"لوتو" الرئيس: إذا مش الإثنين الخميس.. وتوقيع وثائق الترسيم الخميس

 

Telegram

 

تزدحم المحطات في الأسبوع الأخير من ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون، بدءاً من الجلسة الرئاسية الرابعة اليوم، وقد يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة رابعة هذا الأسبوع، مروراً بتوقيع اتفاق الترسيم في الناقورة، وصولاً إلى عودة نحو 6 آلاف نازح سوري، وانتهاءً بمغادرة عون القصر الجمهوري الأحد المقبل مبدئياً. ولكن، المحطة الأبرز التي تشغل أهل الحكم تتمثّل في محاولة تجاوز العقبات والصعوبات لتأليف حكومة جديدة. فهل ستنجح محاولات ربع الساعة الأخير، أم انّ نهاية الولاية ستشكّل بداية لمواجهة من طبيعة دستورية؟


لا نتائج متوقعة من الجلسة الرابعة لمجلس النواب اليوم لانتخاب رئيس جمهورية جديد، لأنّ لا توافق حصل بعد، لا على رئيس توافقي ولا حتى على رئيس من لون واحد او مستقل إن وجِد. وإن اكتمل نصاب جلسة اليوم فإنّ الأوراق البيض سيرتفع عددها، وربما نال المرشح ميشال معوض بضعة اصوات اضافية لا غير، فيما ستبقى اسماء بقية المرشحين مكتومة صوناً لها من الاحتراق، إلى حين نضوج طبخة التوافق على اي منها، والتي يبدو انّ موعدها قد يتجاوز موعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون في 31 من الجاري. فيما لاحت في الأفق مؤشرات إلى احتمال دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الكتل النيابية والسياسية إلى مؤتمر حوار، من اجل التوافق على إنجاز الاستحقاق الرئاسي، وذلك في حال تعذّر الاتفاق على الرئيس العتيد.

 

ولاحظت اوساط سياسية، انّ جلسات انتخاب رئيس الجمهورية اصبحت شبيهة بسحب اللوتو، «وإذا مش الاثنين، الخميس». وقالت لـ«الجمهورية»: «انّ دورات السحب الرئاسي ستطول على ما يبدو في انتظار الورقة الرابحة التي ستحمل جائزة الرئاسة الاولى إلى المرشح المناسب».

 

التأليف الحكومي

 

اما على جبهة التأليف فلم يطرأ اي جديد، فيما الوقت المتاح لتأليف الحكومة لم يبق منه سوى ايام معدودات. وعلمت «الجمهورية»، انّ الجديد في هذا المجال هو انّ رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، أبلغ الى المعنيين انّه مستعد للسير في التشكيلة الوزارية التي يقبل بها الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي، لكنه اشترط في المقابل ان لا يمنح الحكومة الثقة، الأمر الذي رفضه ميقاتي لأنّ الحكومة تكون في هذه الحال فاقدة الميثاقية، حيث انّ كتلتي نواب «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب» لن يمنحانها الثقة ايضاً.

وقالت مصادر مطلعة على الاتصالات، انّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي توسط لدى المعنيين، اطفأ محركاته في انتظار اجوبة الطرفين ليعاود وساطته.

وإلى ذلك، أكّد مطلعون على كواليس التفاوض حول تشكيل الحكومة لـ«الجمهورية»، أنّه «على الرغم من انّ الأمور تبدو مغلقة الّا انّها يمكن أن تُسوّى خلال وقت قصير، إذا تحسس المعنيون بحجم المخاطر التي ستنتج من تسلّم حكومة تصريف الأعمال صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة، والدخول في فوضى دستورية ومأزق سياسي حاد بعد 31 تشرين الاول».

وكشف المطلعون، «انّ العقبات الموجودة ليست مستعصية على المعالجة ويمكن تدوير زواياها عبر التحلّي ببعض المرونة. ولذلك فإنّ ولادة الحكومة تظل واردة حتى اللحظات الأخيرة من ولاية الرئيس ميشال عون».

موقف المعارضة

وقالت أوساط معارضة لـ«الجمهورية»، انّ «تأليف حكومة جديدة يشكّل مطلباً للثنائي «التيار الوطني الحر» و»حزب الله» فقط، فيما الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي غير متحمِّس لحكومة الهدف منها إدخال التيار وزراء مشاكسين خلافاً للانسجام المقبول داخل حكومة تصريف الأعمال. ومن الواضح انّ ميقاتي يستثمر في عامل الوقت الذي يعمل ضدّ ساعة العهد، من أجل ان ينتزع منه تنازلات تقود إلى حكومة مقبولة لا استفزازية، وباستطاعة الرئيس المكلّف تمريرها من دون إحراج داخل بيئته أولاً وعمقه السعودي ثانياً».

وفنّدت الأوساط المعارضة أربعة أسباب وراء إصرار «التيار الوطني الحر» على تأليف حكومة جديدة:

ـ السبب الأول، لأنّه عندما أثار عون إشكالية الحكومة منذ نحو سنة تقريباً كان يرمي إلى استخدامها للضغط على حليفه «حزب الله» من أجل خروجه من التردُّد وحسم موقفه بتبنّي ترشيح باسيل، إذ عندما تألفّت حكومة ميقاتي كان هناك شبه اقتناع بصعوبة تأليف حكومة بعد الانتخابات النيابية، ولم يوقِّع عون مراسيم تأليف هذه الحكومة سوى بعد ان ضَمَن حصته على أكمل وجه، والدليل دعوة باسيل وزراء التيار في حكومة تصريف الأعمال إلى اجتماع للاتفاق على خطة مواجهة في حال لم تتألّف حكومة جديدة، وبالتالي لا مبرِّر لعدم تسلُّم حكومة تصريف الأعمال صلاحيات رئيس الجمهورية سوى انّ العهد حشر نفسه في موقفه، ولم يعد في استطاعته التراجع عنه.

- السبب الثاني، لأنّ الرئيس المكلّف نجح في استمالة بعض وزراء الرئيس، فيما لدى العهد ملاحظات على البعض الآخر الذي إما يسوِّق نفسه لرئاسة الجمهورية، وإما لا يشاكس ميقاتي كما يُطلب منه، وبالتالي يريد توزير من يكون رأس حربة ويواجه رئيس الحكومة عند كل منعطف وقرار تنفيذاً لرغبة من وزّره.

- السبب الثالث، لأنّ العهد يريد الحكومة الجديدة منصّة سياسية متقدّمة في معركته الرئاسية، بدءاً من وضع يده على سلّة من التعيينات، وصولًا إلى خوض معركة رأي عام من داخل الحكومة من خلال تسليط الضوء على دور باسيل، خصوصاً انّه يقترب أكثر فأكثر من ترشيح نفسه، بعد ان أعلن صراحة رفضه «السير برئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، «لأنّ هناك اختلافاً في الفكرة الإصلاحية وحول بناء الدولة وفي الفكر السياسي الأساسي، وهذا موضوع لا يعنيني شخصياً بل يعني الناس الذين منحونا ثقتهم». كما أعلن باسيل صراحة «رفض تعديل الدستور بهدف انتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية»، وتوجّه إلى الكتل النيابية قائلاً: «لا تدعونا نغيِّر رأينا» وهذا يعني فتح الباب أمام احتمال إعلان ترشيحه.

- السبب الرابع، معنوي، لأنّ جمهور «التيار الوطني الحر» محبط بعد ولاية رئاسية فاشلة خرج منها رئيسه أضعف بكثير مما دخلها، ويخرج منها غير قادر على إيصال باسيل خلفاً له واستمرارية لنهجه، وبالتالي تأتي الحكومة كتعويض معنوي بأنّه في آخر أيام العهد ما زال قادراً على التغيير والفعل والتأثير.

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يستجيب ميقاتي لمساعي «حزب الله» وضغوطه سعياً إلى إخراج حليفه من القصر الجمهوري معززاً ومكرماً؟ وفي الإجابة يجب التمييز بين التجاوب والانتحار، فقد يتجاوب ضمن المعقول وتأليف حكومة متوازنة، ولكنه لن ينتحر في سبيل عهد في أيامه الأخيرة لتأليف حكومته الأخيرة في حياته.

وأما مسايرة «حزب الله» للعهد في تأليف الحكومة، فترمي إلى قطع الطريق على خطوات قد يلجأ إليها عون وتُدخل البلاد في انقسام جديد، وهذه المرة من طبيعة دستورية، خصوصاً انّ باسيل واصل تهديده، مؤكّداً أنّه «إذا لم تتشكّل حكومة جديدة فنحن ذاهبون إلى أبعد من فوضى دستورية واجتماعية». وبمعزل عمّا إذا كان هذا الكلام وغيره هو مجرّد كلام للكلام، وصاحبه غير قادر على ترجمته على أرض الواقع، كون دستور الجمهورية الأولى عندما كان العماد عون رئيساً لحكومة انتقالية في العام 1988 يختلف عن دستور الجمهورية الثانية في ظلّ وجوده اليوم في القصر الجمهوري. إلّا انّه لا يبدو انّ «حزب الله» سيجازف ويترك البلاد بلا حكومة، على رغم إدراكه انّه سيتمّ التعاطي مع اي إجراء يتخذه الرئيس عون كوجهة نظر سياسية وليس كقرار دستوري ملزم.

تحرّك سعودي- أممي

من جهة ثانية، وعلى صعيد التحرّك السعودي حيال لبنان، أفادت وزارة الخارجية السعودية، أنّ وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية عادل الجبير، التقى المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا. وأكّدت أنّه «جرى خلال اللقاء عرض لآفاق التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات والتطورات في لبنان، والجهود الدولية المبذولة في هذا الشأن».

وفي وقت سابق، ذكرت الوزارة، أنّ «نائب وزير الخارجية السعودية وليد الخريجي، التقى فرونتسكا، وعرضا لوجوه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، بالإضافة إلى البحث في التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».

إلى ذلك، بثت قناة «LBCI» أنّ السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، زار فرنسا في اليومين الماضيين، لتوقيع ثلاث مذكرات لبدء المرحلة التنفيذية الثانية من مشروع الصندوق السعودي ـ الفرنسي المشترك الخاص بلبنان.

توقيع الترسيم

على صعيد ترسيم الحدود البحرية، وفي سلسلة خطوات سبقت الزيارة المنتظرة للموفد الاميركي إلى مفاوضات الترسيم عاموس هوكشتاين يوم الاربعاء إلى لبنان واسرائيل، ظهرت إلى العلن سلسلة الخطوات التمهيدية التي استعجلتها إسرائيل لموافاته، فقدّمت المحكمة العليا اجتماعها الذي كان مقرّراً الخميس المقبل، الموعد المحتمل للتوقيع على الاتفاق، فرفضت في قرارها بالإجماع، الالتماسات المعترضة على اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، مؤكّدة إجازة المشروع.

وقالت المحكمة العليا - وهي أعلى جهة قضائية في إسرائيل - في نهاية جلسة الاستماع في شأن الالتماسات التي تقدّم بها عضو الكنيست من حزب «الصهيونية الدينية» اليميني المتشدّد إيتمار بن غفير ومنظمات يمينية أخرى، والتي سألتها «ما إذا كان في إمكان حكومة انتقالية كمثل حكومة يائير لابيد توقيع مثل هذا الاتفاق في وقت قريب جداً من الانتخابات، وما إذا كان ينبغي تطبيق القانون الأساسي للاستفتاء عليها، وما إذا كان ينبغي تقديمه إلى الكنيست للموافقة عليه.

وفي السياق، قال خبراء دستوريون اسرائيليون، انّ قرار المحكمة يسمح للحكومة ان تجتمع في الساعات المقبلة للموافقة على «المخطط النهائي للاتفاق» الذي سيُوقّع الخميس في الناقورة، حيث ستجري «مراسم التوقيع على الاتفاق».

هوكشتاين في بيروت الاربعاء

وبناءً على ما تقدّم، قالت مصادر عليمة لـ«الجمهورية»، انّ هوكشتاين سيصل الى بيروت بعد غد الاربعاء لتسليم الجانب اللبناني الوثائق النهائية للتفاهم الذي يستعد ممثلون من لبنان واسرائيل لتوقيعه في اليوم التالي الخميس في مقر قيادة قوات «اليونيفيل» في الناقورة، بعدما استُكملت الترتيبات الحكومية لدى البلدين.

وقالت المصادر، انّ لبنان ينتظر قبل هذا الموعد رسالة من هوكشتاين، يبلغه فيه مستوى أعضاء الوفد الاسرائيلي الذي سيُكلّف التوقيع، ليشكّل وفده بطريقة متناسقة ومستوى التمثيل الإسرائيلي.

وفي وقت لاحق من مساء أمس، نقلت قناة «العربية» عن هوكشتاين، تأكيده انّ «توقيع اتفاق ترسيم الحدود سيتمّ الخميس».

غانتس

وفي السياق، قال وزير الدفاع بيني غانتس، إنّ قرار المحكمة العليا سيسمح لنا بالمضي قدمًا في الاتفاق المهم بشأن الحدود البحرية مع لبنان في الأيام المقبلة». وأضاف أنّ «موعد استحقاق الاتفاق القريب من الانتخابات غير مرغوب فيه، لكنه ضروري. وهذه اتفاقية جيدة وصحيحة، ولها آثار أمنية وسياسية واقتصادية إيجابية على المنطقة بأكملها».

الترسيم مع سوريا

وفي معلومات «الجمهورية»، انّ مسلسل الأحداث المتعلقة بترسيم الحدود الجنوبية سيقود حتماً الوفد اللبناني الى مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وسوريا إلى زيارة دمشق يوم الجمعة المقبل. وكانت المعلومات الرسمية قد اكّدت انّ عون أبلغ الى نظيره السوري بشار الأسد خلال الاتصال بينهما قبل ايام، أن وفداً رسميًّا لبنانيًّا يضمّ كلاً من نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ووزيري الخارجية عبدالله بوحبيب والاشغال علي حميّة والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم وأعضاء من هيئة قطاع الطاقة وتقنيين معنيّين، سيزور دمشق للبحث في آلية استئناف البحث في هذا الملف، بعد توقف المفاوضات لسنوات عدة.

مواقف

وفي المواقف من التطورات خلال عطلة نهاية الاسبوع توجّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد من بكركي الى «السادة النواب والكتل النيابية الذين تتكلمون وتعملون من أجل الشغور أو الفراغ في سدّة الرئاسة» قائلا: «قولوا لنا من أين تستنبطون هذا الحق، وتبرّرون مخالفتكم الخطيرة والسافرة للدستور؟ هل نيابتكم وكتلكم وجدت للتعطيل؟» واضاف: «من يدقق في تحرّكات عدد من النواب أثناء الجلسات النيابية الأخيرة، يكتشف فوراً أنّهم في مسرحية لا تخلو من المزاجية عوض أن يكونوا في احتفال سعيد يقدّمون من خلاله للبنان رئيساً مقبولاً من اللبنانيين بعد طول أحزان وأزمات. قلت رئيساً مقبولاً يكون رجل دولة، لا رجل سياسة لا تعنيه إلّا مصالحه الخاصة على حساب الخير العام».

وسأل: «هل من خيانة تجاه الوطن أكثر تعطيلاً من تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية؟ وهل من طريق مصوب نحو انقسام الوطن أكثر من الشغورِ الرئاسي؟». وقال: «إنّ المؤتمر الدولي الخاص بلبنان الذي دعونا إليه يختلف كلياً عن مشاريع المؤتمرات والندوات التي تبتدعها هذه الدول لا لخدمة لبنان، بل لتجميل علاقاتها ببعض دول المنطقة. إنّ مصير لبنان يقرّره اللبنانيون بمساعدة الأمم المتحدة. نحن دعونا إلى مؤتمر من أجل تطبيق اتفاق الطائف نصاً وروحاً، وسدّ الثغرات الناتجة في الدستور، وتصحيح اختلال النظام الديموقراطي في ممارسة الحكم، وإعلان المحافظة على حياد لبنان وتحييده، وإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين».

ودعا شيخ العقل لطائفة الموحّدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى خلال جولة له في الجبل الى «مواجهة التحدّيات الراهنة بالوحدة الوطنية وجمع الشمل الداخلي ووحدة الصف لتجاوز الصعوبات التي أنهكت بلدنا، والى المزيد من التماسك الروحي والوطني العام وتضافر الجهود المشتركة كل في موقعه، للحفاظ على الوطن وصون قيمه الاجتماعية والوحدوية وغنى تنوعه»، مشدّداً على «احترام القوانين الدستورية لإنجاز الاستحقاقات المطلوبة لكي يبقى الأمل بنهوض بلدنا وعودته الى دوره الرسالي».

واكّد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأورثوذكس المطران الياس عوده في عظة الاحد امس، أنّ «النزاع السياسي والتنافس على اغتنام الفرص من أجل تحقيق المصالح والسجالات العقيمة أوصلتنا إلى هذا الاهتراء في المؤسسات والأخلاق وفي الحياة». وقال: «يعود الحديث عن إمكانية الوصول إلى الشغور في سدّة الرئاسة وكأنّه أمر مقبول، وهذا الوضع إن دل على شيء فعلى تقصير المجلس النيابي». وأضاف: «ماذا يمنع انتظام الحياة الديموقراطية وسيادة الدستور على الحياة السياسية وتداول السلطة في الأوقات المحدّدة دون تأخير أو تعطيل؟». وختم: «مؤسف التسليم بالفراغ والتهديد بما هو أبعد من الفوضى الدستورية والاجتماعية، وإن كان النواب يعون خطورة الوضع فليغلقوا على أنفسهم في قاعة المجلس ولا يخرجوا منها قبل انتخاب رئيس».

واعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان، أنّ «البلد في مأزق سرطاني وتفريغ المؤسسات الدستورية انتحار، وانتخاب رئيس جمهورية ضامن للمصالح الوطنية ضرورة إنقاذية للبنان، وانّ الحل يجب أن يكون عبر مطبخ المجلس النيابي، والبلد لا يتحمّل كتلاً نيابية صماء». واعتبر انّ «لبنان في مأزق تاريخي ويحتاج إلى خيارات نيابية تاريخية، والوقوف بنصف الطريق انتحار، وهنا أقول: البلد في ظروفه الحالية يكفيه «الطائف» ولا يحتاج إلى طائف جديد، كما لا يتحمّل مؤتمرات تشاورية ومطابخ دولية ووصفات مسمومة جديدة، وترك البلد بلا رئيس مغامرة كبيرة».

انخفاض الدولار

وعلى الصعيد المالي، فاجأ حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة اللبنانيين امس بقرار اعلن فيه انّ مصرف لبنان سيتوقف عن شراء الدولار ويستمر في بيعه عبر منصة «صيرفة». هذا القرار الذي جاء بالتزامن مع اشاعات كانت تملأ الاسواق، مفادها انّ سعر صرف الدولار سيهبط بالتزامن مع مغادرة رئيس الجمهورية ميشال عون قصر بعبدا، فعل فعله بسرعة قياسية، وسجّل الدولار هبوطاً عمودياً من 40,500 ليرة، إلى ما دون الـ36 الف ليرة للدولار الواحد. هذا الهبوط حصل بعد أقل من ساعة واحدة على القرار، مما دفع الى طرح الاسئلة الآتية:

اولاً- من هي الجهات التي عمدت إلى بيع الدولار في نهاية يوم العطلة (الأحد)؟

ثانياً- من هي الجهات التي اشترت الدولارات في العطلة؟

ثالثاً- لماذا تعمّد مصرف لبنان إصدار القرار يوم الأحد، وأعطى نفسه مهلة اضافية للبدء في تنفيذ القرار حتى صباح الثلثاء؟

رابعاً- ما علاقة انتهاء ولاية عون بهذا الموضوع؟

في الإجابة عن الاسئلة تكمن اكثر من قطبة مخفية. إذ يصعب الاعتقاد انّ المواطن هو من سارع إلى بيع دولاراته، خلال ساعة من الزمن، ويصعب اكثر الاعتقاد انّ مواطناً آخر قرّر شراء الدولار. ما جرى انّ رهانات التسعير تمّت بين مراكز المضاربة، بحيث انّ من يريد ان يبيع عرض سعراً، ومن هو مستعد للشراء عرض سعراً آخر، وفق تقديرات او معلومات حول السقف الذي سيستقر عليه الدولار بعد البدء بتنفيذ القرار صباح غد الثلثاء.

وفي الموازاة، وبما أنّ مصرف لبنان معفي من تنفيذ قراره حتى صباح غد الثلثاء، فهذا يعني انّه سيكون قادراً على شراء الدولارات على السعر المنخفض طوال يوم الاثنين. ومع الأجواء السائدة، سيكون هناك عدد كبير من المواطنين الذين سيتهافتون صباح اليوم على بيع دولاراتهم قبل ان تهبط الاسعار اكثر...

أما في ما يتعلق بالرابط بين هبوط الدولار ونهاية العهد الرئاسي، فيبدو انّ توقيت القرار يهدف إلى نفي الاشاعات التي كانت تقول انّ سلامة سيعمد الى خفض الدولار فور مغادرة عون قصر بعبدا، للإيهام بأنّ رحيل الرئيس أراح الاسواق. وبالتالي، جاء توقيت القرار لينفي هذا التوجّه، بحيث انّ هبوط الدولار سيتمّ قبل نهاية الولاية، بل انّ عون سيغادر في ظل دولار متراجع نسبياً. وكان صدر عن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بيان جاء فيه:

«بناءً على المادتين 75 و83 من قانون النقد والتسليف سيقوم مصرف لبنان ومن خلال منصة SAYRAFA ببَيع الدولار الأميركي حصرًا إبتداءً من يوم الثلاثاء القادم، علماً انّه لن يكون شاريًا للدولار عبر منصة SAYRAFA من حينه وإلى إشعار آخر.

وكما نَصّ عليه التعميم 161 يستمر دفع معاشات القطاع العام بالدولار الاميركي، ومن ناحية اخرى تستمر سحوبات الـ 400 $ لأصحاب الحسابات المصرفية، كما انّه يستمر العمل بالتعميم 151 والتعميم 158 وأيضاً يتمّ الدفع بالدولار.

الطرقات.. تغرق

حوّلت الامطار الغزيرة التي تساقطت مساء أمس طرقات لبنان الى بحيرات ومستنقعات، وقد تسببت السيول بزحمة سير في العديد من المناطق.

وفي السياق، شهد الأوتوستراد الساحلي من بيروت باتجاه جونيه وبالعكس، زحمة سير خانقة بسبب تراكم مياه الأمطار، وقد ناشدت القوى الأمنية المواطنين تجنّب المرور عليه للتخفيف من الازدحام.

وبقي السير متوقفاً كلياً بسبب برك المياه التي سببتها الأمطار الغزيرة وحوادث السيارات في أكثر من مكان على المسرب الشرقي لأوتوستراد الضبية نهر الكلب، وبعد ساعات من الانتظار ناشد المواطنون الجهات المعنية من قوى أمن وبلديات العمل على معالجة الوضع.

وتوقفت حركة السير نهائياً على طريق عام النبطية - مرجعيون عند محلة الخردلي، حيث ادّت زخات المطر التي هطلت في الساعات الاولى من مساء أمس الى انزلاق السيارات والشاحنات والى تسرّب مادة المازوت على الطريق.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram