افتتاحية صحيفة البناء:
التميمي يهاجم مجدداً بعد شعفاط ويرتقي شهيداً… وحماس بعد لقاء الأسد: يوم مجيد في قلعة المقاومة
جلسة اليوم للورقة البيضاء… وباسيل لمرشح توافقي غير فرنجية… وتفكك الـ 13 رئاسياً
سخونة على المسار الحكوميّ… وخمسة طعون اليوم… وتفجير المرفأ في الموت السريري
لم تكد الأنباء الدمشقية الدافئة، كما وصف خليل الحية القيادي في حركة حماس اللقاء مع الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد، تصل الى فلسطين، حيث ينتظرها المقاومون، حتى جاء الخبر، المقاوم عدي التميمي يحرم جيش الاحتلال من فرصة ادعاء ملاحقته وقتله أو اعتقاله، فيهاجم مجدداً في مستوطنة معاليه أدوميم بعدما سجل موقعة مدخل مخيم شعفاط، ليرتقي شهيداً ويكتشف جيش الاحتلال بعد استشهاده أنه بطل عملية شعفاط قرب القدس نفسه.
في دمشق عادت الدماء إلى شرايين العلاقات بين حركة حماس كقوة مقاومة فلسطينية، وقلعة المقاومة وحصنها وحضنها في دمشق بعد أكثر من عشر سنوات من الفراق، الذي تسبّب به انحراف قيادات قررت أخذت حماس بعيداً عن موقعها الطبيعي، وصفها خليل الحية بالتصرفات الشخصية للبعض. وبعد اللقاء الذي جمع الرئيس الأسد بالقيادات الفلسطينية أكد الحية أن اللقاء بداية مرحلة جديدة، ورد على المخططات الإسرائيلية والبلطجة الأميركية، بينما قال الأسد إن سورية لم ولن تتغير، وإن المقاومة ليست وجهة نظر بل خيار ثابت لا حياد عنه.
لبنانياً، ينعقد مجلس النواب اليوم مجدداً لمحاولة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وسط قناعة نيابية بأن الورقة البيضاء والورقة السوداء تتقاسمان التصويت، حيث يعرف الذين يصوّتون للنائب ميشال معوض أن لا فرص له في جمع الـ 65 صوتاً اللازمة للفوز بالرئاسة، وإنه محاولة للقول لا لمرشح توافقي والدعوة لحسم الأمور بين الأبيض والأسود، وهذا ما علقت عليه مصادر نيابية بالقول إن الخيار بين ورقة بيضاء وورقة سوداء هو إجماع على أن ظروف انتخاب الرئيس لم تحن بعد. وبينما أكد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل تصويت نواب التيار بورقة بيضاء اليوم، دعا لمرشح توافقي غير النائب السابق سليمان فرنجية معلناً عن الانفتاح للحوار حول الخيارات الممكنة التي تتناسب مع رؤية التيار الإصلاحية التي تولي الوضع الداخلي أولوية على الخيارات الاستراتيجية للرئيس، فيما يذهب النواب الـ 13 لجلسة اليوم بـ 12 صوتاً موحداً، قبل أن يتعمق الانقسام بينهم لصالح خيارات رئاسية مختلفة، بينما نواب كتلة الاعتدال الذين صوّتوا لـ “لبنان” سيكررون ذلك، وسط اعتقاد نيابي بأن الجلسة المقبلة ربما يبدأ ظهور أسماء مرشحين بدلاً من الرموز والورقة البيضاء.
حكومياً، سجلت سخونة على المساعي الهادفة لردم الفجوة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، فكانت اللقاءات التي عقدها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ومسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله الحاج وفيق صفا، مع النائب باسيل، من جهة، والتواصل بين المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل واللواء إبراهيم مع الرئيس ميقاتي من جهة أخرى، وفيما تحدّثت المصادر المتابعة عن تقدم جدّي على مسار التأليف، دعت الى عدم الحديث عن مواعيد مرتقبة لأن الأمور في خواتيمها وهي لا تزال في البدايات، بوجود عقد عديدة.
نيابياً، يحسم المجلس الدستوري اليوم خمسة طعون يعتقد أن بينها طعنا كل من النائبين السابقين فيصل كرامي وإبراهيم عازار، بينما سجل مجلس القضاء الأعلى ضياعاً في مسار التعامل مع التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، ترجم خلافات بين رئيس المجلس سهيل عبود وعدد من الأعضاء، وما وصفته مصادر قضائية بدخول قضية المرفأ في الموت السريري.
وفيما يتحول المجلس النيابي الى هيئة ناخبة ويصبح بحالة انعقاد دائمة لانتخاب رئيس للجمهورية منذ اليوم، تفعّلت خطوط الوساطات والمساعي بين بعبدا وميرنا الشالوحي من جهة والرئيس المكلف نجيب ميقاتي من جهة ثانية، حيث انتقل التفاوض غير المباشر بين رئيس الجمهورية ميشال عون وميقاتي الى التفاوض غير المباشر بين الأخير ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في مساعي ربع الساعة الأخير التي يبذلها حزب الله لاستيلاد الحكومة لاحتواء الفوضى الدستورية التي كرّر باسيل التحذير منها وزاد عليها الفوضى الاجتماعية أمس، في حال دخلنا الشغور الرئاسي بالحكومة الحالية ومن دون حكومة كاملة ومكتملة الصلاحيات.
وكثّف المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم حراكه بإسناد من حزب الله باتجاه باسيل، فيما تولى المعاون السياسي للسيد نصرالله الحاج حسين الخليل التواصل المباشر مع ميقاتي.
وبدأ اليوم التفاوضي الطويل عند الساعة الحادية عشرة صباحاً بلقاء جمع باسيل واللواء إبراهيم ورئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا في مركز التيار في سن الفيل. وأشارت المعطيات الى أنّ اللقاء، الذي استمرّ حوالى الساعة وتبعه لقاء لدقائق بين إبراهيم وصفا، تطرّق الى الملف الحكومي والمساعي الهادفة الى تشكيل حكومة قبيل نهاية عهد الرئيس عون.
وتضاربت المعلومات طيلة اليوم على «البورصة الحكومية»، ومنصات التواصل والمواقع الالكترونية ووسائل الإعلام وتراوحت بين إيجابية حذرة باتجاه حل توافقي وتأليف حكومة خلال يومين، لتعود وتنقلب الى سلبية في فترة بعد الظهر حتى المساء، حيث كانت الأخبار تتوالى عن تفاصيل اللقاء والردود المسائية على المقترح الذي حمله إبراهيم وصفا لباسيل ويقضي بتعديل 3 وزراء مسيحيين مقابل تعديل 3 مسلمين وفق معلومات «البناء».
وأشارت المعلومات الى أن ميقاتي أصرّ على تغيير وزير الطاقة وليد فياض كجزء من سلة التعديل الوزاري، لكن باسيل أبلغ صفا وإبراهيم مساء رفضه لتغيير فياض، ما أعاد الأمور الى المربع الأول بعدما كان عون وباسيل وافقا على اقتصار التغيير الوزاري على 3 وزراء مسيحيين بمسعى من حزب الله وهم: وزير الخارجية عبدالله بوحبيب ووزيرة شؤون التنمية الإدارية نجلا رياشي ووزير السياحة وليد نصار الذي تردد أنه الوسيط السري بين عون وميقاتي.
وعلمت «البناء» في هذا الصدد أن رئيس الجمهورية وباسيل فقدا الثقة بالوزراء المحسوبين عليهما باستثناء فياض بعدما اقتربوا من ميقاتي وطروحاته وسياساته في الأشهر الماضية، وبالتالي لن يقبل باسيل الدخول الى مرحلة الشغور الرئاسي بحكومة غير أصيلة تتسلم صلاحيات الرئاسة ولم يعد فيها ممثلون حقيقيون للمسيحيين.
وأشارت مصادر مطلعة في التيار الوطني الحر لـ»البناء» الى أن «الحكومة الحالية فاقدة لثقة المجلس النيابي، ومستقيلة بعد الانتخابات، وهناك رئيس مكلف، ما سيتسبب بإشكالية دستورية كبيرة والمسؤول عنها الرئيس المكلف الذي عليه بذل كل جهد بالتعاون مع رئيس الجمهورية لتأليف حكومة كاملة الصلاحيات لملء الفراغ إذا تعذر انتخاب الرئيس»، وكاشفة أن الوزراء المحسوبين على التيار ورئيس الجمهورية سيجمّدون نشاطهم في الحكومة بعد 31 الحالي، وبالتالي لا يمكن للحكومة بعد هذا التاريخ الاجتماع واتخاذ القرارات وتسقط الميثاقية».
في المقابل تؤكد مصادر حكومية لـ»البناء» أن ميقاتي منفتح على المساعي والمقترحات التوفيقية لكن لن يقبل بأي تعديل وزاري يمس التوازنات السياسية والطائفية ويكرس مكاسب لأطراف معينة تحت حجة الفراغ الرئاسي.
ولا تستبعد أوساط مواكبة للحراك الحكومي لـ»البناء» انفراجة حكومية خلال العشرة أيام الأخيرة بضغط خارجي أميركي – فرنسي لمواكبة متطلبات ملف الترسيم وإصلاحات صندوق النقد الدولي والانفتاح الأميركي على لبنان. أما إشكالية منح الثقة للحكومة بظل تحول المجلس الى هيئة ناخبة فسيصار الى إيجاد فتوى دستورية بالتشاور مع الرئيس نبيه بري الذي وفور تأليف الحكومة سيعين جلسة لمنحها الثقة تحت عنوان الأسباب الموجبة والقاهرة.
ويعود النواب اليوم الى ساحة النجمة، حيث يعقد مجلس النواب جلسة ثالثة لانتخاب رئيس للجمهورية، ومن المتوقع أن يتكرّر سيناريو الجلسة الأولى بفوز الورقة البيضاء بـ 61 صوتاً وتوزع باقي الأصوات على النائب المرشح ميشال معوض ومرشحين آخرين إن تأمن النصاب، أو سيناريو الجلسة الثانية بفقدان نصاب الجلسة.
وعلمت «البناء» أن مختلف الكتل النيابية ستحضر الى المجلس، لكن قد لا تدخل كتل التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة ولبنان القوي الى قاعة الانتخاب إذا كان هناك قرار موحد بإفقاد نصاب الجلسة، إلا أن النائب باسيل، أكد في حديثٍ لقناة «الجزيرة»، أن تكتله سيشارك في الجلسة وسيصوّت بورقة بيضاء، ما يعني أن النصاب سيتأمن، لكن لن يستطيع أي طرف فرض مرشحه بظل عدم امتلاك أي فريق النصاب للانتخاب بالأكثرية.
وردا على سؤال، أعلن باسيل رفضه «السير برئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية لأن هناك اختلافاً بالفكرة الإصلاحية وحول بناء الدولة وبالفكر السياسي الاساسي. وهذا موضوع لا يعنيني شخصياً بل يعني الناس الذين منحونا ثقتهم». كما أعلن باسيل رفضه تعديل الدستور بهدف انتخاب قائد الجيش اللبناني رئيساً للجمهورية.
وعن صفات الشخص الذي يمكن أن يسير به تكتل لبنان القوي، أكد أن «المهم أن يكون برنامجه يتعلق بنقاط التيار وحددنا ذلك بـ 7 محاور، ولم نلمس فرصة حقيقية لانتخاب رئيس قبل انتهاء ولاية رئيس الجمهورية وأنا لا أقبل باستسهال الفراغ لأن هذه المرحلة قد تطول أشهراً وسنوات، وانتظار المؤشرات الخارجية يضع البلد بوضع انهياري كامل، ووضع الناس لا يحتمل الترف السياسي». مؤكداً أنه «إذا لم تتشكل حكومة جديدة فنحن ذاهبون إلى أبعد من فوضى دستورية واجتماعية».
وعقد تكتل قوى التغيير اجتماعاً طويلاً وموسعاً أمس، في منزل النائب بولا يعقوبيان باستثناء النائب ميشال الدويهي، وذلك في محاولة لرأب الصدع الذي أصاب التكتل في جلسة مجلس النواب لانتخاب اللجان والإحياء المخيّب للآمال لذكرى 17 تشرين في الشارع، عشية جلسة انتخاب الرئيس. وعلمت «البناء» أن الخلاف لا يزال يعصف بالتكتل إزاء استحقاقات عدة، وقد أصبح 12 عضواً بعد خروج الدويهي، وقد يصبح أقل في ظل عزم نواب آخرين الخروج من التكتل. كما علمت «البناء» أن الاجتماع لم يفض الى قرار أو توجه واضح في جلسة اليوم، على أن تسًتكمل الاتصالات قبل الجلسة لتوحيد الموقف وفي التصويت، بحجة وجود متسع من الوقت طالما أن هناك احتمالا بأن لا تعقد الجلسة.
وإذ علمت «البناء» أن توقيع الرسائل وإرسالها الى الأمم المتحدة بين الوسيط الأميركي وبين لبنان والعدو الإسرائيلي كل على حدة سيتم في الناقورة في 27 الحالي، والتي من المفترض أن تسبق اطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، كشف نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، أنّ «الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين سيزور بيروت الأسبوع المقبل حاملاً نسخة من اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع «إسرائيل» ليوقّعه مسؤولون لبنانيون»، من دون أن يذكر متى سيتمّ توقيع الاتفاق.
من جهته، قال هوكشتاين في منتدى استضافه معهد الشرق الأوسط إنّه «سيزور المنطقة الأسبوع المقبل»، من دون أن يحدّد تواريخ أو وجهات، مضيفاً أنّ «الرئيس اللبناني ورئيس وزراء «إسرائيل» يائير لابيد سيقرّران في شأن التوقيع».
وأعلن مجلس الأمن الدولي، في بيان أن «اتفاق الترسيم بين لبنان و«إسرائيل« سيسمح لكلا الجانبين بالاستفادة بشكل منصف من موارد الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط»، مشيراً الى أن «اتفاق لبنان و«إسرائيل» بشأن الحدود البحرية خطوة كبيرة ستُسهم في استقرار المنطقة وأمنها وازدهارها».
وشدّد مستشار رئيس الجمهورية النائب السابق أمل أبو زيد لـ»البناء» على أن إنجاز ملف ترسيم الحدود يحقق للبنان ثلاثة أهداف أساسية:
عودة الشركات الأجنبية الى لبنان لا سيما شركتي «توتال» و«ايني» بعدما تم إيقافهما عن العمل بقرار خارجي فور صدور التقرير الذي يؤكد وجود نفط وغاز في الحقول اللبنانية، وذلك لأسباب سياسية.
التنقيب سيساهم بطريقة مباشرة وغير مباشرة بإعادة تكوين الاقتصاد اللبناني والنهضة، وهنا أهمية إقرار قانون الصندوق السياديّ.
كسر الحصار الخارجي والأميركي، خصوصاً على لبنان بعد اتصال الرئيس جو بايدن بالرئيس عون، وبالتالي سيُصار الى تفعيل خط الغاز العربي مع تسهيلات مالية من البنك الدولي وخروج تدريجي من العقوبات.
وأشار نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، خلال إحياء احتفال لـ«تجمع العلماء المسلمين» في لبنان، الى أننا «استطعنا أن نحقق إنجازاً عظيماً وكبيراً هو ترسيم الحدود البحرية لاستخراج النفط والغاز من أرضنا اللبنانية، وأسلحتنا هذه هي الضمانة لتنفيذ المراحل المقبلة، وسنكون دائماً جاهزين وحاضرين لنحمي حقوقنا. المقاومة التي حققت مع الدولة هذا الثبات والقوة والعزة حققت إنجازاً كبيراً. هذا الإنجاز هو إنجاز وطني ليس إنجازاً لطائفة ولا لجهة ولا لجماعة، لولا تكامل موقف الدولة مع المقاومة وموقف المقاومة مع الدولة لما أمكننا أن نصل إلى هذه النتيجة المهمة». وأضاف قاسم: «أصبحنا معنيين بالمرحلة الثانية والمرحلة الثانية هي المحافظة على هذا الإنجاز وحماية هذا الإنجاز من عدوانين، عدوان العدو وعدوان المفسدين وسرّاق المال العام».
وتابع السفير السعودي في لبنان وليد البخاري جولته على المراجع الرئاسية، وزار أمس، الرئيس ميقاتي حيث جرى «التأكيد على مرجعية «اتفاق الطائف» الذي انبثق منه الدستور اللبناني في رعاية الواقع اللبناني والعلاقات الوطيدة بين مختلف المكونات اللبنانية».
على صعيد آخر، يعقد المجلس الدستوري جلسة حاسمة اليوم لإعلان نتائج الطعون الانتخابية، والتي بلغت 15 طعناً. وتترقب الأوساط السياسية نتيجة الطعون وتداعياتها على التوازنات في المجلس النيابي في خضم معركة رئاسة الجمهورية، إذ من الممكن أن توفر أكثرية نيابية لفريق إذا صحّت المعلومات عن فوز النواب الخاسرين فيصل كرامي وإبراهيم عازار ومروان خير الدين وما يُشاع عن فوز المرشح العلوي المدعوم من التيار الوطني الحر في طرابلس.
ووفق المعلومات فإن المجلس الدستوري سيعلن النتائج على دفعات وليس دفعة واحدة. وتتلخّص الاحتمالات بين إبطال نيابة وإعلان فوز المرشح الذي قدّم الطعن، أو إعادة الانتخابات.
على صعيد قضائي آخر، تقدّم النائبان علي حسن خليل وغازي زعيتر بدعوى مخاصمة الدولة، وذلك أمام الهيئة العامة لمحكمة التمييز بوجه القاضي المكلّف من قبل مجلس القضاء الأعلى بالبت بدعوى رد المحقق العدلي القاضي طارق بيطار جان مارك عويس.
*********************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
باسيل يعلنها صراحة: نرفض ترشيح فرنجية وقائد الجيش | تشكيل الحكومة: لعبة القط والفأر
يعيش لبنان أياماً مفصلية، ما بعدها ربما لن يكون كما قبلها، لا سيما إذا لم تنجَح مشاورات ربع الساعة الأخير في إنقاذ استحقاق تأليف الحكومة، إذ ستكون البلاد في 31 تشرين الأول (انتهاء ولاية عهد الرئيس ميشال عون) على موعِد مع فراغين عنوانهما «الفوضى الاجتماعية الدستورية» كما قال رئيس تكتل «لبنان القوي» النائب جبران باسيل أمس في مقابلة عبرَ قناة «الجزيرة» القطرية. ولذلك، تكثفت في اليومين الماضييْن الاتصالات التي يقودها حزب الله والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لرفع الحواجز بينَ عون وفريقه من جهة ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي من جهة أخرى.
وحتى مساء ليل أمس، كانت الاجتماعات مستمرة بين الوسطاء وكل من الرئيس المكلف وباسيل. علماً أن الساعات الـ 24 الماضية دلت على «صبيانية» تتحكم بكل التواصل الذي يستهدف الاتفاق على تشكيلة يعلن عنها خلال يومين كما يرغب الوسطاء. إلى درجة أن أحد المعنيين بالاتصالات قال إن نهار أمس انتهى على لا شيء بسبب لعبة القط والفأر التي تميزت بها مواقف الطرفين الأساسيين.
وقالت مصادر معنية بالتأليف «إننا أمام ساعات حاسمة يتحدّد معها مصير البلد برمته»، وسطَ تقديرات لا تُسقِط من الحساب صعوبة التشكيل، خصوصاً أن المداولات التي حصلت أكدت أن «لا شيء تغيّر منذ شهرين حتى اليوم في التعامل مع الملف». المصادر نفسها قالت إن «الحزب واللواء إبراهيم تقصدا الإعلان عن المشاورات وإبرازها وكشف الاتصالات والاجتماعات لهدفين: الأول، التأكيد على المسعى الجدي الذي استؤنِف، وثانياً لرفع تهمة التعطيل إذا لم يحصل توافق بين باسيل وميقاتي».
وكانت الجولة الجديدة من المفاوضات بدأت باجتماع بين المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل مع الرئيس ميقاتي ومن ثم حصل تواصل بين ميقاتي واللواء إبراهيم. وعرض ميقاتي صيغته للتغيير التي تقول بأنه يريد إبعاد ثلاثة وزراء هم: وزير المالية يوسف خليل بطلب من الرئيس نبيه بري، والوزير عصام شرف الدين الذي لا يتوافق معه على شيء، والوزير أمين سلام لأنه يريد تغيير العمل في وزارة الاقتصاد ويفضل أن يعطي المقعد لأحد أعضاء تكتل عكار السني. وعندها قيل لميقاتي إن هذا التغيير يوجب أن يكون مقابله تغيير ثلاثة وزراء مسيحيين، وهو ما يطالب به باسيل. فوافق ميقاتي، لكنه قال إنه يريد تغيير وزير الطاقة وليد فياض الذي «لا يجيد إدارة هذه الوزارة الحساسة وكذلك الوزيرة نجلا الرياشي وليختر باسيل الوزير الثالث. فرد باسيل بأن الأمر لا يتم على هذا النحو. وإذا كان ميقاتي يهتم بتغيير الوزراء المسلمين الثلاثة بالتعاون مع بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، فإن تغيير الوزراء المسيحيين الثلاثة يكون من حصة الرئيس عون والتيار وليست له علاقة بمن يقترح إبعاده وبمن يتم تسميته كبديل. وقال باسيل إنه يوافق على تغيير الوزيرين رياشي وعبدالله بو حبيب، لكنه لا يريد تغيير فياض، بل ربما يريد تغيير الوزير وليد نصار، وأنه هو من يختار البدلاء. وعندما وجه إليه السؤال عن الأسماء البديلة، قال إنه يسلمها إلى الرئيس عون الذي يضعها في خاناتها يوم مجيء الرئيس ميقاتي باللائحة الجديدة. فرفض ميقاتي لأنه لا يريد بقاء فياض في وزارة الطاقة، مشيراً إلى أنه يقبل بتسمية وزير بديل عنه من قبل باسيل، ولكنه يريد الأسماء قبل الذهاب إلى القصر الجمهوري لأنه هو من يضع التشكيلة قبل مناقشتها مع الرئيس عون.
وتحدثت المصادر عن إشكالية إضافية تمثلت في إعلان باسيل أنه لن يمنح الحكومة الثقة حتى ولو استُجيب لمطلبه تغيير وزراء فيها، مبرراً ذلك بأن رئيس الحكومة ملزم بحصول التغيير كون يريده، وباغت باسيل الوسطاء بإبلاغهم أن ميقاتي يفاوضه عبر قناة أخرى هي الوزير نصار الذي قال له إن ميقاتي لا يمانع عدم منح التيار الثقة للحكومة الجديدة. وعندما فاتح الوسطاء رئيس الحكومة بالأمر، نفى أن يكون هو من طلب من نصار التوسط، بل قال إن نصار جاءه مكلفاً من قبل باسيل.
وفي آخر تواصل حصل عصراً، قالت المصادر إن الوسطاء شعروا بضيق جراء عمليات إلقاء المسؤولية من كل طرف على الآخر، خصوصاً أنه بعد اللقاء الذي جمع باسيل واللواء إبراهيم ومسؤول الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا في مكتب التيار الوطني اتفق على «قبول باسيل بتغيير ثلاثة وزراء مسيحيين هم عبدالله بو حبيب ونجلا الرياشي ووليد نصار، وعدم تسمية سياسيين، لكنه اشترط الكلام مع حزب الطاشناق أيضاً الذي يريد تغيير وزيره في الحكومة جورج بوشكيان لأنه يريد فصل العمل النيابي عن الوزاري ويطرح اسم وزير السياحة السابق أواديس كيدانيان»، فيصبِح عدد الوزراء المسيحيين الذين سيتم استبدالهم 4 بدلاً من 3، وهو ما لم يوافق عليه ميقاتي. فضلاً عن إصرار الأخير على تطيير وزير الطاقة، أو على الأقل نقله إلى وزارة أخرى وهو ما يرفضه باسيل بالمطلق».
وفي السياق، اعتبرت مصادر بارزة «أننا ما زلنا في المربع الأول، على عكس كل التسويق الإيجابي، فحتى الآن لم يحصل توافق على التغيير في الحقائب وعدد الوزراء، وفي حال نجح الوسطاء في تقريب وجهات النظر فسنكون أمام مشكلة الأسماء، وهذه مشكلة أخرى حتى الآن لم تناقش بشكل عميق وقد تأخذ فترة أطول»، فـ«الصعوبات التي تعترض التفاهم على الحكومة تنسحب بدورها على الأسماء، ما يعزز فرضية عدم تأليفها».
وفي سياق الملف الرئاسي، كان البارز إعلان باسيل أنه «ليس من الممكن أن نسير برئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية لأن هناك اختلافاً بالفكرة الإصلاحية وحول بناء الدولة وبالفكر السياسي الأساسي، وهذا موضوع لا يعنيني شخصياً بل يعني الناس الذين منحونا ثقتهم». كما أعلن صراحة «رفض تعديل الدستور بهدف انتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية»، مؤكداً أنه «إذا لم تتشكل حكومة جديدة فنحن ذاهبون إلى أبعد من فوضى دستورية واجتماعية»، مضيفاً «لم نحصر الترشيح بمن له بشخصه حيثية شعبية وبالتالي الخيار أصبح أوسع لكن ليس بكثير، واستراتيجيتنا تجنب الفراغ. ونبدي مرونة بإمكان التوافق على رئيس وحدّدنا العناوين الأساسية من خلال ورقتنا، وورقة الأولويات كانت باباً لنطرق أبواب الآخرين. ونحن جديون بالبحث عن رئيس. لكن حتى الآن لا أرى فرصة جدية للانتخابات. ونحن ضد استسهال الفراغ سواء من الحلفاء أو الخصوم».
********************************
افتتاحية صحيفة النهار
تكريس الانسداد الرئاسي والرهان الحكومي مترنّح
لن تتبدل صورة الانسداد الذي يواجهه الاستحقاق الرئاسي اليوم، ولكن الجلسة الثالثة لانتخاب رئيس الجمهورية تكتسب دلالات بارزة سواء في التوقيت والزمان او في الابعاد الانتخابية – السياسية. ذلك ان هذه الجلسة المصادفة في العشرين من تشرين الأول، ستطلق مرحلة الانعقاد الحكمي لمجلس النواب في الأيام العشرة الأخيرة من ولاية الرئيس ميشال عون بكل ما يستتبع هذه الفترة من حبس انفاس وانشداد الى ما يحتمل ان تشهده من تطورات وربما مفاجآت ليست في حسبان احد راهنا. ثم ان الجلسة، اذا قيض لها الانعقاد اليوم ولم يسقط نصاب الثلثين لانعقادها قبل افتتاحها، ستعيد تكريس التوزع والفرز السياسي – النيابي الذي رسمته الجلسة الانتخابية الأولى ولكن ستكون هناك فوارق اليوم يرجح ان تتمثل بحفاظ النائب ميشال معوض على دعم وتأييد الكتل المعارضة التي رشحته منذ انطلاق المهلة الدستورية وهي كتل “القوات ال#لبنانية ” واللقاء الديموقراطي” والكتائب وعدد من المستقلين مع احتمال زيادة الأصوات التي سينالها اليوم، فيما “ستحافظ” في المقابل كتل “الثنائي الشيعي” و”التيار الوطني الحر” و”المردة” ومن يحالفهم على كتلة “الأوراق البيضاء” تثبيتا لعدم اتفاقهم على مرشح موحد. اما “تكتل النواب التغييريين” الذي ضربه الانقسام فعقد اجتماعا عقد مساء وإنضمّ اليه نائبا صيدا أسامة سعد وعبد الرحمن البزري. وتحدثت معلومات عن توجه لدى التكتل إلى التصويت للوزير السابق ناصيف حتي في جلسة انتخاب الرئيس اليوم. وأضافت المعلومات أن النائبين وضاح الصادق وميشال الدويهي لم يحضرا اجتماع نواب التغيير الذي دام لأكثر من 3 ساعات في دارة النائبة بولا يعقوبيان، فيما أكد الصادق أنه لن يحضر أي اجتماع للتكتل ما لم يكن هناك آلية واضحة للعمل، متمنياً على التكتل عدم تسمية أي شخصية ل#رئاسة الجمهورية كي لا يتم “حرق ورقته”. ويتجه نواب “كتلة الاعتدال الوطني ” الى إعادة انزال شعار “لبنان” في الصندوقة الانتخابية .
ولعل الانطباعات التي اشاعتها الجلسة الثالثة قبل انعقادها بدت بمثابة “إشعار” استباقي للرأي العام الداخلي والبعثات الديبلوماسية في لبنان بان الأيام العشرة الاتية ستشهد حصول” محظور” الفراغ الرئاسي الذي دأب الجميع في الداخل والخارج على التحذير من حصوله عبثا اذ بدا الإخفاق السياسي الداخلي عن التزام الانتظام الدستوري والمؤسساتي بانتخاب رئيس الجمهورية المقبل فاضحا وشكل علامة قصور هائل علما ان جهات معينة تتحمل التبعة اكثر من سواها وهي الجهات التي تمارس تعطيل اللعبة التنافسية الديموقراطية وتضع التوافق القسري شرطا لانتخاب الرئيس بما يعني منع الانتخاب الى حين توافر الظروف الداخلية والخارجية التي تلائمها لفرض صفقة تحمل من يلائمها الى الرئاسة الأولى. ولذا تعاظمت الاهتمامات في الأيام والساعات الأخيرة على الجهود المتصاعدة لاستباق الفراغ الرئاسي باختراق حكومي عبر التسوية التي يجري العمل بقوة على بلورتها واستكمالها لجعل الحكومة المعومة او المعدلة تعويضا عن فراغين اقله تحسبا لفراغ رئاسي طويل.
لقاء ثلاثي في هذا السياق جاءت المعلومات عن لقاء جمع ظهر امس رئيسَ “التيّار الوطني الحر” النائب جبران باسيل والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم ورئيس وحدة الارتباط والتنسيق في “حزب الله” وفيق صفا في مركز تكتل “لبنان القوي” في سنتر طيّار في سن الفيل. وتحدثت المعلومات عن أنّ اللقاء، الذي استمرّ حوالى الساعة وتبعه لقاء لدقائق بين ابرهيم وصفا، تطرّق الى الملف الحكومي والمساعي الهادفة الى تشكيل حكومة قبيل نهاية عهد الرئيس عون.
وافادت المعلومات بأن باسيل ابلغ ابرهيم وصفا رفضه مطلب الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بأن يشمل التعديل الوزاري اسم الوزير وليد فياض، وبقي مصرا على تعديل الاسماء الثلاثة: عبدالله بوحبيب ونجلا الرياشي ووليد نصار.
وأكد باسيل أن التيار سيشارك في جلسة البرلمان اللبناني اليوم لانتخاب رئيس للجمهورية وسيصوت بورقة بيضاء. واعلن في حديث تلفزيوني: “اننا نرفض تعديل الدستور بهدف انتخاب قائد الجيش رئيسا للجمهورية”. وحذر من أنه “إذا لم تتشكل حكومة جديدة فنحن ذاهبون إلى أبعد من فوضى دستورية واجتماعية”.
وفي المقابل أوضح رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن “ما نفعله هو وضع كل قوتنا لتتم الانتخابات الرئاسية في المهلة الدستورية وبقي 11 يوماً لانتهاء ولاية الرئيس ميشال عون وعلى الجميع تحديد موقفه، ونحن حددنا موقفنا وطرحنا مرشحنا وهو ميشال معوّض وجمعنا له حتى اللحظة ثلثي أصوات المعارضة ولكن للأسف لا مرشح للفريق الآخر الممانع وهو مستمر بالتعطيل تحت مسمى لا توافق”. وشدد جعجع امس على أن “النواب يتحملون مسؤولية كبيرة لانتخاب رئيس إصلاحي في المهلة الدستورية”. وقال “لا يوجد أي رابط بين #ترسيم الحدود البحرية الجنوبية والانتخابات الرئاسية والبعض يحاول ربط الأمور ببعضها مثل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لأسباب سياسية واضحة”. وأشار إلى أن “الترسيم بدأ منذ فترة طويلة وما ساهم بإتمام الأمر هو الضغط الأميركي – الأوروبي انطلاقاً من وضع قطاع الطاقة في العالم ككل والترسيم أتى متأخراً 6 أو 7 سنوات ونحن بحاجة لسنوات من أجل الاستفادة من الغاز في بحر لبنان”. وشدد على أن “طالما المنظومة الحاكمة المؤلفة من التيار الوطني الحر وحزب الله وحلفائهما لديها الكلمة الأكبر في الدولة، لا يظن أحد أن شيئاً سيتغير في الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، حتى ولو أصبح لدينا نفط في البحر وفي البر، فهم لا يعرفون سوى القيام بما قاموا به في السنوات العشر الأخيرة”. وتابع “هناك مسؤولية كبيرة تقع على النواب من أجل انتخاب رئيس انقاذي وليس رئيساً على طريقة “أبو ملحم”.
ميقاتي وبخاري والطائف وسط هذه الاجواء، تتواصل التطمينات الى ان لا مسّ ب#اتفاق الطائف. في هذا السياق، إستقبل الرئيس نجيب ميقاتي سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري صباح امس في دارته. وجرى خلال اللقاء “تجديد تأكيد العلاقات الاخوية بين لبنان والمملكة والتي تميزت على الدوام بالتعاضد والمحبة المتبادلة بين البلدين والشعبين، وترجمت باحتضان المملكة للبنان واللبنانيين ومساعدتهم لتجاوز كل العثرات والمصاعب”. كذلك تم تأكيد مرجعية “اتفاق الطائف” الذي انبثق منه الدستور اللبناني في رعاية الواقع اللبناني والعلاقات الوطيدة بين مختلف المكونات اللبنانية”.
الى ذلك، استقبل الرئيس بري في عين التينة أعضاء “تكتل الإعتدال الوطني”. وبعد اللقاء، ونقل النائب محمد سليمان عن الرئيس بري “حرصه على الإستحقاقات أن تتم في وقتها وكلنا ثقة به وبحرصه على الدستور وعلى إتفاق الطائف وعلى السلم الاهلي في البلد”.
موعد اتفاق الترسيم على صعيد ملف ترسيم الحدود، كشف نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب أنّ “الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين سيزور بيروت الأسبوع المقبل حاملاً نسخة من اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل ليوقّعه مسؤولون لبنانيون”. وأكد ان “هوكشتاين آتٍ الأسبوع المقبل ومعه الاتفاق الذي سنوقّعه” من دون أن يذكر متى سيتمّ توقيع الاتفاق. من جهته، قال هوكشتاين ، في منتدى استضافه معهد الشرق الأوسط، إنّه “سيزور المنطقة الأسبوع المقبل”، من دون أن يحدّد مواعيد أو وجهات، مضيفاً أنّ “الرئيس اللبناني ورئيس وزراء إسرائيل يائير لابيد سيقرّران في شأن التوقيع”.
ومن المقرر ان يكون للامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله اطلالة في 27 الشهر الحالي في مناسبة افتتاح معرض “جهاد البناء” ويتطرق الى آخر المستجدات السياسية لا سيما الحكومة والرئاسة، وسيشكل ملف الترسيم محور الكلمة.
في غضون ذلك علم ان مجلس الامن الدولي سيلتئم في 28 تشرين الثاني ليجري احاطة دورية حول تنفيذ القرار 1701، وامس إستقبل الرئيس ميقاتي المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي قدمت “التهنئة بانجاز ملف ترسيم الحدود البحرية”. وقالت “نحن نشجع دائما على تأليف حكومة جديدة ونثمن جهود دولة الرئيس في هذا الاطار. كما تطرقنا الى القوانين الاصلاحية وعمل مجلس النواب لا سيما بالنسبة لقانون السرية المصرفية ونشجع انجاز الاصلاحات وفقا للاتفاق مع صندوق النقد الدولي، وعلينا ان نكون إيجابيين لما فيه مصلحة لبنان”.
*****************************
افتتاحية صحيفة الأخبار
باسيل يعلنها صراحة: نرفض ترشيح فرنجية وقائد الجيش | تشكيل الحكومة: لعبة القط والفأر
يعيش لبنان أياماً مفصلية، ما بعدها ربما لن يكون كما قبلها، لا سيما إذا لم تنجَح مشاورات ربع الساعة الأخير في إنقاذ استحقاق تأليف الحكومة، إذ ستكون البلاد في 31 تشرين الأول (انتهاء ولاية عهد الرئيس ميشال عون) على موعِد مع فراغين عنوانهما «الفوضى الاجتماعية الدستورية» كما قال رئيس تكتل «لبنان القوي» النائب جبران باسيل أمس في مقابلة عبرَ قناة «الجزيرة» القطرية. ولذلك، تكثفت في اليومين الماضييْن الاتصالات التي يقودها حزب الله والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لرفع الحواجز بينَ عون وفريقه من جهة ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي من جهة أخرى.
وحتى مساء ليل أمس، كانت الاجتماعات مستمرة بين الوسطاء وكل من الرئيس المكلف وباسيل. علماً أن الساعات الـ 24 الماضية دلت على «صبيانية» تتحكم بكل التواصل الذي يستهدف الاتفاق على تشكيلة يعلن عنها خلال يومين كما يرغب الوسطاء. إلى درجة أن أحد المعنيين بالاتصالات قال إن نهار أمس انتهى على لا شيء بسبب لعبة القط والفأر التي تميزت بها مواقف الطرفين الأساسيين. وقالت مصادر معنية بالتأليف «إننا أمام ساعات حاسمة يتحدّد معها مصير البلد برمته»، وسطَ تقديرات لا تُسقِط من الحساب صعوبة التشكيل، خصوصاً أن المداولات التي حصلت أكدت أن «لا شيء تغيّر منذ شهرين حتى اليوم في التعامل مع الملف». المصادر نفسها قالت إن «الحزب واللواء إبراهيم تقصدا الإعلان عن المشاورات وإبرازها وكشف الاتصالات والاجتماعات لهدفين: الأول، التأكيد على المسعى الجدي الذي استؤنِف، وثانياً لرفع تهمة التعطيل إذا لم يحصل توافق بين باسيل وميقاتي».
وكانت الجولة الجديدة من المفاوضات بدأت باجتماع بين المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل مع الرئيس ميقاتي ومن ثم حصل تواصل بين ميقاتي واللواء إبراهيم. وعرض ميقاتي صيغته للتغيير التي تقول بأنه يريد إبعاد ثلاثة وزراء هم: وزير المالية يوسف خليل بطلب من الرئيس نبيه بري، والوزير عصام شرف الدين الذي لا يتوافق معه على شيء، والوزير أمين سلام لأنه يريد تغيير العمل في وزارة الاقتصاد ويفضل أن يعطي المقعد لأحد أعضاء تكتل عكار السني. وعندها قيل لميقاتي إن هذا التغيير يوجب أن يكون مقابله تغيير ثلاثة وزراء مسيحيين، وهو ما يطالب به باسيل. فوافق ميقاتي، لكنه قال إنه يريد تغيير وزير الطاقة وليد فياض الذي «لا يجيد إدارة هذه الوزارة الحساسة وكذلك الوزيرة نجلا الرياشي وليختر باسيل الوزير الثالث. فرد باسيل بأن الأمر لا يتم على هذا النحو. وإذا كان ميقاتي يهتم بتغيير الوزراء المسلمين الثلاثة بالتعاون مع بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، فإن تغيير الوزراء المسيحيين الثلاثة يكون من حصة الرئيس عون والتيار وليست له علاقة بمن يقترح إبعاده وبمن يتم تسميته كبديل. وقال باسيل إنه يوافق على تغيير الوزيرين رياشي وعبدالله بو حبيب، لكنه لا يريد تغيير فياض، بل ربما يريد تغيير الوزير وليد نصار، وأنه هو من يختار البدلاء. وعندما وجه إليه السؤال عن الأسماء البديلة، قال إنه يسلمها إلى الرئيس عون الذي يضعها في خاناتها يوم مجيء الرئيس ميقاتي باللائحة الجديدة. فرفض ميقاتي لأنه لا يريد بقاء فياض في وزارة الطاقة، مشيراً إلى أنه يقبل بتسمية وزير بديل عنه من قبل باسيل، ولكنه يريد الأسماء قبل الذهاب إلى القصر الجمهوري لأنه هو من يضع التشكيلة قبل مناقشتها مع الرئيس عون.
وتحدثت المصادر عن إشكالية إضافية تمثلت في إعلان باسيل أنه لن يمنح الحكومة الثقة حتى ولو استُجيب لمطلبه تغيير وزراء فيها، مبرراً ذلك بأن رئيس الحكومة ملزم بحصول التغيير كون يريده، وباغت باسيل الوسطاء بإبلاغهم أن ميقاتي يفاوضه عبر قناة أخرى هي الوزير نصار الذي قال له إن ميقاتي لا يمانع عدم منح التيار الثقة للحكومة الجديدة. وعندما فاتح الوسطاء رئيس الحكومة بالأمر، نفى أن يكون هو من طلب من نصار التوسط، بل قال إن نصار جاءه مكلفاً من قبل باسيل. وفي آخر تواصل حصل عصراً، قالت المصادر إن الوسطاء شعروا بضيق جراء عمليات إلقاء المسؤولية من كل طرف على الآخر، خصوصاً أنه بعد اللقاء الذي جمع باسيل واللواء إبراهيم ومسؤول الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا في مكتب التيار الوطني اتفق على «قبول باسيل بتغيير ثلاثة وزراء مسيحيين هم عبدالله بو حبيب ونجلا الرياشي ووليد نصار، وعدم تسمية سياسيين، لكنه اشترط الكلام مع حزب الطاشناق أيضاً الذي يريد تغيير وزيره في الحكومة جورج بوشكيان لأنه يريد فصل العمل النيابي عن الوزاري ويطرح اسم وزير السياحة السابق أواديس كيدانيان»، فيصبِح عدد الوزراء المسيحيين الذين سيتم استبدالهم 4 بدلاً من 3، وهو ما لم يوافق عليه ميقاتي. فضلاً عن إصرار الأخير على تطيير وزير الطاقة، أو على الأقل نقله إلى وزارة أخرى وهو ما يرفضه باسيل بالمطلق». وفي السياق، اعتبرت مصادر بارزة «أننا ما زلنا في المربع الأول، على عكس كل التسويق الإيجابي، فحتى الآن لم يحصل توافق على التغيير في الحقائب وعدد الوزراء، وفي حال نجح الوسطاء في تقريب وجهات النظر فسنكون أمام مشكلة الأسماء، وهذه مشكلة أخرى حتى الآن لم تناقش بشكل عميق وقد تأخذ فترة أطول»، فـ«الصعوبات التي تعترض التفاهم على الحكومة تنسحب بدورها على الأسماء، ما يعزز فرضية عدم تأليفها».
الأمور لا تزال في المربع الأول على عكس كل التسويق الإيجابي
وفي سياق الملف الرئاسي، كان البارز إعلان باسيل أنه «ليس من الممكن أن نسير برئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية لأن هناك اختلافاً بالفكرة الإصلاحية وحول بناء الدولة وبالفكر السياسي الأساسي، وهذا موضوع لا يعنيني شخصياً بل يعني الناس الذين منحونا ثقتهم». كما أعلن صراحة «رفض تعديل الدستور بهدف انتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية»، مؤكداً أنه «إذا لم تتشكل حكومة جديدة فنحن ذاهبون إلى أبعد من فوضى دستورية واجتماعية»، مضيفاً «لم نحصر الترشيح بمن له بشخصه حيثية شعبية وبالتالي الخيار أصبح أوسع لكن ليس بكثير، واستراتيجيتنا تجنب الفراغ. ونبدي مرونة بإمكان التوافق على رئيس وحدّدنا العناوين الأساسية من خلال ورقتنا، وورقة الأولويات كانت باباً لنطرق أبواب الآخرين. ونحن جديون بالبحث عن رئيس. لكن حتى الآن لا أرى فرصة جدية للانتخابات. ونحن ضد استسهال الفراغ سواء من الحلفاء أو الخصوم».
******************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
نتائج “الطعون” على دفعات… بين الردّ و”ترفيع الخاسر” وإعادة الانتخاب “حزب الله” يستعجل “حكومة الشغور” وميقاتي يرفض تدفيعه “ثمن الترسيم”!
بدأت عملية استيلاد الحكومة العتيدة سباقها المحموم مع نهاية ولاية الرئيس ميشال عون، وبدأ أطرافها يستشعرون حماوة ضغط الأمتار الأخيرة في ميدان “عضّ الأصابع” بانتظار من يصرخ أولاً بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، خصوصاً بعدما دخل “حزب الله” بثقله السياسي والأمني على خط استعجال تشكيل “حكومة الشغور” في ما تبقى من أيام العهد الأخيرة. فبينما ارتقى “حزب الله” بوساطته مع ميقاتي إلى مستوى إيفاد نائب أمينه العام حسين الخليل إليه، مع ما يعنيه ذلك من دخول السيد حسن نصرالله “شخصياً” عبر الخليل في عملية التأليف، قرر “الحزب” على المقلب الآخر مؤازرة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم بمسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا في مهمة دفع باسيل إلى تحسس ضيق الوقت والهامش أمام مناورات الحصص والمكاسب الوزارية لصالح إعلاء “المصلحة الاستراتيجية” في الميزان الحكومي.
وإذ يربط البعض المسار الحكومي اللبناني بنظيره العراقي حيث تتجه الأنظار إلى جلسة التصويت على نيل حكومة محمد شياع السوداني يوم السبت المقبل الثقة، أبدت مصادر واسعة الاطلاع قناعتها بتداخل العوامل المحلية والخارجية في تأمين الانفراج الحكومي، كما حصل في اتفاق الترسيم البحري، والذي شدد مجلس الأمن الدولي أمس على أنّ هذا الاتفاق بين لبنان وإسرائيل يجسد “خطوة كبيرة ستسهم في استقرار المنطقة وأمنها وازدهارها”، لكن المصادر نفسها لفتت في المقابل إلى أنّ “محاولة العهد وتياره استثمار إنجاز الترسيم والانفتاح الأميركي والدولي على عون في سبيل انتزاع تنازلات إضافية من ميقاتي، زادت من حدة تعقيدات التأليف، خصوصاً وأنّ الرئيس المكلف لا يبدو في وارد الاستسلام والتسليم بشروط باسيل ويرفض تدفيعه الثمن حكومياً تحت وطأة سكرة الترسيم”.
وأوضحت المصادر لـ”نداء الوطن” أنّ العائق الذي لا يزال يعترض الولادة المتعثرة هو عملية تبديل الأسماء في حصة الرئيس ميشال عون الوزارية، والتي هي عملياً حصة خالصة لباسيل الذي فقد ثقته بمعظم الوزراء الذين كانوا من حصته في حكومة تصريف الاعمال ولم يعد يأتمنهم على إدارة مرحلة خلوّ سدة رئاسة الجمهورية في مجلس الوزراء، حتى أنه يواصل التشهير بهم في مجالسه الخاصة حيث يُنقل عنه ترداد عبارة “ميقاتي اشترى وزراءنا”.
ووفق أحد الوسطاء العاملين على خط تدوير الزوايا الحكومية، فإنّ “العقدة الأساس لم تعد تكمن في محاولة تكبير حصة باسيل في الحكومة العتيدة إنما في تغيير أسماء كل وزرائه باستثناء وزير الطاقة وليد فياض. ويتحكم بهذه العقدة اتجاهان، الأول يتبناه “حزب الله” بدفاعه عن أحقية استبدال رئيس الجمهورية أسماء الوزراء من حصته بأسماء أخرى طالما أن ذلك لا يطال التوازنات داخل التركيبة الحكومية، لا سيما وان هناك اسماء تم استبدالها من قبل مكونات أخرى داخل الحكومة. أما الاتجاه الثاني، فيتمسك به ميقاتي ويدعمه فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري وأطراف أخرى، وهو يرفض استبدال الأسماء الوزارية بأخرى حزبية لأنّ ذلك سيعني ضرب الأسس التي ارتكزت عليها عملية تأليف الحكومة، والانتقال تالياً إلى حكومة حزبية سياسية من شأنها أن تجعل تمرير مرحلة الشغور شديدة الصعوبة والتعقيد على طاولة مجلس الوزراء.
في الغضون، تتجه الأنظار إلى جلسة الانتخاب الرئاسي الثالثة اليوم في ساحة النجمة وسط توقعات متقاطعة بين مختلف الكتل تشير إلى أنّ مصيرها لن يخرج عن دائرة ما أصاب الجلستين السابقتين من تعطيل متعمّد من جانب قوى الثامن من آذار و”التيار الوطني” لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، سواءً عبر استراتيجية “الورقة البيضاء” أو تطيير النصاب.
واليوم، سيحتل المجلس الدستوري واجهة الاهتمام والمتابعة على شريط الأحداث في ضوء ترقب ما سيصدره من نتائج لمذاكرته عدداً من الطعون الانتخابية المقدمة أمامه، على أن يقوم بإصدارها تباعاً “على دفعات” حتى نهاية الشهر. وإذ يسود تكتم شديد في أروقة المجلس حيال ما هو بصدده من قرارات، نقلت معلومات متواترة في هذا المجال أنّه سيبتّ في جلسته اليوم بنحو ستة طعون بعدما قام بتصنيفها بحسب مدى تشابه حيثياتها والموجبات التي أدت إلى قبولها أو ردها.
ووفق ما هو متداول في هذا الصدد، فإنّ من بين النتائج المحسومة ما يشي بالاتجاه نحو إعادة النائب الخاسر فيصل كرامي إلى الندوة البرلمانية، بالإضافة إلى إمكانية انتزاع مقعد من تكتل “نواب التغيير” عبر تخسير النائب الفائز فراس حمدان، في وقت أكدت أوساط قضائية أنّ قرارات المجلس الدستوري إزاء المقاعد النيابية المطعون بها لن تسفر عن نتائج حاسمة في تخسير هذا النائب أو إعلان فوز هذا المرشح، بل هي ستتراوح بين رد الطعن أو ترفيع الخاسر الأول أو إعادة العملية الانتخابية فرعياً.
****************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
لبنان: محاولة جديدة لانتخاب رئيس اليوم ومساعٍ لتشكيل حكومة ترث «الفراغ» بري لـ«الشرق الأوسط»: الوساطات التوافقية معطلة… ونريد رئيساً يحفظ «الطائف» ثائر عباس
إذا لم تحصل معجزة ما، فستكون جلسة البرلمان اللبنانية المقررة اليوم لانتخاب رئيس للجمهورية «محاولة فاشلة» جديدة لإتمام الانتخابات، عشية دخول البرلمان في حالة «الانعقاد الدائم»، التي ينص عليها الدستور اللبناني في الأيام العشرة الأخيرة لانتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، في ظل فشل المساعي الرامية للتوافق على اسم للرئيس، وعدم امتلاك القوى السياسية الفاعلة الأغلبية اللازمة في البرلمان لانتخاب رئيس يحتاج إلى 65 صوتاً، ناهيك بغالبية الثلثين اللازمة لانعقاد الجلسة.
ويوحي كلام رئيس البرلمان نبيه بري، كما صرح لـ«الشرق الأوسط»، عشية الجلسة، بانسداد الأفق، فـ«البلوك»، على حد تعبيره، لا يزال قائماً، والمساعي للوصول إلى رئيس توافقي «متوقفة». والانعقاد الدائم في نظر الرئيس بري لا يُترجم بفتح البرلمان للنواب، كما لا يمنع منح الثقة لأي حكومة يتم تأليفها «فأنا قمتُ بواجبي، ودعوت المجلس للانتخاب، وأنوي الدعوة إلى جلسات متقاربة في حال فشلت جلسة الغد (اليوم)».
ويكرر بري مواصفات الرئيس المرتقب، وهي «بسيطة وواضحة، لكنها جوهرية»؛ فالرئيس بري يريد «رئيساً يجمع ولا يفرق، يمتلك حيثية إسلامية ومسيحية ولديه انفتاح على العالم العربي، والأهم أن يحافظ على (اتفاق الطائف)»، الذي يصفه الرئيس بري بأنه «دستور لبنان الذي لم يُطبّق».
وفي تعبير أوضح على انعدام الأفق أمام انتخاب رئيس، بدا «حزب الله» مستعجلاً ولادة حكومة جديدة ترث «الفراغ الدستوري» المرتقب، مع رحيل الرئيس عون عن القصر الجمهوري في نهاية ولايته، منتصف ليل 31 أكتوبر الحالي.
وقالت مصادر مواكبة للاتصالات لـ«الشرق الأوسط» إن الحزب يمارس ضغطاً على رئيس الحكومة المكلف، نجيب ميقاتي، ورئيس «التيار الوطني الحر»، جبران باسيل لتأليف حكومة قبل نهاية العهد.
وقالت المصادر إن الرئيس عون وباسيل كانا يرغبان في إبقاء الحكومة الحالية مع تغيير كل الوزراء المسيحيين من حصة الرئيس، لكن ميقاتي رفض ذلك، وانتهى الأمر بأن يتم التغيير على قاعدة تغيير ثلاثة وزراء مسيحيين مقابل الوزراء المسلمين الثلاثة الذين ينوي ميقاتي تغييرهم.
وأكدت المصادر أنه إذا لم يحصل ما ليس في الحسبان فستولد الحكومة بين 26 و27 الحالي، على أن يتم التصويت على منحها الثقة في وقت لاحق، سيكون على الأرجح بعد نهاية ولاية الرئيس عون «الذي لن يرأس اجتماع الحكومة الأول»، خلافاً لما جرت عليه العادة.
وعقد لقاء أمس بين باسيل ومدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم (الذي يقود وساطة بين القيادات السياسية لتأليف الحكومة) ورئيس وحدة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» وفيق صفا، في مركز تكتل «لبنان القوي»، تطرّق إلى المساعي الهادفة إلى تشكيل حكومة قبيل نهاية عهد الرئيس ميشال عون.
وقالت مصادر قريبة من باسيل لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس عون «لن يقبل بأقل من تغيير ثلاثة وزراء»، كما لن يقبل بتغيير وزير الطاقة الحالي وليد فياض، الذي لا تربطه علاقة جيدة بميقاتي. يُذكر أنه يتردد أن الوزراء المطلوب تغييرهم هم: وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، ووزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية نجلا الرياشي، ووزير السياحة وليد نصار.
ووضعت المصادر الكرة في ملعب ميقاتي: «فهل سيقبل بأن ينتهي عهد عون من دون حكومة؟ وهل هو مقتنع بأن التيار سيتركه يحكم بحكومة مستقيلة تأخذ صلاحيات الرئيس؟»، لتخلص إلى أن الأمر واضح لدى «التيار»، وهو: «ميقاتي لن يتمكن من فعل ذلك، والوزراء المسيحيون في الحكومة المستقيلة لا يمكن أن يبقوا فيها إذا تم ذلك، مع كل ما يعنيه هذا من غياب الميثاقية (الطائفية) عن حكومته».
********************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الفيلم الرئاسي: فشل وملل.. التأليف: “المفاجأة” واردة.. السفراء يحذّرون من “الفراغَين”
باتت نهاية ولاية الرئيس ميشال عون في امتارها الاخيرة التي تُقاس بأحد عشر يوماً، وهي فترة وإن كان عبور الاستحقاق الرئاسي الى برّ الانتخاب واستيلاد رئيس جديد للجمهورية خلالها، دونه مستحيلات غائرة في بحر تناقضات سياسية ورهانات متصادمة وقاطعة لكلّ حبال التوافق فيما بينها على قاسمٍ رئاسي مشترك في الوقت الراهن، فإنّ الملف الحكومي أرهَق الوسطاء الذين ما يزالون ينازعون لانتشال هذا الملف من قبضة الشروط والمزاجيات المتقلبة. اليوم، يشهد المجلس النيابي جلسة انتخابية لرئيس الجمهورية، لا تعدو اكثر من فصل جديد من فيلم رئاسي فاشل، أحداثه مكرِّرة لذات الصّورة على ما كانت عليه في الجلستين السابقتين، وابطاله مكونات سياسية ونيابية متمترسة خلف منطق التحدي والصدام والتباري بالمواصفات التي ينبغي ان يتحلى بها رئيس الدولة. والجلسة إن اكتمل نصابها وعقدت، وإن افتقدت النصاب وعطّلت، فالنتيجة واحدة؛ لا رئيس.. وتحديد رئيس المجلس النيابي نبيه بري لموعد لجلسة جديدة.
واذا كان هذا المشهد قد أضحى مملّا للشريحة الواسعة من اللبنانيين، التي لم يعد يعنيها الاسهال الكلامي وتكرار اسطوانة المواقف ذاتها، من اطراف تُغالي في طروحاتها، وترسم بعداواتها وهروبها من التوافق، الذي يدعو اليه الصديق والشقيق وكل الحريصين على العبور الآمن للاستحقاق الرئاسي، خط النهاية الفاشلة لكل جلسة. وعلى ما هو واضح في هذا المسار، فإن الفيلم الرئاسي طويل، وسقفه مفتوح إلى مسافات زمنية غير محددة.
مفاجأة اللحظة الاخيرة!
وفي مقابل هذا المشهد، بات الحسم في ملف تأليف الحكومة يُقاس بالساعات، والوسطاء يسابقونها، فالمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم شغّال على اكثر من خط، وكذلك وساطة «حزب الله» مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل. وسط حديث متزايد عن اقتراب الحسم النهائي لملف التأليف.
وعلى ما يكشف أحد الوسطاء لـ»الجمهورية» بأنّ «لقاءات متتالية تجري واتصالات وجولات مكوكية بين مقر رئاسي وآخر، وحتى الآن ما يزال هذا الملف يتأرجح بين السلبية والايجابية، ولكن منسوب الايجابية اكبر هذه المرة، ولذلك تجري حاليا محاولة للبناء على هذه الايجابية وتثميرها، لا نقول انها محاولة اخيرة لأننا بالفعل اصبحنا في الاواخر، فالوقت داهم الجميع ونهاية ولاية رئيس الجمهورية باتت على مسافة ايام قليلة، بل محاولة وجهود جدية لبلورة صيغة حكومية جديدة نأمل ان تصدر مراسيمها في القريب العاجل.
ولا يستبعد الوسيط المذكور «حدوث مفاجأة اللحظة الأخيرة». وقال: «هذا ما نعمل على تحقيقه، ضمن فترة لا تتجاوز نهاية الاسبوع الجاري». ذلك ان جميع الأطراف، وخلافا لكلّ المواقف السلبية المعلنة، متوجّسون من نهاية العهد من دون تشكيل حكومة كاملة المواصفات والصلاحيات، ودخول البلد بعده في حال من انعدام التوازن السياسي والقانوني والدستوري، وشلل كامل في ادارة الدولة، وسجالات حول الصلاحيات وربما حراكات تتجاوز البعد السياسي الى البعد الطائفي، تعمّق الشرخ الداخلي وتشرع الازمة الداخلية على شتّى الاحتمالات».
«الباسيلي المظفّر»
على ان اللافت للانتباه في هذا السياق، ما نشره موقع «لبنان 24» التابع للرئيس ميقاتي، حول «ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لم يقفل الباب على أي مسعى لتشكيل الحكومة الجديدة، كما لم يرفض اي «جهد من الاصدقاء» للمساعدة في تذليل العقبات التي تعترض التشكيل، لكنّ الثابت حتى اللحظة ان فريق العهد الذي يتحضّر لمغادرة قصر بعبدا في الحادي والثلاثين من الشهر الجاري، يريد حكومة تشكل استمرارا لـ«العهد القوي» او بروفا لـ«عهد اقوى» يحلم رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل بأن يكون سيّده، بعدما كان «رئيس الظل» طوال العهد الحالي.
اضاف الموقع انه «وبعد سلسلة الشروط والمطالب التي وضعها باسيل، مدعوما بموقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وتم رفضها كونها تشكل في اغلبيتها انقلابا على التوازنات الحكومية القائمة وتهدف الى الامساك بالقرار الحكومي، اطلّ «الباسيلي المظفّر» ببدعة جديدة، لا تشكل فقط تذاكيا ومحاولة لإعادة فرض الشروط السابقة مواربة، بل تريد فرض «انقلاب وَقح» عبر «بدعة» تسمية وزراء «التيار» والعهد في اللحظة الاخيرة قبل اصدار المراسيم الحكومية، وبالتالي مصادرة دور رئيس الحكومة وصلاحياته الدستورية. ويتلاقى هذا المسعى مع ما كان باسيل قد أعلنه صراحة من انه يريد «وزراء يحلبون صافي معه، لأنّ ميقاتي بَلع كل الوزراء».
ونقل الموقع عما سماها «مصادر حكومية معنية» رفض رئيس الحكومة ايّ تَعد على صلاحياته الدستورية، مكررة استعداده للتجاوب مع اي مسعى توفيقي حتى اللحظة الاخيرة. ولكن في الوقت ذاته لا يعتقدن أحد انّ التهويل الاعلامي بعظائم الامور ينفع في تغيير القناعات المستندة الى واقع دستوري لا يمكن لأحد تجاوزه». وخلصت المصادر الى القول: «عظائم الامور التي تسبّب بها من يلجأ الى المراوغة والتهويل والتذاكي على مدى سنوات أصابت اللبنانيين بما يعانون منه، وهم يعدّون الايام عداَ، لعل الفرج الموعود تطلّ بشائره».
مخاوف أوروبية ونصيحة
الى ذلك، كشفت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية» ان لقاءات ومداولات جرت في الآونة الاخيرة بوتيرة مكثفة بين بعض السفراء وممثلي البعثات الديبلوماسية في بيروت، حول الوضع في لبنان، وما رشح منها، نقل الى بعض المستويات الرسمية في الدولة، ويؤشر الى تقييم سلبي ومخاوف من تدرّج الوضع الى حال من عدم الاستقرار.
وبحسب المصادر فإن المداولات الديبلوماسية، قرأت بإيجابية بالغة انجاز اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، والتقَت على اعتباره يتمتّع بجدوى كبيرة على الطرفين، وعاملاً اكيداً لتعزيز الاستقرار في المنطقة، الا ان مقاربتها للداخل اللبناني شابَها حَذر وقلق من المسار السلبي القائم، اكان بالنسبة الى تعطيل تشكيل الحكومة، او بالنسبة الى العقبات التي تعطل الاستحقاق الرئاسي وتمنع انتخاب رئيس جديد للجمهورية».
وفي التقييم الديبلوماسي كما تقول المصادر، انّ استقرار لبنان مهدد، وتشكيل حكومة وانتخاب رئيس، يشكلان عامل استقرار اكيدا، ومعزّزا له، وفرصة للانتقال بالشعب اللبناني من واقعه الصعب، الى واقع افضل.
ويضيف التقييم، والكلام للمصادر عينها: اللبنانيون يتوقون الى الانفراج، وبالتالي فإنّ مسؤولية القادة السياسيين تكمن بالدرجة الاولى في التوافق عاجلاً على تشكيل حكومة، تقود مهمة التعافي، وتسرّع بما يتطلبه اخراج لبنان من ازمته الاقتصادية والمالية الصعبة، من اصلاحات عاجلة وشاملة، وتفتح باب التعاون مع المجتمع الدولي، والمؤسسات المالية الدولية. وثمة فرصة مؤاتية لانتعاش الوضع في لبنان وَفّرها صندوق النقد الدولي باستعداده لعقد برنامج تعاون مع الحكومة اللبنانية، الا ان استثمار هذه الفرصة بيد اللبنانيين، فلبنان في حاجة ماسة الى برنامج التعاون مع صندوق النقد، وتأخير تشكيل الحكومة، قد لا يؤخّر فقط برنامج التعاون المنتظر، بل قد يعطّله ويرحّله الى مَديات بعيدة، خصوصا انّ لدى صندوق النقد الدولي كمّاً هائلاً من طلبات المساعدة والتعاون معه من دول متعثرة مثل لبنان.
اما في الشقّ الرئاسي، تضيف المصادر الديبلوماسية، فإن مقاربة السفراء وممثلي البعثات الديبلوماسيّة لانتخابات رئاسة الجمهورية اتّسَمت بالسلبية، تبعاً للمواقف المتباعدة بين السياسيين. وخَلصت الى كلام مباشر تمّ ابلاغه الى المستويات المسؤولة في لبنان، مفاده انّ هذا البلد مرّ بمراحل سابقة من دون انتخاب رئيس للجمهورية، دخل فيها اللبنانيون في تجارب ومعاناة كبيرة، وتكرار هذه التجربة في الظرف الذي يعانيه لبنان حالياً يثير المخاوف من أن يؤدي ذلك الى اتساع المأزق اللبناني الى معاناة اكبر واصعب ومخاطر تفوق قدرة اللبنانيين على تحمل تداعياتها واثارها السلبية. ومن هنا، لا نرى سبيلا امام اللبنانيين سوى انتهاج حوار مسؤول يفضي الى توافق فيما بينهم على انتخاب رئيس جديد للبلاد، يجنّب لبنان فراغا في رئاسة الجمهورية، وفراغا على المستوى الحكومي. وبكلام اكثر صراحة يجنّب لبنان الانهيار والضياع. وهو ما حذرت منه بكل وضوح وزيرة الخارجية الفرنسية قبل ايام في بيروت.
وكشفت المصادر الديبلوماسية، ربطا بمداولات السفراء وممثلي البعثات الديبلوماسية، عن توجّه لتزخيم حركة الموفدين الغربيين، والاوروبيين منهم على وجه الخصوص، وبمستويات رفيعة، في اتجاه بيروت في الآتي من الايام ربطاً بالاستحقاق الرئاسي، والفرنسيون اكثر المهتمين بهذا الاستحقاق. والغاية الاساس هي مساعدة اللبنانيين على كسر التعقيدات القائمة، وصياغة تفاهم فيما بينهم يفضي في نهاية الامر الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يشكل انتخابه فاتحة لمسار إخراج لبنان من أزمته، وهذا ما يتوخاه اللبنانيون.
إفتراق… ولا اتفاق
وسألت «الجمهورية» مصدرا مسؤولا عن المداولات الديبلوماسية، فقالت: في الماضي حذّرونا من التايتانيك وتجاهلنا تحذيراتهم فغرقنا معها الى الدرك الاسفل. لم يخطىء من قال ان اصدقاء لبنان حريصون عليه اكثر من اللبنانيين انفسهم، كل الزوار، وآخرهم وزيرة الخارجية الفرنسية.
اضاف: لست متشائما على المدى البعيد، فسنصعد بالتأكيد من القعر، وفي امكاننا الآن ان نقرب موعد الصعود، اذا ما قررنا ان نتحلّى بشيء من المسؤولية الوطنية تجاه لبنان واللبنانيين. واذا ما اقتنع البعض بأن منطق التحدي لا يمكن ان ينجب رئيساً. ولكننا في حالتنا السياسية الراهنة، أشبَه بشراذم متفرقة، وغارقة في حال من انعدام التوازن، يتطلب الاستيقاظ منها بعض الوقت. وفي هذه الحالة يستحيل إنضاج الطبخة الرئاسية داخلياً مع مكونات تبتزّ بعضها البعض، وبعضها ألزمَت نفسها بسقوف عالية وحسمت خياراتها بتغليب الافتراق على الاتفاق. لكن التحدي الأكبر الذي سيواجه الجميع بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، هو كيفية مواجهة الفراغ، وكيف يمكن ان يُدار جسم بلا رأس.
وتابع المصدر المسؤول قائلاً: بلورة هوية الرئيس الجديد للجمهورية، فالاجماع او شبه الاجماع عليه، يمكن تحقيقه بالتأكيد، بالجلوس على الطاولة بإرادة مسبقة وصادقة ببلوغ التوافق، بمعنى ان نجتمع ولا نخرج قبل الاتفاق، وهو امر مُتاح الآن وقبل انتهاء الولاية الرئاسية، فيكون جميع الاطراف شركاء في انضاج الاستحقاق الرئاسي. ولكن أن يصرّ البعض على ان «يركب راسو»، فلن ينال سوى وجع الرأس، ولن تجري السفينة بما تشتهي أهواؤه، وفي النهاية لا مفر من التوافق. علماً ان هناك سبيلين لبلوغ التوافق لا ثالث لهما، الاول داخلي سهل واسرع، عبر حوار عاجل ونقاش مسؤول بين الجميع، يُفضي الى اختيار طوعي وبالتوافق، للرئيس العتيد. واما السبيل الثاني فخارجي، قد تفرض سلوكه إرادة عابرة للحدود، تكتب باللغات الفرنسية، والاميركية، والعربيّة الشقيقة، والاقليمية الصديقة، نهاية لهذه الدوّامة، وتبلور هويّة الرئيس الجديد، وتقود مكونات الصراع الداخلي، وأولهم «راكبو رؤوسهم»، الى انتخابه صاغرين، فهل هذا هو المطلوب؟
حراك البخاري
من جهة ثانية، تابع السفير السعودي في لبنان وليد البخاري جولاته على السياسيين، وزار امس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في دارته، وبحسب المعلومات الموزّعة عن اللقاء انه تم التشديد على العلاقات الاخوية بين لبنان والمملكة العربية السعودية. وتم التأكيد على مرجعية اتفاق الطائف الذي انبثق عنه الدستور اللبناني في رعاية الواقع اللبناني والعلاقات الوطيدة بين مختلف المكونات اللبنانية.
هوكشتاين الى بيروت
على صعيد ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، أفيد بأنّ الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين «سيزور بيروت خلال الاسبوع المقبل ناقلاً معه نسخة من اتفاق الترسيم ليوقّعه مسؤولون لبنانيون».
وكان الطرفان اللبناني والاسرائيلي قد أبلغا واشنطن بشكل مستقلّ بالموافقة على الاتفاق، وفق النص. ومن المقرّر أن تُرسل الولايات المتحدة إخطاراً بعد ذلك للطرفين بأنّ الاتفاق دخل حيّز التنفيذ ومن ثم ترسل الدولتان إحداثيات ترسيم الحدود الجديدة للأمم المتحدة.
وقد أعلن هوكشتاين في منتدى استضافَه معهد الشرق الأوسط، انّه سيزور المنطقة الأسبوع المقبل، من دون أن يحدّد تواريخ أو وجهات، مضيفاً أنّ «الرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد سيقرّران في شأن التوقيع. وتابعوا ما سيحدث في الأيام القليلة المقبلة».
الامن
في السياق، رأى مجلس الأمن الدولي، امس، أنّ «اتفاق لبنان وإسرائيل بشأن الحدود البحرية خطوة كبيرة ستسهم في استقرار المنطقة وأمنها وازدهارها».
واشار مجلس الأمن الى أنّ «اتّفاق الترسيم سيسمح لكلا الطرفين بالاستفادة بشكل منصف من موارد الطاقة في شرق البحر المتوسط».
الطعون اليوم
على صعيد آخر، ووفقاً لما اعلنه رئيس المجلس الدستوري طنوس مشلب، فإن الدفعة الأولى من الطعون النيابية سيتم البتّ فيها وتصدر نتائجها اليوم، على ان تلي ذلك دفعات لاحقة للبت في كل الطعون المطروحة امام المجلس الدستوري قبل نهاية المهلة القانونية في 31 تشرين الأول الجاري. ورجّحت مصادر مواكبة لعمل المجلس الدستوري احتمال ان تصدر اليوم نتائج 5 طعون، من اصل 15 طعناً بنيابة 18 نائباً.
********************************
افتتاحية صحيفة اللواء
مفاوضات الحركة بلا بركة: تراجُع باسيل يُفرج عن الحكومة «قريباً جداً» عون يُودِّع بخطاب وصوت التغييريين لـ«حتّي».. ولجنة المؤشر تبحث تصحيح أجور القطاع الخاص
على جدول اعمال الايام القليلة الماضية بند واحد، يتسم بالإلحاح والضرورة، من زاوية حماية الاستقرار وعدم الذهاب الى خيارات، لا تفيد ما تم انجازه على صعيد ترسيم الحدود البحرية مع وصول الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت في بحر الاسبوع المقبل، للتوقيع على الاتفاقية، وتسليم لبنان النسخة الاخيرة التي يتعين التوقيع عليها بعد المفاوضات الفنية في الناقورة وارسالها الى الامم المتحدة او على صعيد المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وهو تأليف حكومة جديدة بصرف النظر عن الشروط والشروط المضادة، لأن البلد لا يحتمل «دعسات ناقصة» عشية تطورات مصيرية يرتبط استقرار لبنان بها، سواء في ما خص اعادة بناء التجمعات والتحالفات، على امتداد العالم، لا سيما التحالفات في الشرق الاوسط.
وبالانتظار، علمت «اللواء» أن رئيس الجمهورية لم يوقع بعد مشروع الموازنة، لكنه يتابع في اتصالاته المساعي المتصلة بملف تأليف الحكومة مع العلم أن لا شيء جديدا بعد. ولفتت إلى أن سلسلة ملفات يتابعها قبل انقضاء المهلة الدستورية لولايته، فيما تعقد اجتماعات لكبار الموظفين في قصر بعبدا تتصل بمراسم مغادرة رئيس الجمهورية وغيرها من التفاصيل ، فيما يتوقع أن تكون لعون إطلالة إعلامية قريبا. وقالت مصادر سياسية ان الحراك الجاري لاعادة الحرارة الى مسار تشكيل الحكومة الجديدة، لم يحقق الاختراق الفعلي الذي يمكن أن يؤدي إلى تشكيل الحكومة العتيدة وقالت: إذا بقيت نتائج الاتصالات على هذا النحو، يمكن القول بانها «حركة بلا بركة «حتى الساعة، جراء الالتفاف والمناورة التي يمارسها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، في شروطه ومطالبه اللامعقولة ومحاولته، تكريس أعراف تتجاوز الدستور وأسس التشكيل، ان لجهة التسمية اوالحصص، او الالتزامات المسبقة ببرنامج وعمل الحكومة، والتي تتمحور على تنفيذ برنامج التصفية السياسية لكبار الموظفين، المعارضين للالتزام بتوجهات التيار ومصالحه الخاصة، او التعيينات بالمراكز والوظائف المهمة بالدولة. وكشفت المصادر نقلا عن مشاركين بالاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة، ان اكثر من صيغة يتم التداول فيها، لتجاوز العقد والصعوبات، ولكن كلما تم تجاوز عقدة أو مطلب خلافي، يبادر باسيل الى طرحه بصيغة اخرى، وكل المطالب والشروط التعجيزية، تهدف بخلاصتها، الى حصول الفريق العوني على الثلث المعطل، وهذا يظهر بوضوح محاولات الاخلال بالتوازنات السياسية بتركيبة الحكومة الجديدة لصالح التيار الوطني الحر، ويبين النوايا التعطيلية للحكومة المنوي تأليفها، أو جعلها حلبة ملاكمة بين اعضائها، ما يعطل فاعليتها بإدارة السلطة بحال لم يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية في المواعيد الدستورية المحددة او بعدها، ويترك البلاد عرضة لاهواء وتوجهات الفريق العوني. وشددت المصادر على ان اي صيغة للتشكيلة الوزارية، مغايرة لاسس تشكيلة الحكومة المستقيلة، بتوازناتها السياسية وتركيبتها، هي التشكيلة التي حازت على موافقة وتوقيع رئيس الجمهورية، قد لا ترى النور، مهما شدّ وقدّ وهدد وتوعد رئيس التيار الوطني الحر، الذي تبلغ برفض مطلق لما يطرحه، وفي ضوء ذلك فمن المرجح، بلوغ نهاية ولاية الرئيس ميشال عون، من دون تاليف الحكومة الجديدة، اذا بقيت الامور تدور بالحلقة المفرغة نفسها. وتوجست المصادر الخشية، جراء تمسك رئيس الجمهورية وصهره، بمطالب وشروط فوق العادة، وتتجاوز أسس تركيبة الحكومة المستقيلة، ما يعني انقلابا مبطنا على صلاحيات رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، والتاسيس لمرحلة طويلة من الفراغ الرئاسي، اذا كانت الاسماء المرشحة للرئاسة، لا تحوز على تأييد ورضى التيار الوطني الحر، ما يعرض لبنان لمخاطر وتداعيات غير محسوبة، وهذا التوجه لا يمكن الموافقة عليه، او تمريره ببساطة. ويدخل لبنان غداً مهلة العشرة ايام الفاصلة عن نهاية ولاية الرئيس ميشال عون ما يجعل المجلس النيابي حكماً وفق الدستور في حال انعقاد من اجل انتخاب رئيس للجمهورية وسط خلافات في الاجتهادات حول سقوط المهل بين قائل انها لا تسقط وبين قائل ان المجلس يقرر. بينما يُرتقب ان تكون جلسة انتخاب الرئيس المقررة اليوم شبيهة بالجلستين الماضيتين من حيث اللا توافق، وبالتالي عدم حصول الانتخاب لسبب او لأخر لا سيما عدم توافر النصاب او توفير النصاب وتصويت اكثرية الحضور بأوراق بيضاء أو أوراق مرمّزة. وقالت مصادر نيابية لـ «اللواء» ان دخول المجلس في حال الانعقاد الحكمي لإنتخاب الرئيس يعني احتمال ان يدعوالرئيس نبيه بري لأكثرمن جلسة خلال الايام العشرة الفاصلة عن نهاية ولاية عون لكن هذا لا يعني ان الانتخاب سيتم حكماً في هذه الايام العشرة، والمهم ان يتم التوافق على اسم، عندها يدعو بري الى جلسة ولو في نصف الليل وليفز من يفز وبأي عدد اصوات. وبينما أعلنت الكتل المعارضة تمسكها بترشيح النائب ميشال معوض، ذكرت مصادر كتلة التنمية والتحرير ان نوابها سيحضرون الى المجلس لكن لاشيء محسوماً بعد لجهة ما سيحصل حيث ان مجريات الجلسة تفرض نفسها. كما علمت «اللواء» ان نواب كتلة حزب الله سيحضرون الى المجلس وحسب اجواء الوضع يتقرر ما اذا كانوا سيدخلون القاعة لتوفير النصاب او يدخلوا ويضعوا ورقة بيضاء كماسائر الكتل الاخرى التي اعتمدت الورقة البيضاء. وقال رئيس تيار الوطني الحر جبران باسيل: أن التيار سيشارك في جلسة البرلمان اللبناني (اليوم) لانتخاب رئيس للجمهورية وسيصوت بورقة بيضاء. وأضاف: نرفض تعديل الدستور بهدف إنتخاب قائد الجيش رئيسًا للجمهورية. إذا لم تتشكل حكومة جديدة فنحن ذاهبون إلى أبعد من فوضى دستورية واجتماعية. اما نواب «مجموعات التغيير» فقد اجتمعوا بعد ظهر امس، لتحديد موقفهم من الجلسة ومجرياتها. وسجل امس لقاء بين الرئيس بري في عين التينة وأعضاء «تكتل الإعتدال الوطني النواب: وليد البعريني، محمد سليمان، سجيع عطية، أحمد رستم، وأحمد الخير وأمين سر التكتل النائب السابق هادي حبيش، في حضور عضو كتلة التنمية والتحرير النيابية النائب علي حسن خليل. وبعد اللقاء، قال النائب محمد سليمان: الرئيس بري حريص على الإستحقاقات أن تتم في وقتها، وكلنا ثقة به وبحرصه على الدستور وعلى إتفاق الطائف وعلى السلم الاهلي في البلد. ورأى عضو التكتل الوطني المستقل النائب طوني فرنجيه: ان الخطوة التي سنعتمدها خلال الجلسة المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية ليست هي المهمة، انما المهم هو الوصول الى توافق على شخص رئيس الجمهورية المقبل، فبغياب التوافق نعلم جميعا انه لا يمكننا تمرير هذا الاستحقاق الأساسي. وأضاف: وبالنسبة لنا نريد رئيسا للجمهورية يتميز بالانفتاح ويملك القدرة على التواصل مع جميع المكونات اللبنانية.كما اننا لا نبحث عن شخصية رمادية لرئاسة الجمهورية انما نريد رئيسا معروفا وله تاريخه ومواقفه الواضحة في الحياة السياسية اللبنانية. وعن دعم النائب ميشال معوض وإمكانية انتخابه، اوضح النائب فرنجية: بالنسبة لي لا يمكن دعم او إنتخاب اي مرشح صدامي لا يمكنه التواصل مع مختلف الافرقاء في لبنان. وفي تصوري، يأتي ترشيح معوض تحت شعار المواجهة، في حين ان البلاد في أمس الحاجة الى التواصل والحوار والانفتاح. وأنضمّ نائبا صيدا أسامة سعد وعبد الرحمن البزري إلى اجتماع كتلة نواب التغيير، وسط وجود توجه إلى التصويت لناصيف حتي في جلسة لانتخاب الرئيس اليوم. وأضافت المعلومات أن النائبين وضاح الصادق وميشال الدويهي لم يحضرا اجتماع نواب التغيير الذي دام لأكثر من 3 ساعات في دارة النائبة بولا يعقوبيان، فيما أكد الصادق أنه لن يحضر أي اجتماع للتكتل ما لم يكن هناك آلية واضحة للعمل، متمنياً على التكتل عدم تسمية أي شخصية لرئاسة الجمهورية كي لا يتم «حرق ورقته».
تحرك حكومي لافت على الصعيد الحكومي، عقد امس، إجتماع ضم رئيسَ التيّار الوطني الحر النائب جبران باسيل واللواء عباس ابراهيم ورئيس ووحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا في مركز تكتل «لبنان القوي» في سنتر طيّار في سن الفيل. واشارت المعلومات الى أنّ اللقاء، الذي استمرّ حوالى الساعة وتبعه لقاء لدقائق بين ابراهيم وصفا، تطرّق الى الملف الحكومي والمساعي الهادفة الى تشكيل حكومة قبيل نهاية عهد الرئيس ميشال عون.
وعلمت «اللواء» ان النقاش تركز حول تعديل الحكومة لجهة تبديل بعض الوزراء، حيث يرفض الرئيس نجيب ميقاتي طلب باسيل تبديل كل الوزراء المسيحيين لانه عندها سيكون مضطرا لتبديل كل الوزراء المسلمين او اغلبهم، وجرى طرح اقتراح بأن يتم استبدال ثلاثة وزراء مسيحيين فقط اسوة بتبديل ثلاثة مسلمين، وسيتم استمزاج رأي الرئيس ميقاتي بالفكرة. ولم يتم التداول بأسماء الوزراء المسيحيين الممكن تبديلهم قبل اخذ موافقة الرئيسين عون وميقاتي على الاقتراح. وربما يتم تقسيم الوزراء المسيحيين اذا نجح الاقتراح على الطوائف الثلاث ماروني وارثوذوكسي وكاثوليكي.لكن معلومات اخرى ذكرت ان باسيل ابلغ صفا واللواء ابراهيم رفضه مطلب ميقاتي بأن يشمل التعديل الوزاري اسم الوزير وليد فياض وبقي مصرا على تعديل الاسماء الثلاثة: عبدالله بوحبيب ونجلا الرياشي ووليد نصار. وحسب اجواء اللقاء فقد كانت ايجابية وقالت المصادر المتابعة ان هناك تفاؤلاً بإمكانية تحقيق خرق حكومي قبل نهاية ولاية الرئيس عون. هوكشتاين في بيروت قريباً وفي جديد ترسيم الحدود البحرية، أعلن نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب أنّ الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين سيزور بيروت الأسبوع المقبل، لتسليم عرض الترسيم الموقّع من قبل الحكومة الأميركية ليوقعه لبنان. وأكد بو صعب لوكالة «رويترز»: أنّ هوكشتاين آتٍ الأسبوع المقبل ومعه الاتفاق الذي سنوقّعه، من دون أن يذكر متى سيتمّ توقيع الاتفاق. علماً أنّ هوكشتاين أكد أمس الاول أنه بالتوازي مع إقرار اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، فإنّه يعمل على المساعدة في إنجاز صفقة تأمين الغاز والكهرباء للبنان من مصر والأردن، وتلافي العقوبات المفروضة على التعامل مع النظام السوري بموجب «قانون قيصر» الأميركي. بالتزامن، أكد وفد شركة «توتال إنيرجي» الذي زار قصر بعبدا أمس الاول برئاسة مدير الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية في الشركة لوران فيفيه، العزم على استقدام منصة الحفر لبدء عمليات الاستكشاف والتنقيب عن النفط والغاز في الحقول اللبنانية ابتداءً من العام المقبل، مع الإشارة إلى أنه سيصار تباعاً إلى تزويد هيئة قطاع البترول في لبنان بالمعطيات التي تتوافر خلال عمليات التنقيب.
ميقاتي وبخاري وانتاج أوبك وفي الحراك السياسي ايضاً، إستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري في دارته.وجرى خلال اللقاء» تجديد تأكيد العلاقات الاخوية بين لبنان والمملكة والتي تميزت على الدوام بالتعاضد والمحبة المتبادلة بين البلدين والشعبين، وترجمت باحتضان المملكة للبنان واللبنانيين ومساعدتهم لتجاوز كل العثرات والمصاعب». كذلك تم «تأكيد مرجعية اتفاق الطائف الذي انبثق عنه الدستور اللبناني في رعاية الواقع اللبناني والعلاقات الوطيدة بين مختلف المكونات اللبنانية». وحسب المعلومات الرسيمة تطرق البحث «الى ردود الفعل على قرار منظمة اوبك + بخفض انتاج النفط وما انتجه من تجاذبات».
واشار الرئيس ميقاتي الى انه «يعوّل على حكمة المملكة العربية السعودية وقيادتها ودورها المركزي في استقرار النظام الاقتصادي العالمي في هذه المرحلة الدقيقة، وضرورة مقاربة هذا الملف من الجوانب الفنية الاقتصادية لإرتباطه باستقرار اسواق النفط». وشدد على» ان هذا الملف يعالج بمنطق الحوار والشراكة بما يخدم الامن والازدهار الاقليمي والدولي».
الرواتب ونهاية الخدمة نقابياً، يرأس وزير العمل مصطفى بيرم ظهر اليوم اجتماعاً للجنة المؤشر التي تضم اطراف الانتاج الثلاثة الحكومة واصحاب العمل والعمال، وفهم ان البحث سيتناول الى جانب النظر في الرواتب والاجور في القطاع الخاص، إمكانية ان يتحول تعويض نهاية الخدمة الى راتب تقاعدي، حيث ان هناك دراسة تعد بهذا الشأن يشارك في اعدادها خبراء في منظمة العمل الدولية.
انتشار الكوليرا كشف وزير الصحّة في حكومة تصريف الاعمال فراس الابيض ان وباء «الكوليرا» ينتشر بسرعة، ولكن بدأنا نلحظ زيادة في الحالات عند المواطنين اللبنانيين. وخلال مؤتمر صحافي، قال الأبيض إن 80 إصابة جديدة بالكوليرا تمّ تسجيلها أمس، ليبلغ العدد التراكمي 169 اصابة، كاشفاً أن حوالى 70% من مرضى الكوليرا في لبنان هم من النازحين، لذا من المهم تكثيف الإجراءات في المخيّمات للحدّ من انتشار الوباء، مطالباً بتكثيف جهود المنظمات الدولية في هذا الإطار. وتابع: المياه الملوثة في مناطق عدة هي العنصر الأساسي الذي يسهم في رفع حالات الكوليرا، بالاضافة الى مسألة تلوث الخضار من مياه الري، وبالدرجة الثالثة تأتي مسألة مخالطة مصاب بأشخاص عدة. وأضاف الأبيض: محطات التكرير في مناطق انتشار الكوليرا معطلة وبالتالي المياه لا تتكرر وتبقى ملوثة، وتذهب الى المواطنين وتنشر الكوليرا في ما بينهم. وأعلن الأبيض أنه يتمّ العمل على تجهيز مستشفى ميداني في عرسال، وهناك 8 مستشفيات ميدانية جاهزة تُوزّع عليها المستلزمات العلاجية والأمصال، موجّهاً نداءً إلى وزارة الطاقة للعمل على تأمين التيار الكهربائي قدر الإمكان.
******************************
افتتاحية صحيفة الديار
لقاء قريب بين «التيار» و«المردة»… هل تصدر دفعة من الطعون النيابية اليوم؟ باسيل يتهم ميقاتي باستمالة وزرائه ومتمسك باستبدال ٣ والساعات المقبلة حاسمة عداد الكوليرا يرتفع ويتمدد… اجراءات حدودية بعد طرد النصرة ارهابيين من ادلب – رضوان الذيب
تطورات دراماتيكية متسارعة على خلفية الحرب الروسية الاوكرانية لم يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية قد تزيل دولا وترسم مسارات جديدة للبشرية مع موازين قوى مختلفة وحروب كبيرة وصغيرة على مساحة الكرة الارضية بدات تداعياتها الميدانية تقترب من دول المنطقة ولبنان مع الاتهامات الاوكرانية والاوروبية لايران بتزويد روسيا بالمسيرات مقابل دعم اسرائيلي لكييف باسلحة مضادة للطيران. هذه التطورات المتسارعة خلفت تداعيات كارثية على الاقتصاد العالمي وتحديدا على القارة الاوروبية انعكست ارتفاعا في الاسعار وتضخما وجمودا في عمل الشركات مع بطالة واسعة دفعت القوى السياسية الى القيام بتحركات شعبية وتظاهرات وتنفيذ اضرابات عطلت مرافق الحياة خصوصا في فرنسا وستصيب شظاياها لبنان عاجلا ام اجلا.
هذه التطورات العالمية المتسارعة والخطيرة غائبة كليا عن اهتمامات المسؤولين اللبنانيين المنخرطين في مسرحيات هزلية و بهورات وتفشيط ليس لهما اي صدى داخلي وخارجي ولاعلاقة لهما بالواقع الماساوي الذي يعيشه الناس على كافة الصعد المالية والاقتصادية وما يعانوه على ابواب المستشفيات والافران وفواتير المولدات الكهربائية وتجاوز الدولار عتبة الـ ٤٠ الفا وغيرها وغيرها وكل همهم النهب والتفتيش عن الحصص من اجل حفظ مواقع الفخامة والاستاذ ودولة الرئيس والبيك والخواجة والامير والتيار والقوات والعائلة والبيت والدور وكل القطعان والحاشيات الذين اوصلوا تصنيف البلد على صعيد الغلاء الى المرتبة ما قبل الاخيرة عن زيمبابوي. ورغم كل ما خلفوه من نتائج كارثية فانهم مستمرون على نفس السياسات والتركيز حاليا على كيفية تنظيم سرقة الغاز وتضييع هذا الانجاز وتوزيعه على الطوائف عبر صندوق سيادي يديره مجلس ادارة معين من ازلام الطبقة الحاكمة كسائر الصناديق التي دمرت البلد . ولولا بقعة الضوء التي تمثلها المقاومة في حماية الارض وثروات اللبنانيين لكان البلد انتهى وطار وسقط في الفوضى الشاملة.
الاحداث المتلاحقة الخطيرة والمتسارعة لم تدفع الطبقة السياسية الى التنازل وتسهيل تشكيل الحكومة بسبب عدم التفاهم على مومياءات وزارية بين نجيب ميقاتي وجبران باسيل وهل بات استبدال وليد فياض ويوسف خليل وعصام شرف الدين وامين سلام خشبة الخلاص والمعبر للحفاظ على صلاحيات الطوائف وحقوقها وتحريض الشارع وتوتيره وتحويله الى وقود في مخططات جهنمية، وهل يختلف سعر الدولار والجوع والذل بين المواطنين السنة والمسيحيين والشيعة والدروز والعلمانيين واليسار واليمين والتغيريين وابناء الاشرفية وطريق الجديدة وطرابلس والجبل والجنوب والبقاع؟ فالازمة قائمة ولن يرى اللبنانيون يوما ابيض مع هذه الشلة. لقاء قريب بين كتلتي التيار والمردة
في ظل هذه التعقيدات يواصل حزب الله جهوده لتقريب المسافات بين الافرقاء السياسيين وظهرت بصماته في نجاحه بترتيب زيارة رئيس التيار الوطني جبران باسيل الى عين التينة واستقباله من قبل الرئيس بري وحققت الزيارة غايتها لجهة كسر الجليد بين الرجلين وامكانية الوصول الى تفاهمات مشتركة ترجمت بالتصريح الودي لباسيل بعد انتهاء الاجتماع مقابل اضفاء رئيس المجلس على اللقاء اجواء من «الحميمية» واستعدادا للحوار يلزمه المزيد من الجهود والوقت لترجمته على ارض الواقع. وفي المقابل سيقوم وفد من تكتل التغيير والاصلاح بزيارة بنشعي لتسليم ورقة التيار للخروج من الازمة الى النائب طوني سليمان فرنجية واشارت المعلومات الى عقد لقاء يحضره عدد من مسؤولي المردة وسيتم النقاش بعمق في مختلف المسائل وكيفية ادارة المرحلة المقبلة دون البحث في الملف الرئاسي لان فرنجية لم يطلب رسميا من التيار دعمه رئاسيا حتى الان ولم يعلن ترشحه بشكل رسمي.
اما بالنسبة للجلسة الرئاسية اليوم فهي للديكور ونسخة طبق الأصل عن الجلسات السابقة اذا حصل النصاب لكن الفراغ طويل حتى نضوج التسوية الكبرى المستبعدة حاليا. الطعون النيابية
اعلن رئيس المجلس الدستوري في حديث تلفزيوني منذ ايام القاضي طنوس مشلب ان هناك امكانية لاصدار دفعة من الطعون النيابية الـ ١٥ اليوم الخميس، وفي المعلومات المتداولة في الصالونات السياسية ان هناك ٣ طعون قد يتم الاخذ بها وهي، الطعن المقدم من فيصل عمر كرامي على حساب النائب رامي فنج او ايهاب مطر بالاضافة الى الطعن المقدم من مروان خير الدين ضد النائب فراس حمدان والطعن المقدم من ابراهيم عازار ضد شربل مسعد، وفي حال صدرت بعض الطعون النيابية اليوم وحملت تغييرات فان ذلك سيحدث هزة سياسية في البلد مع تحضير النواب التغيريين لحملة مضادة في الشارع وعلى الصعد القانونية الدولية والحقوقية للتشكيك بقرارات المجلس الدستوري المسيسة والضغط شعبيا لعدم تمرير الطعون. تشكيل الحكومة
الثقة المفقودة بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل تعطل كل الاتصالات التي يجريها اللواء عباس ابراهيم لتشكيل الحكومة مدعوما من المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين خليل والحاج وفيق صفا ويبذل الثلاثة جهودا مضنية بعيدا عن وسائل الاعلام على مدار الـ ٢٤ ساعة دون افق حتى الان في ظل قناعة رئيس التيار ان ميقاتي استطاع استمالة وتدجين بعض وزرائه الذين باتوا في احضانه و تجاهلوا احيانا كثيرة اتصالات باسيل، ولذلك فان رئيس التيار لن يتراجع عن مطلب تغيير الوزراء العونيين باستثناء وزير الطاقة وليد فياض ويؤكد باسيل ان الامرة له وحده في تعيين الوزراء المسيحيين مقترحا ادي معلوف والدكتور طارق صادق للخارجية وسليم جريصاتي وانطوان شقير.
هذا الطرح عارضه ميقاتي بالمطلق بدعم من الرئيس بري حسب المتابعين ويرفض ميقاتي تطويقه بوزراء يمثلون صقور التيار بهدف تعطيل حكومته وتحويلها الى متاريس متمسكا بتعديل طفيف يشمل اسما واحدا من كل طائفة وباتت الاسماء معروفة وتشمل امين سلام وعصام شرف الدين ووليد فياض ويوسف خليل هذا الطرح رفع من درجة الخلاف بين ميقاتي وباسيل نتيجة تمسك رئيس التيار ببقاء وليد فياض وهو الوزير الوحيد الذي لم يقترح استبداله ويعرف رئيس الحكومة هذا الامر وعند هذه النقطة توقفت الاتصالات الحكومية لكنها عادت واستؤنفت منذ ايام وشهدت ظهر امس اجتماعا في ميرنا الشالوحي ضم باسيل واللواء ابراهيم والحاج وفيق صفا مع معلومات عن موافقة باسيل على اقتصار التغيير العوني على ٣ وزراء هم : وليد نصار وعبدالله بو حبيب ونجلا الرياشي شرط ان يستلم ميقاتي اسماء البدائل في بعبدا، كما يشمل التعديل ياسين جابر مكان يوسف خليل بطلب من بري وتمثيل كتلة الشمال بطلب من ميقاتي، وعلم ان اللواء ابراهيم سيلتقي ميقاتي اليوم المتمسك بان يكون الوزير وليد فياض بين الاسماء الثلاثة التي يريد باسيل تغييرها مع ضمانات باعطاء التيار الثقة للحكومة، وهذا ما يرفضه رئيس التيار الذي يعتبر ان حصة التيار ثمنها امضاء الرئيس على التشكيلة ولاعلاقة لها بمنح الثقة للحكومة، هذه هي العقد الباقية حتى الان. وفي المعلومات ايضا ان ارسلان اقترح اسم سليم حمادة بدلا من شرف الدين وبالتالي فان الساعات الـ ٤٨ المقبلة حاسمة وجدية في مسار التأليف.
عند هذه العقد ما زالت المساعي لتشكيل الحكومة تراوح مكانها والخرق ما زال محدودا جدا ولا يعول عليه لكن اللواء ابراهيم وحسين خليل وصفا مستمرون بمساعيهم الجادة من اجل تجنيب البلاد فوضى دستورية وانقسامات طائفية في حال عدم تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، بين افرقاء مسيحيين يعتبرون حكومة تصريف الاعمال لا يحق لها دستوريا ممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية فيما يواجه ذلك بطرح سني يقف خلفه مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان لجهة عدم المس بصلاحيات السنة والحق الدستوري لحكومة تصريف الاعمال ممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية. هذا الجدال الدستوري سيعطل البلد حتما ويغرقه بفوضى كبيرة وفراغ وشلل عام سيتمدد الى المؤسسات الادارية والاجهزة العسكرية والامنية مع قرب بلوغ مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم السن القانوني في اذار، والجميع يعرف حاجة البلد الى جهوده المحلية والدولية وادواره التوفيقية بالاضافة الى احالة رئيس اركان الجيش اللبناني اللواء امين العرم الى التقاعد في الشهرين المقيلين مع قائد الشرطة القضائية العميد ماهر الحلبي وقائد الدرك العميد مروان سليلاتي والعديد من اعضاء المجلس العسكري. هذه التعينات بحاجة الى حكومة كاملة الصلاحيات ومجلس نيابي غير مشكوك بقراراته التشريعية في مرحلة الفراغ خصوصا ان العديد من القوى السياسية المسيحية ستفتح جدالا دستوريا حول عدم جواز المجلس النيابي بالتشريع في مرحلة الفراغ وحكومة تصريف الاعمال. هذه التطورات ستؤدي الى فوضى حتمية وتضييع انجاز الترسيم والتأخير بالتنقيب عن الغاز، وماذا يمنع اسرائيل من استغلال الفوضى الداخلية لاستثمار الغاز وسحبه من الابار الجوفية اللبنانية، والسؤال ايضا من يحفظ الوضع الامني في الشمال مع المعلومات عن امكانية مغادرة عشرات الارهابيين السوريين والعرب والاجانب شمال سوريا الى شمال لبنان بعد المعارك الضارية بين هيئة تحرير الشام التابعة لجبهة النصرة وجيش الانقاذ الوطني التابع للاتراك وسيطرة النصرة على مدينة عفرين ومعظم المناطق المتاخمة للجيش السوري وطرد عشرات الارهابيين خارج منطقة ادلب، مما دفع الطيران الروسي الى شن عشرات الغارات على مواقع النصرة ودخول الجيش التركي امس كقوات فصل بين المسلحين ومنع النصرة من استكمال سيطرتها على بعض المناطق المهمة شمال وغرب سوريا، هذه الاشتباكات وحروب التصفيات المتبادلة ستدفع عشرات الارهابيين مغادرة المنطقة وليس امامهم الا شمال لبنان بعد قطع انقرة كل معابر دخولهم الى اراضيها بالاضافة الى استحالة سيطرة الجيش السوري على كامل الطريق المؤدية من ادلب والرقة الى تدمر وحمص وصولا الى وادي خالد في ظل الاراضي الشاسعة حيث تشهد هذه الطريق نشاطا متزايدا لعناصر داعش الذين نفذوا في الاسبوعين الماضيين عمليات انتحارية وكمائن ضد الجيش السوري بالقرب من الحدود اللبنانية رد عليها بعمليات نوعية مصحوبة بغارات الطيران الروسي ادت الى ضرب العشرات من الخلايا النائمة وقتل لبنانيين من طرابلس يعملون مع داعش عرف منهم وليد بيروتي ونعاه تنظيم داعش كما زودت المخابرات السورية الاجهزة الامنية اللبنانية بمعلومات عن تحركات ارهابية بين حمص ووادي خالد ومحاولات للدخول الى لبنان احبط بعضها الجيش السوري وهذا ما يفرض رفع عمليات الاستنفار.
هذه التطورات باتت تشكل قلقا فعليا للاجهزة الامنية. والسؤال، من يمنع فلتان الامور وتقمص نموذجي الصومال ونيجيريا في لبنان وعلى طول الحدود اللبنانية السورية اذا تطورت العمليات العسكرية في شمال سوريا بالتزامن مع التقارب بين انقرة ودمشق ولاخيار امام الارهابيين عندها الا افغانستان ولبنان اذا قررت تركيا القضاء على زعيم النصرة الجولاني بعد فتحه خيوطا مع واشنطن ودول اوروبية متزامنة مع رسائل حملت تخفيفا للاجراءات بحق المسيحيين والدروز في ادلب ردا على فتح خيوط التواصل بين دمشق وانقرة. تمدد الكوليرا
اطلق وزير الصحة الدكتور فراس الابيض تحذيرا للمواطنين جراء انتشار الكوليرا وتمدد المرض الى مناطق جديدة كاشفا عن ٨٠ حالة اضافية مما رفع اعداد المصابين الى ما فوق الـ ١٦٩ وعدد الوفيات الى ٥ معظمهم من النازحين مع وجود العديد من الحالات في غرف العناية الفائقة عازيا الاسباب الى المياه الملوثة والخضار.
*****************************
افتتاحية صحيفة الشرق
«جلسة لا انتخاب» اليوم … ومساع حثيثة لتشكيل الحكومة جلسة “لا انتخاب” اليوم.. وتوقيع “الترسيم” الأسبوع المقبل
عشية الجلسة الثالثة المقررة اليوم لانتخاب رئيس للجمهورية، والتي بطبيعة الحال لن تكون “ثابتة”، حيث يستعد اهل “الخط الممانِع” لتطيير نصابها إن لم يكن ذلك من جولتها الاولى، فمِن الثانية… بقي القلق من سيناريو الشغور الرئاسي الذي بات مرجحا، ومِن تداعياته على الواقع الدستوري – الحكومي، من جهة وعلى اتفاق الطائف، من جهة اخرى، في الواجهة.
ساعات حاسمة
على الصعيد الحكومي، ولمحاولة تلافي وجعة رأس السجال حول صلاحيات حكومة تصريف الاعمال في غياب ظل الفراغ في الكرسي الاول، أشارت مصادر سياسية مطلعة الى ان الاتصالات تكثفت امس لمحاولة تحقيق خرق في جدار التشكيل السميك، لافتة الى ان كلا من حزب الله والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، يعمل على خط التوفيق بين بعبدا وميرنا الشالوحي من ناحية والسراي من ناحية ثانية، وعلى التقريب بين مقاربتيهما للحكومة العتيدة. واذ تلفت الى ان ثمة اجواء ايجابية “حذرة” تلفّ المسعى الجديد الذي تحرّك بزخم منذ مطلع الاسبوع، تكشف المصادر ان الساعات الـ48 المقبلة، مفصلية وحاسمة في تحديد مصير الوساطة، موضحة ان الآفاق ليست مقفلة “ولكن”. وتؤكد المصادر ان الاتصالات تتركز على عدد الوزراء الذين سيتم استبدالهم وهم 6 على الارجح، وعلى الجهة التي ستُسمّيهم، معتبرة ان ثمة سباقا مع الوقت، حيث انه، وقبل 10 ايام من 31 تشرين، سيتحوّل المجلس النيابي هيئة ناخبة، من الصعب بعدها ان يناقش البيان الوزاري للحكومة الجديدة او يمنحها الثقة، الا اذا كان رئيس المجلس نبيه بري سيجد لذلك “فتوى” ما.
باسيل وصفا وابراهيم
في خانة الاتصالات هذه، يصب لقاء لافت جمع ظهر امس رئيسَ التيّار الوطني الحر النائب جبران باسيل واللواء ابراهيم ورئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا في مركز تكتل “لبنان القوي” في سنتر طيّار في سن الفيل. واشارت المعلومات الى أنّ اللقاء، الذي استمرّ حوالى الساعة وتبعه لقاء لدقائق بين ابراهيم وصفا، تطرّق الى الملف الحكومي والمساعي الهادفة الى تشكيل حكومة قبيل نهاية عهد الرئيس ميشال عون.
لا انتخاب
وفي انتظار مآل هذا المسعى، خصوصا وأن فشله سيؤدي الى إغراق البلاد في جدل الصلاحيات في فترة الشغور الرئاسي، يبدو انجاز الاستحقاق الرئاسي ليس في الجيب بعد، ولن يكون كذلك قريبا. ففريق 8 آذار، اذا لم يطيّر نصابَ الجولة الانتخابية الاولى اليوم، فإنه سيبقي على الارجح على الورقة البيضاء في ظل اخفاق مكوناته في الاتفاق على مرشح واحد. كما ان تكتل الاعتدال الوطني سيصوّت مجددا لـ”لبنان”، فيما التغييريون الذين بدأ عقدهم يفرط، اجتمعوا بعد الظهر لتحديد موقفهم من جلسة اليوم، وسط ترجيح عدم انضمامهم الى داعمي النائب ميشال معوض. ووحدهم نواب المعارضة في القوات والكتائب واللقاء الديموقراطي بالاضافة الى عدد من المستقلين، حسموا موقفهم وهم باقون على المرشّح معوض.
الممانعة تعطل
ليس بعيدا، أوضح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن “ما نفعله هو وضع كل قوتنا لتتم الانتخابات الرئاسية في المهلة الدستورية وبقي 11 يوماً لانتهاء ولاية الرئيس ميشال عون وعلى الجميع تحديد موقفه، ونحن حددنا موقفنا وطرحنا مرشحنا وهو ميشال معوّض وجمعنا له حتى اللحظة ثلثي أصوات المعارضة ولكن للأسف لا مرشح للفريق الآخر الممانع وهو مستمر بالتعطيل تحت مسمى لا توافق”.
مرجعية “الطائف”
وسط هذه الاجواء، تتواصل التطمينات “الرئاسية” الى ان لا مسّ باتفاق الطائف. في السياق، إستقبل الرئيس ميقاتي سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري صباح امس في دارته. وجرى خلال اللقاء “تجديد تأكيد العلاقات الاخوية بين لبنان والمملكة والتي تميزت على الدوام بالتعاضد والمحبة المتبادلة بين البلدين والشعبين، وترجمت باحتضان المملكة للبنان واللبنانيين ومساعدتهم لتجاوز كل العثرات والمصاعب”. كذلك تم تأكيد مرجعية “اتفاق الطائف” الذي انبثق منه الدستور اللبناني في رعاية الواقع اللبناني والعلاقات الوطيدة بين مختلف المكونات اللبنانية”.
بري حريص
الى ذلك، عرض الرئيس بري في عين التينة مع أعضاء “تكتل الإعتدال الوطني”. وبعد اللقاء، تحدث النائب محمد سليمان فقال “الرئيس بري حريص على الإستحقاقات أن تتم في وقتها وكلنا ثقة به وبحرصه على الدستور وعلى إتفاق الطائف وعلى السلم الاهلي في البلد”.
التوقيع الاسبوع المقبل
على صعيد ملف ترسيم الحدود، كشف نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، عن أنّ “الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين سيزور بيروت الأسبوع المقبل حاملاً نسخة من اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل ليوقّعه مسؤولون لبنانيون”. وأكد في حديث صحافي ان “هوكشتاين آتٍ الأسبوع المقبل ومعه الاتفاق الذي سنوقّعه”، من دون أن يذكر متى سيتمّ توقيع الاتفاق. من جهته، قال هوكشتاين ، في منتدى استضافه معهد الشرق الأوسط، إنّه “سيزور المنطقة الأسبوع المقبل”، من دون أن يحدّد تواريخ أو وجهات، مضيفاً أنّ “الرئيس اللبناني ورئيس وزراء إسرائيل يائير لابيد سيقرّران في شأن التوقيع”.
كلمة لنصرالله
هذا ويطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في 27 الشهر الجاري في مناسبة افتتاح معرض لجهاد البناء ويتطرق الى آخر المستجدات السياسية لا سيما الحكومة والرئاسة، وسيشكل ملف الترسيم محور الكلمة.
مخاصمة الدولة
قضائيا، وفيما تحقيقات المرفأ لا تزال معطلة، وطرحُ القاضي الرديف متعثّر، افيد امس عن تقدّم النائبين علي حسن خليل وغازي زعيتر بدعوى مخاصمة الدولة، وذلك أمام الهيئة العامة لمحكمة التمييز بوجه القاضي المكلّف من قبل مجلس القضاء الأعلى بالبت بدعوى رد المحقق العدلي القاضي طارق بيطار جان مارك عويس.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :