افتتاحية صحيفة البناء:
بايدن يفوز بجورجيا وترامب بكارولينا الشماليّة… والأرقام تنتقم من 2016: 306 / 232
لبنان أمام تحدّي نجاح مهمة الإقفال في تخفيض الإصابات وزيادة الطاقة الاستشفائيّة
دوريل يدخل بوساطة الأسماء بين عون والحريري... وسيواصل المتابعة من باريس
وطنية - كتبت "البناء" تقول: تتبلور شيئاً فشيئاً صورة المشهد الانتخابي الأميركي لصالح التسليم الجمهوريّ بفوز المنافس الديمقراطي جو بايدن على الرئيس دونالد ترامب، بعدما حسمت المراجعات التي طالت إعادة فرز الأصوات في عدد من صناديق الاقتراع في الولايات المتنازع عليها، أن النتيجة التي انتهت بفوز بايدن غير قابلة للتغيير، وجاءت نتائج ولاية جورجيا التي تتمثل في المجمع الانتخابي بـ16 صوتا لصالح بايدن لتجعله فائزاً بـ 306 مقاعد، بينما حسمت كارولينا الشمالية التي تتمثل بـ 15 مقعداً لصالح ترامب ليصير مجموع 232 مندوباً، والمفارقة أن هذه النتيجة هي التي حازها معكوسة الرئيس ترامب بوجه المرشحة الديمقراطيّة هيلاري كلينتون عام 2016.
القلق الأميركي والدولي من تمسك ترامب بالبقاء في البيت الأبيض تراجع لصالح قلق من نوع آخر هو ما سيفعله ترامب خلال المدة الفاصلة عن تسليم السلطة، في ظل تزايد إجراءات يتخذها لإدخال تعديلات على إدارته لا تتناسب مع قرب الرحيل، بينما تتّسع عالمياً وأميركياً حالة التعامل مع بايدن كرئيس مقبل، فيما يخفّف البعض من أهمية إجراءات ترامب الانتقامية من معاونيه ويضعونها في دائرة تصفية الحسابات مع الذين يحملهم مسؤولية فشله الانتخابي.
في لبنان، الاهتمام بالإقفال الذي يبدأ اليوم واضح شعبياً ورسمياً، وآمال بأن يكون القلق من خروج تفشي الوباء عن السيطرة حافزاً لتحويل الإقفال الى فرصة لتحقيق تقدم في مواجهة التفشي. فعلى الصعيد الشعبي شكل توجّه غالبية أبناء المحافظات من بيروت الى الأرياف تعبيراً عن نية الالتزام بموجبات الإقفال، وحكومياً جاءت كلمة لرئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب تعزيزاً للاهتمام الرسمي وتحفيزاً للاهتمام الشعبي. بينما قال وزير الصحة حمد حسن إن خطط الوزارة لزيادة أسرّة العناية الفائقة بـ 54 سريراً خلال أسبوعي الإقفال، وإضافة عدد من المستشفيات الخاصة والمستشفيات الميدانية الى شبكة المواجهة مع تفشي وباء كورونا.
على المستوى السياسي يغادر اليوم المبعوث الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل بيروت بعدما أنهى جولاته على السياسيين، وكان أبرزها مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بعدما التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري إضافة للنائب السابق وليد جنبلاط. وقالت مصادر مواكبة للمسار الحكومي إن دوريل انتقل اليوم من مجرد التحذير من ضياع الفرصة، وتذكيره بمخاطر ضياع فرصة انعقاد مؤتمر الدعم الدولي الذي يتحرك لعقده الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون، الى الدخول في التفاصيل والأسماء وبدء مسعى للوساطة حول الخلاف الذي يبدو محصوراً باسمين بين رؤية كل من رئيسي الجمهورية والحكومة، يشكل حلها مفتاحاً لباقي العقد. وهو ما توقعت المصادر ان يتابعه دوريل من باريس، وان يكون الأسبوع الفاصل عن عيد الاستقلال أسبوعاً لمساعي الوساطة الفرنسية لاستيلاد الحكومة قبل عيد الاستقلال.
لقاء دوريل - باسيل
وفي إطار جولته على القيادات السياسية والحزبية، استكمل الموفد الفرنسي باتريك دوريل جولته. فالتقى في الرابية أمس، رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على مدى ساعتين ونصف الساعة.
وأفادت مصادر مطلقة على أجواء اللقاء أن "باسيل أعاد ترتيب الأفكار وأجرى مطالعة لتبيان مدى مصلحته بإنجاح المبادرة بدءاً من لقاء الصنوبر، وأظهر له بالمسار كل عملية تسهيل قدّمها التيار المتمثلة بالقول إنه يقبل بكل ما يتفق عليه الحريري مع رئيس الجمهورية، وهذا اعتبرناه نحن قمة التسهيل، وكان جواب الموفد الفرنسي بالموافقة على كلام باسيل". واعتبرت المصادر أن خلاصة موقف باسيل أنه عندما تكون هناك ثقة بين الفرقاء ومعاملة بالمثل مع كل الناس أي المعيار الواحد، لن يعود هناك أي سبب لتأخير الحكومة.
وقال باسيل لدوريل: إسأل الحريري "بيقلك ما في شي بالشخصي بيني وبينه، وما في إلا كل مودة وأنا ما بشخصن المشاكل". وأكد باسيل أننا "أكثر المعنيين بإنجاح المبادرة الفرنسية ونحن المعنيين مباشرة وليس من المعقول الا ان نكون إيجابيين". واقتصر اللقاء بين دوريل وباسيل على الملف الحكومي وأبدى الفرنسيون اهتمامهم لإنجاح مبادرتهم.
وبعد اللقاء لفت باسيل في تصريح تلفزيوني الى أن "دوريل لمس من خلال لقائنا أننا ليس لدينا اي شرط ومطلبنا الوحيد حول الحكومة أن يكون هناك معيار واحد وعدالة تطبق مع الجميع وحتى اللحظة نحن منفتحون "وبعدنا ما حددنا موقفنا إذا منشارك او ما منشارك".
لقاء متوقع بين عون والحريري
ولم يُسجل ملف تشكيل الحكومة أي تطور بانتظار حصيلة المشاورات التي أجراها الموفد الفرنسي خلال جلسته ومدى انعكاسها الايجابي على عملية التأليف، وسط معلومات لفتت لـ "البناء" الى أن رئيس الجمهورية ميشال عون سيجري عملية تقييم للمشاورات والاقتراحات التي طرحت وللرسائل التي نقلها دوريل من الرئيس الفرنسي الى المسؤولين اللبنانيين تمهيداً للدفع باتجاه تأليف الحكومة على أن يفعل الأمر نفسه الرئيس المكلف لملاقاة عون وباسيل في وسط الطريق. ومن المتوقع بحسب المصادر أن يحصل لقاء بين عون والحريري خلال عطلة نهاية الأسبوع للبحث في الوضع الحكومي، إلا أن أوساطاً مطلعة على موقف الحريري لفتت لـ"البناء" الى أن المشاورات على خط بعبدا - بيت الوسط متوقفة بانتظار قوة الدفع الفرنسية التي ستحملها زيارة دوريل". فيما يشير أكثر من مصدر سياسي لـ"البناء" الى أن الحكومة بحكم المؤجّلة وزيارة الموفد الفرنسي خير دليل على أن المفاوضات الحكومية وصلت الى طريق مسدود".
ضغوط خارجيّة تؤخر الحكومة
وفيما لفتت أوساط فريق المقاومة لـ"البناء" الى أن "العقد أمام تأليف الحكومة خارجية أكثر من داخلية وهي تتعلّق بمدى استقلالية الرئيس المكلف عن العوامل والضغوط الخارجية والأميركية السعودية تحديداً"، وتساءلت: لماذا قرّرت الإدارة الأميركية فرض عقوبات على رئيس أكبر كتلة نيابية في المجلس النيابي في خضم عملية تأليف الحكومة؟ أليس الهدف عرقلة التأليف والإيحاء للحريري وقف اندفاعته ومحركات التأليف؟ وما سر التزامن بين العقوبات وزيارة الموفد الفرنسي الى بيروت؟". وإذ لفتت إلى أن حزب الله قدم ما يستطيع من تسهيلات لتأليف الحكومة ولن يرضخ للإملاءات والشروط الأميركية بمنع تمثيله في الحكومة، أكدت الأوساط بأن لا حكومة في لبنان تغيّر المعادلة الداخلية وتقصي أطرافاً سياسية وازنة في البلد عن التشكيلة الحكومية".
عبدالله: يريدون "زكزكة جنبلاط"
من جهته أكد عضو كتلة اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبدالله لـ"البناء" أن لا عقدة درزيّة كما يُشاع بل العقدة سياسية تتعلق بالواقع الإقليمي والدولي وداخلية تتعلق بالحصة المسيحية"، ولفت الى أننا مع أي حكومة تنقذ لبنان من الانهيار الاقتصادي والصحي وقادرة على التفاوض مع صندوق النقد الدولي وإنجاز الإصلاحات المطلوبة".
وعن موقف رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط من تمثيل النائب طلال أرسلان بحقيبة وزارية إسوة بالاشتراكي، أوضح عبدالله أن "هذا الأمر سيعقد تأليف الحكومة ويدفع كل الكتل صغيرة أم كبيرة الى المطالبة بالتمثيل"، متسائلاً هذه الدعوات هدفها "زكزكة جنبلاط" فيما العقدة في مكان آخر. وكشف عبدالله أن "الرئيس المكلف لم يتواصل معنا منذ اللقاء الأخير معه في المجلس النيابي وقلنا له إن هدفنا تأليف حكومة منتجة رشيقة ومن أصحاب الكفاءات ولم يعرض علينا اي حقيبة ولم يطلب منا اقتراح أسماء حتى الساعة".
باسيل: العقوبات لن تؤثر عليّ
وفي أول مقابلة له بعد قرار العقوبات عليه، أكد باسيل في حوار تلفزيوني أن العقوبات الأميركية التي فرضت عليه جاءت بعد العديد من المطالبات الاميركية بفك التفاهم مع حزب الله.
وقال: "كنت سابقاً أسمع عن العقوبات الأميركية واليوم اصبحت أنا على لائحة العقوبات، وعلى الصعيد الشخصي لم تؤثر عليَّ كثيراً من خلال البطاقة المصرفية التي لم استعملها منذ شباط الفائت". وأضاف: "مشكلتنا مع "اسرائيل" أنها هي لا تريد السلام وليس نحن وتستخدم قوتها لسلب الحقوق، لن اصافح "اسرائيلياً" الا حين يحصل كل عربي على حقه ومشكلتنا ليست ايديولوجية مع "اليهود" انما نحارب من اجل حقوقنا"، لافتاً إلى أننا "لا نسعى الى زيادة المشاكل مع "اسرائيل" وفي حال أرادت ارجاع مزارع شبعا بالتأكيد لن نقول كلا لا نريد". وتابع باسيل: "قمنا بالتفاهم مع حزب الله من أجل لبنان وحماية لبنان"، مشيراً إلى أن سياسة الولايات المتحدة الأميركية تدفعنا نحو التوجه شرقاً في حين اننا نحتاج ان يكون لبنان جسر عبور بين الشرق والغرب كما نسعى لإقامة علاقات جيدة مع اميركا".
وأوضح باسيل أن مؤتمر عودة النازحين خطوة مهمة بضمانة روسية وسورية وتواجد لبنان في هذا المؤتمر من خلال الوزير مشرفية بمسألة النازحين السوريين دليل الى مدى جدية لبنان في السعي لإعادة النازحين الى بلادهم.
السفيرة الأميركية
ويبدو أن فصول الاشتباك السياسي والإعلامي بين باسيل والسفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا لم ينتهِ، إذ ردّت شيا على باسيل معتبرة أن "الولايات المتحدة الاميركية ما زالت تستعمل سياسة الضغط على حزب الله"، وأشارت إلى أن باسيل "بعلاقته مع حزب الله يغطي سلاحه فيما الأخير يغطي فساده"، وأضافت: "لم نفعل بعد كما دول الخليج والابتعاد عن لبنان وعدم دعمه، فهذا ما لم نقم به بعد". ولفتت شيا إلى أن "شرطنا كان لمساعدة لبنان في مواجهة فيروس كورونا الابتعاد عن وزارة الصحة لقرب وزير الصحة من حزب الله والتعامل مع مؤسسات صديقة وموثوق منها كالجامعة الأميركية والجيش اللبناني". وأوضحت "أننا لم ندعم الحكومة الأخيرة لأن الذي شكّلها هو حزب الله، لكننا وقفنا الى جانب الشعب اللبناني وسوف نرى ماذا سيكون شكل الحكومة المقبلة لتحديد موقفنا". وشددت شيا على "أننا سوف نصرّ على مواقفنا واذا لم نفعل ذلك فسيعودون الى فسادهم ولا أحد سوف يساعدهم بتاتاً الا إذا رأينا تقدماً خطوة بعد خطوة ولن يكون هناك أي شيء مجاني بعد اليوم".
وكان لافتة زيارة شيا الى دارة خلدة حيث التقت رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان، واستعرضا المستجدات السياسية المحليّة والإقليمية.
وافادت المعلومات أن هدف الزيارة تعارفي واكدت السفيرة الاميركية وجوب الاستعجال في تشكيل الحكومة من دون الدخول في تفاصيل التشكيل فالمهم ليس شكل الحكومة بل أن تتمكن من تنفيذ الاصلاحات وتوقف الفساد وتعيد وضع لبنان على السكة الصحيحة".
قرار الاقفال حيّز التنفيذ
ودخل قرار المجلس الأعلى للدفاع بالإقفال الكامل في البلاد حيز التنفيذ فجر اليوم.
وأعلنت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي في بيان أن قوى الأمن الداخلي "ستباشر عبر "جميع الوسائل المتاحة من خلال اقامة حواجز ثابتة ومتنقلة وتسيير دورياتها على جميع الأراضي اللبنانية، بتطبيق هذا القرار لجهة تقيد المواطنين الالتزام بوضع كمّامة واقية أثناء التنقّل، والتقيد بتعليمات الانتقال بالمركبات الآلية، عدم التزام المؤسسات بالقدرة الاستيعابية المسموح بها والتدابير الوقائيّة لمكافحة فيروس كورونا وغيرها، وتنظيم محاضر ضبط بحقّ المخالفين".
وفيما شككت مصادر مراقبة بإمكانية القوى الأمنية على تطبيق القرار على كافة الاراضي اللبنانية وفي مختلف الاوقات، لفتت مصادر رسمية لـ"البناء" الى أن تعليمات وزارة الداخلية للقوى الامنية التشدد بتطبيق القانون والإجراءات الواردة في قرار الدفاع الأعلى وقمع المخالفات والمخالفين بوسائل متعددة من تسطير محاضر الضبط الى اقفال المحال بالشمع الاحمر والاحالة الى القضاء المختص.
إلا أن شكوكاً رسمت حول جدوى القرار على المستوى الصحي، وأوضح رئيس قسم الأمراض الجرثومية في مستشفى الجامعة الأميركية الدكتور عبد الرحمان البزري في حديث لـ"البناء" إلى أن قرار الإقفال يشكل متنفساً للقطاع الصحي الذي واجه العديد من الصعوبات طيلة الأشهر الماضية وصل الى حد الانهيار لا سيما في المستشفيات التي عجزت عن استقبال كل مرضى كورونا خاصة بعد كارثة تفجير مرفأ بيروت وآلاف الضحايا والجرحى الذين توزعوا على المستشفيات".
ودعا البزري المعنيين في الحكومة والقطاع الصحي للاستفادة من مرحلة الإقفال لإعادة تنظيم انفسهم في مختلف المجالات والاستعداد لجولة جديدة من الحرب مع الوباء الذي قد يطول أمده ما يفرض علينا التعايش والتأقلم معه".
وغداة سريان قرار الإقفال، أعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 1904 إصابات جديدة بفيروس كورونا ليرتفع العدد التراكمي الإجمالي للحالات المثبتة منذ بداية انتشار الفيروس في شباط الفائت إلى 102607 إصابة. وسجل لبنان 21 وفاة ليرتفع العدد التراكمي للوفيات إلى 796.
وأطلقت القطاعات التجارية والعمالية صرخة رفضاً لقرار الإقفال نظراً للتداعيات الكارثية التي تلحق بها، وحذّر الأمين العام للهيئات الاقتصاديّة نقولا شمّاس من تداعيات كارثية على القطاع التجاري مطالباً الدولة باستثناء هذا القطاع الأكثر التزاماً بإجراءات الوقاية والشروط الصحية، وأوضح لـ"البناء" الى أننا سنلتزم بقرار الإقفال لكن سنتخذ خطوات تصعيدية بدءاً من الثلاثاء المقبل لإنقاذ القطاع من الإفلاس. محذراً من ان العديد من المؤسسات ستقفل أبوابها نهائياً وستصرف موظفيها.
وقد شهدت مختلف الطرقات أمس، زحمة سير خانقة واكتظت محال الخضار والسوبرماركت والافران بالمواطنين لشراء الخبر والمواد الغذائية، وذلك قبل ساعات من بدء العمل بقرار الإقفال العام و"بالمفرد والمجوز".
أما حركة المرور فكانت خانقة من جونية إلى الضبية وصولاً إلى انطلياس ونهر الموت وكل مداخل بيروت، بالإضافة إلى طرقات الاوزاعي باتجاه خلدة وأنفاق المطار باتجاه خلدة ومحلة غاليري سمعان باتجاه جسر الصفير.
ولوحظ ارتفاع اضافي بسعر صرف الدولار في السوق السوداء مساء أمس، وتراوح بين 7600 للشراء مقابل 7700 ليرة للمبيع.
الإفراج عن الدولار الطالبي
على صعيد آخر، نجحت مساعي رئيس مجلس النواب نبيه بري بالإفراج عن الدولار المخصص للطلاب اللبنانيين الذين يتابعون تعليمهم في الخارج. وأجرى بري سلسلة اتصالات لهذه الغاية. كما أجرى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبه اتصالات مع المعنيين، وأعلن أن "العمل بهذا القانون سيبدأ مطلع الاسبوع المقبل".
وفي موازاة ذلك، قرّرت الدولة الفرنسية إعطاء منحة مالية نقدية بقيمة 500 يورو لكل طالب لبناني يتسجّل في إحدى الجامعات أو المعاهد الفرنسية خلال العام الدراسي 2020 - 2021، إضافة إلى إعفاء هؤلاء الطلبة من رسوم التسجيل في الجامعات والمعاهد الفرنسية، أو إعادة هذه الرسوم إليهم في حال كانوا قد بادروا بدفعها قبل صدور هذا القرار.
*********************************************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
اتصال بين الحريري وباسيل... والضغوط الأميركيّة مُستمرة: فرنسا تُسمّي وزراء الحكومة
إتصال هاتفي بين سعد الحريري وجبران باسيل، بحضور الموفد الفرنسي باتريك دوريل، "يكسر الجليد" بين الاثنين، من دون أن يؤثّر على مجرى تأليف الحكومة. فالمحركات لا تزال مُطفأة، لعدم رغبة أي فريق في التنازل للآخر. فرنسا تُحمّل المسؤولية لباسيل، وواشنطن تُريد فرض المزيد من العقوبات عليه، فينتج من ذلك المزيد من الضغوط والتهديد بتفجير الساحة اللبنانية
إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية تُعبّر عن مواقفها تجاه لبنان بفظاظة كبيرة، فإنّ فرنسا لا يفوتها شيء من ذلك أيضاً، حتى ولو حاولت إكساب تعدّيها على سيادة البلد لبوساً "لَبِقاً"، وادّعت تصرّفها من موقع "الحريصة" على خلاص لبنان. فبعد زيارتين للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حدّد خلالهما "أوامره" للمرحلة المقبلة، وصل أول من أمس موفده ليَنهر ويُوبّخ ويحثّ... ويختار أسماء الوزراء في حكومة سعد الحريري. على مدى يومين، التقى مستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لشؤون الشرق الأدنى، باتريك دوريل، القيادات السياسية الرئيسية. بدأ جولته يوم الخميس، واستكملها أمس بلقاء كلّ من: رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الرئيس السابق أمين الجميّل، رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية، ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع. تقريباً، الأفكار نفسها كرّرها دوريل في معظم لقاءاته: تأكيده ضرورة تأليف حكومة، وذكره وجود عراقيل كبيرة وأنّه يجب تقديم تنازلات. فـ"العقاب" لعدم تأليف حكومة سريعاً سيكون "نفض اليد" الفرنسية، وإلغاء مؤتمر الدعم المُخصّص للبنان، ومنع دخول الأموال (القروض). يعتبر الموفد الفرنسي أنّ كلّ القوى السياسية مسؤولة عن تقديم تنازلات ومسؤولة عن تسهيل التأليف، ولكنّ التركيز كان بشكل خاص على دور جبران باسيل، والإيحاء كما لو أنّه "العقبة الكُبرى" أمام الحلّ. بدا واضحاً لدى بعض من التقوه أنّ "واحداً من أهداف الزيارة هو الاستناد إلى العقوبات الأميركية، لممارسة المزيد من الضغوط على الرئيس ميشال عون وباسيل، لانتزاع تنازلات حكومية منهما".
لكنّ دوريل سَمع "نصيحةً" من حزب الله خلال لقائه معه، بأن يقوم بمسعى مع رئيس الحكومة المُكلّف، سعد الحريري، حتى يجتمع أو يتواصل الأخير مع باسيل. فلا يُمكن أن يُحمّل رئيس التيار الوطني الحرّ وحيداً مسؤولية العرقلة، في حين أنّ الحريري يتعامل مع الملفّ الحكومي بمنطق "النكايات الشخصية"، ويُريد التنسيق مع الجميع إلا مع باسيل، مُستتراً خلف التنسيق مع رئيس الجمهورية. وبالفعل، قام دوريل بـ"وساطة" بين الحليفين السابقين، تجلّت بمُكالمة هاتفية مُختصرة بين الحريري وباسيل، أثناء اللقاء الذي جمع الموفد الفرنسي مع وفد "التيار". اتصال أجراه دوريل بالحريري، قبل أن يحوّل الهاتف إلى باسيل، هدفه "كسر الجليد"، على ما تصفه المصادر السياسية المُطلعة، مُضيفةً إنّ الفرنسيين "يُريدون تواصلاً بين الحريري ــــ باسيل يُشكّل خرقاً إيجابياً في المشهد". هل هذا يعني إيجابية في تأليف الحكومة؟ "كلّا" تُجيب المصادر، مُضيفةً إنّه "ابتداءً من الليلة (أمس)، سيتدخّل دوريل بالتفاصيل أكثر، لجهة الحقائب والتوزيعات". وتقول إنّ التركيز الفرنسي هو على "حقائب الطاقة والاتصالات والمالية، لكي تكون بيد وزراء غير حزبيين ولا يُنفذون أجندات خاصة، وقد حدّد الفرنسيون الأسماء التي يرتاحون لها". المشكلة هنا لا تقتصر عليهم، بل تتعداهم إلى من يفتح لهم الباب مُرحّباً وطالباً لمشورتهم. الإعلام الفرنسي واكب سياسة الضغوط السياسية لإدارته. فقد نشر موقع "فرانس أنفو" أمس مقالةً، نقل فيها عن "مُقربين" من الإليزيه أنّ ماكرون "أعطى قادة لبنان إنذارين لتأليف حكومة، من دون جدوى. انتهت المهلة ولا يزال الفاسدون وغير الكفوئين في مراكزهم". وتجلّت الفوقية والنفَس التقسيمي للبلد أكثر في حديث "أحد المقربين" من وزير الخارجية، جان إيف لودريان: "تفاقم الوضع منذ انفجار المرفأ، هاجر الأغنياء والمسيحيون، وفي غضون أشهر قليلة لن يبقى سوى الفقراء والإسلاميين". هل يُمكن ماكرون أن يُمارس ضغوطاً أكثر؟ سألت "فرانس أنفو"، ليأتيها جواب أحد المسؤولين بأنّ "المفتاح لدى واشنطن".
المزيد من الضغوط... والعقوبات. هذا هو اختصار الموقف الأميركي ـ الأوروبي تجاه لبنان، ولو شابَهُ "تمايزٌ" من الجانب الفرنسي في طريقة التعبير عنه. الولايات المتحدة الأميركية تضع حزب الله على لائحة أعداء "الصفّ الأول"، فقد توسّع وتعاظمت قوّته العسكرية الرادعة لـ"إسرائيل"، إلى حدّ بات كَسره "واجباً" بالنسبة إليها وليس مُجرّد "خيار". بدأت محاولات تفكيك الدائرة المُحيطة به، عبر فرض العقوبات، فكان أهمّها تلك التي صنّفت النائب جبران باسيل على "اللائحة السوداء". العقوبات على الوزير السابق أتت وفق "قانون ماغنتسكي"، ولكنّ المعلومات تُشير إلى أنّها لن تكون الأخيرة، وتبحث واشنطن في المُضيّ أكثر في سياستها العدوانية وتفرض عقوبات جديدة على باسيل، تتّصل بشكل أوضح بعلاقته مع كلّ من حزب الله وسوريا. الإشارة إلى ذلك برزت في كلام السفيرة الأميركية لدى لبنان، دوروثي شيا، التي جاهرت بأنّ إدارتها "ما زلنا نستعمل سياسة الضغط على حزب الله. باسيل بعلاقته مع حزب الله يغطي سلاحه، فيما الأخير يغطي فساده". واشنطن تفرض العقوبات، وباريس تنظر إلى رئيس التيار الوطني الحرّ كما لو أنّه "المُعرقل" الأول، وتنتظر من حزب الله أن "يُساعدها" على إقناع حليفه بالتنازل. في النتيجة، "لا حلّ سوى في أن يقتنع الحريري بأنّه ليس بهذه الطريقة تُؤلّف الحكومة، والمطلوب هو التواصل مع الجميع"، على ما تقول مصادر في 8 آذار.
حتى الساعة، لا حلّ في الأفق، طالما أنّ الحريري سيبقى أسير خطوط حُمر رسمها لنفسه بناءً على أجواء رُعاته الإقليميين والدوليين. كلام السفيرة الأميركية كان واضحاً أمس: "لم ندعم الحكومة الأخيرة لأنّ الذي ألّفها هو حزب الله، سنرى ماذا سيكون شكل الحكومة المقبلة لتحديد موقفنا، وسوف نصرّ على مواقفنا لأنّه إذا لم نفعل، فسيعودون إلى فسادهم ولا أحد سوف يساعدهم بتاتاً. لن يكون هناك أي شيء مجاني بعد اليوم". هدّدت شيا بأنّه "لم نفعل بعد كما دول الخليج والابتعاد عن لبنان وعدم دعمه... كان شرطنا للمساعدة في مواجهة فيروس كورونا الابتعاد عن وزارة الصحة لقرب وزير الصحة من حزب الله، والتعامل مع مؤسسات صديقة وموثوق منها كالجامعة الأميركية والجيش اللبناني". بعيداً عن أنّه يُفترض بأي "دولة" أن تُسائل قيادة الجيش حول كلام الموظفة الأميركية، ولكنّه أكبر دليل على زيف ادعاءاتها بأنّ إدارتها "تُساعد الشعب اللبناني". الولايات المتحدة الأميركية، بذريعة معركتها مع حزب الله، لا تجد مانعاً في إحراق الأرض اللبنانية وسكانها.
*******************************************************
افتتاحية صحيفة النهار
فرنسا تذكر المسؤولين بالتزاماتهم وتخشى الانهيارات
بدت بيروت باضطرابها مساء امس كانها تعكس الاضطراب المتعدد الاتجاه الذي يتحكم بالواقع الداخلي سواء في ما يتصل بتداعيات الانتشار الوبائي الواسع والخطير الذي املى اللجوء مجددا الى الاقفال العام الذي يبدأ اليوم لأسبوعين عله يخفض المنحنيات والعدادات التي تسجل أرقاما قياسية في الإصابات، او في ما يتصل بالواقع السياسي والشديد التأزم الذي يبدو من المشكوك ان تحدث مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل اختراقا جادا في جداره. ففي حين كانت بيروت تختنق بزحمة طوابير المغادرين الى مناطقهم عشية بدء سريان الاقفال العام اليوم، كانت الازمة السياسية لا تقل اختناقا عن مشهد الخط الساحلي على اوتوتستراد بيروت جونية شمالا او الخط الساحلي على أوتوستراد بيروت خلدة جنوبا.
وعلمت “النهار” ان الحصيلة التي انتهت اليها مهمة الموفد دوريل تتلخص بانه اصر على تذكير المسؤولين والقيادات السياسية بالتزاماتهم حيال المبادرة الفرنسية فسمع من الجميع إعادة تأكيد تمسكهم بهذه الالتزامات كما بالمبادرة. وأبلغهم دوريل ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يتابع عن كثب كل ما يجري في لبنان وان التحليلات التي تتحدث عن انحدار اكثر في الوضع كما عن ازدياد الانسداد السياسي تقلق ماكرون الذي يصر على تأليف حكومة سريعا لوضع المسار الإصلاحي قيد التنفيذ.
ووفق معلومات “النهار” شدد الموفد الفرنسي امام جميع من التقاهم على المسؤولية التي يتحملونها في تسهيل تأليف الحكومة مؤكدا لهم ان ماكرون يقف الى جانب لبنان والشعب اللبناني وأوفده الى بيروت لنقل هذا الالتزام مجددا كما للتأكيد ان فرنسا تعمل مع الأمم المتحدة لعقد مؤتمر لدعم لبنان ويجب تطوير مضمون هذا المؤتمر وجعله للدعم الاقتصادي اكثر منه للإنساني من خلال استعجال تأليف الحكومة سريعا. ولفت الموفد الفرنسي الى ان زيارته ليست إنذارا بالعقوبات كما قيل، وان العقوبات يمكن ان تطاول السياسيين اذا غرق البلد في انهيار اكبر. وعلم ان الموفد الفرنسي تعامل مع المقارنة بين حكومة مستقلين وحكومة مدعومة من السياسيين بتفضيله حكومة كفوئين ذات صدقية ويجب ان تنال دعم رئيسي الجمهورية والبرلمان والكتل النيابية.
ولكن المعطيات المتصلة بمأزق تأليف الحكومة بدت عاصية تماما عن التأثر إيجابا حتى الان بمهمة الموفد الفرنسي. وأشارت المعلومات المتوافرة في هذا السياق الى ان الأيام الأخيرة التي أعقبت اصدار العقوبات الأميركية على النائب جبران باسيل وواكبت زيارة الموفد الفرنسي تعتبر واقعيا فترة الشلل المطلق في الجهود المبذولة لتحريك مسار التاليف، علما ان التشاؤم في امكان حلحلة التعقيدات ازداد في ظل التلميحات والاشتراطات التي صدرت أخيرا عن بعبدا والتي تكشف نيات واضحة في التشدد وعدم تسهيل مهمة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في تشكيل حكومة اختصاصيين غير حزبيين.
اللقاءات
وفي اليوم الثاني لزيارته لبيروت شملت لقاءات الموفد الفرنسي باتريك دوريل الزعامات الحزبية المسيحية فالتقى رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل لفترة ساعتين ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل ورئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع. وأوضح له الجميل “ان موضوع الحكومة لا يزال يراوح في النهج السابق نفسه وهو المحاصصة والشروط “ مشددا على ان “لا انقاذ للبنان في ظل وجود هذه المنظومة المتحكمة بالبلد وان معركتنا مستمرة بالضغط على السلطة لتطبيق الإصلاحات وصولا الى التغيير الشامل الذي نرجوه”. اما أوساط “المردة” فأشارت الى ان اللقاء مع الموفد كان مناسبة لتجديد تأكيد المردة ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية واذا أرادوا حكومة اقطاب فلتكن. وأشارت أيضا الى ان دوريل اعتبر ان مبادرة الرئيس ماكرون هي خشبة الخلاص الأخيرة للبنان ويجب عدم تفويتها .
وفي اللقاء مع جعجع اوضح الموفد الفرنسي انه شدد امام المرجعيات السياسية خلال لقائها في جولته على وجوب تشكيل الحكومة العتيدة في اسرع وقت ممكن باعتبار اننا أصبحنا في وقت حرج وهذه الفرصة الأخيرة للبنان فان تم الاستمرار في المماطلة في التاليف سيضيع لبنان الفرصة وعندها لا مؤتمر دوليا لدعم لبنان ولا مؤتمر سيدر. كما علم ان جعجع سلم الى دوريل رسالة الى الرئيس الفرنسي ماكرون لكي يسلمها بدوره الى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس لكي ترسل المنظمة الدولية لجنة تقصي حقائق حول انفجار مرفأ بيروت احقاقا للعدالة في هذا المجال.
السفيرة الأميركية
في المقابل برزت مجموعة مواقف جديدة للسفيرة الأميركية دوروثي شيا اتسمت بتشدد كبير حيال موضوع “حزب الله” والفساد. واتهمت مجددا النائب جبران باسيل بانه “بعلاقته بحزب الله يغطي على سلاحه فيما الأخير يغطي على فساده”. وقالت ان بلادها لم تفعل بعد كما دول الخليج بالابتعاد عن لبنان وعدم دعمه. هذا ما لم نقم به بعد. ما زلنا نستعمل سياسة الضغط على “حزب الله”. كان شرطنا لمساعدة لبنان في مواجهة كورونا الابتعاد عن وزارة الصحة لقرب وزير الصحة من حزب الله والتعامل مع مؤسسات صديقة وموثوق بها كالجامعة الأميركية والجيش اللبناني”. ولفتت الى ان بلادها “لم تدعم الحكومة الأخيرة لان الذي شكلها هو “حزب الله” وسوف نرى ماذا سيكون شكل الحكومة المقبلة لنحدد موقفنا”. وقالت “سوف نصر على مواقفنا واذا لم نفعل فسيعودون الى فسادهم ولا احد سوف يساعدهم بتاتا الا اذا رأينا تقدما خطوة بعد خطوة ولن يكون هناك أي شيء مجاني بعد اليوم “.
كما برز موقف لافت لممثل الأمين العام للأمم المتحدة في بيروت يان كوبيتش في مناسبة ذكرى مرور مئة يوم على انفجار مرفأ بيروت اذ غرد قائلا “ مئة يوم على الكارثة الوطنية التي تمثلت في انفجار مرفأ بيروت .مئة يوم من التحقيقات بمشاركة خبرات دولية مهمة ورغم ذلك لا وضوح ولا محاسبة ولا عدالة “.
إقفال …شبه كامل
الى ذلك انصرفت الوزارات المعنية والأجهزة الأمنية للاستعداد لتنفيذ قرار الاقفال بدءا من اليوم علما ان الاستثناءات الكثيرة التي شملها قرار الاقفال تجعل الخطوة مشوبة بكثير من الشكوك في نجاحها في لجم اعداد الإصابات بكورونا. ووجه رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب كلمة الى اللبنانيين حضهم فيها على التزام تدابير الاقفال والحماية الذاتية فهذا الوباء ليس اقوى ما مر علينا ولكن كل الإجراءات التي تأخذها الدولة لا تنفع اذا لم يلتزم اللبنانيون وضع الكمامة والتباعد الاجتماعي “. وقال “انا واثق اننا اذا التزمنا سنعود من أوائل الدول التي تنتصر على كورونا كما كنا في الموجة الأولى”.
واكد وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي لـ”النهار” ان “عديد القوى الامنية لا يكفي مئة بالمئة لتطبيق قرار الاقفال، الا انه علينا ان نعمل “بالموجود” وفي العادة لا يمكن ان يتجاوز التطبيق الـ 80 الى 90 بالمئة “ مؤكدا انه “سيتم تسيطر محاضر ضبط بالمخالفين وسيتم تحويل من لا يدفع الى المحكمة ولا رأفة هذه المرة”.
********************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
الإغلاق “مبيّن من عنوانه”… حتى وزير الداخلية ضدّه!
“معايير” باسيل لم تنطلِ على دوريل: توزيرٌ للمحاسيب
“مئة يوم على الكارثة الوطنية التي تمثلت في انفجار مرفأ بيروت، مئة يوم من التحقيقات بمشاركة خبرات دولية مهمة، ورغم ذلك لا وضوح بعد ولا محاسبة ولا عدالة”… كعادته اختصر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش إجرام الطبقة الحاكمة بتغريدة. كلمة حق في وجه سلطة جائرة قالها كوبيتش بُعيد اجتماعه برئيس الجمهورية ميشال عون مستعرضاً وإياه ملف الترسيم البحري مع إسرائيل، وكذلك المبعوث الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل لم يتردد في تحميل عون مسؤولية أساسية في عرقلة التأليف والإصلاح، متوجهاً إليه حين التقاه بالقول: “أنتم مسؤولون ونحملكم مسؤولية عدم تشكيل الحكومة بعد”، حسبما كشفت مصادر مطلعة لـ”نداء الوطن”، وأضاف: “نريد مساعدتكم لكن عليكم أن تساعدوا أنفسكم، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه فلن تروا لا مساعدات ولا حتى كيس طحين”.
أما رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الذي أعادت السفيرة الأميركية دوروثي شاي الإضاءة أمس على كونه منغمساً في علاقة مع “حزب الله” تقوم على أساس تغطية الأول لسلاح الثاني مقابل تغطية الثاني لفساد الأول، فخاض في حوار مطوّل أمس مع المبعوث الفرنسي وحاول جاهداً التمظهر أمامه بصورة المسهّل لتأليف الحكومة على أساس مبدأ “وحدة المعايير”، غير أنّ دوريل لم تنطلِ عليه خدعة “المعايير” وبادر إلى الرد بوضوح ودون أدنى مواربة على طرح باسيل بالقول: “مسألة المعايير هذه تخفي شروطاً تضعونها لتوزير الموالين والمحاسيب في الحكومة”.
ونقلت المصادر عن دوريل تشديده أمام باسيل على أنّ “المعيار بالنسبة لتعيين الوزراء يجب أن يكون اختصاصهم وليس انتماءهم الحزبي والسياسي”، مشيرةً إلى أنّ باريس من خلال كلام موفدها الرئاسي أبدت تصميمها على عدم مجاراة الأطراف السياسية في لعبة تشكيل الحكومة التي باتت أشبه بـ”سباق السعادين”.
وعما تم تداوله حيال طرح دوريل أسماء اختصاصيين ترى فيهم فرنسا مواصفات تخصصية وإصلاحية تخولهم تولي حقائب وزارية معينة، أكدت المصادر أنّه “طرح أسماء مرشحة للتوزير في حقائب الطاقة والاتصالات والأشغال”، لما لهذه الحقائب من أهمية محورية في عملية تنفيذ الإصلاحات المدرجة ضمن إطار الورقة الفرنسية، مشيرةً إلى أنّ دوريل بدا متابعاً بدقة للملف الحكومي اللبناني ومدركاً جيداً للدهاليز السياسية التي تمرّ بها عملية التأليف، وعليه فإنّ مهمته قضت بحض الأفرقاء على العمل والمضي قدماً في فكفكة مختلف العقد، والتي برزت منها مؤخراً على مستوى الحقائب السيادية عقدة التسميات في حقيبتي الطاقة والداخلية، في حين لا يزال حتى الساعة يوسف الخليل، مدير العمليات المالية في مصرف لبنان، هو الاسم المطروح لتولي وزارة المالية.
وخلال جولته على القيادات المسيحية أمس، في بنشعي والصيفي ومعراب، لفتت الرسالة التي حمّلها رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، للموفد الفرنسي لينقلها إلى الرئيس إيمانويل ماكرون “طلباً لدعم فرنسا الطلب الموجّه إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أجل إرسال لجنة تقصي حقائق حول انفجار مرفأ بيروت إحقاقاً للعدالة”، بينما وضع دوريل جعجع في أجواء محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين مؤكداً أنه شدد أمامهم على “وجوب تشكيل الحكومة العتيدة في أسرع وقت ممكن، باعتبارها الفرصة الأخيرة للبنان، وإلا فإن الاستمرار بالمماطلة سيضيّع هذه الفرصة وعندها لا مؤتمر دولياً لدعم لبنان ولا مؤتمر سيدر”.
والضياع الذي تمرّ به السلطة إزاء مختلف الملفات الحكومية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والحيوية، انسحب في أبعاده على حالة الإغلاق التام التي تدخل اليوم حيز التنفيذ ليدخل الناس تحت وطأتها في حالة إخضاع وتقييد لحركتهم تحت طائل تغريم كل مخالف والتشدد في قمع المخالفات. وعلقت مصادر طبية على مشهد التفلت من القيود وحالة الازدحام التي شهدتها العاصمة والمناطق عشية موعد سريان الإغلاق الشامل، بالقول لـ”نداء الوطن”: “الأمور لا تبشر بخير والإغلاق مبيّن من عنوانه”، متسائلةً عن “سبب تغاضي الأجهزة المعنية الرسمية عن فرض تدابير التباعد الاجتماعي والتزام وضع الكمامة أمام المشهد المروع الذي شهدناه أمس”، وأضافت: “كيف للمواطنين أن يلتزموا بالإرشادات والتعليمات الاحترازية خلال فترة الإغلاق وكيف يمكن إقناع الناس بجدوى هذا الإغلاق إذا كان وزير الداخلية نفسه أطل قبل ساعات من بدء مفاعيله معلناً أنه ضد الإغلاق وغير مقتنع بجدواه”، مشددةً على أنّه “من الواضح أنّ السلطة لا تملك خطة عمل متجانسة وفاعلة في مواجهة انتشار الوباء ولا وزارة الصحة بصدد الاستفادة من فترة الإغلاق لتعزيز القدرات الاستشفائية والطبية والتمريضية تحسباً للمرحلة المقبلة التي تؤكد كل التقارير والتقديرات أنها ستكون أشد وطأة على مستوى التفشي الوبائي”.
وتوازياً، برز تذكير السفيرة الأميركية دوروثي شاي أمس بـ”شرط” بلادها لمساعدة لبنان في مواجهة كورونا وهو “الابتعاد عن وزارة الصحة لقرب وزير الصحة من حزب الله”، مقابل تأكيدها قرار واشنطن “التعامل مع مؤسسات صديقة وموثوق بها كالجامعة الأميركية والجيش اللبناني” في هذا المجال.
********************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
لبنان مهدّد بالانكشاف الكامل.. والموفد الفرنسي: لتليين مواقف المعطّلين
لعل النتيجة الوحيدة والمتوقعة وغير المفاجئة التي تستخلص من زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل الى بيروت، هي أن لا حكومة في المدى المنظور، وأنّ الزائر الفرنسي اصطدم بحقيقة أنّ الأسباب التي عطّلت تأليف حكومة مصطفى أديب، وحملت الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى وَصف القادة اللبنانيين بأنّهم “خانوا فرنسا ولبنان والشعب اللبناني”، ما زالت هي نفسها التي تعطّل تأليف حكومة سعد الحريري، إنّما بشكل أكثر فجاجة.
هذا الانغلاق الحكومي يتزامن مع الاغلاق العام الذي يبدأ اليوم وحتى آخر هذا الشهر، ضمن إطار الإجراءات الوقائية التي قرّرتها السلطة الحاكمة لِلحَد من انتشار وباء “كورونا”، الذي قفز عدّاد الاصابات فيه الى ما فوق الـ100 ألف إصابة. والعبرة هنا ليست في اتخاذ القرارات والاجراءات، بل في حسن تنفيذها بالطريقة التي تجعلها محقّقة للغاية التي اتخذت من اجلها، علماً أنّ هذه الإجراءات هي أصلاً محل شكوى وتذمّر واعتراض على مختلف المستويات، وخصوصاً لناحخية الثغرة الفاضحة التي تعتريها بتشريعها الباب على استثناءات واسعة، تضع البلد أمام إغلاق جزئي استنسابي لا يحقق بالتأكيد الغاية المرجوّة منه، وبالتالي لا يصحّ على الاطلاق تقديمه على أنّه إغلاق شامل وتام!
“العوَض بسلامتكم”!
سياسياً، “العوَض بسلامتكم بالحكومة”، هي جملة أوردها أحد كبار المسؤولين، في معرض تقييمه للمحادثات التي أجراها الموفد الفرنسي مع الاطراف السياسية المعنيّة بالملف الحكومي. وأضاف: يبدو أنّ مشوار التأليف طويل، وإن بقينا على هذا المنوال، فإننا إن شاء الله “نخلّص” في اسابيع، هذا إذا لم يكن في أشهر، وتصوّروا حال البلد من الآن وحتى ذلك الحين، أخشى انه قد لا يبقى البلد.. الآن هناك من جاء ليساعدنا على إبقاء بلدنا على قيد الحياة، ومع الأسف هناك من هو مُصرّ في الداخل على أن يُحضّر مراسم دفن البلد وخنقه بتعقيدات مفتعلة، الآن هناك اصدقاء يلتفتون إلينا، لكنّ خوفي كبير من أن نصل إلى مرحلة يَنكرنا فيها حتى الأصدقاء ولا نجد أحداً يأتي ويحضر مراسم الدفن”!
الشهران الخطيران
ومع الإنسداد في الأفق الحكومي، تتزايد النقمة لدى مستويات سياسية وشعبيّة بشكل عام، من هذا المنحى الاستفزازي والاستخفافي لدى مُعطّلي تأليف الحكومة، الذين يستسهلون اللعب بمصير الناس، وحَشر البلد في حقيبة وزارية من اجل شخص؛ فالمبدأ العام هو أنّ كل شيء يهون أمام الوطن الّا في لبنان، فأمام مصالح السياسيين يهون لبنان ويُهان. فحوّلوه الى دولة منحورة بالكامل، مفلسة من كل شيء، ومعرّضة لأي شيء وفي أيّ وقت، خصوصاً انّ النصائح تتوالى بضرورة إعادة التقاط البلد قبل سقوطه، وكذلك التحذيرات من تطورات دراماتيكية قد تحصل على مستوى المنطقة خلال الشهرين المقبلين تستوجب حدّاً أعلى من اليقظة والحيطة والحذر. وعَين البعض على الجبهة الجنوبية وما تُبَيّته اسرائيل، التي وصل طيرانها الحربي في تحليقه في الساعات الاخيرة الى ما فوق العاصمة بيروت، فأيّ رسالة تريد أن ترسلها اسرائيل في اتجاه لبنان في هذا التوقيت بالذات؟
الطريق مسدود
وسط هذه الاجواء أعادت باريس تفعيل حضورها في بيروت لعلها تنتشل الملف الحكومي من حقل التعقيدات العالق فيه.
وبحسب معلومات “الجمهورية”، فقد بَدا جلياً ممّا أحاطَ مداولات الموفد الفرنسي باتريك دوريل، خصوصاً مع المعنيّين المباشرين بملف التأليف، أنّه لَمسَ عن قرب بأنّ طريق حكومة المبادرة الفرنسية مسدود، وبلوغها، إن كان ممكناً بعد، رهنٌ بمسار طويل وشاق، رَسَمه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من خلال حديثه عن توافق وطني واسع لتشكيل هذه الحكومة، وبإقراره بأنّ “العقوبات التي استهدفت سياسيين زادت الأمور تعقيداً”.
في العلن، قال الجميع إنّهم ملتزمون بالمبادرة الفرنسيّة، أمّا في الغرف المغلقة، وعلى ما تؤكد معلومات “الجمهورية”، فبَدا الأمر وكأنّ الحكومة تعطّل نفسها بنفسها، بحيث ارتدوا جميعاً أثواب حِملان وديعة وتنَصّلوا من مسؤولية التعطيل، وهي بالتأكيد صورة مزيّفة لم تقنع الموفد الفرنسي الذي كان ملمّاً بكلّ التفاصيل ومَكامن العقد وهوية المعطّلين ولأيّ سبب، فرَدّد غير مرّة انّ المبادرة الفرنسيّة حاضرة على الطاولة، وأنّ حاجة لبنان ملحّة اكثر من أي مضى لحكومة مهمّة، وأنّ وفاء المجتمع الدولي بالتزاماته تجاه لبنان مرتبط بتحقيق الاصلاحات.
الاستعانة بصديق!
وفي المعلومات ايضاً، أنّ الموفد الفرنسي جاء بخلفيّة السعي الى تحقيق خَرق في الملف الحكومي، إستطلع مواقف الاطراف جميعها، فسمع مجاملات للمبادرة الفرنسية. سأل عن الحكومة، فتأكّد له أنّها عائمة على بحر واسع من التباينات في النظرة إلى تأليفها، وخصوصاً بين طرفي التأليف؛ رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري.
وبحسب المعلومات، فإنّ بحر التباينات هذا، يُصعِّب مهمّته، ويستحيل معها تحقيق الخَرق في الجدار الحكومي الذي كان يسعى إليه. ومن هنا لم يكن أمامه سوى محاولة “الاستعانة بصديق”، لعلّ هذا الصديق يمهّد “بوساطته” الى هذا الخرق، ويتمكّن من تَليين موقفَي عون والحريري ويضيّق مساحة التباينات بينهما. وثمّة تمنيّات مباشرة عَبّر عنها الموفد الفرنسي في عين التينة، حيث كان دوريل مرتاحاً لِجو المحادثات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي أكد له “انّ موقفنا من البداية هو تسهيل تأليف الحكومة الى أبعد مدى، ولا توجد أيّ عقدة من جانبنا، او من جانب “حزب الله”. وفي هذا اللقاء كان دوريل صريحاً بقوله إنه يُعوّل على دور مساعد يؤديه الرئيس بري لتليين المواقف والتعجيل بالحكومة، سواء مع الرئيس المكلّف أو مع رئيس الجمهورية إمّا مباشرة عبره شخصياً، وإمّا بالشراكة والتعاون والتنسيق مع “حلفاء” رئيس الجمهورية.
لا سبب مقنعاً!
وتؤكّد المعلومات أنّ الموفد الفرنسي لم يأتِ على ذكر أيّ عقوبات يمكن أن تلجأ إليها باريس في حال بلوغ الملف الحكومي الحائط المسدود نهائيّاً، وهو ما أكدته لـ”الجمهوريّة” مصادر سياسية موثوقة لاحظت أنّ دوريل حاضِر بمهمّة محدّدة إلى بيروت، خلاصتها أنّ باريس تمنح اللبنانيّين “فرصة أخيرة” لتأليف الحكومة، لكي يستغلوا “الفرصة الأخيرة” للإنقاذ التي تتيحها لهم المبادرة الفرنسيّة”.
وتلفت المصادر عينها الى أنّ التعليمات المزوّد بها دوريل من “الإيليزيه” تَنطوي على رسالة فرنسيّة غير مباشرة، مَفادها وضع الاطراف اللبنانيين جميعهم أمام مسؤولياتهم، وإشراكهم في الجهود الرامية الى تأليف الحكومة، وعدم وجود أيّ تحفّظات أو “فيتوات” على أيّ طرف، خلافاً لِما يُشاع بين وقت وآخر عن “فيتو” على هذا الطرف أو ذاك، ومن هنا جاءت زيارة ممثّل الرئيس الفرنسي إلى “حزب الله” في حارة حريك، ولقاؤه رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، على أرض “حِزبَللاويّة”، وليس كما جرت العادة، على أرض فرنسيّة في قصر الصنوبر. وهي زيارة تتّسِم بالجرأة الفرنسية، خصوصاً أنّها تأتي في الوقت الذي يَشهر الاميركيون سيف العقوبات بحق سياسيّين لبنانيين مصنّفين في خانة الحلفاء لـ”حزب الله”، وآخرهم رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل. وبَدا جليّاً انّ دوريل يعوّل على “دور مساعِد” للحزب في تليين موقف حلفائه، وتحديداً رئيس الجمهورية و”التيار الوطني الحر”. وخلاصة البحث في حارة حريك أنّ الموفد الرئاسي الفرنسي سَمع من النائب رعد كلاماً مريحاً، خصوصاً لناحية التعجيل في الحكومة والالتزام بمبادرة ماكرون.
وبحسب المصادر، فقد تأكد للموفد الفرنسي أنّ العقدة المانعة لتشكيل الحكومة حتى الآن، ليست موجودة لدى “حزب الله”، وقالت مصادر الحزب لـ”الجمهورية”: “لقد أبلغنا الموفد الفرنسي أنّنا أكثر المتحمّسين لتأليف الحكومة، وبالحَد الأعلى من التفاهم عليها، وهذا يوجِب أن تجلس الناس مع بعضها البعض، وصولاً الى حكومة تأخذ كل التوازنات الداخلية في الاعتبار”.
باسيل
وكان دوريل قد استكمل زياراته أمس، فزار في الرابية النائب باسيل، الذي قال بعد اللقاء: انّ “دوريل التمَسً من خلال لقائنا ان ليس لدينا أي شرط، ومطلبنا الوحيد حول الحكومة هو أن يكون هناك معيار واحد وعدالة تطبّق مع الجميع، وحتى اللحظة نحن منفتحون “وبَعدنا ما حَدّدنا موقفنا اذا مِنشارِك او ما مِنشارِك”.
وقالت مصادر مشاركة في اللقاء: انّ “باسيل أعاد ترتيب الافكار، وأجرى مطالعة لتبيان مدى مصلحته بإنجاح المبادرة الفرنسية، بدءاً من لقاء الصنوبر، وأظهَر له بالمَسار كل عملية تسهيل قدّمها التيار المتمثّلة بالقول انه يقبل بكل ما يتّفق عليه الحريري مع رئيس الجمهورية، وهذا اعتبرناه نحن قمّة التسهيل، وكان جواب الموفد الفرنسي بالموافقة على كلام باسيل”.
وأضافت المصادر: “خلاصة موقف باسيل انه عندما تكون هناك ثقة بين الفرقاء ومعاملة بالمِثل مع كل الناس، أي المعيار الواحد، لن يعود هناك أي سبب لتأخير الحكومة”.
ولفتت المصادر الى انّ باسيل قال لدوريل: “إسأل الحريري بيقِلَّك ما في شي بالشخصي بَيني وبَينو، وما في الّا كل مودّة، وأنا ما بشَخْصِن المشاكل”.
كما أكد باسيل، بحسب المصادر المشاركة في اللقاء ” نحن أكثر المعنيين بإنجاح المبادرة الفرنسية، وليس من المعقول إلّا ان نكون إيجابيين”، مشيرة الى انّ الكلام بين دوريل وباسيل كان محصوراً بموضوع الحكومة، وأبدى الفرنسيون اهتمامهم لإنجاح مبادرتهم.
الجميّل
كذلك التقى دوريل رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل، الذي أكد بدوره أن “لا إنقاذ للبنان بوجود هذه المنظومة المتحكّمة برقاب اللبنانيين، ولا فرصة إلّا بالتغيير”. ولفت الى انّ “الفرنسيين يحاولون مساعدتنا، ولكن لا تجاوب معهم كما يجب”، مشيراً إلى أنّ “الموضوع الحكومي يتراوح في شَد الحبال، وفي المنطق ذاته والنهج ذاته”.
فرنجية
وزار دوريل أيضاً، برفقه السفيرة الفرنسية في لبنان، رئيس تيار “المرده” سليمان فرنجية في بنشعي، وعقد معه اجتماعاً بحضور النائب طوني فرنجية وعضو المكتب السياسي في “المرده” الوزير السابق روني عريجي، تمّ في خلاله التطرّق الى موضوع تشكيل الحكومة بالاضافة الى الوضع الاقتصادي الراهن. وأبدى فرنجية رأيه في مجمل القضايا الراهنة، مشدداً على ضرورة السعي وتضافر الجهود من أجل الوصول بلبنان الى برّ الامان.
جعجع
وزار دوريل والوفد المرافق أيضاً، رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في المقر العام للحزب في معراب، في حضور النائب بيار بو عاصي وروجيه راجح عن جهاز العلاقات الخارجيّة في الحزب.
وأشارت مصادر “القوات” الى انّ الموفد الفرنسي شدّد على الإسراع في تشكيل الحكومة، منبّهاً الى انّ التأخير فيها سيؤدي الى عدم انعقاد اي مؤتمرات لمساعدة لبنان.
وقد سلّم جعجع دوريل رسالة الى الرئيس ماكرون، لكي يقوم بدوره بتسليمها الى الامين العام للامم المتحدة، لكي ترسل المؤسسة الدولية لجنة تقصّي حقائق للتحقيق بانفجار بيروت بُغية الوصول الى الحقيقة في لبنان.
ماذا بعد؟
الى ذلك، قدمت مصادر واسعة الاطلاع لـ”الجمهورية” خلاصة لمهمة دوريل، تضمنت ما يلي:
أولاً، لا وجود لأيّ تعقيدات من شأنها إعاقة تأليف الحكومة، من قبل الثنائي الشيعي، او من تيار “المرده” أو من “الحزب التقدمي الاشتراكي”. وهو ما تم تأكيده للموفد الرئاسي الفرنسي.
ثانياً، إنّ العُقَد كامنة بين رئيس الجمهورية ومعه باسيل، وبين رئيس الحكومة المكلّف، وتتركّز حول حجم الحكومة، وحجم المداورة في الوزارات السيادية حيث لم يحسم بعد مصير وزارة الداخلية التي عاد وطالبَ بها الرئيس المكلف، وكذلك الامر بالنسبة الى الحقائب الخدماتية الاساسية، ونوعية الحقائب التي ستسند لفريق رئيس الجمهورية، وتحديداً وزارة الطاقة التي يبدو انّ الرئيس المكلف عاد ايضاً وطالبَ بأن تكون من ضمن حصته وبأن يسند لها وزير سني، على أن تُعطى حقيبة التربية لفريق رئيس الجمهورية. اضافة الى أسماء الوزراء الذين يصرّ الحريري على ان يتم اختيارهم بالتفاهم مع رئيس الجمهورية، مع الاشارة الى انّ رئيس الجمهورية قدّم مجموعة اسماء الى الرئيس المكلّف، لكنه لم يوافق عليها.
ثالثاً، إنّ دعوة رئيس الجمهورية الى تفاهم واسع على الحكومة تحتاج الى توضيح، فهو يدعو الى حوار، ولكن بين مَن ومَن، فهل المقصود بها فقط إجراء حوار بين الحريري وباسيل وربما هنا بيت القصيد، ام إجراء حوار واسع مع كل الاطراف السياسية، ومن ضمنها الاطراف المعارضة، وتحديداً تلك التي أعلنت انها ترفض المشاركة في حكومة محاصصة سياسية، بل في حكومة اختصاصيين مستقلين مثل “القوات اللبنانية”؟. فضلاً عن انّ هذه الدعوة لن يكون في إمكانها الوصول الى هذا التفاهم، خصوصاً انّ هناك تجربة مماثلة حصلت خلال تأليف حكومة مصطفى أديب، حينما اقترح عون إجراء مشاورات مع الكتل والاطراف السياسية، والتي انتهت آنذاك الى مقاطعة أطراف اساسية لتلك المشاورات، مثل “القوات اللبنانية” و”الحزب التقدمي الاشتراكي”.
رابعاً، انّ التأليف يمر في قطوع صعب جوهره الاساس عدم الثقة، بين منطقين، يتحفّظ الأول من الأساس على ترؤس الحريري للحكومة، وهو ما جرى التعبير عنه بوضوح شديد في الكلمة الرئاسية التي سبقت استشارات التكليف، ودعا فيها رئيس الجمهورية النواب الى تحكيم ضمائرهم والحذر من تداعيات التكليف والتأليف، ودخل مرحلة التصلّب في الآونة الأخيرة بعد صدور العقوبات الاميركية على باسيل، حيث يبدو انّ هذا الفريق يحاول ان يعوّض في الحكومة شيئاً مِمّا خَسره في العقوبات، رافضاً أن ينظر اليه في موقع الضعيف سياسياً ومعنوياً. أمّا المنطق الثاني، الذي يمثّله الرئيس الحريري، فمصرّ على حكومة يريدها متحرّرة بالكامل مما يعتبره “الضغط الباسيلي”، وفرصة لاستعادة حضور اهتَزّ جرّاء عوامل داخلية وخارجية، وتحمل في الوقت نفسه بعض التغيير عن نمط الحكومات السابقة.
خامساً، وهنا الأساس، الخشية من أن تُبادِر باريس الى توجيه صفعة معنوية كبرى للطاقم السياسي في لبنان، وتعلن بكل صراحة سحب يدها من لبنان، وتعلن للسياسيين بأنّ فرنسا ليست موظّفة عندكم، وتتوجّه إليهم بما يفيد بأنها حضرت الى جانب لبنان وتحسّست أزمته وتعاطفت مع ما أصابه، خصوصاً في انفجار المرفأ، وتفرّغت له، وقدّمت فرصة ثمينة وغير مسبوقة في سبيل إنقاذه وإنعاشه اقتصادياً، وشجّعت على إعادة انتظام وضعه وتشكيل حكومة، ورغم كل ذلك جرى تفشيلها وإحباط مساعيها.
تقول المصادر انّ الموفد الفرنسي لم يحضر الى لبنان في زيارة استجمام، بل حضر في مهمة حَثّ على التعجيل في تشكيل الحكومة، ولا يبدو أنّه تلقى التجاوب المطلوب معه، خصوصاً من أطراف الخلاف، وهو وإن كان قد استخدمَ نبرة هادئة جداً في مقارباته للمشهد اللبناني، ومن ضمنه المشهد الحكومي، فإنّ هناك معلومات مؤكّدة مصدرها باريس، خلاصتها انّ مهمة دوريل محددة بهدفين: الأول علني، وهو أن ينجح في إقناع اللبنانيين بالتعجيل في تشكيل الحكومة. أمّا الهدف غير العلني فهو أنه في حال الفشل، أن يتم الانتقال تِبعاً لذلك الى الخطوة التالية المنتظرة من الفرنسيين، وهي طَي المبادرة الفرنسية نهائياً، وانسحاب ماكرون من المسعى التوفيقي والانقاذي في لبنان، وكذلك دفن مؤتمرات الدعم التي وعد الرئيس الفرنسي بتجييشها دعماً للبنان، وأيضاً صَرف النظر عن الزيارة التي وعد ماكرون بالقيام بها الى بيروت في كانون الاول المقبل، وحتى ولو حصلت فإنها ستشكّل كسرة معنوية للطاقم السياسي كله في لبنان، حيث قد يأتي ويغادر من دون أن يلتقي أياً منهم، إذ قد تقتصر فقط على زيارة للوحدة الفرنسية العاملة في إطار قوات اليونيفيل العاملة في الجنوب بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة.
وتَخلص الى القول: إنّ وصول الامور الى الانسحاب الفرنسي من لبنان، مَعناه انّ لبنان اصبح مكشوفاً بالكامل، فلا غطاء فرنسياً، كما لا غطاء أميركياً كما هو واضح بالنظر الى الانشغال الاميركي بارتدادات الانتخابات الرئاسية، يُضاف الى ذلك ان لا غطاء عربياً وخليجياً على وجه التحديد. فأيّ لبنان سيبقى في ظل هذا الانكشاف؟! مع الاشارة الى انّ من خسر الغطاء الاميركي وفُرضَت عليه عقوبات، سيخسر الغطاء الفرنسي ايضاً، ولن يحظى بالتالي بأيّ غطاء عربي، فأيّ وضع سيكون عليه بعد هذا “التزليط”؟!!
لا يريدون الاصلاحات!
في سياق متصل، تكشف المصادر الواسعة الاطلاع معلومات ديبلوماسية واردة من العاصمة الفرنسية، تفيد بأنّ الملف الحكومي اللبناني يتعرّض الى عرقلة متعمّدة من قبل سياسيين نخشى أنهم يربطون تشكيل الحكومة في لبنان بما ستنتهي إليه صورة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الاميركية، ظنّاً منهم أنها قد ترتَدّ عليهم بمكاسب وبما يعزّز وضعهم السياسي. فإن صَحّ هذا الأمر، فهو بالتأكيد رهان على وَهم، إذ إنّ لدى الادراة الأميركية ثوابت مهما كانت هوية الرئيس الأميركي، وحتى ولو فاز جو بايدن رسمياً فلا أحد يستطيع الجزم بتوجّهاته. وخلال هذا الوقت، إنّ الشعب اللبناني يموت من الجوع، فهل يمكن بعد انتظار شهر أو اثنين؟ بالتأكيد لا!
وتَنسب تلك المعلومات الى نواب فرنسيين قولهم: “ما نراه في لبنان ليس انتظاراً للانتخابات الاميركية، بل عدم اندفاع من قبل القادة اللبنانيين نحو تشكيل حكومة تعمل على إنقاذ بلدهم وإعادة بناء اقتصاده، لأنّهم بكلّ بساطة يهربون من إجراء الإصلاحات التي من شأنها أن تقوّض الأسس التي يرتكزون عليها”.
السفيرة الاميركية
في سياق متصل، وفي موقف اميركي متصل بالعقوبات وبالشأن الحكومي، اعلنت السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا “اننا ما زلنا نستعمل سياسة الضغط على “حزب الله”. وباسيل بعلاقته مع “حزب الله” يغطّي سلاحه، فيما الأخير يغطّي فساده. ولم نبتعِد بعد، كما دول الخليج، عن لبنان، فهذا ما لم نقم به بعد”.
وقالت: “سوف نصرّ على مواقفنا، واذا لم نفعل ذلك فسيعودون الى فسادهم، ولا أحد سوف يساعدهم بتاتاً الّا اذا رأينا تقدّماً خطوة بعد خطوة، ولن يكون هناك شيء مجاني بعد اليوم”.
أضافت: “كان شرطنا لمساعدة لبنان الابتعاد عن وزارة الصحة لقرب وزير الصحة من “حزب الله”، والتعامل مع مؤسسات صديقة وموثوق بها، كالجامعة الاميركية والجيش اللبناني”.
ولفتت الى “اننا لم ندعم الحكومة الاخيرة لأنّ الذي شكّلها هو “حزب الله”، لكننا وقفنا الى جانب الشعب اللبناني وسوف نرى ماذا سيكون شكل الحكومة المقبلة لنحدد موقفنا”.
********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
لبنان: لا اختراق بالجمود الحكومي وموفد ماكرون يواصل لقاءاته
الجميل يعتبر التجاوب مع المطالب الفرنسية «ليس كما يلزم»
لم تفض زيارة موفد الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل إلى أي إعلان مباشر عن خرق طرأ على حالة المراوحة التي تسيطر على مباحثات تشكيل الحكومة اللبنانية منذ الأسبوع الماضي، رغم تأكيدات المسؤولين اللبنانيين تمسكهم بالمبادرة الفرنسية، فيما بدا أن مفاعيل العقوبات الأميركية على رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل لا تزال تقبض على مساعي تأليفها.
ولم تسجل أي زيارة للرئيس المكلف سعد الحريري إلى قصر بعبدا، فيما واصل دوريل لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، لليوم الثاني على التوالي، من غير أن يدلي بأي تصريح، وسط معلومات نقلتها وكالة الأنباء «المركزية» عن أن الموفد الفرنسي «استمع أكثر مما تحدث خلال لقاءاته وشدد على أهمية تشكيل حكومة من اختصاصيين بسرعة».
واستهل دوريل لقاءات اليوم الثاني، بلقاء رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل على مدى ساعتين ونصف الساعة لم يتم خلالها التطرق إلى العقوبات الأميركية وفق المعطيات. ونقلت مصادر إعلامية محلية أن باسيل أكد تمسكه بإنجاح المبادرة الفرنسية وأن الموفد الفرنسي لم يتطرق إلى العقوبات التي فرضتها الخزانة الأميركية مؤخراً على باسيل.
ثم التقى رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل الذي أكد بعد اللقاء أن «فرنسا مستمرة في مبادرتها لكنها تحترم سيادة لبنان ولا يمكنها أن تفرض عليه ولا تملك «جماعة» تحركها. ورأى الجميل أن الفرنسيين يحاولون مساعدة لبنان «رغماً عن المسؤولين» وأن «التجاوب معهم ليس كما يلزم»، فيما مسألة تشكيل الحكومة «تتراوح في شد الحبال والمنطق نفسه والنهج السابق والمحاصصة والشروط المتبادلة».
وقال الجميل إن فرنسا «تضغط على المسؤولين للقيام بمصلحة البلد لا مصلحة فرنسا، لأن الإصلاحات المطلوبة هي لمصلحة لبنان واللبنانيين والمالية العامة والشفافية»، وأن «أصغر أمر مطلوب اليوم هو التدقيق في حسابات مصرف لبنان الذي يتم عرقلته حتى هذه اللحظة». وأشار الجميل أن فرنسا مستمرة في دعم الشعب اللبناني من خلال المساعدات الإنسانية، لكن لكي يساعدوا الدولة من أجل النهوض بالاقتصاد وبناء بلد متطور يجب القيام بإصلاحات على صعيد الدولة اللبنانية، لكن طالما أن لا حكومة قادرة على أخذ ثقة الناس والمجتمع الدولي فلن يكون هناك إصلاحات ولا إنقاذ.
واعتبر الجميل أن لا إنقاذ للبنان بوجود هذه المنظومة المتحكمة برقاب اللبنانيين ولا فرصة إلا بالتغيير، موضحا أنه أكد للموفد الفرنسي عدم القبول بأي شكل من الأشكال تأجيل الانتخابات و«هذا الامتحان سيكون كبيرا للشعب اللبناني».
وأبلغ الجميل الموفد الفرنسي أنه لا أمل أن تكون هذه «البوطة» قادرة على القيام باللازم لإنقاذ لبنان لأنهم لا يعرفون التصرف إلا انطلاقا من مصالحهم قائلا: «نحن حذرنا الفرنسيين من ذلك منذ اليوم الأول، وللأسف نرى اليوم أن وجود هذه المنظومة من الصعب جدا على أي مبادرة أن تنجح لأن أي إصلاح هو ضد مصلحة هذه الجماعة».
هذا وزار الموفد الفرنسي رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية. وأعلنت أوساط مقربة من المردة أن اللقاء مع الموفد الفرنسي كان مناسبة لتجديد التأكيد على حكومة وحدة وطنية من دون معارضة حكومة أقطاب. وإذ شددت على أن مستشار الرئيس الفرنسي لم يتحدث عن عقوبات على شخصيات لبنانية، لفتت إلى أنه نبه إلى أن مبادرة الرئيس ماكرون هي خشبة الخلاص الأخيرة للبنان. وكان مقرراً أن يلتقي الموفد الفرنسي رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب مساء.
ولا تزال مفاعيل العقوبات وتشدد «التيار الوطني الحر» تقيد مساعي تشكيل الحكومة، وهو ما قاله الرئيس عون أول من أمس خلال لقائه الموفد الفرنسي أن «العقوبات الأميركية التي استهدفت سياسيين لبنانيين زادت الأمور تعقيدا».
********************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
جولة دوريل: الطبقة السياسية قد تضيّع مساعدات المؤتمر الدولي وسيدر!
الإقفال اليوم بين الإلتزام والإلزام.. والإصابات تنتظر اللقاح في شباط أو آذار
يختبر لبنان، بدءاً من اليوم مرحلة الاقفال التام، عملا بقرارات التعبئة وتعاميمها، بدءاً من تاريخ 19 آذار الماضي، والمتعلق بإجراءات خاصة لمواجهة وباء كورونا.. وسط حذر من اشكالات قد ترافق تنفيذ قرار الاقفال، والتدابير العقابية ذات الصلة، في وقت جرت اتصالات «سياسية عليا» مع البلديات ورؤساء الاتحادات البلدية للالتزام، والتشدد بتطبيق قرار وزير الداخلية المتعلق بتنظيم تنفيذه، سواء لجهة الخروج من المنازل او اقفال المؤسسات غير المسموح لها بفتح ابوابها، او لجهة ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي، والاقلاع عن الاستهتار وعدم الالتزام.
ومن الممكن ان تشكل الاجراءات الردعية فرصة للبنانيين للالتزام، لا سيما لجهة الجزية المالية المرتفعة وادراج المخالفات كجنحة في السجل العدلي للمخالفين.
وأقر رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب بأن «كل الاجراءات التي تتخذها الدولة لن تنجح ما لم يلتزم المواطن، واناشد اللبنانيين والمقيمين الانتباه الى انفسهم».
وذكر دياب: بوضع كمامة، وغسل الايادي، وتعقيم الاشياء المستخدمة.
وكشف دياب أننا نعمل كل جهدنا حتى نحصل على اللقاحات التي تحمينا من الوباء بأسرع وقت ممكن.
الحكومة: لا مؤشرات.. ولكن!
وسط هذا الحجر الصحي، الذي فرضته الـ100 الف اصابة بالكورونا، على المجتمع ككل، تزايدت التنبيهات من مضي الطبقة السياسية بالتلاعب بالكلام، والتمويه عن المواقف الحقيقية، والخروج من حالة المراوحة والتذاكي الى توزيع الحقائب على الكتل او الطوائف، ثم اسقاط الاسماء، من زاوية ترجمة فعلية لمبادرة الرئيس ماكرون بضرورة اختيار اخصائيين للوزارات من غير الحزبيين.
وعلى الرغم من التسليم العام بأن لا قدرة لحكومة تصريف الاعمال على انجاز ما يلزم في هذه المرحلة، فإن المصادر المعنية بالتأليف، تتحدث عن اسئلة بدأت تعيد نفسها حول ما يمكن فعله إذا طال تشكيل الحكومة مشيرة إلى أن دعوة الرئيس عون حول التشاور الوطني لم تتم الاستجابة لها بعد.
واشارت الى أن أي تواصل بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري لم يسجل أمس لكن هذا لا يعني أن زيارة الحريري بعبدا لن تكون واردة في أي توقيت . ولكن مصادر سياسية مطلعة لاحظت عبر اللواء أنه ينتظر أن يصار إلى ترجمة النصائح الفرنسية حول الإسراع في تأليف الحكومة التي حملها الموفد الرئاسي الفرنسي فإذا كانت هناك رغبة في السير بها قد تتبدل بعض المعطيات اما إذا استمر الوضع على حاله فقد يطول تأليف الحكومة ولذلك دعت المصادر إلى ترقب إلى ما بعد زيارة دوريل.. لا سيما في ضوء تنصل ممثلي الكتل والتيارات من وزراء تصريف الاعمال.
وتوقفت مصادر نيابية عند موقف للنائب ابراهيم كنعان الذي شن فيه هجوما عنيفا على وزيرة العدل في حكومة تصريف الأعمال ماري-كلود نجم، المحسوبة على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وكتب عبر تويتر: «قالت وزيرة اللا عدل أن من طالب بتعديل قانون السرية المصرفية لإزالة العوائق امام التدقيق الجنائي مسؤول عن عدم حصوله! غريب ان تصبح المطالبة بتعديل قانون للوصول الى الحقيقة جريمة بينما تنظيم عقود واستشارات غب الطلب وهدر المال العام وتعثر التدقيق الجنائي انجاز. اللي استحوا ماتوا!».
ويفترض ان يكون واصل موفد الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل انهى لقاءاته. وهو واصل في اليوم الثاني بمشاركة السفيرة الفرنسية آن غريو، لقاءاته مع القوى السياسية متنقلا بين ميرنا الشالوحي وبنشعي ومعراب وبكفيا، للاستفسار منها عن سبب التأخر في تنفيذ المبادرة الفرنسية وتشكيل حكومة المهمة، التي ما زالت عالقة عند من يختار اسماء الوزراء لاسيما المسيحيين بعد حل إشكالية عدد الوزراء بحكومة من 18 وزيراً وإشكالية توزيع اغلب الحقائب، فيما قللت مصادر التيار الوطني الحر من هذه المشكلة، وقالت لـ«اللواء»: ان الرئيسين عون والحريري يمكن ان يقترحا اسماء معينة ويتفقا عليها، ونحن لا نقلل من صلاحية الرئيس المكلف بطرح الاسماء ولا نمنع ذلك لكن لرئيس الجمهورية ايضاً موقفه ورأيه، والمهم ان يتفق الرئيسان.
شملت جولة دوريل امس، رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل والتقاه مدة ساعتين ونصف الساعة، ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ورئيس القوات اللبنانية سميرجعجع، ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل. وهوكان مستمعاً اكثر الوقت، لكنه حمل لهم النصيحة الفرنسية بسرعة تشكيل حكومة إصلاحات ومن غير الحزبيين بالتفاهم بين كل القوى السياسية.
وذكرت مصادر متابعة ان هناك من تمنى على دوريل العمل على ترطيب الاجواء بين الرئيس سعد الحريري وباسيل من اجل عقد لقاء بينهما يسهم في معالجة الامور العالقة.واشارت الى ان باسيل عرض لدوريل موقف التيار منذ تكليف الحريري وانه كان مسهّلا للحل كما عرض اسباب التعطيل من وجهة نظره مشيرا الى اطراف اخرى تعرقل التشكيل.
وأكّد باسيل أنّ «دوريل لمس من خلال لقائنا اننا ليس لدينا اي شرط ومطلبنا الوحيد حول الحكومة أن يكون هناك معيار واحد وعدالة تطبق مع الجميع، وحتى اللحظة نحن منفتحون «وبعدنا ما حددنا موقفنا اذا منشارك او ما منشارك».
وقال الجميل: «استمعنا الى المعاناة التي يشعر بها الفرنسيون، بسبب مماطلة المسؤولين اللبنانيين في الالتزام بوعود الاصلاح والسير بانقاذ لبنان من الكوارث التي نمرّ بها، مشيراً الى ان الفرنسيين يحاولون مساعدة لبنان «غصباً عن المسؤولين»، أما التجاوب معهم فليس كما يلزم، فيما مسألة تشكيل الحكومة تتراوح في شد الحبال والمنطق نفسه والنهج السابق والمحاصصة والشروط المتبادلة، في وقت الشعب اللبناني يرزح كلّه تحت ازمة تاريخية، والشباب يهاجرون ونخسر الطاقات وما زالوا يتمسّكون بالشروط ويطبقون منطق المحاصصة ومرقلي تمرقلك»
واضاف الجميل: ان فرنسا تضغط على المسؤولين للقيام بمصلحة البلد لا مصلحة فرنسا، لأن الاصلاحات المطلوبة هي لمصلحة لبنان واللبنانيين والمالية العامة والشفافية. واصغر امر مطلوب اليوم وهو التدقيق في حسابات مصرف لبنان الذي يتم عرقلته حتى هذه اللحظة».
ورداً على أسئلة الصحافيين، قال الجميّل ان فرنسا مستمرة في مبادرتها، لكنها تحترم سيادة لبنان ولا يمكنها ان تفرض عليه، ولا تملك فرنسا «جماعة» في لبنان تحرّكها، كما أن باريس لا تقوم بهذه المبادرة لمصلحتها.
حضر اجتماع دوريل بفرنجية، النائب طوني فرنجيه وعضو المكتب السياسي في المرده الوزير السابق روني عريجي، وتم التطرق الى موضوع تشكيل الحكومة بالاضافة الى الوضع الاقتصادي الراهن. وأبدى فرنجيه رأيه في مجمل القضايا الراهنة، مشدداً «على ضرورة السعي وتضافر الجهود من اجل الوصول بلبنان الى بر الامان».
وذكرت مصادر المردة ان اللقاء مع الموفد الفرنسي كان مناسبة لنجدد التأكيد اننا مع حكومة وحدة وطنية، واذا ارادوا حكومة اقطاب فلتكن. ودوريل لم يتحدث عن عقوبات.
وحسب بيان صدر من معراب بعد لقاء رئيس حزب «القوات اللبنانية» سميرة جعجع وموفد ماكرون، فإن الموفد الفرنسي ابلغ رئيس «القوّات» أنه شدد أمام المرجعيات السياسيّة خلال لقائها في جولته على وجوب تشكيل الحكومة العتيدة في أسرع وقت ممكن باعتبار أننا أصبحنا في وقت حرج وهذه الفرصة الأخيرة للبنان فإن تم الاستمرار بالمماطلة للتأليف سيضيّع لبنان الفرصة وعندها لا مؤتمر دولي لدعم لبنان ولا مؤتمر «Cedre».
كما حمّل جعجع دوريل رسالة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يطلب فيها دعم فرنسا للطلب الموجّه إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريز من أجل إرسال لجنة تقصي حقائق حول انفجار مرفأ بيروت إحقاقاً للعدالة في هذا المجال.
السفيرة الاميركية
أكدت السفيرة الاميركية دوروثي شيا أن الولايات المتحدة الاميركية ما زالت تستعمل سياسة الضغط على حزب الله»، وأشارت إلى أن رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل بعلاقته مع حزب الله يغطي سلاحه فيما الأخير يغطي فساده، وأضافت: «لم نفعل بعد كما دول الخليج والابتعاد عن لبنان وعدم دعمه فهذا ما لم نقم به بعد».
واضافت في حديث تلفزيوني أن «شرطنا كان لمساعدة لبنان في مواجهة فيروس كورونا الابتعاد عن وزارة الصحة لقرب وزير الصحة من حزب الله والتعامل مع مؤسسات صديقة وموثوق منها كالجامعة الأميركية والجيش اللبناني».
وأوضحت «أننا لم ندعم الحكومة الأخيرة لأن الذي شكّلها هو حزب الله لكننا وقفنا الى جانب الشعب اللبناني وسوف نرى ماذا سيكون شكل الحكومة المقبلة لتحديد موقفنا».
وشددت شيا على «أننا سوف نصرّ على مواقفنا واذا لم نفعل ذلك فسيعودون الى فسادهم ولا أحد سوف يساعدهم بتاتاً الا إذا رأينا تقدماً خطوة بعد خطوة ولن يكون هناك أي شيء مجاني بعد اليوم».
يذكر ان السفيرة الاميركية زارت امس في زيارة تعارف، رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان، وجرى التركيز على تشكيل الحكومة بسرعة لتحقيق الاصلاحات المطلوبة.
ولمناسب مرور مائة يوم على انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي، المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان غرد على حسابه عبر تويتر بالقول: «مئة يوم على الكارثة الوطنية التي تمثلت في انفجار مرفأ بيروت، مئة يوم من التحقيقات بمشاركة خبرات دولية مهمة، ورغم ذلك لا وضوح بعد ولا محاسبة ولا عدالة».
في مجال متصل بترقب الموقف الاميركي بعد فوز المرشح الديمقراطي جون بايدن بانتخابات الرئاسية تصدّر اسم الصحافي الاميركي اوستين تايس الذي اختفى في سوريا عام 2012 عناوين الاخبار المتداولة بين بيروت وواشنطن مع إنتشار انباء اطلاق سراحه. وتداول صحافيون وناشطون على مواقع التواصل خبر إقلاع طائرة من البقاع إلى الولايات المتحدة، حاملة الصحافي الاميركي. واستند هؤلاء الى تغريدة لحساب إنتل سكاي الذي رصد هبوط طائرة تابعة لقيادة العمليات الخاصة في سلاح الجو الأميركي في قاعدة رياق في منطقة البقاع للمرة الأولى، خصوصاً وان واشنطن نشطت اخيراً لمعرفة مصيره، وكان المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم زار العاصمة الاميركية اخيراً لهذه الغاية، وكُرّم لدوره في تحرير مختطفين. وبعد ان إنتشر الخبر كالنار في الهشيم، اوضحت قيادة الجيش-مديرية التوجيه في بيان «ان الطائرة العسكرية الأميركية كانت في مهمة روتينية وعلى متنها فريق اميركي قادم لتدريب بعض الوحدات العسكرية .وانهت مهمتها وغادرت دون ان تُقلَّ الصحافي تايس خلافاً لما تردد». كذلك، اوضح مصدر مسؤول في المديرية العامة للأمن العام «ان الخبر الذي يتم تداوله على مواقع التواصل الإجتماعي عن المواطن الأميركي اوستن تايس معلومات غير صحيحة ولا تمت الى الحقيقة بصلة».
صحيا، وعشية دخول قرار الاقفال التام حيز التنفيذ عند الخامسة فجر السبت، شهدت مداخل العاصمة بيروت ومناطق وأسواق عدة زحمة سير خانقة، تتخطى الزحمة المعتادة التي تأقلم معها اللبنانيون، بنسب كبيرة… وليس بعيدا، أشارت ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان ايمان الشنقيطي إلى أن «منظمة الصحة العالمية» لا توصي بالإقفال لتداعيات اقتصادية واجتماعية، لكن تم الإتفاق كتوصية على الإغلاق لأسبوعين ما سيخفف من عدد الإصابات وسيتيح للقطاع الطبي أن يستعيد أنفاسه. وردّاً على سؤال حول اللقاح المنتظر أجابت «برأي «منظمة الصحة العالمية» في شباط أو آذار 2021 سيتم اعتماد على الأقل اثنين من اللقاحات بشكلٍ رسمي حول العالم، ولبنان مُمثّل ضمن إئتلاف دولي يخوّله الحصول على اللقاح بطريقةٍ عادلة كما غيره من الدول».
102607
صحياً، اعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 1904 اصابة جديدة بفايروس كورونا، خلال الـ24 ساعة الماضية، مع 21 حالة وفاة، ليرتفع العدد التراكمي الى 102607 اصابة مثبتة مخبرياً.
********************************************
افتتاحية صحيفة الديار
الابواب مقفلة في وجه الحكومة والعقوبات الاميركية عقّدت عملية التأليف
زيارة دوريل : لا عقوبات فرنسية وباريس مصممة على مبادرتها للنهاية
دخول اميركي مباشر على الخط والسفيرة تلوح بمنع المساعدات للبنان
محمد بلوط
يعود الموفد الفرنسي باتريك دوريل الى باريس بتقرير مخيب للآمال عن الوضع اللبناني ومسار تأليف الحكومة الذي وصفه مرجع بارز للديار امس بانه اصيب مجددا بالشلل، مشيرا الى ان « الامور باتت مقفلة بسبب الخلافات التي برزت بقوة مؤخرا حول بعض الحقائب والاسماء بعد ان كانت عملية التأليف قطعت شوطا مهما باتجاه الخلاص».
ووفقا للمعلومات فان هذه الخلافات قد زادت من عدم الثقة بين الجهات المعنية وادت الى تراجع وتبخر الآمال بولادة الحكومة قريبا بسبب التصلب الذي ظهر في الايام الاخيرة والذي اعاد المسار الى الوراء وترك انطباعا سوداويا لا يبشر بالخير.
وتضيف المعلومات ان دوريل اصطدم بهذا الواقع الصعب والمعقد، فكرر امام من التقاهم من مسؤولين وسياسيين مقولة الرئيس الفرنسي الشهيرة بعد انفجار المرفأ بان على اللبنانيين مساعدة انفسهم لكي يتمكن الآخرون من مساعدتهم.
وكشف مصدر بارز للديار في هذا الاطار ان المطلب الاساسي الذي كرره الموفد الفرنسي امام المسؤولين والسياسيين ان عليكم ان تبادروا بسرعة لاستدراك الوضع ومخاطره وان تساعدوا انفسكم اولا وان فرنسا كانت وستبقى الى جانب لبنان واللبنايين لدعمهم ومساعدتهم. وقال ايضا ان تطبيق المبادرة والخطة الفرنسية يشكل بحد ذاته مساعدة للبنان قبل اي شيء آخر.
وسخر المصدر البارز من التسريبات والكلام عن تحذيرات او تلويحات للموفد الفرنسي عن عقوبات محتملة ستقدم عليها باريس بحق مسؤولين لبنانيين، نافيا بشدة ان يكون دوريل قد تطرق مباشرة او مواربة الى هذا الموضوع . وقال انه لم يأت على ذكر مثل هذا الموضوع لا من قريب او من بعيد.
واوضح ان زيارته في الدرجة الاولى هي لنقل رسالة مباشرة الى الجميع بان المبادرة الفرنسية قائمة ومستمرة ولن تتوقف وهي بالزخم نفسه، لكن باريس تنتظر من اللبنانيين ان يقوموا بما عليهم لا سيما في شأن تشكيل الحكومة بسرعة لعقد مؤتمر دعم لبنان . لكنه اكد في الوقت نفسه ان فرنسا عازمة وناشطة في اطار تأمين الدعم والمساعدات للبنان لكي يستطيع الوقوف على رجليه.
ورفض المصدر التقليل من اهمية زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي رغم كل ما قيل او يقال ، منوها بان دوريل هو شخصية مرموقة تحظى بثقة عالية عند الرئيس ماكرون الذي تربطه به علاقة قوية، وهو ليس مستشارا عاديا بل مستشارا شخصيا يعول عليه الرئيس الفرنسي في مثل هذه المهمات في المنطقة وفي الملف اللبناني ، وبالتالي هناك مدلول مهم لزيارته التي سيكون لها متابعة قريبا.
وقد استكمل الموفد الفرنسي لقاءاته مع السياسين امس . وتمحور الحديث بينه وبين رئيس التيار الوطني جبران باسيل حول موضوع الحكومة وتأثير توتر العلاقة مع الرئيس المكلف سعد الحريري.
واكد باسيل وفق المعلومات التي سربت بان التيار كان وما زال اول الداعمين للمبادرة الفرنسية، نائيا بنفسه عن التعثر الحاصل في تأليف الحكومة ، ومعتبرا ان التيار قام ويقوم بكل ما يسهل هذه العملية وانه كان اعلن منذ البداية انه يقبل بكل ما يتفق عليه الحريري مع رئيس الجمهورية ، وهذا قمة التسهيل.
واعتبر ايضا انه عندما يكون هناك ثقة بين الفرقاء ومعاملة بالمثل مع كل الناس اي المعيار الواحد لا يعود هناك سبب لتأخير الحكومة.
كما التقى دوريل رئيس حزب الكتائب سامي الجميل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي نسب لاوساطه انه اكد على حكومة وحدة وطنية.
وفي شأن تطور مسار الحكومة اكدت مصادر مطلعة للديار امس ان اي شيئا جديدا لم يطرأ على هذا الوضع في الساعات الماضية، مشيرة الى انه في حال بقيت المواقف على حالها فان لا حكومة قريبا.
وعكست مصادر عين التينة للديار ايضا انزعاج واستياء الرئيس بري مما آلت اليه الامور في شأن الحكومة في الايام الاخيرة بعد ان كان مسارها متقدما.
وكررت ما اكده اول امس ان المطلوب حكومة اليوم قبل الغد وان الوضع لا يحتمل اي اضاعة للوقت لا على الصعيد الاقتصادي والمالي ولا على صعيد الوضعين الاجتماعي والمعيشي ولا ايضا على خطر وانعكاسات التطورات الحاصلة في المنطقة.
وسألت المصادر هل البلد هو بالف خير وفي احسن احواله لنشهد مثل هذه التصرفات واضاعة الفرص والوقت ؟ ووفقا للتطورات التي سجلت في الايام الاخيرة فان هناك اعتقادا قويا لدى الاوساط المراقبة ان العقوبات الاميركية على باسيل خلقت اجواء او ساهمت في زيادة تعقيد تأليف الحكومة ، واعطت انطباعا بان التشدد بين الاطراف صار سيد الموقف لحسابات كل طرف بطريقة تختلف عن حسابات الطرف الآخر.
وفي الوقت الذي بقيت مصادر الحريري تلتزم الصمت وعدم التعليق المباشرعلى موضوع الحكومة لم تخف اوساط المستقبل تحميل باسيل مسؤولية التصلب وعرقلة مسار التأليف، مشيرة بانه برفع شعار اعتماد المعيار الواحد علنا لكنه يريد ويعمل ضمنا للحصول على اكبر حصة من الحقائب التي يرغبها ومنها وزارة الطاقة. فهو مصمم على اخذ وزارات من بينها الداخلية والعدل والدفاع والطاقة تحت ستار حصة التيار ورئيس الجمهورية ، وهو يسعى الى اسناد الطاقة لاحد مستشاريه بيار خوري وهناك ضابط مقترح لوزارة الداخلية لا يحظى بقبول الحريري واطراف اخرى.
وفي المقابل تقول مصادر التيار ان هذا الكلام هو من باب التحريض على التيار ورئيسه وان الرئيس المكلف لم يبحث او يتكلم مع التيار لا مباشرة ولا بطريقة غير مباشرة حول اي حقيبة او اسم وان الامور متروكة لرئيس الجمهورية.
وتضيف فليطبقوا المعيار الواحد ليروا ما اذا كان التيار يناور ام لا . مع العلم ايضا ان الحريري يريد التحكم بتسمية العديد من الوزراء المسيحيين.
الدخول الاميركي على الخط
وما جرى الكلام عنه في اليومين الماضيين من باب الاستنتاج والتحليل حول ممارسة الادارة الاميركية سياسة العقوبات للضغط على حزب الله وحلفائه والتدخل المباشر في تأليف الحكومة كشفت عنه السفيرة الاميركية دوروثي شيا امس بوضوح فاشارت الى انه «لم ندعم الحكومة الاخيرة لان الذي شكلها هو حزب الله ، لكننا وقفنا الى جانب الشعب اللبناني وسوف نرى ماذا سيكون شكل الحكومة المقبلة واذا لم نفعل ذلك فسيعودون الى فسادهم ولا احد سوف يساعدهم بتاتا الا اذا رأينا تقدما خطوة بعد خطوة ولن يكون اي شيء مجانياً بعد اليوم».
واضافت «ما زلنا نستعمل سياسة الضغط على حزب الله. ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بعلاقته مع حزب الله يغطي سلاحه فيما الاخير يغطي فساده. ولم نفعل بعد كما فعلت دول الخليج الابتعاد عن لبنان وعدم مساعدته ودعمه ، فهذا ما لم نقم به».
وفي هذا الاطار رأت مصادر سياسية ان العقوبات الاميركية ساهمت بزيادة تشدد باسيل في شأن الحكومة باعتبار انه يعتقد بان من بين اهداف هذه العقوبات بالاضافة الى فك ارتباطه بحزب الله اضعاف تياره في الحكومة .
واضافت ان الحزب بعد العقوبات ربما صار مقتنعا اكثر بعدم ممارسة اي شكل من اشكال الضغط عليه في الشأن الحكومي.
وتخشى المصادر ان تستمر الازمة طويلا الى مطلع العام الجديد او ربما بعد رحيل ترامب عن البيت الابيض في 20 كانون الثاني.
فهل يحتمل الوضع اللبناني كل هذه الفترة من دون حكومة جديدة ؟
********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
الموفد الفرنسي: المبادرة خشبة خلاصكم الاخيرة
ساعات قبل دخول لبنان دائرة الحجر المواطني الصحي، ان تم الالتزام به جديا لوقف الارتفاع الحاد في عدّاد الاصابات وتمكين القطاع الصحي من التقاط انفاسه، بقيت حكومة الانقاذ العتيدة والجهود المتصلة بها محجورة داخل جدران ممانعة ولادتها في انتظار نضوج الظرف الدولي، من دون ادنى اعتبار لحراجة الظرف اللبناني المرجح، في ظل استمرار الوضع على ما هو عليه من انهيار، الا يصمد حتى ذلك الحين، بشهادة الحريصين على لبنان وفي مقدمهم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يجول موفده باتريك دوريل على المسؤولين اللبنانيين ناقلا تحذيرات في شأن المصير الذي سيؤول اليه بلدهم في ما لو لم يغيروا نمط التعاطي مع الواقع الخطير ويعوا حجم الضرر الذي سيلحقونه بلبنان وشعبه، ان لم يشكلوا الحكومة سريعا، وهم استنادا الى المواقف والمعطيات لا يبدو انهم في هذا الوارد، فمصالحهم ومشاريعهم العابرة للحدود اولا.
دوريل يجول
فوسط اجواء ملبدة واصل موفد الرئيس الفرنسي جولته على القيادات السياسية في لبنان. وفي السياق، التقى امس رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على مدى ساعتين ونصف الساعة لم يتم خلالها التطرق الى العقوبات الاميركية وفق المعطيات. ومن ميرنا الشالوحي انتقل دوريل الى بكفيا حيث التقى رئيس حزب الكتائب سامي الجميل. وبعد اللقاء، قال الجميّل ان «موضوع الحكومة لايزال يتراوح في نفس المنطق والنهج السابق وهو المحاصصة والشروط».
حكومة نظيفة
وفي السياق، أكدت مصادر كتائبية أن الموفد الفرنسي اوضح أن مبادرة ماكرون لاتزال مطروحة على الطاولة وفقا للبنود المعروفة، وأن ما يهم بلاده يكمن في أن تتألف «حكومة نظيفة» تنجز الاصلاحات المطلوبة ويرضى عنها الناس، مشددا على أن فرنسا ستتابع موضوع تأليف الحكومة لأن لبنان وشعبه يهمانها، ولأن المبادرة الفرنسية تعتبر الحل الوحيد للأزمة الراهنة.
بنشعي ومعراب
واستكمل دوريل الذي زار رئيس المردة سليمان فرنجية ايضا، اتصالاته، بزيارة معراب عصرا. وكشفت أوساط تيار المردة أن اللقاء مع الموفد الفرنسي كان مناسبة لتأكيد أننا مع حكومة وحدة وطنية، وإذا أرادوا حكومة أقطاب فلتكن. وإذ شددت على أن مستشار الرئيس الفرنسي لم يتحدث عن عقوبات على شخصيات لبنانية، لفتت إلى أنه نبه إلى أن مبادرة الرئيس ماكرون هي خشبة الخلاص الأخيرة للبنان.
الحريري يزور بعبدا؟
في الاثناء، افيد ان الموفد الفرنسي إستمع أكثر ممّا تحدّث خلال لقاءاته وشدّد على أهمية تشكيل حكومة من إختصاصيّين بسرعة. واذ اشارت الى ان قد يحصل لقاء بين عون والرئيس المكلف سعد الحريري في الساعات القليلة المقبلة للبحث في الوضع الحكومي، قالت ام تي في نقلا عن مصادر مطلعة ان «الايجابية في ملف تشكيل الحكومة مجرّد كلام لا يعكس الحقيقة والعراقيل لا تزال موجودة لا بل تشتدّ أكثر».
الفرزلي
وكان نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، اوضح في حديثٍ اذاعي، أن «هناك توافقًا على شكل الحكومة وتوزيع الحقائب بين الطوائف»، لافتًا الى ان «التسريبات من قصر بعبدا تُشير الى وجود خلاف حول التسميات وبالتالي فان الخلاف داخلي والادعاء عن وجود عوامل خارجية معرقلة يأتي في اطار تبرير عدم الذهاب سريعًا باتجاه الحكومة».
شيا في خلدة
من جهة ثانية، استقبل رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان في دارته في خلدة، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، وعرض معها المستجدات السياسية المحليّة والإقليمية. وافادت مصادر مطلعة ان هدف الزيارة تعارفي واكدت السفيرة وجوب الاستعجال في تشكيل الحكومة من دون الدخول في تفاصيل التشكيل فالمهم ليس شكل الحكومة بل ان تتمكن من تنفيذ الاصلاحات وتوقف الفساد وتعيد وضع لبنان على السكة الصحيحة.
الترسيم في القصر
على صعيد آخر، عرض رئيس الجمهورية في قصر بعبدا مع المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيش، الاوضاع العامة ومسار المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، في ضوء مداولات الاجتماع الذي عقد يوم الاربعاء الماضي في مقر القوات الدولية العاملة في الجنوب في الناقورة. وتطرق البحث ايضا الى التقرير الدوري الذي يعتزم كوبيش تقديمه الى مجلس الامن حول تطبيق القرار 1701. كذلك تمت متابعة تطورات ملف تشكيل الحكومة الجديدة، ومسألة العقوبات الاميركية التي فرضت على عدد من السياسيين اللبنانيين.
الى ذلك، غرد كوبيش امس على حسابه عبر تويتر بالقول: «مئة يوم على الكارثة الوطنية التي تمثلت في انفجار مرفأ بيروت، مئة يوم من التحقيقات بمشاركة خبرات دولية مهمة، ورغم ذلك لا وضوح بعد ولا محاسبة ولا عدالة».
تايس!
من جهة أخرى، اوضحت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان «ان الطائرة العسكرية الأميركية التي قيل انها حطت في مطار رياق لنقل الرهينة الاميركية اوستين تايس كانت في مهمة روتينية وعلى متنها فريق اميركي قادم لتدريب بعض الوحدات العسكرية. وانهت مهمتها وغادرت دون ان تُقلَّ الصحافي تايس خلافاً لما تردد». كذلك، اوضح مصدر مسؤول في المديرية العامة للأمن العام «ان الخبر الذي يتم تداوله على مواقع التواصل الإجتماعي عن المواطن الأميركي اوستن تايس معلومات غير صحيحة ولا تمت الى الحقيقة بصلة».
الدولار الطالبي
على خط آخر، تابع رئيس مجلس النواب نبيه بري قضية الطلاب اللبنانيين الذين يتابعون تعليمهم في الخارج لجهة عدم تطبيق القانون المتعلق بالدولار الطالبي. ولهذه الغاية وبعد لقائه وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبه، أجرى اتصالات مع المعنيين: مشيرا الى «ان العمل بهذا القانون سيبدأ مطلع الاسبوع المقبل».
كما عرض بري التطورات مع نائبة رئيس الحكومة المستقيلة وزيرة الدفاع زينة عكر.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :