افتتاحيات الصحف ليوم الجمعة 13 تشرين الثاني 2020

افتتاحيات الصحف ليوم الجمعة 13 تشرين الثاني 2020

Whats up

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء:

 

مساومات أميركيّة لمقايضة فوز بايدن بالأغلبيّة في الكونغرس… وترشّح ترامب في 2024 لبنان لعودة النازحين برعاية روسيّة... والمقداد يعلن تأمين السكن والمدرسة والطبابة دوريل يدعو لحكومة ترضي الجميع لتأمين زيارة ثالثة لماكرون وإطلاق مؤتمر الدعم

 

 

 دولياً لا يزال المشهد الانتخابي الأميركي يتصدر الأحداث، مع مناخ عام دولي للتعامل مع المرشح جو بايدن كرئيس أميركي مقبل كان لافتاً كلام الرئيس الفرنسي أمانويل ماكرون عن فرص تعاون واسعة وواعدة معه، وفي الداخل الأميركي معلومات عن تفاوض بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي على مخرج مناسب للفريقين من المأزق الرئاسي، وبالتوازي تفاوض جمهوري مع الرئيس دونالد ترامب لضمان التزامه بالتفاهم مع الديمقراطيين، الصفقة تقوم على اختزال المسارات القانونية في إعادة الفرز والجمع للأصوات وصولاً للشكاوى والطعون أمام المحكمة الدستورية، باعتراف جمهوري بفوز بايدن مقابل حسم جورجيا لصالح الحزب الجمهوري لضمان الفوز بمقعدي مجلس الشيوخ والاحتفاظ بالغالبية الجمهوريّة في المجلس الذي يشارك الرئيس بعض الصلاحيات السياسية خصوصاً في التعيينات، والقرارات التشريعية الكبرى، وبالمقابل عرض جمهوري لترامب بالقبول بتسليم السلطة مقابل تبني الحزب الجمهوري لترشيح ترامب للرئاسة عام 2024.


إقليمياً يتقدم مؤتمر النازحين الذي شهدته دمشق كحدث مفصلي، أبعد من عائداته السياسية والإعلامية. فالمصادر الروسية تتحدث عن اهتمام مباشر يوليه الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد لمتابعة نتائج أعمال المؤتمر، وتوزّع للمسؤوليات، حيث الدولة السورية ستتخذ جملة من الإجراءات الخاصة بالإعفاءات والضمانات للعائدين، إضافة لتقديمات أعلن نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد عن بعضها بقوله إن الدولة السورية ستضمن للعائدين السكن والمدرسة والطبابة، فيما تهتم موسكو بالدعم الخارجي السياسي والمادي وتعول على المشاركة الأممية وبعض المشاركة العربية المتمثل بدولة الإمارات وسلطنة عمان، لتحريك ملف المساعدات لتمويل عمليات العودة، وتحويل المساهمات الأمميّة للنازحين الى العائدين الذين يختارون العودة، فيما تعتقد المصادر أن لبنان هو النموذج الأكثر قرباً ليكون نموذج اختبار مشاريع العودة.


لبنانياً، بدأت جولة المبعوث الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل، ولقاءاته مع المسؤولين الرسميين وقادة الكتل النيابية والأحزاب، وقد نقل دوريل للجميع دعوة الرئيس ماكرون الملحة للإسراع بحكومة يرضى عنها الجميع بعيداً عن التوصيفات والشروط، مجدداً إبداء رغبة ماركون بزيارة ثالثة لبيروت كما سبق وقال في زيارته الأخيرة، محذراً من خطورة ضياع مؤتمر دعم لبنان المقرّر نهاية الشهر الحالي، اذا لم تولد الحكومة قبل هذا التاريخ، بينما قالت مصادر متابعة للملف الحكومي إن الجمود القاتل يحكم هذا المسار وإن العقد لا زالت هي نفسها، وإن لدى كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري نظرة مختلفة عن الحكومة بعدد وزرائها وتوزيع حقائبها وطريقة تسمية الوزراء، ويبدو صعباً ردم الفجوة بين النظرتين قريباً، رغم ما يبديه الرئيسان من إيجابية ومن رغبة بتشكيل الحكومة سريعاً، فيما يلقي كل منهما على الآخر مسؤولية التعثر.


جولة دوريل
وانشغلت الأوساط السياسية الرسمية الداخلية بزيارة مبعوث الرئاسة الفرنسية الى لبنان باتريك دوريل وسط ترقب لنتائجها في دفع تأليف الحكومة الى الأمام والسيناريو المتوقع إذا فشلت مهمة دوريل قبيل المؤتمر التي تعقده فرنسا لدعم لبنان والزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بيروت مطلع الشهر المقبل.
وبدأ الدبلوماسي الفرنسي جولته على الرؤساء والقيادات السياسية بزيارة بعبدا، حيث التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي أبلغ ضيفه بأن "لبنان متمسك بالمبادرة الفرنسية لما فيه مصلحة لبنان، وهذا الأمر لن يتحقق الا من خلال حكومة موثوق بها وقادرة على انجاز الإصلاحات المطلوبة والتي وردت في الورقة التي تم الاتفاق عليها بين الرئيس ماكرون والقيادات السياسية اللبنانية، والتنسيق بشكل فاعل مع الشركاء الدوليين الذين تعهدوا بمساعدة لبنان لإخراجه من الأوضاع الاقتصادية والمالية الصعبة التي يمر بها".


ولفت عون الى ان "الهم الأساسي حالياً هو استمرار الاستقرار في البلاد وسط العواصف الإقليمية والأزمات غير المسبوقة التي يواجهها لبنان، فضلاً عن تداعيات وجود النازحين السوريين والضائقة الاقتصادية وانتشار وباء "كورونا"، إضافة الى الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت"، لافتاً الى ان "العقوبات الأميركية التي استهدفت سياسيين لبنانيين زادت الأمور تعقيداً". وذكر رئيس الجمهورية ان "كل هذه الأوضاع تتطلب توافقاً وطنياً واسعاً لتشكيل حكومة تتمكن من تحقيق المهام المطلوبة منها بالتعاون مع مجلس النواب لإقرار قوانين إصلاحية ضرورية"، مشيراً الى "أهمية التشاور الوطني العريض في هذه المرحلة الدقيقة".


من جانبه، نقل دوريل الى عون تحيات الرئيس ماكرون واهتمامه بالأوضاع في لبنان، مؤكداً "متانة العلاقات بين البلدين"، لافتاً الى "دقة الأزمة الاقتصادية وخطورتها وضرورة الإسراع في تشكيل حكومة كفوءة ومقبولة من جميع الأطراف كي تباشر بالإصلاحات المطلوبة واستعادة ثقة المجتمع الدولي". وأشار دوريل الى ان "فرنسا ستواصل تقديم مساعدات عاجلة في مجالات عدة، لا سيما منها المجال التربوي"، مذكراً بأن "وفاء المجتمع الدولي بالتزاماته تجاه لبنان مرتبط بتحقيق الإصلاحات".


ولفتت مصادر مطلعة على لقاءات الموفد الفرنسي لـ"البناء" إلى أن دوريل نقل للمسؤولين الذين التقاهم اهتمام الرئيس ماكرون بتشكيل حكومة في أسرع وقت، لأن الأولوية للحكومة التي يجب أن تكون مقبولة من جميع الأطراف وتباشر عملها في إنجاز الإصلاحات المطلوبة"، كما شدد الموفد الفرنسي على اهتمام فرنسا الجدي بالملف اللبناني على الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها فرنسا، كما أن الرئيس الفرنسي يعتبر أن مبادرته هي الأساس وأن المجتمع الدولي ينتظر الإصلاحات ليبادر الى المساعدة".


وشدّد دوريل على دور عون في تأليف الحكومة، وقال إن "المساعدات الفرنسيّة على الصعيد الإنسانيّ ستستمر وإن المساعدات الأخرى مرتبطة بالإصلاحات التي ستحصل"، وأكد أن "مؤتمر دعم لبنان لا يزال قائماً في موعده ومطلوب تحضير الأجواء المؤاتية له وأولًا تشكيل الحكومة"، كما أكد بأن "زيارة الرئيس ماكرون قائمة بموعدها".


عين التينة
وبعدها انتقل دوريل الى عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي وصف اللقاء بـ"الجيد". وشكر بري ماكرون الذي يحمل همّ لبنان، مؤكدًا على "الموقف لجهة المبادرة الفرنسية وضرورة تطبيق الاصلاحات لا سيما في مجال الكهرباء ومحاربة الفساد"، معتبرًا أن "المدخل والمخرج الوحيد لخلاص لبنان هو إنجاز حكومة اليوم قبل الغد، يكون وزراؤها اختصاصيون يحظون بالثقة التي ينتظرها المجلس النيابي بفارغ الصبر من أجل العبور بلبنان الى بر الأمان امام الموجات العاتية داخلياً وخارجياً".


بيت الوسط
كما زار الموفد الفرنسي بيت الوسط وعقد لقاء مطولاً مع الرئيس المكلف سعد الحريري. وأكد الموفد الفرنسي على ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة اختصاصيين من غير المنتمين حزبيا لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة لوقف الانهيار وإعادة إعمار بيروت. وأشار دوريل إلى أن المؤتمر الدولي لدعم لبنان المنوي عقده في باريس مرتبط بتشكيل حكومة جديدة.
كما التقى دوريل رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والنائب السابق سامي الجميل ورئيس القوات سمير جعجع.


الفرصة الأخيرة…
وأشارت مصادر "البناء" الى أن "زيارة الموفد الفرنسي هي المحاولة الفرنسية الأخيرة لإنقاذ الحكومة واستكشاف أفق احياء المبادرة الفرنسية لإلقاء الحجة على المسؤولين اللبنانيين قبل أن تسحب فرنسا يدها من مسألة الحكومة وتحصر مهمتها بالدعم الانساني فقط".


حارة حريك
ثم توجه دوريل الى حارة حريك، حيث التقى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الذي لفت بعد اللقاء في دردشة مع الصحافيين الى أن "دوريل جاء في مهمة استطلاعية بموضوع تشكيل الحكومة وللتأكيد على المبادرة الفرنسية"، مؤكداً على "ضرورة التزام الحكومة التي يجري تشكيلها بتنفيذ بنود المبادرة والورقة الاصلاحية التي تم الاتفاق عليها في قصر الصنوبر". ولفت رعد إلى أن "دوريل تمنى التعاون مع الرئيس المكلف في تذليل العقبات ولم يأت على ذكر نوعية العقد الحكومية"، وأضاف: "نحن مسؤولون قدر المستطاع عن الإسراع في تشكيل الحكومة لأن البلد لا يحتمل والوضع الاقتصادي سيئ جداً".
ورداً على سؤال عن عقوبات اوروبية على معرقلي تشكيل الحكومة، أجاب: "استغرب مثل هذا الكلام الذي لم يؤتَ على ذكره ولا يمكن تحديد من يعرقل قيام الحكومة".
ولفتت أوساط متابعة للشأن الحكومي لـ"البناء" الى أن "العقد الحكومية متوقفة عن الحريري الذي لم ينجح في التوفيق وتأمين التوازن بين الضغط الأميركي الخليجي عليه لتأليف حكومة مع تقليص نفوذ حزب الله وحلفائه الى الحد الأدنى وبين عدم قدرته على تأليف حكومة بغير موافقة قوى 8 آذار والتيار الوطني الحر اللذين يمتلكان ورقتي توقيع مرسوم الحكومة والثقة النيابية في المجلس النيابي، لذلك لا مؤشرات على ولادة قريبة للحكومة خلال الأسبوعين المقبلين وربما أكثر بحسب الأوساط"، متوقعة أن "تمتد مرحلة الفراغ في لبنان الى مطلع العام المقبل وربما أكثر اذا استمر الحريري على موقفه وتأثره بالعوامل الخارجية".


الوفاء للمقاومة
ورأت كتلة الوفاء للمقاومة في بيان عقب اجتماعها الدوري في حارة حريك، أن "وضع اسم رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل على لائحة العقوبات لم يكن للأسباب الظاهرية المدّعاة والتي تتصل تمويهاً بالفساد، إنما بدا واضحاً أنّ السبب الأعمق هو رفض باسيل وتياره الاستجابة لإملاء فكّ التحالف السياسي مع حزب الله، تماشياً مع الحصار الذي تحاول أميركا فرضه لإخضاع لبنان وقواه السياسية الحيّة ولجرّ الجميع إلى مصالحة الصهاينة الغاصبين وتطبيع العلاقات معهم". واعتبرت الكتلة أن "وضع اسم باسيل وقبله أسماء وزراء لبنانيين آخرين على لائحة العقوبات هو افتراء سياسي، لا بل هو عدوان وإجراء ظالم تتحمل الإدارة الأميركية المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كل أثر سلبي يصيب أصحاب تلك الأسماء خارج الولايات المتحدة الأميركية بالحد الأدنى".
وبقيت أصداء مواقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله طاغية على المشهد الداخلي والإقليمي، توقفت مصادر مطلعة لـ"البناء" عند أبرز النقاط التي وردت في خطاب السيد نصرالله، إذ كان لافتاً بحسب المصادر تناوله للملف الحكومي بصيغة فهم منها أنه غير متفائل بولادة الحكومة في الأمد المنظور وأن الظروف لم تنضج بعد لولادتها.
أما في ما خص العلاقة مع التيار الوطني الحر فاكد ثبات العلاقة والسعي لتطويرها مع تنظيم الخلاف لمنع اي اشتباك اعلامي وسياسي يستفيد منه الأخصام الداخليون والأعداء في الخارج لزرع الفتن والانقسامات، كما جدد ثقته بالنائب جبران باسيل ما يعزز العلاقة أكثر بين الطرفين. مشيرة الى أن السيد نصرالله حدد موقف حزب الله من مفاوضات ترسيم الحدود بعد حملة الإشاعات والحملات الاعلامية بتأكيده أن المفاوضات تديرها السلطة المخولة دستورياً بالملف وهي رئاسة الجمهورية ومحل ثقة تامة من قبل الحزب، ثانياً ثقته بالوفد اللبناني العسكري المحترف والمستند للوثائق التي تحفظ حق لبنان، ثالثاً أن المقاومة جاهزة لإسناد الوفد ونتائج المفاوضات بما لديها من امكانات وقدرات عسكرية، ثالثاً قطع الصلة بشكل مطلق بين المفاوضات العسكرية التقنية المألوفة في لبنان وبين التطبيع الذي لا مكان له في لبنان لا من قريب ولا من بعيد.


ارتفاع سعر الصرف
الى ذلك، سجل سعر صرف الدولار في السوق السوداء ارتفاعاً أمس وتراوح بين 7475 ليرة لبنانية للشراء، مقابل 7525 ليرة للمبيع.


عودة المفرد والمزدوج
عقدت اللجنة الفنية المتخصصة في متابعة الإجراءات على الارض، اجتماعاً امس في السراي لهذه الغاية.
وأصدرت وزارة الداخلية قراراً أعلنت لتنظيم المرور خلال وقت الإقفال:
"يُمنع الولوج والدخول الى الشوارع والطرقات من الساعة الخامسة مساء ولغاية الخامسة صباحاً من اليوم التالي اعتباراً من نهار السبت في 14 تشرين الثاني ولغاية صباح الاثنين في 30 تشرين الثاني.
ويحق لكل سيارة تنتهي لوحة أرقامها برقم مفرد السير أيام الاثنين والاربعاء والجمعة. في المقابل، كل سيارة تنتهي أرقام لوحتها برقم مزدوج يحق لها السير أيام الثلاثاء والخميس والسبت. أما يوم الاحد، فيُمنع التجول لكافة السيارات بما فيها الايجار والشاحنات والدراجات النارية.
وأعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 1874 إصابة بفيروس كورونا ما رفع العدد التراكمي للحالات المثبتة منذ انتشار الوباء في شباط الفائت إلى 100703. كما سجل لبنان 12 حالة وفاة ما رفع العدد التراكمي إلى 775 وفاة.
 

***************************************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

 

فشل فرنسي وحريري في استغلال العقوبات الأميركية: لا أفق لتأليف الحكومة

 

بدلاً من أن يحمل الموفد الفرنسي جديداً في جولته اللبنانية أمس، يفعّل عبره المبادرة الفرنسية، تبيّن أنه أراد أن يستطلع إمكانية مساهمة العقوبات الأميركية في تذليل عقبات التأليف. وهو خرج بخلاصة تؤكد أن الرهان على العقوبات لتلبية مطالب الحريري رهان في غير موضعه
سريعاً، تبخّر التفاؤل بزيارة مستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل إلى لبنان. دوريل الذي يعود ساعياً إلى تفعيل المبادرة الفرنسية اصطدم بواقع سياسي شديد التعقيد، قادر على الإطاحة بأي مبادرة. لكن مع ذلك، لمس حرص كل من التقاهم على المبادرة، من دون أن يُترجم هذا الحرص بأي تقدم في الملف الحكومي.


في المقابل، لم يكن دوريل يحمل أي أفكار أو اقتراحات أو "تعليمات للدفع باتجاه تشكيل الحكومة، بقدر ما جاء ليستطلع إمكانية الاستفادة من العقوبات الأميركية لحلحلة عقد التأليف، أو بشكل أدق لاستطلاع إذا ما كانت العقوبات ستساهم في تراجع الرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل وحزب الله عن موقفهم، وبالتالي تلبيتهم لمطالب الرئيس سعد الحريري. بهذا المعنى، فإن الزيارة لم تكن خارج سياق العقوبات الأميركية بل أتت مكمّلة لها. ذلك، دفع مصادر مطلعة إلى القول إن الضيف كان أقرب إلى المستمع، تمهيداً لنقل خلاصة جولته اللبنانية إلى الإليزيه الذي يتضح يوماً بعد يوم أن قدرته على التأثير محدودة. ولذلك، فقد كرّر الموقف الفرنسي المعروف، داعياً إلى تشكيل حكومة من اختصاصيين أكفاء، غير حزبيين، لكن متوافق عليهم من قبل كل الأفرقاء.


وإذا كان الحريري قد أمل أيضاً بأن تؤدي العقوبات إلى تليين موقف رئيس الجمهورية، فإنه تأكّد أمس أن عون صار أكثر تشدداً بعدها، وقد دعا ضيفه إلى التفاهم مع الجميع قبل العودة إليه. أما حزب الله، فصار واضحاً أن "الحياد الإيجابي" الذي كان اتبعه مع حليفه، على قاعدة كل فريق يسعى إلى تحصيل مطالبه، انتقل بعد العقوبات إلى ضفة "مطالب التيار الوطني الحر هي مطالبنا"، ما يقطع على الحريري فرصة الرهان على عزل "التيار. علماً أن الرئيس المكلف صار بدوره أكثر ارتباكاً بعد العقوبات. يخشى التقدم خطوة باتجاه تقريب وجهات النظر مع الخصوم، كي لا يكون مصيره مشابهاً لهم، خاصة وسط تردد معلومات عن إبلاغه تراجع الأميركيين عن غضّ النظر عن حكومة يتمثل فيها حزب الله، حتى لو باختصاصي. ومن جهة أخرى، يخشى الابتعاد عن عملية التأليف والاعتذار أو استعمال ورقة خاسرة تتمثل بتقديمه تشكيلة حكومية من 18 وزيراً لا يُوقّعها رئيس الجمهورية. كل ذلك يقود إلى خلاصة واحدة: الوضع الراهن مستمر، والأزمة الاقتصادية إلى اشتداد في ظل لا مبالاة كاملة من كل الكتل.


في جولته أمس، التقى الموفد الفرنسي كلاً من عون وبري والحريري والنائب محمد رعد ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، فيما يتوقع أن يلتقي باسيل اليوم.


وكان عون قد أبلغ دوريل أن "لبنان متمسّك بالمبادرة الفرنسية لما فيه مصلحة لبنان، وهذا الأمر لن يتحقق إلا من خلال حكومة موثوق بها وقادرة على إنجاز الإصلاحات المطلوبة والتي وردت في الورقة التي تمّ الاتفاق عليها بين ماكرون والقيادات السياسية اللبنانية، والتنسيق بشكل فاعل مع الشركاء الدوليين الذين تعهدوا بمساعدة لبنان لإخراجه من الأوضاع الاقتصادية والمالية الصعبة التي يمر بها". وإذ اعتبر أن "العقوبات الأميركية التي استهدفت سياسيين لبنانيين زادت الأمور تعقيداً"، ذكر عون أن "كل هذه الأوضاع تتطلب توافقاً وطنياً واسعاً لتشكيل حكومة تتمكن من تحقيق المهامّ المطلوبة منها بالتعاون مع مجلس النواب لإقرار قوانين إصلاحية ضرورية"، مشيراً إلى "أهمية التشاور الوطني العريض في هذه المرحلة الدقيقة".


واعتبر رئيس الجمهورية "أن عملية التدقيق الجنائي المالي في حسابات مصرف لبنان والتي تُعتبر من أسس هذه الإصلاحات، تُواجَه بعراقيل عديدة نقابلها بإصرار على تحقيقها، وقد تمّ التمديد ثلاثة أشهر لشركة الفاريز ومارسال تأميناً لهذه الغاية".


وكان دوريل نقل إلى الرئيس عون تحيات الرئيس ماكرون واهتمامه بالأوضاع في لبنان، مؤكداً "متانة العلاقات بين البلدين"، لافتاً إلى "دقة الأزمة الاقتصادية وخطورتها وضرورة الإسراع في تشكيل حكومة كفوءة ومقبولة من جميع الأطراف كي تباشر بالإصلاحات المطلوبة واستعادة ثقة المجتمع الدولي". وأكد أن "فرنسا ستواصل تقديم مساعدات عاجلة في مجالات عدة، ولا سيما منها المجال التربوي"، مذكراً بأن "وفاء المجتمع الدولي بالتزاماته تجاه لبنان مرتبط بتحقيق الإصلاحات".


أما الرئيس نبيه بري فوصف اللقاء بالموفد الفرنسي بــ"الجيد"، شاكراً الرئيس الفرنسي الذي "يحمل همّ لبنان"، مؤكداً "الموقف لجهة المبادرة الفرنسية وضرورة تطبيق الإصلاحات سيّما في مجال الكهرباء ومحاربة الفساد". واعتبر أن "المدخل والمخرج الوحيد لخلاص لبنان، هو إنجاز حكومة اليوم قبل الغد، وزراؤها اختصاصيون يحظون بالثقة التي ينتظرها المجلس النيابي بفارغ الصبر من أجل العبور بلبنان إلى برّ الأمان أمام الموجات العاتية داخلياً وخارجياً".

 

 

*********************************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

 

الموفد الفرنسي: الحكومة سريعاً وإلا… لا دعم

بدت مصادفة لافتة ومعبرة ان تتزامن امس ذكرى مرور مئة يوم على الانفجار المزلزل في مرفأ بيروت مع بدء الموفد الرئاسي الفرنسي مستشار الرئيس ايمانويل ماكرون لشؤون شمال افريقيا والشرق الأوسط باتريك دوريل مهمته في بيروت دافعاً مرة جديدة بزخم مبادرة بلاده نحو انتشال السلطة والقوى السياسية من أسوأ الممارسات السياسية التي تعطل تأليف حكومة انقاذية للبنان من الانهيارات بل الكوارث التي تطبق عليه. اذ ان مفارقات هذا التزامن وان كانت غابت على الأرجح عن معظم المسؤولين والسياسيين الذين شملتهم لقاءات الموفد الفرنسي في اليوم الأول من زيارته للبنان، زادت قتامة المشهد المأزوم بين تعثر متزايد في تذليل تعقيدات تشكيل الحكومة الجديدة وتصاعد مخيف في تداعيات المرحلة الانتظارية التي تتطلب حكومة ناشطة وفعالة تعمل على مدار الساعات بلا توقف فكيف بحكومة تصريف اعمال تجرجر ذيول التركة الثقيلة لأسوأ أزمات لبنان؟ ولذا بدا طبيعيا ان يكبر رهان بعض القوى المؤيدة حقيقة وليس لفظيا و”مناوراتياً للمبادرة الفرنسية على مهمة الموفد الفرنسي الرئاسي دوريل في بيروت كفرصة أخيرة جدية لإحداث اختراق سياسي وديبلوماسي للمأزق الحكومي بات لبنان في اقصى الحاجة اليه ليس من منطلق اخطار ازماته المتصاعدة والمتزاحمة فحسب وانما أيضا من منطلق التحديات الغامضة التي تلوح في افق المنطقة خصوصا في الشهرين المقبلين الفاصلين عن نهاية ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

 

لا اختراقات  

ومع ذلك لم تظهر الحصيلة الفورية للجولة الأولى من اللقاءات التي عقدها الموفد الفرنسي ما يشجع حتى الان على الأقل على توقع اختراقات سريعة تمنع انزلاق البلاد الى مزيد من تداعيات الانسداد اوالتعطيل المفتعل لاسباب مختلفة. ولم يكن تشديد رئيس الجمهورية ميشال عون امام دوريل على ضرورة ما وصفه بالتشاور الوطني العريض لكي يأتي تأليف الحكومة منسجما مع ورقة المبادرة الفرنسية مؤشرا مشجعا على الاستجابة المطلوبة للتحرك الفرنسي الجديد في انتظار ان تتكشف في الساعات المقبلة معطيات تبدد هذه الشكوك  او تثبتها. وفهم من المعطيات التي توافرت عن لقاءات الموفد الفرنسي انه بدا مركزا بصورة أساسية على ابلاغ كل الذين التقاهم وسيلتقيهم من رؤساء ومسؤولين رسميين ورؤساء كتل نيابية شاركوا في اجتماع قصر الصنوبر مع الرئيس ماكرون لدى زيارته لبيروت إصرار الرئيس الفرنسي على اعتبار ان مبادرته لا تزال الورقة الوحيدة الصالحة المطروحة على الطاولة لإنقاذ لبنان، والا فان التداعيات والكلفة ستكون أسوأ بكثير مما هو حاصل مع استهلاك الوقت بلا جدوى من دون التمكن من تجاوز تعقيدات السياسيين لتشكيل حكومة مهمة إصلاحية تستقطب الدعم الدولي للبنان. بدا هذا الموقف بمثابة تحذير واضح من مغبة التمادي في تجاهل عامل مرور الوقت بلا أي تغيير في الممارسات السياسية بما يتلاءم وخطورة الأوضاع الدراماتيكية التي يعاني منها اللبنانيون. وذكرت ان دوريل عمد في كل اللقاءات الى التنبيه الى محاذير التأخير في تشكيل الحكومة الجديدة مشددا على ضرورة انطباقها على معايير المبادرة الفرنسية لجهة ان تكون من الاختصاصيين وليس من الحزبيين على ان تحظى بمظلة توافق داخلي واسع. وأفيد أيضا ان دوريل ومن خلال تشديده على التمسك بالمبادرة الفرنسية وعدم وجود أي خطة بديلة منها نقل ضمنا رسالة واضحة من باريس مفادها ان التخلي عن الالتزامات حيال المبادرة او افتعال عراقيل متواصلة في وجه تنفيذها سيفتح الباب امام تداعيات خطيرة في نهاية المطاف. ولذا فان فرنسا تجهد لحض الافرقاء على استعجال الحكومة لانها ستكون مفتاح الدعم الدولي للبنان الذي تسعى باريس الى جمعه من خلال مؤتمر الدعم الدولي في نهاية الشهر الحالي. ولكن بدا واضحا الربط بين عقد هذا المؤتمر وتشكيل الحكومة قبل موعد انعقاده بما يعني ان عدم تشكيل الحكومة قد يدفع فرنسا الى تأجيله. وأفادت مصادر مرجع رئاسي ان دوريل شدد على الإسراع في تشكيل الحكومة للشروع في الإصلاحات التي تمكن لبنان من ولوج أبواب صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومجموعة الدعم الدولية. وإذ نفى الكلام عن عقوبات فرنسية على لبنان دعا اللبنانيين الى الذهاب الى حلول سريعة لمشكلاتهم الداخلية بتأليف الحكومة التي ان لم تولد قبل نهاية السنة “فانكم تقدمون على أذية لبنان من دون حدود ولن تشهدوا عندها أي مؤتمر يساعدكم”.

 

وكانت جولة الموفد الفرنسي ترافقه السفيرة الفرنسية آن غريو شملت في يومها الأول امس الرئيس عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” محمد رعد على ان يستكملها اليوم بلقاءات رؤساء الكتل الآخرين الذين شاركوا في اجتماع قصر الصنوبر. وأفادت المعلومات ان دوريل شدد في بعبدا على الإسراع في تشكيل حكومة مهمة وكفوءة ومقبولة من جميع الأطراف كي تباشر الإصلاحات المطلوبة مذكرا بان إيفاء المجتمع الدولي بالتزاماته تجاه لبنان مرتبط بتحقيق إصلاحات .

 

الاقفال ومنع التجول

وسط هذه الأجواء يستعد لبنان للجولة الثانية من الاقفال العام لأسبوعين في محاولة محفوفة بالكثير من الشوائب والثغرات والشكوك لاحتواء الانتشار الوبائي المتسع لفيروس كورونا في لبنان بدءا من غد السبت ولغاية الاثنين 30 تشرين الثاني الحالي. وعشية بدء تنفيذ  قرار الاقفال صدر قرار بإعلان منع التجول يوميا من الساعة الخامسة عصرا حتى الخامسة فجرا خلال فترة الاقفال كما اعتمد نظام المفرد والمزدوج للسيارات. وتجاوز امس عداد الإصابات المتراكم بكورونا المئة الف إصابة اذ بلغ رسميا 100703 إصابات فيما سجلت 12  حالة وفاة في الساعات الأربع والعشرين الاخيرة .

*******************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

طائرة أميركية في رياق… أوستن تايس إلى واشنطن؟

إنذار فرنسي أخير لـ”تماسيح” المنظومة: أمامكم أسبوعان

 

ما لم يأخذه إيمانويل ماكرون شخصياً من “تماسيح” المنظومة الحاكمة، لن يأخذه موفده باتريك دوريل… فجبهة الممانعين للتأليف والإصلاح ازدادت اليوم تصلباً أكثر من أي وقت مضى لا سيما بعد استنفار “حزب الله” بشخص أمينه العام وكتلته النيابية خلف شروط رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الحكومية جبراً لخاطره المكسور بعد إدراجه على قائمة العقوبات الأميركية. وتحت سقف عدم توقع حدوث أي خرق جوهري في جدار التصلب والعرقلة، جال المبعوث الفرنسي في بيروت “مستمعاً وناصحاً”، من دون أن يحمل في جعبته طرحاً أو بادرة حل، إنما كل ما نقله من باريس كان “جرس إنذار أخير للمسؤولين اللبنانيين مفاده: أمامكم أسبوعان لا أكثر لتشكيل الحكومة وإلا فلا مؤتمر ولا دعم للبنان”، وفق ما اختصرت مصادر مواكبة جوهر الرسالة من وراء الزيارة، موضحةً لـ”نداء الوطن” أنّه شدد على كون “مفاعيل المبادرة الفرنسية الإنقاذية لا تزال قائمة، لكن يبقى تنفيذها من عدمه رهناً بإرادة اللبنانيين أنفسهم وعليهم بالتالي أن يقرروا مصيرهم بأيديهم”.

 

وإثر جولته التي شملت في يومها الأول “الرؤساء الأربعة” وكليمنصو وحارة حريك، ليستكملها اليوم بزيارات مكوكية لكل من ميرنا الشالوحي ومعراب والصيفي، لفتت المصادر إلى أنّ زيارة دوريل هي “أكثر من استطلاعية على معضلة التأليف وأقل من مفصلية في حلّ هذه المعضلة”، واصفةً إياها بزيارة “ربط نزاع” مع الأفرقاء اللبنانيين بغية إعادة وضعهم أمام مسؤولياتهم وتعهداتهم إزاء مبادرة الرئيس إيمانويل ماكرون “تحت طائل التلويح بأنّ لعبة استنزاف الوقت ستستتبع تداعيات كارثية على كل الأفرقاء في لبنان ولا بد بالتالي من الإسراع بتأليف حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين تحظى بثقة المجتمع الدولي منعاً لضياع آخر فرصة متاحة فرنسياً وأوروبياً لانتشال البلد من أزمته”.

 

وكشفت المصادر أنّ المستجد في التوجيهات الفرنسية التي عبّر عنها دوريل تمثل في الإشارة إلى “التلازم والربط بين تأليف الحكومة وبين انعقاد مؤتمر دعم لبنان”، وسط معلومات متداولة تفيد بأنه “حتى زيارة ماكرون الشهر المقبل إلى بيروت ستتأثر في شكلها وفي جدول أعمالها ما لم يتم تأليف الحكومة قبل موعد الزيارة، لتتراوح التقديرات بهذا الخصوص بين احتمال إرجائها أو اقتصارها على تفقد القوات الفرنسية العاملة ضمن إطار اليونيفل في الجنوب”.

 

وإذ أغدق المسؤولون اللبنانيون إطراءً وتنويهاً بأهمية المبادرة الفرنسية وضرورة تشكيل الحكومة على مسامع موفد ماكرون، غير أنّ أوساطاً واسعة الاطلاع أعربت عن قناعتها بأنّ أي شيء لن يتغيّر في مقاربة الأزمة الحكومية بعد مغادرته بيروت، بل “ستواصل الأطراف المعنية تقاذف الاتهامات والمسؤوليات في عملية عرقلة التأليف”، متوقعةً في هذا الإطار أن يستخدم رئيس الجمهورية ميشال عون ومعه “حزب الله” العبارة التي استخدمها المبعوث الرئاسي الفرنسي في معرض تشديده على ضرورة أن تكون الحكومة العتيدة “مقبولة من جميع الأطراف” سلاحاً جديداً في وجه الرئيس المكلف سعد الحريري لدفعه إلى تغيير القواعد التي وضعها لتشكيل حكومته، والضغط عليه تالياً للتفاوض مع باسيل باعتباره معبراً إلزامياً لتوقيع عون على التشكيلة المرتقبة.

 

على صعيد منفصل، استرعى الانتباه أمس هبوط طائرة أميركية عسكرية تابعة لوحدة العمليات الخاصة في القوات الجوية في قاعدة رياق البقاعية، وسرعان ما بدأت علامات الاستفهام ترتسم حول طبيعة المهمة التي جاءت بها إلى لبنان. وبينما تبيّن من تتبع خط مسارها الجوي أنها انطلقت من العاصمة الأردنية عمّان باتجاه الأراضي اللبنانية، كشفت مصادر موثوق بها لـ”نداء الوطن” أنّ الطائرة الأميركية كانت حتى ساعة متأخرة من مساء أمس لا تزال في مطار رياق “وربما تنتظر تسلّم الصحافي الأميركي أوستن تايس لنقله إلى واشنطن”، موضحةً أنّ “المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم كان قد وضع اللمسات الأخيرة على عملية إطلاق سراحه من سوريا خلال زيارته الأخيرة لواشنطن، وعلى الأرجح فإنّ عملية تحريره تمت أو ستتم خلال ساعات بعد نقله براً من دمشق عبر معبر المصنع الحدودي إلى مطار رياق وتسليمه إلى الأميركيين”.

 

وتوازياً، نقلت مصادر صحافية في واشنطن ليل أمس لـ”نداء الوطن” معلومات تشي بأنّ مهمة الطائرة الأميركية متصلة فعلاً بعملية تحرير الصحافي تايس، مشيرةً إلى أنّ سلسلة الأسئلة الاستيضاحية التي وجهت إلى معنيين بهذا الملف قادت إلى جواب واحد مفاده: “نعم أوستن تايس في طريق العودة إلى الوطن”. وكشفت المصادر في هذا الإطار أنّ والدة تايس التي تقيم في ولاية هيوستن انتقلت خلال الساعات الأخيرة إلى العاصمة واشنطن، ما يؤشر إلى الاستعداد لاستقبال نجلها هناك، علماً أن وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو اجتمع بها قبل حوالى أسبوعين ووضعها في أجواء تؤكد قرب تحرير تايس من السجون السورية، كما التقاها اللواء ابراهيم للغاية نفسها خلال زيارته أميركا.

 

 

*******************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

مهمة دوريل تعوّم حكومة الاختصاصيين.. و”حزب الله” للتعاون

أحيَت زيارة موفد الرئيس الفرنسي باتريك دوريل للبنان المبادرة الفرنسية التي كانت تراجعت أو جمدت على أثر اعتذار الدكتور مصطفى أديب، في اعتبار انّها ليست كناية عن نص وبنود ملزمة، إنما عن رعاية فرنسية مباشرة كان لها الأثر الإيجابي على أثر انفجار 4 آب، وكاد الرئيس إيمانويل ماكرون ان ينجح في تحقيق الخرق الحكومي المطلوب من خلال زياراته ولقاءاته واتصالاته المتواصلة مع السياسيين اللبنانين. وقد تبيّن، منذ تكليف الرئيس سعد الحريري إلى اليوم، انّ مفاوضات التأليف تدور في حلقة مفرغة، وانها ما تكاد تتقدّم حتى تعود إلى نقطة الصفر، فتبيّن انّ هناك حاجة الى تدخّل فرنسي من أجل الدخول على خط التأليف مباشرة في محاولة لِحلحلة العقد التي تراوح وتحول دون إخراج التأليف من عنق الزجاجة في ظل الشروط والشروط المضادة. وإذا كان من الثابت انّ زيارة موفد ماكرون تؤكّد المؤكّد أنّ باريس مهتمة بالملف اللبناني وحريصة على إنجاح المبادرة الفرنسية، فإنّ السؤال الذي يطرح نفسه بقوة اليوم هو: هل سينجح هذا الموفد الرئاسي الفرنسي حيث فشل ماكرون نفسه في فكفكة العقد الحكومية، فضلاً عن انّ اللحظة الحالية باتت أكثر تعقيداً من السابق مع دخول العقوبات على خط التأليف ومن بعبدا هذه المرة؟

قالت مصادر واكبت زيارة الموفد الفرنسي لـ الجمهورية” أنّ “الرجل لا يملك عصا سحرية، وانّ الكلام عن تهويل باريس باستخدام عصا غليظة ليس في محله، وإنما ستكتفي بتحذير المسؤولين من المصير الذي سيَلقاه لبنان في حال استمرت المراوحة في التأليف بسبب الأزمة المالية وعدم قدرة الدولة على فَرملة الأزمة المتدحرجة من دون المساعدات الخارجية، خصوصاً مع دخول واشنطن في مرحلة انتقالية في انتظار دخول الرئيس الجديد البيت الأبيض. وبالتالي، من المصلحة اللبنانية الدخول في ستاتيكو التأليف بدلاً من “ستاتيكو” الفراغ وكلفته الغالية على لبنان”.

 

واشارت المصادر الى انّ إطلالة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله “جاءت لِتُعمِّق مأزق التأليف حتى لو لم يقصد ذلك، لأنه من خلال إشادته بشجاعة رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل وتثمينه موقفه وصموده في مواجهة واشنطن وعقوباتها عليه بسبب تحالفه مع الحزب، أوحى بوقوفه خلف باسيل في التأليف، أي أنه لن يرضى بأيّ تشكيلة لا يرضى عنها رئيس التيار الذي يشترط في وضوح تسمية الوزراء والاحتفاظ بوزارة الطاقة وتوسيع الحكومة إلى 20 وزيراً من أجل انتزاع “الثلث المعطّل”، ومع شروطٍ من هذا النوع لا يستطيع الرئيس المكلف سعد الحريري أن يؤلف حكومة قادرة على انتزاع ثقة المجتمع الدولي بما يفتح باب المساعدات أمام لبنان.

 

وفي موازاة غياب الاتفاق على شكل الحكومة وطبيعتها، يكثر الحديث عن انّ العهد يريد حكومة تحدٍ في مواجهة واشنطن رداً على العقوبات، وحكومة من هذا النوع لا يستطيع ان يترأسها الحريري، إلّا أنّ فرَص الاختراق تبقى ممكنة من 3 زوايا: منع انهيار لبنان على وقع الأزمة المالية، قطع الطريق على العقوبات المتدحرجة لكي لا تهزّ الاستقرار، التهيّؤ لضربة أميركية في المرحلة الانتقالية بين رئيسين ومرحلتين وإدارتين، وبالتالي هل يمكن تحقيق الاختراق الحكومي من زوايا الخوف من المجهول الآتي؟

 

إستطلاعية

وفي رواية أخرى لـ”الجمهورية”، بحسب مصادر لحركة دوريل، “انّ زيارته هي استطلاعية اكثر منها مهمة، وقد شدد في لقاءاته حتى الآن على استمرار المبادرة الفرنسية ونية الرئيس ايمانويل ماكرون عقد مؤتمر لدعم لبنان خلال هذا الشهر او الشهر المقبل، لكنه ربط ما بين تنفيذ فرنسا وعودها وبين تشكيل الحكومة، متمنياً التعاون مع الرئيس المكلف لتذليل العقبات المتبقية من امام ولادة الحكومة التي رأى انّ توقيتها اصبح اكثر من ضروري وداهِم”.

 

وذكرت المصادر انّ دوريل لم يدخل في تفاصيل هذه العقبات في لقاءاته، كذلك لم يأتِ على ذكر ما تم تداوله في الساعات الماضية عن انّ فرنسا تهدّد بفرض عقوبات على من يعرقل تشكيل الحكومة لا من قريب ولا من بعيد، لكنه شدد اكثر غير مرة على ضرورة الاسراع في تشكيل حكومة اختصاصيين من غير المنتمين حزبياً، والاسراع في تشكيل حكومة قادرة على القيام بالاصلاحات الضرورية المطلوبة لوقف الانهيار واعادة اعمار بيروت”.

 

واشارت المصادر الى “انّ العقدة الاساسية التي لا تزال تحول دون ولادة الحكومة هي الاختلاف على الاسماء، مؤكدةً أن لا مشكلة في توزيع الحقائب لا في وزارة الطاقة ولا في غيرها، لأنّ هذا الامر حصل حوله تفاهم مبدئي بين جميع الاطراف ولم يعد هناك مشكلة في توزيع الحقائب، إنما المشكلة الاساسية الآن هي عقدة الاسماء والتي لا تزال عند تمسّك باسيل بأن يسمّي ويختار اسماء يعتبرهم الحريري حزبيين، الأمر الذي يرفضه تماماً. ورأت المصادر انّ ما رَشح أخيراً عن رئيس الجمهورية لجهة طلبه من الحريري مراجعة القيادات السياسية والحوار معهم والتفاهم في شأن معايير تشكيل الحكومة، هو خطوة الى الوراء. وقالت: “من الواضح انّ العقوبات زادت من تَصلّب جبران باسيل في مواقفه، وهذا الامر ربما يؤخّر تشكيل الحكومة لفترة معينة”.

 

أجواء متناقضة

وفي رواية ثالثة لـ”الجمهورية”، نقلاً عن جهات واسعة الاطلاع، انّ دوريل كان واضحاً في بداية لقاءاته امس في توجيه رسالة من الرئيس الفرنسي، تتناول تحديداً واضحاً للعقبات التي حالت دون انطلاق مسار المبادرة الفرنسية القائلة بضرورة تشكيل حكومة مستقلة وحيادية خالية من الحزبيين ومن دون ان يكون لهم اي تأثير على عمل الحكومة في المرحلة المقبلة، وذلك من اجل ضمان نجاحها في مواكبة المراحل الاخرى المتصلة بالاصلاحات الدستورية والادارية والنقدية التي تفاهَمَ عليها ماكرون والقيادات اللبنانية في لقاء قصر الصنوبر، خصوصاً انّ ايّاً منهم ما زال يؤكد التزامه “الصادق” بمضمون المبادرة التي اطلقها ماكرون في 1 ايلول الماضي، وانّ ما جرى الالتزام به أثناء تكليف مصطفى اديب ما زال قائماً مع الرئيس سعد الحريري الذي كلّف المهمة عينها.

 

ولفتت المصادر الى انّ دوريل طرح في لقاءَيه مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري مجموعة الاسئلة التي شكلت عناوين المبادرة الفرنسية، فردّا عليها بأجوبة قد تكون موحدة بنحو متقارب جداً في الشكل الذي عبرت عنه المعلومات الرسمية التي نشرت عقب اللقاءين، ولا سيما منها تلك المتصلة بمصير التدقيق الجنائي والاصلاحات المطلوبة على اكثر من مستوى لملاقاة ما تقول به المبادرة في مرحلة ما بعد تأليف الحكومة.

 

وفيما شرح رئيس الجمهورية العوائق التي حالت دون التدقيق الجنائي المالي مؤكداً الاصرار على تحقيقه أيّاً كانت الكلفة، لفت بري الى انه ينتظر ما ستُحيل اليه الحكومة من مشاريع اصلاحات للبَت بها وتشريعها. ولكن ما كان لافتاً هو التفسير الجديد الذي سمعه دوريل عن تشكيل الحكومة بطريقة أبعدت عنها “صفة المستقلة والحيادية”، وهو ما كان ظاهراً في توضيح رئيس الجمهورية الذي تحدث عن انّ “الأوضاع تتطلب تَشاوراً وطنياً عريضاً وتوافقاً واسعاً لتشكيل حكومة تتمكن من تحقيق المهمات المطلوبة”، الامر الذي شكّل “نقزة” لديه ما لبث ان تأكد منها في لقاءاته لاحقاً، حيث سمع كلاماً يُبعد الحكومة عن الصورة التي رسمها ماكرون، وهو ما ثبت لديه عندما استمع الى الرئيس سعد الحريري الذي شرح الظروف التي تعوق مهمته والشروط التي أعاقتها حتى الآن.

 

وقالت المصادر انّ دوريل سمع كلاماً اكثر وضوحاً وصراحة في لقاءيه مع “حزب الله” و”الحزب التقدمي الاشتراكي”.

 

لا مؤتمر قبل الاصلاحات

وأشارت المصادر الى انّ دوريل كان جازماً في التأكيد انه لن تكون هناك مساعدات، ولن يعقد المؤتمر الموعود لدعم لبنان ما لم يُصَر الى تشكيل الحكومة في مهلة معقولة لا تتجاوز نهاية الشهر الجاري، فالمواعيد الفرنسية ضاغطة، واذا لم يضمن الرئيس الفرنسي خطوات لبنانية جدية لن يكون هناك مؤتمر مضمون النتائج.

 

رئيس خلية الازمة

وعلمت “الجمهورية” انّ الموفد الفرنسي أبلغ الى من التقاهم تَولّيه رئاسة خلية الازمة المكلفة الملف اللبناني في قصر الاليزيه، وذلك بغية توضيح اهمية الرسالة التي نقلها من ماكرون الى المسؤولين اللبنانيين.

 

وعلمت “الجمهورية” انّ الموفد الفرنسي سيستكمل زياراته اليوم للقيادات السياسية والحزبية، فيلتقي قبل الظهر رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، وينتقل عند الثانية عشرة الّا ربعاً الى بكفيا للقاء رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، قبل ان يزور عصراً رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع. وستكون له اجتماعات غير معلنة مع مجموعة من الشخصيات السياسية المستقلة.

 

وكان دوريل قد جالَ أمس على كلّ من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والحريري ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد. وقال عون خلال اللقاء، وفق بيان رسمي، “نتمسّك بالمبادرة الفرنسية لِما فيه مصلحة البلد”، واعتبر أنّ “الأوضاع تتطلب تشاوراً وطنياً عريضاً وتوافقاً واسعاً لتشكيل حكومة تتمكن من تحقيق المهام المطلوبة”

 

وبدوره وصف بري لقاءه ودوريل بـ”الجيد”، شاكراً الرئيس الفرنسي الذي “يحمل هَمّ لبنان”، مؤكداً “الموقف لجهة المبادرة الفرنسية وضرورة تطبيق الاصلاحات، خصوصاً في مجال الكهرباء ومحاربة الفساد”. واعتبر “انّ المدخل والمخرج الوحيد لخلاص لبنان، هو انجاز حكومة اليوم قبل الغد، وزراؤها اختصاصيون يحظون على الثقة التي ينتظرها المجلس النيابي بفارغ الصبر من اجل العبور بلبنان الى بر الامان أمام الموجات العاتية داخلياً وخارجياً”.

 

الحريري

الى ذلك، قالت مصادر قريبة من الحريري لـ”الجمهورية” انه تم، خلال لقائه والموفد الفرنسي، التأكيد مجدداً على تأليف حكومة مهمة، حكومة اختصاصيين غير حزبيين لوقف الانهيار عبر تطبيق البرنامج الاصلاحي الذي تم التوافق عليه في اجتماعات قصر الصنوبر واعادة اعمار ما تهدّم من انفجار مرفأ بيروت”. وأشارت الى “ان المشاورات متواصلة في شأن التأليف الحكومي، وأن صيغة حكومة من 18 وزيراً ما تزال قائمة”.

 

رعد

وشدّد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد على استمرار المبادرة الفرنسية، وضرورة التزام الحكومة الجديدة تنفيذ بنود الورقة الاصلاحية التي تم الاتفاق عليها في قصر الصنوبر. وقال في دردشة بعد لقائه دوريل: “نحن مسؤولون قدر المستطاع عن الاسراع في تشكيل الحكومة لأنّ وضع البلد لا يحتمل والوضع الاقتصادي مزرٍ”. واكد أنّ دوريل “جاء في مهمة استطلاعية في موضوع تشكيل الحكومة”، متمنياً “التعاون مع الرئيس المكلّف لتذليل العقبات”.

 

ودعت كتلة “الوفاء للمقاومة”، في اجتماعها الاسبوعي امس، إلى “الاسراع في تحريك عجلة التفاهم الداخلي من أجل تشكيل الحكومة لأنها حاجة سياسية وإدارية ملحة للبلاد وللمواطنين، لا تجوز المراهنات فيها أو التعاطي ببرودة مع متطلبات تأليفها”.

 

كورونا

من جهة ثانية وعلى صعيد “كورونا”، وقبل يومين على بدء الاقفال العام المقرر غداً، أعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي أمس تسجيل 1874 إصابة جديدة (1833 محلية و41 وافدة)، ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 100703.

 

ولفتت إلى تسجيل 12 حالة وفاة جديدة، ليصبح العدد الإجمالي للوفيات 775.

 

******************************************* 

 

  افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط 

 

مبعوث ماكرون يحث في بيروت على «حكومة كفاءات»

عون يؤكد التمسك بالمبادرة الفرنسية… وبري يعتبر التأليف المدخل الوحيد للإنقاذ

 

حث مستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لشؤون شمال أفريقيا والشرق الأوسط باتريك دوريل المسؤولين اللبنانيين على «ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة كفاءات ومقبولة من جميع الأطراف كي تباشر بالإصلاحات المطلوبة واستعادة ثقة المجتمع الدولي».

 

ووصل دوريل إلى بيروت، مساء أول من أمس، لإجراء محادثات مع المسؤولين اللبنانيين تتناول ملف تشكيل الحكومة التي دخلت بتعقيدات إضافية منذ الأسبوع الماضي، والتقى الرئيس ميشال عون، ورئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب السابق وليد جنبلاط، ورئيس كتلة «حزب الله» النيابية النائب محمد رعد في مقر الكتلة.

 

وحمل الموفد الفرنسي رسالة واضحة جداً للحث على الإسراع في تشكيل الحكومة من أجل البدء بالإصلاحات كشرط للدخول في برامج المساعدات من صندوق النقد والبنك الدولي ومجموعة الدعم الدولية والدول والصناديق المانحة. وقالت مصادر مواكبة إن هذه الرسالة «أكد عليها الموفد باختصار مشدداً على أن الفرنسيين رغم تحديات المرحلة يولون لبنان شأناً خاصاً» في ظل تأكيد على أن مؤتمر الدعم لا يزال قائماً نهاية الشهر الجاري، وبالتالي فإن زيارة ماكرون إلى لبنان «لا تزال قائمة في موعدها».

 

واستهل دوريل محادثاته في بيروت، أمس، بلقاء الرئيس عون الذي أكد أنه «متمسك بالمبادرة الفرنسية لما فيه مصلحة لبنان، وهذا الأمر لن يتحقق إلا من خلال حكومة موثوق بها وقادرة على إنجاز الإصلاحات المطلوبة التي وردت في الورقة التي تم الاتفاق عليها بين الرئيس ماكرون والقيادات السياسية اللبنانية، والتنسيق بشكل فاعل مع الشركاء الدوليين الذين تعهدوا مساعدة لبنان لإخراجه من الأوضاع الاقتصادية والمالية الصعبة التي يمر بها».

 

واعتبر عون أن «عملية التدقيق الجنائي المالي في حسابات مصرف لبنان والتي تعتبر من أسس هذه الإصلاحات، تواجه بعراقيل عديدة نقابلها بإصرار على تحقيقها، وقد تم التمديد ثلاثة أشهر لشركة الفاريز ومارسال تأميناً لهذه الغاية».

 

ولفت إلى أن «الهم الأساسي حالياً هو استمرار الاستقرار في البلاد وسط العواصف الإقليمية والأزمات غير المسبوقة التي يواجهها لبنان، فضلاً عن تداعيات وجود النازحين السوريين والضائقة الاقتصادية وانتشار وباء كورونا، إضافة إلى الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت»، لافتاً إلى أن «العقوبات الأميركية التي استهدفت سياسيين لبنانيين زادت الأمور تعقيداً».

 

ورأى الرئيس اللبناني أن «كل هذه الأوضاع تتطلب توافقاً وطنياً واسعاً لتشكيل حكومة تتمكن من تحقيق المهام المطلوبة منها بالتعاون مع مجلس النواب لإقرار قوانين إصلاحية ضرورية»، مشيراً إلى «أهمية التشاور الوطني العريض في هذه المرحلة الدقيقة». وحمل عون المبعوث الفرنسي رسالة تقدير إلى ماكرون «لوقوفه إلى جانب لبنان في هذه الظروف الصعبة، وهذا غير مسبوق لأن الرئيس ماكرون صديق كبير للبنان». وجدد «التضامن مع الشعب الفرنسي الصديق في إدانة الاعتداءات الإرهابية والإجرامية التي حصلت مؤخراً ومنها الاعتداء في مدينة نيس». وكان دوريل نقل إلى عون تأكيد ماكرون اهتمامه بالأوضاع في لبنان، مؤكداً «متانة العلاقات بين البلدين». ولفت إلى «دقة الأزمة الاقتصادية وخطورتها وضرورة الإسراع في تشكيل حكومة كفاءات ومقبولة من جميع الأطراف كي تباشر بالإصلاحات المطلوبة واستعادة ثقة المجتمع الدولي». وأشار دوريل إلى أن «فرنسا ستواصل تقديم مساعدات عاجلة في مجالات عدة، لا سيما منها المجال التربوي»، مذكراً بأن «وفاء المجتمع الدولي بالتزاماته تجاه لبنان مرتبط بتحقيق الإصلاحات».

 

بعدها، اجتمع دوريل مع رئيس مجلس النواب الذي وصف اللقاء مع بـ«الجيد». وشكر بري الرئيس الفرنسي «الذي يحمل هم لبنان»، مؤكداً على «الموقف لجهة المبادرة الفرنسية وضرورة تطبيق الإصلاحات لا سيما في مجال الكهرباء ومحاربة الفساد»، معتبراً أن «المدخل والمخرج الوحيد لخلاص لبنان هو إنجاز حكومة اليوم قبل الغد، يكون وزراؤها اختصاصيين يحظون على الثقة التي ينتظرها المجلس النيابي بفارغ الصبر من أجل العبور بلبنان إلى بر الأمان أمام الموجات العاتية داخلياً وخارجياً».

 

ومساء، استقبل جنبلاط الموفد الفرنسي ترافقه السفيرة الفرنسية لدى بيروت آن غريو، بحضور رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط والنائب وائل أبو فاعور والوزير الأسبق غازي العريضي، وجرى عرض مختلف التطورات والمستجدات الراهنة. ويأتي الحراك الفرنسي في ظل مراوحة في ملف تشكيل الحكومة الذي ازداد تعقيداً إثر التشدد الذي أبداه رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل عقب فرض عقوبات أميركية عليه.

 

*******************************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

«شركاء المبادرة» يغرقون موفد ماكرون في عقبات التأليف

8 آذار لإسقاط المداورة وتعويم دور الأحزاب… و100 ألف كورونا بعد 100 يوم على انفجار المرفأ

 

إشارتان صدرتا من بعبدا، وعلى لسان الرئيس ميشال عون تتصلان بموضوع الاسراع بتأليف حكومة جديدة: الاشارة الاولى تتعلق بأن «العقوبات الاميركية التي استهدفت سياسيين لبنانيين زادت الامور تعقيداً». ومناسبة الحديث عن العقوبات انها فرضت على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وإن بدا انها اصابت وزيرين غيره، هما النائب عن كتلة «التنمية والتحرير» علي حسن خليل، ووزير الاشغال في حكومة الرئيس سعد الحريري السابقة، عن تيار المردة يوسف فنيانوس، وقبل ذلك نواب وقياديين ورجال اعمال من بيئة حزب الله.

 

والاشارة الثانية، ان اوضاع لبنان من «تداعيات وجود النازحين السوريين والضائقة الاقتصادية وانتشار وباء «كورونا» اضافة الى انفجار بيروت والعقوبات الاميركية، «تتطلب توافقاً وطنياً واسعاً لتشكيل حكومة تتمكن من تحقيق المهام المطلوبة بالتعاون مع مجلس النواب، معولاً اهمية على التشاور الوطني العريض».

 

ببساطة، وفقا لمصادر سياسية متابعة، فإن هاتين الاشارتين هما اشبه بعقبتين واحدة دولية، والثانية محلية.

 

وتساءلت المصادر: هل تشكيل الحكومة يحتاج الى مؤتمر للتوافق الوطني، ام ان على الرئيس المكلف الحريري، اجراء لقاءات مع الكتل كافة لتأليف حكومة فضفاضة، تتجاوز الـ18 وزيراً الى 24 وربما الى  30، لإرضاء «التوافق الواسع»؟

 

وفي ما خصَّ العقوبات على باسيل، لم يتضح ما هو المطلوب اوروبياً، او دولياً، حتى لا تكون العقوبات الاميركية المرشحة للاتساع، ربما في الاشهر القليلة المتبقية من ولاية دونالد ترامب، لإرباك الوضع اللبناني.

 

واخطر ما في الكلام الرئاسي، انه جاء امام موفد الرئيس ايمانويل ماكرون باتريك دوريل، ومستشاره لشوون شمال افريقيا والشرق الاوسط، خلال استقباله في قصر بعبدا.

 

ومما قال الرئيس عون ايضاً ان تحقيق المبادرة الفرنسية لمصلحة لبنان «لن يتحقق الا من خلال حكومة موثوق بها».. وعلى التنسيق مع الشركاء الدوليين لاخراج لبنان من الاوضاع الاقتصادية والمالية الصعبة التي يمر بها.

 

وكشف عون امام الموفد دوريل ان عملية التدقيق المالي في حسابات مصرف لبنان، وهو (اي العملية) من اسس الاصلاحات، تواجه بعراقيل عديدة، مؤكدا اصراره على التدقيق الجنائي، بعد التمديد ثلاثة اشهر لشركة «الفاريز ومارسال».

 

واذا كانت العقبات باتت ثلاثاً: حكومة فضفاضة، عقوبات اميركية، وتدقيق بحسابات المركزي، كل واحدة منها تنطوي على تفاصيل تحتاج ليس لأسبوع او اسابيع، بل ربما لعهد كامل، فإن وحدة «القواعد والمعايير» التي يشترطها النائب جبران باسيل، تعني اشتباكاً مباشراً مع «الثنائي الشيعي» او عملية كسر التفاهمات التي حصلت بين الرئيس المكلف وكلّ من حركة «امل» وحزب الله.

 

وعلمت «اللواء» ان فريق 8 آذار طلب من الموفد الرئاسي العمل مع الرئيس المكلف على:

 

1 – إلغاء فكرة المداورة، نظراً للاشكاليات التي أثارتها، بعد تمسك التيار الوطني الحر بشموليتها.

 

2 – إبقاء وزارة الطاقة مع التيار الوطني الحر.

 

3 – اقناع الرئيس مكلف بالاجتماع مع رؤساء الكتل النيابية.

 

4 – الاسراع بتأليف الحكومة.

 

كشفت مصادر ديبلوماسية اوروبية أن لقاءات الموفد الفرنسي مع المسؤولين والزعماء اللبنانيين تركزت على الأسباب التي تحول دون تنفيذ المبادرة الفرنسية حتى الان،بالرغم من موافقة كل الاطراف عليها وابلاغهم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون شخصيا بتاييدها والالتزام بتنفيذها ولكن لم يحصل شيء من هذا القبيل حتى اليوم.

 

وفي حين تذرع البعض بان السبب يعود  لعدم وجود  آلية تنفيذية تحدد كيفية التنفيذ، ما أدى إلى تباينات وخلافات حولها، اعاد الموفد الفرنسي على اسماع هؤلاء بان الاتفاق الذي تم بحضور الجميع هو بتشكيل حكومة انقاذ من اختصاصيين مشهود لهم بالكفاءة تتولى القيام بالاصلاحات المطلوبة في القطاعات والادارات العامة، وتعمل على حل الأزمة المالية والاقتصادية التي يواجهها لبنان، مشددا في الوقت نفسه على انه لا يكفي الاعلان عن الإستمرار بتاييد المبادرة الفرنسية فقط، بل يتطلب الامر وضع هذا التأييد موضع التنفيذ الفعلي والسريع من خلال المباشرة بتاليف الحكومة الجديدة اولا وتمكينها من القيام بالمهمات المنوطة بها.

 

وحذر انه من دون قيام حكومة جديدة، سيكون من الصعب  مساعدة لبنان ليتجاوز ازمته   المالية والاقتصادية، مبديا خشيته، من ان يكون مثل هذا السبب هو للتهرب من تنفيذ المبادرة.

 

وعلمت «اللواء» من مصادر مطلعة ان نقطة الخلاف الأساسية في الملف الحكومي تتصل بعدم عقد الرئيس المكلف أي اجتماعات مع أي من القيادات السياسية وهذا ما عبرت عنه هذه القيادات.

 

وفهم من المصادر إن ما طرح من أسماء في اللقاءات الأخيرة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تأليف الحكومة لاقت تحفظات مشيرة إلى أن هناك جولات أخرى من الاجتماعات بينهما لكن واقع الأمور يفيد أن الملف الحكومي يحتاج إلى وقت والى خطوات عملانية ومن هنا اتت دعوة رئيس الجمهورية إلى تشاور وطني عريض.

 

وأوضحت المصادر أن دوريل جدد اهتمام ماكرون بالوضع اللبناني على الرغم من التحديات الماثلة أمام فرنسا وطالب بالإسراع في تأليف الحكومة لأن الإصلاحات المنتظرة من الحكومة هي مفتاح الدخول إلى برامج المساعدات سواء من صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي والمجموعة الدولية.

 

وكشفت أن عون عطف على ما قاله ماكرون في حينه أي قيام تشاور وطني عريض للحكومة وهذا أمر طبيعي والرئيس الفرنسي أورد وقتها عبارة التشاور الوطني لتشكيل حكومة مهمة كي تأتي الحكومة الجديدة مسندةالى أكثرية مريحة في مجلس النواب لأن هناك إصلاحات تستدعي قوانين وأخرى تستدعي مراسيم ومن هنا فأن المطلب هو الحكومة المنتجة والفاعلة وهذا ما تم التركيز عليه.

 

ومع ذلك، واصل موفد ماكرون لقاءاته التي تستمر الى اليوم، فزار عين التينة، واجتمع الى الرئيس نبيه بري، الذي ابلغه ان «المخرج الوحيد لخلاص لبنان هو انجاز حكومة اليوم قبل الغد، وزراؤها اختصاصيون يحظون بثقة ينتظرها المجلس النيابي» على أحر من الجمر، او «بفارغ الصبر» (وفقا لتعبير بري نفسه).

 

وكما في اللقاءين السابقين، مضى موفد ماكرون، الذي بات ملف المبادرة بيده، تساعده السفيرة آن غريو، معتصماً بالصمت، فزار بيت الوسط، والتقى الرئيس المكلف، ليجري «استعراض مجمل الاوضاع في لبنان وموضوع المبادرة الفرنسية، وملف تشكيل الحكومة الجديدة» حسب المكتب الاعلامي للرئيس المكلف.

 

ومن القيادات السياسية، الشريكة في لقاء قصر الصنوبر مع الرئيس ماكرون، صاحبة «مبادرة الانقاذ الفرنسية التي زارها النائب وليد جنبلاط بحضور نجله تيمور جنبلاط في كليمنصو.

 

ولم يشر بيان مفوضية الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي الى بحث ملف الحكومة، واكتفى بكلمات عمومية قليلة «حيث جرى عرض مختلف التطورات والمستجدات الراهنة».

 

ثم زار دوريل حارة حريك، والتقى النائب محمد رعد رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة».

 

وحسب معلومات «اللواء» ان موفد ماكرون نقل لمن التقاهم رسالة مضمونها تشكيل حكومة كفوءة ومقبولة كي تباشر الاصلاحات واستعادة ثقة المجتمع الدولي.

 

وذكرت مصادر المتابعين للزيارة لـ «اللواء» ان دوريل استفسر ممن التقاهم عن سبب تعثر تشكيل الحكومة، وعن العقدة الاساسية التي تعيق التشكيل وتبين انها لا زالت تدور حول من يسمي الوزراء وبخاصة المسيحيين منهم، حيث يصر الحريري على تسمية الوزراء ويعرضها على عون بينما يرفض عون ذلك. وألمحت المصادر الى ان زيارة دوريل تهدف الى إنقاذ المبادرة الفرنسية وإنقاذ لبنان ايضاً.

 

وأشار دوريل خلال اللقاء مع عون إلى ان فرنسا ستواصل تقديم مساعدات عاجلة في مجالات عدة لاسيما منها المجال التربوي، مذكّراً بأن وفاء المجتمع الدولي بالتزاماته تجاه لبنان مرتبط بتحقيق الإصلاحات.واشار دوريل الى «دقة وخطورة الازمة الاقتصادية».

 

وعلمت «اللواء» انه خلال اللقاء مع جنبلاط  كرر موقف فرنسا «بتشكيل حكومة مهمة من الاختصاصيين غير الحزبيين، مهمتها تحقيق الاصلاحات وإعادة الاعمار»، وأن الحريري عرض له مسار الاتصالات لتشكيل الحكومة. واكد الطرفان ان المبادرة الفرنسية هي الحل الوحيد لحل الازمة في لبنان.

 

النائب محمد قال بعد اللقاء للصحافيين: أن دوريل جاء في مهمة استطلاعية بموضوع تشكيل الحكومة، وللتأكيد على المبادرة الفرنسية وعلى ضرورة التزام الحكومة التي يجري تشكيلها بتنفيذ بنود المبادرة والورقة الاصلاحية التي تم الاتفاق عليها في قصر الصنوبر.

 

وأضاف رعد أن «دوريل تمنى التعاون مع الرئيس المكلف في تذليل العقبات، ولم يأتِ على ذكر نوعية العقد الحكومية، ونحن مسؤولون قدر المستطاع عن الاسراع في تشكيل الحكومة لأن البلد لا يحتمل والوضع الاقتصادي سيىء جداً.

 

ورداً على سؤال عن عقوبات اوروبية على معرقلي تشكيل الحكومة، أجاب: «استغرب مثل هذا الكلام الذي لم يؤتى على ذكره ولا يمكن تحديد من يعرقل قيام الحكومة».

 

على ان الاخطر ما نشرته بالتزامن مع مهمة دوريل السفارة الاميركية، في بيروت، عبر «تويتر» بعنوان: «الدول الأوروبية تشن حملة على حزب الله المدعوم من ايران». وتوقف ناشر المقال عند حظر الحزب في بعض الدول الاوروبية كأستونيا وليتوانيا وصربيا وألمانيا، وغواتيمالا والارجنتين، ليستنتج ان هناك «اجماعاً عالمياً حول مخاطر انشطة حزب الله».

 

100.000

 

وسط هذا الحراك الفرنسي الملحّ، وقبل يوم واحد من دخول قرار الاقفال العام حيّز التنفيذ، ومع تمديد أيام تحريك سيارات التي تحمل نمراً مزدوج ومفرد مع اعتبار يوم الاحد عطلة بوجه كل السيارات، ارتفعت اصوات القطاعات المشمولة بالاقفال،  وبعضها جاهر بعدم الالتزام، مع صعود خطير في عداد كورونا الذي تجاوز 100 الف اصابة.

 

وبحسب احصاءات وزارة الصحة، يسجّل لبنان الذي يبلغ عدد سكانه نحو ستة ملايين نحو 11 ألف إصابة كمعدل أسبوعي. وفي محاولة للحد من ارتفاع عداد الإصابات، يبدأ فجر السبت فرض قيود إغلاق وصفته الحكومة بأنه «تام» ويستمر حتى نهاية الشهر الحالي. وأعلنت وزارة الداخلية الخميس أن الاغلاق سيترافق مع حظر تجول من الخامسة مساء حتى الخامسة فجراً من الإثنين حتى السبت، على أن يمنع التجول بالمطلق يوم الأحد. كما نظمت سير السيارات وفق أرقام لوحاتها، بحيث لا يمكن السير لأكثر من ثلاثة أيام أسبوعياً. ولا يشمل قرار الاغلاق مطار بيروت، كما يتضمن استثناءات لقطاعات صحية وحيوية. وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الثلاثاء «بلغنا اليوم الخط الأحمر في عدد الإصابات، وبلغنا مرحلة الخطر الشديد في ظل عدم قدرة المستشفيات، الحكومية والخاصة، على استقبال المصابين بحالات حرجة» بعدما امتلأت أسرتها. وأضاف «نخشى أن نصل إلى مرحلة يموت فيها الناس في الشارع». وازداد معدل الإصابات اليومي خصوصاً بعد انفجار مرفأ بيروت المروع، الذي ساهم في إرباك القطاع الصحي الهشّ. ويخشى المسؤولون من انهيار المنظومة الصحية خصوصاً مع ارتفاع الإصابات في صفوف الطواقم الطبية وعدم قدرتها على استقبال مرضى جدد وسط استمرار ارتفاع عداد الإصابات وامتلاء أسرة العناية الفائقة. وفي إطار دعم لبنان على تحمل أعباء التصدي للوباء، وصلت الى بيروت الخميس طائرتان محملتان بمعدات طبية مقدّمة من دولة قطر، لتجهيز مستشفيين ميدانيين في صور (جنوباً) وطرابلس (شمالاً) يتسع كل منهما لـ500 سرير، وفق ما أعلنت سفارة قطر في بيروت. ويأتي تزايد تفشي الفيروس في وقت يشهد لبنان أسوأ أزماته الاقتصادية التي ضاعفت معدلات الفقر في البلاد، ما دفع جهات اقتصادية إلى الاعتراض على قيود الإغلاق.

 

100 يوم على انفجار المرفأ

 

وامس، سجل مرور 100 يوم على انفجار مرفأ بيروت، نفذ عدد من الناشطين اعتصاماً امام قصر العدل في بيروت، تحت عنوان «لن نستكين». ورفع المشاركون اللافتات مطالبين بالاسراع في التحقيقات. ودعوا المحقق العدلي القاضي فادي صوان الى الكشف عن التحقيقات. وفي وقت زار ذوو ضحايا الانفجار متروبوليت بيروت المطران الياس عودة،  أعلنت المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين، في بيان، أن «الاتحاد الأوروبي خصص 7 ملايين يورو كتمويل إضافي للمفوضية من أجل توفير الدعم السكني لآلاف الأشخاص المتضررين جراء تفجيرات 4 آب في بيروت. وستساعد هذه المساهمة الإنسانية المقدمة من الاتحاد الأوروبي أكثر من 10,500 شخص من المجتمعات الأكثر تضررا على إعادة تأهيل منازلهم من خلال عمليات تصليح طفيفة وأعمال ترميم بسيطة».

 

*******************************************

افتتاحية صحيفة الديار  

طرح إسرائيلي «مفخخ» يعرض الشراكة عبر «توتال» والوسيط الأممي يحذر!

تعاون امني «إقليمي» لمواجهة حزب الله وتحذيرات من دور خطر لـ«دحلان»

«عقدة» باسيل في بعبدا «وبيت الوسط» والموفد الفرنسي يدعو لإشراك الجميع

ابراهيم ناصرالدين

 

لا مؤشرات ايجابية يعتد بها حكوميا في اليوم الاول لزيارة مستشار الرئيس الفرنسي الى بيروت باتريك دوريل، الذي لم يحمل مبادرة، ولم يهدد بعقوبات، بل جاء مستطلعا احوال مبادرة بلاده «المترنحة» رابطا عقد المؤتمر الدولي لدعم لبنان المنوي عقده في باريس نهاية الجاري بتشكيل حكومة جديدة، وما سمعه في بعبدا من مصارحة رئاسية حول ضرورة عدم «تهميش» مكون مسيحي وازن يمثله رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي يتعرض براي الرئيس ميشال عون لعملية «اغتيال سياسي»، مقابل اصرار في «بيت الوسط» على عدم تكرار التجربة الفاشلة معه، لا يوحي بقرب حل العقد قريبا، باعتراف مصادر «المستقبل»،المعطوفة على «استياء» «اشتراكي» من انقطاع الرئيس المكلف عن «التواصل»… هذا المناخ الحكومي «الملبد» الذي ينتظر «التنازلات» الداخلية المتبادلة، والمناخ الدولي والاقليمي المؤاتي، يترافق مع بوادر انهيار صحي مع استمرار «غزو» «كورونا» للاراضي اللبنانية، وسط شكوك كبيرة في نجاح «الاقفال العام» بدءا من يوم غد في الحد من انتشاره في ظل غياب الالتزام المجتمعي، وتوسيع مروحة الاستثناءات، وتمرد عدد من القطاعات الاقتصادية…

 

وفيما حذرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» من ان تقاعس السلطات اللبنانية الشائن عن معالجة الأزمة الاقتصادية المتفاقمة والجمود السياسي الناجم عنها سيؤدي على الأرجح إلى تزايد الاحتجاجات في الأشهر القادمة، برز في الساعات القليلة الماضية ارتفاع منسوب المخاطر الامنية على الساحة اللبنانية وسط تقارير اسرائيلية عن تعاون وثيق مع بعض الدول الخليجية لمواجهة حزب الله في لبنان وخارجه، وسط مخاوف جدية من دور «مشبوه» يؤديه القيادي الفلسطيني محمد دحلان. اما على خط مفاوضات الترسيم جنوبا، فقد دخلت الامم المتحدة بقوة على خط وقف «التسريبات» الاسرائيلية التي تهدد مسار التفاوض، فيما تستعد اسرائيل لوضع طرح «مفخخ» على «طاولة» التفاوض.

 

 «التسريبات» خطر على «الترسيم»؟

 

فبعد ساعات على انتهاء جولة التفاوض الجديدة حول ترسيم الحدود البحرية جنوبا، علمت «الديار» من اوساط دبلوماسية مطلعة على مسار المحادثات، ان الراعي الاممي المتمثل بالامم المتحدة، ابلغ الطرف الاسرائيلي بضرورة وقف التسريبات الى وسائل الاعلام حول مسار عملية التفاوض، لان من شأن الاستمرار في محاولة ممارسة ضغوط علنية على الطرف اللبناني، سيؤدي حتما الى فشل التوصل الى تسوية سريعة، او عرقلة التفاوض على اقل تقدير، وربما تجميد المحادثات… وعلم في هذا السياق ان الامم المتحدة طلبت من الجانب الاميركي التدخل مع اسرائيل لاعادة ضبط مسار المحادثات والحفاظ على سرية المداولات، وعدم ممارسة اي ضغوط علنية في هذا الوقت الحساس الذي يحتاج الى عملية «بناء للثقة» المتبادلة، وذلك بعدما طرح الجانب اللبناني اكثر من علامة استفهام حول التصرفات الاسرائيلية، ملوحا باتخاذ اجراءات مماثلة في حال بقاء الامور على حالها، وقد ابدى «الوسيط» الاميركي تفهما لهذا الاحتجاج، ووعد بالتدخل من اجل «كبح» جماح التسريبات الاسرائيلية.

 

 الخرائط «الاستفزازية»

 

وجاء الاعتراض في هذا الاطار،على الخرائط الاستفزازية التي تم تسريبها الى وسائل اعلام اسرائيلية، رداً على تلك التي تقدم بها الوفد اللبناني، خلال جولة المفاوضات ما قبل الاخيرة، وبرأي الامم المتحدة سيؤدي استمرار هذا الاسلب في التعامل الى تمسك كل من الطرفين بمواقف متصلبة يصعب التراجع عنها، خصوصا اذا ما واكب الرأي العام هذه المحادثات التي يجب ان تبقى في «الغرف المغلقة، اما التسريبات التي تشير الى أن لإسرائيل خطين، واحد «استفزازي» وآخر جدي، فهي تقوض المحادثات، وتنسف قواعد التفاوض التي وضعها الاميركيون، تحت عنوان ان لكلا الطرفين مصلحة في التوصل الى ترسيم «مقبول»، دون ان يخسر اي طرف شيء من حقوقه!

 

 العرض الاسرائيلي «المفخخ»

 

وفي هذا السياق، تحدثت تلك المصادر عن عرض اسرائيلي «مفخخ» يجري العمل على تسويقه لدى الامم المتحدة، ولدى الجانب الاميركي، قبل عرضه على «طاولة» التفاوض في الجولات المقبلة، والفكرة تنطلق من وجود صعوبة في التوصل الى حل يسمح لكل طرف بإنتاج الغاز في المنطقة المتنازع عليها، ولذلك لا يمانع الاسرائيليون ان تتولى شركة توتال الفرنسية، الحائزة عقد التنقيب من الجانب اللبناني، بـ«الشراكة» مع شركتين روسية، وايطالية، بالتنقيب على الغاز في المثلث المتنازع عليه، وتوزع الحصص بين الطرفين وفقاً لكميات يتم الاتفاق عليها مسبقا… وهذا الطرح براي مصادر لبنانية معنية بالملف،«خبيث»، لانه قد يكون حلاً معقولاً بين دولتين جارتين تربطهما علاقات دبلوماسية، او ظروف طبيعية، لكن الجانب الاسرائيلي يسعى للحصول على «شراكة» اقتصادية مع لبنان، ولو كان الامر من خلال طرف ثالث، بعدما نجح في جر اللبنانيين الى محادثات عبر طرف ثالث، وهو يريد فرض وقائع عملانية تؤدي الى «شراكة» غازية يعتقد انها ستتطور مستقبلا لتصل الى المجال السياسي… وفي انتظار ما سيوضع على «الطاولة» في الناقورة، لا يزال الوفد اللبناني يتصرف بحرفية عالية، واستطاع حتى الان تجاوز اكثر من «فخ» اسرائيلي.

 

حرب أمنية مفتوحة؟

 

وعلى وقع ارتفاع منسوب التعاون الامني بين بعض دول الخليج «المطبعة» حديثا مع اسرائيل، وفي ظل ارتفاع حدة المخاطر في الاسابيع العشرة المتبقية من ولاية الرئيس الاميركي دونالد ترامب، كشفت صحيفة «إسرائيل اليوم» الإسرائيلية المقربة من بنيامين نتانياهو، عما اسمته تعاوناً وشيكاً بين إسرائيل وعدد من دول الخليج، للعمل المشترك ضد حزب الله. ولفتت الى ان ثمة تعاوناً «اقليمياً» مشتركاً لتوسيع قاعدة تصنيف حزب الله «منظمة إرهابية». ونقلت الصحيفة عن نائب مدير عام وزارة التعاون الاستراتيجي لدى وزارة الخارجية، يهوشع زرقا قوله سيكون التعاون بين إسرائيل ودول الخليج ضد حزب الله، في عواصم العالم، والمؤسسات الدولية، مشيرا إلى أن إسرائيل ستركز نشاطاتها القادمة ضد الحزب، في دول الاتحاد الأوروبي، وداخل الأمم المتحدة، والهدف هو أن تصنف الأمم المتحدة حزب الله كمنظمة «إرهابية».

 

خطر دحلان!

 

وتأتي هذه التسريبات، عقب اتفاقات بين وزير الداخلية الاسرائيلي ونظرائه في عدد من الدول الخليجية على تشكيل فريق مشترك للعمل على تنفيذ البرامج والمشاريع الأمنية المشتركة، وفي هذا الاطار تشير مصادر مطلعة «للديار»، الى ان جزءاً اساسياً من التعاون الامني سيكون عنوانه حزب الله، حيث تم التفاهم بين الجانبين على تأكيد «العمل المشترك والفاعل» من خلال تبادل المعلومات، والتعاون الامني على الارض لمواجهة نفوذ الحزب في ساحات انتشاره، وخصوصا على الساحة اللبنانية… وفي هذا السياق، وصلت تحذيرات ذات صدقية عالية الى بيروت حول عودة تحرك «خلايا» القيادي الفلسطيني محمد دحلان الذي يؤدي ادوارا امنية خطرة في المنطقة، وقد سبق له ان وسع من نفوذه داخل الساحة الفلسطينية في لبنان مستغلا شبكة علاقات اجتماعية قامت بها زوجته من خلال جمعيتها «الخيرية»، وهو يملك اليوم نفوذا مقلقا لدى اكثر من مجموعة، داخل المخيمات وخارجها وهو امر يدعو «للقلق»!

 

 عون يصارح الموفد الفرنسي

 

وفي هذا الوقت، لا مؤشرات ايجابية «حكوميا»، لزيارة الموفد الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل الى بيروت. ووفقا للمعلومات، لم يحمل معه اي مبادرة، ولم يهدد بأي عقوبات، وكانت جولته استطلاعية، حث خلالها المسؤولين اللبنانيين على الاسراع في تشكيل حكومة اختصاصيين، خصوصا في الوزارات التي تحتاج الى اصلاح، لكنه تحدث عن «موافقة» جميع الاطراف عليها، ووفقا للمعطيات فإن كل الاطراف لا تزال على مواقفها، وبعد ان ابلغ عون الحريري في لقائهما الاخير بضرورة التفاهم مع الوزير باسيل والاطراف الاخرى قبل الاتفاق معه على الحكومة، اشارت اوساط سياسية بارزة الى ان رئيس الجمهورية تساءل امام الموفد الفرنسي عن الحكمة في «تهميش» مكون مسيحي رئيسي يتمثل بالتيار الوطني الحر عن المشاورات الحكومية، بينما يقوم الرئيس المكلف «باسترضاء» غالبية المكونات السياسية الاخرى؟ ولفت الى ان الشعور «بالعزل» ليس بالامر الجيد لدى هذ المكون الذي تعرض رئيسه جبران باسيل الى عقوبات اميركية «مسيسة»، وهو يتعرض لعملية «اغتيال» سياسي، وهذا الامر يزيد الامور تعقيدا خصوصا ان الحريري متمسك بموقفه بإبقاء «الابواب» موصدة مع التيار الوطني الحر، وهو يعتقد انه غير معني بالتواصل مع باسيل، ويعتقد انه قادر على انجاز الحكومة عبر فرض شروطه «غير المنطقية» والتي تتبدل كل يوم، وهذا ما يؤخر التأليف، برأي الرئيس عون الذي لم يخف قلقه من نيات مبيتة لدى الحريري للعب على «الوقت»، باعتبار ان عملية الاستنزاف تستهدف العهد، وهو غير مستعجل، ويعتقد ان الرئاسة الاولى ستضطر بنهاية المطاف الى تقديم تنازلات، وهذا لم يحصل ولن يحصل لان اي حكومة مقبلة لا بد ان تراعي التوازنات الميثاقية.

 

 بعبدا والتوافق «العريض»؟

 

من جهتها، تحدثت أوساط بعبدا، أن الرئيس عون عرض من جهته للاتصالات الجارية بينه وبين الرئيس المكلف سعد الحريري في مجال التأليف، والعقبات التي يواجهها هذا المسار. وابلغ دوريل،ان العقوبات الأميركية التي استهدفت سياسيين لبنانيين زادت الأمور تعقيدا». ولفت الى ان «الهم الأساسي حاليا هو استمرار الاستقرار في البلاد وسط العواصف الإقليمية والأزمات غير المسبوقة التي يواجهها لبنان، فضلا عن تداعيات وجود النازحين السوريين والضائقة الاقتصادية وانتشار وباء «كورونا»، إضافة الى الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت»، لافتا الى ان «كل هذه الأوضاع تتطلب توافقا وطنيا واسعا لتشكيل حكومة تتمكن من تحقيق المهام المطلوبة منها بالتعاون مع مجلس النواب لاقرار قوانين إصلاحية ضرورية»، مشيرا الى أهمية التشاور الوطني العريض في هذه المرحلة الدقيقة، مشددا على ان لبنان متمسك بالمبادرة الفرنسية لما فيه مصلحة لبنان.

 

 دوريل وموافقة الجميع!

 

من جانبه، شدد دوريل للرئيس عون على «ضرورة الانتباه الى دقة الازمة الاقتصادية وخطورتها وضرورة الإسراع في تشكيل حكومة كفوءة ومقبولة من جميع الأطراف كي تباشر الإصلاحات المطلوبة واستعادة ثقة المجتمع الدولي». وأشار دوريل الى ان فرنسا ستواصل تقديم مساعدات عاجلة في مجالات عديدة، لا سيما منها المجال التربوي، وجدد التأكيد على ان «وفاء المجتمع الدولي بالتزاماته تجاه لبنان مرتبط بتحقيق الإصلاحات».

 

الحريري: التجربة مع باسيل فاشلة

 

وفي بيت الوسط، عرض الموفد الفرنسي موقف بلاده من الازمة الحكومية، وسمع كلاما واضحا من الحريري عن تمسكه بالتفاوض مع رئيس الجمهورية على تشكيل حكومة متجانسة من الاختصاصيين، ملمحا الى ان الرئيس عون يمثل عمليا التيار المسيحي الاقوى، وهذا يعني انه لا نية لدى احد في ضرب الميثاقية، ولفت الحريري الى انه كرئيس مكلف مضطر لمحاورة الكتل النيابية التي سمته، وليس معنيا بالتفاوض مع من اعترض على عودته الى الحكومة، خصوصا ان التجربة السابقة مع باسيل كانت مريرة، وغير ناجحة، وانتهت الى الفشل، وليس مضطرا لتكرارها.

 

 «المستقبل» لا شيء جاهز بعد!

 

وعلى عكس ما اوحى به الرئيس المكلف قبل ايام ، تؤكد اوساط بارزة في تيار المستقبل ان التشكيلة الوزارية لا تزال غير منجزة حتى الان، والعقد التي اصطدم بها التشكيل لا يبدو انها ستجد طريقها الى الحل قريبا،لان الفريق الاخر لم يقدم حتى الان التنازلات المطلوبة التي تلبي تطلعات الرئيس الحريري الذي ابلغ الموفد الفرنسي انه غير مسؤول عن التعثر الحكومي، ويجب على باريس الضغط على الجهات المعرقلة كي تتنازل عن «سقوفها العالية» والتي تعيد عملية التأليف. ولفتت تلك الاوساط، الى ان الموفد الفرنسي دعا مجددا الحريري للاسراع في تشكيل حكومة اختصاصيين من غير المنتمين حزبياً الى تنفيذ الاصلاحات المطلوبة لوقف الانهيار واعادة اعمار بيروت، خصوصا الوزارات الخدماتية التي تحتاج الى اصلاح كوزارتي الطاقة والاشغال العامة.

 

وفي السياق نفسه، أكد عضو المكتب السياسي في «تيار المستقبل» مصطفى علوش «ألا مؤشرات إيجابية توحي بقرب ولادة الحكومة الجديدة»، مشيراً الى «ان التحذيرات الفرنسية المتكررة اصبحت امراً واقعاً بانتظار ترجمتها على ارض الواقع عند انتهاء احتياطي مصرف لبنان من العملات الأجنبية». وقال في تصريح «العقد الحكومية على حالها»، لافتاً الى ان «التيار الوطني الحر» يصرّ كما في المرّات السابقة على السيطرة على الحكومة».

 

رعد «يستغرب»

 

وبانتظار ان يلتقي الموفد الفرنسي الوزير جبران باسيل اليوم، التقى بالامس النائب السابق وليد جنبلاط، ورئيس مجلس النواب نبيه بري الذي وصف اللقاء مع مستشار الرئيس الفرنسي بـ«الجيد». من جهته اكد النائب محمد رعد بعد لقاء دوريل ان الموفد الفرنسي جاء في مهمة استطلاعية بموضوع تشكيل الحكومة وللتأكيد على المبادرة الفرنسية لافتا الى ضرورة التزام الحكومة التي يجري تشكيلها بتنفيذ بنود المبادرة والورقة الاصلاحية التي تم الاتفاق عليها في قصر الصنوبر، وقال نحن مسؤولون قدر المستطاع عن الاسراع في تشكيل الحكومة لأن البلد لا يحتمل والوضع الاقتصادي سيئ جدا. وردا على سؤال عن عقوبات اوروبية على معرقلي تشكيل الحكومة: استغرب مثل هذا الكلام الذي لم يؤتَ على ذكره ولا يمكن تحديد من يعرقل قيام الحكومة.

 

 استياء «اشتراكي»

 

وفي السياق نفسه، كشفت اوساط الحزب الاشتراكي عن «انزعاج» المختارة من انقطاع التواصل بين الرئيس المكلف والنائب السابق وليد جنبلاط، ووصفت الاجواء الحكومية بأنها غير مريحة، والرئيس الحريري «غائب عن السمع»، ولا يتواصل مع الحزب الاشتراكي، واجاباته على استيضاحات الوزير السابق وائل ابو فاعور عمومية وغير مطمئنة، وتوحي بأن الرئيس المكلف «مربك» ولا يملك رؤية واضحة حيال المرحلة المقبلة.. وهذا مؤشر سلبي على عدم وجود ايجابيات حكومية.

 

 «كورونا» يتمدد

 

وفيما «الكباش» على اشده بين الدولة وقطاعات اقتصادية واسعة ترفض الالتزام بالاقفال التام بدءا من يوم غد، يواصل «فيروس كورونا» انتشاره مسجلا اعدادا مخيفة في الاصابات والوفيات. فقد اعلنت وزارة الصحة امس 1874اصابة جديدة و12 حالة وفاة، فيما تستمر الاستعدادات الرسمية لمراقبة حسن تنفيذ قرار الاقفال. وقد عقدت اللجنة الفنية المتخصصة في متابعة الاجراءات على الارض، اجتماعا امس في السراي لهذه الغاية، وسط «تخبط» جدي في كيفية ادارة الازمة وسط اصرار من وزير الداخلية محمد فهمي على عدم قدرة قوى الامن الداخلي على تغطية كامل الاراضي اللبنانية لتأمين التزام المواطنين والقطاعات المشمولة بالاقفال.

 

*******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 دوريل يجول على المسؤولين: للإسراع في عملية التشكيل  

بري: خلاص لبنان هو إنجاز حكومة اختصاصيين اليوم قبل الغد

 

شدد مستشار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لشؤون شمال افريقيا والشرق الأوسط باتريك دوريل على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة مهمة وكفوءة ومقبولة من جميع الأطراف كي تباشر بالإصلاحات المطلوبة واستعادة ثقة المجتمع الدولي»واكد ان بلاده  ستواصل تقديم مساعدات عاجلة في مجالات عدة، لا سيما منها المجال التربوي»، مذكرا بأن «وفاء المجتمع الدولي بالتزاماته تجاه لبنان مرتبط بتحقيق الإصلاحات».

 

قصر بعبدا

 

جال دوريل الذي يزور بيروت على كبار المسؤولين فزار برفقة السفيرة الفرنسية آن غريو والمستشار السياسي جان هيلبرون، قصر بعبدا، حيث التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال في حضور الوزير السابق سليم جريصاتي والمدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير والمستشار أسامة خشاب.

 

وخلال اللقاء أبلغ الرئيس عون المستشار الفرنسي ان «لبنان متمسك بالمبادرة الفرنسية لما فيه مصلحة لبنان، وهذا الامر لن يتحقق الا من خلال حكومة موثوق بها وقادرة على انجاز الإصلاحات المطلوبة والتي وردت في الورقة التي تم الاتفاق عليها بين الرئيس ماكرون والقيادات السياسية اللبنانية، والتنسيق بشكل فاعل مع الشركاء الدوليين الذين تعهدوا بمساعدة لبنان لاخراجه من الأوضاع الاقتصادية والمالية الصعبة التي يمر بها».

 

ولفت الى ان  «العقوبات الأميركية التي استهدفت سياسيين لبنانيين زادت الأمور تعقيدا».

 

وذكر رئيس الجمهورية ان «كل هذه الأوضاع تتطلب توافقا وطنيا واسعا لتشكيل حكومة تتمكن من تحقيق المهام المطلوبة منها بالتعاون مع مجلس النواب لاقرار قوانين إصلاحية ضرورية»، مشيرا الى «أهمية التشاور الوطني العريض في هذه المرحلة الدقيقة».

 

دوريل

 

وكان المستشار دوريل نقل الى الرئيس عون تحيات الرئيس ماكرون واهتمامه بالأوضاع في لبنان، مؤكدا «متانة العلاقات بين البلدين»، ولافتا الى «دقة الازمة الاقتصادية وخطورتها وضرورة الإسراع في تشكيل حكومة كفوءة ومقبولة من جميع الأطراف كي تباشر بالإصلاحات المطلوبة واستعادة ثقة المجتمع الدولي».وأشار  الى ان «فرنسا ستواصل تقديم مساعدات عاجلة في مجالات عدة، لا سيما منها المجال التربوي»، مذكرا بأن «وفاء المجتمع الدولي بالتزاماته تجاه لبنان مرتبط بتحقيق الإصلاحات».

 

وفي هذا الإطار، افادت المعلومات ان دوريل شدد امام عون على وجوب الاسراع بتشكيل حكومة مهمة وكفوءة ومقبولة من جميع الأطراف وان الرئيس عون اكد وجوب اجراء تشاور وطني عريض كي يأتي التأليف منسجما مع ورقة المبادرة الفرنسية.

 

عين التينة

 

بعدها، انتقل دوريل والوفد المرافق  الى عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه  بري على مدى ساعة غادر بعدها من دون الادلاء باي تصريح، فيما وصف الرئيس بري اللقاء بالجيد، شاكرا الرئيس الفرنسي الذي «يحمل هم لبنان»، مؤكدا «الموقف لجهة المبادرة الفرنسية وضرورة تطبيق الاصلاحات سيما في مجال الكهرباء ومحاربة الفساد».

 

واعتبر الرئيس بري «ان المدخل والمخرج الوحيد لخلاص لبنان، هو انجاز حكومة اليوم قبل الغد، وزراؤها إختصاصيون يحظون على الثقة التي ينتظرها المجلس النيابي بفارغ الصبر من اجل العبور بلبنان الى بر الامان أمام الموجات العاتية داخليا وخارجيا».

 

في كليمنصو

 

وبعد عين التينة توجه  دوريل والوفد المرافق الى كليمنصو حيث التقى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ، بحضور رئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط والنائب وائل أبو فاعور والوزير السابق غازي العريضي، وجرى عرض مختلف التطورات والمستجدات الراهنة.

 

حارة حريك

 

وقرابة الرابعة والنصف  من بعد الظهر زار الموفد الرئاسي الفرنسي رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، في مكتب الكتلة في حارة حريك.

 

وبعد اللقاء، أشار رعد في دردشة مع الصحافيين إلى أن «دوريل جاء في مهمة استطلاعية بموضوع تشكيل الحكومة وللتأكيد على المبادرة الفرنسية مؤكدا على ضرورة التزام الحكومة التي يجري تشكيلها بتنفيذ بنود المبادرة والورقة الاصلاحية التي تم الاتفاق عليها في قصر الصنوبر».

 

ولفت رعد إلى أن «دوريل تمنى التعاون مع الرئيس المكلف في تذليل العقبات ولم يأت على ذكر نوعية العقد الحكومية»، وأضاف: «نحن مسؤولون قدر المستطاع عن الاسراع في تشكيل الحكومة لأن البلد لا يحتمل والوضع الاقتصادي سيىء جدا».

 

بيت الوسط

 

وعند الخامسة والنصف عصرا انتقل دوريل الى بيت الوسط حيث استقبله الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري ترافقه السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو، بحضور الوزير السابق الدكتور غطاس خوري والمستشار الدكتور باسم الشاب.

 

وجرى خلال اللقاء استعراض مجمل الأوضاع في لبنان وموضوع المبادرة الفرنسية وملف تشكيل الحكومة الجديدة.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram