بيان التأسيس
في الذكرى ال88 لتأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي اصدر عميد الاذاعة البيان التالي:
إن انشاء المؤسسات ووضع التشريع هو أعظم اعمالي بعد تأسيس القضية القومية، لأن المؤسسات هي التي تحفظ وحدة الإتجاه ووحدة العمل. (سعاده).
قبل سعاده لم يكن لنا قضية قومية واضحة، وحتى اليوم لا زال معظم أبناء اجيالنا الحاضرة تقارب المسائل القومية من منظور جزئي ونتعامل معها بطرق متناقضة فتنعدم الحلول، حين لا تكون مصلحة الأمة هي المصلحة العليا وحين لا نقارب المسائل القومية من ضمن وحدة القضية أي قضية الأمة والوطن نقع بمتاهات وضياع ونتخبط بفوضى المفاهيم وفوضى بالعمل وضياع وقت وتضحيات في موقع الخسارة .
إنّ الأزمة المالية والإقتصادية بلبنان مرتبطة بمواضيع الإنتاج والحصار والغساد . ضعف الإنتاج نتيجة النظام الريعي للكيان . الكيان له وظيفة كما أنّ تصريف الإنتاج مرتبط بالحدود أي الحصار. الحصار يستهدف المقاومة . سلاح المقاومة مرتبط بالإحتلال أي بمسألة فلسطين والقضية القومية . الفساد مرض عضال بالدولة اللبنانية بسبب الضعف العام للقضية الوطنية والنظام الموزع على القوى النافذة التي بدورها موزعة على الطوائف. هذا النظام الطائفي هو جزء من الدور الوظيفي للكيان . ولد الكيان وحالته الطائفية من رحم سايكس- بيكو التي وجدت لتقسيم الأمة ومهدت لوعد بلفور . النظام اللبناني العقيم حيث تعجز قواه عن تأليف حكومة بسبب النزاع السياسي تحت الغطاء الطائفي ودور الطوائف.. النزاع السياسي مرتبط بالنظرة إلى المقاومة وسلاحها والعلاقة مع الشام ومع المقاومة الفلسطينية أي مع كل ما يتعلق بالقضية القومية .
ليست قضية الإرهاب التكفيري إسلامية بحت . لا يمكن مقاربتها بالفكر والفتاوى بل بالتنظيمات وبالتالي من أسس ومن رعى ومن دعم وموّل وسهّل أي اميركا والسعودية والإمارات وقطر وتركيا وبعض الأوروبيين في حلف الأطلسي . العديد من تلك الدوّل ملحق بأميركا وما تريده أميركا حالياً هو صفقة القرن علماً أنها على طول عمر المسألة الفلسطينية كانت أميركا الداعم الأساسي لإسرائيل . غاية وجود التنظيمات الإرهابية تدمير العراق والشام أي تدمير القوى الأساسية للأمة وإلغاء دور الشام الحاضن لحركات المقاومة والسدّ المنيع بوجه التسويات الإستسلامية المذلة وتقسيم العراق وبعدها الشام إذا أمكن على طريقة سايكس – بيكو جديد .
بعد عام 1973 المعركة الحقيقية الأولى مع الكيان الغاصب طوّر العدو وسائله ودوره فكانت حرب لبنان ومن ثم كامب ديفيد وبعدها بإجتياح لبنان وتدمير لمنظمة التحرير. لكن قوة الأمة الكامنة بشعبنا أدت إلى تحويل احتلال لبنان لفرصة حيث نشأت المقاومة من وطنية وإسلامية وحققت إنجازات ميدانية أدت الى تراجع طموحات الكيان الغاصب وإخفاق فعاليته وطبعاً أدت إلى تحرير لبنان وهزيمة المشروع الصهيوني فيه ونقلت الصراع المسلح ولو من خلال التضحيات إلى داخل فلسطين. إنّ كل ما نعيشه اليوم من أزمات هو وليدة إحتدام الصراع بشكل كبير بين العدو الوجودي وقوى الأمة . الصراع المتمدد عسكرياً وإقتصادياً وسياسياً وعلى كل المستويات ..
نحن أبناء عقيدة سعاده نملك تلك المعرفة ونقارب المسائل من المنظور الكلي مصلحة سوريا منهم عمق هذه المسائل ونقدم الحل من خلال عقيدتنا . إنّ المجتمع اليوم بأمس الحاجة إلى هذه العقيدة ونحن نرى الكثير من المفكرين والسياسيين الذين ادركوا أهمية نظرة سعاده وعقيدته كحل لمشاكلنا.
أيها السوريون القوميون الاجتماعيون
إذا كان الإنجاز الثاني للزعيم هو وضع المؤسسات فإن المسؤولية الملقاة على عاتقنا هي الحفاظ على هذا الإنجاز . هناك مسؤولية أولى على عاتق أي منتمي للعقيدة هي مسؤولية الإنتصار بها . أي العمل لغاية هذا الحزب الواضحة تماماً ببعث النهضة وذلك يكون بالإذاعة والثقافة والسياسة والعمل العسكري.
نحن مسؤولون عن نشر العقيدة في نفوس أبناء شعبنا كما نحن مسؤولون عن القيام بواجباتنا الإدارية والنظامية والمالية والأخلاقية في حزبنا كما في الدولة والمجتمع وهذه النظرة ووحدة العمل من خلال وجود المؤسسة تحت الإطار العقائدي الدستوري والأخلاقي شرط للحفاظ على هذا الإنجاز.
في عيد التأسيس عودوا إلى قسمكم بشرفكم وحقيقتكم
عميد الإذاعة والثقافة
الأمين مأمون ملاعب
نسخ الرابط :