افتتاحية جريدة البناء
قمة المناخ في القاهرة بغياب بايدن وبوتين وبينغ «ملتقى إقليمي» …وميقاتي يلتقي الرئيس القبرصي/ البخاري يرعى لقاء الأونيسكو …وحزب الله: الحديث عن الطائف لتبرير التدخل / بري يلتقي جنبلاط رئاسياً: تشاور الكتل بدل الحوار لأن شروط القوات تعجيزية والتيار تحفظ /
تراجع الإهتمام من المستوى الدولي الى المستوى الإقليمي بقمة المناخ التي تستضيفها القاهرة ، والتي ثبت غياب الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ ، ولن يعوض ذلك أن يطل بايدن على القمة في ختامها بعد أيام وبعدما تنتهي الإنتخابات النصفية الأميركية ، ما جعل القمة تتحول الى ملتقى إقليمي ، تطغى على هامشه اللقاءات حول قضايا المنطقة ، وفي هذا السياق كان لقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع الرئيس القبرصي للتأكيد على النوايا الإيجابية المتبادلة تجاه ترسيم الحدود البحرية .
دوليا الإهتمام مركز على مشهد الانتخابات الأميركية النصفية في ظل ترجيحات فوز الجمهوريين بأغلبية نواب مجلسي النواب والشيوخ، وأغلب مناصب حكام الولايات، ما يمنحهم قدرة شل رئاسة بايدن خلال نصفها الثاني، والتهيئة للإنتخابات الرئاسية المقبلة عام 2024 والتي يستعد الرئيس السابق دونالد ترامب لخوض غمارها بوجه سعي بايدن لولاية ثانية ، ووفقا لتصريحات قادة الحزب الجمهوري يبدو أن الدعم المالي الأميركي لحرب أوكرانيا سيكون أول ما تستهدفه الأغلبية الجمهورية المرتقبة في الكونغرس بمجلسيه.
إقليميا لا تزال ترددات فوز بنيامين نتنياهو في إنتخابات الكنيست في كيان الإحتلال الحدث الأبرز ، والتساؤلات المطروحة ليست حول شكل حكومته المعلوم سلفا انها ستضم تجمعات اليمين المتطرف ، لكن الأسئلة حول ثلاثة عناوين ، الأول هل سيمنح مناصب أمنية وعسكرية في الحكومة لرموز اليمين المتطرف وفي مقدمتهم ايتمار بن غفير ، وهو ما يعتقد المتابعون في وسائل إعلام الكيان ، أن تحفظات أميركية وأوروبية تحول دونها بالإضافة الى تحفظات المؤسسات العسكرية والأمنية، والثاني حول كيفية تعامل نتنياهو مع العجز الإسرائيلي عن خوض المزيد من الحروب ، وهو ما اختبره نتنياهو في نهاية ولايته الأخيرة أثناء معركة سيف القدس ، وإحجامه عن مواصلة الحرب وقبوله بوقف النار بأي ثمن، والسؤال الثالث كيف سيترجم نتنياهو وعوده تجاه تعطيل اتفاق ترسيم المناطق البحرية اللبنانية الذي وصفه نتنياهو بإتفاق الاستسلام لحزب الله، سواء تهديده بالانسحاب من الاتفاق او بكلامه لاحقا عن معاملته مثل اتفاق أوسلو الذي لم يحترم نتنياهو بنوده بوقف الاستيطان ، واحترام خصوصية القدس وعدم الإقدام على اجراءات احادية قبل التوصل إلى اتفاق نهائي حولها. وتجزم المصادر المتابعة لمسار الإتفاق ان نتنياهو لن يجرؤ على المساس ببنوده او انتهاكها كما فعل مع اتفاق أوسلو ، لأنه يعلم سلفا ان ذلك يعني التورط في حرب يخشاها ويعلم نتائجها الكارثية ، وهذا هو مضمون ما تبلغه من الأميركيين ، وما شكل جوهر نصيحتهم .
لبنانيا كان اللقاء الذي رعته السفارة السعودية في الأونيسكو تحت عنوان منتدى الطائف وحضرته أغلب القيادات السياسية أو تمثلت فيه ، باستثناء حزب الله ، والرئيس سعد الحريري ، بصورة طرحت أسئلة حول التناقض بين جوهر اتفاق الطائف القائم على التوافق ، ومدى قدرة السعودية على التصرف كمرجعية للطائف والتوافق في ظل موقف عدائي من مكونين سياسيين رئيسيين في طائفتين رئيسيتين، بينما بقي الجمود في الملف الرئاسي مع إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري العزوف عند دعوته للحوار طلبا للتوافق ، وهو ما أعلن بري أن أسبابه تعود إلى الشروط التعجيزية لحزب القوات اللبنانية بطلب دعوة ال 128 نائبا الى طاولة الحوار ، وتحفظات التيار الوطني الحر ، ودعا بري الى اعتماد التشاور بين الكتل النيابية بديلا للحوار ، طالما ستكون هناك جلسة انتخاب أسبوعية ، يتيح التشاور بين الكتل بين جلسة وأخرى ، إحراز تقدم نحو انتخاب الرئيس ، وفي هذا السياق وضعت مصادر نيابية اللقاء الذي جمع رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط بالرئيس بري ، وقال عنه جنبلاط أنه تضمن تداولا بالأسماء المرشحة لرئاسة الجمهورية .
بانتظار ما سيحمله هذا الاسبوع على الصعيد التشريعي حيث تعقد الثلاثاء جلسة للجان المشتركة للبحث في مشاريع واقتراحات قوانين ابرزها الكابيتال كونترول، في حين تعقد الخميس جلسة خامسة لانتخاب رئيس للجمهورية ستخلص الى النتيجة نفسها التي خلصت اليها سابقاتها طالما ان الحوار الذي كان يفترض ان يبدأ حول الانتخابات الرئاسية اطاح به التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية، اتجهت الانظار في عطلة الاسبوع الى الأونيسكو إلى مؤتمر إحياء الذكرى الـ الثالثة والثلاثين لتوقيع اتفاق الطائف بإشراف السفير السعودي في بيروت وليد بخاري وبمشاركة رئيس الحكومة وحشد من الوزراء والنواب والقوى السياسية والفاعليات.
واعتبر السفير السعودي وليد البخاري «أن قيادة المملكة الرشيدة تحرص على الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة لبنان، والأهم في هذا التوقيت هو ان نحافظ على الوفاق الوطني الذي هو تجسيد لمرحلة مر بها لبنان وشعبه الشقيق». واليوم في أمس الحاجة الى ان نجسد صيغة العيش المشترك في ركائزه الأساسية التي عالجها اتفاق الطائف وخاصة في تحديد محورية الكيان اللبناني والحفاظ على هوية لبنان وعروبته. ولقد حرصت المملكة وتحرص والمجتمع الدولي الذي يتمسك بمضمون اتفاقية الطائف من منطلق الحفاظ على صيغة العيش المشترك والبديل لن يكون الا مزيدا من الذهاب الى المجهول.. واكد البخاري ليس هناك أي نية فرنسية في طرح دعوة أو نقاش طائف أو تعديل دستور.
وفيما غاب التمثيل الاميركي والفرنسي عن المنتدى حضرت الامم المتحدة عبر المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي دعت إلى «شحذ الهمم لتطبيق اتفاق الطائف التاريخي بما يضمن استقرار لبنان». وأشارت إلى أن «الاتفاق وضع نظاماً سياسياً جديداً يلبّي طموحات اللبنانيين من خلال تبني الإصلاحات وتنفيذها وتأسيس الانتماء الوطني».
وبحسب مصادر دبلوماسية لـ«البناء» فإن هناك تفاهما اميركيا – سعوديا على اهمية اتفاق الطائف، واعتبرت ان الغياب الاميركي عن المنتدى لا يعني ان واشنطن في صدد تغيير النظام، انما تدعم هذا الاتفاق ويجب تطبيق بنوده كاملة، ورأت المصادر ان الاهمية اليوم في لبنان تكمن في ضرورة الاسراع في الاتفاق على انتخاب رئيس وتشكيل حكومة وتطبيق الاصلاحات المطلوبة من لبنان.
ولفت عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق إلى أن «أحدا لم يطرح تغيير الطائف، ونرى أن استخدام هذه القضية، هو للتغطية على التدخلات الخارجية التي تمنع الحوار بين اللبنانيين، وتمنع انتخاب رئيس توافقي، ونحن لن نسمح لأي دولة خارجية أن تمارس وصاية على لبنان، أو أن تحدد مواصفات الرئيس، الذي من المفروض أن يكون توافقيا ووطنيا بمواصفات وطنية مئة بالمئة، فهكذا نخرج من الأزمات، وغير ذلك، نزيد الأزمات تعقيداً».
الى ذلك أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري في دردشة مع الصحافيين أنه حاول استمزاج آراء جميع الكتل قبل توجيه الدعوات بشكل رسمي، وبعد أن أوضحت كتلتا القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر رفضهما لفكرة الحوار، تراجع عن الموضوع.
وقال بري: «وضعت القوات اللبنانية شرطاً تعجيزياً وهو دعوة 128 نائباً إلى جلسة الحوار فيما تحفظ التيار عن الطرح».
وأضاف: «التراجع عن فكرة الحوار لا يعني نعي التوافق السياسي، وقد أعلنت أنه سيكون هناك جلسة إنتخابية كل أسبوع، وعلى الأطراف أن تتشاور خلال الفترة الفاصلة بين الجلسة والأخرى للوصول إلى التوافق». وردا على سؤال حول اسم مرشح كتلة التنمية والتحرير قال بري: «اجدد التأكيد على المواصفات التي حددتها في خطاب ذكرى تغييب الأمام الصدر في صور من دون نقصان وهذه المواصفات هي؛ ان يكون الاسم صاحب حيثية اسلامية ومسيحية ووطنية وان يكون عامل جمع وليس تفرقة».
وقال بري لم اتغيب عن منتدى الطائف وكان هناك ممثل عني وممثل عن كتلة التحرير والتنمية لكن عريف الحفل هو من غيبنا.
وكان بري اجتمع في عين التينة مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي قال «التواصل مستمر مع الصديق والحليف والتاريخ، وأخيراً بإمكاننا تهنئة الرئيس بري على جهوده بالترسيم بعد 9 سنوات».
وكشف جنبلاط: «اتفقنا أن لا يكون هناك مرشح تحدٍّ، والرئيس بري لم يتراجع عن الحوار إنما بعض الفرقاء رفضوه وهذا خطأ».
واعتبر جنبلاط أن «أهم شيء أن نصل إلى الاستحقاق الرئاسي ونستعرض الأسماء ومرشحنا هو النائب ميشال معوض، وثمّة فرقاء آخرون في البلد فليتمّ التداول بأسماء أخرى وقد يكون معوّض أحدها».
اكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ان رئيس الجمهورية ليس لزوم ما لا يلزم، وليس حاجب الجمهورية، بل هو حاكم الجمهورية والمشرف على انتظام عمل مؤسساتها. وتوجه الراعي خلال قداس الاحد الى النواب بالقول: «تريدون لبنان كيانا واحدا؟ انتخبوا رئيسا للجمهورية. تريدون دولة لبنان الحديث؟ انتخبوا رئيسا للجمهورية. تريدون استمرار صيغة الشراكة الوطنية؟ انتخبوا رئيسا للجمهورية. تريدون لبنان أن يلعب دوره التاريخي والمستقبلي؟ انتخبوا رئيسا للجمهورية.وأنتم أيها المسؤولون عن حصول الشغور الرئاسي، والمسؤولون اليوم عن انتخاب رئيس جديد، فلم تتأخرون وتسوّفون وتتهرّبون وتعطلون؟ ولم تحجمون وتتريثون وتتقاعسون؟ ربما لا تملكون حرية القرار، فما قيمة نيابتكم؟ وإذا كنتم أحرارا في قراراتكم، فجريمة ألا تفرجوا عن قراركم الحر، وتنتخبوا رئيسا جديدا حرا. ثم ما قيمة تمثيلكم للشعب، إذا لم يكن على رأس الجمهورية رئيس؟»
ودعا البابا فرنسيس السياسيين اللبنانيين، إلى «تنحية مصالحهم الشخصية والتوصل إلى اتفاق لملء فراغ السلطة في بلد يعيش أزمة، حيث لا يوجد رئيس حاليا. وقال البابا خلال عودته من رحلته إلى البحرين: «أدعو السياسيين اللبنانيين إلى تنحية مصالحهم الشخصية، والالتفات إلى البلد والتوصل إلى اتفاق». وأضاف: «لبنان يسبب لي الألم.. لبنان ليس بلدا، لبنان رسالة لها معنى كبير لكنه يتألم حاليا». وتابع: «لا أريد أن أقول أنقذوا لبنان، بل أقول ساندوا لبنان.. ساعدوا لبنان على وقف انهياره».
وبعد الجزائر توجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى مصر امس للمشاركة في «مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27»، الذي سيعقد على مدى يومين في شرم الشيخ، بدعوة مشتركة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والامم المتحدة. ويضم الوفد اللبناني الى المؤتمر وزير البيئة ناصر ياسين وسفير لبنان لدى مصر علي الحلبي.
وستكون للرئيس ميقاتي مداخلة في جلسات عمل المؤتمر، كما سيعقد سلسلة لقاءات واجتماعات مع عدد من القادة والرؤساء والمسؤولين، استهلها امس بلقاء
الرئيس القبرصي اناستاسيادس الذي أكد «على ضرورة متابعة ملف الترسيم البحري بين البلدين الذي توقف عام 2007». اما ميقاتي فشدد «على العمل من قبل وزير الاشغال لمتابعة نتائج زيارة الوفد القبرصي الى لبنان قبل ايام»، مشددا «على أن لا عراقيل في هذا المجال».
وأكد الرئيس القبرصي وميقاتي «اهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وضرورة تطويرها في كل المجالات لا سيما في مجال الطاقة».
وعلى صعيد جلسة الثلاثاء التشريعية، تؤكد مصادر نيابية ان الامور لا تزال غير واضحة لناحية اقرار الكابيتال كونترول خاصة ان مواقف الكتل المعارضة مع النواب التغييريين تصب في خانة رفض إقرار الكابيتال كونترول من دون خطة التعافي. وقالت المصادر لـ«البناء» إن رئيس المجلس النيابي نبيه بري حريص على اقرار كل الاقتراحات والمشاريع المتصلة بالاصلاحات المطلوبة من المجلس النيابي. ورأت المصادر ان عدم اقرار الكابيتال كونترول حتى اليوم يعود الى اسباب سياسية او تجاذبات سياسية لا علاقة بمضمون الكابيتال الكونترول الذي أدخلت عليه تعديلات كثيرة ليتلاءم مع الواقع الراهن.
===========================================================================================
افتتاحية جريدة الأخبار
حكومة تصريف الأعمال: التطبّع يغلب الطبع
كالهواء يملأ فراغ الفضاء، كذلك حكومة الرئيس نجيب ميقاتي تتشبّه بالهواء كي تملأ الفراغ في رئاسة الجمهورية فقط. الكل راضٍ عما صارت عليه: حكومة مستقيلة مقيّدة بتصريف الاعمال في نطاقها الضيق، لا تجتمع، متسلّمة صلاحيات رئيس الجمهورية دونما ان تكون بين يديها
بانقضاء اسبوع على شغور رئاسة الجمهورية بدأ التطبّع مع المرحلة الجديدة، غير المعروفة المدى، يغلب على طبع يوميات السجالات والمناكفات والتناحر. استقرت المعادلة الجديدة كأمر واقع على تسليم الافرقاء جميعاً بتولي حكومة تصريف الاعمال صلاحيات رئيس الجمهورية مذ خلا المنصب، دونما ان تمارسها بالفعل. ذلك ما لم يحدث في سابقة 2014 - 2016.
احتاج تثبيت المعادلة هذه - وهي المرة الاولى يشهدها لبنان - الى اوسع مروحة من التوافق السياسي في اكثر من اتجاه الى ان رضي بها المعنيون في السر والعلن. الى ان يُنتخب رئيس جديد للجمهورية، يتعيّن على الحكومة المستقيلة ان تكتفي بتصريف الاعمال في النطاق الضيّق، كما لو انها كذلك في ظل وجود رئيس الجمهورية. لا تجتمع الا استثنائياً في الظروف البالغة الخطورة. امام المجتمعيْن العربي والدولي هي واجهة الشرعية الدستورية الموقتة والانتقالية الى حين انتخاب الرئيس. في الداخل اللبناني لا يعدو دورها الجديد تقييدها بالنطاق الضيق لتصريف الاعمال سوى محاولة فك اشتباك بين القائلين بتوليها صلاحيات الرئيس كاملة وممارستها كاملة كذلك في غيابه مستعيدة كيانها الدستوري الكامل امام مجلس النواب بفعل انصياعها الى المادة 62 من الدستور، وبين القائلين بتحريمها ذلك كله كونها مستقيلة لا تملك سوى تصريف الاعمال. انتهى المطاف بالرأيين الى حل وسط ما دام ليس في الامكان الاستغناء عن وجودها: توليها صلاحيات رئيس الجمهورية من دون ممارسة اي منها ما خلا الظرف القاهر.
=================================================================================
«كرنفال» البخاري: البحث عن عدوّ وهمي
غاب عرّابو الطائف وحضر منتقدوه. مع ذلك، لم تتأثر دعوة السفارة السعوديّة إلى «كرنفال» لإحياء الذكرى الـ 33 لاتفاق الطائف، بعد مضيّ 32 عاماً من دون عراضات واستعراضات. الدعوات التي وُجّهت بالمئات إلى المنبطحين لنيل رضى «مملكة الخير»، لم تحجب الغياب الشيعي التام، ولا هزال التمثيل السنّي الذي حاول البخاري الاستعاضة عنه بـ«من هبّ ودبّ». كوكتيل سياسي غير مكتمل، وشخصيات نُبشت من النسيان من أجل التحشيد في وجه عدوّ وهمي، في معركة لا يوجد على الطرف الآخر من «الجبهة» من يعنيه خوضها أساساً
من خلف الكواليس، حيث كان يجلس، دخل مبعوث الجامعة العربية السابق (نهاية الثمانينيات) إلى لبنان، الأخضر الإبراهيمي، إلى مسرح الأونيسكو. مشى الرجل التسعيني بخطى متثاقلةمتّكئاً على عكّاز. لم تتغيّر ملامح الإبراهيمي المُبتعد منذ سنوات، وإن ازدادت التجاعيد على وجهه المُتعَب. يُشبه الدبلوماسي الجزائري إلى حد بعيد اتفاق الطائف المنسيّ منذ عقود؛ بعد 33 عاماً، تستحضر السعوديّة الاتفاق والإبراهيمي معاً لتُعيد التسويق لـ«منتجها» الذي يكاد يكون الوحيد في السوق الإقليميّة.
==============================================================================================
افتتاحية صحيفة النهار
“تثبيت” الطائف هل يفتح الانسداد الرئاسي؟
رغم الشكوك المبررة للبنانيين في التعهدات السياسية التي تقطع حيال أي ملف او ازمة، لا يمكن تجاهل أهمية تشكل اجماع داخلي متجدد حول اتفاق #الطائف في هذه الحقبة المأزومة، بما يحمل اجماع كهذا من دلالات اقله لجهة عدم تجرؤ أي جهة على مزيد من اللعب بنار اذكاء الانقسامات. هذه الخلاصة الخاطفة لمنتدى اتفاق الطائف الذي انعقد السبت بمبادرة من السفارة #السعودية في بيروت واحدث ترددات إيجابية في فضاء الازمات الداخلية، اثار تساؤلات بل وامالا ولو ضعيفة حيال ما اذا كانت تردداته ستنسحب على جوانب من ازمة الشغور الرئاسي، خصوصا ان الحضور المسيحي الشامل لكل القوى والاتجاهات في المنتدى ترك صورة مشجعة لجهة التحفيز على البحث الجاد في اسرع ما يمكن من وسائل للحؤول دون إطالة امد الفراغ الرئاسي . ولعل ما يذكي الجهود الداخلية للخروج بسرعة من وضع الفراغ ان المعطيات المتصلة بالمواقف الخارجية من لبنان، تظهر اتساع التشاؤم حيال الوضع في لبنان في ظل نشوء الشغور الرئاسي على غرار ما عبرت عنه مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف في ذهابها الى التحذير من سيناريو تفكك الدولة في لبنان. وتقول أوساط ديبلوماسية واسعة الاطلاع ان ثمة رابطا عضويا بين اندفاع المملكة العربية السعودية الى اطلاق رسالة تثبيت رعايتها لاتفاق الطائف والموقفين الفرنسي والأميركي من استعجال انتخاب رئيس للجمهورية كركن أساسي في عملية النهوض من الانهيار الداخلي. ولكن المعطيات السياسية الداخلية لا تبدو على جانب مشجع بان حقبة الفراغ قد لا تطول ما دام أي مؤشر لم يظهر بعد حيال تبدل المسار الشكلي لجلسات انتخاب رئيس الجمهورية التي يبدو انها ستمضي في اطار فولكلوري لملء الوقت حتى اشعار اخر لا اكثر. وتكشف هذه الاوساط ان الجهات الرسمية والسياسية اللبنانية سمعت الكثير من التحذيرات الخارجية حيال خطورة تفلت الازمات الاجتماعية في الفترة المقبلة بما عكس وجود معطيات شديدة الحساسية والخطورة لدى البعثات الديبلوماسية في لبنان في شأن ما يمكن ان يشهده لبنان في مرحلة الضياع السياسي والرسمي كلما طال امد الشغور الرئاسي .
وفي هذا السياق برز ما أشار اليه امس #البابا فرنسيس عقب انتهاء زيارته الى البحرين الى أن “لبنان يسبّب لي الألم، لبنان ليس بلداً، لبنان رسالة لها معنى كبير لكنه يتألم حالياً”. وأضاف: “لا أريد أن أقول أنقذوا لبنان بل أقول ساندوا لبنان… ساعدوا لبنان على وقف انهياره”. كما دعا البابا السياسيين اللبنانيين إلى “تنحية مصالحهم الشخصية”.
الطائف والسعودية
وكانت المداخلات والكلمات والخطب التي القيت في منتدى الطائف الذي تميز بالحضور الحاشد والعابر لمعظم القوى والاتجاهات السياسية والطائفية باستثناء “حزب الله”، شكلت معالم تمسك اجماعي باتفاق الطائف الامر الذي يتخذ بعدا إيجابيا للغاية في ظل الظروف التي يعيشها لبنان .
وفي البارز من خلاصات الكلمات والمداخلات شدّد راعي المناسبة السفير السعودي وليد بخاري على أن “مؤتمر اتفاق الطائف يعكس اهتمام السعودية وقيادتها بالحفاظ على أمن لبنان ووحدته واستقراره والميثاق الوطني”. وقال “نعوّل على حكمة القادة اللبنانيين، ونعرف تطلعات الشعب الذي يسعى للعيش باستقرار. نحن بأمس الحاجة الى تجسيد صيغة العيش المشترك والحفاظ على هوية لبنان وعروبته”، محذرا من ان “البديل عن الطائف لن يكون إلّا المزيد من الذهاب نحو المجهول”. وبرز اعلان السفير السعودي ان “فرنسا أكدت لنا أنه لن يكون هناك أي نية أو طرح لتغيير اتفاق الطائف”، مشيرا الى ان الاتفاق محط اجماع دولي ويؤكد نهائية الكيان اللبناني.
اما امميا، فدعت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا إلى “شحذ الهمم لتطبيق اتفاق الطائف التاريخي بما يضمن استقرار لبنان”. وأشارت إلى أن “الاتفاق وضع نظاما سياسيا جديدا يلبي طموحات اللبنانيين من خلال تبني الإصلاحات وتنفيذها وتأسيس الانتماء الوطني”.
وغداة منتدى الطائف التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي أوضح ان ” التواصل مستمر مع الصديق والحليف والتاريخ وأخيراً بإمكاننا تهنئة الرئيس بري على جهوده بالترسيم بعد 9 سنوات”. وكشف جنبلاط: “اننا اتفقنا على أن لا يكون هناك مرشح تحدٍّ والرئيس بري لم يتراجع عن الحوار إنما بعض الفرقاء رفضوه وهذا خطأ”
واعتبر ان “أهم شيء أن نصل إلى الاستحقاق الرئاسي ونستعرض الأسماء ومرشحنا هو ميشال معوّض وثمّة فرقاء آخرين فليتم التداول بأسماء أخرى وقد يكون معوّض أحدها”. اما الرئيس بري فقال حول موضوع الحوار ” حاولت استمزاج اراء جميع الكتل قبل توجيه الدعوات وبعدما أوضحت كتلتان اساسيتان هما القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر رفضهما لفكرة الحوار تراجعت عن الموضوع حيث وضعت القوات اللبنانية شرطا تعجيزيا هو دعوة 128 نائبا الى جلسة الحوار” وأوضح ان التراجع عن فكرة الحوار لا يعني نعي التوافق السياسي وقد أعلنت انه سيكون هناك جلسة انتخابية كل أسبوع وعلى الأطراف ان يتشاوروا خلال الفترة الفاصلة بين الجلسة والأخرى للوصول الى الوفاق “.
الراعي وعودة والنواب استم الحف هناك ممثلا عني وعن كتلة التنمي
وغداة عودته من البحرين صعد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مواقفه من عدم انتخاب رئيس الجمهورية فسدد سهاما حادة في اتجاه النواب وقال : “فليكن واضحا، أن لا أولوية على أولوية انتخاب رئيس الجمهورية. وليدرك ذلك المسؤولون وكل دولة تعتبر نفسها صديقة لبنان. فلبنان ليس شركة تجارية يعاد تعويمها، بل هو وطن يعاد بناؤه وطنيا على أساس الإيمان والولاء”.
وتوجه الى النواب قائلا : “تريدون لبنان كيانا واحدا؟ انتخبوا رئيسا للجمهورية. تريدون دولة لبنان الحديث؟ انتخبوا رئيسا للجمهورية. تريدون استمرار صيغة الشراكة الوطنية؟ انتخبوا رئيسا للجمهورية. تريدون لبنان أن يلعب دوره التاريخي والمستقبلي؟ انتخبوا رئيسا للجمهورية.وأنتم أيها المسؤولون عن حصول الشغور الرئاسي، والمسؤولون اليوم عن انتخاب رئيس جديد، فلم تتأخرون وتسوفون وتتهربون وتعطلون؟ ولم تحجمون وتتريثون وتتقاعسون؟ ربما لا تملكون حرية القرار، فما قيمة نيابتكم؟ وإذا كنتم أحرارا في قراراتكم، فجريمة ألا تفرجوا عن قراركم الحر، وتنتخبوا رئيسا جديدا حرا. ثم ما قيمة تمثيلكم للشعب، إذا لم يكن على رأس الجمهورية رئيس؟”.
وبدوره دعا متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة النواب، خصوصاً المسيحيّين منهم، إلى “أن يتّقوا الله ويسمعوا صوت الضمير، وأن يجتمعوا حول فكرة إنقاذ البلد، وأن يكونوا يداً واحدة تُمسك بيد الشعب لتنتشله من الهاوية”، سائلاً: “كيف لزعماء يدّعون المسيحية ويُساهمون في إذلال شعب الله لأنّهم لا يعرفون الله ولا وصاياه؟ يتكلّمون ولا يفعلون. هل المسيحية وعود فارغة؟”. وأضاف:” فليجتمعوا ويختاروا رئيساً قادراً على إطلاق ورشة الإصلاح، رئيساً لا يريد شيئاً لنفسه ويعتبر الكرسي مقعداً موقتاً يغادره عند انتهاء المهمة، والرئاسة وظيفة يتمّمها بنزاهة وصدق ومخافة الله. ثم تُشكَّل حكومة وتُطلَق ورشة العمل الجادّ في سبيل انتشال لبنان من ركامه، وإعادة الكرامة المسلوبة إلى هذا البلد وأبنائه”.
*********************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
الراعي يحذّر من انعكاسات الشغور على “التعايش والشراكة”
“ترشيحات 8 آذار”: برّي يدفع للتسمية و”حزب الله” محكوم بباسيل!
لم يكن مستغرباً على مسامع اللبنانيين التحذير من احتمال “التفكّك الكامل” لدولتهم واضطرارهم إلى “تحمّل المزيد من الألم” حسبما جاء على لسان مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط باربارا ليف في معرض تصويبها على عملية العرقلة الممنهجة للإصلاح في لبنان، لا سيما وأن “التفكك” لم يعد من السيناريوات المتخيلة في الأذهان بل باتت مشاهده حقائق مُعاشة على أرض الواقع ألفها اللبنانيون منذ أن وضعت قوى 8 آذار قبضتها على السلطة، ليبدأ تحت سطوتها مسار تفكك الدولة وتحلل المؤسسات، وليصبح “الانهيار الرسمي” رديفاً لنموذج حكم “حزب الله” وحلفائه على كافة المستويات الدستورية والسياسية والقضائية والمالية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والخدماتية… فكانت النتيجة على الوجه المعاكس من الصورة اللبنانية أنّ “حزب الله” لم يمر عليه زمن “هو أقوى فيه من الزمن الذي نحن فيه محلياً وإقليمياً ودولياً”، حسبما تفاخر رئيس المجلس السياسي لـ”حزب الله” السيد إبراهيم أمين السيد أمس، مضيفاً: “ما يعني أننا لم نعد نحتاج إلى حرب من أجل الوصول إلى أهدافنا، يكفي أن يكون معنا السلاح والموقف الشجاع”.
ولأنّ التعطيل والتنكيل بالدستور من “ترسانة” الأسلحة الممانعة لقيام الدولة واستنهاض مؤسساتها، تضع قوى الثامن من آذار ثقلها لاستمرار ترجيح كفة الشغور في ميزان الاستحقاق الرئاسي، عبر الاستمرار في وضع جلسات انتخاب رئيس جديد للجمهورية بين فكّي كماشة “الورقة البيضاء” و”تطيير النصاب” من دون الإقدام على تسمية أي مرشح والتصويت له في الهيئة العامة، الأمر الذي بات رئيس المجلس النيابي نبيه بري “لا يحبذ استمراره ويعتزم القيام بمروحة مشاورات بينية مع مكونات فريقه السياسي للدفع باتجاه الانتقال إلى مرحلة طرح الأسماء وفتح الباب تالياً أمام النقاش والتوافق مع الفريق الآخر”، كما نقلت مصادر واسعة الاطلاع لـ”نداء الوطن”، لكنّ جهود برّي في هذا الاتجاه لا تزال تصطدم بتمهّل “حزب الله” وتريثه في الانتقال إلى مرحلة التسميات والترشيحات لأنه باختصار “محكوم بعقدة جبران باسيل”.
وأوضحت المصادر أنّ قيادة “حزب الله” لا تزال تراعي “حسابات باسيل الرئاسية” وليست مستعجلة للقيام بأي خطوة نحو تجاوز هذه الحسابات ربطاً بحسابات “حارة حريك” الاستراتيجية التي تفرض عدم المخاطرة بخسارة “الغطاء” الذي يمنحه “التيار الوطني الحر” لـ”حزب الله” في الشارع المسيحي، ولذلك فإنّ “الحزب” يعمل على إبطاء حركة المشاورات التي يدفع بري إليها في سبيل التوصل إلى مرشح توافقي لرئاسة الجمهورية بانتظار “إيجاد المخرج المناسب الذي يحفظ ماء وجه باسيل ولا يهدد تحالف “حزب الله” معه”.
وكان رئيس المجلس النيابي قد شدد في دردشة مع الصحافيين أمس على أنّ “التراجع عن فكرة الحوار لا يعني نعي التوافق السياسي”، مؤكداً الحاجة إلى ضرورة أن “تتشاور الأطراف خلال الفترة الفاصلة بين الجلسة (الرئاسية) والأخرى للوصول إلى التوافق”. ولفتت الانتباه مساءً المواقف التي أطلقها رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط من عين التينة مجدداً التأكيد على الاستمرار في ترشيح النائب ميشال معوّض “لكن لسنا فريقاً واحداً في البلد فليتم التداول بأسماء أخرى وعندها نرى”.
وبحسب المعلومات التي رشحت لـ”نداء الوطن” حول أجواء لقاء عين التينة بين بري وجنبلاط، فإنه أتى بشكل أساس بغية تظهير الأخير “محورية الدور” الذي قام به الأول في الوصول إلى اتفاق الترسيم الحدودي البحري مع إسرائيل على مدى عقد من الزمن، وذلك في سياق الرد على محاولة الفريق العوني “خطف هذا الإنجاز” وتجييره لمصلحة العهد السابق وتياره. وخلال اللقاء، تطرق جنبلاط مع رئيس المجلس إلى ضرورة مغادرة مربع المراوحة في ملف الاستحقاق الرئاسي بدءاً من الإقدام على خطوة طرح “مرشح رئاسي للفريق الآخر”، على قاعدة: “نحن لدينا مرشحنا وعليكم طرح مرشحكم للوصول إلى التوافق”.
تزامناً، وبينما برزت أمس مناشدة البابا فرنسيس السياسيين اللبنانيين “تنحية مصالحهم الشخصية” قائلاً خلال رحلة عودته من البحرين: “ساعدوا لبنان كي يخرج من هذا الوضع السيئ ودعوه يستعيد عظمته”، كانت للبطريرك الماروني بشارة الراعي مواقف عالية السقف في قداس الأحد في بكركي أمس حذر فيها من تداعيات الشغور السلبية على “التعايش والشراكة الوطنية” في البلد، مؤكداً أنّ انتخاب رئيس الجمهورية هو “باب” التعايش والحفاظ على الكيان “بوجه الذين يبحثون عن كيانات أخرى سياسية وحزبية ومذهبية وشخصية لهم لا للبنان”، وتوجه الراعي بالمباشر إلى النواب الذين يعطلون الاستحقاق الرئاسي بالقول: “تريدون لبنان كياناً واحداً؟ انتخبوا رئيساً للجمهورية، تريدون استمرار صيغة الشراكة الوطنية؟ انتخبوا رئيساً للجمهورية”.
*********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
حزب الله غير مقتنع بمبررات رفض باسيل لفرنجية
صارحه بترشيح رئيس «المردة»… ومستاء من «مناوراته»
كارولين عاكوم
لا تشير المعطيات السياسية حتى الساعة إلى أن جلسة الخميس المقبل لانتخاب جديد رئيس للجمهورية في لبنان ستختلف عن سابقتها، بحيث يتوقع أن يتكرر المشهد عينه بعقد دورة أولى قبل أن تفقد الدورة الثانية نصابها بقرار من فريق «حزب الله» وحلفائه.
وبينما يتمسك «حزب الله» بمرشحه المعروف، لكن غير المعلن، رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، الذي يفضله على حليفه الآخر رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، تستمر الكتل المعارضة الرئيسية المتمثلة بشكل أساسي من أحزاب «القوات اللبنانية» و«الكتائب اللبنانية» و«التقدمي الاشتراكي» في قرارها دعم النائب ميشال معوض والاقتراع له في الجلسة المقبلة. وتقول مصادر في «القوات» لـ«الشرق الأوسط» إن معوض «هو المرشح الرئاسي الجدي الوحيد، والمحاولات مستمرة مع مكونات المعارضة لتبني ترشيحه، والأمل بأن يلامس الخميس المقبل حدود الـ 50 صوتا»، موضحة أنها ستكرر قبل جلسة الخميس وإبانها مطالبتها رئيس البرلمان نبيه بري بالدعوة إلى جلسات انتخابية مفتوحة بما يشكل عامل ضغط على النواب لحسم موقفهم.
وكان الرئيس بري قد أكد، أمس، أن «التراجع عن فكرة الحوار لا يعني نعياً للتوافق السياسي». واعتبر، بعد استقباله، أمس، النائب السابق وليد جنبلاط، أنه «على الأطراف أن تتشاور خلال الفترة الفاصلة بين الجلسة والأخرى للوصول إلى التوافق».
أما جنبلاط فقد رأى أن «أهم شيء أن نصل إلى الاستحقاق، وأن نستعرض الأسماء». وقال: «مرشحنا ميشال معوض، لكننا لسنا فريقاً واحداً في البلد، فليتداول بأسماء، وعندها نرى قد يكون ميشال أحدهم». وأضاف: «لقد اتفقنا (مع بري) على ألّا يكون هناك مرشح تحدٍّ».
وفي حين أعلن أكثر من نائب في «التيار الوطني الحر» أن كتلته النيابية لن تبقي على خيار الورقة البيضاء التي اعتمدها فريق «حزب الله» وحلفاؤه في الجلسات الماضية، تقلّل مصادر مقربة من الحزب، من أهمية هذه الخطوة إذا أقدم عليها «التيار» مع تأكيدها أن «مرشح الحزب وحليفه الرئيسي، رئيس البرلمان نبيه بري، هو رئيس (تيار المردة) سليمان فرنجية وهو بات معروفا للخصوم والحلفاء وعلى رأسهم باسيل».
وبينما تعكس المصادر استياء الحزب من مقاربة باسيل للاستحقاق الرئاسي ورفضه دعم فرنجية، تقول لـ«الشرق الأوسط»: «الجميع يعلم أن مرشح (التيار) إلى أبد الآبدين هو باسيل وأي خطوة باتجاه الاقتراع لشخصية غيره، كالنائبة ندى البستاني أو غيرها، تعني المناورة والقول إننا لسنا ضمن تجمع الـ 60 نائبا (الذين اقترعوا في الجلسات الماضية للورقة البيضاء)»، مع تأكيدها أن خيار «الحزب» وحليفته حركة «أمل» لا يزال حتى الساعة الورقة البيضاء.
وحول سبب عدم إعلان الحزب دعمه رسميا لفرنجية حتى الآن، تقول المصادر: «عندما يطلب الحزب من باسيل، دعم رئيس (المردة) هذا يعني بشكل واضح لباسيل وغيره أن مرشحنا الوحيد هو فرنجية»، رافضة القول في الوقت عينه إن الحزب يمارس الضغوط على باسيل أو أي طرف من حلفائه «بل يمارس سياسية الإقناع والدليل اللقاء الأخير الذي جمع باسيل مع أمين عام الحزب حسن نصرالله». وتضيف: «سمعنا مبررات رفض باسيل لفرنجية لكن من قال إن ما يقوله يقنع الحزب؟». وفي رد على سؤال عما سيقدم عليه الحزب في حال الوصول إلى حائط مسدود مع باسيل والى متى سوف يستمر الفراغ في موقع الرئاسة، تقول المصادر: «ليس هناك من داع للاستعجال، ونعتقد أنه من المستبعد أن يحدث خرق في ملف الرئاسة قبل نهاية السنة، كما أن الأمور مرتبطة بالظروف الداخلية والخارجية»، معتبرة أنه «من المبكر الحديث عن حائط مسدود ونعمل للتوصل إلى تفاهم وتوافق على فرنجية مع باسيل وما أمكن من النواب السنة ورئيس الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط».
وأمس اتهم النائب في «حزب الله» علي المقداد «الفريق الآخر» بالتعطيل، وقال: «الذي يعطل انتخاب رئيس الجمهورية هو من يدعم مرشحا لا ترضى عنه غالبية المجلس النيابي، ويصر على رفض الحوار للتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية لا يمثل استفزازا لأحد، وطني، لا يرضخ للإملاءات الخارجية»، مضيفا: «كفى تضييعا للوقت وتأخيرا لانتخاب الرئيس، فالبلد لا يتحمل المزيد من المماطلة وتضييع الفرص». وقال: «نحن سعينا ونسعى على الدوام لتقريب وجهات النظر، وهدفنا الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي، ولا نريد أي تأثير سلبي يزيد من معاناة اللبنانيين. ونتمنى على كل المكونات اللبنانية أن تعمل للتوفيق، وليس للتفريق وإثارة الفتن خدمة لمشاريع خارجية إقليمية ودولية».
في موازاة ذلك، تستمر الكتل النيابية الأخرى على مواقفها، مع الدعوات المستمرة لانتخاب رئيس للجمهورية. وفي هذا الإطار، أكد النائب فيصل الصايغ تمسك «الاشتراكي» بترشيح النائب ميشال معوض لرئاسة الجمهورية. وقال في حديث إذاعي: «العلاقة ممتازة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط»، مشيرا إلى أن «هناك حلفا تاريخيا لكن لا أحد (يمون) على الآخر في السياسة».
من جهة أخرى انتقد النائب في حركة «أمل» هاني قبيسي الداعين لانتخاب رئيس سيادي. وقال: «الوقت حان لكي يتفاهم اللبنانيون فيما بينهم، وهذا ما طرحناه ككتلة (تنمية وتحرير) وقلنا تعالوا إلى الحوار والتلاقي لنتفق من دون أن ينتصر لبناني على آخر بل لنجعل لبنان منتصرا بكل أحزابه وتياراته بنبذ الخلافات والصراعات ولغة التوتر في الشوارع والإعلام».
*********************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
“الجمهورية”: الاستحقاق أسير الإنقسامات والمؤثات… والبابا يدعو السياسيين الى ملء الفراغ
إنقضى الاسبوع الاول على الفراغ الرئاسي ويبدأ اليوم الاسبوع الثاني الذي سيشهد الخميس أولى جلسات مجلس النواب لانتخاب رئيس جديد في مرحلة الفراغ، والتي تأتي بعد صرف النظر عن الدعوة إلى الحوار التي كان سيطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري، وذلك تحت وطأة إصرار بعض الكتل النيابية ومن خلفها قوى سياسية، على أولوية انتخاب الرئيس، طالما انّ الغاية من الحوار هي البحث في الاستحقاق الرئاسي، توصلاً للاتفاق على شخص الرئيس العتيد. وإزاء هذا الواقع، دعا البابا فرنسيس السياسيين اللبنانيين إلى «تنحية… مصالحهم الشخصية» والتوصل إلى اتفاق لملء فراغ السلطة. وقال البابا في مؤتمر صحافي على متن الطائرة التي أعادته من البحرين «أستغل (هذه اللحظة) لمناشدة السياسيين اللبنانيين: عليكم تنحية مصالحكم الشخصية والالتفات إلى البلد والتوصّل إلى اتفاق». وأضاف :»لا أريد أن أقول +أنقذوا+ لبنان، لأننا لسنا منقذين. ولكن أرجوكم: إدعموا لبنان، ساعدوه كي يخرج من هذا الوضع السيئ. دعوا لبنان يستعيد عظمته»، مشيراً إلى أنّ هناك «سبُلاً» لذلك. وأكّد أنّ لبنان «كريم جداً ويعاني»، مشيراً إلى شعوره بـ»الألم» أمام الأهوال التي يمرّ فيها البلد، حيث بات يعيش 80 في المئة من السكان تحت خط الفقر، وفق ما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية».
وقالت مصادر نيابية بارزة لـ»الجمهورية»، انّ جلسة الخميس ستشكّل اختباراً لنيات كل الداعين إلى انتخاب رئيس، والذين لم يؤيّدوا الحوار المسبق تمهيداً للاتفاق على هذا الرئيس، فيما كل المؤشرات تدلّ إلى انّ هذه الجلسة قد تلقى مصير سابقاتها الاربع، حيث لم يظهر حتى الآن انّ هناك تلاقياً على مرشح معيّن، وأنّ اياً من الكتل والقوى السياسية لا يملك الاكثرية التي تمكّنه من توفير النصاب المطلوب للجلسة وهو اكثرية الثلثين، وكذلك لا يملك الاكثرية التي تمكّنه من إيصال مرشحه إلى سدّة الرئاسة حتى بالأكثرية المطلقة.
وفي ظلّ هذا الواقع، تبدو الدعوات الى انتخاب رئيس بلا صدى، خصوصاً مع استمرار التباعد بين المواقف إزاء الاستحقاق الرئاسي، في الوقت الذي يعوّل على بعض الدعوات الخارجية، في ظل اقتناع بأنّه لا يمكن لمسيرة وضع البلاد على سكة الانفراج ان تنطلق الّا بانتخاب رئيس جمهورية جديد ومن ثم تأليف حكومة جديدة حتى تكمل السلطة الجديدة وتباشر ورشة العمل لمعالجة الأزمات والانهيارات التي يعيشها لبنان على كل المستويات.
الأفق مسدود
أكّدت اوساط سياسية قريبة من رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ»الجمهورية»، انّه سيستمر في تأدية واجبه في الدعوة إلى جلسات متلاحقة لانتخاب رئيس الجمهورية، ولكنها لفتت إلى «انّ الأفق لا يزال مسدوداً وبالتالي لا إمكان لإتمام هذا الاستحقاق قريباً، وسط العجز الداخلي والتعقيدات الخارجية».
وأبدت هذه الاوساط انزعاجها واستياءها من تعطيل طاولة الحوار الوطني التي كان يعتزم بري الدعوة اليها، سائلة الذين عطّلوها: «ما هو بديلكم منها وسط الفراغ السائد؟».
وفي سياق متصل، قالت مصادر على صلة بالاستحقاق الرئاسي لـ»الجمهورية»، انّ «ما يزيد الأمور صعوبة هو انّ الوضع الاقليمي – الدولي غير مؤآتٍ لانتخاب الرئيس في الظرف الحالي، وإذا كانت التسويات في المنطقة ستُؤجّل، فليس متوقعاً ان يشكّل الملف اللبناني استثناء، الّا في حال استطاع اللاعبون المحليون لبننة قرار اختيار رئيس الجمهورية، الأمر الذي يبدو مستبعداً بسبب الانقسامات الداخلية الحادة والمؤثرات الخارجية».
بري والتوافق
وقال بري في دردشة مع صحافيين امس: «حاولت استمزاج آراء جميع الكتل قبل توجيه الدعوات إلى الحوار رسمياً، وبعد ان أوضحت كتلتان أساسيتان هما «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر» رفضهما لفكرة الحوار تراجعت عن الموضوع». واضاف: «التراجع عن فكرة الحوار لا يعني نعي التوافق السياسي. وقد أعلنت انّه ستكون هناك جلسة انتخابية كل أسبوع، وعلى الأطراف ان تتشاور خلال الفترة الفاصلة بين الجلسة والأخرى للوصول إلى التوافق».
ورداً على سؤال حول اسم مرشح كتلة «التنمية والتحرير» لرئاسة الجمهورية، قال بري: «أجدّد تأكيد المواصفات التي حدّدتها في خطاب ذكرى تغييب الأمام الصدر في صور من دون نقصان، وهذه المواصفات هي ان يكون الاسم صاحب حيثية اسلامية ومسيحية ووطنية، وان يكون عامل جمع وليس تفرقة».
لا مرشح تحدٍ
والتقى بري مساء امس رئيس «الحزب التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط الذي قال بعد اللقاء: «اتفقنا والرئيس برّي على أن لا يكون هناك مرشح تحدٍ». وأشار إلى أنّ «برّي لم يتراجع عن الحوار، ولكن بعض الأفرقاء مع الأسف رفضوا الحوار وهذا خطأ». وأضاف: «أهمّ شيء أن نصل إلى الاستحقاق ونستعرض الأسماء، ومرشحنا ميشال معوّض، وثمّة أفرقاء آخرين، فليتمّ التداول بأسماء أخرى وقد يكون معوّض أحدهم». ولفت إلى أنَّ «التواصل مستمر مع الصديق والحليف والتاريخ. وأخيرًا في إمكاننا تهنئة الرئيس بري على جهوده في الترسيم بعد 9 سنوات».
المملكة و»الطائف»
نجحت المملكة العربية السعودية في تسليط الضوء على «اتفاق الطائف» من خلال مؤتمر «الطائف 33» الذي نظّمته في الأونيسكو يوم السبت المنصرم لمناسبة مرور 33 عاماً على إقرار «اتفاق الطائف»، وتولّت توجيه الدعوات إليه والإشراف على كل تفاصيله، وقد أرادت توجيه ثلاث رسائل من خلاله:
ـ الرسالة الأولى، إلى المجتمعين الدولي والإقليمي، انّ «اتفاق الطائف»، بالنسبة إلى المملكة، هو من الخطوط الحمر التي لن تسمح بتجاوزها، ولن تتساهل في التصدّي لأي مسعى لاستبدال هذا الاتفاق، وهذا ما يفسِّر ردّ فعلها على دعوة السفارة السويسرية. وقد كشف سفيرها الدكتور وليد البخاري انّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكّد غياب أي نية لباريس بالبحث في عقد اجتماعي جديد للبنان.
ـ الرسالة الثانية، إلى اللبنانيين، انّ المملكة متمسكة بـ»اتفاق الطائف» وتنفيذه، وكل الكلام عن تخلّيها عن لبنان غير صحيح إطلاقاً، وانّ الأزمات اللبنانية سببها الخروج عن هذا الاتفاق الذي يشكّل الالتزام به الطريق الوحيد نحو الإنقاذ.
ـ الرسالة الثالثة، إلى كل من يهمّه الأمر، انّ المملكة لن تسمح بأي صفقة دولية وإقليمية على حساب لبنان، وانّ إعادة تفويضه لدولة ثانية غير مطروح بتاتاً، وانّ كل منطق المقايضات ساقط بالنسبة إليها.
وقد دلّ مؤتمر الأونيسكو إلى المكانة السعودية في لبنان ودورها المتقدِّم الذي لا تنافسها عليه اي دولة أخرى، كما دلّ في توقيت انعقاده إلى انّ المملكة أرادت ان تضرب عصفورين في حجر واحد: عصفور تمسّكها بالطائف، وعصفور التزام اي مرشّح لرئاسة الجمهورية بالدستور كشرط أساس لانتخابه رئيساً، ودلّ أيضاً وأيضاً، انّ انكفاء الرياض المدروس في المرحلة السابقة كان هدفه توجيه رسالة واضحة من انّ دعمها للبنان مشروط بالتقيُّد بالطائف.
فالتوقيت إذاً يتعلّق بالانتخابات الرئاسية، وبعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون مباشرة، ويشكّل هذا المؤتمر دخولاً قوياً على هذا الاستحقاق، بما يجعل المملكة الناخب الأقوى لسببين أساسيين: الأول بفعل التفويض الأميركي والفرنسي المعطى للرياض بإدارة الملف اللبناني وإنجاز الاستحقاق الرئاسي، والثاني بفعل تواصلها مع مختلف مكونات المعارضة، خصوصاً انّ جلّ ما تريده السعودية من لبنان تطبيق الدستور، ولا تريد شيئاً لنفسها، ولا تبحث عن سياسة سعودية في لبنان او غيره، إنما تعمل على إعادة لبنان إلى حاضنته العربية، وان يكون «اتفاق الطائف» السقف الذي يتوحّد حوله الشعب اللبناني.
ولا شك في انّ العواصم المعنية بلبنان والقوى السياسية على اختلافها قرأت جيداً مغزى الرسائل السعودية التي تُختصر في ثلاث لاءات: لا لاستبدال «اتفاق الطائف»، لا لاستمرار الانقلاب على «اتفاق الطائف»، لا لرئيس للجمهورية لا يلتزم «اتفاق الطائف».
فرنجية والسعودية و»الطائف»
على انّ هذا المؤتمر الذي صادف الذكرى الـ 33 لتوقيع «اتفاق الطائف» خرقه أمران ملفتان هما: حضور الأخضر الابراهيمي كعرّاب للاتفاق، وحضور رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية على رأس وفد من تياره ضمّ عدداً من الوزراء ومسؤولي القطاعات، متحرّراً من بعض القيود السياسية التي يحاول البعض تسويقها وتصويره على انّه عالق بها او اسير لها وعاجز عن الحركة بسببها.
وقالت مصادر مطلعة لـ»الجمهورية»، انّ فرنجية تلقّى دعوة إلى حضور هذا المؤتمر ولبّاها، وأثبت أن ليست لديه عقدة في الانفتاح على المملكة العربية السعودية، وقد لبّى هذه الدعوة التي جاءت في لحظة سياسية معينة، حيث المواجهة محتدمة على المستوى الاقليمي عموماً وبين السعودية وايران خصوصاً، فأراد من حضوره إثبات إيمانه بعروبة لبنان وبالهوية العربية اسوة بأسلافه، وإيمانه بـ»اتفاق الطائف» الذي كما قال بعد مشاركته في المؤتمر إنّه امضى شبابه في ظل هذا الاتفاق. كذلك أراد فرنجية إثبات انّه مرشح توافقي لرئاسة الجمهورية تحت سقف ثوابته وقناعاته، وليس مرشحاً فئوياً بعيداً من لغة الاصطفافات في لحظة مصيرية من تاريخ لبنان.
وقد لوحظت حفاوة الاستقبال لفرنجية من جهة منظمي المؤتمر، وكان لافتاً الحديث الودي الذي دار بينه وبين مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وقد آثر فرنجية الحضور والاستماع للمتكلمين حتى آخر لحظة من المؤتمر. كذلك لوحظ اصغاؤه الشديد الى مضمون الكلمات.
البابا و»لبنان المتعب»
في المواقف، استذكر البابا فرنسيس لبنان، قببل ساعات من مغادرته البحرين. وقال في كلمة ألقاها خلال لقاء مع الأساقفة والكهنة والعاملين الرعويين في كنيسة القلب المقدس في المنامة: «إذ أرى المؤمنين من لبنان الحاضرين، أؤكّد صلاتي وقربي، خصوصاً من ذلك البلد الحبيب والمتعب الذي يمرّ بمحنة، ومن كل الشعوب التي تتألم في الشرق الأوسط».
حاكم الجمهورية
وفي غضون ذلك، قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد من بكركي: «إننا نتطلع إلى أن يتقدّم الحوار بين المسيحيين والمسلمين، ويُترجم شراكة في الإنسانية والوطنية، خصوصاً على أرض لبنان، أرض «الشركة والمحبة». واعتبر انّ «الباب هو انتخاب رئيس جديد للجمهورية، حفاظاً على الكيان، في وجه الذين يبحثون عن كيانات أخرى سياسية وحزبية ومذهبية وشخصية لهم لا للبنان. فليكن واضحاً، أن لا أولوية على أولوية انتخاب رئيس الجمهورية». واضاف: «ليس رئيس الجمهورية لزوم ما لا يلزم، وليس حاجب الجمهورية، بل هو حاكم الجمهورية والمشرف على انتظام عمل مؤسساتها». وتوجّه إلى النواب قائلاً: «إذا كنتم أحراراً في قراراتكم، فجريمة ألّا تفرجوا عن قراركم الحر، وتنتخبوا رئيساً جديداً حراً. ثم ما قيمة تمثيلكم للشعب، إذا لم يكن على رأس الجمهورية رئيس؟».
الرئاسة وظيفة
ودعا متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، في قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس: «النواب، خصوصاً المسيحيين منهم، الى ان «يجتمعوا ويختاروا رئيساً قادراً على إطلاق ورشة الإصلاح، رئيساً لا يريد شيئاً لنفسه ويعتبر الكرسي مقعداً موقتاً يغادره عند انتهاء المهمة، والرئاسة وظيفة يتممها بنزاهة وصدق ومخافة الله. ثم تُشكّل حكومة وتطلق ورشة العمل الجاد في سبيل انتشال لبنان من ركامه، وإعادة الكرامة المسلوبة إلى هذا البلد وأبنائه».
«حزب الله»
وقال نائب الامين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم في حوار مع وكالة «فارس» الايرانية: «انّ «حزب الله» لم يدعو خلال هذه الفترة إلى تعديل أو تغيير النظام السياسي المرتبط باتفاق الطائف نظراً للحساسيات الموجودة في لبنان، ولأنَّ المشكلة ليست أساساً في التعديل أو عدمه، وإنما فلنطبّق أولاً ما ورد في الطائف وبعد ذلك نرى إذا كان المطلوب إجراء تعديلات أم لا».
ورأى «أنَّ أول خطوة من خطوات الإصلاح هي انتخاب رئيس للجمهورية، وثاني خطوة هي تشكيل حكومة لبنانية، وثالث خطوة هي إقرار خطة الإنقاذ أو التعافي أو الإصلاح».
وفي شأن الفراغ الرئاسي الحاصل في لبنان أوضح قاسم: «أنّ المطلوب أنْ يتمّ الاتفاق بين عدد من الكتل لإنقاذ لبنان في هذه المرحلة ولإنجازالاستحقاق الرئاسي».، وقال: «الأمر يحتاج إلى بعض الوقت وبعض الاتصالات وفي النهاية لا بدّ أن نصل إلى حل».
طائف مالي
وأكّد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في تصريح، أنّ «اتفاق الطائف ضرورة وطن ودولة، ونهاية حرب، ومن وقتها فتح باباً للبنانيين لبداية قوية في الإصلاح السياسي، والهدف دولة المواطنة. فالطائف ضرورة إنقاذية لها ما بعدها، وحمايته تبدأ وتنتهي بمجلس النواب، ولكن إنتاجية الطائف بحاجة لشراكة دستورية نوعية وقفزة إصلاحات، أولها استئصال الطائفية السياسية»، وقال: «لبنان اليوم في أمسّ الحاجة لطائف مالي نقدي، وأما العيش المشترك فلا يحتاج إلى طائف جديد».
ميقاتي والرئيس القبرصي
من جهة ثانية، وفي اول لقاء له بعد وصوله إلى مصر للمشاركة في قمة المناخ التي تبدأ أعمالها اليوم في شرم الشيخ بدعوة مشتركة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والأمم المتحدة، إلتقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس، وأكّدا على «اهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وضرورة تطويرها في كل المجالات، لا سيما في مجال الطاقة». وفيما شدّد الرئيس القبرصي «على ضرورة متابعة ملف الترسيم البحري بين البلدين الذي توقف عام 2007»، شدّد ميقاتي من جهته «على العمل من قِبل وزير النقل اللبناني لمتابعة نتائج زيارة الوفد القبرصي الى لبنان قبل أيام»، مؤكّداً «أن لا عراقيل في هذا المجال». وشكر ميقاتي «الرئيس القبرصي على التعاون في مجال البيئة، لا سيما لجهة توقيع اتفاقية التعاون في مجال مكافحة الحرائق». وتمنّى «زيادة الاهتمام بوضع رجال الأعمال والشركات اللبنانية في قبرص».
وفي معلومات «الجمهورية»، أنّه ستكون لميقاتي مجموعة من اللقاءات مع رؤساء وفود عربية واوروبية وهيئات أممية ودولية، مخصّصة للبحث في القضايا اللبنانية وتردّداتها الاقليمية والدولية، وخصوصاً ما يتصل منها بملفي الطاقة والنازحين، حسب ما تردّد على هامش المؤتمر.
*********************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
مؤتمر الطائف يفتح أبواب التفاهم على مرشح رئاسي
جنبلاط يتفق مع برّي على مقاربة مختلفة للاستحقاق .. وباسيل يفترق عن حزب الله في اختيار المرشّح
بقيت اصداء منتدى الطائف الذي انعقد في الاونيسكو، لمناسبة 33 عاما على توقيع اتفاقية الطائف في المملكة العربية السعودية، سواء بالمشاركة الوطنية، المتعددة، او المداخلات والكلمات التي عكست مدى الحاجة الملحة للتقيد بالدستور الذي انبثق عنه، «للحفاظ على صيغة العيش المشترك» لأن بلا التمسك بمضمون هذا الاتفاق سيكون البديل الاَّ مزيداً من الذهاب الى المجهول، على حد ما قال في كلمته سفير المملكة العربية السعودية في بيروت وليد بخاري، الذي وجه الدعوات للمنتدى الذي تحول الى مؤتمر وطني، بحضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وممثل عن الرئيس نبيه بري النائب كريم كبارة، والرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة، ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والرئيس السابق للجمهورية ميشال سليمان، والنائب السابق وليد جنبلاط والنائب السابق سليمان فرنجية والمرشح الرئاسي النائب ميشال معوض، ووزير خارجية الجزائر السابق الاخضر الابراهيمي الذي لعب دوراً حاسماً في التوصل الى الاتفاق.
والابرز، ما كشفه السفير بخاري ان لا نية لفرنسا لدعوة القادة الى لقاء وحوار وطني، ولا نية فرنسية في طرح لدعوة او نقاش طائف او تعديل الدستور.
وحسب الاوساط السياسية المعنية ان المنتدى كان بمثابة خطوة لقطع الطريق على اية محاولة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لا ينبثق ولاؤه او برنامجه من مندرجات الطائف على المستويات كافة.
وقال مصدر رفيع شارك في المنتدى لـ«اللواء» ان مؤتمر الاونيسكو فتح الباب على مصراعيه للتفاهم اللبناني- العربي- الدولي على مرشح رئاسي.
ومع بداية الاسبوع، حيث تعقد اللجان المشتركة جلسة لمناقشة عدة مشاريع قوانين، ابرزها الكابيتال كونترول، بقي ملف انتخابات الرئاسية في الواجهة.
وتوقعت مصادر سياسية أن ترسم جلسة انتخاب رئيس الجمهورية يوم الخميس المقبل، مسار عملية الانتخاب بعد فترة من الجمود، بفعل تمنع قوى الثامن من آذار ،من تسمية مرشحها للرئاسة والاقتراع بورقة بيضاء، في مواجهة مرشح قوى المعارضة ميشال معوض، بسبب تبدل محتمل بموقف كتلة التيار الوطني الحر، باتجاه تسمية مرشح للرئاسة، بدلا من خيار الورقة البيضاء، ما يؤدي عمليا الى انكشاف في انتقال الاستحقاق الرئاسي الى مرحلة جديدة.
وقالت المصادر ان انفراد كتلة التيار الوطني الحر، بتسمية مرشح رئاسي بمعزل عن الاتفاق مع حليفه حزب الله وحلفاء الحزب، لم يحصل صدفة، وانما اتى بعد لقاء رئيس التيار النائب جبران باسيل مع الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله مؤخرا، والذي تناول النقاش خلاله موضوع الانتخابات الرئاسية، ولم يكن كما تمناه باسيل، الذي رفض نصيحة نصرالله بتأييد ترشيح خصمه السياسي، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، كما رفض الالتقاء به، للتفاهم على موضوع الانتخابات الرئاسية والاتفاق بينهما على المرشح المقبول من كليهما، واصر رئيس التيار الوطني الحر على ان يكون هو شخصيا المرشح الوحيد للرئاسة، باعتباره يمثل اكبر كتلة نيابية مسيحية، في حين يفتقد فرنجية الذي خسرت كتلته بالانتخابات النيابية الماضية ولا يحوز على الحيثية الشعبية التي تؤهله للترشح للرئاسة الاولى.
ولاحظت المصادر نقلا عن اوساط بالتيار الوطني الحر، ان رئيسه الذي لم يكشف عن اسم المرشح الذي سيقترع له في جلسة الخميس المقبل، يتصرف بانفعال لم يعد خافيا على احد، بعد فشل فرض شروطه على الرئيس المكلف ميقاتي بتشكيل حكومة جديدة، وانتهاء عهد الرئيس ميشال عون، وشددت على ان اعلانه عن زيارته قريبا لدمشق، ولقائه الرئيس السوري بشار الاسد، لن يحسن حظوظه بالترشح للرئاسة او بدعم اي من المرشحين المحسوبين على التيار، باعتبار ان هذه الزيارة ليست في محلها في هذا الظرف بالذات، وتزيد من عزلة باسيل وتياره عن باقي الاطراف السياسيين، لان ما يتمناه منها من عوامل الاستقواء والدعم ليست كما كانت سابقا.
وتوقعت المصادر ان يعقد التيار الوطني الحر اجتماعا يوم غد الثلاثاء، لبلورة الموقف النهائي الذي سيعتمده بجلسة الانتخاب الخميس وتسمية المرشح الذي سيصوت له، والذي بقي قيد الكتمان، في حين استبعدت ان يطرح باسيل نفسه مرشحا لرئاسة الجمهورية منذ الان، قبل أن يضمن الحد الادنى من التأييد والتعاطف من حليفه حزب الله، وهذا ليس متوافرا بعد، بل سيعمد الى تسمية مرشح يختاره من أصدقاء التيار، لتقصي ردة الفعل عليه وتحديدا من حليفه، وبعدها يحدد خياره النهائي.
وهذا ما سيتحدد في اجتماع تكتل لبنان القوي غداً.
وفي دردشة مع الصحافيين قال الرئيس قال رئيس مجلس نبيه بري حاولت استمزاج اراء جميع الكتل قبل توجيه الدعوات بشكل رسمي. وبعد ان اوضحت كتلتان اساسيتان هما القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر رفضهما لفكرة الحوار تراجعت عن الموضوع حيث وضعت القوات اللبنانية شرطا تعجيزيا وهو دعوة ١٢٨ نائب الى جلسة الحوار فيما تحفظ التيار عن الطرح.
واضاف: التراجع عن فكرة الحوار لا يعني نعي التوافق السياسي وقد أعلنت انه سيكون هناك جلسة انتخابية كل أسبوع وعلى الأطراف ان تتشاور خلال الفترة الفاصلة بين الجلسة والأخرى للوصول الى التوافق.
وردا على سؤال حول اسم مرشح كتلة التنمية والتحرير قال: اجدد التأكيد على المواصفات التي حددتها في خطاب ذكرى تغييب الأمام الصدر في صور من دون نقصان وهذه المواصفات هي؛ ان يكون الاسم صاحب حيثية اسلامية ومسيحية ووطنية وان يكون عامل جمع وليس تفرقة.
وعن موضوع احياء منتدى الطائف قال: لم نتغيب عن المنتدى وكان هناك ممثلا عني وعن كتلة التنمية والتحرير لكن عريف الحفل هو من غيبنا.
بدوره، اعلن نائب رئيس المجلس الياس بوصعب: سأصوت لمرشح، ولم احسم امري بعد بالنسبة لاسم، لكنني لن اصوت بورقة بيضاء، وهذا امر ناقشناه في تكتل لبنان القوي.
إذاً، عاد المجلس النيابي ليملأ الفراع الرسمي في ظل الشغور الرئاسي ووجود حكومة تصريف الاعمال، التي بالكاد تتابع وتعالج بعض القضايا الاساسية، حيث تعقد اللجان النيابية المشتركة جلسة لها اليوم لدرس ثمانية اقتراحات ومشاريع قوانين، ابرزها واولها مشروع قانون «الكابيتال كونترول»، الذي ما يزال موضع درس واراء مختلفة بين الكتل النيابية لا سيما لجهة كيفية حماية اموال المودعين وتنظيم السحوبات وليس التحويلات فقط ، مع العلم انه من ابرز مطالب صندوق النقد الدولي، والتي منها ايضاً قانون اعادة هيكلة المصارف وقانون التوازن المالي، وقد اثار التأخير في اقرارها استياء الصندوق والدول المانحة التي تعوّل على اقرار هذه المشاريع لتتمكن من تحديد حاجات لبنان من الدعم وفي اي قطاعات.
لذلك ما زالت مسألة اقرار المشروع في الجلسة غير محسومة، حيث تربط بعض الكتل الاساسية إقراره بالتوازي مع إقرار خطة التعافي الاقتصادي التي ما زالت ايضاً موضع تجاذب سياسي وحكومي. ورجحت بعض المصادر ان يتم تشكيل لجنة فرعية لمتابعة درسه اذا لم تتمكن اللجان من الاتفاق عليه.
وقال مصدر نيابي بارز متابع للموضوع لـ «اللواء»: ان الحكومة اعادت مشروع خطة التعافي الاقتصادي الى النواب بعدما سحبته وجرى تعديله بناء لملاحظاتهم. وبالتالي لم يعد هناك حجة لهم لعدم درس المشروع ومناقشته وتعديل ما يرونه مناسباً في اللجان المشتركة. لكن يبدو ان هناك قوى سياسية تسعى لإفشال اي مشروع اصلاحي للحكومة لأسباب سياسية داخلية وخارجية من باب الضغط السياسي على الوضع اللبناني. بينما هناك قوى سياسية اخرى مهتمة بمناقشة المشروعين بمعزل عما يريده صندوق النقد الدولي. ومع ذلك لا نعلم مصير المشروع في جلسة اليوم، وما هي توجهات القوى السياسية حياله، هل يؤجل البحث فيه لمزيد من الدرس، ام تتم إحالته الى لجنة نيابية فرعية مع ما يعنيه ذلك من مزيد من المماطلة؟
وفي الحراك السياسي، وفيما لم يظهر جديد حول الاستحقاق الرئاسي، زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط امس، رئيس المجلس النيابي نبيه بري عشية جلسة اللجان المشتركة، وقبيل ايام من جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الخميس المقبل.
وقال جنبلاط بعد لقائه بري: التواصل مستمر مع الصديق والحليف والتاريخ، وأخيراً بإمكاننا تهنئة الرئيس بري على جهوده بالترسيم بعد 9 سنوات.
اضاف: اتفقنا أن لا يكون هناك مرشح تحدٍّ، والرئيس بري لم يتراجع عن الحوار إنما بعض الفرقاء رفضوه وهذا خطأ. لكن أهم شيء أن نصل إلى الاستحقاق الرئاسي ونستعرض الأسماء، ومرشحنا هو ميشال معوّض وثمّة فرقاء آخرين، فليتم التداول بأسماء أخرى وقد يكون معوّض أحدها.
وكان جنبلاط قد اكد على هامش مشاركته في احياء الذكري الثالثة والثلاثين لإتفاق الطائف، انه ضد انتخاب رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية ومع انتخاب النائب ميشال معوض.
وفي المواقف، أكّد البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، أنّه يجب إنتخاب رئيس للجمهورية حفاظاً على الكيان». وفي عظة قداس الأحد من بكركي، توجّه الراعي إلى النواب، قائلاً: تريدون لبنان واحداً انتخبوا رئيساً، ما قيمة نيابتكم اذا كنتم لا تملكون حرية القرار في انتخاب رئيس؟.
واضاف: ليكن واضحاً أن الأولوية على الأولويات هي انتخاب رئيس الجمهورية.
وحذّر الراعي، من أنّه «مع غياب رئيس الجمهورية، يتعذّر الإتفاق مع صندوق النقد الدولي«. وقال: لا… ليس رئيس الجمهورية لزوم ما لا يلزم، بل هو حاكم الجمهورية والمشرف على مؤسساتها.
ميقاتي في القاهرة
الى ذلك، وصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى مصر قبل ظهر امس، للمشاركة في «مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ «COP27»، الذي سيُعقد على مدى يومين في شرم الشيخ، بدعوة مشتركة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والامم المتحدة.
ويضم الوفد اللبناني الى المؤتمر وزير البيئة ناصر ياسين وسفير لبنان لدى مصر علي الحلبي.
وستكون للرئيس ميقاتي مداخلة في جلسات عمل المؤتمر، كما سيعقد سلسلة لقاءات واجتماعات مع عدد من القادة والرؤساء والمسؤولين العرب والاجانب المشاركين في المؤتمر.
وهذا المؤتمر السنوي تحضره 197 دولة من أجل مناقشة تغير المناخ، وما تفعله هذه البلدان، لمواجهة هذه المشكلة ومعالجتها. وهذه هي المرة الثانية التي يشارك فيها رئيس الحكومة في المؤتمر، بعد المؤتمر السابق الذي انعقد في31 تشرين الاول من العام الفائت في مدينة غلاسكو في اسكتلندا.
ذكرى الطائف
وكانت المملكة العربية السعودية قد احيت يوم السبت، المؤتمر الوطني في الذكرى الـ 33 لتوقيع اتفاق الطائف بدعوة من السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري في قصرالأونيسكو، بحضور حشد كبير من الشخصيات النيابية والوزراية والسياسية والقوى الحزبية من مختلف التيارات، تقدمهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وممثل للرئيس نبيه بري.
وشدّد السفير البخاري في كلمته على أن «مؤتمر اتفاق الطائف يعكس اهتمام السعودية وقيادتها بالحفاظ على أمن لبنان ووحدته واستقراره والميثاق الوطني».
وقال: نعوّل على حكمة القادة اللبنانيين وتطلعات الشعب الذي يسعى للعيش باستقرار. نحن بأمس الحاجة الى تجسيد صيغة العيش المشترك والحفاظ على هوية لبنان وعروبته. محذرا من ان «البديل عن «الطائف» لن يكون إلّا المزيد من الذهاب نحو المجهول».
واعلن السفير السعودي ان «فرنسا أكدت لنا أنه لن يكون هناك أي نية أو طرح لتغيير اتفاق الطائف»، مشيرا الى ان الاتفاق محط اجماع دولي ويؤكد نهائية الكيان اللبناني.
وقال وزير خارجية الجزائر الاسبق الأخضر الإبراهيمي الذي كان من رعاة وعرابي اتفاق الطائف: أن أول هدف لاتفاق الطائف كان إنهاء الحرب في لبنان. متوجها بالتحية «لكل من ساهم في إتمام هذا الاتفاق قبل 33 عاما.
وتحدث عن «أهمية اتفاق الطائف الذي يساهم في صون لبنان بعد الحرب التي عصفت به»، لافتا إلى أن «وثيقة الوفاق الوطني جاءت بمساع سعودية وعربية وبإجماع لبناني على إرساء السلم».
وقال: لقد أوقفت حرب الخليج عمل اللجنة الثلاثية، التي كانت تريد أن تستمر في مواكبة تنفيذ الطائف وهذا لم يحصل.
وتحدث الرئيس فؤاد السنيورة قائلاً: أن الدروس والعبر التي يمكن استخلاصها من التجربة، تفيد بأن لبنان يقوم على قوة التوازن المستدام، الذي يحقق الاستقرار.
واضاف: لا حل طائفيا أو فئويا، بل هناك حل واحد، فلبنان يقوم بالجميع أو لا يقوم، ويكون للجميع أو لا يكون.
وختم: حسن النوايا هو المبدأ الذي يجب ان تبدأ به أي مبادرة أو حل، والأهم اليوم الوصول الى رئيس للجمهورية يؤمن باتفاق الطائف ويرعى العودة إليه ويسعى الى تثبيته والالتفات إلى الممارسة الصحيحة لتطبيقه.
من جانبه، شدد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط «على أن الأهم اليوم انتخاب رئيس للجمهورية».
وقال: المعركة الكبرى الآن ليست في صلاحيات الرئاسية الواضحة دستوريا وسياسيا، بل المشكلة في انتخاب الرئيس ولاحقا تشكيل حكومة ذات مصداقية، تطلق الإصلاحات المطلوبة للبدء بالإنقاذ الاقتصادي والمالي.
أضاف: الطائف أساسي جدا لأنه كرس إنهاء الحرب التي شهدها لبنان على مدى 15 عاما. وقبل البحث في تعديل الطائف، علينا تطبيقه أولا للوصول الى إلغاء الطائفية السياسية. ومن قال انني كوريث لكمال جنبلاط أعارض إلغاء الطائفية السياسية.
وختم: «في بنود الطائف المتعددة، هناك بند ينص على إنشاء مجلس الشيوخ الذي لم يطبق حتى الآن. هذا المطلب ورد في مذكرة الهيئة العليا للطائفة الدزرية إلى الرئيس السابق أمين الجميل، لكننا اصطدمنا مع النظام السوري برفض قاطع، لأن النظام لا يريد إعطاء الدروز في لبنان امتيازاً إضافياً قد ينعكس على دروز سوريا.
اضاف: تفضلوا شكلوا هذه اللجنة، وصولا إلى أن نحدث التغيير النوعي والكمي على الطائف في لبنان. مؤكدا «ضرورة السير بـالاصلاحات الأخرى التي وردت في الطائف ولم تطبق كاللامركزية الإدارية وغيرها، ولا مانع من أن تناقش بهدوء بعيدا عن التوترات الطائفية الآنية والتي تهدف لحرف المسار عن إنتخاب الرئيس».
واعتبر المطران بولس مطر في كلمته أن «المسيحيين والمسلمين أمة واحدة في اتفاق الطائف، ونحن في لبنان أخوة بالوطنية والعروبة والإنسانية، فنرجو من اللبنانيين وضع خلافاتهم تحت سقف الأخوة وليس فوقها» .
ورأى أن «عودتنا إلى الطائف فرصة للبنان، فالنظام السياسي خاضع للتبديل ضمن حوار يجب ألا يتوقف»، مشددا على أن «الحوار واجب علينا بمحبة وأخوة» .
اما المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا فدعت إلى «شحذ الهمم لتطبيق اتفاق الطائف التاريخي بما يضمن استقرار لبنان».
وأشارت إلى أن «الاتفاق وضع نظاما سياسيا جديدا يلبي طموحات اللبنانيين، من خلال تبني الإصلاحات وتنفيذها وتأسيس الانتماء الوطني».
ورأى نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عضو تكتل الجمهورية القوية النائب (القوات اللبنانية) غسان حاصباني أن «دستورنا صالح والخلل في تطبيقه بدأ من النوايا، ومن المهم البقاء في جو الوفاق» .
وقال: أن لبنان أمام فرصة مفصلية لتثبيت تطبيق الطائف، وعلى البرلمان اتخاذ الخطوات المطلوبة لتطبيقه.
رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي قال في تصريح له على هامش الاحتفال في تصريح تلفزيوني: بأن الطائف لا يزال الإتفاق الأصلح لتطبيقه.
وأضاف :هذا اليوم رمزيته مهمة جداً، والمؤتمر ينفي ان السعودية تركت لبنان، والحضور الكبير يشير الى تثبيت مضامين الطائف.
وتابع: الدستور والقوانين ينصون على القيام بتصريف الأعمال، وسنقوم بها لأننا سنُحاكم إن لم نفعل ونحن حريصون على القيام بواجباتنا، ولا اعتقد أن أي وزير سيتقاعس عن هذا الدور الوطنيّ.
اما سليمان فرنجية الذي حضر الاحتفال فقال: كل عمرنا بهمنا الطائف، ونحن جزء منه، ولم نأتِ الى الاحتفال من أجل الرئاسة بل دُعينا ولبينا الدعوة.
اضاف ردًّا على سؤال حول تأثير حضوره المؤتمرعلى علاقته مع حلفائه : حلفائي ليسوا ضد الطائف، لذا حضوري لن يؤثر على علاقتي معهم.
وتحدث على هامش المؤتمر ثلاثة من النواب الذين شاركوا في اتفاق الطائف، فقال النائب السابق بطرس حرب في مداخلة له: إنه من السهل اليوم انتقاد الطائف، ففي حقبة الحرب، ما عاشه لبنان لم يكن سهلاً أبداً، ولهذا جاء الطائف لإنهاء الاقتتال والالتزام به ضروري ويجب تطبيق بنوده بشكل أساسي .
ووجّه النائب السابق طلال المرعبي «الشكر للسعودية التي ترعى اتفاق الطائف وترعى لبنان ومن دون مقابل»، مشيراً إلى أن «المملكة تسعى إلى فرض الاستقرار والحفاظ على السلم الأهلي».
وقال: ندعو لإنشاء مجلس الشيوخ وإلغاء الطائفية السياسية، لا العمل «بالترويكا» في الحكم.
إلى ذلك، قال النائب والوزير السابق إدمون رزق في مداخلة له: نشهد ان جوهر اتفاق الطائف هو شراكة حضارية في نظام حر، فلا اكراه في الوطنية كما في الدين.
دفعة جديدة من النازحين
واستمرت امس الاول عودة النازحين السوريين الى بلدهم، فإنطلقت السبت الدفعة الثانية من رحلة العودة الطوعية للنازحين السوريين من نقطة التجمع في وادي حميد في عرسال ضمن قافلة تضم 330 نازحاً، في اتجاه معبر الزهراني على الحدود اللبنانية السورية الى قرى القلمون الغربي. وانطلقت رحلة العودة بمواكبة أمنية من مخابرات الجيش والامن العام اللبناني وفريق من الصليب الأحمر اللبناني والمنظمات الدولية. كما انطلقت فجرا قوافل جديدة من النازحين السوريين، من سرايا طرابلس، في اتجاه بلداتهم.
وأشرف على عملية العودة الطوعية، وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال هكتور الحجار الذي دعا المجتمع الدولي الى تشجيع هذه العودة.
الكوليرا: 118 اصابة
صحياً، ذكرت وزارة الصحة العامة، في تقرير امس، أن حالات الكوليرا في لبنان سجلت 10 اصابات جديدة، ورفعت العدد التراكمي إلى436، فيما لم يتم تسجيل اي حالة وفاة وسجل العدد التراكمي للوفيات 18.
كما نشرت وزارة الصحة خريطة تظهر عدد الاصابات الموزعة على البلدات والقرى اللبنانية.
*********************************************
افتتاحية صحيفة الديار
شائعات حول فوضى مُرتقبة تنتشر في المناطق… وقائد الجيش يُؤكد: الأمن ممسوك بقوّة
الراعي يُصعّد بتوجيه اللوم الى النواب : ما قيمة تمثيلكم للشعب إذا كنتم لا تملكون القرار ؟
«الكابيتال كونترول» نجم الساحة النيابيّة اليوم… هل يجتاز الإمتحان أو يستمرّ بالدوامة ؟ – صونيا رزق
مع مرور الاسبوع الاول من الفراغ الرئاسي الرسمي، إنتشرت الشائعات في مختلف المناطق اللبنانية، حول فوضى مرتقبة ستنطلق في الشارع، تبدأ بخلافات سياسية حزبية، فيتطور الوضع نحو الاسوأ ويغيب الاستقرار، وسط غياب كرسي الرئاسة الاولى، وتواجد حكومة تصريف الاعمال وسفر رئيسها، الامر الذي لا يبشّر بالخير، لا بل يزيد المخاوف والهواجس من وجود طابور خامس، يساهم بقلب الاوضاع رأساً على عقب بدقائق معدودة، لان «جسم البلد لبيّس»، لكن ما يطمئن في المقابل هو جهوزية المؤسسة العسكرية، وإستنفارها الدائم امام كل ما يتحضّر، وهذا ما اكده قائد الجيش العماد جوزف عون امام مجموعة من الضباط، بأنه لن يسمح بـ»خربطة» الوضع، خصوصاً مع قدوم المغتربين لقضاء عطلة الاعياد اواخر الشهر المقبل، مؤكداً انّ الامن ممسوك بقوة لانّ ضرب الاستقرار ممنوع.
معادلة فرنجية – سلام صعبة التحقيق؟
على الخط الرئاسي، برزت خلال الايام القليلة الماضية معادلة سليمان فرنجية مقابل نواف سلام، أي رئيس جمهورية محسوب على الخط الممانع، مقابل رئيس حكومة محسوب على الخط المعارض، وفي هذا الاطار، ووفق إتصالات «الديار»، افدنا بأنّ هذه المعادلة غير مطروحة، وانّ الاسمين غير مرتبطين ببعضهما، حتى انّ نائباً معارضاً علّق ضاحكاً بالقول:» ما بيجمعن شي، صعبة يتفقوا مع بعضن»، مما يشير الى انّ المعادلة المذكورة صعبة التحقيق حالياً، لكن لاحقاً كل شيء وارد، خصوصاً انّ سلام غير مرفوض من قبل المعارضة، لكن بالتأكيد الكل ينتظر تلك التسوية الخارجية التي توصل عادة الرئيس الى بعبدا.
الراعي يُواصل صرخاته: إنتخبوا رئيساً
هذا، ويواصل البطريرك الماروني بشارة الراعي دعواته المتكرّرة، الى ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن، تفادياً للتداعيات السلبية التي ستنتج عن الفراغ، وفي عظته امس في بكركي توجّه الى النواب قائلاً: « تريدون لبنان واحداً انتخبوا رئيساً، ما قيمة نيابتكم وتمثيلكم اذا كنتم لا تملكون حرية القرار في انتخاب رئيس؟، محذراً من أنّه مع غياب رئيس الجمهورية، يتعذر الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
وتابع: «تريدون لبنان كياناً واحداً؟ انتخبوا رئيساً للجمهورية، تريدون دولة لبنان الحديث، واستمرار صيغة الشراكة الوطنية؟ انتخبوا رئيساً، وأنتم أيها المسؤولون عن حصول الشغور الرئاسي، والمسؤولون اليوم عن انتخاب رئيس جديد، فلم تتأخرون وتتهرّبون وتعطلون؟ ولمَ تحجمون وتتريثون وتتقاعسون؟ ربما لا تملكون حرية القرار، فما قيمة نيابتكم؟ وإذا كنتم أحراراً في قراراتكم، فجريمة ألا تفرجوا عن قراركم الحر، وتنتخبوا رئيساً جديداً حراً، ثم ما قيمة تمثيلكم للشعب، إذا لم يكن على رأس الجمهورية رئيس؟».
مفاجآة في جلسة الخميس…
وفي إطار المشهد الذي يتكرّر في كل جلسة لإنتخاب رئيس، اشار مصدر نيابي محسوب على المستقلين لـ» الديار» الى انّ السيناريو المعروف سيتكرّر حتى إشعار آخر، أي لا رئيس هذا الخميس، وقال:» لكن الخرق وارد وفق ما وصلني من معلومات عن طرح إسم رئاسي جديد خلال الجلسة سيُحدث مفاجآة، على ان يسبق ذلك اتصالات مكثفة بين المعنيين بالملف الرئاسي» ، لكنه إستبعد ان يعلن الثنائي الشيعي إسم مرشحهما للرئاسة، على الرغم من انه معروف، لكن حتى اليوم يفضلان عدم تسميته في العلن.
«الكابيتال كونترول» يعود اليوم
إعتاد « الكابيتال كونترول « على السقوط خلال جلسات اللجان المشتركة، بسبب رفض غالبية النواب إقراره، في حال لم يتمّ التوصل الى خطة للتعافي الاقتصادي، تحمي المودعين من جهة، والمصارف من جهة أخرى. وبعد السجالات والأخذ والردّ كانت اللجان تتفق على تعليق المناقشات، لحين إيجاد حلّ جذريّ، على أن يتمّ الاستعانة بمجموعة اختصاصيين حقوقيين لدراسة قانون «الكابيتال كونترول» واتخاذ القرار المناسب بهذا الشأن، لتعود بذلك الكرة الى ملعب الحكومة، التي عليها تقديم اقتراحاتها وخططها في هذا السياق، ليُجرى البتّ في القانون لدى اللجان، واجريت التعديلات عليه بهدف حماية أموال المودعين، دون أن تنجح اللجان في إقرار المشروع، ورفعه الى الهيئة العامة للتصويت عليه، لكن اليوم سيكون نجم الساحة النيابية وسجالاتها المتكرّرة، فهل يجتاز الإمتحان او يستمر بالدوامة؟
ميقاتي في مصر
وبعيداً عن الهموم السياسية والاقتصادية اليومية في لبنان، يشارك رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في «مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27″، الذي يعقد على مدى يومين في شرم الشيخ، بدعوة مشتركة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والامم المتحدة.
ويضّم الوفد اللبناني المشارك وزير البيئة ناصر ياسين، وسفير لبنان لدى مصر علي الحلبي. وستكون للرئيس ميقاتي مداخلة في جلسات عمل المؤتمر، كما سيعقد سلسلة لقاءات واجتماعات مع عدد من القادة والرؤساء والمسؤولين.
إشارة الى انّ هذا المؤتمر السنوي تحضره 197 دولة، من أجل مناقشة تغيّر المناخ، وما تفعله هذه البلدان لمواجهة المشكلة ومعالجتها.
وزير الصحة يُطمئن
على الخط الصحي، أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال فراس الابيض عن اطلاق حملة نشر لقاح الكوليرا، وقال:» قريباً سيصل ٦٠٠ الف جرعة لقاح كوليرا، على ان تبدأ السبت المقبل، حملة لقاح الكوليرا من أجل الحماية والحد من الانتشار، كي يصبح لبنان خالياً من الكوليرا».
وتابع:» هناك فحوصات مثبتة في بعض المناطق بمياه الريّ، بعضها ملوث بالكوليرا، لذا نطلب من المواطنين التقيد بشدة بتعليمات غسل الخضار والفواكه، وإتباع الارشادات المطلوبة».
ضريبة الهجرة…
يلف الحزن الشديد بلدة كوسبا – الكورة، بعدما خطف الموت ثلاثة من شبابها في الاغتراب، حيث قضى اثنان إثر الفيضانات في استراليا، هما غصن غصن وبوب شاهين، والثالث هو غابي أسد الذي توفي بحادث سير مروّع في السعودية، الامر الذي يؤكد انّ اللبنانيين الهاربين من جهنم، يدفعون دمهم ضريبة للهجرة التي إضطروا عليها، بحثاُ عن لقمة العيش خارج وطنهم.
*********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
بعد 33 سنة المملكة تثبّت «الطائف ».. بحضور فرنجية
عقد المؤتمر الوطني في الذكرى الـ33 لإبرام اتفاق الطائف، بدعوة من السفير السعودي وليد بخاري في قصر «الأونيسكو»، في حضور وزير خارجية الجزائر الأسبق الأخضر الإبراهيمي، الرئيس ميشال سليمان، الرئيس فؤاد السنيورة، مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، الوزراء: جوني القرم، زياد المكاري، جورج كلاس، أمين سلام، وليد نصار، عباس الحاج حسن، ناصر ياسين وبسام مولوي، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، رئيس تيار «المرده» سليمان فرنجية»، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتيسكا، النواب: فادي علامة، ياسين ياسين، أكرم شهيب، أيوب حميد، ابراهيم منيمنة، عناية عز الدين، حسن مراد، بلال عبدالله، وليد البعريني، أشرف ريفي، سامي الجميل، هاغوب بقرادونيان، آلان عون، سيزار أبي خليل، عبد الرحمن البزري، غادة أيوب، بيار بو عاصي، مروان حمادة، طوني فرنجية، وائل بو فاعور، فؤاد مخزومي، ميشال معوض، نعمة افرام، دوري شمعون وغسان حاصباني وضاح الصادق.
حضر أيضا النواب والوزراء السابقون: ادمون رزق، بطرس حرب، ايلي الفرزلي، نهاد المشنوق، اوديس كيدانيان، مروان شربل، هادي حبيش، سمير الجسر، زياد بارود، طارق متري، وطلال المرعبي، المطران بولس مطر، المفتي أحمد قبلان، وفد من «تيار الكرامة» يمثل النائب والوزير السابق فيصل كرامي، وحشد من السفراء العرب والأجانب والسياسيين والإعلاميين.
بعد كلمة افتتاحية، ألقاها الزميل وليد عبود، تم عرض فيديو خاص عن توقيع اتفاق الطائف وأهميته في بناء لبنان ومساهمة الحريري في إعادة إعمار لبنان ما بعد الطائف.
البخاري: بعدها ألقى السفير البخاري كلمته حول توقيت المؤتمر والرسالة منه والمضامين الذي يحملها، وقال: إن قيادة المملكة الرشيدة تحرص على الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة لبنان، والأهم في هذا التوقيت هو ان نحافظ على الوفاق الوطني الذي هو تجسيد لمرحلة مر بها لبنان وشعبه الشقيق، لذلك ارتأت جامعة الدول العربية وانبثق منها اللجنة الثلاثية التي حرصت برعاية خادم الحرمين الشريفين رحمه الله الملك فهد بن عبد العزيز ودعم وجهود الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي تكللت بمخرج يعكس الحفاظ على امن واستقرار لبنان.
لقد حرصت المملكة وتحرص والمجتمع الدولي الذي يتمسك بمضمون اتفاقية الطائف من منطلق الحفاظ على صيغة العيش المشترك والبديل لن يكون الا مزيدا من الذهاب الى المجهول لا قدر الله.
وعن المبادرة الفرنسية لإطلاق حوار لبناني مشترك وبعد زيارة للسفير البخاري الى باريس أجاب: «أؤكد حرص الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال زياراتنا الى الاليزيه للقاء مستشاري فخامته، فقد طرحنا سؤالا حول احتمالية في نية فرنسا لدعوة القادة إلى لقاء وحوار وطني، أكدوا لنا أنه ليس هناك أي نية في طرح لدعوة أو نقاش طائف أو تعديل دستور».
الابراهيمي: وتحدث الإبراهيمي عن الهدف من اتفاق الطائف فقال: «الهدف من اجتماع الطائف والهدف من العمل الذي أوصلنا إلى اتفاق الطائف والهدف الذي تحقق في الطائف كان يعني أولا وقبل كل شيء إلى إنهاء الحرب. ثانيا الى ملء الشغور الذي حل بعد انتهاء ولاية الرئيس امين الجميل لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. ثالثا فتح الطريق أمام اللبنانيين جميع اللبنانيين لبناء دولتهم الجديدة وكان هناك أمل كبير ألا يتوقف عمل اللجنة الثلاثية بالخروج من الطائف، بل أنها ستواكب عمل لبنان من أجل إعادة بناء الدولة وإعمار لبنان.
جنبلاط: من جانبه، شدد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من «الأنيسكو»، على أن «الأهم اليوم انتخاب رئيس للجمهورية». وقال «المعركة الكبرى الآن ليست في صلاحيات الرئاسية الواضحة دستوريا وسياسيا، بل المشكلة في انتخاب الرئيس ولاحقا تشكيل حكومة ذات مصداقية، تطلق الإصلاحات المطلوبة للبدء بالإنقاذ الاقتصادي والمالي». أضاف «الطائف أساسي جدا لأنه كرس إنهاء الحرب التي شهدها لبنان على مدى 15 عاما. وقبل البحث في تعديل الطائف، علينا تطبيقه أولا للوصول الى إلغاء الطائفية السياسية. من قال انني كوريث لكمال جنبلاط أعارض إلغاء الطائفية السياسية».
مطر: وفي موقفٍ يُظهر الالتفافَ المسيحي – الاسلامي حول «الطائف»، اعتبر المطران بولس مطر، ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، من «الأونيسكو» أن «المسيحيين والمسلمين أمة واحدة في اتفاق الطائف، ونحن في لبنان أخوة بالوطنية والعروبة والإنسانية، فنرجو من اللبنانيين وضع خلافاتهم تحت سقف الأخوة وليس فوقها». ورأى أن «عودتنا إلى الطائف فرصة للبنان، فالنظام السياسي خاضع للتبديل ضمن حوار يجب ألا يتوقف»، مشددا على أن «الحوار واجب علينا بمحبة وأخوة».
السنيورة: من جهته، شدد الرئيس فؤاد السنيورة على أن «الدروس والعبر التي يمكن استخلاصها من التجربة تفيد بأن لبنان يقوم على قوة التوازن المستدام، الذي يحقق الاستقرار». وقال «لا حل طائفيا أو فئويا، بل هناك حل واحد فلبنان يقوم بالجميع أو لا يقوم، ويكون للجميع أو لا يكون». وختم «حسن النوايا هو المبدأ الذي يجب ان تبدأ به أي مبادرة أو حل، والأهم اليوم الوصول الى رئيس للجمهورية يؤمن باتفاق الطائف ويرعى العودة إليه ويسعى الى تثبيته والالتفات إلى الممارسة الصحيحة لتطبيقه».
حاصباني: وقال حاصباني: «إذا نظرنا الى الأهداف التي وضعت على أساسها وثيقة الوفاق الوطني في الطائف والاعمدة التي قامت عليها، من نهائية الكيان اللبناني أرضا وهوية وشعبا وبسط سيادة الدولة على مختلف أراضيها والتي كرست في الدستور برعاية المملكة العربية السعودية وبضمانات دولية ومن الامم المتحدة، وإذا نظرنا الى الممارسة وتطبيق الدستور اللبناني، فلا شك أن دستورنا صالح وتطبيقه هو الأساس بالرغم من النوايا التي رافقت ذلك من قوى داخلية او خارجية او قوى متحكمة بالوضع في لبنان».
فرونتسكا: اما امميا، فدعت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا إلى «شحذ الهمم لتطبيق اتفاق الطائف التاريخي بما يضمن استقرار لبنان». وأشارت إلى أن «الاتفاق وضع نظاما سياسيا جديدا يلبي طموحات اللبنانيين من خلال تبني الإصلاحات وتنفيذها وتأسيس الانتماء الوطني».
ميقاتي: الى ذلك، اعتبر رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ان «المؤتمر المنعقد يؤكد مجددا ان المملكة العربية السعودية لم تترك لبنان، والحضور الكبير هنا يشيرُ إلى تثبيت مضامين اتفاق الطائف الذي لا يزال الاتفاق الأصلح للبنان».
المرعبي: ودعا النائب والوزير السابق طلال المرعبي من «الأونيسكو» إلى «إنشاء مجلس شيوخ وإلغاء الطائفية السياسية لا العمل بالترويكا».
وشكر «السعودية التي ترعى اتفاق الطائف ولبنان من دون مقابل، وتسعى فقط الى فرض الاستقرار».
إفرام: فلنطبّق «الطائف» كاملاً
غرد النائب نعمة افرام عبر “تويتر”: “وثيقة الوفاق الوطني هي روح ونص. أخذنا جانباً من روحها وجزءاً من نصوصها، فتوقّف القتال في الشوارع لنقع في فوضى الصراع على السلطة المركزيّة وفي شرك تعطيل المؤسّسات الدستوريّة. الطائف هو كلّ في روحه ونصوصه. فلنطبّق الطائف كاملاً وبعدها نبحث في سد ثغراته وتطويره”.
سعيد: من عطّل «الطائف»؟
غرد رئيس “المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان” النائب السابق فارس سعيد عبر حسابه على “تويتر”: “أكدّت دعوة المملكة العربية السعودية و حضور ممثلة الامم المتحدّة على متانة اتفاق الطائف عربياً و دولياً، متانته لبنانياً بحاجة الى بلورة في ظلّ: ١- طمع حزب الله في انتزاع شرعيّة بشأن سلاحه ٢- تراخي خصومه حتى حدود الإختفاء .. وقد برز خوفهم من اتهام حزب الله تعطيل الطائف البارحة”.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :