التأسيس فعل لا يكتمل لحظة البدء فيه، ليس ذكرى نحييها، إنه ذاكرة تختزن إلى لحظة البدء، فعل الإرتقاء في المسار الصراعي المستمر.
التأسيس منطلقات وعبر، قواعد أولى لا بد منها لأي بنيان يقوم على منهج. وليس الحزب السوري القومي الإجتماعي استثناء في هذا الجانب تحديداً، فهو أي الحزب إلى جانب كونه فكرة - نهضة ترتقي بالأفراد إلى مستوى روحية الجماعة المختزنة على مر أحداث الزمن وترتقي معها، فهو قوة فاعلة تجتمع فيها قوى المجتمع الحية المتمثلة بحركة الوعي المحدث بفعلها في أبناء الأمة أعضاء الحزب المنضوين في صفوفه المنخرطين من حركة الجهاد، المنتمين إلى حركة التغيير المجسدة في مبادئه وغايته، حركة حياة وارتقاء، تأخذ الأفراد من ذواتهم وبها إلى روح الجماعة الناهضة بفعل الإيمان والإلتزام، فيكون الحزب الفكرة والحزب الحركة ("الحزب فكرة وحركة تتناولان حياة أمة بأسرها" أنطون سعاده") متلازمان في وحدة وجودية، غياب أحد أطرافها، لا ينفي وجود الطرف الأخر، لكنه يثبت غياب حركة الفعل في مسارها ومصيرها.
من هنا جاء التأسيس نقطة انطلاق في اتجاه الفعل المتجاوز لحدود الفعل العابر، إنه حدث مقيم في أبجدية، حروفها العقيدة ومداها فضاء الإنتماء المتماهي مع روحية الجماعة ومصيرها في البقاء والارتقاء.
وتجسد الإبداع في تظهير أصالة الفكر، والإبتكار في الإنشاء، فشكلت لحظة التأسيس علامة فارقة فاصلة، علامة فارقة عن مجريات الأحداث المفعولة من خارج إرادة الجماعة، وفاصلة بين زمانين من غياب الوعي وافتراض البدء فيه في صيرورة الإتجاه.
وهكذا يكون التأسيس فعل لا ينتهي بنهاية البدء فيه، إنه أي التأسيس فعل حركة البدء المستديم.
نسخ الرابط :