افتتاحيات الصحف ليوم الثلاثاء 18 تشرين الأول 2022

افتتاحيات الصحف ليوم الثلاثاء 18 تشرين الأول 2022

 

Telegram

 

افتتاحية جريدة البناء


واشنطن لطهران: العقوبات على إرسال المسيّرات… وروسيا لـ«إسرائيل»: لتسليح أوكرانيا عواقب/ باسيل يكسر الجليد مع بري ويتفاءل بحوار ينتج اختراقاً… مذكراً: النصاب 86 والانتخاب بـ 65/ طار العشاء السويسري… ولا تغييرات سياسية في هيئة المجلس ولجانه… وذكرى باهتة لـ 17 تشرين/

 

وصلت ارتدادات الحرب الأوكرانية الى المنطقة سياسياً من بوابة السلاح، بعدما دخلتها من باب أزمات الطاقة، كما أظهر الخلاف الأميركي السعودي حول قرار أوبك بلاس، من جهة، واتفاق النفط والغاز الذي رعته واشنطن لتحديد المناطق الاقتصادية التي يستثمرها كل من لبنان وكيان الاحتلال، وفي الأبعاد الجديدة إعلان أميركي وأوروبي عن عقوبات تطال إيران التي يتهمها النظام الأوكراني بتسليح روسيا بالطائرات المسيّرة الحديثة، والتي كان لها حسب الاتهامات الأوكرانية الدور الأبرز في النجاحات الروسية باستهداف موارد الطاقة الكهربائية في أغلب المدن الأوكرانية بما فيها العاصمة كييف، وبالتوازي كانت موسكو تهدّد “إسرائيل” من عواقب قيامها بتسليح النظام الأوكراني وتهدّد بلسان نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري ميدفيديف بعواقب تدمير العلاقة الروسية “الإسرائيلية”. وهو ما قرأ فيه الخبراء في كيان الاحتلال مخاطر تهدد مستقبل القدرة الإسرائيلية على مواصلة الغارات على سورية.
لبنانياً، كشف الإحياء الباهت لذكرى 17 تشرين حجم الانفكاك الشعبي عن قياداتها، التي أظهر وصول بعض رموزها الى المجلس النيابي حجم الخيبة التي مثلها هؤلاء مقابل وردية وعود التغيير، بينما يشهد المجلس النيابي اليوم تجديداً سياسياً لتفاهمات تشكيل هيئة مكتبه ولجانه، التي ستقتصر التغييرات فيها على ترجمة تفاهمات رضائيّة بين الكتل الكبرى، فيما كان الحدث الأبرز سياسياً هو زيارة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على رأس وفد من التكتل لرئيس مجلس النواب نبيه بري، وهو ما وصفته مصادر نيابية بأول كسر جليد حقيقيّ يفتح الباب لإحداث اختراق ممكن قبل نهاية المهلة الدستورية المتاحة أمام مجلس النواب لانتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل نهاية ولاية الرئيس العماد ميشال عون بعد أسبوعين. وتقول المصادر إن تفاهم بري وباسيل إذا تحقق، يفتح الطريق لبحث جدي بين بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وبين بري ونواب كتلة الاعتدال العشرة، بحيث يتوافر المجال لتوفير نصاب الـ 86 نائباً المطلوب لانعقاد جلسة انتخاب يفوز فيها مرشح متفق عليه بـ 65 صوتاً على الأقل، وهو ما كان لافتاً تذكير النائب باسيل به كمقدّمة لشرح الحاجة الملحة لتفاهمات لا تتناسب مع الخطاب التعبويّ الصداميّ الذي شكل سمة المرحلة السابقة في علاقة التيار الوطني الحر مع حركة أمل، بما يعزز فرضية الواقعية السياسية التي يتقنها باسيل، ويجد صعوبة في إسقاطها على الحسابات الرئاسية، حيث تفاهمه مع الرئيس بري مفتاح التقدم خطوة جدية، لرئيس صنع في لبنان، قبل أن تدخل الأيادي الخارجية على مطبخ صناعة الرئيس الجديد.
سياسياً، تابعت القيادات السياسية والوسط الإعلامي مسار التراجع السويسري عن دعوة العشاء التي كانت وجهتها السفيرة السويسرية لممثلي القوى السياسية، حيث بدا أن التراجع، الذي شمل أيضاً مدعوين للمشاركة اعتذروا عن غيابهم، لم يكن نتيجة احترام سويسريّ للسيادة اللبنانية، ولا لتمسك المعتذرين بها، بل لضغوط سعودية عبر عنها السفير وليد البخاري، الذي غرّد بعبارات ظهرت كرد على دعوة السفيرة السويسرية، التي قيل إنها تتضمن فتح حوار بحثاً عن بديل لاتفاق الطائف، بقوله، “وثيقةُ الوفاقِ الوطنيِّ عقدٌ مُلزمٌ لإرساءِ ركائزِ الكيانِ اللبنانيِّ التعدديِّ، والبديلُ عنهُ لن يكونَ ميثاقًا آخر بل تفكيكٌ لعقدِ العيشِ المُشتركِ، وزوالِ الوطنِ الموحَّد، واستبدالهُ بكيانات لا تُشبهُ لُبنانَ الرسالةَ”، وكان لافتاً تلويح السفير السعودي بزوال الوطن الموحّد إذا تمّ المساس باتفاق الطائف.

وطغى الاستنفار الدبلوماسي السعودي ضد «العشاء السياسي» في السفارة السويسرية، على المشهد السياسي وملأ مع جولة تكتل لبنان القوي على رؤساء الكتل النيابية، الفراغ حتى موعد الجلسة الثالثة لانتخاب رئيس الجمهورية الخميس المقبل.
ولم يكد السفير السعودي وليد بخاري يبدأ جولته الرئاسية، حتى أعلنت السفارة السويسرية إرجاء الدعوة الى إشعار آخر.
وجال بخاري بين بعبدا وعين التينة، وأكد بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون «حرص المملكة على وحدة لبنان وشعبه وعمقه العربي، انطلاقاً من المبادئ الوطنية الميثاقية التي وردت في اتفاق الطائف الذي شكل قاعدة أساسية حمت لبنان وأمّنت الاستقرار فيه»، وشدّد على «أهمية انجاز الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها». ولفت بخاري الى ان الرئيس عون «أكد حرصه على تفعيل العلاقات بين لبنان والمملكة العربية السعودية لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين». وبعدها، زار السفير السعودي عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وكانت السفارة السويسرية في لبنان وسورية أصدرت بياناً، أكدت فيه أنّه «خلال الشهرين الماضيين، وبالتعاون مع منظمة مركز الحوار الإنساني التي تتخذ سويسرا مقراً لها، تواصلت سويسرا مع جميع الجهات الفاعلة السياسية اللبنانية والإقليمية والدولية للتحضير لمناقشات تشاورية وليس مؤتمر حوار». وأضافت «من التقاليد السويسرية بذل مساعٍ حميدة عندما يطلب منها ذلك، تأتي هذه المناقشات المزمع عقدها نتيجة مشاورات سابقة مع جميع الأطياف السياسية اللبنانية والإقليمية والدولية، في ظل احترام تام لاتفاق الطائف والدستور اللبناني». وأشارت السفارة في بيانها إلى أن «العشاء غير الرسمي الذي كان من المفترض أن يُقام هذا الثلاثاء في منزل السفيرة السويسرية، يهدفُ إلى تعزيز تبادل الأفكار بين مختلف الجهات الفاعلة السياسية اللبنانية»، وأردفت «الأسماء المتداولة في وسائل الإعلام لا تشمل أسماء المدعوين فعلياً، مع هذا، فقد جرى تأجيل العشاء إلى موعدٍ لاحق».
وإذ علمت «البناء» أن السفارة السعودية طلبت من بعض القوى المدعوة للقاء عدم تلبية الدعوة، أشارت مصادر سياسية لـ»البناء» الى أن السعودية تستشعر خطراً على اتفاق الطائف الذي شكل الغطاء للنفوذ السعودي في لبنان خلال العقود الثلاثة الماضية، لذلك ترى السعودية في أي دعوة خارجية للحوار بين الأطراف اللبنانية بأنها مصدر خطر وتستهدف حضورها ومكاسبها في لبنان، وبالتالي تلمست خطراً من أن يتحول العشاء في السفارة السويسرية الى لقاء في الخارج ومنصة للحوار اللبناني – اللبناني ينتج تسوية للأزمة اللبنانية تكون بديلاً عن اتفاق الطائف في ظل الخلاف الأميركي – السعودي الأخير، ويتعزز الخوف السعودي وفق المصادر بعدما خسرت حلفاء تاريخيين لها في لبنان كالرئيس سعد الحريري وآخرين وبعد تشظي القوى السنية الى كتل صغيرة مشتتة، ولذلك حاول السفير السعودي مؤخراً جمع أشلاء القوى السنية النيابية في كتلة واحدة للتأثير على قرار الطائفة السنية في الاستحقاقات المقبلة لا سيما رئاسة الجمهورية.
وبرز موقف للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، شدّد خلاله على «ضرورة تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة في لبنان تقود إلى تجاوز أزمته. أضاف في الخطاب الملكي السنوي لأعمال السنة الثالثة من الدورة الثامنة لمجلس الشورى أن على لبنان بسط سلطة حكومته على جميع الأراضي اللبنانية لضبط أمنه والتصدي لعمليات تهريب المخدرات والأنشطة الإرهابية التي تنطلق منها مهددة لأمن المنطقة واستقرارها».
وعشية جلسة الانتخاب المحددة الخميس المقبل، جال رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل مع وفد من «تكتل لبنان القوي»، على رؤساء الكتل النيابية بورقة «الأولويات الرئاسية»، والتقى باسيل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة في حضور نواب من «كتلة التنمية والتحرير». وسلّم باسيل الرئيس بري ورقة «التيار الوطني الحر» للأولويات الرئاسية. وبعد اللقاء، قال «من غير الممكن أن نتفق على انتخاب رئيس للجمهورية في ظل عدم التوافق لا الثلثين ولا النصف مع أي مجموعة نيابية، فمن الضروري أن نتكلم مع بعض. لا اعتقد ان أحداً يتوهم انه من الممكن ان نصل الى نتيجة ونتجنب الفراغ من دون الحوار». أضاف «انا سعيد اننا وجدنا لدى الرئيس بري كل التفهم والاستعداد والإيجابية اللازمة للقيام بهذا الحوار. وأعتقد ان لديه دوراً في هذا المجال. فالرغبة في التحاور موجودة ليس فقط على المرحلة انما ايضا على الأسماء».
كان وفد من التكتل زار ايضاً اللقاء الديمقراطي، ثم كتلة “الوفاء للمقاومة” وسلمها ورقة الأولويات الرئاسية.
وأوضح النائب ألان عون، بعد اللقاء، أن «كل فريق لديه قناعاته وتصوره لرئيس الجمهورية ولكن المصلحة برئيس توافقي”، مشيراً إلى أن “العنوان الأساسي في هذه المرحلة التوفيق وليس الدخول في معارك وتحديات ولمسنا واقعية في تعاطي حزب الله مع الموضوع الرئاسيّ“. وأضاف: “نتعاطى مع الاستحقاق الرئاسي بواقعيّة، ونعمل على دعم المرشحين لتسهيل ونجاح عملية الانتخاب”.
وأوضح مصدر في التيار الوطني الحر لـ»البناء» أن جولة التيار تنطلق من قناعة التيار بضرورة الحوار مع كافة الأطراف السياسية إلا من يستبعد نفسه ويرفض منطق الحوار كالقوات اللبنانيّة، لكننا نهدف الى أوسع توافق بين الكتل على رئيس لتسهيل الانتخاب ولتجنب الشغور الرئاسي والذي سيواكبه فراغ حكومي في ظل عدم صلاحية حكومة تصريف الأعمال بإدارة البلد بظل الشغور الرئاسي، وبالتالي لن نقبل بأن تتسلم صلاحيات الرئيس وتمارسها، ما سيخلق اشتباكاً دستورياً وتوتراً طائفياً نحن بغنى عنه، لذلك الأجدر بالجميع العمل لانتخاب رئيس في وقت قريب أو تأليف حكومة أصيلة لاحتواء الأزمة المقبلة.
وأشارت أوساط مواكبة للمشاورات في الملف الرئاسي لـ»البناء» الى أن هذه المشاورات واللقاءات لا بد منها قبل الوصول الى العشرة أيام الأواخر من المهلة الدستورية، وبعدها يبدأ التفاوض الجدّي بين الكتل النيابية والقوى السياسية، والشغور الرئاسي يستدرج تدخلات وعروضاً خارجية لتسوية شاملة تشمل رئيساً توافقياً مع حكومة جديدة وبرنامج وخريطة عمل تواكب الإنجاز الذي تحقق بترسيم الحدود البحرية والانفتاح الأميركي على لبنان المتمثل بالاتصال الذي أجراه الرئيس الأميركي بالرئيس عون. وتوقعت الأوساط أن يتكرّر سيناريو الجلسة الأولى لانتخاب الرئيس، بغياب أي توافق على رئيس حالياً.
إلا أن الأوساط شدّدت على أن الوضع الحكومي لا زال على حاله ولكن الاتصالات ناشطة على خط الحكومة لتذليل بعض العقد للوصول الى حكومة ولو معدلة حتى نهاية الأسبوع، لكن الأوساط استبعدت تأليف حكومة في ما تبقى من فترة ولاية الرئيس عون، إلا إذا حصلت تنازلات متبادلة بين الرئيسين عون ونجيب ميقاتي.
على صعيد آخر، من المتوقع أن يصدر المجلس الدستوري نتائج الطعون الانتخابية بأكثر من دائرة انتخابية وسط معلومات يتم تداولها بتوجه لإبطال نيابة أكثر من نائب، لكن مصادر مطلعة على الملف تنفي هذا الأمر لـ»البناء» مشددة على أن مداولات المجلس سرية ولم تُحسم النتيجة بعد.
وأوضحت مصادر قانونية لـ»البناء» الى أن احتمالات قرار المجلس يتلخص باحتمالين: «إما رد الطعن، وإما قبول الطعن، وفي هذه الحالة يقرّر المجلس الدستوري إما اعلان فوز المرشح المستحق، وإما إعلان المقعد شاغراً حيث يتعين الدعوة إلى انتخاب فرعي لملء الشغور خلال شهرين».

---------------------------------------------------

افتتاحية جريدة الأخبار


السعودية ــ أميركا: أكبر من أزمة شخصية


عندما تهبّ أميركا للردّ على الضربة التي وجّهها وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى مصالحها ومصالح الغرب كلّه، فذلك قد يعني أكثر من مجرّد التهديد بعقوبات مِن نوع حظْر صادرات السلاح إلى المملكة، أو سحْب بضع مئات من الجنود منها. يَفتح التحرّك الأميركي، الذي ما زال يُدرس ولم يتسرّب شيء منه، على احتمالات عدّة، يدفع التفاؤل بعض المعارضين إلى القول إنها قد تصل إلى محاولة انتزاع المملكة نفسها من براثن الأمير المشاغب، لأنها «أثمن» من أنْ تُترك لتقع في أيدي «الأعداء». لذا، بدأ ابن سلمان، على رغم المكابرة، يشعر بقلق ممّا هو آتٍ على صعيد العلاقات مع أميركا والغرب، عكستْه تصريحات بعض المسؤولين السعوديين، وأمور أخرى، من بينها تسجيل تراجُع، ولو لفظياً، في الموقف من الحرب في أوكرانيا. ففي النهاية، ما زالت أميركا، من خلال السلاح والتغطية السياسية، تقوم بالدور الأساسي في حماية النظام السعودي، أقلّه في انتظار ما ستسفر عنه إعادة النظر في العلاقات التي تمرّ حالياً بمرحلة تاريخية تُقارَن بالمحطّات التأسيسية الكبرى، مِن مِثل استبدال الملك المؤسّس، عبد العزيز آل سعود، الرعاية البريطانية، بأخرى أميركية، في أربعينيات القرن الماضي.


=========================================================================

وقع الطلاق بين «التغييريين»: تكتل الـ 13 إلى كتلتين | تهويل غربي بفوضى أمنية


ينتظر «تكتل التغيير» إعلان وفاته. وما الحديث عن محاولات إنعاشه الأخيرة إلا للقول إننا فعلنا ما بوسعنا. التمسك بصيغة الـ13 لم تعد واردة، فالجميع بات مقتنعاً بخطأ التعامل مع التكتل وكأنه «زواج ماروني». إذ شكلت الخلافات عاملاً جوهرياً في الانقسام الذي أخرجه إلى الضوء الموقف من الدعوة إلى العشاء لدى السفيرة السويسرية في بيروت، وسط توقعات بأن يتفرع عن تكتل الـ13 تكتلان بصيغة (9 - 4) أو (8 - 4 -1).

لم تكن دعوة العشاء في السفارة السويسرية الموجهة للنائب إبراهيم منيمنة إلا سبباً لخروج خلاف نواب «تكتل التغيير» إلى العلن. علم التكتل بالعشاء وبحضور منيمنة من الإعلام، ما أثار حفيظة غالبية زملائه وعلى رأسهم وضاح الصادق الذي اعتبر أن أحداً لا يمثله في لقاء السفارة السويسرية. وتؤكد مصادر في «التكتل» أن «منيمنة، بعد اشتعال الخلاف أمس، أوضح لعدد من زملائه أن الدعوة وجهت إليه بصفة شخصية وليس نيابة عن التكتل، وليس لديه الكثير من المعطيات عن خلفياتها». لكن ذلك لم يكن كافياً لتهدئة النفوس. فأبعد من مسألة وجوب إبلاغ الزملاء بالدعوة ونقاشها، تختلف مكونات التكتل حيال صوابية النقاش لتطوير نظام الحكم والوصول إلى عقد اجتماعي جديد. علانية أكد كل من وضاح الصادق وياسين ياسين تمسكهما باتفاق «الطائف»، ومعهما آخرون يهمسون بذلك سراً. تقاطع هذا الموقف وتصريح السفير السعودي وليد البخاري عن أهمية «الطائف»، وهو الذي زار بعبدا وعين التينة على عجل أمس لقطع الطريق على أي عقد تأسيسي جديد للبلد.

=======================================================================


17 تشرين: ثلاث سنوات من الإجرام المتواصل | عندما هدّد سلامة المصرفيين: «بدكن تسكّروا»!


ارتبط تاريخ 17 تشرين الأول 2019 بلحظة الانهيار. ربط روّجت له قوى السلطة وأصحاب المصارف لإبعاد الشبهة الأساسية عن المجرم الفعلي. فما حدث في ذلك اليوم لم يكن أكثر من مجرّد ردّ فعل على انهيار سبق أن حصل، وما جرى لاحقاً ليس سوى نتائج إدارة الأزمة التي نتجت من الانهيار. مفاعيله متواصلة لغاية اليوم، وأحدث مستجداتها أن مصرف لبنان ضخّ سيولة بالليرة بين أول أيلول 2022 ومنتصف تشرين الأول من السنة الجارية بقيمة 26400 مليار ليرة لتبلغ الكتلة النقدية المتداولة 70 ألف مليار ليرة، أي 12 ضعف ما كانت عليه في مطلع 2019، وسعر الصرف تضاعف 26.5 مرة... والحبل على الجرار

 

==========================================================================================

افتتاحية صحيفة النهار

سباق الأيام الأخيرة للفرصتين الرئاسية والحكومية

13 يوماً من يوم غد تفصل البلاد عن نهاية ولاية الرئيس #ميشال عون، تبدو مقبلة على ترسيخ المعطيات والوقائع التي تثبت ان #لبنان ينزلق نحو تجربة جديدة من الشغور الرئاسي بكل ما قد تستبطنه وتحمله من مزيد من السلبيات والاخطار والانهيارات. مرت البارحة الذكرى الثالثة لانتفاضة 17 تشرين الأول 2019 وسط رمزيات مفعمة بالقتامة التامة ليس اقلها ان الانتفاضة التي كان مفجرها المباشر على الأقل زيادة ستة سنتات على المكالمات الخليوية، قفز الدولار في نهاية عامها الثالث سقف الـ 40 الف ليرة، ولا يرف جفن سلطة سياسية او نيابية او مالية او مصرفية، ولا يتحرك الناس في الشارع الا في تظاهرة رمزية متواضعة الحجم سارت من ساحة الشهداء الى ساحة النجمة.

 

وسط العد العكسي لنهاية العهد العوني وللشغور شبه الحتمي الذي سيخلفه، يعيد مجلس النواب اليوم انتخاب لجانه بما يذكر بتوزع القوى والكتل فيه على نحو عجز معه تحالف من هنا عن إيصال مرشحه الى بعبدا، او تحالف من هناك عن الاتفاق على مرشح. وجلسة انتخاب اللجان التي يفترض ان تليها جلسة تشريعية يفترض ان تكون الأخيرة خارج الاطار الانتخابي اذ ستعقد الجلسة الثالثة لانتخاب رئيس الجمهورية بعد غد الخميس في العشرين من الحالي إيذانا ببدء مهلة الأيام العشرة الحاسمة الأخيرة من المهلة الدستورية والتي يتحول فيها المجلس هيئة انتخابية دائمة حكما.


 

وفي جلسة اليوم، والذي يفترض ان يقر فيها قانون السرية المصرفية، علمت “النهار” ان مشروع القانون ظل حتى ساعة متقدمة من الليل مثار اخذ ورد، اذ تراجع فريق صندوق النقد الدولي عن القبول بتعديلات كانت ادخلتها عليه لجنة المال والموازنة برفضها اعطاء الادارة الضريبية صلاحية رفع السرية عن الحسابات المصرفية، ما يعرض الخصوصية للاستباحة من موظفين اداريين دون الرجوع الى القضاء، ويجعل المودعين الكبار يهربون حساباتهم الى الخارج، ولا يشجع اي مودع على التعامل مع المصارف اللبنانية مما يشكل ضربة اضافية للقطاع المصرفي. وتردد ليلا ان صندوق النقد ابلغ الجهات المعنية في لبنان عدم موافقته على التعديلات، وبالتالي باتت النسخة النهائية من المشروع بحاجة الى تعديلات اضافية غير مضمونة في الجلسة التشريعية اليوم، خصوصا ان حركة الاتصالات استمرت حتى الليل، ولم تطلع عليها الكتل النيابية.


 

من جهة ثانية، توقعت أوساط سياسية ونيابية بارزة ان تشهد الساحة السياسية في الآتي من الأيام حركة كثيفة بكل الطابع الاستثنائي الذي تستلزمه محاولات ما يسمى الفرصة الأخيرة المتاحة للحؤول دون وقوع لبنان في محظور الشغور الرئاسي اذ يخشى ان تجاربه السابقة في الفراغ لن تقاس تداعياتها ونتائجها السلبية بالمقارنة مع التجربة الجديدة اذا حصل الشغور، لان لبنان لم يكن ولا مرة سابقا في واقع انهياري كالذي يعيشه راهنا، والذي سيتفاقم على نحو شديد متى صار الفراغ عنوان المرحلة الجديدة التي ستقبل عليها البلاد. وكشفت الأوساط نفسها ان المهلة الأخيرة الفاصلة عن 31 تشرين الأول ستشهد كذلك ما يمكن ان يشكل المحاولة الأخيرة أيضا لبت الملف الحكومي علّ الانفراج على هذا المحور يخفف التوتر السياسي الذي يخشى ان يرافق نهاية الولاية الرئاسية ويتسبب بمزيد من التعقيدات والترددات السلبية. ويبدو ان الحركة التي يقوم بها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم تنطلق من هذا الواقع مع عدم تكبير الرهانات على هذا التحرك قبل اتضاح ما اذا كانت ملامح مرونة طرأت على خط بعبدا – السرايا.

 

 

بخاري والطائف

واستوقفت في هذا السياق تحركات السفير السعودي وليد بخاري التي بدت بمثابة إعادة تشديد على التزام اتفاق الطائف وسط لحظة الاحتدام التي يجتازها لبنان واستحقاقاته. وغداة تغريدته عن ضرورة الحفاظ على الطائف زار السفير بخاري امس بعبدا وعين التينة. وذكر ان رئيس الجمهورية ميشال عون عرض مع بخاري، العلاقات اللبنانية – السعودية وسبل تطويرها في كل المجالات، والدعم الذي تقدمه المملكة للبنان، لا سيما على الصعيدين الاجتماعي والانساني. وتطرق البحث الى الاوضاع العامة والتطورات الاخيرة. وجدد السفير بخاري “تأكيد حرص المملكة على وحدة لبنان وشعبه وعمقه العربي، انطلاقا من المبادئ الوطنية الميثاقية التي وردت في اتفاق الطائف الذي شكل قاعدة اساسية حمت لبنان وامّنت الاستقرار فيه”، وشدد على “اهمية انجاز الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها”. ولفت بخاري الى ان الرئيس عون “اكد حرصه على تفعيل العلاقات بين لبنان والمملكة العربية السعودية لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين”. وبعدها، زار السفير السعودي عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري.

 

يشار في هذا السياق الى موقف بارز للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز من لبنان شدد فيه على “ضرورة تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة في لبنان تقود إلى تجاوز أزمته”. وأضاف في الخطاب الملكي السنوي لأعمال السنة الثالثة من الدورة الثامنة لمجلس الشورى أن “على لبنان بسط سلطة حكومته على جميع الأراضي اللبنانية لضبط أمنه والتصدي لعمليات تهريب المخدرات والأنشطة الإرهابية التي تنطلق منها مهددة لأمن المنطقة واستقرارها”.

 

 

“عشاء السفارة”

وفي جانب آخر من المشهد الداخلي الاخذ في السخونة وضعت السفارة السويسرية في لبنان وسوريا حدا لعاصفة “عشاء السفارة” اذ اصدرت بياناً اوضحت فيه انه “خلال الشهرين الماضيين، وبالتعاون مع منظمة مركز الحوار الانساني التي تتخذ سويسرا مقراً لها، تواصلت سويسرا مع جميع الجهات الفاعلة السياسية اللبنانية والاقليمية والدولية للتحضير لمناقشات تشاورية وليس مؤتمر حوار”. وأضافت “من التقاليد السويسرية بذل مساع حميدة عندما يطلب منها ذلك، تأتي هذه المناقشات المزمع عقدها نتيجة مشاورات سابقة مع جميع الاطياف السياسية اللبنانية والاقليمية والدولية، في ظل احترام تام لاتفاق الطائف والدستور اللبناني”. وأشارت السفارة إلى أن “العشاء غير الرسمي الذي كان من المفترض أن يُقام هذا الثلثاء (اليوم) في منزل السفيرة السويسرية، يهدفُ إلى تعزيز تبادل الافكار بين مختلف الجهات الفاعلة السياسية اللبنانية”، وان “الاسماء المتداولة في وسائل الاعلام لا تشمل أسماء المدعوين فعلياً، مع هذا، فقد جرى تأجيل العشاء إلى موعدٍ لاحق”.

 

الى ذلك، وعشية جلسة الانتخاب المحددة الخميس المقبل، زار رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل مع وفد من “تكتل لبنان القوي”، رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة في حضور نواب من “كتلة التنمية والتحرير”. وسلم باسيل الرئيس بري ورقة “التيار الوطني الحر” للأولويات الرئاسية. واعلن انه “من غير الممكن ان نتفق على إنتخاب رئيس للجمهورية في ظل عدم التوافق لا على الثلثين ولا النصف مع أي مجموعة نيابية فمن الضروري ان نتكلم مع بعض ولا اعتقد ان أحدا يتوهم انه من الممكن ان نصل الى نتيجة ونتجنب الفراغ من دون الحوار”. وقال “انا سعيد اننا وجدنا لدى الرئيس بري كل التفهم والاستعداد والايجابية اللازمة للقيام بهذا الحوار. وأعتقد ان لديه دورا في هذا المجال. فالرغبة في التحاور موجودة ليس فقط على المرحلة انما ايضا على الاسماء”. وسأل “كيف بدنا ننتخب رئيس للجمهورية وما منحكي مع بعضنا ؟. هذا لا يلغي الخلافات السياسية وكل واحد عنده موقفه، نحن محكومون، في ظل نظامنا بالتوافق اذا لم يكن هناك إجماع انما بتوافق حد ادنى يؤمن الثلثين ويؤمن النصاب وال 65 صوتا. هذا ممر الزامي ومن كان حريصا على عدم دخول البلد في هذا الوضع الصعب والاستثنائي ولانه إستثنائي قدمنا التنازل الأكبر”. وزار وفد من “التكتل” ايضا “اللقاء الديموقراطي”، عارضا ورقته الرئاسية. وأوضح عضو اللقاء النائب هادي ابو الحسن “لا يمكن ان يستمر لبنان من دون الحوار واهمية ما بحثنا به هي اهمية اتفاق الطائف وتثبيته”. اما عضو لبنان القوي النائب سيزار ابي خليل فقال: كان هناك تلاق على بعض النقاط واتفقنا على استكمال النقاش في جلسات لاحقة. كما التقى وفد من التكتّل كتلة “الوفاء للمقاومة” وسلمها ورقة الأولويات الرئاسية.


 

وفي السياق الرئاسي ايضا، أعلن البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي أن “خيار الرئيس قرار جماعي والتعاون بين جميع الأطراف ضروري ولكن ليس على حساب السيادة وهو مسؤولية إيجابية مشتركة ينبغي ألاّ تبلغ حدّ الفيتو والتعطيل”. وكان الراعي وصل الى القاهرة اول من امس، ملبيا دعوة جامعة الدول العربية، للمشاركة في مؤتمر “التسامح والسلام والتنمية المستدامة في الوطن العربي”.

 

 

*********************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

باسيل يتودّد لبرّي… “صفحة جديدة من الغزل الرئاسي والدّجل السياسي”!

ابراهيم يجول بـ”باسبور التأليف”: رغبة جدّية وحظوظ مرتفعة


طويت صفحة “العشاء السويسري” على الأرجح إلى غير رجعة ولو أنّ السفارة السويسرية أعلنت عن تأجيله “إلى موعد لاحق”، إثر تفخيخه من جانب قوى 8 آذار بألغام رئاسية ودستورية تبتغي تمييع الاستحقاق الرئاسي تحت عناوين حوارية، ونسف اتفاق الطائف تحت شعارات تحاكي تطوير النظام. وإذ تنبهت قوى المعارضة للمكيدة فسارعت إلى إعادة تصويب أولويات المرحلة وفي مقدمها “أولوية انتخاب رئيس جديد للجمهورية”، أتت جولة السفير السعودي وليد بخاري أمس على كل من قصر بعبدا وعين التينة لتوثّق أهمية “وثيقة الوفاق الوطني” بالنسبة للمملكة العربية السعودية في تدعيم وحماية “ركائز الكيان اللبناني التعددي”، سيّما وأنّ بخاري جدّد من القصر الجمهوري حرص المملكة على “وحدة لبنان وشعبه وعمقه العربي انطلاقاً من المبادئ الوطنية الميثاقية التي وردت في اتفاق الطائف”، مع التذكير في هذا المجال بأنّ الطائف شكّل “القاعدة الأساسية التي حمت لبنان وأمّنت الاستقرار فيه”.

 

ولأنّ أركان السلطة يعدّون العدّة لإدخال البلد في مرحلة طويلة من الفراغ الرئاسي، بدأوا خلال الساعات الأخيرة تكثيف الجهود لتشكيل حكومة جديدة قادرة على تسلّم صلاحيات رئاسة الجمهورية خلال فترة الشغور، ولفتت الجولات المكوكية التي قام بها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم بين المقرّات حاملاً “الباسبور الحكومي لتسريع التأشيرات الرئاسية والسياسية اللازمة لإصدار مراسيم التأليف قبل نهاية العهد”، على حد تعبير مصادر مواكبة للاتصالات الحكومية، مؤكدةً أن ابراهيم “نجح في تذليل بعض العقبات التي كانت تعترض ولادة الحكومة العتيدة، والعمل جارٍ على تجاوز ما تبقى من معوقات على طريق التأليف خصوصاً وأنّ الرغبة جدية والحظوظ مرتفعة هذه المرة”.


 

وعقب جولة المدير العام للأمن العام التي شملت أمس رئيس “الحزب الديمقراطي اللبناني” النائب السابق طلال أرسلان، كشفت المصادر عن احتمال حلّ عقدة المقعد الدرزي عبر “استبدال وزير المهجرين عصام شرف الدين بالوزيرة السابقة منال عبد الصمد”، مشيرةً في هذا السياق إلى أنّ الصيغة التي يتم العمل عليها راهناً تقضي بإدخال تعديلات على تشكيلة حكومة تصريف الأعمال “تشمل تبديل 6 وزراء، 3 مسيحيين (من بينهم وزير الخارجية عبد الله بو حبيب ووزيرة التنمية الادارية نجلاء الرياشي) بالإضافة إلى الوزير الدرزي ووزيرين شيعي (يوسف خليل) وسني (أمين سلام)”.

 

أما عن العقبات التي لا تزال تعترض التوافق الرئاسي على التشكيلة الحكومية الجديدة، فأوضحت المصادر أنها تتصل في جوهرها بـ”الحصة المسيحية التي يريد رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الاستئثار بتسمية كل وزرائها من دون أن يكون للرئيس المكلف حق إبداء الرأي أو الاعتراض”، لافتةً في المقابل إلى أنّ “حزب الله” دخل بقوة على خط “تدوير الزوايا في مطالب باسيل عبر إقناعه بعدم الإصرار على توزير حزبيين لعدم إحراج ميقاتي واستفزاز الطائفة السنية من ورائه، على اعتبار أنّ الأهم اليوم هو تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات لإدارة مرحلة الشغور وأن يكون “التيار الوطني” مشاركاً في القرارات التي تتخذها بالنيابة عن رئيس الجمهورية بدل إخلاء الساحة لملء الفراغ الرئاسي بحكومة تصريف أعمال”.


 

وفي الغضون، برز أمس حرص باسيل على أن يرأس وفد كتلته النيابية في زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري لتسليمه ورقة “الأولويات الرئاسية”، فجاءت لافتة للانتباه عبارات التودّد والاحترام التي أغدق بها باسيل على بري إثر اللقاء مؤكداً الاتفاق معه “على المرحلة المقبلة وعناوين العهد المقبل وأولوياته”.

 

وإذ شدد باسيل رداً على أسئلة الصحافيين على أنّ فتح صفحة جديدة مع بري هو “أمر طبيعي” ربطاً بالحاجة لتأمين التوافق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، علّقت أوساط معارضة على كلامه من عين التينة، متسائلةً: “كيف يمكن لبرّي أن يتحوّل بين ليلة وضحاها من “بلطجي المجلس” و”راعي الفساد” كما كان يصفه باسيل، إلى ركيزة وطنية أساسية وجد لديها باسيل نفسه كل التفهم والإيجابية حسبما صرّح (بالأمس) إثر لقاء رئيس المجلس؟”، واستطردت: “نعم هي صفحة جديدة من الغزل الرئاسي والدجل السياسي المستشري في البلد، حيث يصبح الحرام حلالاً والحلال حراماً بحسب ما تميل كفة المصالح في ميزان السلطة”.

 

*********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

باسيل عند بري داعياً إلى «الحوار والتوافق»

«التيار» يواصل لقاءاته عارضاً أولوياته الرئاسية

 

واصل «التيار الوطني الحر» جولاته على القيادات السياسية والحزبية في لبنان لطرح ما أطلق عليها تسمية «الأولويات الرئاسية»، والتقى للمناسبة أمس رئيس البرلمان نبيه بري وكتلتي «حزب الله» و«اللقاء الديمقراطي».

وقال باسيل بعد لقائه على رأس وفد من «التيار» رئيس البرلمان، «سلمناه ورقة (التيار) للأولويات الرئاسية، وشرحنا من خلالها ماذا نرتجي، من جهة كي نتفق على المرحلة المقبلة، الذي هو العهد المقبل، وما هي عناوينه الأساسية وأولوياته، ومن جهة ثانية كي نستطيع أن نفتح حواراً بين بعضنا البعض» في خصوص انتخاب رئيس للجمهورية. وأضاف: «لا أعتقد أن أحداً يتوهم أنه من الممكن أن نصل إلى نتيجة، ونتجنب الفراغ من دون الحوار».

ولفت إلى أنه وجد لدى رئيس البرلمان «كل التفهم والاستعداد والإيجابية اللازمة للقيام بهذا الحوار. وأعتقد أن لديه دوراً في هذا المجال. فالرغبة في التحاور موجودة ليس فقط على المرحلة إنما أيضاً على الأسماء. لأننا لن ننتخب برنامجاً في الصندوق، إنما أسماء في الصندوق».

ورداً على سؤال عن فتح صفحة جديدة مع الرئيس بري، قال باسيل، «هذا (اللقاء) لا يلغي الخلافات السياسية، وكل واحد له موقفه. نحن محكومون، في ظل نظامنا، بالتوافق إذا لم يكن هناك إجماع، إنما توافق حد أدنى يؤمن الثلثين ويؤمن النصاب والـ65 صوتاً (من أجل انتخاب رئيس الجمهورية). هذا ممر إلزامي، ومن كان حريصاً على عدم دخول البلد في هذا الوضع الصعب والاستثنائي، ولأنه استثنائي قدمنا التنازل الأكبر وعلى الطرف الآخر أن يتكلم مع البقية لنصل إلى نتيجة».

وأمس أيضاً اجتمع وفد من «التيار» مع «اللقاء الديمقراطي» (الذي يقوده النائب عن الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط). ووصف أمين سر «اللقاء الديمقراطي» النائب هادي أبو الحسن، الاجتماع، بـ«الصريح»، داعياً إلى «استمرار النقاش مع الكتل كافة رغم الاختلافات الموجودة من أجل خلاص لبنان».

بدوره، قال النائب في «التيار» سيزار أبي خليل، بعد اللقاء، «كان هناك تلاق على بعض النقاط، وكان هناك نقاش في نقاط أخرى، واتفقنا على استكمال النقاش في جلسات لاحقة».

كما التقى وفد من «التيار»، كتلة «حزب الله». وقال النائب في «التيار» آلان عون، بعد اللقاء، إن «كل فريق لديه قناعاته وتصوره لرئيس الجمهورية ولكن المصلحة (تستدعي التوافق على) رئيس توافقي»، مشيراً إلى أن «العنوان الأساسي في هذه المرحلة التوفيق، وليس الدخول في معارك وتحديات، ولمسنا واقعية في تعاطي (حزب الله) مع الموضوع الرئاسي». وأضاف: «نتعاطى مع الاستحقاق الرئاسي بواقعية، ونعمل على دعم المرشحين لتسهيل ونجاح عملية الانتخاب».

 

*********************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

“الجمهورية”: المملكة: الاستحقاقات.. الحوار السويسري يتعثر.. وأصدقاء يحذّرون من تضييع الوقت

لم يبق من الروزنامة الرئاسية سوى 13 يوماً من عمر ولاية الرئيس ميشال عون، لينتقل بعدها لبنان اعتباراً من منتصف ليل الثلاثاء 31 تشرين الاول الجاري، من مرحلة رئاسية حفلت بأحداث وصدامات على كل الجبهات الداخلية، إلى مرحلة جديدة ليس معلوماً ما ينتظر خلالها.

عملياً بلغت الولاية الرئاسية نهايتها، واكثر الحقائق وضوحاً هي انّ باب القصر الجمهوري سيقفل حتى اشعار آخر، وسيغادره الرئيس عون من دون مراسم تسليم وتسلّم بين السلف والخلف، وعلى نحو يتكرّر معه مشهد مغادرة الرئيس اميل لحود دون ان يسلّم خلفه، وكذلك الحال بالنسبة إلى الرئيس ميشال سليمان.

 

تبعاً لذلك، صار الفراغ الرئاسي الحتمي على بعد 13 يوماً، وليس في الأفق الداخلي ما يؤشر إلى احتمال ولو ضئيل جداً، لتداركه قبل وقوعه. وتكفي نظرة بسيطة الى أداء بعض المكونات السياسية ومقارباتها للاستحقاق الرئاسي، لليقين بأنّها متهمة إلى ان يثبت العكس، بتعمّد الإطاحة بهذا الاستحقاق.

 

الخميس، موعد لجلسة انتخابية جديدة، محكومة بالفشل المسبق. فالمشهد الذي خبره مجلس النواب في الجلسة الاولى آخر ايلول الماضي، وما تلاها، سيتكرّر بكل تفاصيله؛ مجموعات سياسية ونيابية نخرتها الشعبوية والشخصانية، وتناقضات وأجندات مكشوفة ومستورة، تغنّي على لياليها السياسية، وتعزف مواويلها الترشيحية من خلفية استفزازية تطيح كل الاحتمالات الايجابية، جوهرها الهروب من التوافق على رئيس، وخنق طريق الاستحقاق الرئاسي بأسباب تعطيلية اضافية وبوصفات توتيرية تخفي في طيانها جنوحاً فاضحاً نحو السقوط في الفراغ.

 

مقولة الشيء وعكسه!

الجلي الواضح في هذا المشهد، انّ البلد مرمي في حلبة دجل وتكاذب سياسي، أخضعت البلد لمقولة «الشيء وعكسه»، يستعجلون الاستحقاق قولاً، ويعطّلونه فعلاً. والملف الحكومي على النغمة ذاتها، حيث انّهم يُظهرون استماتة في الاعلام على تأليف حكومة حاجة البلد اليها اكثر من ضرورية وملحّة، ويخوّفون من الفراغ الحكومي ومن دخول البلد في سجال دستوري عقيم في زمن الفراغ الرئاسي الحتمي، حول صلاحيات حكومة تصريف الاعمال في تولّي صلاحيات رئيس الجمهورية، ولكنهم في المقابل جعلوا من ملف التأليف ملهاة ولادة للشروط التعطيلية، ومحبطة لجهود الوسطاء الرامية إلى انتشال الحكومة من قبضة المعطلين.

 

وفي جديد هذا الملف، كما يكشف احد الوسطاء لـ»الجمهورية»: «اقتربنا من خط النهاية، وبتنا نسابق الوقت، هناك محاولة جارية لاستيلاد حكومة، لا اقول انّ الامور مقفلة بالكامل، بل الامل ما زال موجوداً في حكومة ربع الساعة الاخير، حيث انني لا اعتقد انّ ولاية رئيس الجمهورية ستنتهي من دون تشكيل حكومة».

 

ورداً على سؤال تجنّب الوسيط المذكور تحديد الجهة المعطّلة تأليف الحكومة، وقال: «التعقيدات كبيرة، وأهمها العقدة ماثلة بين حكومة بتعديل ببعض وزرائها وحكومة بتعديل واسع يشمل نحو ربع وزراء الحكومة، والمساعي جارية لفك هذه العقدة، وثمة اجتماعات ومشاورات حصلت في الساعات الماضية، وستحصل اليوم وغداً، لعلها تؤدي الى اختراق. وكما قلت رهاننا موجود على حكومة ربع الساعة الاخير، وخصوصاً انّ ثمة نصائح من الاصدقاء وكذلك من الاشقاء، بأن تتشكّل حكومة كاملة المواصفات والصلاحيات، تواكب توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل الذي قد يتمّ في مقر قيادة قوات «اليونيفيل» في الناقورة قبل نهاية الشهر الجاري، وربما خلال الاسبوع المقبل».

 

صرخة روحية

إلى ذلك، استغرب مرجع روحي كبير ما سمّاه «انعدام المسؤولية الوطنية لدى السياسيين، وإمعانهم في تعميق الأزمة وتجاهلهم المخزي لمعاناة الشعب اللبناني».

 

وأبدى المرجع عبر «الجمهورية»، قلقه البالغ على الوضع في لبنان ومستقبل هذا البلد، وقال: «امام ما يحصل، فإنّ مسار بلدنا في الآتي من الأيام، مجهولة وجهته. واللبنانيون مخنوقون وخائفون مما يُخبأ لهم بعد من مخاطر ومنزلقات. وقد رفعنا الصوت، واطلقنا الصرخات في وجه السياسيين واكّدنا عليهم ان يتحلّوا بالمسؤولية الوطنية، ويترفعوا عن صغائرهم رأفة بهذا الشعب المسكين».

 

ودعا المرجع عينه السياسيين إلى الكفّ عن مخالفة الدستور وعن تصديع الهيكل السياسي والاجتماعي للبنان، وقال: «نسمع تباكياً من هنا وهناك على الدستور لا يمت الى الحقيقة بصلة، ونقول لهؤلاء هذا الامر مرفوض، فلا يجوز ابداً الإمعان في مخالفة الدستور، الذي يوجب عليكم التوافق على تشكيل حكومة لم يبق احد في الدنيا الّا واكّد لهم انّ لبنان بحاجة الى حكومة تتخذ القرارات والخطوات الآيلة الى معالجة الأزمة، ويوجب عليكم ايضاً انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية. وكما نرفض الفراغ الحكومي، نرفض ايضاً الفراغ في سدّة الرئاسة الاولى، فالرئاسة ليست ملكاً لهذا الحزب او ذاك، هي لجميع اللبنانيين، ومن هنا لا يكون مقبولاً ابداً أي تعريض مقام الرئاسة لأي اهانة او انتقاص من هيبتها وجرّها الى الفراغ».

 

وكشف المرجع «اننا ندين بالشكر لأصدقاء لبنان لوقوفهم الى جانبه، وتأكيدهم على مرجعياته السياسية إعادة تنظيم بيتهم الداخلي عبر تشكيل حكومة، وكذلك عبر انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وكانت واضحة الرسالة التي نقلتها وزيرة الخارجية الفرنسية بإسم فرنسا والدول الصديقة للبنان، واكّدت فيها على اللبنانيين ان يسارعوا الى اتمام استحقاقاتهم، والبدء بالعلاجات المطلوبة لأزمته، والّا فإنّ الانهيار سيكون وشيكاً. وقد نُقل الينا شخصياً كلام مباشر من هؤلاء الاصدقاء يعكس الحرص على بلدنا، ويحذّر من انّ لبنان لم يعد يملك ترف تضييع الوقت».

 

حراك البخاري

في هذه الأجواء، برز حراك السفير السعودي في لبنان وليد البخاري في اتجاه القصر الجمهوري ولقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وكذلك في اتجاه عين التينة ولقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري. ويتزامن هذا الحراك مع تأكيد الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز على ضرورة تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة في لبنان تقود إلى تجاوز أزمته. مشيراً الى أهمية بسط سلطة حكومته على كل الأراضي اللبنانية لضبط أمنه والتصدّي لعمليات تهريب المخدرات والأنشطة الإرهابية».

 

وجدّد بخاري بعد لقائه الرئيس عون التأكيد على «حرص المملكة على وحدة لبنان وشعبه وعمقه العربي انطلاقاً من المبادئ الوطنية الميثاقية التي وردت في اتفاق الطائف الذي شكّل قاعدة أساسية حمت لبنان وأمّنت الاستقرار فيه، كما اكّد أهمية إنجاز الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها». ولفت إلى انّ الرئيس عون اكّد حرصه على تفعيل العلاقات بين لبنان والمملكة العربية السعودية لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين.

 

باسيل في عين التينة

وكانت لافتة امس، زيارة رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل الى عين التينة، ولقاؤه رئيس مجلس النواب نبيه بري على رأس وفد من «تكتل لبنان القوي»، حيث سلّم رئيس المجلس ورقة التيار للأولويات الرئاسية.

 

وقال باسيل بعد اللقاء: «من غير الممكن ان نتفق على انتخاب رئيس للجمهورية في ظلّ عدم التوافق لا الثلثين ولا النصف مع أي مجموعة نيابية. فمن الضروري ان نتكلم مع بعض. لا اعتقد انّ أحداً يتوهّم انّه من الممكن ان نصل الى نتيجة ونتجنّب الفراغ من دون الحوار».

 

اضاف: «انا سعيد اننا وجدنا لدى الرئيس بري كل التفهم والاستعداد والايجابية اللازمة للقيام بهذا الحوار. وأعتقد انّ لديه دوراً في هذا المجال. فالرغبة في التحاور موجودة، ليس فقط على المرحلة انما ايضاً على الاسماء».

 

وتابع: «بغض النظر، اعتقد انّ هذا الامر طبيعي. كيف «بدنا ننتخب رئيس للجمهورية وما منحكي مع بعضنا». هذا لا يلغي الخلافات السياسية وكل واحد عنده موقفه، نحن محكومون، في ظل نظامنا بالتوافق اذا لم يكن هناك إجماع انما توافق حدّ ادنى يؤمّن الثلثين ويؤمّن النصاب والـ 65 صوتاً. هذا ممر الزامي. ومن كان حريصاً على عدم دخول البلد في هذا الوضع الصعب والاستثنائي، ولأنّه إستثنائي قدّمنا التنازل الأكبر «ولازم الآخر يشدّ على حالو ويحكي مع البقية ونعمل حوار وان شاء الله منوصل لنتيجة».

 

الحوار السويسري

من جهة ثانية، برزت عراقيل داخلية امام ما أُعلن عن توجّه لدى الدولة السويسرية في عقد حوار لبناني على اراضيها، وأشيع بأنّ الغاية منه الوصول الى مخارج وحلول لأزمته الصعبة. وفي هذا الاطار جاءت الدعوة الى عشاء في السفارة السويسرية في بيروت يحضره ممثلون عن المكونات السياسية.

 

الّا انّ هذه الدعوة اصطدمت برفض بعض المكونات المشاركة فيه، وصدور مواقف اعتراضية أبدت خشيتها من ان يكون هذا الحوار مقدّمة لإحداث تغييرات على مستوى تركيبة البلد، تنعكس بتأثيراتها المباشرة على اتفاق الطائف.

 

وقد سارعت السفارة السويسرية في بيروت، تبعاً لذلك إلى إلغاء العشاء، وقالت في بيان امس «إنّ سويسرا تعمل بنشاطٍ في لبنان منذ سنوات عديدة، بما في ذلك في مجال منع نشوب النزاعات وتعزيز السلام»، مشيرة إلى أنّه «خلال الشهرين الماضيين، وبالتعاون مع منظمة مركز الحوار الانساني التي تتخذ سويسرا مقراً لها، تواصلت سويسرا مع جميع الجهات الفاعلة السياسية اللبنانية والاقليمية والدولية للتحضير لمناقشات تشاورية وليس مؤتمر حوار».

 

وأضاف البيان: «من التقاليد السويسرية بذل مساعٍ حميدة عندما يُطلب منها ذلك، تأتي هذه المناقشات المزمع عقدها نتيجة مشاورات سابقة مع جميع الأطياف السياسية اللبنانية والاقليمية والدولية، في ظل احترام تام لاتفاق الطائف والدستور اللبناني».

 

وأشارت السفارة في بيانها إلى أنّ «العشاء غير الرسمي الذي كان من المفترض أن يُقام هذا الثلاثاء في منزل السفيرة السويسرية، يهدفُ إلى تعزيز تبادل الافكار بين مختلف الجهات الفاعلة السياسية اللبنانية»، وأردفت: «الأسماء المتداولة في وسائل الاعلام لا تشمل أسماء المدعوين فعلياً، مع هذا، فقد جرى تأجيل العشاء إلى موعدٍ لاحق».

 

اضرار بالكيان

وفي السياق، نُقل عن مراجع سنّية رفضها القاطع اي مسّ باتفاق الطائف، معتبرة انّ هذا الامر من شأنه أن يلحق الأذى البالغ بالكيان اللبناني، مع تشديدها على انّ الطائف يبقى خشبة الخلاص للبنان، وهذا يوجب التقيّد بأحكام الدستور المنبثق عنه والتعجيل في تأليف حكومة وانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

 

وكانت لافتة في هذا السياق تغريدة السفير السعودي وليد البخاري قبل يومين التي قال فيها: «وثيقةُ الوفاقِ الوطنيِّ عقدٌ مُلزمٌ لإرساءِ ركائزِ الكيانِ اللبنانيِّ التعدديِّ، والبديلُ عنهُ لن يكونَ ميثاقًا آخر بل تفكيك لعقدِ العيشِ المُشتركِ، وزوالِ الوطنِ الموحَّد، واستبدالهُ بكيانات لا تُشبهُ لُبنانَ الرسالةَ».

 

وكان لافتاً ايضاً، بيان وزع امس، منسوب إلى «تجمع ابناء العشائر العربية في لبنان»، جاء فيه: «تتناقل وسائل الإعلام معلومات حول التحضير لمؤتمر لبناني في جنيڤ، لم ينفها أحد من الجهات المعنية، مما يعني أنّها معلومات صحيحة، وعليه، يهمّ العشائر العربية ان تعلن دعمها المطلق لأي لقاء أو مؤتمر يُعقد في أي مكان، إذا كان سيؤدي إلى الحوار والتلاقي بين كل المكونات اللبنانية، وإلى إنقاذ لبنان من جهنم التي يتلوى فيها اليوم، ويحقق المصالحة الوطنية التي كرّسها اتفاق الطائف والقائمة على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، وعلى حفظ التوازنات الوطنية والسلم الأهلي والعيش المشترك».

 

واعتبرت «أنّ مثل هذه الدعوات، مشبوهة المصدر والجهة التي تقف خلفها، عدا عن أهدافها المبهمة وكأنّها أمر دُبّر في ليل..، ولا تعدو كونها دعوات فتنوية تعتقد بأنّ الطائفة السنّية المؤسسة للبنان الوطن والمؤسسات والشرعية العربية والدولية مستضعفة في هذه المرحلة، ويمكن إقصاؤها عن المسرح السياسي، وهذا تفكير أثبت فشله في الماضي ولن يُكتب له النجاح في المستقبل». كما رأت «انّ هذا المؤتمر المشبوه هو محاولة جديدة لإحياء الحلف الثلاثي الذي قام في العام 1985، وأقصى الطائفة السنّية الأكبر عن المشهد الوطني للاستفراد بالبلد».

 

وفي السياق الاعتراضي، قال رئيس «الحزب الديموقراطي اللبناني» طلال أرسلان انّ «دعوة السفارة السويسرية وُلدت ميّتة ولن تنجح هكذا مساعٍ منقوصة الرؤية والأهداف، نحن نعيش أزمة فقدان الثقة بالمؤسسات الرسمية والمالية كافة في البلد، ويجب البحث عن ولادة جديدة للبنان على قواعد واضحة ومتطورة تُحاكي تطلعات الشباب وطموحاتهم».

 

الراعي لتعاون الجميع

إلى ذلك، وجّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة القاها في كاتدرائية القديس يوسف المارونية – الظاهر في القاهرة، تحية تقدير لرئيس الجمهورية لمثابرته في عملية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، ولحرصه على وحدة القرار مع كل من رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء.

 

وقال الراعي: «نرجو أن يعبّر الترسيم القانوني الى حيّز التنفيذ، وان تنبسط وحدة القرار هذه الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل 31 تشرين الأول الحالي، ويتطّلع اللبنانيون واصدقاء لبنان الى انتخاب رئيس يعمل على شدّ أواصر وحدة الشعب اللبناني، ويلتزم مع الحكومة والمجلس النيابي في إجراء الإصلاحات المطلوبة، والنهوض الاقتصادي والمالي والمعيشي. وعلى هذه النية نصلي معكم الليلة».

 

ودعا الراعي الى «تعاون كل الاطراف، ولكن ليس على حساب السيادة، فهذا التعاون مسؤولية ايجابية مشتركة ينبغي الّا تبلغ حدّ الفيتو والتعطيل»، وقال: «خيار الرئيس هو قرار جماعي يعطي الشعور لكل مواطن انّ الرئيس هو رئيسه. لذا، لا يحق لأي طرف لبناني ان يُنكر على أي طرف لبناني آخر حقّه في أن تكون له كلمة في اختيار رئيس للجمهورية. فالرئيس الماروني، بحسب الميثاق الوطني المتجدد في اتفاق الطائف، هو رئيس كل اللبنانيين، وبالتالي يجب اختياره في إطار الأصول الديمقراطية والثوابت الوطنية».

 

*********************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

الرياض لمظلة عربية للاستحقاق الرئاسي: الطائف والاستقرار للمنطقة

الحكومة عالقة عند عقدة الوزير الدرزي.. وأزمة مع الجزائر تؤدي لإلغاء زيارة فياض

 

 

 

 

 


يمكن القول ان تحرك المملكة العربية السعودية لضمان استمرار الهدوء والاستقرار، والانتقال الى «بسط سلطة الدولة» على جميع الاراضي اللبنانية والتصدي لعمليات التهريب و«الانشطة الإرهابية» التي تهدّد أمن المنطقة واستقرارها، على قاعدة ميثاق الطائف الذي اصبح دستوراً، على حد ما قاله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في الخطاب الملكي السنوي لأعمال السنة الثالثة من الدورة الثامنة لمجلس الشورى السعودي.

 

وعبر عنه في كل من بعبدا وعين التينة سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد بخاري، الذي جدد بعد لقاء الرئيس ميشال عون صباح امس في بعبدا حرص المملكة على وحدة لبنان وشعبه وعمقه العربي انطلاقا من المبادئ الوطنية الميثاقية التي وردت في اتفاق الطائف الذي شكل قاعدة اساسية حمت لبنان وامّنت الاستقرار فيه، كما اكد على اهمية انجاز الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها. ولفت السفير البخاري الى ان الرئيس عون اكد على حرصه على تفعيل العلاقات بين لبنان والمملكة العربية السعودية لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين.

وحسب بيان مكتب الاعلام في القصر الجمهوري، فإن الرئيس عون عرض مع السفير بخاري العلاقات اللبنانية – السعودية وسبل تطويرها في المجالات كافة، والدعم الذي تقدمه المملكة للبنان، لا سيما على الصعيدين الاجتماعي والانساني، وتطرق البحث الى الاوضاع العامة والتطورات الاخيرة.

إلى ذلك افادت مصادر مطلعة أن زيارة سفير المملكة العربية السعودية تركزت على أكثر من موضوع لكن الأبرز كان التأكيد على إتمام الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري واحترام اتفاق الطائف انطلاقا من البيان الأميركي السعودي الفرنسي الذي صدر مؤخرا.

وكشفت مصادر دبلوماسية واسعة الاطلاع لـ«اللواء» ان الرياض تسعى، بصورة جدية، لمظلة عربية للاستحقاق الرئاسي ضمن مبادئ واضحة: ان يكون الرئيس قادراً على جمع اللبنانيين، واحترام دستور الطائف، وضمان ألا يكون لبنان ممراً لزعزعة استقرار المنطقة، بل عاملاً من العوامل التي تؤدي الى الاستقرار في لبنان، تمهيداً للاستقرار في المنطقة، واعادة البلد الى الحاضنة العربية على المستويات كافة.

وقالت المصادر ان الرياض ستمضي في مواكبة التحضيرات الآيلة لوصول رئيس للجمهورية، يعمل ضمن هذه الثوابت الوطنية والعربية.

وربطت مصادر سياسية بين الحركة العربية وصرف السفارة السويسرية دعوتها لما اسمته بـ«عشاء غير رسمي» كان من المفترض ان يقام في منزل السفيرة السويسرية في لبنان.

وقالت السفارة في بيان لها انه من خلال التعاون مع منظمة مركز الحوار الانساني التي تتخذ سويسرا مقراً لها، تواصلت سويسرا مع جميع الجهات الفاعلة السياسية اللبنانية والاقليمية والدولية للتحضير لمناقشات تشاورية وليس مؤتمر حوار».

وشددت في بيان اصدرته على ان «من التقاليد السويسرية بذل مساع حميدة عندما يطلب منها ذلك، وتأتي هذه المناقشات المزمع عقدها نتيجة مشاورات سابقة مع جميع الاطياف السياسية اللبنانية والاقليمية والدولية، في ظل احترام تام لاتفاق الطائف والدستور اللبناني».

وعلق عضو مجموعة نواب التغيير وضاح الصادق على بيان السفارة بالقول عبر «تويتر»: بيان السفارة السويسرية أسوأ من دعوة العشاء، تشاور وليس مؤتمر حوار. كيف تدعو سفارة اطرافًا لبنانيين لاجتماع تشاوري حول شؤون محلية لبنانية، وتدعو نواباً لبنانيين وافقوا بكل أسف على الحضور ضاربين عرض الحائط كل ما ننادي به من سيادة؟

عقدة الحكومة

حكومياً، ووسط استمرار التشاور النيابي حول انتخاب رئيس للجمهورية، وفي وقت يكثر الحديث عن وساطة يقوم بها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، بين بعبدا والسراي، استقبل الرئيس المكلف نجيب ميقاتي أمس اللواء ابراهيم. الذي زار ايضاً رئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» طلال أرسلان في دارته في خلدة، في مسعى لتقريب وجهات النظر حول تشكيل الحكومة.

وتحدثت معلومات عن لقاء بين الرئيس ميقاتي والنائب السابق وليد جنبلاط، في اطار المساعي لحل ما يمكن تسميته «العقدة الدرزية» سواء في ما خص البديل لوزير المهجرين عصام شرف الدين، الذي يصر الوزير السابق ارسلان على تسميته، ويعارض جنبلاط ذلك، من زاوية ان لا حيثية تمثيلية لارسلان، فضلاً عن الرغبة الجنبلاطية بتسمية وزير بديل للوزير عباس الحلبي في وزارة التربية والتعليم العالي.

وقالت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن هناك اتصالات تتم في الملف الحكومي تعد بمثابة الخرطوشة الأخيرة، وأشارت إلى أنه لا يمكن الحديث عن تفاؤل بأعتبار أن المساعي لم تصل إلى خواتيمها.


ورأت هذه المصادر أن التحرك يتم سريعا، ولكن مع توجس من تفاصيل قديمة جديدة تعيق المساعي المتجددة.

الجلسة بين القديم والجديد

نيابياً، يعقد مجلس النواب اليوم جلسة الزامية طبقا للدستور والنظام الداخلي، للتجديد للمطبخ التشريعي، لانتخاب اميني السر وثلاثة مفوضين، بالإضافة الى اعضاء اللجان النيابية.

واذا كان من غير المتوقع ان تشهد الصورة الحالية تغييرات جذرية، على قاعدة ان التركيبة المجلسية، جاءت نتبجة توازنات سياسية وطائفية، من جهة، وان عملية الانتخاب جاءت منذ اشهر قليلة عند بدء ولاية المجلس الحالي.الا في حال توحدت قوى المعارضة لنيل مقعد في هيئة المكتب، وهو مستبعد، والادلة في الانتخابات الاولى وانتخابات رئاسة الجمهورية، اكبر برهان.

اما على مستوى اللجان، فيسعى نواب المعارضة، ولا سيما التغييريين، لمحاولة تسجيل اهداف من خلال عرقلة عملية التزكية، بترشيحات قد تؤدي الى اطالة الجلسة في حال عدم التوصل الى توافق مسبق، وخصوصا ان رئاسة اللجان لا تتم داخل القاعة العامة بل من خلال انتخابات فردية لكل لجنة.

وفي هذا الاطار، قال عضو هيئة المكتب النائب آلان عون ل لا تغيير في هيئة مكتب المجلس والقديم باق على قدمه والجميع سيساهم من حصته في اللجان لمصلحة التوافق وتمثيل الكتل الغائبة.

في المقابل، النائبة بولا يعقوبيان اكدت اننا : سنخوض معركة الانتخابات لهيئة مكتب المجلس حيث وجودنا الأهم ولو أردنا التوافق مع المنظومة لفعلناها في المرة السابقة وسنستمر بحضور كل اللجان التي لا عضوية لنا فيها وكنا مهتمين بترؤس إحداها لكن الكتل لن تتخلى عن أي منها.

ويلي جلسة الانتخاب جلسة تشريعية وعلى جدول اعمالها خمسة بنود : ابرزها قانون رفع السرية المصرفية الذي رده رئيس الجمهورية، بعد ان اخذت لجنة المال بملاحظاته وتوقع النائب ابراهيم كنعان اقراره رغم بعض المعارضات في الشارع، بالإضافة الى اتفاقية حول امدادات القمح مع البنك الدولي بقيمة 150 مليون دولار، وقرض آخر لتعزيز مواجهة لبنان لكوفيد 19.

وانشغلت الأوساط بإمكان السير باقتراح قانون قدَّمه اللقاء الديمقراطي، ويقضي التمديد عامي لرؤساء الأجهزة الأمنية والعسكرية، بالاضافة إلى عدد من المدراء العامين.

ويتركز العمل علی محاولة تمريره في جلسة اليوم.

وقد يطرح بعض النواب ملف الترسيم، لا سيما بعد توزيع الاتفاق على النواب بطلب من الرئيس بري للإطلاع عليه، بعد طرحه في الجلسة السابقة، وسط جدل حول ضرورة اعتباره بمثابة اتفاق يستلزم توقيع مجلس النواب عليه، فيما يعتبر البعض الاخر ان هذا الملف لا يعدو كونه توضيحا للحدود البحرية.

جولة كتلة التيار

على الصعيد الرئاسي ووسط الغموض حول مواقف الكتل ما قبل جلسة الانتخاب الثالثة الخميس المقبل، عقد الدكتور ليون سيوفي مؤتمرا صحافيا في نادي الصحافة اعلن في خلاله ترشحه الى الانتخابات الرئاسية.وعرض برنامجه الرئاسي القائم على الاصلاح الاقتصادي الانقاذي. وذكرت المعلومات ان السيوفي هو من الطائفة الارثوذوكسية الكريمة.

وواصل تكتل لبنان القوي جولاته على الكتل النيابية لعرض رؤيته للاولويات الرئاسية، وزار رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل مع وفد من «تكتل لبنان القوي»، رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة في حضور نواب من «كتلة التنمية والتحرير». وسلم باسيل الرئيس بري ورقة «التيار الوطني الحر» للأولويات الرئاسية .

وبعد اللقاء، قال باسيل: من غير الممكن ان نتفق على إنتخاب رئيس للجمهورية في ظل عدم التوافق لا الثلثين ولا النصف مع أي مجموعة نيابية فمن الضروري ان نتكلم مع بعض. لا اعتقد ان أحدا يتوهم انه من الممكن ان نصل الى نتيجة ونتجنب الفراغ من دون الحوار». اضاف «انا سعيد اننا وجدنا لدى الرئيس بري كل التفهم والاستعداد والايجابية اللازمة للقيام بهذا الحوار. وأعتقد ان لديه دورا في هذا المجال.

وإلتقى وفد من التكتل ايضاً كتلة «الوفاء للمقاومة»، وقال عضو التكتّل النائب آلان عون بعد اللقاء: كل فريق لديه قناعاته وتصوره لرئيس الجمهورية ولكن المصلحة برئيس توافقي»، مشيراً إلى أن «العنوان الأساسي في هذه المرحلة هو التوفيق وليس الدخول في معارك وتحديات، ولمسنا واقعية في تعاطي حزب الله مع الموضوع الرئاسيّ».

وأضاف: نتعاطى مع الإستحقاق الرئاسي بواقعيّة، ونعمل على دعم المرشحين لتسهيل ونجاح عملية الإنتخاب.

وتابع: ما من شيء جاهز رئاسيًا لجلسة يوم الخميس، لأن أي خرق لم يحصل في موضوع الرئاسة ومعروف ما هو سقف مرشّح احدى الجهات.

كما زار وفد من التكتل ضمّ كلاً من النواب: سامر التوم، سيزار أبي خليل وغسان عطالله، كتلة اللقاء الديموقراطي والتقى رئيسها النائب تيمور جنبلاط بحضور النائبين هادي أبو الحسن ومروان حمادة.

وقال أبو الحسن: تمّ خلال اللقاء الإطلاع على الورقة المعدّة من قبل «التيار الوطني الحرّ»، وكان النقاش عميقاً وتفصيلياً في كلّ العناوين والمفاصل، كما كان صريحاً وواضحاً إذ لم يكن هناك مسايرة على الإطلاق، ولقد عبرنا عن وجهة نظرنا وعن نظرتنا حول اتفاق الطائف وضرورة تطبيق كلّ بنوده.

اضاف: أن «هناك نقاط تلاقٍ كثيرة بالمقابل هناك نقاط خلافية موجودة، وتمنينا استمرار النقاش مع كل الكتل وصولاً إلى تفاهم مقبول بالحد الأدنى حول رؤية وبرنامج يتمّ الإجماع عليهما من أجل خلاص لبنان.

ورداً على سؤال حول النقاط الأساسية التي تمّ التطرق إليها في اللقاء، أجاب أبو الحسن: الموضوع الأساسي هو أهمية اتفاق الطائف وتطبيقه، كذلك انتظام المؤسسات ومسألة التنقيب واستخراج النفط للإستفادة من هذه الطاقة على الأراضي اللبنانية كافة وسيكون هناك ورشة إصلاحية.

وعن ملف الانتخابات الرئاسية، قال أبو الحسن: لم نتطرّق إلى موضوع الأسماء، بل طالبنا اليوم ان نلتقي على المواصفات المطلوبة للرئيس الجديد ونتوافق على برنامج ورؤيا، علماً أن مرشحنا واضح وهو النائب ميشال معوّض وسنكمل معه هذا المسار ونقرّر الخطوات اللاحقة كما ونتمنى على باقي الكتل الإفصاح عن التصور أو الأسماء الموجودة لديها.

وفي الاطار السياسي، رأى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل ان اتفاق الترسيم يجب ان يمر على مجلس النواب، تحصيناً له، ونحن مع ان يعقد لبنان اتفاقيات مع كل جيرانه لان هدفنا استقرار لبنان، معلناً على عدم قبوله بأن حزب الله حسن الموقع التفاوضي للبنان.

وحول موضوع انتخاب رئيس، قال الجميل انه رهن باستعداد حزب الله لقبوله بمرشح يطبق الدستور ويضع خارطة طريق لانقاذ لبنان، ولا يهمني الاشخاص والاسماء انما المهم «شو جايي يعمل الرئيس، وأن يضع الملفات المصيرية على الطاولة ومن ضمنها استعادة العلاقات الخارجية للبلد والملف الاقتصادي والنظام السياسي».

احياء ذكرى 17 ت1

على الارض، في الذكرى الثالثة لـ17 تشرين، تجمّع عدد من الناشطين بعد ظهر أمس، في ساحة الشهداء حيث تم رفع قبضة الثورة مجدّداً.

وحمل المشاركون لافتات كُتب عليها «بدّنا رئيس صناعة وطنية»، «رئيس من خارج المنظومة الفاسدة»، و«اتفاق العار… باعوا الغاز وباعونا» وغيرها.

وانضم عدد من نواب «التغيير» إلى الناشطين في ساحة الشهداء حيث انطلقت مسيرة باتجاه مجلس النواب، على أن يعاود هؤلاء التجمع بعد غد الخميس اثناء انعقاد الجلسة الثالثة المخصصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

الجزائر ترفض استقبال فياض

وفي وقت كان فيه وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض يستعد لزيارة الجزائر في اطار جولة على عدد من العواصم المعنية بالنفط والغاز والكهرباء، اخطرت الجزائر الوزير بأنها أرجأت الزيارة التي كان من المقرر ان يقوم بها اليها فياض، بتبرير ان «التزامات عاجلة طرأت على أجندة الوزير الجزائري».

ولكن المعلومات التي تسربت تحدثت عن شرط للجزائر يقضي باسقاط الدعوى القضائية ضد شركة «سونا طراك» الجزائرية لبيعها فيولاً مغشوشاً.

وكان فياض التقى وزير البترول والثروة المعدنية المصري المهندس طارق الملا، في حضور رئيس الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية الدكتور مجدى جلال.

وخلال اللقاء، تم التأكيد على التزام مصر وجاهزيتها لضخ الغاز الطبيعي سريعا الى لبنان، فور استكمال الإجراءات المرتبطة بالبدء في تصدير الغاز المصري واستقباله في الاراضي اللبنانية.

وأكد الوزير المصري استعداد بلاده «الدائم لتقديم كافة أوجه الدعم والمعاونة والخبرات للاشقاء اللبنانيين في مختلف الأنشطة البترولية، في اطار العلاقات والروابط المتينة التي تجمع البلدين ودعم القيادة السياسية المستمر للعلاقات مع لبنان الشقيق».

حماية عائدات الثروة النفطية

وفي سياق ما بعد توقع تفاهم ترسيم الحدودالبحرية، وقع رئيس «كتلة اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط وأعضاء الكتلة، اقتراح قانون يرمي إلى حماية العائدات المرتقبة من الثروات النفطية والغازية والثروات الطبيعية الأخرى.

وأعلن عضو الكتلة النائب هادي أبو الحسن في مؤتمر صحافي تفاصيل الاقتراح. وقال أبو الحسن:على الرغم من أهمية هذا الإتفاق تبقى الأهمية بالثروة الموعودة في باطن الأراضي اللبنانية والتي تستدعي الذهاب إلى خطة أكثر أهمية، وهي استكمال البنيان القانوني مع وضع الضوابط اللازمة للحفاظ على هذه الثروة وعائداتها لمصلحة الشعب اللبناني والاجيال القادمة.

وتابع: من هذا المنطلق، ندعو الجميع لكي نكون يدا واحدة أمام ورشة إصلاحية تشريعية تواكب الأعمال التقنية بهذا الخصوص. مذكّرا «أنَّنا كلقاء ديمقراطي نقارب هذا الموضوع منذ 3 سنوات وتقدمنا بإقتراح إنشاء الصندوق السيادي، كما وقد تقدمت «الكتلة» منذ قرابة السنة باقتراح قانون تعديل هيئة ادارة هيئة قطاع النفط في لبنان لكي تكون هذه الهيئة فاعلة وقادرة على مواكبة المرحلة القادمة، وهذا يعد أمرا إصلاحيا ويساعد في عملية تنظيم الشراكة وإدارة هذا القطاع ولكن في لبنان وكالعادة نواجه تأخرا في إصدار القوانين اللازمة وإذا صدرت فليس هناك مراسيم تطبيقية لتطبيقها».

ودعا أبو الحسن كل الكتل للعمل «لإقرار قانون لانشاء الصندوق السيادي»، مضيفا: لكن من اجل الوصول الى مرحلة إقرار وتطبيق هذا القانون قمنا بتوقيع اقتراح قانون الذي يمنع الاستفادة او إستخدام العائدات من الثروة النفطية أو أي ثروة طبيعية ما لم يشكل الصندوق السيادي لكي لا تذهب هذه العائدات الى غير وجهتها الطبيعية وتخضع لسوء الإدارة.

الكوليرا: 46 اصابة

صحياً، اعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 46 حالة كوليرا جديدة رفعت العدد التراكمي الى 89 اصابة مع ارتفاع عدد الوفيات الى 3.

 

*********************************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

الرياض «تجهض» عشاء السفارة السويسريّة … هلع مُفاجىء على اتفاق الطائف؟

«كسر جليد» دون أوهام بين بري وباسيل… واتفاق على حوار رئاسي بعد الفراغ !

ذكرى 17 تشرين «باردة» ودون «روح»… وتحرّك «الفرصة الأخيرة» لتشكيل الحكومة – ابراهيم ناصرالدين

 

مرت ذكرى 17 تشرين «باردة» ودون «روح»، بعد 3 سنوات «ماتت الثورة» ولم تجد من يرثيها، تحرك رمزي خجول في الشارع، وكأن لا ثورة ولا ثوار ولا من يحزنون، والنتيجة ان اللبنانيين يقبعون في قعر «جهنم».

 

في هذا الوقت وبعد ساعات على اعلانها «النفير» العام دفاعا عن اتفاق الطائف، اجهضت سفارة المملكة العربية السعودية في بيروت عشاء السفارة السويسرية بشبهة التآمر على وثيقة الوفاق الوطني اللبناني. حملة اعلامية مبرمجة، بيان تهديد من العشائر العرب للنائب «التغييري» ابراهيم منيمنة، سبقه انسحاب غير مفاجئ لـ «القوات اللبنانية»، وتلاه تحرك «ماراثوني» من السفير السعودي الوليد البخاري بين بعبدا وعين التينة امس، لتعلن بعدها السفارة السويسرية تأجيل العشاء «غير الرسمي» الذي كان من المفترض أن يُقام اليوم الثلاثاء في منزل السفيرة السويسرية ماريون ويشلت إلى موعدٍ لاحق.

 

في هذا الوقت وبالتوازي مع تجاوز الدولار عتبة الـ 40 الفا، وتحليق اسعار المحروقات، اعاد «الوسيط» الحكومي اللواء عباس ابراهيم تشغيل محركاته في محاولة اخيرة لاستيلاد الحكومة في «الربع الساعة» الاخير قبل انتهاء الولاية الرئاسية، بدعم من خلف «الستار» من حزب الله الذي يعمل على تقريب وجهات النظر بين الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي الذي لا يبدو مستعجلا على حسم الامور، مستفيدا من عامل الوقت الضاغط على العهد وفريقه السياسي.

 

رئاسيا تبدو «الحركة دون بركة» حتى الآن قبيل الجلسة الثالثة المقبلة. وفي هذا السياق، يبدو حراك تكتل «لبنان القوي» على القوى السياسية شكليا حتى الآن، في ظل «النوايا» المبيتة بينه وبين خصومه في السياسة التي لا يمكن اخفاؤها بتصريحات عامة حول ضرورة الحوار للوصول الى اتفاق على رئيس «توافقي». وما تحقق بالامس مجرد «كسر جليد» شكلي بين عين التينة وميرنا الشالوحي!

«اجهاض» العشاء

 

فبعد ساعات من الجدل حيال الدعوة السويسرية، ووسط حديث عن التحضير لمؤتمر في جنيف الشهر المقبل، اعلنت السفارة تأجيل العشاء الى اجل «غير مسمى»، مع ترجيح الغائه نهائيا، وقالت في بيان أنّ سويسرا «تعمل بنشاط في لبنان منذ سنوات عدة، بما في ذلك في مجال منع نشوب النزاعات وتعزيز السلام. وخلال الشهرين الماضيين، وبالتعاون مع منظمة مركز الحوار الإنساني التي تتخذ من سويسرا مقراً لها، تواصلت سويسرا مع جميع الجهات الفاعلة السياسية اللبنانية والإقليمية والدولية للتحضير لمناقشات تشاورية وليس لمؤتمر حوار. ولفتت إلى أنّ من التقاليد السويسرية بذل مساع حميدة عندما يُطلب منها ذلك، وهذه المناقشات المزمع عقدها، تأتي نتيجة مشاورات سابقة مع جميع الأطياف السياسية اللبنانية والإقليمية والدولية، في ظلّ احترام تام لاتفاق الطائف والدستور اللبناني. وأشارت إلى أنّ العشاء «يهدف إلى تعزيز تبادل الأفكار بين مختلف الجهات الفاعلة السياسية اللبنانية، وأنّ الأسماء المتداولة في وسائل الإعلام لا تتضمّن أسماء المدعوّين فعلياً».

الرياض كانت «تعلم»؟

 

وفيما اكدت اوساط ديبلوماسية ان الرياض كانت في اجواء هذا الحراك السويسري قبل اكثر من شهر، وانقلابها عليه كان مستغربا وغير مبرر بعدما قدمت سويسرا كامل التوضيحات، وعلم ان ابرز المدعوين إلى هذا العشاء هم: النائب وائل أبو فاعور عن الحزب «التقدمي الاشتراكي»، النائب ملحم رياشي عن «القوات اللبنانية»، النائب علي فياض عن حزب الله، النائب آلان عون عن «التيار الوطني الحر»، النائب إبراهيم منيمنة عن «تكتل التغيير»، ومستشار الرئيس نبيه بري علي حمدان عن «حركة أمل»، والوزيرة السابقة ريا الحسن، فيما لم تتم دعوة ممثل عن حزب «الكتائب».

 

وبعد ساعات على تغريدة للسفير السعودي في لبنان وليد بخاري يحذر فيها استبدال اتفاق الطائف بكيانات لا تُشبه لبنان الرسالة، قام بزيارتين الى قصر بعبدا حيث التقى رئيس الجمهورية ميشال عون، وإلى عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري. وأوضحت رئاسة الجمهورية، في بيان، أنّ الرئيس عون بحث مع بخاري «العلاقات اللبنانية- السعودية وسبل تطويرها في المجالات كافة، والدعم الذي تقدّمه المملكة للبنان لا سيّما على الصعيدين الاجتماعي والإنساني، وتطرّق البحث إلى الأوضاع العامة والتطوّرات الأخيرة». وأشارت إلى أنّ «بخاري جدّد التأكيد على حرص المملكة على وحدة لبنان وشعبه وعمقه العربي انطلاقاً من المبادئ الوطنية الميثاقية التي وردت في اتفاق الطائف الذي شكّل قاعدة أساسية حمت لبنان وأمّنت الاستقرار فيه»، كما أكد على «أهمية إنجاز الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها».

اسباب الهلع؟

 

ووفقا لزوار السفارة السعودية، جاء التحرك السعودي الرافض على خلفية التوقيت والمضمون، ولفتت الى ان البخاري يتحدث عن توقيت غير بريء لانه يناقش امورا اساسية ويدخل الفرقاء اللبنانيين بمناقشات تهدد السلم الاهلي، بينما التركيز الآن يجب ان يكون على احترام مواعيد الاستحقاقات الدستورية، وهو ابلغ الرئيسين عون وبري «بهواجس» المملكة. وكان لافتا ان «التعليمة» السعودية الموحدة للمعتذرين والمنتقدين ركزت على رفض المؤتمر التأسيسي وعادت «نغمة المثالثة» الى الواجهة من جديد. وقد برر رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب «القوات» الوزير السابق ريشار قيومجيان، اعتذار حزبه عن حضور العشاء قبل الغائه بالقول «أن الدعوة كانت موجهة من منظمة «هيومن دايلوغ» وليس عن طريق السفارة، بهدف تبادل الآراء حول الاوضاع العامة في لبنان، إلا أنها اخذت منحى حوار بين المكونات اللبنانية ومقدمة لمؤتمر حوار في سويسرا، وموضوعه البحث عن طائف جديد»، واضاف نحن «كحزب قوات لبنانية لسنا في هذا الوارد»..

 

وفي دلالة على «خرق» الرياض لتكتل «التغيير» خرج النائب وضاح الصادق عن طوره احتجاجا على دعوة النائب منيمنة الى العشاء، وهدد بفرط تحالف النواب الـ 13، رافضا اي كلام عن مؤتمر تأسيسي في هذه الظروف.!

حركة «بلا بركة» رئاسياً

 

رئاسيا، لا جديد عمليا يمكن ان يوصل الى انتخاب رئيس جديد قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، ووفقا لمصادر مطلعة فان كل الاطراف السياسية باتت تسلم بهذا الامر، وتعدّ العدّة لجولة «كباش» قاسية بعد الفراغ الرئاسي. وفي الوقت المستقطع، وفيما رفضت «القوات» الحوار رئاسيا مع «التيار الوطني الحر»، كسر تكتل لبنان القوي «جليد» العلاقة مع الرئيس نبيه بري دون «اوهام» كبيرة، «بردم الهوة» بين الطرفين، حيث لا تزال الاختلافات كبيرة، حيث زار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على رأس وفد عين التينة امس، في اطار الجولة على الأطراف السياسية في لبنان لعرض «ورقة الأولويات الرئاسية»، وسلّم برّي «ورقة الأولويات».

بري يتعهد بالدعوة «للحوار» 

 

ووفقا للمعلومات، فان بري وعد ببذل كل جهد لعدم وقوع الفراغ، وقال انه سيدعو لجلسات متتالية، كما تعهد بالدعوة الى حوار جامع للتوافق على اسم رئيس للجمهورية اذا وقع الفراغ. وأعلن باسيل بعد اللقاء أنّه لمس لدى بري كلّ التفهّم والاستعداد والإيجابية للقيام بالحوار، وأشار إلى أنّ أنّ الرغبة في الحوار موجودة ليس فقط على البرامج، بل على الأسماء أيضاً. أضاف باسيل أنّ «نظامنا يحتّم علينا التوافق بالحدّ الأدنى لانتخاب رئيسٍ للجمهورية»، معتبراً أنّ «الحريص على عدم الدخول في الفراغ يجب أن يتكلّم مع الآخرين». ورأى أنّ «من الطبيعي أن يكون هناك تواصل، وإلا كيف سننتخب رئيس جمهورية إن لم نتواصل مع بعضنا»؟ مضيفاً: «إنّنا نسعى للاتفاق على آفاق العهد الجديد ونحاول أيضاً التوافق في ما بيننا كقوى سياسية لتجنب الفراغ».

حمادة مشغول «بارامكو»!

 

وقبل عين التينة، زار التكتل ممثلاً بالنواب سامر التوم، سيزار أبي خليل وغسان عطالله، كليمونصو حيث التقى رئيس كتلة «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط والنائبين مروان حمادة وهادي أبو الحسن، وبحسب مصادر مطلعة فان النقاش لم يدخل بالأسماء الرئاسية، وتمت نقاش الخلافات حول اكثر من ملف ومنها «وحدة» السلاح بيد الجيش، وقدم الوفد شروحات مستفيضة لنواب «الاشتراكي» حول العقبات التي حالت دون نجاح خطط الكهرباء. وكان لافتا سؤال النائب حمادة عن عدم ادانة «التيار» قصف ارامكو السعودية من قبل الحوثيين، فكان الجواب انه «التزام بقرار الحكومة بالنأي بالنفس».! وبعد اللقاء، أعلن أبي خليل أنّه «كان هناك تلاقٍ على بعض النقاط، وكان هناك نقاش في نقاط أخرى واتفقنا على استكمال النقاش في جلسات لاحقة»، مشدّداً على أنّ»رئيس الجمهورية يبقى شريكاً أساسياً لتشكيل الحكومة». من جهته، أعلن أبو الحسن «أنّ اللقاء كان صريحاً وسيتم استكمال النقاش مع الكتل كافة رغم الاختلافات الموجودة من أجل خلاص لبنان».

من هو مرشح حزب الله؟

 

كما زار النائب آلان عون كتلة الوفاء للمقاومة، وعلم في هذا السياق، ان حزب الله لا يمانع انتخاب اي رئيس شرط ان لا يكون معاديا للمقاومة. وقال عون بعد اللقاء «أن كل فريق لديه قناعاته وتصوره لرئيس الجمهورية، ولكن المصلحة برئيس توافقي»، مشيراً إلى أن العنوان الأساسي في هذه المرحلة التوفيق وليس الدخول في معارك وتحديات ولمسنا واقعية في تعاطي حزب الله مع الموضوع الرئاسيّ» .وأضاف: «نتعاطى مع الإستحقاق الرئاسي بواقعيّة، ونعمل على دعم المرشحين لتسهيل ونجاح عملية الانتخاب».

محاولة «الفرصة الاخيرة»

 

حكوميا، يحاول «الوسيط» الحكومي المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم محاولته الاخيرة لإيجاد ثغرة لاستيلاد الحكومة قبل نهاية العهد. وفي هذا السياق، زار رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي وكذلك النائب طلال ارسلان، فيما تواصل ميقاتي مع رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، وعلم ان اللواء ابراهيم يحاول اولا فك عقدة الوزير الدرزي قبل الانطلاق في اتصالاته لتفكيك فكفكة العقد الأخرى، وستكون الساعات المقبلة حاسمة في هذا الاطار، فالوقت بات ضيقا جدا لان الأيام العشرة الأخيرة من انتهاء ولاية الرئيس عون تدخل المجلس النيابي في حال انعقاد دائم إلى حين انتخاب الرئيس، ولا يحق له في خلال هذه المهلة القيام بأي عمل آخر بعد تحوّله الى هيئة ناخبة بدءاً من الجلسة المقررة الخميس المقبل.

 

ولفتت اوساط مطلعة الى ان هذا التحرك لا يواكب من اي جهة خارجية وهو امر مستغرب، وكان لافتا ان وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا لم تركّز على مسألة ضرورة تشكيل حكومة كاملة الأوصاف خلال زيارتها لبيروت قبل ايام، وهي تعتبر ان الاولوية هي لاختيار رئيس جمهورية جديد ضمن المهلة الدستورية، وربطت تشكيل الحكومة الجديدة بانتخاب الرئيس.!

حرب او اتفاق؟

 

في هذا الوقت، تحدثت وسائل إعلام «اسرائيلية» عن توجه للمصادقة على اتفاق «الترسيم» البحري في 28 الجاري اي قبل انتخابات «الكنيست» بأيام، حيث سيدعو يائير لبيد الحكومة «الإسرائيلية» للاجتماع والمصادقة على الاتفاق. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر وزاري بارز تأكيده انه «منذ زمن طويل لم يكن هناك تطابق مثلما حصل إزاء الاتفاق مع لبنان، شمل آراء رئيس الأركان ورئيس هيئة الأمن القومي ورئيس «الموساد» ورئيس «الشاباك»، بل حتى الذين لم تعجبهم التنازلات الإضافية لرئيس الحكومة يائير لابيد، وكذلك من يعتقد أنه كان بالإمكان تحقيق اتفاق أفضل بقليل، لم يخطر على باله التصويت ضد الاتفاق، وخصوصاً بعدما اطلع على المواد الاستخبارية، التي عرضتها الأجهزة الأمنية على الوزراء ضمن خيارَين: الحرب أو الاتفاق.

 

وكشف ان الأجهزة الأمنية وضعت وزراء الحكومة أمام خيارين: حرب في مواجهة حزب الله أو اتفاق مع أثمان اقتصادية. وهي نفس المعادلة التي ستوضع أمام المحكمة العليا التي ستنظر في الامر من زاوية تهديدات حزب الله التي يعرف الجميع انها جدية. ولهذا لا تتوقع المصادر الاعلامية «الاسرائيلية» ان تشذ المحكمة عن قرارات وزراء الحكومة، وستبرر قرارها بالمصلحة الامنية العليا. فيما تضغط واشنطن بقوة كي لا تحصل اي مفاجأة في «الربع الساعة الاخير»، وقد اجرت اتصالات عالية المستوى لإقفال اي اجتهادات قانونية يمكن ان تعيق تأخير او تنفيذ الاتفاق.

اقرار «اسرائيلي» : لا تطبيع

 

وفي هذا السياق، اقرت صحيفة «يديعوت احرنوت» بان اقرار اتفاق الغاز غير المباشر مع لبنان بوساطة أميركية «لم يذكر في متنه اي اشارة توحي بان الامور ممكن ان تتطور الى التطلع إلى السلام اوالتطبيع بين الدولتين». ولفتت الى دور حزب الله الكبير في الدفع نحو اتمام الاتفاق، وقالت: ان حقل «كاريش» يوجد بكامله في منطقة المياه الاقتصادية لـ «إسرائيل» منطقة في المياه الدولية توجد فيها للدولة حصرية على المقدرات الطبيعية، وهي حقيقة معترف بها في الأمم المتحدة، ولكنها مرفوضة فقط من قبل حزب الله. وقالت: ان الإنتاج من الحقل لم يبدأ بعد، لأن حزب الله هدد ونحن «فزعنا».. وخلصت الصحيفة الى القول: «بعد نحو أسبوعين من الاتصالات وصلنا لتسوية الحدود البحرية بين الدولتين، غياب اي ذكر للتطبيع يجعل الاتفاق تنازلاً «اسرائيلياً» سياسياً – إلى جانب التنازل الجغرافي الاقتصادي – وهو يضعف مصالحنا الوطنية الحيوية. إذا لم نكن نطالب بالسلام، بل ولا نصر حتى على ذكره، فإنه لن يأتي»، حسب تعبير الصحيفة.

 

**************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

 

تحرك سعودي… والسفارة السويسرية ترجئ عشاءها وتوضح

 

في ذاك الـ 17 تشرين عام 2019 كان الحلم كبيرا. حلم تغيير لبنان فسادهم وصفقاتهم، لبنان سمسراتهم وسرقاتهم، لبنان الوطن المُباع بقطعتين من الفضة للمحاور المتصارعة. لكن عبوديتنا وتزلمنا ومصالحنا الضيقة مع الزعماء تفوقت على حريتنا. يومها كان الامل كبيرا، لكن مخططاتهم الجهنمية كانت اكبر. ثمة من دفع سهرا وعناء ودما ليصبح الحلم حقيقة والامل واقعا، لكنّ ثمة من دفع اكثر لاطفائه، فانتهت الثورة عند اقدام زعماء احزاب هتف الشعب ضدهم “كلن يعني كلن”، لكنّ كلا منهم استثنى زعيمه، فأسهم في استكمال مسلسل الانهيار ومات الشعب وعاش الزعيم.

هذا لبنان، وهذا ما هو عليه بعد ثلاث سنوات على ثورة 17 تشرين. لبنان المُشلّع، المنهزم، المفلس المنحدر مع كل طلوع شمس الى طبقة جديدة من جهنم، لبنان الفارغ من شباب الثورة الحقيقية، لبنان المتغني بثروة نفطية لن يجني ثمارها الا بعد سنوات، ان وجدت، باتفاق غير مباشر عبر الشيطان الاكبر مع العدو. لبنان العاجز عن انتخاب رئيس جمهورية وعن تشكيل حكومة، لبنان الباحث عن صيغ عيش وانظمة من دون ان يطبق نظامه الامثل، وخلف كل ذلك حاكم واحد وقرار واحد وسلاح واحد. سلاح غير شرعي في يد فئة من اللبنانيين تستقوي على اخوتها في المواطنة، ومن خارج البحث في جدواه، لا حل ولا حلول ولا دولة ولا امل باعادة بنائها، بل المزيد من الامعان في الغرق والارتهان لاوامر سلطته العليا. و”كل ثورة وانتو بخير”.

“الطائف” والاستقرار

في ظل عجز معمم على مستوى انجاز اي من الاستحقاقات الدستورية،بقيت الدعوة الى عشاء سياسي في السفارة السويسرية والمخاوفُ من ان توصل الى تلاعبٍ باتفاق الطائف، في الواجهة امس. ففيما اعلنت السفارة السويسرية ارجاء الدعوة، وغداة تغريدته عن ضرورة الحفاظ على “الطائف”، جال السفير السعودي وليد بخاري على كل من بعبدا وعين التينة.

إرجاء العشاء

وكانت السفارة السويسرية في لبنان وسوريا اصدرت بياناً، أكدت فيه أنّ “سويسرا تعمل بنشاطٍ في لبنان منذ سنوات عديدة، بما في ذلك في مجال منع نشوب النزاعات وتعزيز السلام”، مشيرة إلى أن “خلال الشهرين الماضيين، وبالتعاون مع منظمة مركز الحوار الانساني التي تتخذ سويسرا مقراً لها، تواصلت سويسرا مع جميع الجهات الفاعلة السياسية اللبنانية والاقليمية والدولية للتحضير لمناقشات تشاورية وليس مؤتمر حوار”. وأضافت “من التقاليد السويسرية بذل مساع حميدة عندما يطلب منها ذلك، تأتي هذه المناقشات المزمع عقدها نتيجة مشاورات سابقة مع جميع الاطياف السياسية اللبنانية والاقليمية والدولية، في ظل احترام تام لاتفاق الطائف والدستور اللبناني”. وأشارت السفارة في بيانها إلى أن “العشاء غير الرسمي الذي كان من المفترض أن يُقام هذا الثلاثاء في منزل السفيرة السويسرية، يهدفُ إلى تعزيز تبادل الافكار بين مختلف الجهات الفاعلة السياسية اللبنانية”، وأردفت “الاسماء المتداولة في وسائل الاعلام لا تشمل أسماء المدعوين فعلياً، مع هذا، فقد جرى تأجيل العشاء إلى موعدٍ لاحق”.

لتنفيذ الاصلاحات

وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، شدد على “ضرورة تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة في لبنان تقود إلى تجاوز أزمته.أضاف في الخطاب الملكي السنوي لأعمال السنة الثالثة من الدورة الثامنة لمجلس الشورى أن على لبنان بسط سلطة حكومته على جميع الأراضي اللبنانية لضبط أمنه والتصدي لعمليات تهريب المخدرات والأنشطة الإرهابية التي تنطلق منها مهددة لأمن المنطقة واستقرارها”.

محكومون بالتوافق: الى ذلك، سُجلت حركة محلية على خط الملف الرئاسي اللبناني اليوم. فعشية جلسة الانتخاب المحددة الخميس المقبل، زار رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل مع وفد من “تكتل لبنان القوي”، رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة في حضور نواب من “كتلة التنمية والتحرير”. وسلم باسيل الرئيس بري ورقة “التيار الوطني الحر” للأولويات الرئاسية.

في كلمنصو

وكان وفد من التكتل زار ايضا اللقاء الديموقراطي، عارضا ورقته الرئاسية. وبعد اللقاء، قال عضو اللقاء النائب هادي ابو الحسن : لا يمكن ان يستمر لبنان من دون الحوار واهمية ما بحثنا به هي اهمية اتفاق الطائف وتثبيته. اما عضو لبنان القوي النائب سيزار ابي خليل فقال: كان هناك تلاق على بعض النقاط واتفقنا على استكمال النقاش في جلسات لاحقة.

كما التقى وفد من التكتّل كتلة “الوفاء للمقاومة” وسلمها ورقة الأولويات الرئاسية.

وأوضح النائب آلان عون، بعد اللقاء، أن “كل فريق لديه قناعاته وتصوره لرئيس الجمهورية ولكن المصلحة برئيس توافقي” ، مشيراً إلى أن “العنوان الأساسي في هذه المرحلة التوفيق وليس الدخول في معارك وتحديات ولمسنا واقعية في تعاطي حزب الله مع الموضوع الرئاسيّ “.وأضاف: “نتعاطى مع الإستحقاق الرئاسي بواقعيّة، ونعمل على دعم المرشحين لتسهيل ونجاح عملية الإنتخاب”.

الراعي والسيادة

في السياق الرئاسي ايضا، أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن خيار الرئيس قرار جماعي والتعاون بين جميع الأطراف ضروري ولكن ليس على حساب السيادة وهو مسؤولية إيجابية مشتركة ينبغي ألاّ تبلغ حدّ الفيتو والتعطيل. وكان الراعي وصل الى القاهرة امس، ملبيا دعوة جامعة الدول العربية، للمشاركة في مؤتمر “التسامح والسلام والتنمية المستدامة في الوطن العربي”.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram