تجرى محاولات بين الحين والآخر من أجل تقريب وجهات النظر بين الأفرقاء السياسيين لعلّ هذا الأمر يوصل إلى النتيجة المرجوة. وقد رسم الاستحقاق الرئاسي والجلسات المتقطّعة خطوط التماس بين القوى السياسية، فمن جهة هناك الفريق «السيادي» الذي تبنّى ترشيح رئيس حركة «الإستقلال» النائب ميشال معوض، ومن جهة ثانية يتمترس فريق 8 آذار و»التيار الوطني الحرّ» خلف لعبة الأوراق البيضاء والتعطيل، في حين أن «نواب التغيير» وبعض المستقلّين لم يحسموا أمرهم ولا يزالون في حالة تخبّط في طرح الأسماء بلا أيّ وضوح في الرؤية.
وفي الوقت الضائع، يحاول البعض القيام بمبادرات رئاسية وعرض أسماء جديّة، وهذه الأسماء تصل إلى بكركي والقوى المسيحية وبقية الكتل، وتحاول بكركي القيام بدور توفيقي يوصل رئيساً يباشر مشوار الإنقاذ.
ويأتي دور بكركي الرئاسي هذا العام أكبر من الدور الذي سيطر قبل فراغ 2014 وبعده، حينها دخل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الإستحقاق من باب جمع القادة الموارنة، أما اليوم فإنه يتعاطى بالإستحقاق الرئاسي من زاوية أن البلاد بحاجة إلى رئيس ينقذ الكيان والدولة ويؤدّي دوره الجامع بالحفاظ على لبنان الكبير. وفي هذا الإطار فإن أكبر مشكلة تواجه الأسماء المطروحة هي استخدام «الفيتوات» المتبادلة، فالإسم الذي يوافق عليه هذا الفريق يرفضه الفريق الآخر والعكس صحيح.
وتؤكد المعلومات أنّ هناك أسماء متداولة جرت مناقشة فرص وصولها إلى سدّة الرئاسة وإمكانية دعمها من قِبل الكتل المسيحية وبقية الأفرقاء بعد سقوط أسماء- صقور الموارنة المرشحين، وضمّت اللائحة أسماء عدّة أبرزهم الوزراء السابقون: جهاد أزعور، روجيه ديب، زياد بارود والسفير السابق جورج خوري، لكن حتى الساعة لم يصل الأفرقاء إلى اتفاق حول اسم واحد لتباركه بكركي ويصل إلى المجلس النيابي.
ومن جهة ثانية، يؤكد العاملون على خطّ تقريب وجهات النظر ومحاولة التوفيق على مرشح أن اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون يأتي على رأس اللائحة المتداولة، وليس صحيحاً أن هناك «فيتو» عليه، وما عزّز من فرص احتضانه هو سلوكه كرجل دولة وحمايته للجيش اللبناني ومساعدة عناصره وطريقة إدارته السليمة للمؤسسة العسكرية في أصعب مرحلة من تاريخ لبنان، لذلك هو مؤتمن على قيادة الوطن في هذا الظرف العصيب.
ويشدّدون على أن» قائد الجيش في ضفة، وبقية الأسماء في ضفة أخرى، وذلك نظراً لأهمية ترشيحه والذي يحظى بغطاء ودعم إقليميين ودوليين. لكن السؤال الذي يُطرح: لماذا لم يتم حتى الساعة الإتفاق عليه طالما أنه مقبول من الجميع ويحظى بهذا الإحتضان؟
والجواب بحسب المعلومات هو أنّ الجميع يحاول الحفاظ عليه كمرشح مقبول وعدم طرح اسمه للحرق، ويحتاج إلى إنضاج الطبخة اكثر وتعديل دستوري، لذلك مع الفراغ تسقط كل المحرّمات بما فيها تعديل الدستور، ويبقى الأمر في انتظار اللحظة المناسبة.
وفي هذا الإطار، يستمرّ العمل على إنضاج تسوية رئاسية مقبولة من الجميع وفق قواعد محدّدة، لذلك فإن طرح الأسماء، على رغم تقدّم اسم قائد الجيش، سيبقى جارياً لأن ترك البلاد بلا رئيس هو انتحار.
ومن جهة أخرى، فإن تقريب وجهات النظر بين الأفرقاء وخصوصاً المسيحيين سيبقى شغل بكركي الشاغل، لكن بكركي ترفض أن يُنتخب رئيس بعيد عن الشأن العام ولا يعلم بأوجاع الناس ويسقط بـ»الباراشوت» لأن الظروف تتطلّب وجود رئيس فاعل وجريء ويعمل على علاج مشاكل لبنان السياسية والأمنية والإقتصادية والمالية، وإلا فحجم الخراب سيتسع وعندها تصبح طريق العودة صعبة جداً.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :