باسيل: لن أنتخب برّي رئيساً للجمهوريّة!

باسيل: لن أنتخب برّي رئيساً للجمهوريّة!

 

Telegram

 

يمكن حتى الآن الجزم بوجود شبه مسلّمات منذ لحظة الشغور الرئاسي قد لا يزيح عنها حزب الله حتى إشعار آخر ما دامت قواعد اللعبة إقليمياً ودولياً ومحلياً تراوح مكانها:

- مرشّح حزب الله الضمني لرئاسة الجمهورية هو سليمان فرنجية وليس أيّ مرشّح آخر.

- لا لترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون لكثير من الاعتبارات. أوّلها أنّ مَن تريده واشنطن والرياض و"القوات" ليخلف ميشال عون في بعبدا سترفضه المقاومة، وثانيها يُستشفّ من القول: "سنقفل الأبواب أمام أيّ احتمال لإعادة تكرار تجربة ميشال سليمان".

- تحت أيّ ظرف أو مناخات ضاغطة ستكون كلمة الثنائي الشيعي موحّدة في الرئاسة وفي الحكومة. واحتمال السير بخيار جبران باسيل أو فرنجية لن يكون أبداً على حساب العلاقة بين طرفَيْ الثنائي الشيعي ما دام برّي هو رئيس مجلس النواب ورئيس حركة أمل. في هذا السياق يتبنّى الحزب، تحديداً، توصيف عون قبل أيام من مغادرته القصر الجمهوري بـ"أنّ الحركة والحزب كالتوأم السياميّ لا يمكن فصلهما لأنّ ذلك سيتسبّب بسقوط دم".

لقاء نصرالله-باسيل

لم يطّلع كثر على فحوى اللقاء الذي جَمَع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بناءً على طلبه، مع النائب باسيل. وفق المعطيات، تجاوز بند الانتخابات الرئاسية بند الحكومة خلال اللقاء بعدما سلّم الحزب باستحالة تقريب وجهات النظر بين ميقاتي وباسيل. طرح السيّد اسم سليمان فرنجية كخيار أوّل للسير به في معركة الرئاسة، الأمر الذي رفضه جبران باسيل بشكل صارم، مع العلم أنّ نصرالله قدّم مقاربة الحزب لضرورة عدم خروج كرة الرئاسة من ملعب المرشحين المؤيّدين للمقاومة، عارضاً للظرف السياسي الذي يخدم بشكل أكبر وصول فرنجية.


أعادَ رئيس التيار الوطني الحر تكرار حيثيّات رفضه لوصول فرنجية إلى سدّة الرئاسة الأولى، لكنّ العبارة المستجدّة حملت رفضاً باسيليّاً لانتخاب "نبيه برّي لرئاسة الجمهورية". قَصَدَ جبران بذلك أنّ فرنجية يمثّل أحد وجوه المنظومة الحاكمة منذ التسعينيّات، ولم يقصّر في الهجوم على العهد طوال فترة عون الرئاسية إلى اللحظة التي فرمل فيها "عمليّات القصف" المركّزة على عون وباسيل بسبب "مصلحته" الرئاسية، وهو الأمر الذي أشار إليه صراحة باسيل في أحد خطاباته حيث عاير فرنجية بسلوكه درب المهادنة "لأنو عندو مصلحة معنا".

ولذلك، فإنّ منح الغطاء من أكبر كتلة نيابية ومسيحية لانتخابه رئيساً يُشبه إيصال نبيه برّي شخصياً إلى رئاسة الجمهورية، وقد طرح باسيل خلال الجلسة التوافق بينه وبين فرنجية وبكركي وباقي القوى السياسية على مرشح توافقي كخيار وحيد متاح في هذه المرحلة.

هو الستاتيكو القاتل الذي قد يُحكم سيطرته على المرحلة المقبلة من دون مؤشّرات ملموسة حتى الآن إلى احتمال حصول خرق ما يسهِّل التنقيب عن خليفة ميشال عون.

يقول مصدر مطّلع في هذا السياق إنّ رفض باسيل القاطع حتى الآن للسير بفرنجية يقابله، وفق معلومات "أساس"، المعطيات الآتية:

- في مجلس خاصّ جَمَع البطريرك بشارة الراعي وقياديّين في حزب الله أبلغ الأوّل ضيوفه بأن "لا مانع لديّ بانتخاب فرنجية. المهمّ أن لا يؤدّي ذلك إلى تكريس الشرخ وزيادة حدّة الانقسامات".

- من ضمن المداولات السرّيّة بين حزب الله والرئيس برّي أفاد الأخير ما معناه: "تولّوا أنتم (حزب الله) مسألة إقناع باسيل بفرنجيّة و"عليّي" (على عاتقي) وليد جنبلاط". يأتي ذلك ضمن إطار استراتيجية صامتة حتى الآن لدى الثنائي الشيعي لمحاولة جمع 65 صوتاً "خاص ناص" لفرنجية، يمكن من خلالها وضع "داتا" الأصوات على الطاولة والتفاوض عليها مع بقيّة القوى السياسية لإكمال نصاب الحضور بالثلثين، ثمّ طرح اسم فرنجية على واشنطن والرياض الرافضتين حتى الآن لـ "مرشّح حزب الله".


- ما تردّد أيضاً في الكواليس الضيّقة عن تقديم حزب الله نفسه كـ "ضمانة" لولاية رئاسية كاملة لسليمان فرنجية، ولمنح "امتيازات" لباسيل الذي بات يتصرّف بالتزامن مع نهاية الولاية الرئاسية لعون كأنّه "المرشّح الطبيعي والبديهي لرئاسة الجمهورية"، مع فائض من العنجهية والغرور تجلّيا، وفق أوساط حزبية، في قوله "لا" كبيرة بوجه السيّد حين طرح عليه بالاسم سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية مع سلسلة ضمانات. وهو أمرٌ أثار، وفق مصدر موثوق، انزعاج السيّد نصرالله وقيادات حزب الله، خصوصاً أنّ المطبخ السياسي العالِم ببواطن الأمور لدى حزب الله يسلّم بأنّ باسيل "هو المستفيد الأكبر من الفراغ الرئاسي من خلال محاولة فرض نفسه لاحقاً حيثيّة سياسية-شعبية-مسيحية لا يمكن تجاوزها في استحقاق الرئاسة في ظلّ ضعف ترشيحات الآخرين باستثناء فرنجية منافسه الأوحد لدى الحزب". لذلك لا يُسقِط حزب الله من حساباته إمكان استثمار باسيل زيارته للضاحية ورفضه "عَرْض" السيّد في سياق تقوية ورقته الرئاسية ضمن بيئته وخارجها.

باسيل إلى المعارضة
لكنّ لسان حال قيادات حزب الله اليوم يقول: "نحن الحليف شبه الوحيد لباسيل، والجميع تقريباً ضدّه. هذه معادلة غير كافية لإيصال رئيس أكبر كتلة نيابية ومسيحية إلى قصر بعبدا، وبالتأكيد لا يشبه مشروع وصوله بشيء معركةَ حزب الله من أجل إيصال ميشال عون إلى بعبدا"، مع توقّع موجة جديدة من التصعيد الباسيليّ سيكون "هذه المرّة تحت خيمة المعارضة، وأوّل دفعة على الحساب تجلّت في التفاوض على أسماء الوزراء المسيحيين في حكومة ميقاتي التي لم يرَ تعويمها النور، وفي الوقت نفسه رفض منح الثقة لها".


سيذهب التصعيد، وفق منطق هؤلاء، إلى حّد تصوير الفريق المُسلم في السلطة، أي رئاسة مجلس النواب ورئيس حكومة تصريف الأعمال، في موقع "المُغتصِب" لصلاحيات رئاسة الجمهورية حتى لو لم يدعُ ميقاتي إلى جلسات لمجلس الوزراء، ومن خلال هذا الواقع طرح باسيل نفسه مرشّحاً أوّل أو ناخباً أوّل في استحقاق رئاسة الجمهورية.

إميل لحّود جديد

باختصار، وفق معطيات الخارج والداخل لن يرتاح حزب الله إلّا لرئيس جمهورية قريب من تجربة إميل لحود "المريحة له" في الحكم.

لذلك يتقدّم فرنجية الجميع، وفق حسابات الحزب، و"تقابل ذلك واقعية سياسية ستُحيل نجيب ميقاتي إلى التقاعد الحكومي الحتمي فور انتهاء مرحلة تصريف الأعمال".

تقول شخصية قريبة جدّاً من حزب الله لـ "أساس": "ليس هناك أي إمكانية لتعيين ميقاتي مجدّداً رئيساً أصيلاً لأيّ حكومة. اكتفينا منه. نحن نجزم أنّ دوره يقتصر الآن على إدارة مرحلة الفراغ، وبعدئذٍ سيكون من الأفضل أن يتفرّغ لأعماله الشخصية أو ربّما خوض غمار النيابة مجدّداً. وبالتأكيد تتطلّب المرحلة المقبلة رئيس حكومة وسطيّاً، لكن ليس من الفئة الميقاتيّة".

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram