كيف ساهم التيار وحزب الله برفع رصيد القوات؟

كيف ساهم التيار وحزب الله برفع رصيد القوات؟

 

Telegram

 

تعترف بيئة حزب الله في مجالسها الخاصة بنجاح القوات اللبنانية داخل المجتمع المسيحي وتأثيرها بشكل كبير على الفئة الشبابية من خلال النتائج التي تُظهرها الانتخابات الطالبية داخل الجامعات المنتشرة في المناطق المسيحية، أو من خلال استمالة معراب عبر خطابها للفئات التي لجأت الى الشارع في 17 تشرين ووجدت في قوى التغيير مجرد فُقاعة اعلامية غير منظمة فكانت نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة دليل اضافي على قوة معراب.

هذه النتائج حكما لا تُرضي محور حزب الله حيث تجد القوى المنضوية تحت هذا المحور بتمدد القوات على الساحة المسيحية خطرا كبيرا على مشروع الحزب الذي يراهن على قوى مسيحية بديلة قادرة على تأمين التغطية لمشروعه وعلى رأسها التيار الوطني الحر، وهنا بدأ الحزب يستشعر خطورة ما يجري لدى الشباب الطالبي المسيحي الذي تستقطبه شعارات القوات وخطها الذي تسير عليه.

برأي حزب الله فإن قوة القوات بضعف التيار، وهنا ينتقد مسؤولون مناطقيون في حزب الله خطاب التيار وتوجهاته التي يُعبر عنها ايضا بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، فيرى هؤلاء أن التيار في السنوات التي أعقبت ثورة 17 تشرين صوَّب خطابه على حركة أمل والرئيس نبيه بري كما على القوات اللبنانية التي لجأت الى المعارضة، وبالتالي وجد الحزب احراجا كبيرا في مناطقه حيث تتواجد الحركة ولعب دور الاطفائي في اكثر من مناسبة حرصا على "حليف الحليف"، أما القوات فقد دعمها التيار بطريقة غير مباشرة في الشارع المسيحي وتحديدا الرمادي الذي يريد خطابا عملانيا يطرح مشاريع وإن كانت برأي الطرف الآخر مجرد كلام أو عناوين فضفاضة، ولكن تبقى برأي هذا المجتمع أفضل بكثير من خطابات الناشطين في التيار الذين يستحضرون ذاكرة الحرب ويخرجون منها معارك الالغاء وينبشون تواريخ القتل والدمار وكأنهم لا يملكون من المستقبل الا صور الماضي.

يريد حزب الله في ظل التطورات الآتية على المنطقة، تحصين جبهته المسيحية عبر دعم التيار الوطني الحر الذي بدا في الفترة الاخيرة مربكا نتيجة الحروب التي خيضت بوجهه عقب ثورة 17 تشرين. فتارة تجد التيار مدافعا عن عهد الرئيس ميشال عون وطورا عن رئيسه جبران باسيل قبل أن يعود ويدخل في زواريب الطاقة وخطط وزيره الاول وصولا الى الوزير وليد فياض، فاستنزفت الزواريب السياسية خطاب التيار الذي تحول الى تبريرات عوض ان يكون مشاريع وخطط.

هذه الفوضى استغلها حزب القوات اللبنانية مستفيدا من عاملين ايجابيين بالنسبة له: الاول يتعلق بخطاب التيار الوطني الحر والثاني في سلوك بيئة الثنائي الشيعي.

العامل الاول كان حافزا للقوات التي اتجهت بخطابها الى الشريحة الطالبية الناقمة على خطابات نكء الذاكرة خصوصا المسيحية والمتعبة من الهجرة والحروب ولجأت الى الدولة كخيار بديل عن الدماء، فقدمت معراب صورة جورج عداون المشرع الذي يمكن أن يواجه "اجتهادات" النائب حسن فضل الله بكلمتين ويُصدق عليهما الرئيس نبيه بري، في المقابل يخرج نواب التيار بتغريدات "فشة خلق" سرعان ما يعترفون بأنهم تسرعوا بكتابتها، هذا بالاضافة الى اطلالات جمهور التيار وحديثه عن معارك نهر الموت وسوق الغرب والبوار وغيرها من الوقائع التاريخية لأنها برأيهم تُضعف صورة القوات اللبنانية امام الرأي العام وقد تستميله الى مشروع باسيل، ولكن ما جرى العكس حيث يأكل حزب القوات من صحن التيار لاسيما من الفئة الشبابية التي يستميلها خطاب جعجع الذي وجد ان الزمن اليوم هو لربطات العنق لا البزات الزيتية.


اما العامل الثاني المساهم برفع رصيد القوات على الساحة المسيحية، فهي بيئة الثنائي الشيعي وممارساتها على الارض. جمهور الحزب والحركة يمارس اليوم "فوقية الانتصار" وينسب أي استحقاق لمسيّراته وصواريخه، أما داخل مؤسسات الدولة فقد تحول هذا الجمهور الى حوت مالي كبير يملك مفاتيح الوزارات ولا يتأخر أي مسؤول حزبي بإصدار قرار عن الوزير او المستشار، ويمارس الحزب اليوم فائض قوته علنا بعد أن كان يوليها لبعض الشخصيات المسيحية أو المحسوبة على محوره. هذه الحالة تولد حالة معاكسة في الداخل اللبناني المبني في الاساس على نسيج طائفي مُعقد.

جاءت حادثة الطيونة لترفع من رصيد القوات داخل شارعها وتدفع بحزب الله والحركة الى التمسك أكثر بنظامهما السائد على الساحة الداخلية، في المقابل رفع حزب القوات رصيده في السنة الاخيرة بشكل كبير على حساب التيار والمرده وبعض قوى التغيير وانتصر جعجع في معركة تشتيت "التسونامي العوني".

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram