اعتبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أنه “لا نستطيع القيام بشيء تجاه حزب الله وإيران ويجب انتظار اللحظة المناسبة لوضع سلاح الحزب تحت إمرة الدولة اللبنانية”.
وقال لـ LBCI، إن “موقع أمين عام حزب الله حسن نصرالله يتصرف بلعبة الأمم ويمكننا أن نفصل وضعنا كلبنان ويجب عليه أن يترك لنا الوضع الداخلي بتنفيذ الإصلاحات وفينا نفصل حالنا عن حزب الله””، مضيفًا “متى لم يكن لبنان جزءً من المحور الإقليمي؟ ونقول لحسن نصرالله تستطيع إرسال المسيرات والصواريخ ولكن يجب التفكير بردة الفعل الإسرائيلية”.
وتساءل جنبلاط “السفراء المعنيين بالوضع اللبناني مثل السفيرة الأميركية والفرنسية هل يطرحون قضية السلاح؟ هذا الأمر لم يحصل أبدًا وهم يدعون بالإصلاحات”، لافتًا إلى أن “لبنان يستطيع أن يحفظ رأسه وهناك أمور يمكن القيام بها وأمور أخرى لا يمكن القيام بها، ويمكن القيام بالإصلاحات من دون سيادة ويجب في المرحلة الحالية ضبط التهريب على الحدود”. وتابع “مجلس النواب مرر أخيرا تعديل قانون السرية المصرفية مع بضع تعديلات وما نريده الإصلاحات وفق شروط صندوق النقد الدولي”.
وأضاف جنبلاط “في عهد الشهيد رفيق الحريري كانت النظرة الاقتصادية مرتكزة على المصارف والسياحة ولكنه كان يطلب المساعدة من الخارج دائمًا والإصلاحات لم تطبق للأسف”. وأردف “أعتقد أن كلام نصرالله عن تهديد الحقول النفطية لم ينسف المفاوضات بل هو رسالة إيرانية، وإيران تقول إنه لا يمكن لإسرائيل استخراج النفط من دون موافقتها”.
ولفت جنبلاط إلى أن “بالأساس حزب الله هو خارج المنظومة الاقتصادية والسياسية للدولة اللبنانية، هل تكلم نصرالله عن السرية المصرفية؟ طبعا لا، فهل لديه أموال في المصارف؟ كلا، فأمواله في القرض الحسن، وبالتالي لدينا هامش حريّة كبيرة للتصرف بها”.
وأكد ألا ”أحد يستطيع منع الحرب، فإذا وقعت، علينا تقبلها، ولكن ما نستطيع فعله هو لفت نظر نصرالله للتداعيات السلبية للحرب علينا والطلب منه تجنيبنا هذه الحرب”.
وعن كلام نصرالله حول الترسيم، قال جنبلاط “في الأمس القريب طالب رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي بالخط 23، فهل سيغيرون رأيهم مرة أخرى؟ “هذه مزحة”. وحول ربط الاتفاق النووي باتفاق ترسيم الحدود، اعتبر أن “هذا الأمر لديه شروط، وأنا أطالب بشركة وطنية للنفط وصندوق سيادي للنفط على غرار الكويت وإذا لم تنفذ هذه الأمور الأفضل ترك “الغاز والنفط تحت الأرض”.
وبملف اللاجئين السوريين، أشار جنبلاط إلى أن “البعض لا يستطيع العودة، ووجودهم في لبنان غير مرتبط بالأزمات التي نعاني منها، فالأجدى منع التهريب إلى سوريا، ولا علاقة بتوطين الفلسطينيين بموضوع ترسيم الحدود البحرية”.
واعتبر أن “بعض الاسماء التي قدمها ميقاتي كانت جيدة، وطبعا باسيل تدخّل في عرقلة التشكيل، ونحن دخلنا مرحلة “النفق الأسود”، ولدينا مهلة محددة قبل الدخول بمرحلة الرئاسة وربما الفراغ، ويمكننا حتى تلك الفترة إنجاز أكبر عدد ممكن من شروط صندوق النقد الدولي والبدء بمرحلة الخروج من الانهيار، ولا أعتقد أن عون سيبقى في بعبدا، إذ يجب عليه احترام الدستور”.
ولفت إلى أن “المرحلة ليست مناسبة لتغيير النظام، وسوء ممارستنا هو سبب فشل النظام، وإحدى مظاهره مشاكل الكهرباء المتمثل بعدم احترام دائرة المناقصات، وهل التوزيع الطائفي في الدستور سبب المشكلة؟ وليتركوا جان العلية يقوم بعمله”.
وأشار إلى أن ”لا أحد سيساعدنا إذا لم نساعد نحن أنفسنا، والثورة نجحت والآن عندما أصبحت في الداخل عليها وضع برنامج واضح”.
وقال جنبلاط “نحن مع تقوية الجيش اللبناني بانتظار إشارة دولية لدمج سلاح حزب الله مع الدولة اللبنانية”. وتابع “كفى هاجسًا بالصواريخ فهي موجودة للحرب وليس لـ “الأكل”، من هنا يجب القيام بواجباتنا وتحسين القدرة الشرائية للبنانيين والحد من نزيف احتياطي المصرف المركزي، ومجلس النواب بدأ الآن بهذه الخطوات”.
وأضاف “يريدون توريطنا مع إيران وروسيا وغيرها، يكفينا ما يحصل في لبنان! وأكرر: فلنبدأ بالإصلاح!” وعن تخلي العرب عن لبنان، قال “تخلّت أو لم تتخلى، قمة الرئيس الأميركي جو بايدن في السعودية طالبت بالإصلاحات وبالتالي يجب القيام بها”. وشدد على أننا “نرفض تطبيق القرار 1559 بالقوة، والمشكلة لا تتعلق فقط بالحزب بل هناك مواجهة في الداخل”.
وأردف “حاولت السعي الى القيام بجبهة مع المجموعة الجديدة ولكننا لم ننجح وفشلت، وعلى المعارضة الجديدة الاعتراف بنا والمشكلة موجودة بين الجميع”.
وعن انتخاب بري، قال جنبلاط “الطائفة الشيعية بأكملها تبنّت ترشيحه فهل نريد عزلتها؟ كما جاء قرار انتخابه بسبب حلف “تاريخي” بيننا”.
وحول ملف توقيف المطران موسى الحاج، قال “لا أريد الدخول في صراع مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، واعتقد أن توقيت توقيفه خاطئ، وأرى أنه يمكننا حلّ هذه المشكلة بإنشاء صندوق في بكركي لدعم العائلات اللبنانية وأنا مستعد لدعمه، وعلمت أنّ بعض الأموال التي ضبطت آتية للدروز أيضا ولكننا لسنا بحاجة لأموال الدروز الموجودين في اسرائيل”.
وأكد أن “المطالبة بإقالة القاضي فادي عقيقي يعطي ذريعة لحزب الله للمطالبة بإقالة طارق بيطار، وشدد جنبلاط على أننا “في مرحلة دقيقة تؤثر على الليرة اللبنانية، وأنا أرفض ممارسات القاضية غادة
عون”، مضيفاً “لا أريد الدخول في سجال مع باسيل، فالأجدى به ترك جان علية القيام بعمله في إدارة المناقصات”.
وعن ملف الرئاسة، قال، إننا “ نريد برنامجًا واضحا في كافة الملفات وعدم الاكتفاء بجولات على السفارات الأجنبية وإذا لم يتوفر برنامجًا واضحًا لأحد المرشحين “لن ننتخب أحدًا”، وأقدر عائلة فرنجية، وإذا قدم سليمان فرنجية برنامجا متكاملا فقد نقبل به”.
وأكد جنبلاط ألا ”دخل لي بموقف نصرالله من ملف الرئاسة ونريد برنامجًا إصلاحيًا واقتصاديًا واضحًا لنبني على الشيء مقتضاه، وأعتقد انّ قائد الجيش يقوم بعمل جيّد في مهامه وأنا أرفض المزايدات من الخارج فيما يتعلّق بتوريط قائد الجيش”.
وأضاف “حزب الله استقدم الفيول الايراني، ولكن تم استقدام بضع شاحنات فقط، والبنزين أحرق موتورات السيارات”. وتابع “من الضروري معالجة المشكلة الأساسية أي الكهرباء، وأعتقد أن التيار الوطني الحر ما يزال يملك تأثيرًا على الوزارة، والمعالجات الموقتة لا تفيد بل يجب التوصل الى حلّ جذري نهائي”.
واعتبر أن “الاقتصاد الحر “خرّب البلد، وأكبر جريمة النمو في حالة عدم اقترانه بضريبة عادلة على أصحاب الثروات وغيرها من الأمور”. وقال “فلتتفضل حكومة ميقاتي وتقدم خطة التعافي، وبعض وصفات صندوق النقد الدولي نقوم بترجمتها فقط ولكننا يمكننا أن نفرض سياستنا، و”لا خطة واضحة لحكومة ميقاتي”. ورأى جنبلاط أن “الإبقاء على الدولار الجمركي كما هو يشكل خدمة للتجار، ويمكننا تحديد بضائع الكماليات ورفع الدولار الجمركي”.
وأردف “أنا ضد تدمير القطاع العام، من مدارس رسمية والجامعة اللبنانية والمؤسسات الأمنية، فهل هذا هو المطلوب؟ وعندما يخرج بعض الأشخاص التدميريين من القطاع العام يمكن إنقاذه”. وأضاف “كحزب التقدمي الاشتراكي كنا نعلم ما يحدث من مخالفات داخل المنظومة السياسية ولكننا لم نستطع القيام بشيء، وأنا جاهز للمساءلة حول أي ملفّ”. وحول قضية انفجار مرفأ بيروت، قال: “أنا طالبت آنذاك بتجريم الحكومة اللبنانية وسبق أن قلت إنّ
النظام السوري استورد نيترات مرفأ بيروت من خلال عملائه، ونسوا “شو حكيت عن قصد في الذكرى الأولى لانفجار المرفأ”. وأكد أن “الاختلاف بالآراء مع تيمور جنبلاط موجود، وكيف يمكن القيام بالثورات في ظل هذا النظام المغلق””.
وأشار إلى أن “الواقعية السياسية تفرض إبقاء قنوات الاتصال قائمة مع حزب الله، ولقائي مع النائب غسان عطالله كان ضروريًا لإبقاء الجبل بعيدا عن التجاذبات”. وعن احتمال زيارة قصر بعبدا قبيل انتهاء العهد، قال: “إذا في ضرورة للزيارة “ليش لأ””. وحول لقائه النائب مارك ضو، قال “هو يقرر متى سنلتقي، وعندها سنرى إذا قد نتفق أم لا”.
ولفت إلى أن “العلاقة مع القوات اللبنانية جيّدة، ولا مشكلة مع القوات وهناك تواصل كما أن نصائح جورج عدوان كانت بمحلها”، وطلال أرسلان لم يخرج من المعادلة الدرزية، والساحة السنية هي من تنتج الزعامات السنية ولا تواصل مع الرئيس سعد الحريري”. وأضاف، “كفى تضحية كل يوم بالشعب الفلسطيني”.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :