ما وراء ترسيم الحدود مع اسرائيل ولاحقًا مع سوريا؟

ما وراء ترسيم الحدود مع اسرائيل ولاحقًا مع سوريا؟

 

Telegram

 

لطالما كان موضوع ترسيم الحدود اللبنانية البرية والبحرية مطلباً لبنانياً لإستكمال السيادة المنقوصة منذ اتفاق سايكس بيكو وتوافق فرنسا وبريطانيا على التقسيم الجغرافي للمنطقة والذي تم التوافق النهائي عليه سنة 1923 أي بعد إعلان دولة لبنان الكبير لتسجل الخرائط الحدودية لاحقاً في عصبة الأمم  بحدوده الحالية.

يعلم المسؤولون اللبنانيون جيدًا أن التفاوض مع إسرائيل في الترسيم البحري والبري أسهل من التفاوض مع السوريين للموضوع عينه ويعلمون أن وقت الترسيم مع سوريا لم يحن بعد وكما في سحر ساحر أتت ساعة الترسيم مع دولة اسرائيل واعتراف الدولة اللبنانية بالكيان الصهيوني كحدود رسمية للبنان وبتوقيع "سياسي" من حزب الله مع علمه ان الموافقة التي أجبر عليها ستلغي دوره المقاوم، كذلك سيأتي الساحر الأميركي يومًا ويلزم سوريا على الإعتراف بلبنان والتوقيع على حدوده البحرية والبرية.

لا يوجد اليوم أي من الحكام الحاليين في الدولة اللبنانية وفي الدولة السورية مؤمن بوجود حدود بين الدولتين فالجانب السوري لا يعترف أصلاً بوجود لبنان والحكام اللبنانيين الحاليين لا يعرفون أي لبنان يريدون، منهم من يعتبر لبنان وسوريا بلداً واحداً وشعباً واحدا، ومنهم من يؤمن بالهلال الخصيب أو الأمة السورية كما يعتبرها الحزب السوري القومي الإجتماعي، ومنهم من يؤمن بالدولة الواحدة لولاية الفقيه الممتدة من إيران الى لبنان، ومنهم من يعتبر لبنان منجم ذهب للمال والسلطة وليس أكثر.

دون ادنى شك إن ترسيم الحدود مع اسرائيل لم يكن من الأمر السهل بالنسبة للمقاومة الإسلامية ولفريق الممانعة الذي هو بمثابة مرحلة متقدمة من التطبيع رغم الفزلكات السياسية والشكليات الكاذبة التي يبرعون في صياغتها وممارستها، تبقى الحقيقة واحدة وهي أولاً: إعتراف لبنان بدولة إسرائيل. ثانياً: مشاركة لبنانية اسرائيلية في حقل قانا. ثالثاً: مشاركة لوجستية في استعمال انابيب التوزيع والتصدير. رابعاً: إتفاق هدنة طويل الأمد.

عملت الولايات المتحدة الأميركية بمعزل عن حل القضية الفلسطينية على الحل الشامل للنزاعات الإقليمية بين الدول العربية وإسرائيل والذي أنجز بمعظمه والجزء المتبقي لإنجازه كاملاً هو تطوير اتفاق "فك الإشتباك" بين سوريا واسرائيل وصولاً الى التطبيع وتطوير اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل الى إتفاق تطبيع كامل، وكل ذلك سيتم وبمباركة إيرانية وسورية معاً كما سيرافق التطبيع سلة متكاملة تبدأ بإعادة اللاجئين السوريين وترسيم الحدود البرية والبحرية مع سوريا الى استخراج النفط والغاز والى إعادة المجتمع الدولي الى لبنان.


فالدول الثلاث المعنية مباشرة بالتطبيع أي إيران، سوريا ولبنان بحاجة الى التطبيع أكثر من إسرائيل. فإيران بحاجة الى اتفاق جديد مع أميركا لفك الخناق عنها يشمل الملف النووي وغيره من الأمور العالقة في المنطقة، وسوريا بحاجة الى التطبيع لضمان استمرارية بشار الأسد في الحكم ولإعادة إعمار سوريا، ولبنان بحاجة الى التطبيع لإعادة استقراره الإقتصادي والإجتماعي، أما روسيا وهي الحجر العثرة والمعرقلة لكل تلك الإتفاقات في الوقت الحالي، ستكون مجبرة على الموافقة بعد ان تكون اوروبا قد استغنت نهائياً عن الغاز الروسي والمتوقع بداية الـ2024.

سيسبق كل ذلك انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ففي حال تم إنتخاب الرئيس من فريق الممانعة وبموافقة اميركية ستكون عملية التطبيع قريبة جداً وفي حال تم انتخاب رئيس من خارج هذا الفريق ممكن ان يمتد التطبيع فترة اطول مما هو متوقع، انما التطبيع الكامل اّتٍ لا محالة.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram