افتتاحية جريدة البناء
فشل الحزب الجمهوري في إحداث الصدمة التي روج لها تحت عنوان الموجة الحمراء، كما وصفها الرئيس السابق دونالد ترامب، بصورة كانت أقرب إلى فشل لترامب نفسه، الذي فشل في إيصال العديد من المرشحين الجمهوريين الذين دعمهم وتبنى ترشيحهم وفرضهم على الحزب الجمهوري. وجاءت النتائج في بعض الحالات لتقول على ألسنة بعض القادة الجمهوريين إن دعم ترامب لهم كان سبب خسارتهم. ورغم التقدم التقليدي الذي حققه الجمهوريون بالقياس للانتخابات النصفية التي يكسب فيها الحزب المعارض أغلبية طفيفة في مجلس النواب، ويكسب صوتاً إضافياً في مجلس الشيوخ في بعض الأحيان، أجمعت وسائل الإعلام الأميركية على اعتبار النتائج خيبة أمل للجمهوريين، ولترامب شخصياً، لكن حال الرئيس جو بايدن لم يكن أفضل من حال ترامب، حيث تم الربط بين الخسائر التي لحقت بالديمقراطيين، بالضعف الذي أصاب شعبية بايدن التي بلغت أدنى شعبية لرئيس منذ عقود، وكان لافتاً ما نقلته وسائل الإعلام ومراكز الإحصاءات عن ميل شعبي لأغلبية جمهورية وديمقراطية بعدم ترشح كل من بايدن وترامب للولاية الرئاسية المقبلة عام 2024. وقالت بعض القيادات الجمهورية والديمقراطية إن دراسة النتائج داخل الحزبين ربما ترفع من حظوظ مرشحين آخرين. ففي الحزب الجمهوري ترتفع أسهم حاكم فلوريدا رون دي سانتوس الفائز بقرابة 60% من الأصوات، والمناوئ لترامب، مقابل ارتفاع اسهم حاكم كاليفورنيا غافن نيوسوم كمرشح رئاسي ديمقراطي بعد فوزه بالمنصب مجدداً بنسبة قريبة من حاكم فلوريدا، ليظهرا كقيادتين صاعدتين في الحزبين، بأعمار متقاربة حول الخمسين من العمر، مقابل قيادات هرمة تدور حول الثمانين.
لبنانياً، ينعقد مجلس النواب في جلسة انتخاب رئاسية جديدة اليوم، والنتيجة معلومة سلفاً، لا رئيس، فالورقة البيضاء ستبقى تحصد قرابة الـ 50 صوتاً، والنائب ميشال معوض سيبقى في دائرة الـ 40 صوتاً، وسيغيب قرابة الـ 20 نائباً، بينما سيتوزع الباقي بين عدة أسماء، يجري حرق بعضها بتسميتها من عدد من نواب التغيير.
في حدث لفت الأنظار والانتباه، قامت القاضية غادة عون بنشر لائحة يتم تداولها منذ أكثر من ثلاث سنوات على وسائل التواصل الاجتماعي جرت نسبتها الى موقع ويكيليكس، وقد ثبت أن هذه النسبة مزورة، وأن اللائحة مفبركة وتضم سياسيين وشخصيات عامة، وأن الأرقام المالية وضعت بشكل اعتباطي، وجاءت رداً على اتهامات لرئيس التيار الوطني الحر بامتلاك طائرة خاصة، واللائحة لم تضم أي اسم من الأسماء المقربة من التيار عدا عن ابتعادها عن كل وزرائه وقياداته، وكان مستغرباً أن تقوم القاضية عون وهي ذات خبرة قانونية، بنشر اللائحة المعلوم سلفاً أنها تفتقد لأي مصداقية دون التدقيق بأصلها، بدلاً من أن تفتح تحقيقاً في كلام رسمي سويسري عن أموال لبنانية تدفقت عام 2020 على المصارف السويسرية، ما يعني أنها تحويلات مهربة. فاللبناني الطبيعي لا يستطيع تحويل قرش من حساباته، وقد بلغت قيمتها وفق البيان السويسري الرسمي 2.7 مليار دولار، ورداً على النشر توجه رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي ورد اسمه واسم زوجته في اللائحة، الى مدعي عام التمييز طالباً التحقيق والملاحقة وإجراء المقتضى القانوني، ولم يغير في الوضع سحب القاضية عون لتغريدتها تحت عنوان عدم التسبب بالمزيد من التوترات، دون الاعتذار عن نشر أخبار غير صحيحة دون التدقيق بصحتها.
وتنعقد الجلسة الخامسة لمجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية على وقع استمرار مسلسل الانهيارات الاقتصادية والمالية وتفاقم الأوضاع الاجتماعية مع تجاوز سعر صرف الدولار عتبة الـ40 ألف ليرة وارتفاع أسعار المحروقات والمواد الغذائية والسلع الاستهلاكية، تزامناً مع عودة الأمن الى الواجهة بظل الحديث عن سيناريوات الفوضى الاجتماعية والأمنية وعودة التحركات الشعبية في الشارع بما يشبه «ميني» أحداث 17 تشرين 2019. بالتوازي مع تحذيرات أكثر من مرجع سياسي ومالي من انهيارات اقتصادية جديدة، وآخرها تحذير رئيس المجلس النيابي نبيه بري من أن البلد لا يحتمل أكثر من أسابيع قليلة.
وقد أثارت تصريحات نائبة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف والتي بشرت اللبنانيين بسيناريوات كارثية وفوضى اجتماعية، جملة تساؤلات وقلق الأوساط السياسية، ما دفع مراجع سياسية واقتصادية للاستفسار عن محتوى هذه التصريحات وصحتها، وما إذا كانت مجرد توقعات أو تحليلات سياسية، وإذا كان لدى الأميركيين معلومات عن تهديدات أمنية أو أنها تعكس توجهاً أو مخططاً أميركياً جديداً لإشعال الفوضى مجدداً في الساحة اللبنانية لتحقيق أهداف سياسية معروفة.
وقد كان لافتاً توقيت إجراء الجيش اللبناني تدريبات ميدانية ومناورات حية أمس الأول، لصد اقتحامات للمصارف والتعامل مع هجمات وأعمال شغب على أملاك عامة وخاصة.
ويتعزّز الخطر الأمني بمعطيات وتحذيرات عدة أبرزها الحديث عن فرار 18 موقوفاً من سجن أميون في الكورة، هم: فلسطينيان و4 سوريين و12 لبنانياً، واكتشاف شبكات إرهابية كانت تخطّط لأعمال إرهابية في لبنان.
وكشفت المديرية العامة لقوى الأمني الداخلي في بيان أنها «أوقفت ثماني خلايا إرهابية في مختلف المناطق اللبنانية ينتمي أعضاؤها إلى تنظيم داعش الإرهابي. تبيّن بعد التحقيق معهم تخطيطهم للقيام بعمليات إرهابية تستهدف مراكز عسكرية وأمنية وتجمّعات دينية ومدنية مختلفة. بلغ عدد موقوفي هذه الشبكات، ثلاثين إرهابياً غالبيتهم من الجنسية اللبنانية، وآخرين من الجنسيّات السورية والفلسطينية وإرهابياً من الجنسية المصرية، وقد أحيلوا جميعاً إلى القضاء المختص».
وقد اتخذت الأجهزة الأمنية جملة إجراءات وخطوات احترازية واستباقية بمختلف المناطق وأبلغت بعض الشخصيات ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر في تحركاتها، وفق ما علمت «البناء» التي علمت أيضاً أن الملف الأمني بكافة جوانبه وهذه المعطيات تحديداً، حضر على طاولة اجتماع مجلس الأمن المركزي الذي عقد برئاسة وزير الداخلية أمس الأول.
وفي سياق ذلك، أعلنت قوى الأمن إخلاء وإقفال شارع المصارف في ساحة النجمة كليًّا تزامناً مع انعقاد جلسة لمجلس النواب اليوم.
وحذرت مصادر سياسية لـ»البناء» من عودة الجهات الخارجية والأميركية – السعودية خصوصاً الى مسلسل تحريك الشارع للضغط السياسي على حزب الله والتيار الوطني الحر والحلفاء في الاستحقاقات المقبلة لا سيما رئاسة الجمهورية، وإعادة اللعب بالأمن لفرض رئيس معين تحت العنوان الأمني. متوقعة أن تكون الأشهر المقبلة قبل انتخاب رئيس حافلة بالأحداث الساخنة التي سيكون الشارع مسرحها والعناوين المطلبية والاقتصادية محرّكها.
وتنظر المصادر بعين القلق والريبة الى الاستنفار السعودي في لبنان والحفلات السياسية التي يقيمها السفير وليد بخاري، وآخرها مؤتمر إحياء ذكرى اتفاق الطائف الذي رسخ الشرخ أكثر بين اللبنانيين، ويعرقل التوصل الى توافق على حل الأزمة السياسية في المدى المنظور، كما كرس استبعاد الحريرية عن الحياة السياسية الى أجل غير مسمى، وثبت وراثة السعودية للحالة السياسية والسنية التي يمثلها الرئيس سعد الحريري، متوقعة ترجمة هذا الاستعراض السعودي في الشارع بمزيد من التوتر الطائفي والسياسي والأمني.
وتحذّر المصادر من أن مسلسل الحصار الأميركي الخليجي الغربي للبنان مستمرّ رغم توقيع تفاهم ترسيم الحدود الاقتصادية بين لبنان والعدو الاسرائيلي، وذلك أن الأميركيين يريدون فرض الكثير من الشروط السياسية أهمها التطبيع مع العدو. ونظرت المصادر بعين الارتياب والشك إزاء حضور رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وجهاً لوجه مع وزيرة البيئة في كيان الاحتلال في مؤتمر المناخ المنعقد في شرم الشيخ رغم علمه بحضورها! متوقفة أمام البيان الذي أصدره مكتبه الإعلاميّ والذي لم ينفِ وجوده في مؤتمر بحضور ممثلة إسرائيل فيه وكأنه أمر عادي! متسائلة: هل كان المطلوب منه الحضور تماهياً مع الإرادة الأميركية – الاسرائيلية لاستغلال الأمر في التسويق في الداخل الإسرائيلي للتطبيع مع لبنان عقب توقيع ترسيم الحدود؟ وهل هذه الخطوة التمهيدية الأولى للتسويق اللبناني للتطبيع وتكريس سابقة حضور مسؤولين لبنانيين مؤتمرات رغم وجود مسؤولين إسرائيليين؟ رغم أن مقدّمة الدستور اللبناني تجرم التعامل والتواصل مع العدو بما فيه الحضور المباشر معه ويصنفه في خانة الخيانة العظمى.
ويتجلى الحصار الأميركي المالي والاقتصادي والنفطي للبنان بفصوله الجديدة، ليل أمس الأول بالعدوان الأميركي – الإسرائيلي على قافلة شاحنات تردد أنها تحمل المحروقات والفيول من ايران الى لبنان عبر الحدود العراقية السورية. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر أن «طائرات إسرائيلية قصفت الثلاثاء قافلة سيارات في شرق سورية قادمة من العراق».
وأعلن المسؤول في حرس الحدود العراقي أن الضربة استهدفت في سورية قافلة من شاحنات صهاريج محملة بالوقود آتية من إيران، ومرّت عبر العراق، وكانت في طريقها إلى لبنان. وأضاف أن 22 شاحنة صهريج مرّت عبر العراق، وأن الضربة استهدفت عشر شاحنات بعد دخولها إلى الأراضي السورية، وقد احترقت أربع شاحنات تماماً.
في غضون ذلك، يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بعد ظهر يوم غدٍ في مناسبة يوم شهيد حزب الله، ومن المتوقع وفق معلومات «البناء» أن يتطرّق الى المناسبة، ثم الى الملفات الداخلية والعدوان الأميركي – الإسرائيلي الأخير والأوضاع في المنطقة والى رئاسة الجمهورية والوضع الاقتصادي.
في غضون ذلك، يعود نواب الأمة الى ساحة النجمة اليوم للاجتماع في جلسة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية، ستكون الورقة البيضاء مجدداً نجمة الجلسة، في ظل تصويت كتل التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة ولبنان القوي وكتل أخرى حليفة بالورقة البيضاء، وفق معلومات «البناء».
ولفتت مصادر «الثنائي» لـ»البناء» أنه طالما حزب الله وحركة أمل لم يعلنا مرشحهما للرئاسة فسيصوّتان بالورقة البيضاء.
أما رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط، فسيستمر بمجاراة السعودية بالتصويت للنائب ميشال معوض وفق معلومات «البناء»، وكتل القوات والكتائب وتجدّد والنائب وضاح الصادق وآخرون.
ونشطت المشاورات والاتصالات أمس، بين بعض الكتل النيابية لتنسيق المواقف قبل الجلسة، وعقد مساء أمس اجتماع قواتي – اشتراكي، وأعلن النائب وائل أبو فاعور، الذي زار معراب موفداً من جنبلاط، حيث التقى رئيس القوات سمير جعجع أن الجلسة ستكون تكراراً لسابقاتها لغياب أسماء توافقية حتى الساعة.
بدوره، جدّد جعجع رفضه بشكل حاسم لانتخاب رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية ورفض التعاون أو التواصل مع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل.
وعلمت «البناء» أن الرئيس بري كان يريد عبر الحوار الذي دعا إليه، التوصل الى 3 أو 4 أسماء توافقية بين الكتل ثم الاختيار من بينها اسماً، لكن تعثر ذلك بسبب تمسك كل طرف بمواصفاته للرئيس المقبل وبأسماء معينة. لكن بري مستمرّ وفق المعلومات بدوره الحواري والمحوري في الحوار بالمفرق مع الكتل حتى تضييق هوة الخلاف تمهيداً للاتفاق داخلياً على اسم أو أكثر بانتظار نضوج ظروف إقليمية ودولية مساعدة تمكن من الانتخاب.
وعلمت «البناء» أن رئيس المجلس وسّط حزب الله للتواصل والحوار مع النائب باسيل لجوجلة جملة أسماء قد تحظى بتوافق الجميع.
إلا أن مصدراً نيابياً في التيار الوطني الحر لفت لـ»البناء» الى أن التيار يرفض انتخاب سليمان فرنجية لتعارض مواقفه وسياساته مع توجهات التيار ومسيرتنا الإصلاحية، مع الحرص على العلاقة الشخصية معه، لكن الأمر يتعلق بالمرحلة المقبلة ومصير دولة وشعب ولأننا أمام مرحلة إنقاذ مالي واقتصادي تتطلب شخصية سياسية تستكمل ما انتهى منه عهد الرئيس ميشال عون، ولا تسمح بتسويات سياسية لا تتناسب وهذه المرحلة.
وغادر باسيل الى قطر أمس ولم يعرف سبب الزيارة وسط تأكيد مصادر التيار أن لا علاقة لها بالاستحقاق الرئاسي.
وعلمت «البناء» أن بعض الكتل تبذل جهودها لتأمين ما يقارب 50 صوتاً للنائب معوّض وذلك للاقتراب من رقم الأكثرية (65) لإحراج فريق الورقة البيضاء وتعزيز الموقف التفاوضي لكتل القوات والكتائب الذين يدعمون معوض من باب المناورة التكتيكية تمهيداً للمفاوضة على أسماء أخرى مع كتلة الأوراق البيضاء.
لجهة تكتل قوى التغيير والمستقلين، فالآراء متباينة، إذ لم تفض الاجتماعات المكثفة التي عقدوها خلال الأسبوع الجاري الى الاتفاق على اسم معين، ولتجنب تفجير التكتل تم الاتفاق على اقتراح أحد النواب بطرح 4 أسماء للتوافق مع القوى الأخرى وهم الوزير السابق زياد بارود والنائب نعمت افرام وقائد الجيش العماد جوزيف عون وزياد حايك الأمين العام للمجلس الأعلى للخصخصة بحسب معلومات «البناء». ومنهم من سيصوّت لأحد هذه الأسماء ومنهم بالورقة البيضاء وبعضهم للدكتور عصام خليفة وآخرون لمعوض.
وأشارت أوساط نيابية في كتلة التغيير لـ»البناء» الى أننا نسعى من خلال هذه الأسماء الى جمع الكتل النيابية المختلفة على اسم أو أكثر لتأمين أوسع شريحة نيابية لجهة النصاب والأكثرية للانتخاب. ودعت كتل القوات والكتائب وغيرهما الى وقف مسرحية دعم معوض وسياسة حرق الوقت بالمرشحين والاستجابة للحوار للبحث عن أسماء توافقية، لا سيما أن هذه الكتل تدرك بأن معوّض لا يملك الأكثرية والنصاب للوصول الى رئاسة الجمهورية فلماذا تضييع الوقت؟
على صعيد آخر وفي خطوة قضائية من المتوقع أن تزيد في تأزم العلاقة بين عين التينة والرابية، نشرت المدّعي العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر حسابها على «تويتر» «لائحة اسمية بالمسؤولين اللبنانيين الذين لديهم حسابات مجمّدة في البنوك السويسرية غير القادرين على سحب دولار واحد منها بتعليمات من الإدارة الأميركية، وقيل إنّ المصدر موقع ويكيليكس، لكن اللائحة ليست جديدة وأصدر الموقع المذكور منذ سنوات نفياً لها ولأي وجود لمثل هذا الأمر في ملفاته.
وقد ورد اسم الرئيس بري في اللائحة، وفور اطلاعه على مضمون تغريدة القاضية عون تقدّم وعقيلته رندا بري بواسطة وكيله المحامي علي رحال بشكوى لدى المدعي العام التمييزي غسان عويدات للملاحقة والتحقيق وإجراء المقتضى القانوني اللازم.
============================================================================================
افتتاحية جريدة الأخبار
ميقاتي يقرّ بالرفض الأميركي للهبة الإيرانية... وتقدُّم مع الجزائر | الكهرباء: هل يفعلها بري بتأمين التمويل؟
هل يفعلها الرئيس نبيه بري ويكسر العتمة الشاملة في لبنان؟
السؤال لا يعني أن بري هو من يقف عائقاً أمام انطلاق عملية إنتاج الطاقة الكهربائية بطريقة تعزّز ساعات التغذية. لكن السؤال مرده الاتصالات التي أجريت في الساعات الماضية، وأفضت إلى تفاهم ضمني، بأن حصول مؤسّسة كهرباء لبنان على الأموال اللازمة لشراء كميات كافية من الفيول لزيادة ساعات التغذية يحتاج إلى خطوة وتغطية من مجلس النواب. كما أن خطة تفعيل الجباية ورفع التعديات عن الشبكة العامة تتطلب تفاهماً وتعاوناً بضمانة برّي بين مقدّمي الخدمات والمياومين وبين شركة كهرباء لبنان.
==============================================================
غيوم الحكومة والرئاسة تخيّم على علاقة باسيل بحزب الله
لا يشكك أحد من طرفي حزب الله والتيار الوطني الحر في العلاقة بينهما. لكنهما، كما في كل استحقاق، يتواجهان في تحديد خريطة طريق سياستهما. اليوم تخيّم عليهما غيوم الحكومة والرئاسة
يصعب على التيار الوطني الحر أن يتجاوز في أيام قليلة تداعيات انتهاء عهد الرئيس ميشال عون. حجم هذا الحدث وارتداده على الوسط الداخلي كبير إلى الحد الذي لا يزال التيار يحاول تلمّس الطريقة التي يجب أن يتعامل بها معه. وبقدر صعوبة الانتقال من موقع الصف الأول إلى الصف الثاني، مع أفرقاء سياسيين آخرين، تكمن صعوبة تفرّج التيار على مشهد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في جولاته الخارجية ولقاءاته على مستويات مختلفة، وهو الذي عارض تسميته وتكليفه تشكيل الحكومة.
وقف رئيس التيار النائب جبران باسيل، منذ اللحظة الأولى، ضد تكليف ميقاتي رئاسة الحكومة، وحاول إقناع حزب الله بذلك. لكن الحزب ارتأى السير بميقاتي، بمَوْنة أو ضغط من الرئيس نبيه بري. ما حصل بعد ذلك أعطى لباسيل، من وجهة نظره، مشروعية موقفه تجاه رئيس الحكومة المكلف، الذي لا يريد تشكيل حكومة قبل نهاية العهد. صحيح أن حزب الله أعطى وعوداً حول حدود عمل مجلس الوزراء، وقدّم مجلس النواب لاحقاً تفسيراً في تحديد صلاحيات حكومة تصريف الأعمال، لكن باسيل يدرك أن التفسيرات الدستورية لم تعالج يوماً مشكلة القوى السياسية وفرضها أنماطاً من الأداء السياسي. كما أنه، وهو الذي خبر ميقاتي منذ كانا سوياً في حكومة اللون الواحد بعدما تلا بنفسه بيان «إقالة» حكومة الرئيس سعد الحريري عام 2011، يعرف جيداً الهامش الذي يعطيه ميقاتي لنفسه كرئيس لحكومة ولو غير كاملة الصلاحيات. ومشهد لقاءات ميقاتي الأخيرة دليل على هذا الهامش الذي يمكن أن يتوسع تدريجاً إذا طال الفراغ الرئاسي، وتطورت قنوات الحوار الإقليمية والدولية حول لبنان، ما يثير «نقزة» باسيل ويثبت وجهة نظره أمام الحزب.
=======================================================================================
افتتاحية صحيفة النهار
أميركا تضاعف مساعداتها وسط تفاقم “الانهيارين”
في ظل ما يتوقع ان يشاهده اللبنانيون اليوم في جلسة خامسة عقيمة لمجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية، وبعد عشرة أيام من بدء حقبة الفراغ الرئاسي، ستتعاظم المخاوف من تسابق فراغين يطبقان بتداعياتهما السلبية، بل والخطيرة، على مجمل الواقع الداخلي ومن كل الجوانب هما الانهيار الاقتصادي – الاجتماعي والانهيار السياسي. ذلك ان المعالم الخطيرة لهذا السباق برزت بقوة نافرة ان مع مؤشرات التراجع الاقتصادي واشتعال أسعار #الدولار والمحروقات في المسار الانهياري الأول، وان عبر الدوران في حلقة مفرغة تماما وفي دوامة المراوحة حيال الاستحقاق الرئاسي المعطل في المسار الانهياري الثاني. وإذ تؤكد كل المعطيات ان جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المحددة اليوم ستكون ربما نسخة اشد سوءا عن سابقاتها لجهة المشهد المستعاد في توزع الكتل والاصوات إياها من دون أي تبديل الا في بعض التفاصيل الهامشية واختلاف بالاعداد والأرقام، فيما ستبقى معادلة الانسداد على حالها، فان أصداء سلبية أخرى بدأت تتصاعد حيال خلاف نيابي سيشتد سخونة على ما يبدو في مسألة رفض عدد لا يستهان به من النواب عقد أي جلسة تشريعية بعد اليوم باعتبار ان الأولوية المطلقة لانتخاب رئيس الجمهورية، وخصوصا في ظل الفراغ الرئاسي، بما لا يجيز للمجلس عقد جلسة تشريعية او اكثر يعد رئيس المجلس نبيه بري للدعوة اليها. باب الانقسام النيابي الجديد هذا سيضاف الى المراوحة التي تحكم الاستحقاق الرئاسي بما يصعب معه توقع أي حلحلة وشيكة في مسار الازمة السياسية.
ووسط هذا المشهد، بدا لافتا دخول الولايات المتحدة على الواقع اللبناني مرة أخرى في وقت قصير، وبعد الحدث المتمثل في نجاح وساطة واشنطن في التوصل الى اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، عبر باب المساعدات الإنسانية والإنمائية من خلال جرعة تمويل طارئ ناهز بمجموعه الـ80 مليون دولار. واذ جاء الإعلان والكشف عن التمويل الطارئ الجديد الذي ضاعفت عبره واشنطن مساعداتها للبنان من خلال الزيارة التي تقوم بها مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور لبيروت، فان ايحاءات زيادة المساعدات الأميركية للبنان في هذا الظرف الذي يجتازه اكتسبت دلالات مهمة اذ انها تكمل ما تعهدت به واشنطن وقت انجاز اتفاق الترسيم من إيلاء الاستقرار في لبنان أولوية لديها.
جولة باور
وقد قامت باور امس بجولة واسعة في مناطق بقاعية معلنة ان الولايات المتحدة الاميركية قدمت عبر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية اكثر من 72 مليون دولار من المساعدات الغذائية الطارئة إلى أكثر من 650 ألف شخص من الأكثر عرضة في لبنان، بمن فيهم اللاجئين من سوريا ودول أخرى. وأوضحت ان هذا التمويل سيوفر، عبر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، حصصاﹰ غذائية للعائلات اللبنانية، وقسائم إلكترونية للاجئين السوريين لاستخدامها في المتاجر المحلية، مما سيدعم الاقتصاد اللبناني. وأعلنت باور خلال وجودها في البقاع الغربي عن تمويل بقيمة 8.5 ملايين دولار لدعم 22 مشروعًا جديدًا لضخ المياه عبر الطاقة الشمسية في لبنان وهذه المشاريع، التي سيتم تنفيذها خلال العامين المقبلين، سوف تكون مفيدة لأكثر من 150 بلدة وقرية وأكثر من نصف مليون مواطن لبناني ولاجئ من خلال تأمين المياه بشكل فعال ومتواصل وخفض التكاليف التشغيلية وتقليل الاعتماد على الوقود.
وذكرت پاور في حديث لـ”النهار” التي واكبتها في جولتها بما قالته مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف أخيراً، عن أنّه “لا شيء يمكن أن نفعله نحن أو أيّ شريك أجنبيّ آخر يُمكن أن يُعوّض ما فشل القادة السياسيّون اللبنانيّون في إنجازه حتى الآن”. الدعوة نفسها يمكن استخلاصها من حديث پاور: “تشكيل حكومة عاجلاً، والاضطلاع بالمهمّة الملحّة والمتمثّلة بإبعاد لبنان عن حافة الهاوية”.
قفزات الدولار والمحروقات
وفي ظل الانهيار الاقتصادي والمالي حيث سجل سعر صرف الليرة مزيدا من التراجع امام الدولار الذي تجاوز سقف ال 40 الف ليرة ، علم أن قانون الموازنة العامة للعام 2022 سيصدر الثلثاء 15 تشرين الثاني الجاري، علماً أن الجريدة الرسمية تصدر كل يوم خميس. وأفاد مصدر في مجلس الوزراء أن من المرجّح صدور القانون في عدد خاص يوم الثلثاء.
وواصلت أسعار المحروقات ارتفاعها الحارق تزامناً مع التصاعد المستمرّ للدولار في السوق السوداء، فتجاوز امس سعر صفيحة البنزين سقف 800 الف ليرة فيما تجاوز سعر صفيحة المازوت 900 الف ليرة .
الاشتراكي و”القوات”
اما في المشهد السياسي وعشية الجلسة الانتخابية الخامسة اليوم ابدى رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع حرصه على نقطة التلاقي مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وعبر عن رفضه “بشكل حاسم” انتخاب رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية ل#رئاسة الجمهورية تماماً كما جزم عن “كامل قناعة” رفضه التعاون أو التواصل مع رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل. وأوضح أن “لا القوات ولا غير القوات يمكن أن يقودوا السُنّة، لا يقود السُنّة إلّا السُنّة”، مستنكراً “كلّ الحملة القديمة الجديدة المتكرّرة دائماً والشائعات عن رغبته في لعب دور قيادي داخل المكوّن السنّيّ مع تأكيده أنّ الوطن لا يقوم إلا بجميع أبنائه”.
والتقى جعجع مساء في معراب عضو كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب وائل أبو فاعور، موفداً من رئيس التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، في حضور عضو تكتل “الجمهوريّة القويّة” النائب ملحم الرياشي. ووصف ابو فاعور الجلسة التشاورية بـ”المفيدة والمجدية” مؤكدا “الاستمرار في موقفهم الايجابي والمسؤول من دعم ترشيح النائب ميشال معوض للرئاسة”.
اضاف: “للاسف لا يبدو ان في الضفة الاخرى دينامية ايجابية شبيهة حتى اللحظة، ومن الواضح ان فريق 8 آذار، باستثناء رئيس مجلس النواب نبيه بري، يحاول تفادي صراعاته الداخلية من خلال الذهاب مجددا باتجاه الورقة البيضاء. ولكن هذا الامر لا اعتقد انه مجدٍ بل يضيف اعباء على حياة المواطنين اللبنانيين، اذ من الواضح ان ما من مخرج للأزمة الاقتصادية والاجتماعية الا عبر اعادة ترميم بنية الدولة بدءا من انتخاب رئيس جديد للجمهورية والانطلاق بمشروع اصلاح حقيقي”.
وإذ اعتبر ان “المبادرة الايجابية الوحيدة التي حصلت هي الدعوة الى الحوار من قبل الرئيس بري الا انها لم تلاقِ صدىً ايجابيا لدى بعض الكتل النيابية”، أكد ان “رئيس المجلس النيابي كان يسعى الى محاولة القيام بحوار سريع رشيق لاستنباط اسمين او ثلاثة اسماء لرئاسة الجمهورية، ولكن هذه التجربة لم تُوفّق”.
واذ أمل “استكمال الحوارات بشكل ثنائي او ثلاثي او بأي شكل آخر بغية استخراج بعض الاسماء التي يمكن ان تكون في موقع الوفاقي” أضاف: “حتى هذه اللحظة لا يبدو في الأفق اسماء من هذا النوع لذا ربما ستكون جلسة الغد تكرارا لسابقاتها ولكن اعتقد ان من جلسة الى اخرى تتوسّع قاعدة معوّض الانتخابية، وان كان بشكل بطيء. انطلاقا من هنا، فلننتظر اي مبادرة او دينامية ايجابية من الضفة الاخرى التي يبدو حتى اللحظة انها غير متوافرة”.
يشار الى ان النائب جبران باسيل سافر امس الى قطر .
بري وغادة
الى ذلك بادر امس رئيس مجلس النواب نبيه بري وفور إطلاعه على مضمون تغريدة للقاضية غادة عون الى التقدم بشكوى بواسطة وكيله لدى المدعي العام التمييزي غسان عويدات للملاحقة والتحقيق واجراء المقتضى القانوني اللازم”. وكانت القاضية غادة عون، غردت عبر حسابها على “تويتر” كاتبة “لا أعلم مدى صحة هذه المعلومة. لكن لماذا لا يبادر الأشخاص الواردة أسماؤهم في هذه اللائحة الى كشف حساباتهم لدى المصارف السويسرية؟ من اجل الشفافية فقط! بمطلق الاحوال اتمنى ان يكون هناك باب في قانون رفع السرية المصرفية. والذي سانكب على دراسته. واتمنى ايضا من الحقوقيين التعليق عليه”. وارفقت عون تغريدتها بـ “لائحة اسمية بعدد كبير من المسؤولين اللبنانيين” زعمت ان “لديهم حسابات مجمدة في البنوك السويسرية غير القادرين على سحب دولار واحد منها بتعليمات من الادارة الاميركية (المصدر ويكيليكس)”. وفي وقت لاحق تراجعت عون وسحبت عون تغريدتها بالكامل.
*****************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
المصرف المركزي عاد ليشتري الدولار “بالسر”؟
قوى 8 آذار و”التغييريون” يمدّدون لـ”الشغور” اليوم
ستُرفع الجلسة الرئاسية وتُسدل ستارتها اليوم على العرض المسرحي نفسه إعداداً وإخراجاً لسيناريو “الورقة البيضاء وتطيير النصاب” الذي يفرضه تحالف “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” وسائر قوى الثامن من آذار لتعطيل الاستحقاق الرئاسي ومنع انتخاب رئيس جديد للجمهورية يتمتع بالمواصفات السيادية والإنقاذية المطلوبة لانتشال البلد من “البؤرة الجهنمية” وإصلاح ما أفسده العهد العوني الذي قادته شهوة المقايضة على السلطة والمناصب والمكاسب إلى وضع الأصفاد بمفاصل الجمهورية وسوقها مخفورة إلى قبضة محور الممانعة وأجندته الهدّامة للكيانات الوطنية في المنطقة العربية.
وإذا كان المشهد على جبهة قوى أحزاب المعارضة وتكتلاتها النيابية سيعيد تظهير استمرار وحدة الموقف خلف ترشيح النائب ميشال معوّض تأكيداً على التصميم والجدية في العملية الانتخابية الرئاسية، فإنّ المشهد على الجبهة المقابلة سيعيد هو الآخر تظهير استمرار خلافات قوى 8 آذار الداخلية التي لا تزال تحول دون التوافق على تسمية أي مرشح من صفوفها للرئاسة الأولى، مستفيدةً من تشرذم صفوف النواب التغييريين لتقطيع الوقت بغية تسويف الاستحقاق الرئاسي بانتظار إنضاج الظروف المؤاتية لإبرام تسوية “رئاسية – حكومية” تعيد إنتاج طبقة حكم مستنسخة عن سابقاتها في إدارة شؤون الدولة، لتكون النتيجة المباشرة وغير المباشرة للجولة الرئاسية الخامسة اليوم “التمديد” لولاية الشغور الرئاسي في صناديق الاقتراع بالتضامن والتكامل بين “الأوراق البيض” و”حرق الأصوات”.
وعشية جلسة الانتخاب الأولى بعد الشغور، برز أمس إيفاد رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور إلى معراب لإعادة تأكيد الاستمرار في دعم ترشيح النائب معوض، فعُقدت لهذه الغاية جلسة تشاورية وصفها أبو فاعور بـ”المفيدة والمجدية” مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، مصوّباً في المقابل على الفريق الآخر الذي لا يبدي “دينامية إيجابية شبيهة حتى اللحظة” لبلورة أي صيغة توافقية تتيح انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وأضاف: “من الواضح أن فريق 8 آذار، باستثناء الرئيس نبيه برّي، يحاول تفادي صراعاته الداخلية من خلال الذهاب مجدداً باتجاه الورقة البيضاء، ولكن هذا الامر لا أعتقد أنه مجدٍ بل يضيف أعباء على حياة المواطنين اللبنانيين”.
وفي إطار تثاقل الأعباء على كاهل المواطنين، عاد الدولار إلى حرق أعصاب اللبنانيين صعوداً ونزولاً في تسعيرة السوق السوداء تحت وطأة جملة عوامل متشعبة ومتشابكة يتقدمها التأزم السياسي والشغور الرئاسي وانعدام الثقة بمسيرة الإصلاح التي تضع الطبقة الحاكمة العصيّ في دواليبها، بحيث تخطى سعر صرف الدولار للمرة الأولى صباح أمس سقف الأربعين ألف ليرة قبل أن يعود أدراجه إلى الوراء عند سعر 39600 ليرة مساءً، فتنوعت التحليلات وتباينت الترجيحات حول أسباب هذا الارتفاع المفاجئ غداة التعميم الذي أصدره حاكم مصرف لبنان رياض سلامة قبل مدة وساهم من خلاله في لجم ارتفاع سعر الصرف بعدما أعلن التوقف عن شراء الدولار مقابل الاستمرار في بيعه.
ورأت مصادر مالية أنّ استئناف الدولار مؤشراته التصاعدية “ينسف كل البيئة التي كانت تهيّئ لخفضه إلى أقلّ من 35 ألف ليرة تمهيداً لتقريب سعره في السوق من تسعيرة منصة صيرفة كخطوة أولية باتجاه توحيد أسعار الصرف لا سيما في ما يتصل بالسحوبات المصرفية بهدف التوصّل في مرحلة لاحقة إلى تحرير سعر الصرف تنفيذاً لمطالب صندوق النقد الدولي”، مشيرةً في ما خصّ الأسباب التي أدت إلى ارتفاع سعر الدولار خلال الساعات الأخيرة إلى أنّ الأمور لا يمكن حصرها بسبب محدد، مكتفيةً بطرح “علامات استفهام” في هذا السياق: “هل للأمر علاقة فقط بالعرض والطلب، أم أنه أتى كردّة فعل متعمدة على إقدام نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب على صرف نائب حاكم المصرف المركزي من جلسة اللجان المشتركة وطلبه استدعاء الحاكم عوضاً عنه… أو أنّ المصرف المركزي عاد إلى شراء الدولار “بالسرّ” بخلاف ما أعلن عنه في العلن حول اكتفائه بالبيع؟”.
*****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
جلسة انتخاب رئيس للبنان اليوم… وتوقعات بتمديد «مسرحية التعطيل»
معسكر الورقة البيضاء يعيد باسيل إلى «بيت الطاعة»
محمد شقير
يفترض أن يمدد المجلس النيابي في جلسته الخامسة المنعقدة اليوم والمخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية «مسرحية» تعطيل انتخابه، غير آبه بدعوات المجتمع الدولي إلى ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي، مع اقتراب دخول الشغور في سدة الرئاسة الأولى أسبوعه الثاني من دون أن تلوح في الأفق بوادر انفراج.
فانسداد الأفق أمام انتخاب رئيس جديد لا يزال يحاصر جلسات الانتخاب، ما دام أن الظروف الدولية التي يمكن أن تشكل رافعة ما زالت غير ناضجة. وهي تلتقي مع انقطاع التواصل بين كبرى الكتل النيابية بحثاً عن رئيس توافقي يضع حداً للتعادل القائم بين موازين القوى بالمعنى السلبي للكلمة، والتي تتحمل مسؤولية مباشرة حيال تعطيل ملء الشغور في رئاسة الجمهورية، وإن كانت المسؤولية الأساسية تقع على عاتق المعسكر النيابي الذي يصر على الاقتراع بورقة بيضاء، فيما الأكثرية بداخل المعارضات المشتتة، تتبنى دعم ترشيح النائب ميشال معوض في مقابل الإرباك المسيطر على تكتل قوى «التغيير» الذي يقف حالياً على حافة الانقسام.
ولم يعد من مبرر، كما يقول مصدر في المعارضة لـ«الشرق الأوسط»، لتكرار الدعوات لعقد جلسات لانتخاب الرئيس، ما دام أن المواقف لم تتبدل، خصوصاً أنها موضع انتقاد من قبل السواد الأعظم من اللبنانيين معطوفة على استياء المجتمع الدولي من تعطيل الجلسات، لأن استمرار اللعب في الوقت الضائع أصبح أكثر تكلفة للبنانيين الذين يرزحون تحت وطأة الانهيار الشامل من دون أن يتوافر لهم الحد الأدنى من مقومات العيش الكريم، وفي ظل وجود حكومة تتولى إدارة الفراغ الرئاسي.
ويتهم المصدر في المعارضة «حزب الله» بعدم جهوزيته لانتخاب رئيس للجمهورية، وبرعاية تعطيل الجلسات إفساحاً في المجال أمام تمديد الفرصة لحليفه النظام الإيراني، لتسوية أوضاعه من جهة، باتجاه تحسين شروطه في ملفاته ذات الصلة بدوره في المنطقة وصولاً للضغط لمعاودة المفاوضات في الملف النووي.
لكنه في نفس الوقت، لا يعفي القوى المحسوبة على المعارضة من مسؤوليتها حيال استمرار تشرذمها بدلاً من أن تتوحد تحت سقف إعطاء الأولوية لانتخاب الرئيس… وبدلاً من أن تتوزع أصواتها في البرلمان على هذا المرشح أو ذاك أو على الاقتراع بأوراق مرمزة.
ويتوقف المصدر في المعارضة، أمام غياب بعض النواب المحسوبين عليها أو المنتمين إليها عن جلسة اليوم لأسباب صحية أو عائلية أو بسبب السفر. ويقول إن غيابهم «سيؤدي حكماً إلى حرمان المرشح ميشال معوض من تسجيل رقم يتجاوز تأييده من قبل 45 نائباً». ويضيف أن آخرين من المنتمين إلى قوى «التغيير» والنواب المستقلين سيجددون تأييدهم للأستاذ الجامعي عصام خليفة مع أن بعضهم سيقترع لمعوض.
واستباقاً لجلسة اليوم، عُقد لقاء ضم النواب في تكتل «التغيير»: مارك ضو، نجاة صليبا، وضاح الصادق، إلياس جرادة، رامي فنج، ياسين ياسين، والنائب المستقل غسان سكاف. وتردد أن لدى المجتمعين أو أكثرهم رغبة بتأييد معوض في مقابل اجتماع لعدد من النواب السنة بدعوة من النائب محمد سليمان حضره فؤاد مخزومي، وأشرف ريفي، ووليد البعريني، وعبد الرحمن البزري، وبلال حشيمي، ورامي فنج، وأحمد الخير، وعبد العزيز الصمد، وعماد الحوت (الجماعة الإسلامية).
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر المجتمعين، أن الحضور حرص على «إيجاد مساحة مشتركة بضرورة إعطاء الأولوية لانتخاب الرئيس، وإن كانوا يتوزعون بين الاقتراع لمعوض وبين التصويت بورقة كُتب عليها: لبنان الجديد».
وقالت إن «الحرية متروكة للنواب المشاركين في الاجتماع الذي أريد منه الوصول إلى صيغة تنسيقية تتناول هموم مناطقهم والشأن السياسي العام وعلى رأسه انتخاب الرئيس»، وأكدت أن البزري ومعه زميله شربل مسعد يتواصلان مع عدد من النواب الأعضاء في تكتل قوى «التغيير»، إضافة إلى سكاف الذي يكثف اتصالاته بالنواب المستقلين وآخرين من «التغيير»، فيما يكرر أسامة سعد تأييده لخليفة.
أما على المقلب الآخر، أي المعسكر المنتمي إلى الورقة البيضاء، فقد علمت «الشرق الأوسط» أن «حزب الله» نجح في إقناع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل بعدم الخروج عن قرار محور الممانعة بالاقتراع بورقة بيضاء بخلاف تهويله بترشيح شخصية تنتمي إلى تياره السياسي أو من المحسوبين عليه لخوض المعركة الرئاسية.
فباسيل اضطر إلى سحب مناورته من التداول، لأن الحزب ليس في وارد السماح باللعب في الوقت الضائع، سواء لجهة تخليه عن الاقتراح بورقة بيضاء، أو بالنسبة إلى اختيار من يرشحه للرئاسة، لأنه بذلك يقحم نفسه في صدام سياسي مباشر مع حليفه على خلفية أن حجبه الأصوات عن مرشح زعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، لا يبرر مبادرته إلى طرح اسم منافس له.
وفي هذا السياق، تردد أن باسيل اضطر للتسليم بدور «حزب الله» في إدارته لملف الانتخابات الرئاسية لأسباب عدة أبرزها، أن معظم النواب في تكتل «لبنان القوي» توجهوا إليه باللوم حيال بعض المواقف الصادرة عنه بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون من دون التنسيق معهم، إضافة إلى أن مجرد تبنيه لمرشح في مواجهة فرنجية سيؤدي حكماً للإخلال بعلاقته مع حليفه «حزب الله».
كما أن باسيل، لم يحسن إدارته لمناورته على هذا الصعيد لأنه ليس في وارد تمرير رسالة لمن يعنيهم الأمر بأنه قرر عزوفه عن الترشح من دون حصوله من الحزب على ضمانات تتعلق بمستقبله السياسي، وبالتالي فإن تمايزه عنه لم يعمر طويلاً وإن كان يحاول أن يوحي أنه يغرد خارج سرب حليفه ولا يتناغم معه.
لذلك سيحرص باسيل، كما في جلسات الانتخاب السابقة على الاصطفاف رئاسيا في المعسكر السياسي الذي يديره الحزب، وإن كانت مصادر في تكتله النيابي تتعامل مع إصراره على عدم الافتراق عنه بأنه يراهن على اهتزاز العلاقة بداخل الثنائي الشيعي، وهذا ما يتمناه، برغم أنه يدرك جيداً أن رهانه ليس في محله، وسيحرق أصابعه لاحقاً لأن لا مجال لإحداث هوة بين الحزب وحركة «أمل»، خصوصا أن رئيس مجلس النواب نبيه بري هو من يدير اللعبة في داخل البرلمان، فيما الحزب يتولى تدوير الزوايا مع حلفائه في ظل تصاعد الخلاف بين بري وباسيل.
*****************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
“الجمهورية”: غادة عون: إفتراء وتشهير.. مجلس النواب يكرر الفشل اليوم.. وتوقيف 30 إرهابياً
سيتكرر المشهد ذاته في مجلس النواب اليوم، حيث سيشهد واحدة من حلقات مسلسل جلسات الفشل في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لا تعدو أكثر من اجترار تذكيري لذات المواقف والتوجّهات المتصادمة التي عرضت في الجلسات السابقة.
وعلى ما هو واضح ومؤكد انّ هذه الملهاة ستطول، لا سيما انها محكومة بإرادة الانحراف الكلي عن المسار التوافقي الالزامي الذي يؤدي حتماً الى انهاء الوضع الشّاذ وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وبالتالي اراحة اللبنانيين من لعبة الخداع التي تمارس عليهم، من قبل اطراف تنكر عجزها، وتتوهّم بأنها تملك القرار في الانتخابات الرئاسية، فيما هي في حقيقتها لا تملك اكثر من ان تتبنّى مرشحاً لا تستطيع ايصاله الى الرئاسة. والمثال واضح مع الترشيح الفولكوري للنائب ميشال معوض، وكذلك مع تخبّط التغييريين وحيرتهم في انتقاء مرشح يثبتون عليه، ويقابل ذلك اعتماد الورقة البيضاء كإشارة واضحة الى غياب المرشح الجدي، علماً ان نسبة الاوراق البيضاء مرشحة لأن تتناقص في جلسة اليوم، وسط ما يحكى عن توجه لدى التيار الوطني الحر الى تزكية اسم من داخل التيار او خارجه.
حرب على لقمة الناس
على انّه بالتوازي مع هذه اللعبة الفاشلة، يسود المشهد الداخلي حال من التدحرج السلبي في غير اتجاه، تبدّى بصورة فاضحة في دخول او بمعنى أدق إدخال الغرف الخفية على خط التصعيد، بإعلانها الحرب من جديد، على لقمة المواطن ومقومات حياته، عبر اعادة تسخين لعبة الدولار الذي دفعته السوق السوداء الى سقف الاربعين الف ليرة، مع اشاعة اجواء مخيفة الى رفعه الى سقوف وصفها اقتصاديون بـ»المدمّرة». وكذلك عبر الرفع الجنوني لأسعار السلع الحياتية والاستهلاكية التي باتت تُسعّر على دولار 47 و50 الف ليرة، يوازيها في المقابل الرفع الجنوني لاسعار المحروقات التي تجاوزت فيه صفيحة البنزين عتبة الـ800 الف ليرة وباتت تطرق باب المليون ليرة واكثر.
التغريدة المسمومة
الا ان الاخطر من كل ذلك، هو التغريدة التي أطلقتها القاضية غادة عون على حسابها على تويتر، كتبت فيها ( قبل ان تعمد الى سحبها لاحقاً): «لا أعلم مدى صحة هذه المعلومة. لكن لماذا لا يبادر الأشخاص الواردة أسماؤهم في هذه اللائحة الى كشف حساباتهم لدى المصارف السويسرية؟ من اجل الشفافية فقط!!! بمطلق الاحوال أتمنى ان يكون هناك باب في قانون رفع السرية المصرفية. والذي سأنكَبّ على دراسته. واتمنى ايضا من الحقوقيين التعليق عليه».
وأرفقت عون تغريدتها بـ «لائحة اسمية لمجموعة من المسؤولين والشخصيات اللبنانية، وبعضهم قد فارق الحياة، قالت ان لديهم حسابات مجمدة في البنوك السويسرية، وغير قادرين على سحب دولار واحد منها بتعليمات من الادارة الاميركية (المصدر ويكيليكس).
واشارت في تغريدتها الى «وجود مئات الاسماء التي يتراوح رصيدها بين نصف مليار دولار صعودا حتى مليار دولار. وهناك المئات ايضا اموالهم مودعة في البنوك الاميركية والفرنسية ستصدر لائحة بأغلبيتهم تباعاً. للاسف هذا لبنان وهؤلاء زعماؤه. ويجب على الشعب اللبناني ان يعرف اين مقدرات البلاد».
اقلّ ما يقال في تغريدة القاضية عون انها تغريدة خبيثة ومسمومة، لمضمونها الذي يتعرض لتلك الشخصيات. وليس أخطر من التغريدة سوى إطلاقها في هذا التوقيت بالذات، التي يقف فيه البلد على حافة الهاوية،خصوصا ان مضمونها فتنوي يبثّ السم في الارجاء اللبنانية، عبر:
اولاً، التشهير والافتراء والمس بكرامات الناس، عبر استحضار خبر مفبرك على مواقع التواصل الاجتماعي منذ فترة طويلة تعود الى بدايات الازمة، وتبنّيه واعادة نشره. وبمعنى أدق، تبنّي عملية اختلاق اكاذيب لا اساس لها، وليس من مستند يؤكدها من قريب او بعيد. فهل ان موقعها كقاضية، ومدعية عامة، وقاضية حكم، وقاضية ظن يخوّل لها ان تسوّق خبراً يشكّل مضمونه دعوة صريحة الى ضرب الاستقرار واشعال فتنة داخلية، واثارة الناس على بعضها البعض، واعطاء وقود لصنّاع الشّغب وتحفيزهم على إلقاء البلد في أتون الفوضى العارمة؟
ثانياً، تحريض المجتمع اللبناني والجسم القضائي بصورة عامة على المسؤولين. والتسليط على رموز اساسية في هذه الدولة مثل رئيس المجلس النيابي وعائلته.
ثالثاً، ثمة مبدأ اساسي في القضاء اسمه «واجب التحفظ»، اضافة الى ان للقاضي نزاهته اولاً واخيراً، وكذلك مصداقيته وصرامته في إثبات الحق والانتصار له، وهي تتأكد بحياديته وعدم انحيازه لأي فريق، ولكن هل هي صدفة أن تكون اللائحة التي أوردتها القاضية غادة عون خالية من اي اسم لأي شخصية تنتمي الى الفريق السياسي الذي غَطّاها على مدى العهد الرئاسي السابق. وهل انّ ما أقدمت عليه هو إرضاء لهذا الفريق الذي يخوض حرباً سياسية مع كل الاتجاهات، ولا يوفّر حتى طواحين الهواء، او أنّ كل ذلك تمّ بإشارة منه للتصويب على كل خصومه السياسيين؟
الخبر يكذب نفسه!
على ان اللافت للانتباه في هذا السياق ما يؤكده لـ«الجمهورية» خبراء على صلة مباشرة ووثيقة بملف الاموال التي قيل انها موجودة خارج لبنان، سواء بالايداع او بالتهريب، من «انّ الخبر المفبرك ليس وليد هذه الفترة، بل يأتي ضمن السياق التحريضي الذي شهدناه في السنوات الاخيرة. فهذا الخبر المفبرك يكذب نفسه بنفسه، ويشير الى مبالغ وهمية، لم نفهم القصد من تبنّيها اليوم، فحجم المبالغ المنسوبة الى الشخصيات الواردة اسماؤهم في لائحة القاضية عون تفوق السبعين مليار دولار، فيما انّ مجمل ما حُكي عن اموال موجودة خارج لبنان لشخصيات سياسية او غير سياسية تتراوح بين 9 و11 مليار دولار. وثمة زيارات عديدة قام بها بعض الخبراء والمختصون الى الخارج، الى سويسرا وغيرها لإماطة اللثام حول كل خفايا هذه المسألة، من دون ان يحصلوا على ما يؤكد وجود هذه الاسماء وهذه المبالغ الوهمية التي تفوق بسبع مرات حجم المبالغ المفترض نظرياً انها موجودة خارج لبنان، والتي تقدّر بما بين 9 و11 مليار دولار.
دعوى بري
هذا الانحدار الخطير في المسار القضائي، وبمعزل عما اذا كانت دوافعه شخصية من القاضية عون، او مدفوعاً بعامل سياسي مؤيّد لها، هو برسم المراجع القضائية المسؤولة، التي باتت امام مسؤولية ان تنتصر للقضاء وسمعة القضاء. وفي هذا السياق تأتي مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى التقدم من النيابة العامة التمييزية مُتخذاً صفة الادعاء الشخصي على القاضية غادة عون بجرم القدح والذم والتحقير.. وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية.. واختلاق الجرائم… واساءة استعمال السلطة والاخلال بواجبات الوظيفة.. والافتراء.
لا بد من المُساءلة
واذا كان الرئيس نبيه بري اول مَن بادر الى الادعاء على القاضية عون، فبحسب معلومات «الجمهورية» ان هناك شخصيات واردة اسماؤهم في اللائحة التي نشرتها القاضية المذكورة، تحضّر لدعاوى مماثلة، وقال احد هذه الشخصيات لـ«الجمهورية»: لا يمكن القبول بهذا الفلتان والسكوت على الاهانات، وعلى القضاء تقع المسؤولية الاولى في الانتصار لنفسه، ووضع حد لتمادي القاضية عون ومساءلتها ومحاسبتها، ليس فقط على جرم الاساءة والافتراء على مجموعة شخصيات سياسية وغير سياسية والتعرض لكراماتهم، بل بجرم المس باستقرار البلد عبر ترويج اختلاقات واكاذيب. فما نشهده في هذا المجال ما هو سوى تجاوز لموقع القاضي الذي يفترض ان يكون نزيها، حكيما، يركن الى الادلة القاطعة، ويحكم بالعدالة بالحق، وينطق الحكم باسم الشعب، لا ان يكون مُنقاداً بنرجسية استعلائية حاقدة ترمي الاتهامات والافتراءات جزافاً في كل اتجاه، من دون ان تقدّر بأنّ هذا الامر قد يرمي في البلد وقودا لفتنة قاتلة.
العهد السابق انتهى
واذا كانت تغريدة القاضية عون قد سقطت بدويّ سلبي في الاوساط السياسية، الا انها في المقابل كانت مفاجئة للجسم القضائي، واثارت تساؤلات وارتياباً حول مراميها. ومن هنا، وفي انتظار ما سيتخذه القضاء من خطوات في هذا الشأن، فإن التقييم القضائي والقانوني لما أقدمت عليه القاضية عون اتّسَم بسلبية واضحة، ويلفت في هذا السياق انتقاد قاس لمرجع قانوني عبر «الجمهورية» بتوصيفه ما أقدمت عليه القاضية عون بـ«الخطيئة التي ينبغي ان تحاسب عليها»، فيما قال احد المحامين الذين يحضرون لتقديم دعوى ضد عون بوكالتهم عن شخصية ورد اسمها في لائحتها لـ«الجمهورية»: المسألة واضحة، فتغريدة القاضية غادة عون هي بلا أدنى شك واحدة من مسلسل ارتكاباتها التي شهدناها في العهد السابق مُتكئة الى تغطية سياسية من فريق سياسي معين مدّ الحبل لمثل هذه الارتكابات التي تسيء الى الجسم القضائي، والى القضاء بشكل عام، ولكن ما يجب ان يكون معلوما هو ان العهد السابق انتهى، ولن تكون هناك اي تغطية او مسايرة لأي مرتكب او متحامل بصورة انتقائية على المقامات والكرامات».
مراجع قضائية وقانونية
في هذا السياق، تتقاطع قراءات المَراجع القانونية والقضائية عند اعتبار «أن القاضية غادة عون تجاوزت صلاحياتها، وارتكبت خطيئة تستوجب محاسبتها. وتورد في هذا السياق مخالفات بالجملة، وفيها:
– وزير العدل هنري خوري أحالها على التفتيش القضائي لمخالفتها القانون والسفر بدون اذن الى فرنسا واطلاق تصريحات سياسية والتهجم على القضاء.
– في خطوة غير مسبوقة، تتجاوز الصلاحية المكانية، خارج نطاق جبل لبنان، بمبادرتها الى مداهمة مقرّ مصرف لبنان، ومحاولتها توقيف حاكم البنك المركزي رياض سلامة، تنفيذاً لمذكرة إحضار مشكوك بها أصدرتها بحقّه قبل أسابيع. وقد أحدثت المداهمة بلبلة كبيرة في القطاع المصرفي وأدت إلى إضراب موظفي البنك المركزي.
– توقيف رجا سلامة، شقيق حاكم مصرف لبنان، فيما وجدته الهيئة الاتهامية بريئاً فأفرج عنه.
– هيئة التفتيش القضائي، إحالتها على المجلس التأديبي للقضاة، وذلك بناء على تحقيقات أجراها التفتيش القضائي بـ12 دعوى مقامة ضدها، وبطلب مباشر من مجلس القضاء الأعلى، بفعل تمردها على قرار رئيسها النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، وتَخطّيها تنبيهات مجلس القضاء الأعلى الذي حذرها من إطلاق تصريحات سياسية وتغريدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي هاجمت فيها القضاء و»التغاضي عن محاربة الفاسدين». وغيرها من الدعاوى المقدمة من محامين بسبب تجاوزات القاضية المذكورة بمعرض تعاطيها مع ملفات عرضت عليها.
– مخالفتها لقرار النيابة العامة التمييزية تاريخ 15/4/2021 رقم 62/س/2021
– مخالفة القاضية عون إشارة الرئيس سامر ليشع.
– إستعانة القاضية عون بحرسها الشخصي لخلع 4 أبواب من مبنى شركة مكتّف ش.م.ل. ثم مخالفة أحكام المادة 125 أ.م.م. التي تفرض عليها التوقّف عن النظر في القضية عند ورود طلب ردّها، اضافة الى التهرب من تبلّغ طلب الردّ المقدّم ضدّها من قبل شركة مكتّف.
– ضغط القاضية غادة عون على القوى الأمنية لحثّها على مخالفة القوانين وقرار النيابة العامة التمييزية.
– رفض القاضية عون الإمتثال لاستدعاءات المدّعي العام التمييزي 4 مرّات.
– استعانتها بمجموعة من «المناصرين» السياسيين للضغط على شركة مكتف والرأي العام في 16 نيسان 2021.
– تنسيق مع هيئات غير قضائية للإلتفاف حول القانون ولتقديم شكاوى وفق توجيهاتها.
– قيامها بالتحقيق مجدّداً في قضايا جرى التحقيق فيها سابقاً خلافاً للمادة 182 عقوبات.
– التعدّي على صلاحيات النيابة العامة المالية وهيئة التحقيق الخاصة.
– توعّدت غادة عون بمقاضاة التفتيش القضائي.
– موضوع الصيارفة والالتباسات التي رافقت توقيف بعضهم.
– موضوع رؤساء مجالس ادارة بعض المصارف والادعاء عليهم ومنعهم من السفر، ثم ما لبث الامر ان نفّس، ورفع منع السفر تدريجاً عن كل منهم. وأُخفي الملف.
– قضية الفيول المغشوش و»سونتراك» والمدير العام السابق لمنشآت النفط سركيس حليس القريب من الوزير سليمان فرنجية، التي انتهت فقط بإزاحة حليس من موقعه وعيّنت مكانه مديرة بديلة قريبة من التيار الوطني الحر.
30 إرهابياً
على انّ هذه التغريدة بمضمونها المسموم لم تحجب متابعة قضايا اخرى مرتبطة باستقرار البلد، وتؤشر الى ان الواقع اللبناني ما يزال على منصة الاستهداف من قبل المجموعات الارهابية.
ويُشار في هذا السياق الى انجاز كبير حققته شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي، في كشف وتوقيف مجموعة كبيرة من الارهابيين. وقالت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، في بيان، انه «بعدما أعلن وزير الداخلية والبلديات بسّام مولوي امس (الاول)عن توقيف خلايا إرهابية هذا العام»، يهمّها «أن تُطلِع الرأي العام على بعض المعلومات، فعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد والتداعيات السلبية الناجمة عنها، والتي طالت بصورة خاصة مؤسّسة قوى الأمن الداخلي في مختلف المجالات، إلّا أنّ ذلك لم يؤثر مطلقاً على الجهود المضنية لهذه المؤسّسة في سبيل الحفاظ على أمن واستقرار لبنان وسلامة المواطنين والمقيمين على أراضيه.
في هذا الإطار، اضاف البيان، وبنتيجة المتابعة الاستعلامية والميدانية، التي تقوم بها القطعات المختصّة في شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي لجهة المتابعة الجدّيّة لنشاطات الخلايا الإرهابية وبصورةٍ خاصّة تلك المرتبطة بتنظيم داعش الإرهابي، تمكّنت هذه الشعبة من تنفيذ عمليات نوعية استباقية دقيقة خلال صيف عام 2022، (اعتباراً من شهر تموز لغاية شهر تشرين الأول)، أسفرت عن رصد وتحديد وتوقيف ثماني خلايا إرهابية في مختلف المناطق اللبنانية (البقاع – بيروت – الشمال – الجنوب – جبل لبنان) ينتمي أعضاؤها إلى تنظيم داعش الإرهابي. تبيّن بعد التحقيق معهم تخطيطهم للقيام بعمليات إرهابية تستهدف مراكز عسكرية وأمنية وتجمّعات دينية ومدنية مختلفة.
واشارت الى ان عدد موقوفي هذه الشبكات بلغ ثلاثين إرهابياً غالبيتهم من الجنسية اللبنانية، وآخرين من الجنسيّات السورية والفلسطينية وإرهابي من الجنسية المصرية، وقد أحيلوا جميعاً إلى القضاء المختص. كما تبيّن من خلال التحقيقات معهم، أنه خلال تواصلهم مع قيادات التنظيم في الخارج كانوا يطلبون تسهيل أمر خروجهم من لبنان للذهاب والقتال في سوريا أو العراق، فكانوا يشدّدون على البقاء في لبنان بغية تنفيذ أعمال إرهابية فيه، كون الظروف في هذا البلد قد أصبحت مؤاتية لذلك».
واوضحت المديرية انها «لم تُعلن عن هذه التوقيفات في حينه، لعلمها أن ذلك قد يؤثّر سلباً على حركة السيّاحة وموسم الاصطياف». واضافت: «هذه الإنجازات ليست سوى دليل واضح على جهوزية هذه المؤسّسة، والأجهزة الأمنية الأخرى، لمكافحة العمليات الإرهابية وجميع أنواع الجرائم، بالرغم من كل الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن».
قصف صهاريج
في تطور امني آخر، أعلن امس عن استهداف مسيرات مجهولة لقافلة صهاريج محملة بالوقود كانت متجهة من ايران الى لبنان.
وأكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، امس، أن «إسرائيل تقف وراء الهجوم على الحدود العراقية ـ السورية، مساء أمس الاول الثلاثاء، الذي استهدف قافلة سيارات كانت على ما يبدو تهرّب أسلحة إيرانية».
وقُتل 25 عنصراً من الميليشيات الموالية لإيران وأصيب 21 آخرين، مساء أمس الثلاثاء، باستهداف رتل لوجستي في المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا. ووقع الهجوم بالقرب من معبر القائم الحدودي.
وبحسب مسؤول حرس الحدود العراقية، فإن الضربة استهدفت في سوريا قافلة من شاحنات صهريج محملة بالوقود آتية من إيران مرّت عبر العراق وكانت في طريقها إلى لبنان. ولم يتمكن المسؤول من تحديد طبيعة الهجوم أو الطرف المسؤول عنه على الفور.
*****************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
«نار عونية» حارقة على برّي.. والملاحقة القضائية لغادة عون تكشف المستور!
الجلسة الخامسة اليوم بين استحالتين.. وتقسيم بيروت «أمنياً» يبدأ بالأشرفية
دفع الفريق العوني عشية الجلسة الخامسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية اليوم «بقنبلة دخانية» تمثلت بتغريدة للنائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون، تطالب فيها بالتحقق من صحة معلومات عن ان شخصيات سياسية كبيرة لديها حسابات بمليارات الدولارات في المصارف السويسرية، في وقت حافظ التيار الوطني الحر على «الورقة البيضاء» ليس لمواجهة خصومه من الكتل المؤيدة للنائب ميشال معوض، والتي كرستها في زيارة قام بها، موفداً من النائب السابق وليد جنبلاط، النائب وائل ابو فاعور، للقاء رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، حيث كان الاتفاق معلناً ان المرشح الذي سيصوت له هذا الفريق هو معوض، بل للإعلان المستمر ان لا انتخاب للنائب السابق سليمان فرنجية لموقع الرئاسة، لاعتبارات تخص النائب جبران باسيل، رئيس تكتل لبنان القوي، الذي يغيب عن الجلسة، فهو غادر مساء امس الى دولة قطر.
ولئن كانت «النار العونية» الحارقة عبر القاضية غادة عون التي نشرت «التغريدة» ثم حزفتها، على الرئيس بري، تستهدفه مباشرة، بع دان اعرض عن الحوار بعد «الفيتو المسيحي» عليه، فهي تستهدف ايضاً برأي اوساط معنية، دكّ معالم النظام العام، لحين يأتي الوقت، والذي يسمح لباسيل وفريقه بتبني ترشيحه للرئاسة الاولى، ضمن «أضفات أحلام» تراوده في السر والعلن.
وهكذا، تبدو الجلسة -5، وربما الجلسات اللاحقة تدور «كحجر الرص» من دون قمع يؤدي الى طحين، وذكل بين استحالتين من الترشح: فحزب الله ومعه قوى 8 اذار لن تقبل بأي شكل رئاسة معوض للجمهورية، وكذلك الحال بالنسبة لرئاسة فرنجية المرفوضة من التيار العوني، والقوات اللبنانية، وربما نواب وكتل اخري، فضلاً عن الموقف الذي اعلنه جنبلاط في «منتدى الطائف» السبت الماضي.
ومع ذلك، تتحدث مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» عن أن التسويق لسلة تتصل برئاستي الجمهورية والحكومة عاد مجددا لكنه لا يزال ضمن الخلقة الضيقة للتشاور، وقد يأخذ مداه منى توافرت الظروف الناجحة له،وأشارت إلى ان هناك هواجس من طرح هذه السلة وابرزها صرف التركيز على ملف انتخاب الرئاسة الأولى الذي يعد.اولوية كما أوضح المعنيون.
ولفتت المصادر إلى أن الفكرة كانت مطروحة سابقا لكن تم التراجع عنها ليعود الحديث مجددا إليها في سياق المشاورات المتصلة بأنتخابات رئيس الجمهورية، معلنة أن التشاور سيتواصل بعد تعذر إتمام الأستحقاق الرئاسي، ولكن لا شيء يضمن ان موضوع السلة سيحوز على موافقة الأفرقاء السياسيين.
وفي السياق، اعربت مصادر سياسية عن اعتقادها، بان انطلاق ملف الانتخابات الرئاسية بفاعلية، ينتظر اجراء جولة من المشاورات الجانبية بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورؤساء وممثلي الكتل النيابية، لاستمزاج اراءها، وافكارها، بخصوص الشخصية التي تراها مؤهلة لخوض الانتخابات الرئاسية، بعد فشل الدعوة لعقد حوار موسع وقالت: ان رئيس المجلس يحرص على سماع رأي كل مكونات المجلس النيابي من دون استثناء، لجوجلة الاراء، وانتقاء اسماء الشخصيات التي ترشحها هذه المكونات، ثم الانتقال الى المرحلة الثانية، لانتقاء مرشحين اثنين، للتنافس فيما بينهما، ومن يحصل على تاييد غالبية المجلس النيابي، يصبح رئيس الجمهورية الجديد.
وتوقعت المصادر ان تؤدي جلسات التشاور الضيقة، بين بري والنواب، الى كشف حقيقة المواقف بعيدا عن الضوضاء، تفاديا للاحراج، وبعدها يمكن طرح الشخصية اوالشخصيتين المؤهلتين للتنافس على الرئاسة الاولى، وكشفت ان الاسماء التي تحووز على المواصفات المطلوبة التي حددها الرئيس بري في اكثر من مناسبة، تضم حتى الان خمسة شخصيات من المرشحين المطروحين، من داخل المجلس وخارجه، ومعظمهم يتمتع بعلاقات جيدة مع معظم الاطراف السياسيين.
من ناحية ثانية، اعتبرت المصادر ان سفر رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل الى قطر عشية جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، يعكس بوضوح استخفافا بالجلسة، وعدم الاهتمام بها، وتناقضا فاضحا، بين مايدعيه باسيل ظاهريا، بالحرص على انتخاب رئيس للجمهورية، ومنع الفراغ الرئاسي، وبين تعطيل هذا الاستحقاق، اما بالادلاء بورقة بيضاء، او بالتغيب عن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية وقالت: لو كان هناك حرص فعلي على منع الفراغ بالرئاسة الاولى، كما يدعي رئيس التكتل، لكان ابدى اهتماما ملحوظا، بالتعاطي الجدي مع الانتخابات، ترشيحا، اودعما لاي مرشح حليف، ولكن كلا الخيارين غير موجود، والخيار الطاغي هو تعطيل جلسات الانتخاب حتى إشعار آخر.
ووصفت مصادر التيار العوني زيارة باسيل بأنها «زيارة صداقة» كما وصفتهامصادر التيار، كما سبقه عدد من النواب الى خارج البلاد وكأنه تسليم منهم بعدم القدرة على انتخاب رئيس فقرروا الاستفادة من الوقت الضائع لترتيب شؤونهم الخاصة، وعلى هذا يتوقع غياب نحو ستة نواب او اكثر عن الجلسة بينهم حسب معلومات «اللواء» اثنن من التيار واثنان من القوات اللبنانية، ومع ذلك استمرت المشاورت بين بعض الكتل النيابية اما لتنسيق المواقف واما لتقرير موقف جديد.
وعلى ما يبدوان الورقة البيضاء ستبقى سيدة الصندوق اليوم، برغم تمسك بعض الكتل بترشيح النائب ميشال معوض، لكن مع غياب عدد من النواب المؤيدين له قد ينخفض عدد الاصوات التي سبق وحصل عليها، علماان مصادر المؤيدين لانتخاب معوض قالت ان العمل جار لتوفير بين 44 و50 صوتاً له، بينما مؤيدي انتخاب سليمان فرنجية لن يحرقوا ورقته الآن.
وبالنسبة لنواب التغيير والمستقلين، فالاراء متباينة بينهم، فمنهم من سيصوت بالورقة البيضاء وبعضهم للدكتورعصام خليفة والاخرون لمعوض. وربما ترد بعض الاسماء الاخرى او الاوراق المرمّزة.
وقالت مصادرنيابية مطلعة لـ «اللواء»: ان الامور ما زالت مقفلة، فلا اتصالات ولاحوار ولا من يتحاورون، خاصة بعد موقف القوات بعدم الحوار ولا التعاطي مع «التيار» ولا مع «المردة». كما ان الدول المعنية بلبنان مشغولة بأوضاع اخرى اكثر اهمية من لبنان وتكتفي بإصدار المواقف لا الافعال.
وبعد استقباله امس عضوكتلة اللقاء الديموقراطي النائب وائل ابو فاعور موفداً من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، شدد رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع على «حرصه على نقطة التلاقي مع جنبلاط، وعبّر عن رفضه بشكل حاسم لانتخاب رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، تماماً كما جزم عن كامل قناعة رفضه التعاون أو التواصل مع النائب جبران باسيل».
وأوضح جعجع أن لا «القوات ولا غير القوات يمكن أن يقودوا السُنّة، لا يقود السُنّة إلّا السُنّة»، مستنكراً كلّ الحملة القديمة الجديدة المتكرّرة دائماً والشائعات عن رغبته في لعب دور قيادي داخل المكوّن السنّيّ مع تأكيده أنّ الوطن لا يقوم إلا بجميع أبنائه.
وقال ابو فاعور بعد اللقاء: لا خروج من الأزمة إلا من خلال مشروع إصلاحي وحقيقي وانتخاب رئيس للجمهورية، والرئيس بري كان يسعى للقيام بحوار جدي لطرح أسماء عدة للرئاسة إنما التجربة لم تُوفّق كما قد تكون جلسة الغد (اليوم) كالجلسات السابقة إنما هي أول خطوة نحو انتخاب رئيس.
بوصعب والتواصل مع سوريا
في مقلب سياسي آخر، دعا نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب إلى التواصل «مباشرة وعلناً مع دمشق من أجل ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وسوريا». وقال في مقابلة مع وكالة «فرانس برس»: يجب أن يكون هناك تواصل من جانب الحكومة اللبنانية بطريقة مباشرة وعلنية مع الحكومة السورية، ومن دون خجل، ومن دون أن نُدخل الخلافات السياسية الإقليمية في هذا الملف، مضيفاً، علينا أن نتواصل مع الدولة السورية علناً وأن نرسم الحدود البحرية علناً، وعلى أي حكومة قادمة أن تقوم بهذه المهمة..
تغريدةعون وشكوى برّي
تراجعت النائبة العامة الإستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون عن تغريدة اتهمت فيها عددا من السياسيين بامتلاكهم حسابات مجمّدة في البنوك السويسرية.
ويأتي تراجع القاضية عون إثر شكوى تقدّم بها رئيس مجلس النواب نبيه بري لدى المدعي العام التمييزي غسان عويدات بعد ورود اسمه في اللائحة التي نشرتها القاضية عون.
وكانت القاضية عون قد نشرت، عبر «تويتر»، لائحة بأسماء مسؤولين لبنانيين لديهم حسابات مجمدة في سويسرا، قائلةً: «لا أعلم مدى صحة هذه المعلومة، لكن لماذا لا يبادر الأشخاص الواردة أسماؤهم في هذه اللائحة الى كشف حساباتهم لدى المصارف السويسرية؟ من اجل الشفافية فقط».
وأعلنت عون أن «في مطلق الاحوال اتمنى ان يكون هناك باب في قانون رفع السرية المصرفية، والذي سانكب على دراسته، واتمنى ايضا من الحقوقيين التعليق عليه».
وارفقت عون تغريدتها بـ»لائحة اسمية بالمسؤولين اللبنانيين الذين لديهم حسابات مجمدة في البنوك السويسرية غير القادرين على سحب دولار واحد منها بتعليمات من الادارة الاميركية (المصدر ويكيليكس).
1- فؤاد السنيورة 9,1 مليار دولار.
2 – نجيب ميقاتي 8,7 مليار دولار.
3 – طه ميقاتي: 6,8 مليار دولار.
4 – نبيه بري 6,3 مليار دولار.
5- ميشال المر 5,9 مليار دولار.
6 – سعد الدين الحريري 5,9 مليار دولار.
7 – رندا بري 6,3 مليار دولار.
8 – رياض سلامة 5 مليار دولار.
9 – وليد جنبلاط 4,6 مليار دولار.
10 – الياس المر 3,6 مليار دولار.
11 – نعمت افرام 2,6 مليار دولار.
12 – عبد الله بري 2 مليار دولار.
13 – ميشال سليمان 2 مليار دولار.
14 – نقولا فتوش 1,9 مليار دولار.
15 – فؤاد مخزومي 1,9 مليار دولار.
16 – ميريام سكاف 1,6 مليار دولار.
17 – بولا يعقوبيان 1,2 مليار دولار.
وتابعت عون: بالاضافة الى مئات الاسماء التي رصيدها يتراوح بين نصف مليار دولار صعودا حتى مليار دولار. وهناك المئات ايضا اموالهم مودعة في البنوك الاميركية والفرنسية ستصدر لائحة باغلبيتهم تباعا. للاسف هذا لبنان وهؤلاء زعماؤه. ويجب على الشعب اللبناني ان يعرف اين مقدرات البلاد.
وكان هذا الملف قد أثير سابقاً وقيل يومها أن مصدره موقع «ويكيليكس»، الا أنه بعد البحث تبين أن هذه المعلومات غير واردة على صفحاته.
وقد تقدّم رئيس مجلس النواب نبيه برّي، فور اطّلاعه على مضمون التّغريدة، بشكوى لدى المدّعي العام التمييزي غسان عويدات، بواسطة المحامي الدكتور علي رحال، للملاحقة والتحقيق وإجراء المقتضى القانوني اللازم.
ووصفت محطة N.B.N القاضية عون بأنها «إحدى البطلات الكرتونية للعهد البائد التي غردت باتهامات كاذبة وخبط عشواء».. واضافت المحطة «.. والتي راحت بعقلية (نسوان الفرن) ترمي لوائح لاسماء شخصيات كبار المسؤولين، من بينهم الرئيس نبيه بري تتهمهم جزافاً عن تحويلات بمليارات الدولارت الى الخارج»..
الاشرفية: الأمن الذاتي
وفي السياق المخاوف المحيطة بالوضع اللبناني في مرحلة الفراغ الرئاسي، ما تكشفه «اللواء» عن اتجاه لدى بعض نواب الاشرفية لفرض امن ذاتي عبر شركات متخصصة، للحفاظ على حد تعبير هولاء على «ممتلكات المواطنين.
فقد علمت «اللواء» انه وبناءً لطلب مواطنو الاشرفية وأثر انعدام الامن وتكرار حوادث السرقة والنشل والسطو وضماناً لهدوء البال وإشاعة الأمن فقد تعاقدت جمعية الاشرفية 2020 مع شركة أمن خاصة وباشرت مهامها في حفظ الامن بدءاً من 7 تشرين الثاني حيث تم اطلاق ما تم تسميته «ساعة الجوار» التي تتكون من 120 شاباً من الاشرفية يعملون «كملائكة حراس» للسكان من الساعة 6 مساءً وحتى الساعة 6 صباحاً وسيرتدي الشبان الذين اطلقت عليهم تسمية «عيون الاشرفية» سترة عليها شعار الشركة وشارة «الاشرفية 2020» وسيتم تمويل عملهم بدعم مالي من السكان والمؤسسات التجارية وسيغطون في غضون 100 يوم مناطق الاشرفية ومحيطها وقد تم تجهيز مركز اتصال متاح على مدار 24 ساعة يمكن الاتصال به على الرقم 643446/76.
الاوساط البيروتية ابدت تخوفاً من الخطوة كونها تشكل مقدمة لتقوم كل منطقة بيروتية بتأمين أمنها الذاتي متسائلة اين القوى الامنية واين حرس مدينة بيروت؟ وأين التجهيز المفترض للحرس البلدي؟ وأين الهيئات؟ وأين الدراجات النارية التي تلقت البلدية كهبات؟ وأين الدوريات؟
ونفت اوساط المجلس البلدي نفت اي علم او اي تنسيق في هذا المجال وكذلك اوساط المحافظة التي نفت اي تعاون مع اصحاب الخطوة مبدية رفضها لهذا الامر الذي يجب ان يكون منوطاً بالقوى الامنية.
وقد علمت «اللواء» ان النائب نديم الجميل تواصل مع محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود طالباً إليه تخصيص الاشرفية باعداد من عناصر فوج الحرس بعد تكاثر عمليات السرقة وانتشار ظاهرة التسول وانتشار النكاشين إلا ان المحافظ عبدو ابلغ الجميل انه لا يمكن ان يخصص منطقة دون اخرى وان الحرس البلدي يقوم بواجبه في حراسة المقار البلدية والحدائق العامة ويسير دوريات وان كانت محدودة وهو يفتقر الى التجهيز والسيارات.
توقيف خلايا داعشية
على الصعيد الامني، أعلنت المديرية العـامة لقـوى الأمـن الداخلي في بلاغ ان «بعدما أعلن وزير الداخلية والبلديات بسّام مولوي امس عن توقيف خلايا إرهابية هذا العام»، يهمها «أن تُطلِع الرأي العام على بعض المعلومات: بنتيجة المتابعة الاستعلامية والميدانية، التي تقوم بها القطعات المختصّة في شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، لجهة المتابعة الجدّيّة لنشاطات الخلايا الإرهابية وبصورةٍ خاصّة تلك المرتبطة بتنظيم داعش الإرهابي، تمكّنت هذه الشعبة من تنفيذ عمليات نوعية استباقية دقيقة خلال صيف عام 2022، (اعتباراً من شهر تموز لغاية شهر تشرين الأول)، أسفرت عن رصد وتحديد وتوقيف ثماني خلايا إرهابية في مختلف المناطق اللبنانية (البقاع – بيروت – الشمال – الجنوب – جبل لبنان) ينتمي أعضاؤها إلى تنظيم داعش الإرهابي. وتبيّن بعد التحقيق معهم تخطيطهم للقيام بعمليات إرهابية تستهدف مراكز عسكرية وأمنية وتجمّعات دينية ومدنية مختلفة.
بلغ عدد موقوفي هذه الشبكات، ثلاثين إرهابياً غالبيتهم من الجنسية اللبنانية، وآخرين من الجنسيّات السورية والفلسطينية وإرهابي من الجنسية المصرية، وقد أحيلوا جميعاً إلى القضاء المختص. كما تبيّن من خلال التحقيقات معهم، أنه خلال تواصلهم مع قيادات التنظيم في الخارج كانوا يطلبون تسهيل أمر خروجهم من لبنان للذهاب والقتال في سوريا أو العراق، فكانوا يشدّدون على البقاء في لبنان بغية تنفيذ أعمال إرهابية فيه، كون الظروف في هذا البلد قد أصبحت مؤاتية لذلك.
اضافت: إنّ المديرية العامّة لم تُعلن عن هذه التوقيفات في حينه، لعلمها أن ذلك قد يؤثّر سلباً على حركة السيّاحة وموسم الاصطياف. وهذه الإنجازات ليست إلّا دّليلاً واضحاً على جهوزية هذه المؤسّسة، والأجهزة الأمنية الأخرى، لمكافحة العمليات الإرهابية وجميع أنواع الجرائم، بالرغم من كل الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن.
ارتفاع الاسعار
على الصعيد المعيشي وبرغ متراجع سعر الدولار الى مادون 40 الف ليرة عصر امس، الا ان اسهار المحروقات ارتفعت بشكل كبير، فسجلت امس، بحسب الجدول الصادر عن وزارة الطاقة والمياه – المديرية العامة للنفط:
– البنزين 95 أوكتان: 803000 بزيادة 26الف ليرة.
– البنزين 98 أوكتان :821000 بزيادة 27 الف ليرة
– المازوت : 91000 بزياة 31 الف ليرة.
– الغاز :449000 بزيادة 12 الف ليرة.
*****************************************
افتتاحية صحيفة الديار
«الجلسة الرئاسية» كسابقاتها والمغتربون الى لبنان بأعداد كبيرة لقضاء الأعياد – رضوان الذيب
فقدان المازوت أقفل المدارس الرسمية في الجبال ودولار التجار «يُحلق»
العالم امام متغيرات كبرى، ومرحلة التطبيع التي حكمت العلاقات الدولية ما قبل الحرب الروسية الاوكرانية تراجعت، وعادت الحرب الباردة والانقسامات والتوترات تخيم على كل الساحات العالمية وتنذر بمشاكل داخلية تعصف في دول القرار الكبرى التي تتحكم في مصير العالم بدءا من واشنطن والصراع بين امتين، جمهورية وديموقراطية من المستحيل ان يلتقيا، وصولا الى روسيا والصين واوروبا مما يهدد العالم بنشر الفوضى في كل مناطق التوترات وتحديدا في الشرق الاوسط، وهذا ما ظهر من خلال عودة الخلافات العاصفة بين ايران والسعودية والقطيعة الشاملة بين البلدين وتاثيرها بالعراق ولبنان وسوريا وفلسطين، وما فاقم خطورتها الاتهامات الايرانية للرياض بالوقوف وراء الاحداث في عدد من المحافظات واعتقال العديد من الشبكات التي اعترف اعضاؤها بارتباطهم بالسعودية، كما تمت مصادرة كميات كبيرة من الاموال المرسلة للمحتجين، قابلتها طهران برفع سقف خطابها وتهديدها بالرد القوي على كل من يحاول هز استقرارها، وهذا سينعكس على الساحة اليمنية مع عودة الاشتباكات اليومية، وبشكل اكبر على لبنان، في ظل قرار اميركي سعودي باستمرار الحرب الشاملة المفتوحة «الناعمة والخشنة» على حزب الله وعلى الدولة اللبنانية الحاضنة للحزب، فالفيول الايراني لن يأتي بقرار اميركي، والغارة الاميركية منذ يومين على منطقة البوكمال على الحدود السورية العراقية استهدفت صهاريج من المازوت الايراني مقدمة الى لبنان وسقط عدد من الشهداء السوريين والعراقيين، والقافلة غادرت الحدود باوراق رسمية، حتى ان مساعدات البنك الدولي ممنوعة، والخطة الاصلاحية معطلة، والمطلوب انهيار الوضع اللبناني وتحميل حزب الله المسؤولية واشغاله في الفوضى الداخلية، هذه الاجواء تتطابق مع كلام المسؤولة الاميركية باربرا ليف عن لبنان والفراغ الطويل وعدم قدرة القوى الامنية على ضبط الاوضاع ومغادرة النواب الى الخارج وخطورة ان تسوء الاوضاع بشكل اوسع حتى ينفجر الضغط الشعبي من اجل التغيير، كما ان الرياض ترمي بكل اوراقها في لبنان لمواجهة حزب الله وايران وتريد رئيسا «سعودي الهوى»، وهل يعقل ان يعقد مؤتمر الاونيسكو، دون الثنائي الشيعي، حيث تم تخصيص جلوس ممثل كتلة التنمية والتحرير قبلان قبلان في الصف الثاني، فاحتج على الامر وغادر القاعة دون اي تدخل من السفير السعودي الذي يتجول في المناطق لشد العصب السني والتحريض على حزب الله في المناطق الحساسة وتحديدا في خلدة مع نواب لبنانيين، وربما وصولا الى قطع طريق بيروت الجنوب.
وفي المعلومات، ان البخاري قدم طلبا شديد اللهجة الى الحكومة اللبنانية لاغلاق محطة المسيرة التابعة للحوثيين في الضاحية الجنوبية، والرسالة بقيت في «جوارير» المسؤولين وهذا ما اثار غضبه، حتى ان جولاته على المناطق السنية لم تحقق الغرض المطلوب واكتشف مدى الفراغ الذي خلفه غياب سعد الحريري عن لبنان وعدم القدرة على تعبئة فراغه من قبل اي شخصية سنية، حتى ان البخاري فشل في شق عائلة الحريري بتوجيه الدعوة الى بهية الحريري لحضور مؤتمر الاونيسكو، لكنها رفضت وقامت بجولة صيداوية بالتزامن مع انعقاد المؤتمر.
فالوضع اللبناني مقفل على الحلول، ومن سيىء الى اسوأ، ومفتوح على كل الاحتمالات، والفوضى واردة في اي لحظة، والناس جاهزة، ومن يتحدث ويعمم عن كهرباء ٩ ساعات في الاشهر المقبلة هو واهم وساذج، واذا نفذ ميقاتي وعده الكهربائي فان ذلك سيكلف الدولة مئات ملايين الدولارات، ستؤثر في الخزينة اللبنانية مع تراجع الاحتياط في مصرف لبنان الى ٨ مليارات دولار. فالحصار الاميركي السعودي متواصل ويستهدف حزب الله ورأس المقاومة اولا واخيرا.
ومن الطبيعي ان يتطرق الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى كل الملفات غدا في يوم شهيد حزب الله.
فلسطين وسوريا
وفي موازاة الاوضاع اللبنانية، فان التطورات في المنطقة الى المزيد من التوترات وتحديدا في فلسطين مما يؤثر بالساحة الداخلية، فالقرار الفلسطيني بتسليح الشعب في غزة اتخذ ودخل حيز التنفيذ بالاضافة الى تطوير العمليات العسكرية في غزة والضفة واسر جنود صهاينة، وتحرير اراض، ونقل المواجهات الى اراضي الـ ٤٨ مستفيدين من غياب القرار الدولي وتشتته، وصولا الى اعلان مسؤول ممثل حركة حماس في بيروت الدكتور احمد عبد العاطي خلال لقاء مع اعلاميين، ان اتفاق الترسيم مع لبنان لا يعني الفلسطينيين، والغاز في كاريش فلسطيني ومن حقنا استخدام الوسائل المشروعة لتعطيله عندما نتخذ القرار، مع تاكيده على ان الفلسطينيين مع استقرار لبنان ولن يكونوا مع طرف ضد اخر، وعلى الحياد، وهذا قرار كل التنظيمات الفلسطينية، والمخيمات لن تكون بؤرا لتفجير الساحة اللبنانية وتصدير الارهابيين، مشددا على الحقوق الفلسطينية مؤكدا الالتزام بمحور المقاومة مشيدا بسورية وايران وحزب الله، نافيا ان تكون حماس بصدد فتح مركز رئيسي مركزي لادارة شؤونها في المنطقة من لبنان.
اما في سوريا وحسب المطلعين ايضا، فان التطورات الميدانية في شمال سوريا وسيطرة النصرة على مناطق واسعة وطرد « قسد» الكردية، وهروب باقي الفصائل الارهابية الى مناطق على الحدود اللبنانية السورية بالقرب من وادي خالد، تهدد الشمال اللبناني بازمات مختلفة.
رئاسة الجمهورية
وفي ظل هذه الاجواء المتوترة وحسب المطلعين، كيف ستجري الانتخابات الرئاسية ؟ ولبننة الاستحقاق مستحيلة في ظل ما يحيط بالبلد، رغم المساعي الجدية لنبيه بري ووليد جنبلاط لانتاج توافق رئاسي مقبول ومعتدل يرضي الجميع، ومن هنا جاء كلام بري» ان الوضع لا يحتمل اسابيع من الفراغ فكيف اذا امتد لشهور» ورغم كلام بري فان التوافق مستحيل وجلسة اليوم الرئاسية كمثيلاتها.
فالقوى الاساسية المسيحية متمترسة وراء مواقفها ولن تحيد او تتراجع، ومن المستحيل جمعها على كلمة سواء، وتخوض معركة رئاسة الجمهورية بمعادلة « يا قاتل يا مقتول» ولن يبصر الاستحقاق الرئاسي النور الا بتسوية اقليمية دولية مستحيلة حاليا .
وفي المعلومات، ان الاتصالات التي يقوم بها اكثر من طرف وشخصية مع جبران باسيل خلال الساعات الماضية، لن تسفر عن نتيجة، وما زال متمسكا برفضه سليمان فرنجية رغم التحذيرات التي سمعها جراء تمسكه بهذا الموقف، حتى ان المحاولات التي جرت لجمع بري وباسيل لم يكتب لها النجاح.
هذه الصورة الرئاسية عند فريق 8 اذار لا تبدو افضل عند 14 اذار، وكل يغني على ليلاه مع زحمة المرشحين وسقوط اسماء وبروز اسماء جديدة كلها للحرق.
اعداد كبيرة من المغتربين لقضاء الاعياد في لبنان
ورغم حدة الازمات السياسية والتراشق الكلامي والاستعصاء في كل الملفات، والتسريبات الاعلامية عن فوضى وعدم استقرار، يقابلها المغتربون بالقفز فوقها وتجاهلها، والاصرار على قضاء الاعياد في اراضي الاباء والاجداد رغم الدولار والغلاء والكوليرا. وتشير المعلومات الى ان اعدادا كبيرة من المغتربين سيقضون عيدي الميلاد ورأس السنة في لبنان، والحجوزات على معظم شركات الطيران الاتية الى بيروت ما بين ١٥ و٢٠ كانون الاول حتى ١٠ كانون الثاني ٢٠٢٣ امتلات وفاقت التوقعات مما ادى الى زيادة عدد الرحلات، والنتائج ستكون ايجابية على الصعيدين الاقتصادي والمالي مع تأمين عشرات فرص العمل وتحريك الجمود وتنشيط القطاع الفندقي والسياحي في كل المناطق وازدهار موسم التزلج.
الموازنة والدولار والغلاء والمازوت
الحكومة غائبة والانفجار الاجتماعي على الابواب مع الارتفاع اليومي في سعر الدولار يقابله ارتفاع جنوني في اسعار المواد الغذائية وتسعير التجار على دولار 47 الفا دون رقيب وحسيب واي شعور بالحس الانساني، كما ان معظم المدارس الجبلية اقفلت ابوابها بسبب موجة الصقيع وعدم قدرة ادارات المدارس على تأمين المازوت ووسائل التدفئة، وهل يدرك المسؤولون ان العائلة اللبنانية الواحدة تحتاج الى ٨٠٠ دولار في الشهر لتامين التدفئة المعقولة مع وصول سعر صحيفة المازوت الى مليون ليرة فيما الحد الادنى 750الفا كون الوعود بالزيادات لم تسلك طريق التنفيذ بعد، والانكى ان الرواتب خضعت لحسومات الشهر الماضي دون معرفة الاسباب، وهل يعرف المسؤولون ان هناك عائلات في الجبال لا تملك المال لتأمين المازوت للتدفئة، وبعضها يشتري « بالليترات» اذا توافرت هذه المادة بعد لجوء الشركات الى التقنين في التوزيع واحتكارها، قبل ان تصبح الموازنة نافذة في ٢٦ تشرين الثاني مع انتهاء مهلة الشهر بعد ان رفض رئيس الجمهورية توقيعها، ومع دخول الموازنة حيز التنفيد سيتم تطبيق الدولار الجمركي على ١٥ الفا ودفع رواتب الموظفين الخيالية، ولا احد يعرف كيف ستتجه الاوضاع؟ ومن يحدد الكماليات من غيرها؟ وسيدخل لبنان حتما في المجهول مع ارقام الموازنة الوهمية للعائدات وعندئذ «الشاطر بشطارتو» والارض للاقوى.
توقيف شبكات ارهابية
وفي الاطار الامني، اعلنت شعبة المعلومات في بيان عن توقيف 8 شبكات ارهابية في مختلف المناطق اللبنانية كانوا يخططون لعمليات ارهابية وتم اعتقال 30 ارهابيا تابعين لتنظيم داعش، كما اعلنت مديرية المخابرات في الجيش عن توقيف داعشي كان يخطط لعمليات تفجير وانشاء خلايا مع ٣ ارهابيين، وان قائد المجموعة ايمن خوجة كان نزيلا في سجن رومية وافرج عنه واعتقل بعدها عدة مرات ثم غادر الى سوريا وعاد ليبني شبكات ارهابية والتخطيط لتفجيرات في مناطق حساسة.
تغريدة القاضية عون تستفز بري
تقدم رئيس مجلس النواب نبيه بري وفور إطلاعه على مضمون تغريدة القاضية غادة عون بواسطة وكيله المحامي الدكتور علي رحال بشكوى لدى المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات للملاحقة والتحقيق واجراء المقتضى القانوني اللازم. وقد اتهمت محطة الـ « nbn» التابعة لبري، العماد عون وجبران باسيل بالوقوف وراء التغريدة وهاجمت القاضية عون ووصفتها بالفاشلة والكيدية والخضوع لاوامر عون و باسيل.
وكانت القاضية عون نشرت تغريدة لها عبر حسابها على «تويتر»، جاء فيها: «لا أعلم مدى صحة هذه المعلومة. لكن لماذا لا يبادر الأشخاص الواردة أسماؤهم في هذه اللائحة الى كشف حساباتهم لدى المصارف السويسرية؟ من اجل الشفافية فقط!!! بمطلق الاحوال اتمنى ان يكون هناك باب في قانون رفع السرية المصرفية، الذي سأنكب على دراسته. واتمنى ايضا من الحقوقيين التعليق عليه».
وأصحبت عون تغريدتها بلائحة اسمية بالمسؤولين اللبنانيين الذين لديهم حسابات مجمدة في البنوك السويسرية غير القادرين على سحب دولار واحد منها بتعليمات من الادارة الاميركية.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :