نشر موقع "كونيسونس ديزينرجي" الفرنسي تقريرا تحدث فيه عن مستقبل العلاقات السعودية الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، الذي سبق أن وعد خلال حملته الانتخابية بجعل المملكة العربية السعودية "منبوذة" بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان.
وقال الموقع، في تقريره، إن الخبراء يرون أن الرياض تملك نفوذا كفيلا بمساعدتها على تجنب الدخول في أزمة مفتوحة مع واشنطن. وحسب الخبراء، يبدو أن هزيمة دونالد ترامب أمام غريمه الديمقراطي تجعل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان محل محاسبة من قبل الحليف الأمريكي، سواء على خلفية سياسته الاستبدادية أو تدخل الرياض المثير للجدل في حرب اليمن.
وذكر الموقع أن ابن سلمان لم يكن قلقا بشأن ردة فعل إدارة ترامب عندما ارتبط اسمه باغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية السعودية بإسطنبول، على الرغم من أن هذه الفضيحة هزت العالم، ناهيك عن أنه لم يتردد بشأن اعتقال معارضيه.
وخلال حملته الانتخابية، اتهم جو بايدن دونالد ترامب -الذي أقام صهره جاريد كوشنر علاقات شخصية مع ولي العهد- بمنح الرياض "شيكا على بياض" ووعد بمحاسبتها بشأن اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، وبوقف مبيعات السلاح الموجهة للسعودية على خلفية مشاركتها في حرب اليمن منذ سنة 2015. وقد ذهب جو بايدن إلى أبعد من ذلك، من خلال التهديد بجعل السعودية دولة "منبوذة".
في المقابل أشار الموقع إلى أن المحللين يرون أنه من غير المرجح أن تصبح العلاقات القديمة بين البلدين، خاصة على مستوى "مكافحة الإرهاب" وضمان استقرار سوق النفط، موضع شكوك. فعلى الرغم من تقليص الولايات المتحدة اعتمادها على النفط السعودي، إلا أن المملكة تظل عميلا رئيسيا للصناعة العسكرية الأمريكية.
ويعتقد الخبراء أن جو بايدن سيعمل مع الرياض على قضايا مثل التصدي للنفوذ الإقليمي لإيران أو منع ظهور تنظيم الدولة.
ومن جانبه، أوضح الدبلوماسي الأمريكي السابق ديفيد رونديل، الذي عمل في الرياض، أنه "من المرجح أن تتخذ إدارة بايدن موقفا أكثر تشددا بشأن سجل حقوق الإنسان في السعودية لكن من غير المرجح أن تتخلى عن الشراكة السعودية الأمريكية تماما".
يبدو أن الرياض تلتزم الحذر إزاء وعد جو بايدن بالعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني لسنة 2015، الذي انسحب منه دونالد ترامب بشكل أحادي في أيار/ مايو 2018. وفي المقابل، يقال إن الرئيس المنتخب حديثا يسعى إلى تحقيق التوافق بين دول المنطقة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية.
ونقل الموقع عن المحلل السعودي علي الشهابي أنه "لا أحد يتوقع أن يذهب بايدن إلى الرياض لأداء رقصة السيف، مثلما فعل سلفه ترامب، لكنه يحتاج إلى السعودية لدفع المنطقة للانضمام إلى اتفاق جديد مع إيران، ولمحاربة الإرهاب، وضمان استقرار سوق النفط، وحتى فيما يتعلق بالعلاقات الإسرائيلية الفلسطينية". كما أعرب بايدن عن دعمه لاتفاقيات التطبيع بين الاحتلال الإسرائيلي والدول العربية، بما في ذلك مع البحرين، التي ربما لم تكن لتفعل ذلك دون موافقة الرياض.
وأضاف الموقع أنه يمكن للأمير محمد بن سلمان استخدام التطبيع المحتمل مع الاحتلال الإسرائيلي كأداة تفاوضية. وحيال هذا الشأن، أشارت المحللة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية سينزيا بيانكو إلى أن "الكثير من الأشخاص في الرياض يعتقدون أن اتفاق التطبيع مع إسرائيل سيضع بن سلمان في موقع أفضل بكثير أمام إدارة بايدن. وكل هذا يتوقف على العداء السياسي و"ليس الخطابي" لإدارة بايدن تجاه السعودية".
وأشار الموقع إلى أن أقارب المعتقلين السعوديين لا يزالون يعلقون آمالهم على جو بايدن، مثل وليد الهذلول، شقيق الناشطة لجين الهذلول، المحتجزة منذ أكثر من سنتين والمضربة عن الطعام منذ السادس والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر.
ومن جهته، يأمل المحلل علي الشهابي أن يمنح بايدن الأولوية لانتهاكات حقوق الإنسان في السعودية "فقد حان الوقت بالنسبة للولايات المتحدة لاستعادة النظام الدولي ومحاسبة محمد بن سلمان على أفعاله".
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :