في السادس عشر من تشرين الثاني 1935، صدر أمر القبض على حضرة الزعيم ومسؤولين ورفقاء في الحزب، بعد أن استمرّ العمل السرّيّ منذ عام 1932، وقد تشعّب هذا العمل ونما، إلّا أنّ أحد ضعيفي النفوس استطاع الوصول إلى مستندات حزبية، وإيصالها إلى الأمن العام اللبناني، وقد أعلن سعاده هذا اليوم يومًا لتأسيس الحزب، “من هذه النقطة ابتدأت الثورة الروحية العملية على الخوف والوجل والتهرّب، على صفات الخنوع والذلّ. «إنّي أسّست حزبًا قوميًّا في السرّ لا لكي يبقى في السرّ، بل ليظهر للملأ معلنًا تجدّد أمّةٍ كان العالم يظنّها ميتة» هذه هي العبارة التي أجبت بها على سؤال قاضي التحقيق الأجنبي عن السبب في كون الحزب سرّيًّا.” (سعاده، خطاب أول آذار 1938)
منذ ذلك اليوم، نعمل في الحزب لنكون أهلاً بالتعاقد مع الشارع صاحب الدعوة، نعمل تحقيقًا لتجدّد هذه الأمّة، وفي هذا العمل: “نحن حركة هجومية لا حركة دفاعية. نهاجم بالفكر والروح، ونهاجم بالأعمال والأفعال أيضًا. نحن نهاجم الأوضاع الفاسدة القائمة التي تمنع أمّتنا من النموّ ومن استعمال نشاطها وقوّتها. نهاجم المفاسد الاجتماعية والروحية والسياسية.
نهاجم الحزبيّات الدينية،
نهاجم الإقطاع المتحكّم بالفلاحين،
نهاجم الرأسمالية الفردية الطاغية،
نهاجم العقليّات المتحجّرة المتجمّدة،
نهاجم النظرة الفردية. ونستعد لمهاجمة الأعداء الذين يأتون ليجتاحوا بلادنا بغية القضاء علينا، لنقضي عليهم.
هذه هي وجهة سيرنا. هذا موقفنا في المشاكل السياسية الكبرى المحيطة بنا.
إذا كان لا بدّ من هلاكنا يجب أن نهلك كما يليق بالأحرار لا كما يليق بالعبيد.
نحن لا نعني بحركتنا لعبًا ولا تسلية.” (سعاده، المحاضرة التاسعة، 21 آذار 1948).
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :