افتتاحيات الصحف المحلية ليوم السبت 8 تشرين الأول 2022

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم السبت 8 تشرين الأول 2022

 

Telegram

افتتاحية صحيفة البناء:

 

تصاعد الأزمة الأميركيّة السعوديّة على خلفيّة دور الرياض في قرار خفض إنتاج النفط

 

توتر “إسرائيليّ” وهدوء لبنانيّ في مواجهة أزمة التفاوض… وواشنطن متفائلة بالتوصّل لحل
التيار الوطني الحر يطلب تأجيل جلسة الانتخاب… والاصطفاف باقٍ بين معوّض والورقة البيضاء
 

 

سجل المشهد الدولي والإقليمي تطوراً بارزاً فرض حضوره وينتظر أن تكون له تداعيات على الكثير من الملفات الدولية المتصلة بأمن الطاقة وسياساتها، والملفات الإقليمية المتصلة بالدور السعودي الفاعل في عدد من ملفات المنطقة، والتطور المقصود هو التدهور السريع والتأزم المتسارع في العلاقات الأميركية السعودية، الذي بدأت إشاراته الأولى مع قرار منظمة أوبك بلاس بتخفيض الإنتاج مليوني برميل يومياً من مطلع الشهر المقبل، وردود الأفعال الأميركية العالية السقوف التي حمّلت الرياض كحليف مفترض لواشنطن مسؤولية القرار، الذي أجمع المسؤولون الأميركيون بتصنيفه موقفاً داعماً لروسيا في مواجهة مشاريع التضييق على روسيا التي يقودها الغرب وعلى رأسه الأميركيون، في أسواق الطاقة العالمية، ورغم الردود الهادئة للسعودية على الحملات الأميركية الصاخبة التي اتهمت الرياض بالانقلاب على التحالف التاريخي الأميركي السعودي، تواصلت وتصاعدت الحملات الأميركية، فتحدث وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن عن دراسة خيارات عديدة في مواجهة السعودية. وأشار الرئيس الأميركي جو بايدن الى اعتبار خطوة أوبك بلاس عملاً عدائياً يجب أن يتحمل المشاركون فيه نتيجة أفعالهم، بينما وصل عدد من شيوخ ونواب الكونغرس الى الدعوة لسحب القواعد الأميركية من الخليج.

في ملف الترسيم البحريّ لحدود لبنان الجنوبية، تواصلت الحملات الاسرائيلية التصعيدية، مع ضخ إعلامي عن استعدادات عسكرية ومخاطر نشوب مواجهة على الحدود مع لبنان، بينما شهدت المواقف اللبنانية هدوءاً دون التراجع عن جوهر الموقف المتمسك بإعادة ضبط نص الاتفاق الذي وضعه الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين على معايير القانون الدولي، خصوصاً في الموقف من محاولة فرض خط الأمر الواقع الذي وضعه الإسرائيليون من طرف واحد عند انسحابهم من لبنان عام 2000، بصفته خطاً معتمداً لترسيم الحدود البحرية. وبقي المسؤولون اللبنانيون على تواصل مع الجانب الأميركي لمتابعة الحصول على رد إسرائيلي رسمي مكتوب، لمناقشته والرد عليه وفق المعايير القانونية وأصول خوض المفاوضات على هذا المستوى من الدقة والأهمية، دون إعارة اهتمام للتهديدات الاسرائيلية، في ظل اطمئنان لبناني الى أن لبنان يملك ما يكفي من القوة لجعل التهديدات الاسرائيلية مجرد بالونات إعلامية تهدف لخوض مواجهة أخرى، هي تلك التي تدور بين الحكومة والمعارضة عشية الانتخابات، وبقيت معادلة لبنان بعد الحصول على وثيقة أميركيّة تكرّس حقوقه بالخط 23 وكامل حقل قانا، منصبة على تنقية الاتفاق من اي شوائب قانونية من جهة، وتأكيد أن حقل كاريش لا يزال منطقة متنازعاً عليها ما دام الاتفاق النهائيّ لم يوقع بعد، ما يعني ان تهديد المقاومة باستهداف منصة الاستخراج في كاريش اذا بدأ الاستخراج ولم يتم توقيع الاتفاق، يحظى بتغطية الدولة اللبنانية ومعاييرها القانونية المعتمدة في المفاوضات، بينما ذهبت التأكيدات الأميركية الى اعادة الاعتبار للتفاؤل الذي أشاعه الحديث عن الاتفاق، وقالت وزارة الخارجية الميركية إن التقدم المحقق في المسار التفاوضي كبير وإن واشنطن حريصة على متابعته وصولاً لتجاوز نقاط الخلاف.

في الشؤون الداخلية اللبنانية، سجل تراجع في مؤشرات الاقتراب من تشكيل الحكومة الجديدة، بينما برز موقف التيار الوطني الحر الداعي لتأجيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية من يوم الخميس المقبل لتزامن الموعد مع ذكرى عملية 13 تشرين الأول عام 1990، التي يحييها التيار، وسط إشارات لاحتمال مقاطعة نواب تكتل لبنان القوي للجلسة ما لم يتم التأجيل، حيث تحدثت مصادر متابعة لملف الاستحقاق الرئاسي إلى أن الاصطفاف الذي حكم الجلسة السابقة لجهة عدم نجاح القوى التي توزعت بين التصويت للمرشح ميشال معوض وسليم ادة وشعار لبنان، بالتفاهم على التصويت لمرشح واحد، من جهة، وعدم نجاح الذين صوّتوا للورقة البيضاء بتفاهم مقابل على التصويت لمرشح واحد، ما يعني بقاء الاصطفاف ذاته في الجلسة المقبلة، ما لم تنجح المساعي المبذولة على الجبهتين بتحقيق اختراق يغيّر وجهة التصويت.

وبقي ملف ترسيم الحدود البحرية العنوان الأبرز في المشهد الداخلي والذي شغل الأوساط السياسية والرسمية وسط حال من القلق والترقب تسود البلاد، بانتظار موقف الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين حيال الموقف الإسرائيلي الأخير برفض الملاحظات اللبنانية على مقترحه، فيما تتجه الأنظار الى إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الثلاثاء المقبل لتحديد موقف الحزب من التطورات الأخيرة لا سيما على صعيد ملف الترسيم والتصعيد الإسرائيلي والتلويح بالحرب العسكرية ضد لبنان.

وتابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تطورات المفاوضات في ملف الترسيم، وأكد أن «لبنان ينتظر نتيجة الاتصالات التي يجريها الوسيط الأميركي مع الإسرائيليين لتحديد مسار المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود الجنوبية».

وأشارت مصادر عاملة على الملف لـ»البناء» الى أن «نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب على تواصل دائم مع الوسيط الأميركي وينتظر الحصول منه على موقف يوضح حقيقة التصريحات الإسرائيلية التي صدرت خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر في كيان الاحتلال»، كاشفة أن «بوصعب سيتسلم من الوسيط الملاحظات الاسرائيلية الخطية على اقتراحه ما يعني أن التفاوض مستمرّ وقد انتقل من مرحلة المفاوضات السياسية الى مرحلة درس المفردات القانونية والتقنية». وأوضحت المصادر أن «التحفظات الإسرائيلية تمحورت حول نقطتين: خط الطفافات لأسباب أمنية، وحصتها من شركة توتال من حقل قانا وحقول أخرى قد تكون مشتركة بين الجانبين كبلوك 8».

وفي سياق ذلك، أعلن مدير عام وزارة الطاقة الإسرائيلية ليئور شيلات، أن «أرباح الغاز الطبيعي من الخزان الواقع في منطقة الخلاف مع لبنان تقدر بحوالي 3 مليارات دولار والمفترض أن تحصل تل أبيب على نسبة 17% فقط». وزعم موقع «والاه» العبري أن «أرباح هذا الموقع أو خزان الغاز الطبيعي في البحر المتوسط ستقسم أرباحه بين شركة «توتال» الفرنسية ولبنان و»إسرائيل»، وأنه سبق وقدرت أرباحه بما يزيد عن 20 مليار دولار في السابق».

وأفادت صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية، بأن «المنظومتَين السياسية والأمنية تستعدان لإجراء فحوصات في حقل الغاز خلال الأيام القريبة، وعلى الأرجح أن تبدأ ذلك يوم الأحد مع مطلع الأسبوع المقبل». وأشارت إلى أن «التشغيل سيكون تجريبياً؛ حيث سيجرَّب تدفق الغاز من جهة الساحل (شمالاً) باتجاه المنصّة المتنقلة على بعد مئة كيلومتر. وبعد ذلك ستبدأ في السحب ودفق الغاز من الحقل إلى الشاطئ».

وترافق ذلك، مع تهديدات نقلتها «القناة 12» الإسرائيلية، بأن «التصعيد في الشمال الإسرائيلي زادت بسبب الخلافات في المفاوضات مع لبنان بشأن ترسيم الحدود البحرية بينهما».

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، نقلًا عن مصدر سياسي كبير، بـ»أننا وصلنا إلى وضع حساس وخطر جدًا في الشمال».

ولفتت وسائل إعلام إسرائيلية، إلى أنه «لم يولد بعد لا القائد ولا رجل الاستخبارات الإسرائيلي أو الغربي الذي يستطيع الدخول الى رأس نصر الله وينجح في تحليل ما يخطّط له».

إلا أن حزب الله رد على التهديدات الاسرائيلية على لسان عضو مجلس شورى الحزب الشيخ محمد يزبك، بقوله: «ردنا واضح لا استخراج قبل تحقيق مطالب لبنان، لا نريد حرباً، ولكن إذا فرضت فإننا أهلها».

واستبعد خبراء عسكريون وسياسيون تدحرج الوضع الى حرب عسكرية بين لبنان و»إسرائيل» لأسباب عدة تتعلق بالجبهة الداخلية الإسرائيلية التي لا تحتمل أي حرب طويلة، والثاني الخطر المحدق بمنصة كاريش وشركة انرجين التي ستتولى استخراج الغاز ما سيؤدي الى تعطيل عملية الاستخراج لسنوات إضافية، ما يحرم كيان الاحتلال من فرصة لاستثمار الغاز وتصديره الى أوروبا في ظل أزمة الغاز والطاقة في أوروبا والعالم، إضافة الى أن الأميركيين يستعجلون تصدير الغاز من المتوسط الى أوروبا كأحد البدائل الأساسية عن الغاز الروسي تمهيداً لاستثناء الأوروبيين عن الغاز الروسي ومحاصرة روسيا اقتصادياً وتسعير الحرب مع أوكرانيا ودول أوروبا». ويضيف الخبراء عاملاً هاماً وهو القدرات الكبيرة التي تملكها المقاومة على كافة الصعد، والأهم قرارها بالذهاب الى الحرب مهما كلف الثمن بحالتين: الأولى إقدام الاحتلال على بدء استخراج غاز كاريش قبل توقيع اتفاق الترسيم، والثاني توجيه العدو ضربة استباقية للبنان. لذلك يستبعد الخبراء تنفيذ العدو تهديداته بالحرب، واضعين إياها في اطار الحرب الإعلامية والنفسية والحسابات الانتخابية بين المعارضة وحكومة يائير لابيد. وتوقعوا إنجاز الترسيم بنهاية المطاف بين فترة انتهاء الانتخابات الإسرائيلية وتأليف حكومة جديدة.

وبرزت زيارة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي على المسؤولين والقوى السياسية، حضر فيها الملفان الرئاسي والحكومي، في اطار مسعى تقوم به الجامعة في الملف الرئاسي قبيل أسبوع من جلسة الانتخاب المقبلة.

ولفت زكي الى أن «الجامعة العربية تسعى ايضاً لتسهيل حصول هذا الاستحقاق بسلام، وتأمل ان يمر بشكل سلس». وعلمت «البناء» أن السفير زكي نقل الى المسؤولين قلق الجامعة العربية من تدهور الاوضاع اللبنانية الى مستويات أكبر وأخطر، لا سيما التأخير في انتخاب رئيس للجمهورية، وسأل ماذا يمكن أن تقوم به الجامعة العربية للمساهمة في حلحلة العقد». مؤكداً التضامن مع لبنان في كل ما يريده، لكنه دعا الكتل النيابية التي التقاها مؤخراً الى بذل الجهود لتلافي العقد وانتخاب رئيس للجمهورية».

لكن اللافت كان تركيز الرئيس عون خلال لقائه زكي وفق معلومات «البناء» على انتخاب رئيس الجمهورية كأولوية اكثر من تشكيل الحكومة، ما قد يؤجل تأليف الحكومة الى ما بعد انتخاب الرئيس، حيث قال عون للسفير زكي: «لأن وجود الرئيس أساسي لتشكيل حكومة جديدة وليس العكس لأن بلداً مثل لبنان بخصوصيته وتميّزه وتعدديته، لا يمكن أن تتحقق فيه الشراكة الوطنية الكاملة والميثاقية في غياب رئيس الجمهورية، ما يمكن ان يعرّضه لأوضاع تؤثر على وحدته وتضامن أبنائه».

وقبيل نهاية ولاية رئيس الجمهورية الحالي بأسابيع قليلة لاحت طلائع الاشتباك الطائفي حول دستورية وصلاحية حكومة تصريف الأعمال في فترة الشغور. ففي حين يدعو البطريرك الماروني مار بشارة الراعي الى ضرورة انتخاب رئيس وتأليف حكومة جديدة لتفادي انتقال صلاحيات الرئيس الى حكومة متنازع على دستوريتها، تساءل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في رسالة المولد النبوي: «كيف تدار دولة بدون سلطة تنفيذية فاعلة وكاملة الصلاحيات؟ تعذرت إقامة حكومة جديدة، والتشكيك في مشروعية الحكومة القائمة، أو في قدرتها على ممارسة صلاحياتها!، وبدلا من فراغ واحد في الرئاسة، يصبح هناك فراغان، في الرئاسة وفي الحكومة».

وفيما تتكثف المشاورات بين الكتل النيابية لا سيما بين كتل المعارضة والمستقلين والكتائب والقوات والاشتراكي في محاولة لتوحيد الموقف، علمت «البناء» أن البحث انتقل من مشروع المرشحين وأولوياتهم، الى الأسماء للدخول الى الجلسة المقبلة بأسماء. وفي حين بقي النائب ميشال معوض المرشح الوحيد حتى الساعة، يتم التداول بسلة مرشحين كصلاح حنين والوزيرين السابقين ناصيف حتي وزياد بارود والدبلوماسي ناجي أبي عاصي إضافة الى النائب نعمت أفرام.

إلا أن مصادر نيابية تشير لـ»البناء» الى أن الاجتماعات لم تفض الى أي اتفاق حول مرشح موحد وبالتالي لا مرشحين جديين حتى الآن. لكن توقيت عقد الجلسة التي حددها الرئيس نبيه بري في 13 تشرين استفز التيار الوطني الحر ما سيدفع نواب «تكتل لبنان القوي» وفق معلومات «البناء» الى مقاطعة جلسة انتخاب رئيس الجمهورية لمصادفته ذكرى خروج العماد ميشال عون من قصر بعبدا بالقوة العسكرية في 13 تشرين، لكن أوساط التيار تشير الى أن لا قرار رسمياً بعد والموضوع قيد الدرس حتى الخميس المقبل.

على صعيد آخر، وفي ظل إقفال المصارف ابوابها بعد سلسلة اقتحامات تعرضت لها فروعها في الايام الماضية، على ان يتم تحديد مصير هذا الإقفال بعد عطلة عيد المولد النبوي الاثنين، ارتفعت من جديد أسعار المحروقات، وسط نقص في الخبز.

وأصدر مصرف لبنان تعميماً في شأن استيراد المحروقات طلب فيه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من المصارف استثنائياً أخذ موافقة من مصرف لبنان مسبقاً، على فتح الاعتمادات أو دفع الفواتير المخصصة لاستيراد المشتقات النفطية (بنزين، مازوت، غاز) على أن يتم لاحقاً تزويد مديرية القطع والعمليات الخارجية لدى مصرف لبنان بالفاتورة النهائية ووثيقة الشحن ومحضر التفريغ. وأصدر تعميماً حول استيراد الادوية والمستلزمات الطبية.

وفيما يرزح لبنان تحت وابل من الأزمات والخلافات السياسية وتهديد الفراغ الرئاسي والحكومي، عادت الحرب الأوكرانية – الروسية لتلقي بثقلها الديبلوماسي على لبنان بعد تداعياتها الاقتصادية، ويبدو أن الأوروبيين يريدون إقحام لبنان بالحرب مع أوكرانيا على الصعيد الموقف السياسي، بعدما نجحت الضغوط الأميركية الأوروبية على لبنان بدفعه موقفاً داعماً للحلف الأوكراني الأوروبي ضد روسيا، الأمر الذي سيؤثر على العلاقات اللبنانية الروسية.

وطلب سفراء دول ورؤساء بعثات دول الاتحاد الأوروبي وسويسرا، بعد لقاء وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب، «تأييد لبنان لقرار يعارض ضمّ أراضٍ أوكرانية بالقوة إلى روسيا، سيتم التصويت عليه في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك».

كما عقد لقاء آخر مع سفراء بريطانيا واليابان وأستراليا وكندا والقائم بالأعمال الأميركي، الذين تقدموا بطلب مماثل لـ»دعم لبنان لمشروع القرار المذكور أعلاه».

***************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

 

لبنان يرفض التعديل: حقّنا ثمن الاستقرار

 

في وقت هدأ «القصف» السياسي الإسرائيلي على مشروع اتفاق الترسيم البحري مع لبنان، تسلّم نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب من الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين رسالة تتضمن الملاحظات الإسرائيلية على المسودة وتعليقات العدو على التعديلات اللبنانية المقترحة، وسط مناخات في بيروت لا توحي بوجود عقبات كبيرة، مقابل انشغال العدو بانعكاسات موقفه من المطالب اللبنانية على الجمهور الإسرائيلي.

وفيما أعلن الرئيس نبيه بري أن لبنان غير معني بكل السجال الإسرائيلي المتعلق بالانتخابات، شدّد مصدر رسمي على أن ليس للبنان ما يقدمه من تنازلات، وهو الموقف الذي نقله زوار الرئيس ميشال عون عنه أمس، وفيه أن لبنان «يقف على أرض ثابتة، وقال ما لديه عن وعي وعلم، وأن الرد على آخر رسالة من هوكشتين سيكون واضحاً وقريباً جداً». ‏بينما أعلن عضو شورى حزب الله الشيخ محمد يزبك أنه «لن يكون هناك استخراج من كاريش قبل تحقيق مطالب لبنان».

وقال المصدر إن الجميع، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، يعرفون أنه لا يمكن التسويف والمماطلة في الملف أكثر مما حصل حتى الآن. كما يعرفون أن لبنان لا يهتم بالتهديدات الصادرة عن قادة العدو السياسيين والعسكريين. وأن المعادلة واضحة وبسيطة: الاستقرار ثمنه حصول لبنان على كامل حقوقه.

وتحدث المصدر عن مساع أميركية للعمل على صياغات مختلفة للبنود الواردة في المسودة، مشدداً على أن أي محاولة جديدة لإطاحة تعديلات لبنان ستواجه بالرفض، خصوصاً المسألتين اللتين تتعلقان بخط الطفافات حيث يصر لبنان أنه لا صفة قانونية لهذا الخط لا الآن ولا لاحقاً، وأن ما يجري هو ترسيم لحدود المناطق الاقتصادية وليس للحدود بين طرفين، كما أن للبنان الحق الكامل في العمل في حقل قانا وغيره من دون انتظار موافقة مسبقة من العدو بحجة أن إسرائيل تريد اتفاقاً مع شركات التنقيب.

وعلمت «الأخبار» من مصادر بارزة أن الفرنسيين دخلوا على الخط بعد التصعيد الإسرائيلي. ونقل الجانب الفرنسي رسالة عبرَ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بأن «إسرائيل لا تنوي التصعيد». وقالت المصادر إن «الأميركيين يقفون وراء الموقف الإسرائيلي لا سيما في النقطة المتعلقة بالتعويض المالي، فالولايات المتحدة هي وراء فكرة التعويض لمساعدة حكومة لابيد على مواجهة الحملة التي يتعرض لها قبل الانتخابات الإسرائيلية»، والإصرار على كلمة تعويض «يهدف إلى تصوير كأن إسرائيل نجحت في انتزاع إقرار لبناني بأحقيتها في حقل قانا».

****************************

افتتاحية صحيفة النهار

 

ملفّ الترسيم عالق على الضغط الأميركيّ

 

قد تكون المفارقة الأكثر اثارة للاهتمام والتي تشكلت في الساعات الأخيرة تتمثل في عدم سقوط رهان كل من #لبنان وإسرائيل على الوساطة الأميركية لمنع انهيار اتفاق الترسيم للحدود البحرية، ولو ان الحيز الأكبر من المعطيات المتصلة بهذا الملف تشير الى تعاظم خطر انهيار هذا الاتفاق. ومع ان ضجيج الرفض الإسرائيلي اول من امس للتعديلات والملاحظات اللبنانية على الاتفاق الذي وضع نصه الوسيط الأميركي في ملف #ترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين، لم يترك مجالا واسعا او هامشا كبيرا لتوقع تعويم الاتفاق والحؤول دون تجميده او انهياره، نظرا الى تمسك لبنان بهذه التعديلات، ولا سيما منها ما يتعلق بالنزاع على “خط العوامات” الذي يرفض لبنان اعتباره خطا حدوديا، فان ذلك لم يسقط ما قد يصح اعتباره الفرصة ما قبل الأخيرة المتاحة امام الوسيط هوكشتاين لاحتواء معالم التصعيد قبل تدحرجه في اتجاهات خطيرة. هذه الفرصة بدت ظروفها واقعية على طرفي النزاع، اذ لم يخف المسؤولون اللبنانيون المعنيون بملف التفاوض الذي أدى الى صياغة مشروع اتفاق الترسيم امس، بانهم انتظروا اخطارا خطيا جديدا من هوكشتاين حول الموقف الأميركي من الرفض الإسرائيلي التفصيلي للملاحظات والتعديلات اللبنانية، وما يقترحه الوسيط الأميركي للمضي في التفاوض بما يعكس عدم القطع مع المفاوضات ولو من منطلق التمسك بالتعديلات المبلغة الى هوكشتاين. وفي المقابل لم يحجب ضجيج التصعيد الإسرائيلي على خلفية الأجواء الانتخابية عودة التقليل من التهويل بمواجهة حربية من جهة، وترقب ما سيقوم به هوكشتاين مع الجانب اللبناني، ولو ان الجديد الذي سجل في هذا السياق تمثل في التلويح المتجدد باجراء تجارب في حقل كاريش في الأيام القليلة المقبلة .


 

وأعلنت الخارجية الأميركية مساء امس انها لا تزال تعتقد ان التوصل الى اتفاق لترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل لا يزال ممكنا وسنواصل العمل مع لبنان وإسرائيل لحل الخلافات القائمة.

 

وغداة رفض إسرائيل التعديلات اللبنانية على اتفاق الترسيم، اعلن رئيس الجمهورية ميشال عون ان لبنان ينتظر نتيجة الاتصالات التي يجريها الوسيط الأميركي مع الإسرائيليين لتحديد مسار المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية. وافيد ان هوكشتاين يفترض ان يسلم الى نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب الملاحظات الاسرائيلية الخطية على اقتراحه بما يعني أن التفاوض مستمر وقد انتقل من مرحلة المفاوضات السياسية الى مرحلة درس المفردات القانونية والتقنية في أجواء هادئة بعيدة من التشنج.


 

اما في المقلب الإسرائيلي فأفادت صحيفة “إسرائيل اليوم”، بأن “المنظومتَين السياسية والأمنية تستعدان لإجراء فحوصات في حقل الغاز (كاريش) خلال الأيام القريبة، وعلى الأرجح أن تبدأ ذلك يوم الأحد مع مطلع الأسبوع المقبل”. وأشارت إلى أن “التشغيل سيكون تجريبياً؛ حيث سيجرَّب تدفق الغاز من جهة الساحل (شمالاً) باتجاه المنصّة المتنقلة على بعد مئة كيلومتر. وبعد ذلك ستبدأ في السحب ودفق الغاز من الحقل إلى الشاطئ”.

 

من جانبها أشارت صحيفة “تايمز أوف اسرائيل” إلى أن “لبنان يبدو متمسكًا بموقفه بشأن الاتفاق البحري المقترح مع إسرائيل، وذلك على الرغم من ضغوط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على لبنان للتخلي عن بعض المطالب”. ونقلت الصحيفة عن مسؤول لبناني أن “على الولايات المتحدة أن تفي بوعودها وتحل المسألة مع إسرائيل”. ورأت أن “إصرار المفاوضين اللبنانيين على بعض التغييرات التي رفضها رئيس الوزراء الاسرائيلي يائير لابيد، يساهم بتعثّر الاتفاق الذي كان على وشك الإبرام”. وأفادت الصحيفة، وفقًا لإذاعة “كان” العامة، بأن إدارة بايدن كانت تضغط على لبنان للتخلي عن بعض مطالبه، حيث ظل الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين على اتصال مباشر مع الجانبين”.


 

ووصف مسؤول إسرائيلي في تصريحات لهيئة الإذاعة والتلفزيون الاسرائيلي هذه الجهود بأنها محاولة لإحياء المحادثات. وصرّح وزير الصحة الاسرائيلي نيتسان هورويتز، العضو الرفيع في مجلس الوزراء الأمني، بأن الأنشطة الإسرائيلية في حقول الغاز ستستمر على الرغم من عدم حسم الاتفاق”. وقال “إسرائيل تعمل على مواصلة العمل في حقل الغاز الواقع في أراضيها، وسيبدأ الإنتاج بحسب الجدول الزمني لشركات الاستخراج وسيكون ذلك قريباً جداً”. علمًا أنه وفق الجدول الزمني المعتمد، الانتاج سيبدأ خلال أيام.

 

وتوجّه هورويتز لمن “يطلق التهديدات وجميع أنواع الترهيب”، بحسب تصريحه، قائلًا، “من وجهة نظرنا هذا لا يُغيّر أي شيء”. كما أعرب، عن أمله في إمكان التوصل إلى اتفاق قريبا، مضيفا، “هناك فرصة لتوقيع الاتفاق قبل الانتخابات الإسرائيلية في 1 تشرين الثاني”. وتابع هورويتز أن “هناك مصالح سياسية كبيرة في كلا البلدين تزيد من فرص الاتفاق في المستقبل القريب جدا”.


 

وكشف امس ان المدير العام لوزارة الطاقة الإسرائيلية، ليئور شيلات، اعلن خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) ، إن تقديرات وزارته وشركة “توتال” الفرنسية، صاحبة امتياز التنقيب عن الغاز في المياه الاقتصادية اللبنانية، هي أن مجمل الأرباح المحتملة من حقل الغاز قانا سيكون 3 مليارات دولار فقط، وفق ما نقل موقع “وللا” الإلكتروني ، عن أربعة وزراء وموظفين رفيعين شاركوا في اجتماع الكابينيت. ويعني ذلك أن هذه الأرباح منخفضة بشكل كبير عن تقديرات نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية في وقت سابق، وبينها صحيفة “ذي ماركر”، التي ذكرت أن تقديرات وزارة المالية الإسرائيلية هي أن الأرباح من الغاز المستخرج من هذا الحقل تصل إلى 20 مليار دولار.

 

وتقول إسرائيل إن أرباح الغاز من حقل قانا ستوزع بين شركة “توتال” ولبنان وإسرائيل. وذكر وزيران شاركا في اجتماع الكابينيت أن قسما كبيراً من الوزراء فوجئوا لدى سماعهم عن هذا المبلغ، أي 3 مليارات دولار، وقالوا إنهم اعتقدوا أن الأرباح، وهي مدار المفاوضات بين إسرائيل ولبنان بوساطة أميركية حول ترسيم الحدود البحرية، أكبر من ذلك بكثير.

 

وأشار الوزيران إلى أن وزيرة الداخلية، أييليت شاكيد، كانت بين الوزراء الذين فوجئوا من مبلغ الأرباح، وطالبت بكشف هذا المعطى أمام الجمهور في إسرائيل. وأضاف “وللا” أنه جرى إطلاع وزراء الكابينيت على اتفاق يجري بلورته مع شركة “توتال”، وأن بموجبه ستحصل إسرائيل على 17% على الأقل من الأرباح المحتملة من حقل قانا، أي أن المبلغ الذي ستحصل عليه إسرائيل يساوي نصف مليار دولار.

 

اما “حزب الله” فتطرق على لسان الوكيل الشرعي العام للسيد علي الخامنئي في لبنان، عضو شورى “حزب الله” الشيخ محمد يزبك، إلى إعلان اسرائيل رفض الملاحظات اللبنانية والتهديد بالاستخراج من كاريش وإن أدى إلى حرب، وأعلان الاستنفار على الحدود الشمالية، فقال “ردنا واضح لا استخراج قبل تحقيق مطالب لبنان، لا نريد حرباً، ولكن إذا فرضت فإننا أهلها”.

 

الملف الرئاسي

اما في المشهد الداخلي فرسمت علامات شكوك متزايدة امس حول الجلسة الثانية التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري لانتخاب رئيس الجمهورية في الثالث عشر من تشرين الأول الحالي اذ تبين ان “تكتل لبنان القوي “يتجه الى مقاطعة الجلسة لتزامنها مع ذكرى عملية 13 تشرين الأول 1990 وقد يماشيه “حزب الله”. ومع ان أي كتلة أخرى لم تتخذ موقفا من هذا الموضوع فان الغموض الذي يحيط بالاجواء قد يساهم في اثارة مزيد من البلبلة حول موعدها .

 

وفي غضون ذلك استكمل الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي جولته على المسؤولين والقوى السياسية التي شدد فيها على ضرورة إتمام الاستحقاق الرئاسي في موعده من دون طرح أي مبادرة محددة. واعلن زكي “نحن نستشعر ان الاقتراب من الاستحقاق الرئاسي من دون بوادر الوصول الى ما يشبه التوافق حول من سيصل الى سدة الرئاسة اللبنانية، هو امر يبعث على قدر من القلق لان لبنان في هذه الفترة وهذه الظروف لا يحتاج الى فراغ رئاسي”. واكد ان “الجامعة العربية التي تواكب لبنان كعادتها في كل محطاته واستحقاقاته الرئيسية، تسعى ايضاً لتسهيل حصول هذا الاستحقاق بسلام، وتأمل ان يمر بشكل سلس، وهذا الامر يتطلب الكثير من التواصل والتفاهمات بين المعنيين للوصول الى تفاهم مشترك مطلوب يؤدي الى الوصول الى اتفاق، وهذا الموضوع يستمر في كسب رعاية واهتمام الامين العام لجامعة الدول العربية. من هنا فالزيارة لن تكون الأخيرة لوفد الجامعة في هذا السياق، وسنستمر في التواصل بناءً على طلبات من الكتل السياسية، وفي تقديم الدعم لان هدفنا هو مصلحة الدولة والشعب اللبناني وكل ما يمكن تسهيل الوصول الى تفاهم”.

 

وفي ظل تعثر تشكيل الحكومة، اطلق مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في رسالة المولد النبوي تحذيرا من الفراغين فاعتبر ان “الذي يحصل مع الرئاسة ، حصل مثله وأكثر مع رئاسة الحكومة، وكيف تدار دولة بدون سلطة تنفيذية فاعلة وكاملة الصلاحيات؟ ولنتابع ما يحصل الآن ، بل ومنذ أشهر، في تعذر إقامة حكومة جديدة، والتشكيك في مشروعية الحكومة القائمة، أو في قدرتها على ممارسة صلاحياتها ! وهكذا ، وبدلا من فراغ واحد في الرئاسة ، يصبح هناك فراغان ، في الرئاسة وفي الحكومة “.، ولمح الى “أن هناك من ينفرد بالتخطيط والإدارة وممارسة التعطيل. نعم ، هناك إدارة خفية . ونحن لا نرى خيرا ولا فائدة في الإدارة الخفية ، فهي ما أسهمت في حل الأزمات التي كانت أحد أهم أسبابها ، وهي تفعل ما تشاء دون أن تكون مسؤولة أمام الرأي العام ؛ بل المسؤولون رسميا هم الذين لا يملكون القيام بشيء في الحقيقة. فلندع هذه الازدواجية المدمرة ، ولتكن عندنا حكومة جديدة ورئيس جديد أو يحكم الطرف إياه وحده مع المطبلين والمزمرين، لكن ينبغي أن يكون مسؤولا اليوم وغدا أمام اللبنانيين”.

 

 

**********************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

عون نعى “التأليف”… ودريان حذّر من “الفراغَين”

واشنطن مصمّمة على “الترسيم” وباريس تحضّ لبنان على “الصبر”

 

بعدما وضعت إسرائيل مفاوضات الترسيم الحدودي البحري على صفيح ساخن مشحون بأجوائها الانتخابية المحمومة، تواصلت خلال الساعات الأخيرة التسريبات الإسرائيلية لتسعير وهج التحدي للبنان، مؤكدةً غداة الإعلان عن رفض تل أبيب التعديلات اللبنانية على مسودة اتفاقية الترسيم “الاستعداد لإجراء اختبار على ضخ الغاز من حقل كاريش قريباً جداً وربما بداية الأسبوع المقبل”. وعلى المقلب الآخر، بانتظار إطلالة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله المرتقبة، تولى الوكيل الشرعي العام للسيد علي خامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك الرد المبدئي على التهديدات الإسرائيلية، معرباً أمس عن استعداد “حزب الله” لخوض الحرب، وقال: “ردنا واضح لا استخراج من كاريش قبل تحقيق مطالب لبنان… نحن لا نريد حرباً لكن إذا فرضت فإننا أهلها”.

 

وبمعزل عن أجواء التهديد والوعيد المتبادلة، أبدت وزارة الخارجية الأميركية مساءً اعتقادها بأنّ “التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل لا يزال ممكناً”، وذلك بموازاة تلقي الجانب اللبناني ممثلاً بنائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الردّ الإسرائيلي الرسمي على الملاحظات اللبنانية عبر الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين. وكشفت مصادر مواكبة للملف لـ”نداء الوطن” أنّ “اتصالات وتدخلات خارجية متسارعة جرت خلال الساعات الماضية مع كل من لبنان وإسرائيل لخفض منسوب التوتر والسلبية بين الجانبين”، موضحةً أنّ “واشنطن أكدت بشكل واضح للمعنيين من الجانبين عزمها وتصميمها على إنجاز ملف الترسيم”، كما نقلت المصادر أنّ “تطمينات فرنسية وردت إلى المسؤولين اللبنانيين مفادها أنّ الكلام الإسرائيلي العالي السقف هو لأغراض انتخابية بحتة وأنّ الأمور ليست بالسوء الذي ظهرت عليه عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية، والمطلوب من لبنان في هذه المرحلة ضبط النفس والتحلّي بالصبر”.

 

وفي سياق متقاطع، أكدت مصادر لبنانية رسمية لـ”نداء الوطن” أنّ “الأجواء هدأت نوعاً ما وملف الترسيم لم يُقفل ولم ينتهِ بل يحتاج إلى مزيد من المشاورات لإنجاز بعض التفاصيل التقنية الدقيقة بالتشاور مع الوسيط الأميركي”، وأضافت”: “قد يتأخر إنجاز اتفاق الترسيم بعض الوقت لكنّ أحداً ليس لديه مصلحة في “تطييره” خصوصاً وأنّ هناك رغبة أميركية حثيثة لإبرام هذا الاتفاق لما يحققه من استقرار في المنطقة”، مشددةً على أنّ “لبنان بصدد تدارس الرد الإسرائيلي بتمعّن، فإذا كان يمسّ جوهر الاتفاق الوارد في العرض الأميركي فإنّ ذلك سيستدعي عقد اجتماع على مستوى الرؤساء الثلاثة لتحديد الموقف، أما إذا كان الأمر متصلاً بتفاصيل تقنية معيّنة فسيصار إلى إحالتها إلى اللجنة التقنية لدراستها وإعداد التقرير اللازم بشأنها”.

 

ومقابل أجواء الترسيم التي أصبحت طاغية على أولويات السلطة، عادت حظوظ التأليف الحكومي إلى الوراء تحت وطأة إحكام رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل قبضة شروطه على طاولة المشاورات الرئاسية، وقد بدا لافتاً في هذا الإطار الكلام الذي قاله رئيس الجمهورية ميشال عون أمس أمام وفد جامعة الدول العربية برئاسة الأمين العام المساعد السفير حسام زكي، والذي بدا من خلاله كمن ينعى عملية تشكيل حكومة جديدة قبل انتهاء ولايته، إذ نقل المكتب الإعلامي للقصر الجمهوري أنّ عون أبلغ زكي أنّ “الأولوية المطلقة يجب ان تكون راهناً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لأنّ وجود الرئيس أساسي لتشكيل حكومة جديدة وليس العكس”.

 

وإذ رأت أوساط مواكبة للاتصالات الحكومية في كلام رئيس الجمهورية مؤشرات تدل على أنه “بات يميل إلى نسف جهود التأليف ما لم يقدّم الرئيس المكلف نجيب ميقاتي تنازلات إضافية تتماهى مع شروط باسيل الوزارية”، لفتت في المقابل إلى أنّ “ميقاتي أصبح يستشعر جدياً هذا الواقع وقد وضع البطريرك الماروني بشارة الراعي خلال زيارته بكركي الخميس في أجواء العراقيل والشروط التعجيزية التي يضعها رئيس “التيار الوطني” في طريق التأليف، ما ينذر بوجود نوايا مبيّتة تعمل عن سابق إصرار على تعطيل تشكيل الحكومة بموازاة العمل على عرقلة إنجاز الاستحقاق الرئاسي”.

 

وأمس استرعى الانتباه تصويب مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في رسالته إلى اللبنانيين لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف على مخاطر الشغور الرئاسي و”استسلام العاملين في الشأن العام للفراغ المفروض كما حصل في السابق من أجل الإرغام على الذهاب في النهاية باتجاه المرشح المعيّن”، وأضاف: “إنّ الذي يحصل مع الرئاسة، حصل مثله وأكثر مع رئاسة الحكومة، وكيف تدار دولة من دون سلطة تنفيذية فاعلة وكاملة الصلاحيات؟ (…) هكذا، وبدلاً من فراغ واحد في الرئاسة، يصبح هناك فراغان، في الرئاسة وفي الحكومة”، معتبراً إنه إذا كان صحيحاً أنّ “عهد اللادولة بدأ، لكنّ الصحيح أيضاً أنّ هناك من ينفرد بالتخطيط والإدارة وممارسة التعطيل”.

 

****************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

أميركا تؤكد أن اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل «في متناول اليد»

المتحدث باسم الخارجية لـ«الشرق الأوسط»: نعمل على تسوية الخلافات

  إيلي يوسف

مع عودة «التعقيد» على ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، والتي قاد مفاوضاتها المنسق الرئاسي الأميركي الخاص أموس هوكستاين، قالت وزارة الخارجية الأميركية في رسالة رداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعمل على حل الخلافات التي طرأت». وقال المتحدث باسمها نيد برايس في الرسالة، إن هوكستاين، على اتصال بالطرفين ويعمل على حل الخلافات العالقة مع دخول المفاوضات مرحلتها النهائية. وأكد برايس أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بالتوصل إلى حل، وتعتقد أن «التوصل إلى اتفاق دائم أمر ممكن وفي متناول اليد».

وفيما بدا أن أجواء التفاؤل التي سادت في الأيام الأخيرة قد تراجعت نسبياً، عدت «التعقيدات» كأنها محاولة من خارج السياق، للتغطية، على الأقل من الجانب اللبناني، على التنازلات التي قدمها، خصوصاً على الالتزامات المتعلقة بالعائدات التي ستدفع لإسرائيل من حقل قانا، الأمر الذي يقيم عملياً «شراكة» اقتصادية بين البلدين.

وفي حديث مع «الشرق الأوسط»، قالت الباحثة في «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى»، حنين غدار، إن الصفقة أوشكت على الانتهاء رغم احتمال تأخيرها أو تعقّدها. فكلا الجانبين يريد الصفقة بطريقة أو بأخرى، وسيجدان حلاً وسطاً. وأضافت أن «حزب الله» سيحاول بالتأكيد أن يقدمها كنصر لإضفاء الشرعية على أسلحته واستثماره في السياسة اللبنانية الداخلية، خصوصاً في الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة، رغم صعوبة ذلك، لكن قد ينجح في ذلك. وقالت إن الأمر يتوقف على التوقيت، «قبل مغادرة الرئيس عون القصر أو بعدها». ومع ذلك، فإن الموقف اللبناني الداخلي ليس لصالح «حزب الله»، حيث يعتقد الجميع أن لبنان قدّم تنازلات كبيرة، مثل الموافقة على منح إسرائيل تعويضات عن قانا (بشكل غير مباشر)، وينتقد كثيرون غياب الشفافية، لانعدام الثقة. ورغم أن ما جرى لا يعد «تطبيعاً» كاملاً، لكنه «شراكة اقتصادية بين لبنان وإسرائيل»، وهذا سيضعف خطاب الحرب والمقاومة، لأن الحزب وإسرائيل لديهما شهية أقل للحرب.

وعن دور المجتمع الدولي في حض الطبقة السياسية اللبنانية على الإصلاح ومواجهة فسادها، قالت غدار: «هناك شيئان واضحان، الطبقة السياسية ليست مستعدة للإصلاحات، والمجتمع الدولي لا يتحرك بشكل كافٍ. يمكن لأوروبا أن تبدأ في فرض عقوبات على الشخصيات السياسية الفاسدة، ويمكن للولايات المتحدة أن تفعل المزيد عبر عقوبات قانون (ماغنتسكي)». لكن يبدو أنه لا يوجد أحد مستعد للتصعيد في هذه المرحلة، وقد يكون السبب في تغير الأولويات الدولية.

من ناحيته، قال طوني بدران، الباحث في «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» بواشنطن، في حديث مع «الشرق الأوسط»: «بعد التعديلات التي طلبها لبنان أخيراً، ليس من الواضح إذا كانت إدارة بايدن ستكون قادرة على دفع الصفقة إلى الأمام»، أم لا. وأضاف أنه حتى بافتراض أن الصفقة ستتم، فلن يكون لها أي تأثير على الانتخابات الرئاسية. ومع ذلك، من المرجح أن تدفع الولايات المتحدة وفرنسا، باتجاه التعاون مع السعودية في مبادرات من هذا القبيل. ومن بين الأوهام العديدة التي تخبئها إدارة بايدن حول لبنان، كالاعتقاد بأن ما يسمى «الرئاسة اللبنانية» يهم أي شخص، ناهيك بالمصالح الأميركية، هو من بين أكثر الأشياء سخافة. الشيء الوحيد الذي له مغزى في لبنان هو «حزب الله» الذي يدير المكان كله.

وقال بدران إن هناك تناقضاً متأصلاً في الموقف العام للولايات المتحدة وفرنسا الذي يطالب الأوليغارشية اللبنانية الفاسدة بقيادة «حزب الله»، بإصلاح النظام، حتى مع استثمار واشنطن وباريس فيه. الآن، وبعد أن عملت الولايات المتحدة على منح الأوليغارشية اللبنانية المنطقة البحرية المتنازع عليها بالكامل، مع الاستثمار اللاحق من قبل شركة «توتال» الفرنسية، لن يواجه هؤلاء القادة مشكلة في إضاعة ثلاث سنوات إضافية أو أكثر للحصول على عائدات محتملة من موارد الطاقة البحرية

 

********************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

لا استحقاقات يعني صعوبات .. عون: الرئيس اولاً.. «الترسيم» يترنّح اسرائيلياً

ليس في أفق الاستحقاقات الداخلية ما يؤشر إلى إمكان إخراجها من «مغارة التعقيدات» العالقة فيها، وتبعاً للوقائع الصدامية والانقسامية المحيطة بهذه الاستحقاقات، فإنّ العثور على مفاتيحها دونه صعوبات، لا بل استحالات. بالتوازي مع الانسداد الكلي في أفق الأزمة الكبرى التي ذهبت بالمال والاقتصاد، وأقفلت في وجه المواطن اللبناني كل السبل الحياتية والمعيشية، التي تمنّ عليه ولو بالحدّ الأدنى واليسير من العيش الكريم.

أمام هذا الواقع المسدود بالكامل، وعمداً، تنتقل الانظار تلقائياً إلى المقلب الآخر، رصداً للمفاجآت الكامنة خلف تلك المغارة، وما قد تخفيه من احتمالات. فيما مكونات الانقسام الداخلي على اختلافها في اعلى درجات التهائها في قشور مصالحها الذاتية وحساباتها السياسية والحزبية وفي اللعب بمصير البلد، وتصبّ بانقساماتها وعداواتها وارتهاناتها، الزيت على نار الأزمة، وتدفع بها نزولاً إلى منحدرات ومنزلقات سياسية وغير سياسية، تدفّع المواطن اللبناني ثمنها الباهظ في شتى مجالات حياته، وحتّى بمصيره المهدّد بالاندثار.

الفراغان .. حتماً المشهد الداخلي، على مسافة 20 يوماً من انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون، محكوم بتضييع متعمّد للوقت، والنتيجة الحتمية لذلك هي سقوط البلد كلياً في الفراغين الرئاسي والحكومي اعتباراً من اول تشرين الثاني المقبل. فأفق الاستحقاق الرئاسي مسدود بانقسامات. وعلى ما يقول مرجع سياسي مسؤول لـ»الجمهورية»، فإنّ أي كلام عن امكان تحقيق انفراج او خرق على خط هذا الاستحقاق هو نوع من التخريف السياسي. وحتى ولو عقد المجلس النيابي جلسات يومية متتالية لانتخاب رئيس جديد، من الآن وحتى آخر يوم من ولاية الرئيس عون، فلن تأتي سوى بالفشل، وهذا هو مآل جلسة الخميس المقبل إن انعقدت في 13 تشرين. ذلك انّ ثمة قراراً واضحاً ونهائياً ومريباً ايضاً لدى بعض المكونات بعدم بلوغ توافق داخلي على الرئيس الجديد، وبالتالي إحداث الفراغ في سدّة الرئاسة الاولى. وفيما يبدو انّ القرار بعدم التوافق له بُعد داخلي مرتبط بالخريطة السياسية الداخلية وانقساماتها وأجنداتها وبـ «لا ثقة» القوى والمكونات السياسية والنيابية ببعضها بالبعض، الّا انّ مصادر سياسية موثوقة تؤكّد لـ»الجمهورية»، انّ «لهذا القرار بُعده الخارجي، رصداً لوجهة الرياح الخارجية من هذا الاستحقاق، التي لم تسلك اي اتجاه بعد، وعلى وجه الخصوص الموقف الاميركي من هذا الاستحقاق». وعلى الرغم من الدعوات الخارجية التي تتوالى سواء بشكل مباشر او عبر القنوات الديبلوماسية سواء من باريس او واشنطن او الاتحاد الاوروبي، وآخرها من مجموعة الدعم الدولية الخاصة بلبنان، وتستعجل توافق اللبنانيين على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فإنّ المصادر المسؤولة تصنّفها مواقف تقليدية لا تتمتع بصفة الجدّية والإلزام، حيث لا وجود حتى الآن لأي حراك دولي جدّي ضاغط في اتجاه هذا التوافق وإتمام الاستحقاق الرئاسي في لبنان. وهذا اللاحراك، قد يكون حاكماً لمواقف بعض القوى الداخلية، التي يبدو انّها تنتظر جلاء الصورة الخارجية لتبني على أساسها قرارها النّهائي ووجهة تصويتها لمرشح معيّن، سواء من داخل نادي الاسماء المتداولة كمرشحين مفترضين لرئاسة الجمهورية او من خارجه.

لبنان ليس أولوية وخلافاً للمقولة التي يروّجها بعض الداخل بأنّ الملف اللبناني واستحقاقاته يشكّل اولوية للمجتمع الدولي، فإنّ التقارير الديبلوماسية التي ترد من البعثات في الخارج إلى كبار المسؤولين، معطوفة على قراءات سياسية من اتجاهات مختلفة، تتقاطع عند حقيقة انّ لبنان تاريخياً حظي لسنوات طويلة بموقع الأهمية لدى اصدقائه الخارجيين، الّا انّه في الظروف التي استُجدت فيه خلال السنوات الاخيرة، وكذلك الظروف الدولية القائمة حالياً، بات لا موقع له في اولويات الدول الكبرى، ما خلا بعض الجهود الصديقة التي تبذلها باريس بين وقت وآخر، لتحقيق انفراجات في لبنان، سواء ما يتصل بالأزمة الاقتصادية والمالية، او ما يتصل بالاستحقاقات السياسية، ولكن من دون ان تصل الى نتائج مجدية للبنانيين، ومرضية للإدارة الفرنسية. وبحسب تلك التقارير، التي عرض مسؤول رسمي رفيع لـ»الجمهورية» خلاصة منها، فإنّه لا شيء يؤشر إلى صعود لبنان إلى خانة الاولوية لدى الدول الكبرى في المدى المنظور، هذا إن سلك هذا المسار اصلاً. فالحدث الاوكراني وتداعياته وكيفية احتوائها وعدم تمدّدها إلى ما هو اخطر من الوضع القائم، هي الشاغل لتلك الدول، وباعث القلق على مجمل الكرة الارضية من انزلاقه إلى مهاوٍ تهدّد خريطة العالم. وبناءً على تلك التقارير، أبلغ المسؤول الرسمي الى «الجمهورية» قوله: «وضعنا في هاوية مالية واقتصادية، ويعاني من اختلالات لا حصر لها، تفاقمها انقساماتنا الداخلية، إن كنا ننتظر ان تنفرج الأزمة هكذا وحدها، فهذا يعني اننا نرتكب جريمة بحق انفسنا، وبلدنا، وإن كان البعض ينتظر الخارج ليحدّد وجهة الاستحقاقات فهذه ايضاً جريمة. وتبعاً لذلك، فإنّ الف باء العلاج لأزماتنا والخروج منها يبدأ وينتهي عند اتمام كل استحقاقاتنا بالتوافق الداخلي الذي لا مفرّ منه حكومياً ورئاسياً».

الحكومة: نكد واستفزاز اما المشهد الحكومي، فخلاصته مراوحة في مربّع النكد والاستفزاز وتوليد الشروط المانعة تأليف حكومة جديدة وكابحة لأي محاولة جدّية في هذا الاتجاه، على الرغم من ضيق الوقت واقتراب ولاية الرئيس عون من نهايتها. وعلى رغم الانسداد الذي يبدو حاكماً لهذا الملف وأخرجه من دائرة التفاؤل الذي ساده في الايام الاخيرة، فإنّ بعض الاوساط السياسية، وكذلك بعض الوسطاء العاملين على خط تدوير الزوايا الحكومية، يحاذرون إبداء تشاؤم حيال إمكان تأليف حكومة خلال فترة العشرين يوماً الفاصلة عن انتها ولاية عون، حيث انّهم لم يخرجوا من حسبانهم إمكان حدوث مفاجآت تحمل معها ولادة الحكومة في وقت قريب. وسألت «الجمهورية» احد الوسطاء الحاضرين بزخم على خط الملف الحكومي عن ماهية تلك المفاجآت، فقال ما حرفيته: «ليس في يدينا شيء ملموس، فحركة الاتصالات مستمرة، وهناك جهود جدّية تُبذل، وعندما نتحدث عن مفاجآت نعني بذلك اننا نتمنى ان يتجاوب الاطراف مع هذه الجهود ويفاجئوا اللبنانيين بالاتفاق على حكومة».

اتهامات متبادلة وكما هو واضح، فإنّ تأليف الحكومة، تتجاذبه اتهامات متبادلة بتعطيله. ففريق رئيس الجمهورية، وتحديداً رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، يلقي بمسؤولية التعطيل على الرئيس المكلّف، ويتهمه بأنّه يريد حكومة طيّعة في يده ويتحكّم بها، ويفرض مشيئته في تغيير وزراء وتعيين وزراء، مصادراً بذلك تمثيل قوى سياسية اساسية، ومتجاوزاً رئيس الجمهورية. واما فريق الرئيس المكلّف فيتهم باسيل بافتعال عقد متتالية، بدعم واضح من رئيس الجمهورية، لافتاً إلى انّ ابرز العِقَد هي مطالبة باسيل بتغيير 5 وزراء يزعم انّ «ميقاتي بلعهم»، اضافة إلى الإصرار الملتبس على تمرير مرسوم تجنيس كانت فاحت «رائحة التحضير له» قبل فترة، الامر الذي رفضه رئيس الحكومة بشدة. ويعتبر هذا الفريق انّ الامور من شأنها ان تسير في اتجاه الانفراج إذا ما توقف رئيس «التيار» عن العرقلة، واللعب على الاوتار الطائفية والتجييش الطائفي الذي لا مكان له في أحكام الدستور والصلاحيات. يُشار في هذا السياق، الى انّ الرئيس ميقاتي، وفي لقائه الاخير مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وضع البطريرك في صورة الجهود التي يقوم بها لإتمام الملف الحكومي منذ تقديمه تشكيلته الحكومية الى الرئيس عون. كما وضعه في اجواء العراقيل التي تواجه مهمته.

عون: الرئيس اولًا وفي ما بدا انّه موقف لافت للانتباه من تشكيل الحكومة، أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي الذي التقاه في قصر بعبدا، امس، أنّ «الأولوية المطلقة يجب أن تكون راهناً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لأنّ وجود الرئيس اساسي لتأليف حكومة جديدة لا العكس». وقال: «انّ بلداً مثل لبنان بخصوصيته وتميزه وتعدديته لا يمكن ان تتحقق فيه الشراكة الوطنية والميثاقية في غياب رئيس للجمهورية، ما يمكن ان يعرّضه لأوضاع تؤثر على وحدته وتضامن أبنائه». بدوره، أكّد زكي أنّ «الجامعة العربية تساند وتؤيّد حقوق لبنان في أراضيه ومياهه وتقف إلى جانبه، وهي حاضرة لكل ما يطلبه منها في كل استحقاقاته، ولكن الحديث عن مبادرة عربية قد يكون مبكراً».

ترسيم .. لا ترسيم؟! على صعيد الاستحقاق البحري، فإنّ الكثير من علامات الاستفهام تشوب ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، بعد تراجع منسوب التفاؤل حيال قرب توقيع اتفاق بين الجانبين، جراء ما أُعلن عن رفض اسرائيل للملاحظات التي ابداها لبنان على الطرح الاميركي، اضافة الى تعمّد اسرائيل دفع الامور الى التصعيد، عبر اعلان وزير الدفاع الاسرائيلي عن تعليمات أُعطيت للجيش الاسرائيلي بالاستعداد لتصعيد أمني على حدود لبنان. وفيما أدرجت الاوساط السياسية اللبنانية الرفض الاسرائيلي في سياق ازمة داخلية تسود اسرائيل عشية الانتخابات النيابية فيها، وهو امر لا يعني لبنان، على ما اكّد رئيس مجلس مجلس النواب نبيه بري، فإنّ لبنان الرسمي ينتظر ان يتلقّى حرفية الموقف الاسرائيلي عبر الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين ليُبنى على الشيء مقتضاه. وأُفيد في هذا السياق، بأنّ هوكشتاين سيسلّم نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الملاحظات الاسرائيلية الخطية على اقتراحه التي سبق وارسله إلى بيروت، ما يؤكّد أنّ التفاوض بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي مستمر، وانتقل من مرحلة المفاوضات السياسية الى مرحلة درس المفردات القانونية والتقنية في اجواء هادئة بعيدة من التشنج.

التسوية ممكنة وقد حرصت الادارة الاميركية على نفي ان يكون ملف الترسيم والتقدّم الذي ساده قد سقط، الّا انّها تقرّ انّه دخل في منطقة حرجة والمفاوضات مستمرة مع الجانبين. وقال المتحدث الاقليمي باسم الخارجية الاميركية، انّ الفجوة تقلّصت في ملف الترسيم، ونحن على اتصال وثيق مع الجانبين اللبناني والاسرائيلي، نحن في مرحلة حرجة في هذه المفاوضات، لكن الفجوة في اختلاف الآراء قد تقلّصت بالتأكيد، وما زلنا ملتزمين بالتوصل الى اتفاق حول هذا الملف. واعتقد انّ التسوية الدائمة يمكن الوصول اليها.

اسرائيل: تصعيد إلى ذلك، بقيت الصورة في اسرائيل متأرجحة حيال هذا الملف، بين التصعيد وتصويره وكأنّه بات مترنحاً وآيلاً للسقوط، وبين الحديث من جهة ثانية عن انّ رفض الملاحظات اللبنانية لا يعني رفض الاتفاق. ولفت في هذا السياق ما ذكرته صحيفة «إسرائيل اليوم»، بأنّ «السلطات الاسرائيلية تستعد لإجراء اختبار على ضخ الغاز من كاريش قريباً جداً وربما بداية الأسبوع المقبل»، فيما اشارت «القناة 12» الإسرائيلية، أنّ «إحتمالية التصعيد في الشمال الإسرائيلي زادت بسبب الخلافات في المفاوضات مع لبنان بشأن ترسيم الحدود البحرية بينهما»، موضحةً أنّ «المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والعسكرية «الكابينت» قد أوعز لوزير الدفاع بيني غانتس بإدارة الصراع مع لبنان أو «حزب الله» على خلفية الخلافات الأخيرة بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي بشأن ترسيم الحدود». ولفتت القناة، إلى أنّ «السلطات الإسرائيلية أبلغت الوسيط الأميركي الخاص بمفاوضات ترسيم الحدود مع لبنان، آموس هوكشتاين، بأنّها لن تقدّم أي تنازلات أخرى حيال تلك المفاوضات، وأنّ الجيش الإسرائيلي يستعد لأي تصعيد مع «حزب الله» اللبناني». وذكرت القناة انّ وزراء إسرائيل تلقّوا خلال اجتماعهم في مجلس «الكابينت» الخميس، تفصيلًا عن آخر تفاصيل المفاوضات الجارية مع لبنان عبر الوسيط هوكشتاين، وفور إطلاعهم على تلك التفاصيل، فوّضوا بيني غانتس بإدارة الصراع مع «حزب الله»، حتى من دون الرجوع لهم. وكانت وزيرة الداخلية الاسرائيلية أيليت شاكيد، قد قالت إنّ تل أبيب لن تستسلم لأي تهديد من «حزب الله» بشأن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، وأكّدت أنّه يجب على بلادها استغلال الغاز من حقل كاريش للغاز، وأن يبقى تحت السيطرة الإسرائيلية. بدوره، وفي موقف فسّره الاعلام الاسرائيلي على انّه خارج سياق التصعيد، اشار مدير عام وزارة الطاقة الإسرائيلية، إلى أنّ «تقديرات وزارة الطاقة وشركة «توتال» الفرنسية، هي أنّ إجمالي الربح المحتمل من خزان الغاز الواقع في منطقة الخلاف مع لبنان يقدّر بحوالى 3 مليارات دولار، والمفترض أن تحصل تل أبيب على نسبة 17% فقط»، بحسب ما نقل موقع «والا» الاسرائيلي عن اربعة مسؤولين اسرائيليين حضروا الاجتماع السياسي. وأوضح الموقع الاسرائيلي، أنّ أرباح هذا الموقع أو خزان الغاز الطبيعي في البحر المتوسط ستُقسّم أرباحه بين شركة «توتال» الفرنسية ولبنان وإسرائيل، وأنّه سبق وقدّرت أرباحه بما يزيد عن 20 مليار دولار في السابق.

الحزب إلى ذلك، وفي ردّ لـ»حزب الله» على إعلان اسرائيل رفض الملاحظات اللبنانية والتهديد بالاستخراج من «كاريش» وإن أدّى إلى حرب، وإعلان الاستنفار على الحدود الشمالية، قال عضو شورى «حزب الله» الشيخ محمد يزبك: «ردّنا واضح، لا استخراج قبل تحقيق مطالب لبنان، لا نريد حرباً، ولكن إذا فُرضت فإننا أهلها».

 

*****************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

المشهد المتبدِّل: أولوية الرئيس وهويته في حقيبة كولونا الجمعة

«المركزي» يفرض رقابة مسبقة على فواتير النفط.. ومخاوف من تقدم غاز كاريش على اتفاق الترسيم

 

ثمة من همس بآذان الفريق العوني، في بعبدا وخارجها أن الجهود يجب ان تتركز الآن، لا على تأليف حكومة جديدة، أياً كانت مواصفاتها، بل على ضرورة ملء الشغور المفترض برئيس جديد للجمهورية تتشكل معه حكومة العهد الأولى، ويمكن حينها استخدام القوة النيابية، وحتى الشارع، لفرض ما يلزم من تمثيل أو برامج، بعد هذين الاستحقاقين.

وبدءاً من الاسبوع المقبل، سيكون لبنان محط زيارات دبلوماسية أوروبية ودولية وعربية، في إطار السعي لايجاد مقاربات تسمح بتقريب وجهات نظر الكتل النيابية، باتجاه رئيس ينسجم مع البرنامج الذي وضعه صندوق النقد الدولي لإخراج لبنان من دائرة التضخم غير القابل للسيطرة عليه، وبالتالي التهام ما تبقى من قدرة شرائية لدى المكلف اللبناني فضلاً عن الاحتفاظ بالحد الأدنى من احتياط المصرف المركزي لمواجهة الصعوبات المتوقعة خلال العام المقبل.

وفي هذا الاطار تصل الاسبوع المقبل (يوم الجمعة 14 ت1 على الأرجح) وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى بيروت للقاء كبار المسؤولين ووزير الخارجية، وفي اولوية مباحثاتها الانتخابات الرئاسية، مع اقتراب موعد انتهاء ولاية الرئيس عون في 31 (ت1) 2022.

وكشفت مصادر ديبلوماسية عن سلسلة اجتماعات عقدت قي باريس خلال الأيام الماضية، حضرها مسؤولون بالخارجية الفرنسية وديبلوماسي عربي بارز، تناولت الوضع في لبنان، والانتخابات الرئاسية، وكيفية مساعدته لحل الازمة المالية والاقتصادية التي يواجهها وقالت: ان المجتمعين خلصوا في اجتماعاتهم التي استمرت ثلاثة أيام، الى تسريع الخطى لانتخاب رئيس جديد للجمهورية يحظى بالتفاف اللبنانيين من حوله، ولا ينحاز لفريق من دون الآخر، او يوالي دولة خارجية على حساب المصلحة اللبنانية، ويحافظ على المصلحة اللبنانية العليا، ويتمتع بعلاقات جيدة مع اشقائه العرب وأصدقائه بالخارج. وشددت المصادر على ان انتخاب رئيس جديد للجمهورية بهذه المواصفات، وتشكيل حكومة جديدة تعبرّ عن تطلعات اللبنانيين وامانيهم، يشكل المدخل الضروري لبداية انقاذ لبنان من ازمتة ،والحصول على مساعدة الدول العربية والصديقة والصناديق الدولية، في حين ان توجه بعض الاطراف لانتخاب رئيس صدامي، يعبر عن توجهات فريق دون الآخر، ويجنح بلبنان للاصطفاف الى سياسية المحاور والصراعات بالمنطقة، ومعاداة الدول العربية، لن يكون موضع ترحيب وتعاون من الدول المذكورة، ما سيؤدي حتما إلى ابقاء لبنان غارقا بازمته المعقدة، ومعزولا عن اشقائه وأصدقائه بالعالم .

المسعى السعودي مستمر

وفي التحرك السياسي ايضاً، استقبل الرئيس تمام سلام امس في منزله في المصيطبة، سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري، وجرى عرض للاوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة، وتم «تأكيد حرص المملكة على انجاز الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها بما يؤدي إلى استقرار لبنان ووحدة شعبه».

ومع تبدل الأولويات في بعبدا، وإيلاء الاهتمام لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، توقع مصدر نيابي ان تتحول بعبدا إلى منصة للمطالبة بانتخاب رئيس ضمن المهلة الدستورية والتحذير من مخاطر الفراغ الرئاسي.

وهذا ما تحدث عنه النائب العوني السابق انطوان بانو لجهة ان الفراغ يؤدي إلى حدوث خلل جسيم في التوازن الوطني.

فالرئيس ميشال عون ابلغ الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زمي، أثناء استقباله قبل ظهر امس في قصر بعبدا، أن الأولوية المطلقة يجب أن تكون راهناً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لأن وجود الرئيس اساسي لتشكيل حكومة جديدة وليس العكس. واعتبر الرئيس عون ان الجهود يجب ان تنصب على انجاز الاستحقاق الرئاسي، لأن بلداً مثل لبنان بخصوصيته وتميزه وتعدديته، لا يمكن ان تتحقق فيه الشراكة الوطنية الكاملة والميثاقية في غياب رئيس الجمهورية، ما يمكن ان يعرضه لأوضاع تؤثر على وحدته وتضامن ابنائه.

وكان الدبلوماسي العربي ملأ الفراغ السياسي الرسمي بجولات على الرئيسين عون ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، داعياً الى التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية وتلافي الفراغ، مبدياً قلقه من عدم التوصل الى توافق على انتخاب الرئيس. ونفى زكي الحديث عن مبادرة عربية في ما خص لبنان، لكنه حسب معلومات «اللواء» فإن السفير زكي حمل مخاوف الجامعة العربية من تدهور الاوضاع اللبنانية اكثر، لا سيما التأخير في انتخاب رئيس للجمهورية، وماذا يمكن ان تقوم به الجامعة العربية للمساهمة في حلحلة العقد. مؤكداً التضامن مع لبنان في كل ما يريده لكنه دعا الكتل النيابية التي التقاها امس الاول الى بذل مزيد من الجهد من اجل تلافي العقد وانتخاب رئيس للجمهورية.

وتوقفت المصادر المتابعة عند تركيز الرئيس عون على موضوع انتخاب الرئيس كأولوية أكثر مما على موضوع تشكيل الحكومة، وهو تطور مهم قد يضع تشكيل الحكومة على الرف مؤقتاً، حيث اعتبر عون ان البلد بلا رئيس للجمهورية لا يمكن ان يقوم، بخاصة في بلد مثل لبنان بتعدديته وخصوصياته المعروفة إذ لا يمكن ان يغيب الفريق المسيحي عن السلطة في حال حصول فراغ رئاسي.

وعلمت «اللواء» انه خلافاً لما تردّد عن مقاطعة نواب «تكتل لبنان القوي» لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية يوم الخميس المقبل لمصادفته ذكرى خروج العماد ميشال عون من قصر بعبدا بالقوة العسكرية في 13 تشرين، نظراً لرمزية التاريخ بالنسبة لعون شخصيا وللتيار وجمهوره. قالت مصادر التكتل: ان لا قرار رسمياً بعد والموضوع قيد الدرس ولا زال امامنا مزيد من الوقت، لكن بالتأكيد سيكون هناك موقف. ورجحت بعض المعلومات ان يقاطع التيار جلسة الانتخاب. وفي الاطار، تمنى النائب آلان عون تأجيل الجلسو إذا كان هناك امكانية لمراعاة مشاعر كتلة اساسية بالمجلس وجمهور كبير تابع لها، داعياً إلى جلسة اخرى يشارك فيها الجميع من دون اي اعتبارات، معتبراً ان الورقة البيضاء لا تزال خيار التكتل الوطني الحر.

ايام صعبة

ومع اعادة تموضع الاولويات، وتراجع فرص تأليف الحكومة، إلا إذا حدثت المعجزة، دخل التجاذب في اسرائيل وارتجاجاته المرتقبة على المسار التفاوضي بمجمله بين بيروت وتل ابيب اياما صعبة، من زاوية احتمال التصعيد العسكري الاسرائيلي قبل العودة إلى التفاوض غير المباشر حول ملف الترسيم.

وفي الاطار، دخلت جهات دولية على خط التهدئة قبل اي تصعيد محتمل على الجبهة الجنوبية، وأجرت في اليومين الاخيرين اتصالات على اعلى المستويات في لبنان في محاولة للتوسط مع حزب الله لمنع تدحرج الامور صوب حرب مفتوحة، والمطلب الأهم كان بعدم تعرض الحزب للمنصات العائمة قرب حقول النفط في كاريش وعلى طول الساحل الفلسطيني المحتل.

فقد بقي موضوع ترسيم الحدود البحرية مدار تسريبات متناقضة وغامضة في الكيان الاسرائيلي مقابل موقف رسمي لبنان واحد وهو انتظار الخطوة التالية للوسيط الاميركي آموس هوكشتاين وسط كلام لمصادر اميركية مجهولة تتمنى تراجع لبنان عن مطالبه وشروطه وملاحظاته على مسدوة اقتراح هوكشتاين، الذي من المفترض ان يكون قد سلّم نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب الملاحظات الاسرائيلية الخطية على اقتراحه، ما يوجي بأن التفاوض مستمر حول المسائل التقنية.

وعلمت «اللواء» ان بو صعب على تواصل دائم مع الوسيط الاميركي لمناقشة الوضع، حيث تبين ان الكيان الاسرائيلي متحفظ على نقطتين فقط من مسودة الاتفاق، هماعلى الارجح التمسك بخط العوامات الذي وضعته اسرائيل لأسباب امنية حسب ما تدعي، وموضوع اتفاقها مع شركة توتال على نصيبها من الارباح من حقل قانا او الحقول الاخرى المختلف عليها.

 


وفي الكيان الاسرائيلي استمر دفق التسريبات غير الرسمية، حيث ذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة، «أن المفاوضات بشأن الترسيم لا تزال متواصلة بين الطرفين عبر الوسيط الأميركي في محاولة للتوصل إلى اتفاق بين الطرفين. وقالت الإذاعة: إن إدارة الرئيس بايدن تمارس ضغوطاً على لبنان للتراجع عن جزء من مطالبه الأخيرة، مضيفة أن الوسيط الأميركي على اتصال مع الطرفين الإسرائيلي واللبناني، فيما وصف مسؤول إسرائيلي الوضع بأنه بمثابة «محاولة لمدّ المباحثات بالتنفس الاصطناعي». ونقل موقع «واللا» الإسرائيلي عن مسؤول سياسي كبير في تل أبيب قوله: أن الملاحظات اللبنانية على مسودة الاتفاق تضمنت «تغييرات جوهرية وجديدة»، موضحا ان اسرائيل ليست مستعدة لقبولها.

كما نقل الموقع عن عضو بارز في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض قوله: إنّ المحادثات بين اسرائيل ولبنان على الحدود البحرية وصلت إلى نقطة حرجة لكن الإدارة الأميركية تعتقد أنه لا يزال من الممكن التوصل إلى اتفاق.الفجوات ضاقت وهناك التزام بالتوصل إلى اتفاق، ونعتقد أنه يمكن التوصل إلى التسوية المطلوبة.

ووفقاً للتقارير الإسرائيلية، فإنّ المشكلة ترتبطُ بـ«خط العوامات» الذي تعتبره اسرائيل مهماً جداً للغاية بالنسبة لها لأسباب أمنية.

وقال ليئور شيلات مدير عام وزارة الطاقة الإسرائيلية، امس الجمعة لموقع «واللا»، إن أرباح الغاز الطبيعي من الخزان الواقع في منطقة الخلاف مع لبنان تقدر بحوالي 3 مليارات دولار، أنه من المفترض أن تحصل تل أبيب على نسبة 17% فقط. وأوضح الموقع أن أرباح هذا الموقع أو خزان الغاز الطبيعي في البحر المتوسط ستقسم بين شركة «توتال» الفرنسية ولبنان وإسرائيل، وأنه سبق وقدرت أرباحه بما يزيد عن 20 مليار دولار في السابق بحسب ما نشرت في وسائل الإعلام. وفي السياق، أفادت صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية، بأن «المنظومتَين السياسية والأمنية تستعدان لإجراء فحوصات في حقل الغاز خلال الأيام القريبة، وعلى الأرجح أن تبدأ ذلك يوم الأحد مع مطلع الأسبوع المقبل». وأشارت إلى أن «التشغيل سيكون تجريبياً؛ حيث سيجرَّب تدفق الغاز من جهة الساحل (شمالاً) باتجاه المنصّة المتنقلة على بعد مئة كيلومتر. وبعد ذلك ستبدأ في السحب ودفق الغاز من الحقل إلى الشاطئ».

لكن الخارجية الاميركية اشارت في بيان لها إلى ان واشنطن ستواصل العمل مع لبنان واسرائيل لحل الخلافات القائمة، ونعتقد ان اتفاقاً بين الطرفين بشأن ترسيم الحدود البحرية لا يزال ممكناً.

تعاميم المركزي

مصرفياً، اصدر البنك المركزي سلسلة من تعاميم تتعلق بالفواتير المخصصة لاستيراد القمح والادوية والحليب والمستلزمات الطبية والنفط.

فقد اصدر مصرف لبنان تعميماً في شأن استيراد المحروقات طلب فيه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من المصارف استثنائياً اخذ موافقة من مصرف لبنان مسبقا على فتح الاعتمادات او دفع الفواتير المخصصة لاستيراد المشتقات النفطية (بنزين، مازوت، غاز) على ان يتم لاحقاً تزويد مديرية القطع والعمليات الخارجية لدى مصرف لبنان بالفاتورة النهائية ووثيقة الشحن ومحضر التفريغ. وأصدر تعميماً حول استيراد الادوية والمستلزمات الطبية.

وعلى صعيد اضراب المصارف، التي اقفلت امس إلى «اجل غير مسمى» حسب مصدر مصرفي مكتفية بخدمة الصراف الالي. وكشف المصدر المصرفي في السياق، عن اجتماع ستعقده جمعية المصارف الاسبوع المقبل عقب العطلة الرسمية في مناسبة عيد المولد النبوي والتي تصادف يوم الاثنين 10 الجاري، على ان تبحث في خلاله ما اذا كانت ستمضي في قرار الاقفال ام ستعدل عنه، وذلك في ضوء المستجدات والحيثيات التي ستتوفر لها.

119 إصابة

صحياً، سجلت وزارة الصحة 119 اصابة جديدة بفايروس كورونا ةحالة وفاة واحدة، ليرتفع عدد الاصابات إلى 1216638 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

 

*******************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

لبنان مُهدّد بفراغين… رئاسي وحكومي؟ ميقاتي يشكو باسيل لبكركي

 كبار المفاوضين: الترسيم البحري الى الحل… والباقي كلام إعلامي مُبالغ

فيتو باسيل على فرنجية يدفع المسار الانتخابي نحو رئيس «توافقي» – نور نعمة

 

في وقت يكثر الكلام عن توتر في المفاوضات غير المباشرة في الترسيم الحدودي البحري بين لبنان والعدو الاسرائيلي وبين عراضات كلامية «اسرائيلية» اصدرها وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غانتس ان الدولة العبرية متأهبة لاي تصعيد امني يحصل على الحدود، كشفت مصادر من 14 اذار على لسان احد كبار المسؤولين المعنيين بمفاوضات الترسيم والذين يلتقون اموس هوكشتاين ان الاميركيين يرون ان الامور تسير نحو الحل رغم ان رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو سيحاول كل ما بوسعه المزايدة لكسب اصوات في الانتخابات النيابية عبر احباط اتفاق الترسيم البحري مع لبنان.

 

وفي النطاق ذاته، قالت اوساط سياسية مقربة من عين التينة للديار ان ما يثار في الاعلام مبالغ به بشكل مفرط، ذلك ان حتى استخدام عبارة ان «اسرائيل» رفضت الملاحظات اللبنانية امر بعيد كل البعد عن الحقيقة وكلام غير دقيق بتاتا. واضافت ان الامور في الترسيم البحري لا تزال مسهلة وايجابية وما يحصل خلف الكواليس لا ينذر بتوقف المفاوضات او عودتها الى نقطة الصفر كما يروج كثيرون حاليا فضلا ان لا حرب في الافق. واشارت هذه الاوساط الى ان كلام غانتس يندرج في خانة السياسة الاسرائيلية الداخلية وبالتالي لبنان غير معني بذلك.

ماذا ستكون نتيجة الجلسة الرئاسية في 13 تشرين؟

 

معظم الافرقاء السياسيين يعلمون ان الجلسة الرئاسية التي اذا عقدت في 13 تشرين الاول، اي هذا الشهر الحالي لن تحسم الفراغ الرئاسي بما ان لا فريق تمكن من حشد الاكثرية لمرشحه.

 

الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر ليس لديهما مرشح رئاسي حتى اللحظة نتيجة رفض النائب جبران باسيل تأييد رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. وعليه، لا يريد حزب الله احداث خلاف كبير مع الوطني الحر، فضلا عن انه حريص على الغطاء المسيحي، ما يدل على توجه مسار انتخابات رئاسة الجمهورية الى مرشح توافقي يقبله باسيل وبقية الكتل النيابية.

 

في المقابل، المعارضة المتنوعة لا تزال ماضية بترشيح ميشال معوض حيث تحاول القوات والكتائب الحصول على تأييد النواب السنة الاحد عشر، وبالتالي يزداد نسبة النواب المؤيدين لمعوض فضلا عن محاولتهما استمالة التغييريين الى صفهما. حتى اللحظة النائبان مارك ضو ووضاح صادق هما الوحيدان اللذان كشفا عن تأييدهما لمعوض في حين ان باقي التغييريين لم يعلنوا عن توجهاتهم السياسية بعد.

فراغ حكومي ايضا؟

 

على خط مواز، توقفت الاتصالات الحكومية بعد ان اعلن النائب جبران باسيل عن تغيير جوهري في الحكومة، الامر الذي رفضه الرئيس نجيب ميقاتي. واشتكى ميقاتي عند زيارته بكركي للبطريرك الماروني عن طمع باسيل ومطالبه التي لا تنتهي حيث كشف له انه كلما قبل بطرح قدمه باسيل اتاه الاخير بمطالب وشروط اضافية. وشدد ميقاتي ان لا نية له لاخذ صلاحيات رئيس الجمهورية بل يسعى لتعويم الحكومة الموجودة من اجل البلد.

 

وامام هذا الانسداد، قالت اوساط مطلعة ان الامور تحتاج الى «دفشة « من حزب الله لتعود الاتصالات وربما تشكل حكومة واذا لم يحصل ذلك فالفراغ الحكومي حتمي.

 

سلامة يوجه صفعة ثلاثية الابعاد لتجار المحروقات والصيدليات والافران

 

على الصعيد الاقتصادي، وجه حاكم مصرف لبنان صفعة ثلاثية الابعاد لتجار المحروقات والصيدليات والافران طالبا من المصارف استثنائيا اخذ موافقة مصرف لبنان مسبقا عند فتح الاعتمادات او دفع الفواتير المخصصة لاستيراد المشتقات النفطية، على ان يتم لاحقا تزويد مديرية القطع والعمليات الخارجية لدى مصرف لبنان بالفاتورة النهائية ووثيقة الشحن ومحضر التفريغ.

 

بكركي: لاحترام الموقع الاول في الحكم في البلاد… ودار الفتوى: هل بدأ عهد اللادولة

 

في غضون ذلك، اكدت اوساط مقربة من بكركي انها تريد انتخابات رئاسية ضمن المهل الدستورية مشددة حرصها على احترام الموقع الاول في السلطة اللبنانية . واضافت ان بابها مفتوح للجميع للنقاش والحوار، انما ذلك لا يعني انها تقبل انتقاص اي حق من حقوق الرئاسة الاولى ومن موقع المسيحيين والموارنة.

 

من جانبها، اعربت دار الفتوى عن امتعاضها لذهاب الامور نحو فراغين: فراغ في رئاسة الجمهورية وفي الحكومة معتبرة ان ذلك يعني بدء عهد اللادولة.

 

ووفقا لمصادر مطلعة تتكلم المرجعيات الروحية في لبنان من منطلق حرصها على الواقع السياسي اللبناني واستقراره بالحد الادنى لانها تدرك ان لبنان في حال دخل بفراغ رئاسي سينتج المزيد من عدم الاستقرار والسخونة السياسية، حيث ان هذه المرة يختلف الفراغ عن كل الفراغات السابقة في ظل واقع مالي مأزوم ومأسوي وفي ظل انسداد افق وطني وانقسام سياسي كبير حول خيارات وطنية.

 

وما حذر منه سماحة المفتي دقيق لانه قد يكون لبنان دخل مرحلة اللادولة اي غياب رئيس للجمهورية وحكومة تصريف اعمال ووضع سياسي قاتم وهذه الامور تنذر بخطورة ما بعدها خطورة.

 

ويضاف الى ذلك، تحذيرات دولية، بيد ان اللبناني يشاهد بام العين حركة ديبلوماسية عربية مصرية فرنسية اميركية تصب في تسهيل اجراء انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية، ولكن يبدو ان هذا الامر لا يزال متعذرا. والحركة التي يقوم بها حسام زكي والسفراء الدوليون ايضا تتناول الاستحقاق الرئاسي، انما حتى الان الحركة الديبلوماسية والمرجعيات الروحية تندرج فقط في خانة التحذير والتنبيه.

النائب بلال عبدالله: نعمل لفتح كوة في الجدار الرئاسي

 

بدوره، قال النائب بلال عبد الله الذي ينتمي الى اللقاء الديموقراطي اللبناني ان الاولوية اليوم هي لانتخاب رئيس للجمهورية، مشيرا الى ان الضغط الذي حصل تجاه تشكيل حكومة نتج من استعصاء حيازة اي فريق ثلثي المجلس. وعليه، كشف عبدالله ان الحزب التقدمي الاشتراكي عندما حاور حزب الله سعى لفتح كوة في الجدار الرئاسي وسيستكمل الحوار واللقاءات مع باقي الافرقاء السياسيين للوصول الى مساحة مشتركة بين الاطراف.

 

وعن صرخة بكركي ودار الفتوى، رأى النائب بلال عبدالله ان كلاهما ينبعان من حرصهما على البلد وفي الوقت ذاته لحث القوى السياسية على انجاز الاستحقاق الرئاسي، خاصة ان بكركي ودار الفتوى تدركان جيدا حجم المأساة الاجتماعية ونسبة الانهيار في البلد.

 

وردا على سؤال اذا كان اللقاء الديمقراطي اللبناني سيجدد الاقتراع للمرشح ميشال معوض في الجلسة 13 من هذا الشهر اذا عقدت، قال عبدالله ان اللقاء الديموقراطي سيجتمع قبيل الجلسة مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لاخذ القرار في هذا المجال.

مصادر وزارية: التغييريون الى فريقين

 

توقعت مصادر وزارية للديار ان التغييريين سينقسمون الى فريقين حيث ان النائبتين سينتيا زرازير وحليمة قعقور وبعضا منهم يعتمدون مقاربة مختلفة عن التغييريين على غرار مارك ضو ونجاة عون ووضاح صادق، ولذلك ستبرز الايام المقبلة انقساما فيما بينهم.

 

الى ذلك، ترشح عضو المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الجنرال فؤاد المولى في بادرة نادرة في مسار الترشيحات لهذا المنصب.

 

 

******************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

صراعات داخل إسرائيل .. وواشنطن تتفرّج   

 

انتظاران يترقبهما اللبنانيون في الساعات المقبلة يتصلان بملف ترسيم الحدود والوضع الامني على الجبهة الجنوبية في ضوء التصعيد الاسرائيلي الكلامي من مستلزمات الانتخابات وعدة عمل مواجهة بنيامين نتانياهو. اولهما تسليم الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين لبنان ملاحظات تل ابيب على اقتراحه، بعدما سرب مسؤولوها الامنيون واعلامها رفض التعديلات المقترحة لبنانيا، وثانيهما موقف حزب الله المفترض ان يحدده امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في اطلالة لمناسبة عيد المولد النبوي الشريف ، ارجأها حتى الثلاثاء المقبل على الارجح ليبني رده في ضوء جواب تل ابيب.

 

ومع ان جبهة معتبري التصعيد والتهديد الاسرائيليين لا يتعديان مقتضيات نزاع انتخابي داخلي مزمع اجراؤه مطلع الشهر المقبل، تتفوق على من يأخذها على محمل الجدّ، في ظل ضغط اميركي متعاظم للتهدئة وتوقيع الاتفاق، الا ان الخشية من تقاطع مصالح اسرائيل مع حزب الله في تصعيد عسكري محدود في الزمان والمكان تبقى قائمة في ظل حاجة الطرفين الى “تنفيسة” تعوّم يائير لابيد في مواجهة نتانياهو وتعيد وهج المقاومة شبه المفقود في بيئة حزب الله.

 

لبنان ينتظر

 

غداة انهيار التفاؤل بقرب التوصل الى اتفاق لترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل، بفعل رفض الاخيرة الملاحظات اللبنانية على اقتراح هوكشتاين، بقيت هذه القضية في صدارة الاهتمامات. فأشار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى ان لبنان ينتظر نتيجة الاتصالات التي يجريها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين مع الإسرائيليين لتحديد مسار المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود الجنوبية.

 

الرد اليوم

 

ليس بعيدا، افيد ان هوكشتاين سلم نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب امس الملاحظات الاسرائيلية الخطية على اقتراحه أي أن التفاوض مستمر وقد انتقل من مرحلة المفاوضات السياسية الى مرحلة درس المفردات القانونية والتقنية في أجواء هادئة بعيدة من التشنج.

 

ارباح الحقل

 

على الضفة الاخرى، اعلن مدير عام وزارة الطاقة الإسرائيلية ليئور شيلات، امس أن أرباح الغاز الطبيعي من الخزان الواقع في منطقة الخلاف مع لبنان تقدر بحوالي 3 مليارات دولار. ونقل الموقع الإلكتروني العبري “واللا”، صباح امس، عن المسؤول الإسرائيلي أن المبلغ المتوقع الحصول عليه من خزان الغاز الطبيعي في منطقة الخلاف بين لبنان و”إسرائيل” تقدر بثلاثة مليارات دولار، والمفترض أن تحصل تل أبيب على نسبة 17% فقط. وأوضح الموقع العبري أن أرباح هذا الموقع أو خزان الغاز الطبيعي في البحر المتوسط ستقسم أرباحه بين شركة “توتال” الفرنسية ولبنان و”إسرائيل”، وأنه سبق وقدرت أرباحه بما يزيد عن 20 مليار دولار في السابق.

 

تفعيل كاريش

 

في الموازاة، أفادت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية،  بأن “المنظومتَين السياسية والأمنية تستعدان لإجراء فحوصات في حقل الغاز خلال الأيام القريبة، وعلى الأرجح أن تبدأ ذلك يوم الأحد مع مطلع الأسبوع المقبل”. وأشارت إلى أن “التشغيل سيكون تجريبياً؛ حيث سيجرَّب تدفق الغاز من جهة الساحل (شمالاً) باتجاه المنصّة المتنقلة على بعد مئة كيلومتر. وبعد ذلك ستبدأ في السحب ودفق الغاز من الحقل إلى الشاطئ”.

 

لا استخراج وإلا

 

اما حزب الله، فتطرق على لسان الوكيل الشرعي العام للسيد علي الخامنئي في لبنان، عضو شورى “حزب الله” الشيخ محمد يزبك، إلى إعلان اسرائيل رفض الملاحظات اللبنانية والتهديد بالاستخراج من كاريش وإن أدى إلى حرب، واعلان الاستنفار على الحدود الشمالية، فقال “ردنا واضح لا استخراج قبل تحقيق مطالب لبنان، لا نريد حرباً، ولكن إذا فرضت فإننا أهلها”.

 

الجامعة قلقة

 

سياسيا، جولة لافتة للأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي على المسؤولين والقوى السياسية، حضر فيها الملفان الرئاسي والحكومي. وقال الديبلوماسي “نحن نستشعر ان الاقتراب من الاستحقاق الرئاسي من دون بوادر الوصول الى ما يشبه التوافق حول من سيصل الى سدة الرئاسة اللبنانية، هو امر يبعث على قدر من القلق لان لبنان في هذه الفترة وهذه الظروف لا يحتاج الى فراغ رئاسي، وهذا امر مهم. الجامعة العربية التي تواكب لبنان كعادتها في كل محطاته واستحقاقاته الرئيسية، تسعى ايضاً لتسهيل حصول هذا الاستحقاق بسلام، وتأمل ان يمر بشكل سلس، وهذا الامر يتطلب الكثير من التواصل والتفاهمات بين المعنيين للوصول الى تفاهم مشترك مطلوب يؤدي الى الوصول الى اتفاق، وهذا الموضوع يستمر في كسب رعاية واهتمام امين عام جامعة الدول العربية. من هنا فالزيارة لن تكون الأخيرة لوفد الجامعة في هذا السياق، وسنستمر في التواصل بناءً على طلبات من الكتل السياسية، وفي تقديم الدعم لان هدفنا هو مصلحة الدولة والشعب اللبناني وكل ما يمكن تسهيل الوصول الى تفاهم”.

 

الاولوية للانتخاب

 

وفي بعبدا، ابلغ رئيس الجمهورية زكي، الذي زار ايضا السراي والخارجية ومعراب، ان الأولوية المطلقة يجب ان تكون راهناً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لان وجود الرئيس أساسي لتشكيل حكومة جديدة وليس العكس. واعتبر الرئيس عون ان الجهود يجب ان تنصب على انجاز الاستحقاق الرئاسي، لان بلداً مثل لبنان بخصوصيته وتميّزه وتعدديته، لا يمكن ان تتحقق فيه الشراكة الوطنية الكاملة والميثاقية في غياب رئيس الجمهورية، ما يمكن ان يعرّضه لاوضاع تؤثر على وحدته وتضامن أبنائه.

 

المملكة والانتخابات: على الخط الديبلوماسي – الرئاسي ايضا، استقبل الرئيس تمام سلام امس في منزله في المصيطبة، سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري، وجرى عرض للاوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة. وتم “تأكيد حرص المملكة على انجاز الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها بما يؤدي الى استقرار لبنان ووحدة شعبه”.

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram