في انتظار جلسة انتخاب الرئيس اللبناني الجديدة، يوم الخميس المقبل، تتجه الأنظار إلى موقف التيار الوطني الحر من مسألة الانتخاب، إذ ينوي بعض نواب التيار التخلي عن الورقة البيضاء لصالح التصويت لأحد المرشحين من دون الكشف عن هويته، علماً أن رئيس التيار جبران باسيل المتراجعة حظوظه للرئاسة يعتمد معادلة “أنا مرشح التيار أو لا أحد” خلافاً لرأي عدد من النواب الذين يرون في أنفسهم مرشحين محتملين إلى الرئاسة، وفي طليعتهم ابن شقيقة الرئيس السابق ميشال عون النائب آلان عون، وأمين سر “تكتل لبنان القوي” النائب ابراهيم كنعان، اللذان يتميّزان عن باسيل بانفتاحهما على قوى سياسية وعدم خصومتهما الشديدة مع بعض الأطراف، كما هو الحال مع باسيل، إضافة إلى تعاونهما الإيجابي مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الأول بصفته أمين سر هيئة مكتب المجلس والثاني بصفته رئيس لجنة المال والموازنة.
وعبّر نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب عن قراره الإفرادي بوضع اسم في صندوق الاقتراع بدلاً من الورقة البيضاء من دون انتظار موقف التكتل، الذي سيتضح في الساعات المقبلة، مع العلم أن باسيل يفضل استبعاد كل من آلان عون وابراهيم كنعان من الترشيح وإذا كان مضطراً لترشيح أحد من داخل التكتل لقطع الطريق على رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية فسيفكر بوزيرة الطاقة السابقة النائبة ندى البستاني لأنها تًعدّ من فريقه داخل التيار ولا يشكّل طرح اسمها خطراً عليه إلى حين نضوج الظروف التي يراها ملائمة لتسويق نفسه كمرشح لفريق 8 آذار/مارس بدل السير بخيار فرنجية.
واللافت قبل جلسة الخميس الزيارة التي قام بها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلى عين التينة حيث التقى بري وغادر ليؤكد مضيّه في دعم ترشيح النائب ميشال معوض، لكنه أضاف “لسنا فريقاً واحداً في البلد فليتم التداول بأسماء أخرى وعندها نرى وقد يكون من بينها اسم ميشال”، الأمر الذي قرأت فيه أوساط متابعة عدم ممانعة جنبلاطية للبحث في ترشيحات أخرى من دون أن تجزم بنجاح بري في إقناع صديقه جنبلاط بالسير في خيار فرنجية.
وأكد بري لوفد من نقابة الصحافة أنه “سوف يدعو إلى عقد جلسة انتخاب كل أسبوع وهو ملتزم بهذا الأمر”، مجدداً “الدعوة إلى التوافق في هذا الاستحقاق”. وحذّر من أن” لبنان قد يستطيع أن يتحمل أسابيع لكنه لا يستطيع ان يتحمل أكثر من ذلك ولا يمكن ان يتحمل لبنان واللبنانيون المزيد من التدهور”، كاشفاً “أن جدول أعمال الحوار الذي كان في صدد الدعوة إليه كان فقط التوافق على الانتخابات الرئاسية ونقطة على السطر. وكل المحطات الخلافية التي مر بها لبنان انتهت بالحوار والتوافق من الطائف إلى الدوحة إلى طاولات الحوار في الداخل فهل نتعظ؟”.
بالموازة، بقي المؤتمر الذي دعت إليه السفارة السعودية في الذكرى الـ33 لإقرار اتفاق الطائف محور متابعة ولاسيما بالنسبة إلى توقيت هذه الدعوة في زمن الاستحقاق الرئاسي حيث قرأ البعض في هذا المؤتمر رسالة سعودية تحمل 3 لاءات: لا لاستبدال الطائف، لا لاستمرار الانقلاب عليه، ولا لرئيس للبلاد لا يلتزم هذا الاتفاق.
وبعد التعليق الأول لحزب الله على احتفال السفارة السعودية من خلال قناة “المنار”، صدر موقف عن نائب أمين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم الذي غرّد نافياً نية الحزب طرح تعديلات على الطائف. وكتب “لم يطرح حزب الله خلال هذه الفترة تعديل أو تغيير النظام السياسي المرتبط بالطائف نظراً للحساسيات الموجودة في لبنان، ولأنَّ المشكلة ليست أساساً في التعديل أو عدمه، وإنما فلنطبّق أولاً ما ورد في الطائف وبعد ذلك نرى إذا كان المطلوب إجراء تعديلات أم لا”. وأبدى قاسم انفتاحه “إذا أراد أي فريق أن يطرح تعديلات معينة في الطائف وفق الآليات الدستورية المعروفة، والتي تمرُّ عبر مجلس النواب، وتحتاج إلى موافقة الثلثين عند أي تعديل”، قائلاً “عندها نبدي رأينا في التعديل المطروح”، مضيفاً “نحن كحزب الله ليس لدينا مشروع تعديل الطائف، وليس لدينا مشروع نظام سياسي جديد. نحن ندعو إلى حسن التطبيق للطائف، ووضع حد للفساد وللتدخلات الأجنبية ولتصرفات أمريكا في لبنان، هذا ما نعتقد أنه يتناسب مع هذه المرحلة”.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :