افتتاحيات الصحف ليوم السبت 22 تشرين الأول 2022

افتتاحيات الصحف ليوم السبت 22 تشرين الأول 2022

 

Telegram

 

افتتاحية جريدة البناء


عملية يمنية نوعية في حضرموت ترسم معادلة الهدنة: فك الحصار أو اشتعال الممرات المائية مساعي تشكيل الحكومة لن تتوقف رغم التعقيدات أمام خطر الفراغ والانقسام حول الحكومة السفير السوري: النازحون راغبون بالعودة وسورية جاهزة لاستقبالهم والمانع موقف غربي


انشغلت الأوساط الدولية والإقليمية التي تعيش ذعر تدفق الطاقة بالمشهد اليمني الجديد، بعد العملية النوعية اليمنية، التي شكلت تحذيراً من المماطلة في مفاوضات تجديد الهدنة بشروط سبق التعهد بها وبقيت دون تنفيذ، وفي مقدمتها صرف رواتب الموظفين، ووضع ثروات اليمن النفطية في خدمة اليمنيين، وفك الحصار عن مطار صنعاء وميناء الحديدة، لتأمين تدفق الغذاء والدواء والمحروقات، والعملية التحذيرية التي استهدفت تحميل النفط في ميناء ضبة في حضرموت عبر طائرات مسيرة حملت رسالة الى المجتمع الدولي والقوى الإقليمية بأن ممرات الملاحة الدولية والمضائق المائية التي تشكل ممرات إجبارية لتدفق الطاقة من الخليج الى أوروبا، تقع تحت النار ما لم تؤخذ مطالب اليمنيين في الاعتبار ويتم التعامل معها بالجدية والمسؤولية اللازمتين.

في لبنان توقعات جامعة بعدم نضج المواقف نحو تعديل في وجهة جلسات الانتخاب الرئاسية، تغير المشهد في جلسة الاثنين المقبل، وعلى خلفية هذا الاستعصاء قلق من مشهد الفراغ، مع انقسام مؤكد حول الحكومة المستقيلة ومدى أهليتها لتولي صلاحيات رئيس الجمهورية، في ظل قرار بات معلناً من التيار الوطني الحر بمقاطعة الحكومة عبر وزرائه ومن يتضامن معهم. وهذا يعني استحالة توقيع اي مراسيم، وكل المراسيم تحتاج الى توقيع رئيس الجمهورية، وتحتاج بالتالي إلى توقيع كل الوزراء، وبغياب هذه التواقيع لن تصدر مراسيم، بما في ذلك تلك الروتينية التي كان يكفي لصدورها توقيع كل من رئيسي الجمهورية والحكومة ووزير المالية والوزير المختص. والقلق من خطورة الفراغ في ظل الانقسام حول الحكومة وما يعنيه من شلل عام في مؤسسات الدولة، دفع المعنيين بمساعي تذليل العقبات من أمام التفاهم على ولادة حكومة جديدة يؤكدون أن مساعيهم ستستمر حتى النجاح بتأمين توافق رئاسي على الحكومة الجديدة، وفي مقدمة هؤلاء المعنيين المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، بدعم من رئيس مجلس النواب نبيه بري، وحزب الله، مع إشارات من المصادر المتابعة إلى أن حجم التعقيدات التي تعيق التوصل الى التفاهم رغم كونها كبيرة، لا توحي بأن لا حكومة، لأن الجميع يعرف التبعات والمخاطر.


في ملف عودة النازحين السوريين الذي يشهد تحركاً الأسبوع المقبل عبر عودة قوافل تضم ستة آلاف نازح، كلام للسفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي بعد زيارته لوزير الخارجية عبد الله بو حبيب، قال فيه إن لبنان وسورية متفقان على ملف العودة، وعلى حقيقة رغبة النازحين بالعودة، وحقيقة أن سورية جاهزة لاستقبال أبنائها، مضيفاً أن العقبة تتمثل بموقف غربي يضع الدعم المالي المشروط لبقاء النازحين.


وعلى مسافة عشرة أيام بالتمام والكمال من نهاية ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، تنصبّ المشاورات واللقاءات التي يجري بعضها في الإعلام وبعضها الآخر بعيداً عنه، على إنقاذ الحكومة القابعة في غرفة العناية الفائقة وإخراجها الى النور قبل وقوع المحظور الدستوري والاشتباك الطائفي المتوقع والذي يهدّد به رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إن دخلنا الشغور الرئاسي بحكومة تصريف الأعمال الحالية.


واستكمالاً للقاءات اليومين الماضيين، سُجلت أمس زيارة للمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الى عين التينة، والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري.


ولفتت مصادر قناة «المنار» الى أن «اللقاء بحث بأكثر من استحقاق سياسي من بينها تأليف الحكومة، وأطلع اللواء إبراهيم الرئيس بري على نتائج اللقاءات التي حصلت خلال اليومين الماضيين لا سيما بين اللواء إبراهيم والحاج وفيق صفا وبين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ولقاء إبراهيم مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي».


وكشفت المصادر أن اللقاءات الأخيرة حققت تقدماً لكنها عادت وتوقفت عند عقدة جديدة أبعد من وزير هنا ووزير هناك، بل تكمن بمنح التيار الوطني الحر الثقة للحكومة، وشددت المصادر على أن المساعي لحل الازمة الحكومية ستستمر حتى تحقيق الهدف وقد تتألف الحكومة بأي لحظة إذا توافرت إرادة التأليف لدى الأطراف المعنية.


وعلمت «البناء» أن حزب الله كثف جهوده في الساعات الأخيرة باتجاه التيار الوطني الحر والرئيس ميقاتي لملاقاة جهود اللواء إبراهيم مع باسيل، لمحاولة تذليل عقدة الثقة النيابية لكون باسيل أعلن صراحة بأنه حتى لو لبى ميقاتي مطالبه فلن يمنح حكومته الثقة.


كما علمت «البناء» بحصول لقاء بين إبراهيم وميقاتي خلال الساعات الماضية وكذلك اتصالات متعددة بين ميقاتي والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل.


إلا أن أوساطاً مطلعة على المشاورات الحكومية أكدت لـ»البناء» أن «المساعي والوساطات بين ميقاتي وباسيل ستستمر حتى آخر يوم ولاية الرئيس عون، وهناك متسع من الوقت والحكومة ستولد في نهاية المطاف وخلال أيام إن نجحت محاولة تذليل عقدة الثقة وتم التنازل من الطرفين اللذين يدركان مخاطر وتداعيات الفراغ الحكوميّ في فترة الشغور الرئاسي».
واشار المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي حسن خليل في تصريح الى أن «الوقت يضيق للأسف والقرار في موضوع تشكيل الحكومة لا زال متوقفاً عند بعض العقد الشخصية والمصالح الضيقة على حساب المصلحة الوطنية العليا، وللأسف لا نستطيع الحديث بجدّية عن إمكانية تشكيل الحكومة في الوقت الراهن لا سيما بظل غياب الارادة الجدية في هذا المجال».


في المقابل أشارت أوساط التيار الوطني الحر لـ»البناء» الى أن التيار منفتح على أيّ حل يُراعي تمثيل المسيحيين في حكومة ستنتقل إليها صلاحيات رئيس الجمهورية وستدير البلد لفترة قد تمتدّ لأشهر وربما أكثر، وبالتالي لا يمكن لرئيس حكومة اختصار هذا التمثيل المسيحي بشخصه بحكومة غير أصيلة وفاقدة للشرعية وستفقد الميثاقية مع تجميد وزراء التيار الوطني الحر حضورهم للجلسات الحكومية ولجلسات اللجان الوزارية حتى شلّ عمل الحكومة بشكل تام. وقد حذرت الأوساط من اجتماع الحكومة في ظل غياب الوزراء المحسوبين على رئيس الجمهورية والتيار. وتساءلت: لماذا يسمح لميقاتي والرئيس بري ورئيس الاشتراكي وليد جنبلاط بتغيير ما يريدونه من الوزراء، ولا يسمح لرئيس الجمهورية بتغيير الوزراء المسيحيين طالما تم الاتفاق على تغيير 3 وزراء مسيحيين مقابل 3 مسلمين؟


وإذ تشير الأوساط أن «التيار لن يمنح الثقة لحكومة لن تستطع إنجاز شيء في ظل السياسات التي ينتهجها رئيسها وأغلب الوزراء فيها، لكن إصراره على تمثيل المسيحيين فيها ينطلق من مبدأ الشراكة في السلطة التنفيذية في فترة الفراغ».
وأفادت المعلومات بأن باسيل عقد اجتماعاً لوزراء تكتل التيار ورئيس الجمهورية حضره عبدالله بوحبيب ووليد فياض وعصام شرف الدين الذي أكد حصول اللقاء، بغياب الوزيرين وليد نصار وهكتور حجار، وأبلغ باسيل الوزراء بأن عليهم مقاطعة جلسات المجلس ولجانه حتى شلّه كلياً، مؤكداً أن الحكومة لن تستطيع أن تجتمع بعد 31 الحالي، كما نقل عنه قوله إنه لن يدع ميقاتي يتهنى بصلاحيات رئيس الجمهورية.


وتردّد أن الرئيس عون وقبل نهاية ولايته سيوقع مرسوم استقالة الحكومة، ليفقدها دستوريتها. لكن مراجع دستورية تشير الى أن الحكومة بهذه الحالة ستعتبر مستقيلة وغير شرعية ودستورية وميثاقية لكنها قائمة ويمكنها ممارسة أعمالها بالحدود الضيقة جداً لتصريف الأعمال انطلاقاً من مبدأ عدم وجود فراغ في الحكم.


وإذ ينتقل التيار الوطني الحر الى صفوف المعارضة في 31 الحالي، أكد عون أمام زواره في بعبدا أنه سيكمل مسيرته بعد انتهاء ولايته «حيث سيكون العمل بعدما أخرج من القصر أفضل».


وطالب الوكيل الشرعي العام للسيد علي الخامنئي في لبنان، عضو شورى «حزب الله» الشيخ محمد يزبك من بعلبك، بـ»الإسراع بتشكيل الحكومة ذات صلاحيات تخولها القيام بالمهام إذا لم يتم التوصل إلى انتخاب رئيس. وقد ضاق الوقت، وضاقت أنفاس الناس، وتكفينا معاناة الواقع المعيشي والدولار ومستلزماته، والحصار الأميركي وجناياته».


واعتبر يزبك أن «جلسات المجلس النيابي ما زالت تتكرّر، ومن دون بركة انتخاب رئيس للجمهورية، نظراً للانقسام وعدم التوافق. ولا يمكن لأي كتلة أو جماعة، ولو حظيت بالدعم من السفارات ومن وراء البحار، ان تفرض رئيساً يقدم على أنه صنع في لبنان». ورأى أن «المطلوب من نواب الشعب التوافق على الشخصية القوية الممثلة لمشروع لبنان القوي بشعبه وجيشه ومقاومته، ولا رجوع الى الخلف، فقد ولت نظرية قوة لبنان في ضعفه واستسلامه».


في المقابل وقبيل يومين من الجلسة الرابعة للمجلس النيابي لانتخاب الرئيس، واصل رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع تصويبه على تكتل قوى التغيير لتحميله مسؤولية الفشل بتأمين أكثرية للمرشح النائب ميشال معوض رغم علم جعجع بأن معوض لن يحصد الأكثرية في ظل التوازن النيابي الذي أظهرته نتائج الجلسات الثلاث، ما يخفي أهدافاً ومناورات سياسية للقوات خلف هذا التصويت لمعوض.


واعتبر جعجع أن «من يحرقون أصواتهم يساعدون بفعلتهم هذه من يسعون إلى تعطيل الانتخابات الرئاسيّة بالنجاح في مسعاهم».


وتوقع مصدر نيابي لـ»البناء» أن يتكرر سيناريو الجلسة الماضية في جلسة الاثنين المقبل، بانتظار بلورة المشهد في المنطقة ونضوج التسوية في لبنان والمرتبطة بملفات عدة في المنطقة أبرزها استكمال ملف الترسيم والانتخابات النصفية الأميركية ومصير التفاهم النووي الإيراني في ضوء العلاقات المتردية بين السعودية والإدارة الأميركية. مرجحة أن تنعكس التطورات بعد الانتخابات الأميركية في 8 الشهر المقبل إيجاباً على الوضع اللبناني، ويجري انتخاب رئيس خلال الشهور الثلاثة المقبلة.


في غضون ذلك، أكد مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية أن «ما تحقق على صعيد ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، هو نتيجة قرار لبناني يعكس وحدة الموقف الوطني وحصيلة مفاوضات شاقة وصعبة قادها الفريق اللبناني المفاوض مع الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين بحنكة وصلابة واصرار، دفاعاً عن حقوق الدولة اللبنانية في ثروتها المائية والنفطية والغازية ولم يقدّم لبنان خلال المفاوضات اي تنازلات، ولا خضع لأي مساومات او مقايضات او «صفقات» او إرادات دول خارجية. بل بالعكس فإن الكثير من الدول الشقيقة والصديقة أيّدت الموقف اللبناني ووضعت إمكاناتها بتصرفه».


وعشية عودة الوسيط الاميركي الى بيروت الأسبوع المقبل، لتوقيع التفاهم على ترسيم الحدود الاقتصادية، تقدم نواب تكتل القوات بعريضة إلى الرئيس بري طالبين «عرض اتفاقية ترسيم الحدود البحرية الجنوبية المنوي إبرامها على مجلس النواب بھیئته العامة لمناقشتھا، والتصویت علیھا قبل إبرامھا أصولاً، عملاً بأحكام الفقرة الأخیرة من المادة ٥٢ من الدستور.
وأعلن السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، في تصريح بعد لقائه وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، في زيارة وداعية بمناسبة انتهاء مهامه الديبلوماسية في لبنان، أن «أكثر من 89 بالمئة من النازحين يريدون العودة وفق استطلاعات الأمم المتحدة»، مشدداً على أن «سورية قدمت كل التسهيلات، بما فيها قانون العفو عن الارهاب الذي لم يصل الى القتل؛ وهذا اقصى درجات التسهيل، وأتوقع ان سورية ولبنان سيكونان امام تعاون اكبر، ونرجو ان يكون التعافي اكبر، والعالم بأزماته التي تعصف به الآن يجب ان نجد قواسم مشتركة بيننا، لان ذلك يساعد سورية ولبنان ويساعد الشعب الذي عائلاته مشتركة».


وعن العقبة التي تحول دون عودة النازحين، قال: «العقبة سماها لبنان الذي قال إن الضغوط الاوروبية والدول المانحة او التي تسيطر على المراكز هي التي تحاول شيطنة العودة وتثبيط همة السوريين وإثارة مخاوفهم رغم انه من مصلحة السوريين العودة ومصلحة سورية عودة أبنائها».


وأثنى السفير، على «الموقف الذي يجسده بو حبيب والوزراء الآخرون والحكومة، وخصوصاً الرئيس عون، تجاه عودة النازحين الى سورية وبالتالي مواجهة الضغوط التي تحاول قلب الحقائق، السوريون يريدون العودة وسورية في أمان اكثر مما هم في لبنان، وبالتالي المساعدات التي تُقدم للسوريين في لبنان إذا ما قُدمت لهم داخل سورية يكون تشجيعاً وتصبح أضعاف قوتها في داخل سورية، خصوصاً أن الدولة قدمت لهم كل التسهيلات وكل ما يشجعهم على العودة».

===========================================================================================

افتتاحية جريدة الأخبار


سبعة مصارف: إما سيولة جديدة أو تصفية؟


قالت مصادر مطلعة إن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ينوي حسم بعض الملفات المصرفية سواء كانت المصارف المعنية محالة إلى الهيئة المصرفية العليا، أم أنها تعاني من قصور ومؤشرات سلبية في السيولة. وبصفته حاكماً لمصرف لبنان وولياً على لجنة الرقابة على المصارف، ورئيساً للهيئة المصرفية العليا، يمكنه أن يقرّر إحالة أي مصرف إلى الهيئة، ويمكنه أيضاً أن يفرض القرار الذي يلائمه فيها. لذا، تشير المصادر إلى أن القرارات التي يتحدّث عنها سلامة تتراوح بين تعيين مدير مؤقّت عليها لتصفيتها، أو إمهالها فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز أسبوعين لتسوية أوضاعها قبل اتخاذ قرار بتعيين مدير مؤقّت عليها.

حتى الآن، لم يتّضح بشكل حاسم إذا كانت الهيئة قد أصدرت أي قرار بشأن الملفات الخمسة المعروضة أمامها، وهي: فدرال بنك لبنان، بنك الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الاعتماد المصرفي، بنك البركة، بنك الاعتماد الوطني. هذه المصارف تعاني من مشاكل متعدّدة، لكنها تعاني من أزمة سيولة محورها الأساسي المؤونات بالعملات الأجنبية المترتبة عليها، والمراكز السلبية بالعملات الأجنبية وقدرتها على تغطية هذه المراكز. المراكز تعني أن هذه المصارف اشترت دولارات لا تملكها ولم يعد بإمكانها الحصول عليها من إيراداتها الضعيفة، بالتالي بات يترتب عليها أن تغطّيها عبر زيادة في رأس المال. والمؤونات هي المبالغ التي ستخصّصها المصارف من رأسمالها لتغطية خسائر مترتّبة عليها من سندات اليوروبوندز، أو من توظيفاتها لدى مصرف لبنان، أو من قروض القطاع الخاص. يمكن أن تكون لدى هذه المصارف خسائر إضافية من محاور أخرى، إنما المهم كيف سيتم التعامل محاسبياً مع هذه الخسائر في ظل تعددية أسعار الصرف؟ وهذا الأمر الذي يثار اليوم على اعتبار أن المصارف لا يمكنها زيادة رساميلها إذا كانت خطّة الحكومة ستذيب كل الرساميل منذ الآن. فهل هناك أي ضمانة بألا يتم استعمال الزيادة على رأس المال، في إطفاء الخسائر؟


===================================================================================================

هوكشتين يحمل التواقيع قبل الجمعة... والقبارصة إلى بيروت بعدها


إذا لم يطرأ ما ليس في الحسبان، يفترض أن يشهد الأسبوع المقبل الخطوة الإجرائية الأخيرة في ملف التفاهم البحري بين لبنان وكيان الاحتلال. وبحسب البرنامج المعمول به حتى اللحظة، يفترض أن يتم التوقيع على الأوراق وإيداع نسخ منها لدى الإدارة الأميركية والأمم المتحدة. على أن ينطلق بعد ذلك برنامج العمل الجديد المتعلق بتصحيح الحدود البحرية بين لبنان وقبرص وترسيم الحدود البحرية بين لبنان وسوريا.

وعلمت «الأخبار» أن الرئيس ميشال عون أجرى قبل يومين اتصالاً بالرئيس السوري بشار الأسد، وناقش معه العلاقات الثنائية وملف ترسيم الحدود البحرية، واتفقا على تشكيل وفود رسمية من الوزارات والإدارات الرسمية في البلدين، لعقد اجتماعات في بيروت ودمشق من أجل التوصل سريعاً إلى اتفاق، خصوصاً أن نقاط النزاع ليست من النوع غير القابل للعلاج، وإن كانت تحتاج إلى نقاش تقني وقانوني. وأكد عون والأسد أن المباحثات اللبنانية – السورية حول ملف ترسيم الحدود ستتم من دون أي وسيط وأن ما يتفق عليه الطرفان سيتم توثيقه كمعاهدة بين بلدين ولا يكون شبيهاً في أي حال من الأحوال بما جرى مع إسرائيل، لا لناحية وجود وسيط أميركي أو حاجة إلى ضمانات أممية أو دولية ولا إلى تفاوض غير مباشر. وقد باشرت الجهات المعنية في البلدين إعداد الأوراق الخاصة بالإحداثيات والخطوط الخاصة بالمناطق الاقتصادية الخالصة لكلا الجانبين.

 

=============================================================================================


افتتاحية صحيفة النهار

تصعيد مريب في الصراع الحكومي يسابق الفراغ

يبدو انه يراد لطلائع الأيام العشرة الأخيرة من ولاية الرئيس #ميشال عون ان تشكل عامل إلهاء عن “جردات الحسابات” الموجعة للعهد الراحل من جهة وعنصر اذكاء لتصفيات سياسية يجري الباسها لبوسا دستورية من جهة أخرى. يبرز ذلك من خلال تصعيد في الملف الحكومي، في حين ان الخطر الأكبر المحيق بالبلاد يتمثل في الدفع الذي يكاد يكون “تآمريا” نحو الفراغ الرئاسي بدليل ان الجهات المتورطة علنا وضمنا في تعطيل الاستحقاق الرئاسي، لا تجد أي حرج في رفع الصوت والضغوط حيال الملف الحكومي بما يكشف نياتها واتجاهاتها تكرارا لاحداث الفراغ الرئاسي.

 

وفي الوقت الذي شهدت فيه الساعات الأخيرة احتداما حيال تطورات الملف الحكومي، لوحظ ان معالم تصعيد بين بعبدا والسرايا الحكومية ترافقت مع تقدم رئيس الجمهورية ميشال عون نحو “متراس الدفاع” الأخير عن نفسه وعهده في تبعات ما حل ب#لبنان من انهيار في عهده راميا التبعة في ذلك هذه المرة على كل الطبقات السياسية المتعاقبة منذ بدء عصر الطائف. وثمة من توقع ان تحفل الأيام الفاصلة عن نهاية الشهر الحالي بسجالات حارة للغاية بين العهد ومروحة واسعة جدا من خصومه من شأنها ان تستحضر كل الملفات الكارثية التي تحاصر البلاد علي خلفية رمي العهد تبعات الانهيار على جميع الاخرين فيما يحمله خصومه التبعة الأكبر في الانهيار. وفي الوقت نفسه سيتصاعد صراع اللحظة الأخيرة على محاولات تشكيل حكومة هي في الواقع تسوية ربع الساعة الأخير اذا قيض لها المرور من “خروم الشبك” في حين ان المناورات حيال السيناريو الذي قد ينشأ عن سقوط هذه التسوية الجاري العمل عليها بلغت ذروتها في الساعات الأخيرة. وتجلت هذه المناورات في اطلاق تهديدات منسوبة الى محور بعبدا والتيار العوني لا تكتسب أساسا أي أرضية دستورية مقبولة او صلبة ، فيما انبرت السرايا الى دفاع هجومي ردا عليها.


 

وتزامن تسخين الصراع الحكومي مع اعلان عون أنّه “سيُكمل مسيرته بعد انتهاء ولايته”، مشدّداً على أنّ “العمل بعدما أخرج من القصر سيكون أفضل”. واعتبر أنّ “الطبقة السياسية التي حكمت منذ 32 سنة أوصلت لبنان إلى ما هو عليه”.


 

بالتوازي، انبرى مكتب الاعلام في #رئاسة الجمهورية إلى الرد على الانتقادات المتصاعدة في ملف الترسيم فاعتبر أن “ما تحقق على صعيد ترسيم الحدود البحرية الجنوبية هو نتيجة قرار لبناني يعكس وحدة الموقف الوطني وحصيلة مفاوضات شاقة وصعبة قادها الفريق اللبناني المفاوض مع الوسيط الأميركي” وشدد على ان “لبنان لم يقدم خلال المفاوضات اي تنازلات ولا خضع لأي مساومات او مقايضات او صفقات او إرادات دول خارجية” ووصف “كل ما يروّج عكس ذلك بانه محضّ افتراء وتحليلات ومقالات لا تنطبق مع الواقع”.

 

“دونكيشوت الجمهورية”

وشن موقع “لبنان 24 ” الناطق باسم رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي حملة حادة على رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الذي وصفه بانه “وريث التيار” على خلفية انه “يهدد مجدداً بعدم السماح لحكومة تصريف الاعمال بأن ترث صلاحيات رئيس الجمهورية في ظل الشغور الرئاسي وبخطوات أخرى تجعل من إمكانية حكم حكومة تصريف الاعمال أمراً مستحيلاً، وقد تؤدي إلى فوضى دستورية وأزمة سياسية حادّة”، وفق تسريبات الغرفة الاعلامية السوداء التابعة له”.

 

وقال ان ” قائد العمليات يسمح لنفسه باستدعاء وزراء لتزويدهم “أمر اليوم” وخلاصته “علينا ان نكون حاضرين ومستعدين لِما بعد الفراغ الرئاسي. واذا لم تؤلف حكومة جديدة وبقيت حكومة تصريف الاعمال، ممنوع عليكم حضور اي من اجتماعاتها، وعليكم ان تكونوا سلبيين وحاضرين في هذه الحال لمواجهة كل الاحتمالات والتطورات في الاطار الحكومي وخارجه”. وأضاف الموقع “دونكيشوت الجمهورية لا يريد لرئيس الجمهورية أن يمضي بسلام الى منزله، بل يخطط لمزيد من الخراب والفوضى، متجاهلاً او متناسياً، لا فرق، أن البلد ليس صكا عقاريا يمتلكه باسيل اسمياً او التفافياً، وان من بات محط شبه اجماع على خصومته من قبل الغالبية الساحقة من الناس، لن يستطيع بعد فقدان “التوقيع الاخير” أن يبقى منتفخا سياسيا، كما هو الآن”.


 

ونقل الموقع أن “الفصل الاول من “الفوضى الدستورية” التي تحدث عنها “الفوهرر الباسيلي” بدأ من خلال خطوتين أقدم عليهما باسيل: الاولى وضع شروط تعجيزية امام الوسطاء الذين عملوا على “حلحلة” العقد امام تشكيل حكومة جديدة، ما جمّد الملف الحكومي. والثانية استدعاء خمسة من وزراء رئيس الجمهورية والتيار الى ميرنا الشالوحي حيث شن حملة قوية على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مستعملا عبارات تهديدية من مثل: “ما رح خلليه يتهنى دقيقة واحدة بصلاحيات الرئيس” و “بدي عطّل الحكومة وشلهّا كليا” و “ممنوع يجتمع مجلس الوزراء بعد 31 تشرين الاول” وفي سبيل ترجمة التهديدات عملياً، طلب باسيل من الوزراء الحاضرين مقاطعة اي اجتماع يدعو اليه ميقاتي والتغيب حتى عن اجتماعات اللجان الوزارية ليتأمن الشلل التام للعمل الحكومي”.

 

تواصل الجهود

يشار في هذا السياق الى ان أجواء التصعيد لم توقف جهود التأليف، اذ سجلت امس زيارة قام بها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم لعين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري. ومن جانبه، واصل “حزب الله “استعجال التسوية الحكومية اذ طالب الوكيل الشرعي العام للسيد علي الخامنئي في لبنان، عضو شورى “حزب الله” الشيخ محمد يزبك من بعلبك، بـ”الإسراع بتشكيل الحكومة ذات صلاحيات تخولها القيام بالمهام إذا لم يتم التوصل إلى انتخاب رئيس. وقد ضاق الوقت، وضاقت أنفاس الناس، ويكفينا معاناة الواقع المعيشي والدولار ومستلزماته، والحصار الأميركي وجناياته”.

 

اما في الاطار الرئاسي وعشية جلسة الاثنين المقبل، فأكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أنه “لو حظي المرشح النائب ميشال معوّض في الجلسة الأخيرة على 66 صوتاً لكان فرض الواقع نفسه ولكان لم يعد بمقدور الفريق الآخر تعطيل النصاب إلى ما شاء الله لأنه سيضطر في نهاية المطاف إلى الذهاب إلى الإنتخابات، بحكم أن هناك مرشحاً يحظى بأكثرية الأصوات في المجلس، وبالتالي من يحرقون أصواتهم يساعدون بفعلتهم هذه من يسعون إلى تعطيل الإنتخابات الرئاسيّة بالنجاح في مسعاهم”. اضاف: “الطرف القادر على إنقاذ البلاد من الفراغ اليوم هم النواب الـ22 الذين يمكنهم في الجلسة المقبلة نهار الإثنين 24 تشرين الأول الإحجام عن حرق أصواتهم، ولدينا متسع من الوقت قبيل الجلسة للتواصل، ونحن منفتحون على جميع الحلول، وإذا ما كان لديهم طرحاً جدياً مغايراً للذي نطرحه لينتدبوا لجنة تمثلهم لكي نتفاوض معها، وحتى إن لم يحصل ذلك فنحن سنتابع اجتماعاتنا واتصالاتنا معهم لعلّ وعسى، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لتفادي الفراغ الرئاسي”.


 

وعلى الخط الرئاسي خارجيا، وجه خمسة اعضاء في الكونغرس الاميركي من لجنة الصداقة اللبنانية – الاميركية رسالة الى وزير الخارجية انطوني بلينكن حضوه فيها على ان “يبذل والديبلوماسية الاميركية كل الجهود اللازمة لمواكبة اتمام استحقاق انتخاب رئيس جمهورية للبنان في موعده الدستوري رئيس يحقق استقرار واستقلال وسيادة لبنان ويمنع تحوله الى دولة فاشلة”.

 

 ********************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

التحضيرات جارية لإنجاز “بروتوكول التوقيع”… وعون وميقاتي يبيعان “حصة الدولة” لقطر

“فرمان” آخر الولاية: لـ”تأميم” الترسيم و”التعتيم” على الدور الخارجي!


 

لم يكن ينقص الرئيس ميشال عون سوى إضافة “الكوليرا” إلى باقة الحجج والذرائع التي يسوقها لتبرير فشل عهده، والتي عدّدها أمس شاكياً لكريمته كلودين عون، لدى زيارته أمس على رأس وفد الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، مروحة الأزمات التي واجهها على مدى السنوات الماضية، من “أزمة النزوح وثورة 2019، مروراً بكورونا وصولاً إلى كوليرا”! وبغض النظر عن إدراجه المهين لثورة شعبه ضمن خانة واحدة مع “الأوبئة”، إلا أنّ ما لا يمكن لعون إغفاله هو مسؤولية تياره الذي استأثر بوزارة الطاقة والمياه وأوصل اللبنانيين إلى العتمة الشاملة والجفاف التام، عن تفشي وباء الكوليرا، سيّما وأنّ وزير الصحة فراس أبيض أكد مساءً أنّ “انقطاع الكهرباء والمياه ساهم في تفشي وباء الكوليرا في عدة مناطق لبنانية”، ربطاً بعدم القدرة على تشغيل محطات التكرير لضمان عدم وصول المياه الملوثة إلى البيوت.

 

وإلى سلسلة البيانات والتصريحات التي لطالما طبعت عهده في معرض الإصرار على إلقاء تبعات إخفاقاته على الغير والتنصّل من أي مسؤولية إزاء كل المصائب التي تهاوت على رؤوس اللبنانيين خلال ولايته الرئاسية، برز أمس إصدار قصر بعبدا “فرماناً رئاسياً” جديداً في آخر أيام الولاية العونية يؤنّب فيه الإعلاميين والوسائل الإعلامية المكتوبة والمسموعة والمرئية على نشر مقالات وتقارير تتحدث عن إرادة دولية وراء إنجاز ملف الترسيم الحدودي البحري مع إسرائيل، فارضاً في المقابل على الإعلاميين “تأميم” هذا الإنجاز و”التعتيم” على أي دور خارجي في إنجازه.


 

وإذ اعتبرت أوساط سياسية أنّ مضمون البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية بهذا المعنى “فيه قدر كبير من الاستخفاف بالعقول والتسخيف المعيب للعامل الخارجي الحاسم في الوصول إلى اتفاقية الترسيم، وخصوصاً الدور الأميركي عبر الجهود الجبارة التي بذلها الوسيط آموس هوكشتاين، والدعم الفرنسي الذي كان له الفضل في تذليل العقبات الأخيرة أمام إبرام هذه الاتفاقية عبر شركة توتال”، أكدت الأوساط نفسها أنه “لا يمكن لعاقل إنكار الإرادة الخارجية في إنجاز الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل لتأمين الحدود على هذه الجبهة وتحصين الاستقرار تالياً في المنطقة، ولولا رغبة المجتمع الدولي في ذلك لما كان هذا الاتفاق قد تحقق حتى ولو كانت هناك رغبة لبنانية جامعة بإنجازه، تماماً كما أنه على المستوى الداخلي لا يمكن لعاقل أيضاً إنكار أنّ حاجة المنظومة الحاكمة لإعادة تعويم نفسها على عوائد النفط والغاز هي التي شكلت الدافع الأكبر وراء إبرام الاتفاقية البحرية مع إسرائيل، إلى درجة القبول بالتنازل عن مئات الكيلومترات البحرية من المياه اللبنانية المعترف بها أممياً في سبيل ضمان نجاح المفاوضات وتوقيع الاتفاق وتعليبه ضمن إطار “الإنجاز الوطني” للبنان واللبنانيين”.


 

وفي الغضون، يترقب المسؤولون تحديد الوسيط الأميركي موعد زيارته بيروت الأسبوع المقبل، سيّما وأنّ مصادر الدوائر الرئاسية أكدت لـ”نداء الوطن” أنه “لغاية اللحظة لا يوجد موعد رسمي نهائي” لهذه الزيارة، مشيرةً إلى أنّ التحضيرات جارية راهناً لإنجاز كل ما له صلة بأجندة “بروتوكول التوقيع” على مذكرة الترسيم الأميركية في الناقورة الأسبوع المقبل، وهو ما رجحت أن يكون بين يومي الأربعاء والخميس المقبلين.

 

ورداً على سؤال، أوضحت المصادر أنّ “رئيس الجمهورية لم يحسم بعد الطرف الذي سيفوّضه توقيع مذكرة الترسيم عن الدولة اللبنانية”، وسط معطيات تشير إلى أنّ الجانب اللبناني لا يزال ينتظر اتضاح طبيعة الوفد الإسرائيلي وعلى أي مستوى سيعمد الإسرائيليون إلى توقيع مذكرة الترسيم الخاصة بهم مع الأميركيين، لكي يُبني على الشيء مقتضاه في مسألة تحديد طبيعة الوفد اللبناني ومستواه في التوقيع على المذكرة الخاصة بلبنان مع الأميركيين.

 

توازياً، استرعى الانتباه أمس إعلان وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض من السراي الحكومي صدور “قرار استثنائي” عن رئيسي الجمهورية والحكومة “يتعلق بالآليات القانونية الجديدة بعد انسحاب شركة “نوفاتيك” الروسية من تحالف شركتي “توتال” و”أيني” للتنقيب عن النفط والغاز في الرقعتين النفطيتين 9 و 4 في المياه الاقليمية اللبنانية”.

 

وإذ اكتفى فياض بهذا التصريح المقتضب إثر لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من دون تقديم مزيد من الإيضاحات حول مضمون هذا “القرار الاستثنائي” وطبيعة الآليات القانونية الجديدة التي تضمنها، كشفت مصادر مواكبة لهذا الملف لـ”نداء الوطن” أنّ “عون وميقاتي وقّعا على قرار يجيز لوزير الطاقة بيع حصة الدولة البالغة ما نسبته 23% من كونسورتيوم الشركات النفطية المعنيّة بعملية التنقيب والحفر في الحقول اللبنانية”، مشيرةً إلى أنّ “المسألة حُسمت بشكل نهائي وسيتم بيع حصة الدولة إلى القطريين ليحلوا مكان الروس في هذه العملية”.

 

********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

لبنان: باسيل يعد «خطة طوارئ» لملء الشغور الرئاسي على طريقته

يراهن على توظيف ترسيم الحدود للتواصل مع واشنطن

  محمد شقير

دخلت الحرب المفتوحة بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وبين رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل بالإنابة عن رئيس الجمهورية ميشال عون حول تشكيل الحكومة مرحلة سياسية جديدة يغلب عليها التأزّم مع طلب الأخير من الوزراء المحسوبين على الفريق الرئاسي مقاطعة جلسات الحكومة والاجتماعات الوزارية، والانكفاء عن المشاركة في الجلسات النيابية؛ في محاولة للتهويل على الرئيس المكلَّف بتشكيلها للتسليم بشروطه التعجيزية كممر إلزامي لتأمين الاستمرارية على بُعد 10 أيام من انتهاء الولاية الرئاسية لعون الذي يستعد لمغادرة القصر الجمهوري في بعبدا إلى منزله في الرابية.

وبدأ باسيل يستعد لإدارة الشغور الرئاسي على طريقته، واستدعى لهذا الغرض وزراء الخارجية عبد الله بوحبيب، والدفاع الوطني العميد المتقاعد موريس سليم، والشؤون الاجتماعية هيكتور حجار، والطاقة وليد فيّاض، والاقتصاد أمين سلام، والمهجّرين عصام شرف الدين. فيما غاب عن الاجتماع الذي استضافه في المقر العام لـ«التيار» وزير العدل هنري خوري؛ لوجوده خارج البلاد، والشباب والرياضة وليد نصّار.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر وزارية أن باسيل أملى على الوزراء أمر العمليات الخاص به وهو أشبه بـ«خطة طوارئ» لملء الفراغ طوال فترة الشغور الرئاسي الناجم عن استحالة انتخاب رئيس للجمهورية في موعده الدستوري، على أن يكون هو البديل لاستحالة تشكيل حكومة جديدة تستجيب لشروطه التعجيزية.

وكشفت المصادر الوزارية أن 3 وزراء حضروا الاجتماع أبدوا كل استعداد للتناغم مع طلب باسيل الامتناع عن حضور جلسات الحكومة ومقاطعة الجلسات النيابية، وهم: حجار وشرف الدين وفياض، وأظهروا تناغماً مع طلباته في مقابل عدم اقتناع زملائهم بجدوى ما أملاه عليهم باسيل.

ولفتت المصادر الوزارية إلى أن باسيل كان متوتراً في ردّه على الوزراء الذين أبدوا ملاحظات حيال ما تضمّنه أمر العمليات، وقالت إن الأجواء السياسية كانت مشدودة بين باسيل والوزراء الذين أبدوا ملاحظات على ما طلبه منهم، خصوصاً أن معظم الذين شاركوا في الاجتماع كانوا في عداد المشمولين باستبدال وزراء آخرين بهم بعد أن وصفهم رئيس الجمهورية بـ«النعسانين»؛ على خلفية عدم وقوفهم في وجه ميقاتي.

ولاحظت المصادر أن باسيل لم يلوّح بلجوئه إلى التصعيد في حربه المفتوحة مع ميقاتي إلا بعد أن أيقن بأن الأخير ليس في وارد التسليم بشروطه التي يتطلع من خلالها إلى تأمين الاستمرارية لعون بعد مغادرته بعبدا ليكون في وسعه الحفاظ على إرثه السياسي، وقالت إن من يريد تسهيل مهمة الرئيس المكلَّف بتشكيل الحكومة أو بتعويمها لا يبادر إلى إقفال الأبواب أمام المحاولات الرامية لإخراج عملية التأليف من التأزّم الذي يحاصرها.

ومع أن المصادر نفسها استبعدت لجوء عون، وهو يستعد لمغادرة بعبدا، إلى توقيع مرسوم باستقالة الحكومة؛ ليست لأنها مستقيلة في الأساس فور انتخاب برلمان جديد فحسب، وإنما لأن خطوته في حال أقدم على إصدار المرسوم سترتدّ عليه سلباً بتحميله مسؤولية جرّ البلد إلى مزيد من التأزّم، فهل يتحمّل تداعيات قراره وردود الفعل على خطوته؟ وأين يقف «حزب الله» الذي يراعيه لكنه يتحسّب من إقحامه بالإنابة عن حليفه في مواجهة مع الطائفة السنّية تدفع باتجاه عودة الاحتقان السنّي- الشيعي؟ رغم أن الحزب لن يغامر برصيده المتواضع من خلال حلفائه من السنّة، خصوصاً أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري لن يكون شريكاً في مغامرته.

واتهمت المصادر الوزارية باسيل بتكبير الحجر؛ لأنه ليس لديه ما يخسره ويحاول الآن التلويح بأن يأخذ البلد إلى حافة الهاوية ظناً منه بأن ميقاتي سيبادر للتسليم بشروطه وإن كان يدرك سلفاً أن رهانه ليس في محلّه، ورأت أن الحل الوحيد للخروج من التأزّم يكمن في انتخاب رئيس للجمهورية في موعده الدستوري.

كما أن المصادر، وإن كانت تستبعد لجوء عون إلى إصدار مرسوم باستقالة الحكومة، فإنها في المقابل تضع الكرة في مرمى باسيل الذي يعود له القرار النهائي بعد أن استقال عون من صلاحياته المتعلقة بدوره في مشاورات تشكيل الحكومة ووافق على تجييرها لمصلحة وريثه السياسي.

واعتبرت أن عون يتحمل مسؤولية مباشرة حيال انسداد الأفق أمام تشكيل حكومة جديدة أو تعويم الحالية، خصوصاً أن ميقاتي يرفض التفاوض مع باسيل، وصولاً للتسليم بشروطه لأن مرشحه لرئاسة الجمهورية هو الفراغ ما دام لا حظوظ له ليكون في عداد المرشحين، ويحاول الآن إحراج حليفه «حزب الله» برفضه تأييد ترشيح زعيم تيار «المردة»، النائب السابق سليمان فرنجية، للرئاسة، وبمعارضته في الوقت نفسه تعديل الدستور إفساحاً في المجال أمام احتمال دخول قائد الجيش العماد جوزيف عون على خط المنافسة، خصوصاً أن الشغور الرئاسي سيؤدي حكماً إلى إعادة خلط الأوراق ترشّحاً.

ورغم أن «حزب الله» لا يزال يلوذ بالصمت حيال إصرار حليفه باسيل على إقصاء حليفه الآخر بمنعه من أن يكون على رأس السباق إلى رئاسة الجمهورية، فإن باسيل لا يريد تشكيل الحكومة أو تعويم الحالية؛ لأن مَن لديه رغبة، كما تقول المصادر الوزارية، بتسهيل مهمة الرئيس المكلف، لا يذهب بعيداً في هدم الجسور لقيام حكومة جديدة بلجوئه إلى إطلاق التهديدات وسيجد نفسه وحيداً في المواجهة إذا أراد تجاوز الخطوط الحمر باستهدافه السلم الأهلي.

لذلك يحاول باسيل تجميع أوراق الضغط لعلّه، من وجهة نظره، يفرض على الناخبين الكبار من خارج الحدود فتح قنوات للتواصل معهم، على خلفية إصراره على استثماره للإنجاز الذي تحقَّق بترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، بعد أن حجز له عون المقعد الأول في عداد الذين سعوا لدى «حزب الله» لتسهيل ولادة الاتفاق.

فباسيل- بحسب المصادر الوزارية- يجهد حالياً لتثبيت حضوره وبدعم من عزم في الملف الرئاسي لعلّه يعيد قنوات التواصل مع واشنطن؛ في محاولة لرفع العقوبات الأميركية المفروضة عليه مستفيداً من انفتاح جهات أميركية عليه تحت عنوان دوره في ترسيم الحدود، ما يسمح له بتلميع صورته التي تعيده للانخراط في السباق إلى الرئاسة الأولى، مع أنه يدرك الصعوبات التي يواجهها في انتزاع «عفو» سياسي من قِبل خصومه في الداخل، بعد أن أقحم نفسه في اشتباكات سياسية معهم، استهدفت جميع الأطراف ما عدا حليفه «حزب الله».

 

********************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

عراضة المغادرة السبت: البلاغ رقم 1 في فوضى الانقلاب على الطائف!

خليل يثأر لـ«كرامته» وفيَّاض يستعجل تلزيم البلوكات.. والكوليرا تتسلل إلى بيروت  

دقّ داء الكوليرا أبواب العاصمة بعد تفشٍ متسارع في الشمال والبقاع امتداداً الى منطقة كسروان، في وقت بدا ان شبح التعطيل، لا يقف عند الشغور الرئاسي، بعد 10 ايام بالتمام والكمال، بل قد يعصف بالوضع الحكومي برمته، وسط مخاوف جدّية من ان يتمكن النائب جبران باسيل من دفع البلد الى ما يسميه هو «فوضى دستورية» تلي مغادرة الرئيس ميشال عون قصر بعبدا السبت المقبل في 30 الجاري، اي بعد ثمانية ايام، على ان تطوى صفحة ولاية عهده، بما لها وعليها، ليل 31- ت1، في عراضة، دعيت وسائل الاعلام الرسمي والخاص لمواكبتها عصراً من بعبدا الى الرابية، اعتبرتها مصادر معنية بأنها بمثابة البلاغ «رقم 1» للانقلاب على اتفاقية الطائف، التي اصبحت دستوراً، وذلك لغايات وأغراض، بعضها شخصي والبعض الآخر ثأر من الاتفاق العربي- الدولي الذي انهى الحروب، واعاد البلد إلى سكة التعافي في غضون عقدين كاملين.

 

ولئن استمع الرئيس عون من وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال فراس الابيض الى وضع الكوليرا، والذي عزا الاسباب الى تلوث «بعض مصادر المياه نتيجة توقف محطات الضخ والتكرير عن العمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي»، وما يتعين من اجراءات في ضوء وعود وزير الطاقة في الحكومة وليد فياض بتأمين الكهرباء، بعد وصول الفيول العراقي، الى محطات تكرير المياه وضخها الى «محطات المياه المبتذلة»، فإن الوزير فياض، بدا منشغلا بعد زيارة بعبدا بموضع ترتيبات لمرحلة ما بعد ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وآلية التنقيب عن النفط والغاز في الحقول النفطية والغازية اللبنانية البحرية.

ولم يقتصر هذا الاشغال بوزير الطاقة، الذي لم يلمس اللبنانيون منه سوى كثرة «التصريحات الكهربائية، المتطايرة بين العواصم، بل اصدر مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية بياناً رد فيه على ما اسماه «مقالات وتقارير» تنسب الى دول وجهات خارجية المعنية بالترسيم البحري.

وجاء في الرد: إن رئاسة الجمهورية تؤكد بأن ما تحقق على صعيد ترسيم الحدود البحرية الجنوبية هو نتيجة قرار لبناني يعكس وحدة الموقف الوطني، وحصيلة مفاوضات شاقة وصعبة قادها الفريق اللبناني المفاوض مع الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين بحنكة وصلابة واصرار، دفاعا عن حقوق الدولة اللبنانية في ثروتها المائية والنفطية والغازية ولم يقدم لبنان خلال المفاوضات اي تنازلات، ولا خضع لأي مساومات او مقايضات او «صفقات» او إرادات دول خارجية. بل بالعكس فإن الكثير من الدول الشقيقة والصديقة ايّدت الموقف اللبناني ووضعت امكاناتها بتصرفه.

وعلى المستوى الحكومي، توقعت مصادر واردة متابعة «ان تتبلور الصورة في الساعات المقبلة».

وقالت لـ «اللواء» الىان الشروط لم تعالج بعد، ملاحظة أن ارتفاع حدة الحملات قد تؤشر اما إلى تعذر التأليف أو إلى استعجال الأمر لاسيما قبيل انتهاء ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي اعد له في الأسبوع الأخير برامج لقاءات ونشاطات حافلة.

ورأت المصادر ان دخول حزب الله على خط التأليف عائد إلى خشية الحزب من انعكاس عدم السياسي على الناحية الأمنية، مشيرة إلى أن اللاستقرار سياسي يعود إلى أن تركيبة الكتل في المجلس النيابي تحول دون وجود اكثربة يمكن الركون إليها من قبل الحزب لمواجهة الضغوط الإقليمية والخارجية على لبنان من جهة وعلى المقاومة من جهة أخرى.

وفي السياق، اكد قيادي بارز في 8 آذار ان حزب الله يرمي بثقله «لتفادي الفوضى الدستورية» التي «لها اول وليس لها اخر»، مضيفاً ان الجهود المبذولة ستتكثف اكثر خلال الايام المقبلة، وعسى ان يشكل تلويح عون الجدي بقبول استقالة الحكومة ، او انسحاب وزراء التيار منها لافقادها الميثاقية ، حافزا كي يعيد الجميع حساباتهم.

وكشف القيادي بان هذا التصعيد وعرقلة التاليف من قبل عون وميقاتي متعمد ، ولا نسيء الظن اذا قلنا بان الجميع يتصرف وكأن الفراغ مطلوب على مستوى الرئاستين الاولى والثالثة من اجل وضع كل الملفات على الطاولة دفعة واحدة بغية التوصل الى تسوية حكومية ورئاسية شاملة للسنوات الست المقبلة بما تتضمنه من تفاهمات حول الاقتصاد والتعيينات وحاكمية مصرف لبنان واهمها ادارة القطاع النفطي».

وفي هذا الاطار، تربط جهات سياسية متابعة بين الدعوة لعشاء لممثلي القوى الحزبية والطائفية والنيابية في السفارة السعودية، وما يحكى عن طاولة حوار دولية، تكون مهيأة لاحتواء التداعيات الخطيرة اذا لم تؤلف الحكومة الجديدة وطال عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

واعتبرت ان عرض القوة السبت المقبل من قبل التيار الوطني الحر يصب في هذا الاتجاه.

وكانت المساعي لتشكيل الحكومة استمرت ولو في الايام الاخيرة لولاية الرئيس عون، فبحث الرئيس نبيه بري مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم المحركات الحكومية، وآخر المستجدات السياسية والأمنية». وبعد لقاء استمرّ قرابة الساعة، غادر إبراهيم قصر الرئاسة الثانية من دون الإدلاء بأيّ تصريح.

وتقاطعت المعلومات حول ان ميقاتي سيشكل حكومته قبل نهاية ولاية الرئيس عون بأيام قليلة جداً، لاسيما اذا نجحت وساطة اللواء ابراهيم وحزب الله في تدوير الزوايا. فيما سيبقى الاستحقاق الرئاسي مدار تجاذب سياسي داخلي وخارجي، حتى تنجلي صورة وضع المنطقة والانتخابات النصفية الاميركية وملفات التفاوض حول النووي الايراني والوضع في اوروبا، وهو امر قد يستمر حتى بداية العام المقبل.

ونفت مصادر رسمية ما يتردد عن مطالبة الرئيس عون او النائب جبران باسيل استبدال كل الوزراء المسيحيين، بل ان التغيير قد يشمل ثلاثة او اربعة على اكثر تقدير. بينهم الوزيرة نجلاء الرياشي التي طلبت هي شخصياً اعفاءها من الوزارة.

وعلمت «اللواء» من مصادر موثوقة بها ان مغادرة رئيس الجمهورية ميشال عون القصر الجمهوري في نهاية ولايته، ستجري مراسم وادع رسمية في القصر الجمهوري يوم الاحد في 30 تشرين اول الحالي، تواكبها مراسم وداع شعبية كبيرة ينظمها التيار الوطني الحر، الذي سيتقاطر انصاره الى القصر لوداع الرئيس، الذي سيلقي كلمة للمناسبة.

وفي حين ذكرت بعض المعلومات ان الحشود ستواكب الرئيس من القصر الى دارته الجديدة في الرابية، فإن المصادر استبعدت ذلك، واكدت انه سيغادر القصر ظهراً من دون مواكبة شعبية.

وفي سياق سياسي آخر، قال رئيس الجمهوريّة ميشال عون أمام وفد الهيئة الوطنية لشؤون المرأة: «سأكمل مسيرتي بعد انتهاء ولايتي حيث سيكون العمل بعدما اخرج من القصر افضل».

وأضاف عون: أنّ «الدولة تقوم على الأمن والقضاء أولاً، والطبقة السياسية التي حكمت منذ 32 سنة أوصلت لبنان الى ما هو عليه».

وفي تطور سياسي اميركي، وجه خمسة اعضاء في الكونغرس الاميركي من لجنة الصداقة اللبنانية- الاميركية، رسالة الى وزير الخارجية انتوني بلينكن حضّوه فيها «على ان يبذل والدبلوماسية الاميركية كل الجهود اللازمة لمواكبة اتمام استحقاق انتخاب رئيس جمهورية للبنان في موعده الدستوري، رئيس يحقق استقرار واستقلال وسيادة لبنان ويمنع تحوله الى دولة فاشلة».

مصير باقي الطعون

ومن مصادر المجلس الدستوري ان العمل جارٍ على البت بالطعون العشرة المقدمة امام المجلس، وان التدقيق مستمر بكل الملفات وبشفافية ودقة عالية، وتجري اعادة فرز الاصوات في بعض الصناديق، واحيانا يضطر اعضاء المجلس الى طلب رؤساء لجان القيد أو رؤساء مراكز الانتخاب للإستفسار عن امور معينة.

وقالت المصادر: وفق التقدير قد يحتاج المجلس الى عشرة ايام تقريباً للبت بالطعون الباقية سلباً او إيجاباً، وهناك احتمال ان يمر طعنان او ثلاثة على الاكثر وتصدر نتيجة لمصلحة مرشحين طاعنين نتيجة توافر معطيات ووثائق وادلة معينة، لكن المشكلة ان هناك بعض المرشحين قدموا الطعون لمجرد الطعن وتسجيل موقف بعدم قبولهم بالخسارة، من دون تقديم ادلة واثباتات عن حصول مخالفات كالتزوير او الرشى المالية او حصول اخطاء في الفرز والعدّ.


ولم تحدد المصادر كيف ستكون نتيجة الطعون هل بإعادة الانتخاب في الدائرة ام تفويز اول الخاسرين ام الاعتماد على فارق الحاصل الانتخابي بين مرشح وآخر؟

قرار استثنائي؟

على صعيد متابعة ترسيم الحدود البحرية وخطوات استكشاف النفط والغاز، زار وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض امس كلا من رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي. ووفقاً لبيانٍ صادر عن رئاسة الجمهورية، فإن فياض «أطلع عون على الترتيبات التي تضعها وزارة الطاقة لمرحلة ما بعد ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، لا سيما تلك المرتبطة بآلية التنقيب عن النفط والغاز في الحقول النفطية والغازية اللبنانية البحرية».

وبعد اللقاء مع ميقاتي، اعلن فياض أنه صدر عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس ميقاتي قرار استثنائي يتعلق بالاليات القانونية الجديدة بعد انسحاب شركة «نوفاتيك» الروسية من تحالف شركتي «توتال» و«أيني» للتنقيب عن النفط والغاز في الرقعتين النفطيتين 9 و4 في المياه الاقليمية اللبنانية .

وعلم ان القرار الاستثنائي يتعلق بالشركة التي ستتقدم بطلب انضمام الى تحالف شركتي التنقيب «توتال وأيني»، حيث تردد ان قطر قد تكون هي العارض الجديد بدل نوفاتيك الروسية بعدما اخذ لبنان الرسمي عبر وزارة الطاقة حصة الشركة الروسية.

وعلى صعيد جديد، أكد مصدر رسمي لبناني لوكالة «سبوتنيك» الروسية، أن «وفدا حكوميا قبرصيا سيزور البلاد الاثنين المقبل، لإجراء مباحثات مع ​الحكومة اللبنانية​ حول ​ترسيم الحدود البحرية​ بين البلدين، ومن المقرر أن يجري الوفد القبرصي محادثات مع ممثلي وزارات الأشغال والخارجية والطاقة والدفاع اللبنانيين، وذلك بحضور خبراء معنيين من الجانبين.

وفي المجال ذاته، قدم نواب «تكتل الجمهورية القوية» عريضة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري طالبين «عرض اتفاقیة ترسیم الحدود البحریة الجنوبیة المنوي ابرامها على مجلس النواب بهیئته العامة لمناقشتها، والتصویت علیها قبل ابرامها اصولا، عملا بأحكام الفقرة الأخیرة من المادة ٥٢ من الدستور».

وقال نائبُ رئيس الحكومة السابق النائب غسان حاصباني بإسم التكتل: طلبنا مناقشة هذه الاتفاقية لتوصیفها ما اذا كانت تشكل معادة من عدمه، لیبنى على الشيء مقتضاه واتخاذ ما یلزم من اجراءات في خصوصها.

خليل يثأر لكرامته

وسط ذلك، وفي ظل استمرار التأزم المالي والاقتصادي، خرج وزير المال في حكومة تصريف الاعمال يوسف خليل عن صمته، ثأراً لكرامته، كاشفا عن الانجازات ورزمة الاصلاحات التي كات تجهزها الحكومة، ولم توفّق بالكامل كالسرية المصرفية والكابيتال كونترول، وتوحيد الصرف.

وقال خليل، بعدما عرّف عن مسيرته وتاريخه، رفض ان اكون كيسا للملاكمة، معلناً انه مستمر في مهامه بانتظر تشكيل حكومة جديدة.

 


ولفت ان جردة حساب سريعة اجراها منذ ان تولى الوزارة، وقال: حاولت منع الانهيار، كما عمل على ان تكون موازنة العام 23 موازنة البدء بالاصلاح البنوي بالحد الادنى المقبول.

وفهم ان وقائع المؤتمر الصحفي كانت متضمنة في الكملة التي بدأ بالقائها في المجلس النيابي، خلال جلسة الموازنة، وطلب اليه الرئيس بري افساح المجال امام رئيس الحكومة لالقائها.

ورفض خليل الاتهامات التي وجهت اليه، مصوبا على نواب في لجنة المال، اقترحوا امورا في جلسات اللجنة، ثم عادوا وصوتوا ضدها خلال المناقشة والتصويت لاقرارها.

ووصف خليل قطاع الكهرباء، بأنه «بلوة البلوات» منذ اكثر من اربعين عاما، مطالبا بوضع حد لذلك.

الكوليرا

على صعيد تفشي وباء الكوليرا، كشف عن تسلل الى العاصمة بيروت، بعد اصابات في مخيمات اللاجئين السوريين في الشمال و عكار وعرسال، وكشف الوزير الابيض عن تخصيص مستشفيات لاستقبال المصابين بالكوليرا.

وأعلنت وزارة الصحة العامة في تقرير نشرته عن حالات الكوليرا في لبنان، تسجيل» 7 إصابات جديدة في الساعات الـ48 الماضية رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 227، كما تم تسجيل حالتي وفاة رفعت العدد التراكمي للوفيات الى7».

ونشرت وزارة الصحة خريطة تظهر عدد الإصابات الموزعة على البلدات والقرى اللبنانية.

 

********************************************

افتتاحية صحيفة الديار

ميقاتي وباسيل يتصارعان على حافة الهاوية وزارياً… وحزب الله: اريد حكومة

 اتفاق الترسيم سيظهر حجم الانجاز الذي حققه لبنان الرسمي ومقاومته

 

يعتمد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل تكتيك اللعب على شفير الهاوية بعد ان تلقنها من الرئيس ميشال عون كمقاربة سياسية لكل استحقاق. وعليه، يدور اليوم صراع بين باسيل ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي على الحكومة حيث يريد النائب جبران باسيل ان يحصل على وزراء مشاكسين فتصبح الحكومة المرتقبة بيده، انما ما لم يتضح لباسيل ان ميقاتي ادرك جيدا اسلوب الاخير في الحياة السياسية فاستخدم نهج النائب باسيل ذاته وهو التصعيد مما يشير الى حصول تأخير في تشكيل الحكومة ولا خرق في هذا المجال. انما في الوقت ذاته، قالت هذه الاوساط انه صحيح ان ميقاتي وباسيل يتنافسان على من له اليد الطولى في الحكومة ولكن وساطة حزب الله واطراف سياسية اخرى تعمل على حلحلة العقد الحكومية مما سيؤدي الى ولادتها وان تأخرت قليلا.

 

الصورة الحكومية ما زالت غامضة ولا زال اللواء عباس ابراهيم يتنقل بين ميرنا الشالوحي والسراي الحكومي وعين التينة لتذليل العقبات وسط دعم مطلق لتحركه من حزب الله ومتابعة من المعاون السياسي للسيد حسن نصرالله الحاج حسين خليل ورئيس جهاز الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا.

 

لكن العقد ما زالت على حالها فالوزير باسيل مصر على تبديل ثلاثة وزراء وتحديدا وزير الخارجية عبدالله بو حبيب فيما الرئيس ميقاتي مصر على ان يشمل التغيير وزير الطاقة وليد فياض وان يكون اسمه من ضمن الوزراء الثلاثة التي يريد تغييرها باسيل. وفي المعلومات ، ان ميقاتي وافق على ان يبقى فياض شرط ان تسند وزارة الطاقة لوزير غيره وهذا ما رفضه باسيل. والامور عالقة عند هذه النقطة. انما في الوقت ذاته الاتصالات لم تتوقف في ظل معلومات بان الحكومة ستبصر النور ما بين 25 تشرين الاول وقبل مغادرة الرئيس عون بعبدا نتيجة تمسك حزب الله بولادة حكومة كاملة الصلاحيات منعا للفوضى الدستورية خلال مرحلة الفراغ الرئاسي.

 

وفي التفاصيل، يقوم حزب الله بحث الاطراف على تشكيل حكومة للبلد وفقا لاوساط سياسية مطلعة وذلك ان المقاومة تريد ان تؤمن خروجا مشرفا للرئيس ميشال عون من القصر عبر تعويض معنوي في اشراكه في الحكومة المقبلة. اضف على ذلك، يسعى حزب الله الى تفادي قيام عون بخطوة دستورية تحدث بلبلة في البلد خاصة في ظل الكلام التصعيدي الذي يتكاثر من قبل نواب التيار الوطني الحر. كما لا يريد حزب الله الوصول الى فوضى دستورية وفراغ على الصعيد الحكومي ايضا ولذلك يحاول تدوير الزوايا وتأليف حكومة لادارة مرحلة الفراغ الرئاسي الذي لا تعرف مدتها.

 

في النطاق ذاته، تسأل مصادر قيادية في الحزب التقدمي الاشتراكي اولئك الذين يصرون على تسمية وزير درزي من حصة التيار الوطني الحر أو القوى السياسية التي خسرت الانتخابات، هل يقبلون بهذا المنطق نفسه في ما يعنيهم هم؟ هل يقبل التيار الوطني بتسمية وزير مسيحي من خارج التمثيل النيابي الذي فاز في الانتخابات؟ هل يقبل الثنائي الشيعي بتسمية وزير شيعي من خارجهم؟ لماذا يريدون تطبيق على الدروز ما لا يقبلونه على انفسهم؟

 

واذ اكدت مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي رفضها الانخراط في بازار التأليف من باب المحاصصة ودعت الرئيس المكلف الى اعتماد المعايير نفسها في التشكيلة لعدم الغرق في اي مستنقع توزيري يخرجها عن الهدف المفترض وهو العمل لمعالجة الاوضاع الاقتصادية القاسية، والا فلا قيمة للحكومة.

ازعور اسم جديد يدخل على لائحة مرشحي رئاسة الجمهورية

 

في موضوع رئاسة الجمهورية فان الجلسات التي يدعو اليها الرئيس نبيه بري فهي فولكورية باعتراف كل القوى السياسية ولم يتم التوافق حتى اللحظة على شخصية محددة في ظل معلومات عن توجه الرئيس بري لعقد طاولة حوار يشارك فيها الجميع من اجل الوصول الى قواسم مشتركة ورئيس يرضي الجميع. ذلك ان قوى 8 آذار معروف انها تدعم النائب سليمان فرنجية لكن اعلان ترشيحه يرتبط بملفات محددة تجنبا لحرق اسمه وبالتالي فريق 8 اذار يعتبر المرشح ميشال معوض رئيس تحدٍ. الامور سترسو في النهاية بين فرنجية وقائد الجيش العماد جوزاف عون لكن وصولهما يحتاج الى تسوية عربية ودولية كبيرة وهذا متعذر حاليا وعليه يمكن التوافق عندها على شخصية توافقية على غرار زياد بارود وناجي البستاني او جهاد ازعور الذي فتح خطوط التواصل مؤخرا مع الوزير جبران باسيل.

الثنائي الشيعي: الورقة البيضاء هي دعوة للتحاور بعيدا عن البهورة

 

في غضون ذلك، وردأ على اتهامات المعارضة بالتعطيل الرئاسي، تؤكد اوساط نيابية في «الثنائي الشيعي» لـ»الديار» ان هذه الاتهامات باطلة ولا اساس لها لكونها تخالف المنطق السياسي للامور.

 

وتشير الى ان لا فريق سياسياً يمتلك الاصوات الكافية لايصال مرشحه الرئاسي، فالثنائي والتيار الوطني الحر وتحالف 8 آذار لم يصلوا في الجلسة الاولى الى اكثر من 63 صوتاً وصوتوا وقتها للورقة البيضاء لأنهم لا يريدون الصدام مع احد.

 

وتضيف: الكل يعرف ان فريقنا لا يمتلك 65 نائباً ولو كان ذلك لأنتخبنا مرشحنا منذ الجلسة الاولى، والطرف الآخر المعارضة استطاع في جلسة الخميس ان يؤمن 44 صوتاً لميشال معوض بينما صوت النواب السنة و»التغييريون» لـ17 ورقة لاغية لا تحمل اسم مرشح محدد. وبالتالي كيف يتهم فريقنا بأنه يعطل وهو يحضر الى مجلس النواب ويصوت ولو بورقة بيضاء، بينما يصوت آخرون بالطريقة نفسها فلماذا يتهم فريقنا بالعرقلة اذن؟

 

وتخلص الاوساط الى ان الورقة البيضاء هي دعوة الى التوافق وبعيداً من منطق الهوبرة والتحدي وللوصول الى مرشح ينال الاكثرية المطلوبة للوصول الى بعبدا.

القوات اللبنانية: متمسكون بميشال معوض وعلى تنسيق متواصل مع الاشتراكي

 

من جهتها، قال القوات اللبنانية للديار انها ستبقى على دعمها للنائب ميشال معوض لرئاسة الجمهورية وهذا التأييد ليس ظرفيا بل يركز على ما يتمتع به من مواصفات سيادية واصلاحية من اجل وضع الدولة اللبنانية على سكة التغيير الحقيقي بعد الانهيار الكبير ماليا الذي شهدته والحصار الخارجي وتراجع الحضور للدولة ومؤسساتها داخليا. وترى القوات ان لبنان بحاجة الى رئيس للجمهورية قادر على الحكم وان لا يقبل سوى تطبيق الدستور ويكون رأس حربة في تنفيذ القانون.

 

واكد مصدر القوات اللبنانية ان الحزب التقدمي الاشتراكي لا يزال على موقفه المؤيد لمعوض خير دليل على ذلك سيكون يوم الاثنين 24 تشرين الاول حيث سيصوت نواب كتلة اللقاء الديمقراطي لميشال معوض في جلسة انتخاب رئيس للجمهورية. وتابعت ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يقول انه لن يغير دعمه لمعوض في عدة جلسات حصلت بين اعضاء من القوات اللبنانية ومن الحزب التقدمي الاشتراكي. واشارت الى حصول تنسيق دائم بين الحزبين واذا طرأت مستجدات فالقوات والاشتراكي سيتخذان معا موقفا بعد بحث وحوار سياسي ديمقراطي يصب في مصلحة البلد.

 

واعتبرت القوات اللبنانية ان الفريق الاخر في مرحلة ضياع ويتحمل مسؤولية الفراغ الرئاسي لانه لم يتقدم بأي مرشح لرئاسة الجمهورية ليصار الى مواجهة ديمقراطية بين مرشحين داخل البرلمان.

 

اما عن دعوة الرئيس نبيه بري للحوار، اوضحت مصادر القوات انه من المبكر اعطاء اي موقف منها وعندما تحصل سيتم النظر الى مضمونها وتوقيتها ويبنى على الشيء مقتضاه.

 

وفي موضوع النواب التغييريين، ليست القوات وحدها من تنتقد بعض ممارساتهم انما الناس التي انتخبتهم من اجل الاصلاح والتغيير والوضوح في الموقف السياسي وبالتالي مطلوب من هؤلاء النواب ان يتخذوا موقفا ليس فقط معنويا بل عمليا عبر التعاون ومواجهة المشكلة الرئيسية وهي المنظومة السياسية.

التقدمي الاشتراكي: تهديد باسيل بالفوضى امر خطير على البلاد

 

بدورها، شددت مصادر قيادية في الحزب التقدمي الاشتراكي للديار انه حتى الساعة اللقاء الديمقراطي يدعم مرشح لرئاسة الجمهورية هو النائب ميشال معوض، ولا مجال للحديث عن مرشح آخر قبل ان تأخذ الكتل النيابية الاخرى قرارها بتسمية مرشحين او الانفتاح على النقاش حول اسم توافقي، وعندئذ اذا ما وجدنا هناك فرصة حقيقية نحن والنائب معوض نتفق على كيفية مقاربة الموضوع. ولكن الحديث عن سيناريو التخلي عن معوض بقصد التعمية على عدم اقدام الاخرين على القيام بدورهم فهو امر لم يعد ينطلي على الرأي العام.

 

على صعيد اخر، اشارت المصادر الى ان الحزب كان قد اعلن موقفه من ملف الترسيم بشكل واضح عن ضرورة التوصل الى هذا الاتفاق لتحصيل وتحصين حقوق لبنان بالنفط والبدء بمسار الاستثمار لهذه الثروة الموعودة في اطار واضح من القانون والشفافية. وقد بادرت كتلة اللقاء الديموقراطي بتوقيع من رئيسها النائب تيمور جنبلاط الى تقديم اقتراح قانون لانشاء صندوق سيادي يضمن حقوق الاجيال المقبلة في هذه الثروة.

 

اما مع اقتراب عهد الرئيس ميشال عون من نهايته، اكدت مصادر قيادية في الحزب التقدمي الاشتراكي ان الاولوية ان لا تتكرر مثل تجربة هذا العهد وان نذهب لانتخاب رئيس وعدم ترك البلد في شغور، وبالوقت نفسه حذرت المصادر من الكلام التهويلي الذي يخرج به رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي يهدد بالفوضى، معتبرة ان هذا الكلام يدين كل المنطق الذي يزعمه باسيل لناحية القول انه مع بناء الدولة لان هذا الامر لا يكون بالتهديد بالفوضى اذا لم تحصل الامور على هواه.

اتفاق الترسيم الاسبوع المقبل

 

وفي ملف الترسيم البحري، تكشف اوساط متابعة لـ»الديار» ان الاتهامات المستمرة بتفريط العهد وحزب الله بالحقوق اللبنانية مجرد هراء ومزايدات وستنتهي مجرد التاكد من مدى حجم الانجاز الذي حققه لبنان الرسمي والشعبي ومقاومته.

 

ويذكر ان ان الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين سيزور بيروت الاسبوع المقبل وسيسلم كل من لبنان والكيان الصهيوني نسخة من الاتفاق موقعة من واشنطن على ان يوقع لبنان والعدو كل على ورقة منفصلة في الناقورة وبشكل منفصل.

 

********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

تشكيل الحكومة: «هبّة باردة وهبّة ساخنة »  

 

الانسداد السياسي في انتاج الحلول على حاله وكذلك عقم المعالجات. لا جلسات انتخاب الرئيس الفولكلورية تصنع رئيسا ولا مفاوضات واتصالات التشكيل تنتج حكومة. فغداة الإخفاق النيابي في انتخاب رئيس اول امس، بقي هذا الفشل وأسبابُه، في واجهة الحدث السياسي حيث الدعوات الى رص الصف المعارض مستمرة. وفي وقت افيد ان مساعي تأليف حكومةٍ تواكب مرحلة الشغور الزاحف الى بعبدا تراجعت، خالفت مصادر مواكبة لمسار التشكيل التوجه هذا، واكدت ان الحكومة ستولد ولو في ربع الساعة الاخير من العهد، على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، مشيرة الى ان حزب الله يلعب دورا مهما في تقريب وجهات النظر وردم العراقيل وصولا الى توافق يرتكز على تقديم تنازلات من الطرفين.

 

ابراهيم في عين التينة

 

وفي إطار جهود التأليف، سجلت امس زيارة قام بها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الى عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري. من جانبه، واصل حزب الله استعجال الحكومة. فقد طالب الوكيل الشرعي العام للسيد علي الخامنئي في لبنان، عضو شورى “حزب الله” الشيخ محمد يزبك من بعلبك، بـ”الإسراع بتشكيل الحكومة ذات صلاحيات تخولها القيام بالمهام إذا لم يتم التوصل إلى انتخاب رئيس. وقد ضاق الوقت، وضاقت أنفاس الناس، ويكفينا معاناة الواقع المعيشي والدولار ومستلزماته، والحصار الأميركي وجناياته”.

 

شروط باسيل

 

وفي وقت لا تزال شروط رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل تعوق التشكيل، وهو يلوّح بتعليق عمل وزرائه في حكومة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي في فترة الشغور، بعد ان يكون رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وقّع ايضا مراسيم قبول استقالة “معا للانقاذ”، لا يبدو ميقاتي حتى الساعة في وارد التراجع امام مطالب فريق العهد.

 

للتحاور

 

في المقابل، اعتبر الشيخ يزبك أن “جلسات المجلس النيابي ما زالت تتكرر، ومن دون بركة انتخاب رئيس للجمهورية، نظرا للإنقسام وعدم التوافق. ولا يمكن لأي كتلة أو جماعة، ولو حظيت في الدعم من السفارات ومن وراء البحار، ان تفرض رئيس يقدم على أنه صنع في لبنان”. ورأى أن “المطلوب من نواب الشعب أن “يتحاوروا ويتفاهموا على اختيار رئيس يمثل اللبنانيين، وليس رئيسا لفئة خاصة، بل التوافق على الشخصية القوية الممثلة لمشروع لبنان القوي بشعبه وجيشه ومقاومته، ولا رجوع الى الخلف، فقد ولت نظرية قوة لبنان في ضعفه واستسلامه”.

 

رسالة للكونغرس

 

على الخط الرئاسي خارجيا، وجه خمسة اعضاء في الكونغرس الاميركي من لجنة الصداقة اللبنانية- الاميركية رسالة الى وزير الخارجية انتوني بلينكن حضوه فيها على ان يبذل والديبلوماسية الاميركية كل الجهود اللازمة لمواكبة اتمام استحقاق انتخاب رئيس جمهورية للبنان في موعده الدستوري رئيس يحقق استقرار واستقلال وسيادة لبنان ويمنع تحوله الى دولة فاشلة.

 

غريو في بكركي

 

الى ذلك، زارت السفيرة الفرنسية ان غريو اليوم بكركي حيث استقبلها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.

 

جردة مالية

 

اقتصاديا وماليا، وبينما ارتفعت مجددا اسعار المحروقات امس، أعلن وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل أنه “بالتنسيق مع صندوق النقد الدولي جهّزنا كحكومة، رزمة أولى من الإصلاحات البنيوية من بينها السرية المصرفية والـ”كابيتال كونترول” وتوحيد سعر الصرف، وعدم انجاز الموازنة شرّ مطلق”. واعتبر أن “كل عاقل يدري أننا بحاجة إلى المصارف في لبنان فإفلاسها يعني إفلاس المودِعين، ويجب تشجيع عملية دمج المصارف على مبدأ الأكثر كفاءة وملاءة”. وعقد الخليل مؤتمراً صحافياً عرض فيه جردة شاملة عن الخطوات التي اتخذتها الوزارة منذ تسلّمه مهامها، وتطرّق الى موقفه وقناعاته في كلّ خطوة محملاً الطائفية التي تتحكم في البلاد بعرقلة العديد من المشاريع الأساسية.

 

جهد الحكومة

 

من جانبه، أعلن ميقاتي خلال رعايته “اطلاق الهيئة العامة للصحة النفسية في المدارس”، “ان تعقيدات الوضع السياسي والاقتصادي والمالي في لبنان تأخذ الحيز الأكبر من جهدنا وتفكيرنا وعملنا في الحكومة، ولكن اعيننا لا تغفل عن النظر دائما الى أطفالنا ومستقبلهم، لذلك فان الرعاية الضرورية للصحة النفسية لأطفالنا تتطلب منا الانطلاق بسرعة لمواجهة تداعيات ما خلفته الازمات التي عصفت ببلدنا في السنوات الثلاث المنصرمة”.

 

عريضة قواتية

 

من جهة ثانية، وعشية عودة الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين الى بيروت الاسبوع المقبل، لتوقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية، تقدم نواب تكتل الجمهورية القوية بعريضة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري طالبين “عرض اتفاقیة ترسیم الحدود البحریة الجنوبیة المنوي ابرامھا على مجلس النواب بھیئته العامة لمناقشتھا، والتصویت علیھا قبل ابرامھا أصولا، عملا بأحكام الفقرة الأخیرة من المادة ٥٢ من الدستور. واعلن باسم التكتل نائبُ رئيس الحكومة السابق النائب غسان حاصباني: طلبنا مناقشة هذه الاتفاقية لتوصیفھا ما إذا كانت تشكل معاھدة من عدمه، لیبنى على الشيء مقتضاه واتخاذ ما یلزم من إجراءات في خصوصھا.

 

كوليرا: صحيا، اكد وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال فراس الابيض بعد لقائه رئيس الجمهورية في قصر بعبدا، أن “الجهود التي تبذلها وزارة الصحة بالتعاون مع الشركاء الدوليين والمنظمات الدولية لمواجهة انتشار وباء الكوليرا في لبنان كبيرة جداً، وأنه يتم تحضير القطاع الصحي في حال طرأت زيادة في عدد الاصابات، والعمل على تأمين كمية كبيرة من اللقاحات المضادة لهذا الوباء للحد من انتشاره كما على تأمين الطاقة الكهربائية لمحطات ضخ وتكرير المياه”.

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram