن البلاد واستقرارها ومستقبلها.

 

نريد مستندات

 

وسط هذه الاجواء، وفي وقت من المتوقع ان يُعلم بومبيو ماكرون باستمرار بلاده في سياساتها المتشددة تجاه القيادات السياسية اللبنانية «الفاسدة» و»المقربة من حزب الله»، استقبل وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبة، سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا وتم البحث في العلاقات الثنائية. وفي خلال اللقاء، تم استعراض ما اتخذته الادارة الاميركية من اجراءات في حق بعض اللبنانيين ومن بينهم نواب ووزراء سابقون ورئيس كتلة نيابية وازنة. وتمنى وهبه ان تتمكن السلطات اللبنانية والقضائية من التوصل الى اي معلومات او مستندات ارتكزت اليها الادارة الاميركية في اتخاذها لتلك الاجراءات، وذلك في اطار الاصلاحات التى وعدت بها وتعزيزا للشفافية في العمل العام.

 

الاقفال التام

 

صحيا، قرار الاقفال التام لمحاربة تفشي وباء كورونا مستمر على الارض، مع تسجيل بعض الخروقات الا ان الالتزام لا تزال نسبته جيدة. وبلغ مجموع محاضر مخالفات قرار التعبئة العامة المنظمة اعتباراً من فجر السبت ولغاية الساعة 14:00 من تاريخ امس، 7430 محضرا.

 

بومبيو بحث ولودريان تأثير

 

حزب الله «الخبيث»

 

كشفت وزارة الخارجية الأميركية ان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بحث مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان تأثير حزب الله «الخبيث» في لبنان والجهود التي تقوم بها واشنطن باتجاه تشكيل حكومة استقرار واصلاحات في لبنان.

 

أوبراين: حزب الله يفتقر الآن

 

إلى مئات ملايين الدولارات

 

اعتبر مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين أن «الرئيس الأميركي دونالد ترامب قام بأعمال غير مسبوقة ضد حزب الله».

 

وكشف عن أن «حزب الله قام بتجميع أسلحة وصواريخ ونفذ هجمات في ‏أوروبا وأسيا».

 

وتابع، «حزب الله يفتقر الآن إلى مئات الملايين من الدولارات التي ‏كان يتلقاها من إيران».

 

بومبيو ولودريان تطرّقا للتأثير «الخبيث» لحزب الله في لبنان

 

باريس: مجلس الأمن «لم يعد ينتج حلولاً مفيدة وعلينا تعزيز وبناء أوروبا»

 

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى «تحديث» الهيئات الدولية معتبراً أن «مجلس الأمن الدولي لم يعد ينتج حلولاً مفيدة اليوم».

 

وفي مقابلة طويلة أجراها معه موقع «لو غران كونتينان»، أشار ماكرون إلى أنه يجب «أخذ العلم بأن إطارات التعاون متعدد الأطراف باتت اليوم ضعيفة، لأنها معرقلة».

 

وأضاف «أنا مضطر للتنويه بأن مجلس الأمن الدولي لم يعد ينتج حلولاً مفيدة اليوم: نحن جميعاً نتحمل مسؤولية مشتركة عندما يصبح البعض رهائن أزمات التعددية، مثل منظمة الصحة العالمية».

 

وأمام هذا الواقع، اعتبر ماكرون أن «المسار» الصحيح في الوقت الحالي هو «تعزيز وبناء أوروبا من الناحية السياسية» لأنه «إذا أردنا أن يتمّ خلق تعاون، يجب أن يتمكن أقطاب متوازنون من بناء هذا التعاون، حول تعددية جديدة، ما يعني (إقامة) حوار بين القوى المختلفة لاتخاذ القرارات معاً».

 

وأضاف «يجب أن ننجح في إعادة ابتكار أشكال مفيدة للتعاون وائتلافات للمشاريع وجهات فاعلة وعلينا أن ننجح في تحديث الهياكل وإعادة توازن هذه العلاقات».

 

ورأى ماكرون أن ضمان أن تكون «أوروبا قوية» هو «الاحتمال الوحيد لإعادة فرض قيمنا لتجنّب الاحتكار الثنائي الصيني الأميركي والانهيار وعودة القوى الإقليمية المعادية».

 

وأكد الرئيس الفرنسي أيضاً أنه «يعارض بشدة» مقالة كتبتها وزيرة الدفاع الألمانية آنيغريت كرامب-كارنباور ونشرها موقع «بوليتيكو يوروب» وجاء فيه أن «أوهام الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي يجب أن تنتهي: لن يتمكن الأوروبيون من لعب دور أميركا الحاسم كمزوّد للأمن».

 

وقال الرئيس «أعتقد أنه تفسير خاطئ للتاريخ. لحسن الحظّ أن المستشارة (أنغيلا ميركل) ليست من هذا الرأي، إذا فهمت الأمور بشكل جيد».

 

ورأى أن «الولايات المتحدة لن تحترمنا كحلفاء لها إلا إذا كنّا جادين مع أنفسنا وإذا كنا سياديين في دفاعنا الخاص».

 

وتابع «أعتقد إذاً أن تغيير الإدارة الأميركية هو فرصة لمواصلة بطريقة سلمية تماماً وهادئة، ما يجب أن يفهمه الحلفاء فيما بينهم: نحن بحاجة إلى مواصلة بناء استقلاليتنا لأنفسنا، كما تفعل الولايات المتحدة لنفسها، وكما تفعل الصين لنفسها».

 

ووجد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نفسه  امس في موقف دقيق غير مسبوق إذ استقبل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في حين لم يعترف دونالد ترامب بعد بهزيمته، فيما بات باريس تتطلع إلى العلاقة مع الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن.

 

وتطرق ​وزير الخارجية​ الأميركي مايك بومبيو​، خلال لقاء مع نظيره الفرنسي ​جان ايف لودريان، إلى ضرورة «محاربة تطرف «حزب الله» العنيف، وإبراز تأثيره الخبيث في لبنان، بالإضافة إلى جهود الولايات المتحدة الاميركية لإقامة حكومة مستقرة، تركز على الإصلاحات في لبنان».

 

***************************************

افتتاحية صحيفة الديار اجتماعات باريس «تحبط» الفرنسيين : لا تراجع اميركي عن مواجهة حزب الله

السفيرة الاميركية «تنصح» دياب بتفعيل الحكومة المستقيلة للضغط على الحريري !

المواجهة مستمرة مع فيروس «كورونا» ورقم قياسي في عداد محاضر الضبط

ابراهيم ناصرالدين

 

تخوض البلاد معركة صعبة، ومشكوك في نجاحها مع فيروس «كورونا»، وسط اقفال عام غير مضمون النتائج،وفيما التعويل على «اللقاح» سابق لاوانه، والرهان على الالتزام «المجتمعي» في غير مكانه، غابت حركة التاليف الحكومي عن «السمع» بانتظار «الترياق» من باريس التي شهدت في الساعات القليلة الماضية اجتماعات فرنسية – فرنسية واميركية – فرنسية .. وعلى وقع معلومات عن اجتماع بعيد عن الاضواء بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية لم يفض الى شيء جديد، لتحريك عملية التشكيل المتوقفة بعدما عادت المشاورات الى «نقطة الصفر»، بعد العقوبات الاميركية على الوزير جبران باسيل،وبانتظار الخطوة المقبلة للرئيس المكلف سعد الحريري المحشور في خياراته الذي ينتظر نتائج المحادثات الاميركية الفرنسية، «غير الايجابية»، بفعل تمسك واشنطن بتصعيدها ضد حزب الله، تمارس السفيرة الاميركية في بيروت دورثي شيا، ضغوطها في اكثر من اتجاه لمنع «ولادة» حكومة «يسيطر عليها الحزب وحلفاؤه»، وهي لم تتوان في هذا الاطار عن دعوة رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب لتفعيل عمل حكومته في الملفات الصحية والمعيشية، لان الحكومة الجديدة لن «تولد» قريبا بحسب قناعتها، وذلك في «رسالة» ضغط مباشرة على الرئيس الحريري لعدم الذهاب بعيدا في ارضاء بعبدا وحارة حريك، فيما لا تزال الخارجية اللبنانية تتحاشى «خدش» «كبريائها» وتحرص عند كل زيارة لمكتب الوزير التاكيد انه لقاء وليس «استدعاء».

 

 ماذا دار في «الاليزيه»؟

 

وفي هذا السياق، اكدت اوساط دبلوماسية ان الاجتماع الذي عقد بالامس في قصر الإليزيه برئاسة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ناقش تقرير مبعوثه الى بيروت باتريك دوريل، وجرى البحث خلال الاجتماع الذي حضره وزير الخارجية جان ايف لودريان، الأسباب الكامنة وراء عرقلة تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة سعد الحريري، ووفقا لتلك المصادر حمل تقرير دوريل رئيس الجمهورية ميشال عون مسؤولية عدم التجاوب مع مساعي الحريري لتشكيل حكومة اختصاصيين، بتأثير مباشر من الوزير السابق جبران باسيل، ما ادى الى وصول مساعي التاليف الى طريق مسدود، بعدما شهدت تقدما ملحوظا قبل العقوبات الاميركية على رئيس التيار الوطني الحر. وخلص الموفد الفرنسي الى التاكيد ان الامور معطلة، وقدم انطباعا سلبيا، ولفت الى ان المسؤولين اللبنانيين لا يقدرون خطورة الاوضاع، ولمس عدم استعجالهم للخروج من الازمة، معربا عن قناعته بان الاستمرار على هذا المستوى من الضغوط لن يحرك المبادرة الفرنسية «قيد انملة»..

 

وفي المقابل، تسود قناعة في «الايليزيه» بان العوامل الداخلية ليست وحدها ما يعيق التقدم في عملية تشكيل الحكومة، ولا يبدو الرئيس الفرنسي مرتاحا لتوقيت العقوبات الاميركية على باسيل، ويعتقد انها زادت الامور سوءا، لكن هذا لا يلغي الاعتقاد الراسخ بان كل الاطراف اللبنانية لم تقدم ما هو مطلوب منها للدفع باتجاه إحداث خرق جدي يعيد «احياء» المبادرة الفرنسية.

 

التصعيد الاميركي مستمر

 

وفي ضوء ما تقدم، جاء اللقاء بين وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان ونظيره الاميركي مايك بومبيو في باريس، كما لقاء الرئيس ماكرون مع رئيس الدبلوماسية الاميركية محبطا للفرنسيين، حيث تم استعراض كافة نواحي الاوضاع السياسية والاقتصادية في لبنان، ووفقا لتلك الاوساط، يسود «الاحباط» في باريس حيث لم يبد رئيس الدبلوماسية الاميركية اي «ليونة» في موقف بلاده من الازمة اللبنانية على الرغم من محاولات لودريان شرح المقاربة الفرنسية في التعامل مع واقع وجود حزب الله ودوره، ويمكن القول ان الدبلوماسية الفرنسية اصطدمت بتصعيد اميركي واضح، سيستمر حتى نهاية ولاية دونالد ترامب، وقد تعمد البيان الصادر عن الخارجية الاميركية التاكيد على هذا التشدد من خلال الحديث عن تطرق المحادثات الثنائية للدور «الخبيث» الذي يلعبه حزب الله في لبنان، والجهود التي تقوم بها واشنطن باتجاه تشكيل حكومة اصلاحات واستقرار..!

 

ولم يتوقف التصعيد الاميركي عند هذا الحد، فقد اعتبر مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين أن «الرئيس الأميركي دونالد ترمب قام بأعمال غير مسبوقة ضد حزب الله، وزعم أن «حزب الله قام بتجميع أسلحة وصواريخ ونفذ هجمات في أوروبا وأسيا، وهو يفتقر باعتقاده الآن إلى مئات الملايين من الدولارات التي كان يتلقاها من إيران».

 

وفي الخلاصة، لم يحصل اي تطور ايجابي لردم الهوة بين الرؤى الفرنسية والاميركية لحل الازمة اللبنانية، ويبدو ان واشنطن ليست بوارد التراجع عن اعتماد «العصا» دون تقديم اي «جزرة»، وتم ابلاغ الفرنسيين انه لا مجال لمسايرة لحزب الله بعد اليوم..!

 

الحريري ينتظر؟

 

وفيما ذكرت مصادر مطلعة، حصول لقاء بعيدا عن الاعلام بالامس بين الرئيسين عون والحريري، دون التوصل الى خرق في «جدار» التاليف، ينتظر الرئيس المكلف الخبر اليقين من الفرنسيين، وهو سبق وابلغهم انه ليس في وارد تشكيل حكومة محاصرة سلفا دوليا واقليميا، وهو ينتظر «رسالة» فرنسية من ماكرون «ليبني على الشيء مقتضاه»، فاما يسلم بعدم امكانية التقدم قبيل انتهاء ولاية الادارة الاميركية الحالية، «فيعتكف» ويبقي على التكليف في «جيبه» ريثما تتبلور الامور، او يعرض على الرئيس ميشال عون تشكيلته ويحمله مسؤولية رفضها. ويبقى ان خيار «الاعتذار» غير قائم حاليا،وهو ليس بوارد الاقدام على اي خطوة قد يصنفها الفرنسيون في خانة اطلاق «رصاصة الرحمة» على مبادرتهم.

 

وفي هذا الاطار، اعلن مستشارالحريري نديم المنلا ان الرئيس المكلف يعتبر المبادرة الفرنسية هي خشبة الخلاص الوحيدة كون فرنسا هي فقط من بإمكانها ان تكفل لبنان». ولفت الى أن «الكباش الاساسي الحاصل اليوم هو اعتياد القوى السياسية على الهرطقة بالدستور والحريري لن يشارك بها». ورأى المنلا أن بعد تأليف الحكومة نحن بحاجة الى توافق داخلي على خطة الانقاذ والارقام وبالتالي الاجتماع مع صندوق النقد الدولي.

 

دعوة وليس «استدعاء»؟

 

وفيما حضرت الإجراءات العقابية التي اتخذتها الإدارة الأميركية ضد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ونواب ووزراء سابقين في اللقاء الذي جمع وزير الخارجية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة والسفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، كان لافتا نفي وزارة الخارجية اللبنانية استدعاء السفيرة شيا، لمطالبتها تقديم تفسيرات من بلادها حول هذه العقوبات، وقد ذكر البيان الرسمي الصادر عن مكتب وهبي ان الاجتماع كان في إطار اللقاءات الدورية التي يعقدها مع السفراء المعتمدين..!

 

وفي خطوة واضحة تهدف لعدم توتيرالعلاقة مع واشنطن، لم يتطرق رئيس الدبلوماسية اللبنانية خلال اللقاء الى الخلفيات السياسية وراء العقوبات التي سبق وربطتها الخزانة الاميركية بعلاقة المعاقبين مع حزب الله اضافة الى اتهامهم بالفساد،وذكر بيان الخارجية ان الوزير وهبة تمنى أن تتمكن السلطات اللبنانية والقضائية من التوصل إلى أي معلومات أو مستندات ارتكزت إليها الإدارة الأميركية في اتخاذها لتلك الإجراءات، وذلك في إطار الإصلاحات التي وعدت بها وتعزيزاً للشفافية في العمل العام.

 

 ماذا تريد شيا؟

 

وكان لافتا ايضا، مبادرة السفيرة الاميركية الى زيارة رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب قبل ايام، في خطوة «نادرة» بطلب من الدبلوماسية الاميركية.وعلم في هذا السياق، ان السفارة الاميركية في بيروت تعمل على زيادة منسوب الضغوط على رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لمنعه من التعاون مع رئيس الجمهورية في تشكيل حكومة مقبولة من جميع الاطراف بمن فيهم التيار الوطني الحر، وحزب الله، وقد سبق لشيا ان ابلغت الحريري رفض بلادها منح وزارة الداخلية لشخصية محسوبة على بعبدا او «ميرنا الشالوحي»، وتحدثت صراحة عن ضرورة ابقاء الاجهزة الامنية التابعة لهذه الوزارة، خصوصا قوى الامن الداخلي، وفرع المعلومات، بعيدا عن «الوصاية» المباشرة للرئيس عون.

 

 لماذا فعّل دياب حكومته؟

 

وفي هذا الاطار، طلبت شيا لقاء رئيس حكومة تصريف الاعمال، وابلغته ضرورة القيام بتفعيل عمل حكومته، لان بلادها تعتقد ان لا حكومة جديدة في لبنان في المدى المنظور، طالما ان شروط تاليفها لا تزال غير متاحة راهنا، ووفقا لمصادر سياسية بارزة، استغرب الرئيس حسان دياب الاندفاعة الاميركية، تعامل معها بواقعية، دون ان يعتبرها «جرعة دعم»، لكنه اعاد «انعاش» العمل في مقر الرئاسة الثالثة حيث تشهد «السراي» حركة لافتة بعد «خمود» طويل، كما اعاد تكثيف اطلالاته التلفزيونية، مع العلم ان الهدف الاميركي واضح، ليس هناك اي تغيير في قواعد التعامل مع الحكومة المستقيلة، لكن حركة السفيرة الاميركية كانت ضرورية لتوجيه «رسالة» تحذيرية للرئيس سعد الحريري، مفادها ان واشنطن لن «تهضم» تشكيلة حكومية تكون اليد العليا فيها لحزب الله وحلفائه، واذا لم يراع «هواجسها»، فهي لن تتوانى عن التعامل مع «الامر الواقع» الموجود في القصر الحكومي.

 

 «رسائل» جنبلاطية للحريري

 

وفي السياق نفسه، وربطا بالتحرك الاميركي، لفتت مصادر مطلعة الى قيام وزيرة الاعلام منال عبدالصمد بزيارة «مفاجئة» الى السراي الحكومي يوم امس، بعد فترة انقطاع طويلة عقب استقالة الحكومة، ويبدو ان تفعيل نشاطها مرتبط «بالبرودة» المستجدة في علاقة النائب السابق وليد جنبلاط برئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الذي يبقي المختارة بعيدة عن الاتصالات الحكومية، ما اثار «استياء» رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، الذي زار رئيس مجلس النواب نبيه بري مؤخرا «شاكيا» الادارة السيئة للحريري الذي لا يتواصل معه، وعندما يبادر النائب وائل ابوفاعور الاتصال «ببيت الوسط» لا يحصل على اي معلومة مفيدة..!

 

 باسيل يخاطب الاميركيين؟

 

وفي هذا الوقت، تحدث رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عن الوضع الداخلي، وعلاقته مع حزب الله، والعقوبات الاميركية، والوضع الحكومي، وفي مقابلة مع تلفزيون «الحدث العربية» السعودي، توجه الى الاميركيين بالقول «اقول للأميركي بصوت عال: اعطني ما يحفظ امن لبنان واستقراره وقوته وعدم الاعتداء عليه فأذهب «على راس السطح وليس عالسكت» واقول لحزب الله بالمباشر معه ثم اخبر اللبنانيين ان ثمن قطع العلاقة هذا ما يأتي به للبنان».

 

واشار باسيل انه لا يؤيد تدخل اي دولة بشؤون اي دولة عربية ولا يؤيد اي تدخل لبناني في الخارج، وقال «نحن نعاني من التدخلات الخارجية بشؤوننا وارخص شيء هو العقوبات اذا كان السبب رفض التوطين والمطالبة بعودة النازحين».

 

ولفت باسيل الى انه كوزير خارجية وتيار سياسي لم نوافق على تدخلات حزب الله في الخارج، وتساءل : لماذا مسموح للحريري ان يقول ان سلاح حزب الله مسالة اقليمية تحل في هذا الاطار بينما لا يسمح لنا ذلك؟، ولفت الى ان وثيقة التفاهم مع حزب الله تتحدث عن الاستراتيجية الدفاعية، واشار الى ان التاريخ علمنا ان عزل اي طائفة يؤدي الى انفجار، وهنا نتحدث عن مكون بكامله وليس فقط عن حزب الله. ولفت باسيل انه مستعد لترك الحياة السياسية اذا ثبت عليه اي تهمة فساد، وتساءل : دولة مثل اميركا الا تستطيع ان تكشف كل شيء؟

 

حكوميا، اشار باسيل الى ان اتهام تياره السياسي بعرقلة الحكومة نغمة قديمة، واكد انه لم يطلب حتى اللحظة الا المعيار الواحد ولم يطرح اي مطلب او اي شرط، واشار الى ان سبب عدم تاليف الحكومة حتى الان هو الوعود المعطاة للداخل غير المتناسبة مع الوعود المعطاة للخارج…

 

 التزام .. ومخالفات

 

صحيا، سجلت 1016اصابة جديدة بالامس و10 حالات وفاة، فيما الالتزام بقرار الاقفال التام لامس الـ 80 بالمئة كمعدل وسطي في المناطق، لكن مجموع محاضر مخالفات قرار التعبئة العامة المنظمة اعتباراً من فجر السبت بلغ 9155 محضرا، وهو يعكس وجود تجاوزات كبيرة من قبل المواطنين. وبعد اجتماع مع المحافظين، ترأس رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب اجتماعا أمنيا، حضره الوزيران زينة عكر ومحمد فهمي، قائد الجيش العماد جوزاف عون، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، مدير المخابرات العميد أنطوان منصور، العميد الياس البيسري، رئيس فرع المعلومات العميد خالد حمود، مساعد مدير أمن الدولة العميد سمير سنان ورئيس شعبة الخدمة والعمليات العقيد جان عواد، ونوه دياب بـ «الجهود التي بذلتها الأجهزة الأمنية خلال أيام الإقفال الأولى»، وشدد على «ضرورة الاستمرار بتطبيق الاجراءات».

 

من جهته، أوضح وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن من السراي الحكومي بعد سلسلة اجتماعات تناولت الشأن الصحي ان «الاقفال كأس مر لا بد منه وامل تخفيف عدد الإصابات والتشخيص المبكر وتخفيف الحاجة من الدخول إلى المستشفيات لرفع جهوزيتها»، معتبرا ان نتائج الاقفال لن تظهر قبل يوم الاربعاء. وقال «ناقشنا مستحقات المستشفيات واعلنّا جهوزيتنا تحويل مستحقات 2020 الى وزارة المالية. وأعلن ان شحنة دواء الـ «ريمديسيفير» وصلت مساء أمس الاول، مؤكدا انها ستوزع الى المستشفيات وكمية منها ستبقى لدى الوكيل كي لا يتم خلق سوق سوداء.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram