اليوم في البرلمان تُقرأ رسالةُ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الموقّعة في 30 تشرين الأول 2022 أي الموقعة قبل يوم واحد من انتهاء ولايته الرئاسية وتتعلق "بوجوب اتخاذ المقتضى البرلماني" بعد توقيع الرئيس عون مرسوم استقالة الحكومة الحالية-هذه الخطوة التي نعتها فريقٌ "بلزوم ما لا يلزم" في مقابل أن فريق التيار الوطني الحر يريد الانطلاق منها ومن أي واقع دستوري وسياسي آخر كي تتعزز مقولة الوزير جبران باسيل: "التحذير من فوضى دستورية في حال تولت الحكومة الحالية مهمات رئيس الجمهورية بعدما خلت كرسي الرئاسة".
مصدر برلماني اكد لـ "ليبانون فايلز" ان "الصفحة ستُطوى في مجلس النواب بعد تلاوة رسالة الرئيس عون الذي لم يعد اليوم رئيساً للجمهورية وهو اليوم الثالث ما بعد انتهاء الولاية الرئاسية"...
المصدر خفّف الى حدود دنيا من أهمية تهويلات النائب باسيل على رغم تأكيد المصدر أن الوضع شائك وصعب وأن اختلالا في التوازن الدستوري واقع إنما غير خطر وأن الاتصالات والمشاورات على مسارات تؤدي الى عدم تأجيج الأجواء، ستنطلق بقوة وبلا هوادة كي يقترب الوقت الذي ننتخب فيه رئيساً للجمهورية.
وأوضح أن الاتصالات ستتكثف خصوصاً بعد البيان الذي صدر عن رئيس البرلمان نبيه بري للعزوف عن توجيهه الدعوة للحوار، وفيه الآتي:
بعد إستمزاج الآراء حول الدعوة للحوار بين الكتل النيابية للوصول الى رئيس توافقي يعتذر الرئيس بري عن السير قدماً بهذا التوجه نتيجةَ الإعتراض والتحفظ، سيما من كتلتي "القوات" و"التيار" ..
بالتوازي ومن مؤشرات سير العجلات في شكل مقبول رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وفي أول مهمة في مطلع فترة خلو كرسي رئاسة الجمهورية كان يتابع لقاءاته في الجزائر حيث ألقى الكلمة بإسم لبنان في القمة العربية ولفت فيها الى ان لبنان الذي كان منارة الشرق تغيّر والرجاء يكمن في إحاطته من الأشقاء العرب والأصدقاء... ميقاتي لفت في المقابل إلى نجاحِنا في ملف الترسيم البحري الجنوبي الذي نأمل ان يكون بدايةَ مسار نحو الازدهار والتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية يلم شمل اللبنانيين كذلك شدد على التزام الطائف...
ومن هنا يؤشر مضيُّ ميقاتي في ممارسة مهماته كرئيس حكومة تصريف أعمال وإلقاء كلمة لبنان اضافة الى لقاءاته في الجزائر حيث رافقه وزير الخارجية عبد الله بوحبيب والأهم وزير الطاقة وليد فياض كل ذلك يؤشر الى أن نتائج التهويلات لا تزال دون اهدافها ولو ان ثمة سباقاً مع الوقت يخوضه المعنيون في الداخل وفي الخارج وما بينهما بمسألة التسريع في تأمين توافقات أو تفاهمات تؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية.
وإذا كان أمام القمة العربية في الجزائر، وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان آل سعود اعلن ان المملكة تشدد على محورية سيادة لبنان وتتطلع إلى إنتخاب رئيس جديد يمكنه توحيد اللبنانيين فإنه ومع بداية الفراغ الرئاسي، أو الشغور الرئاسي تصاعدت مواقف ضاغطة عربية واوروبية ودولية لاستعجال انتخاب رئيس جديد لجمهورية لبنان والحَؤول دون أزمةِ فراغ مؤسساتي طويل الأمد بحسب تأكيد أوساط دبلوماسية أوروبية.