افتتاحية صحيفة البناء:
وزراء الخارجيّة العرب سمعوا وناقشوا كلاماّ لبنانياّ واضحاّ حول ملف النازحين وعودة سورية
المقاومة تُعيد التذكير بأن «بحر عكا» متنازع عليه حتى نهاية التفاوض… وأنها بالمرصاد
ميقاتي يطلب من عون ترشيحات لحقيبتي الطاقة والاقتصاد تحقق التوازن والتعاون
نقلت مصادر دبلوماسية لبنانية واكبت اجتماع وزراء الخارجية العرب التشاوريّ في بيروت، بعض الأجواء التي رافقته، خصوصاً لجهة نجاح لبنان على المستويات الرئاسية والوزارية بإثارة النقاش الهادئ والجدّي لملفي عودة النازحين السوريين، وعودة سورية إلى الجامعة العربيّة، وقالت المصادر إن العرض اللبناني الذي انطلق من اعتبار الوقائع السياسية الحاسمة لجهة استحالة عودة الوضع في سورية إلى الوراء، ونجاح الدولة السوريّة بتجاوز مرحلة الخطر وإثبات حضورها واستعادة أغلب مناطق الجغرافيا السورية، تستدعي بمعزل عن المواقف التي رافقت التعامل مع الأزمة السورية، اعتماد الواقعية السياسية لما يحقق المصلحة العربية بإعادة تفعيل صورة التضامن العربي، أمام وجود ثلاث قوى فاعلة في المنطقة، تمتلك سورية خطوط تماس معها، سلباً أو إيجاباً، وهي إيران وتركيا و»إسرائيل»، ولا يمكن مقاربة العلاقة العربية بها دون سورية، ورد المسؤولون اللبنانيون على الشروط التي يضعها بعض القادة العرب لتحقيق هذه العودة، سواء ما يتصل بتقدم الحل السياسي أو تخفيض مستوى التحالف مع إيران، بالدعوة لاعتبار عودة سورية شرطاً للنجاح بتشجيع سورية على التقدم بقوة على المسار السياسي، أو بتحقيق التوازن في علاقاتها. أما في ملف عودة النازحين فقد انطلق لبنان من اعتبارين، الأول الزمن الذي تجاوز العشر سنوات للنزوح، والثاني الكلفة التراكمية الباهظة التي يتكبّدها لبنان، وعطفا على تحسن الأوضاع الأمنية في أغلب المناطق السورية، يختصر لبنان دعوته بفتح المجال لنقل المساعدات التي يتلقاها النازحون من لبنان الى سورية، وتصير مساعدة عائد بدلاً من مساعدة نازح، ملوّحاً بأنه سيلجأ الى اصدار تقييدات قانونية تتيح فرض العودة بدون التراضي الذي يمكن توفيره لأي خطة عربية دولية منصفة، ورداً على بعض المواقف العربية حول ربط العودة بإعادة الإعمار، رد المسؤولون اللبنانيون بأن المقارنة لا تقوم بين عودة الى ما كانت عليه الحياة قبل الحرب واللاعودة، بل بين ظروف وشروط النزوح القاسية في مخيمات تفتقد الى أبسط شروط الكرامة الانسانية، وشروط العودة الكريمة، وبين عائد المساعدة على النازحين في لبنان وأسعاره المرتفعة، وعائدها على العائدين الى سورية وتفاوت كلفة المعيشة. وتقول المصادر الدبلوماسية اللبنانية إن حاصل المداولات ربما يكون أفضل من أي اجتماع رسمي، فالنقاش المفتوح في اجتماع لا صفة تقريريّة له هو تمهيد لبناء قناعات تنعكس في أي تداول رسميّ لاحق.
على مستوى ترسيم الحدود البحرية، كانت عملية المقاومة الإسلامية بإطلاق ثلاث طائرات مسيّرة فوق حقول بحر عكا، حدثاً لبنانياً وإقليمياً ودولياً، فمثلت إعلاناً من المقاومة ببقائها شريكاً خلف الدولة اللبنانية، تتولى منع الاستثمار في المناطق المتنازع عليها حتى ينتهي التفاوض، بينما يقع ملف التفاوض بيد الدولة، وهذه الرسالة ردّ على التحذيرات التي سمعها بعض المسؤولين اللبنانيين من التورط بأيّ تهديد لحرية العمل في حقول بحر عكا، لأنها باتت جزءاً من الأمن القومي الأوروبي بعد توقيع عقود استجرار الغاز منها بين حكومة الكيان والاتحاد الأوروبي، أو من اعتبار دخول المقاومة على الملف تهديداً لاستمرار الوسيط الأميركي بمهمة الوساطة، بعدما جاءت التطمينات الأميركية الكلامية تستعيد ما جرى في ملف استجرار الكهرباء من الأردن بالغاز من مصر، والوعود المتكررة بلا طائل، والخشية من تكرار بيع الوعود للبنان لضمان إطلاق يد الاحتلال في استخراج الغاز وبيعه، شكلت أحد عناصر مبادرة المقاومة التحذيريّة لرد الاعتبار لمفهوم المناطق المتنازع عليها، التي يريد الاحتلال ومن خلفه اعتبار إسقاطها شرطاً لمواصلة التفاوض، بينما ترد عملية المقاومة إحياء معادلة المناطق المتنازع عليها تسقط فقط عند إنجاز اتفاق الترسيم بصورة نهائية، وحتى ذلك الحين كل عمل فيه اعتداء على لبنان سيلقى رداً مناسباً.
في الشأن الحكومي يتوقع أن يلتقي اليوم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، وقالت مصادر على صلة بالملف الحكومي إن الرئيس ميقاتي طلب من الرئيس عون إيداعه أسماء مقترحة لوزارتي الطاقة والاقتصاد، تحقق التوازن الطائفي، إذا كان هذا هو المأخذ على الأسماء المطروحة، ولا مانع من دراستها وفقاً لمعيار التعاون الذي يجب أن يحكم هذه الحقائب خصوصاً في علاقتها برئيس الحكومة.
دخل ملف تشكيل الحكومة في دوامة جديدة بعد أن كانت الأجواء عصر السبت تميل الى الايجابية، إلا أنها سرعان ما تبدّدت بعد جملة التسريبات الجديدة من قبل التيار الوطني الحر ضد الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، الأمر الذي استدعى رداً من مكتبه الإعلامي على ما ورد، مفنداً حقيقة ما حصل في ملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لجهة التحفظ على قرار الإقالة قبل الاتفاق على البديل ومتحدثاً عما تقوم به الحكومة على صعيد ملف الترسيم والإصلاحات فضلاً عن ملف النازحين، ليعود التيار الوطني الحر ويردّ عبر مكتبه الاعلامي رامياً كرة التعطيل عند الرئيس ميقاتي ومتحدثاً عن الصلاحيات والدستور، مشيراً إلى أنّ مسودات التشكيلات الحكومية لا سيما الأولى منها غالباً ما تكون في سياق عملية الأخذ والردّ وضمن الهوامش المتاحة.
واشارت مصادر مطلعة لـ “البناء” الى انّ الرئيس المكلف يتعاطى في ملف التأليف انطلاقاً من مواد الدستور وهو يضع التصور لتشكيل الحكومة ونتشاور مع رئيس الجمهورية مع تشديد المصادر على أن الرئيس ميقاتي لطالما كان ولا يزال منفتحاً ومناقشة الأسماء مع الرئيس ميشال عون.
وقال المستشار الإعلامي للرئيس ميقاتي فارس الجميّل عبر قناة “الجديد”: طالما أنّ “التيار الوطني الحر” لم يسمّ رئيساً للحكومة وأعلن نيته عدم المشاركة في الحكومة فلماذا يريد أن يلعب دور الوصيّ على عملية التشكيل؟
وقال رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد إننا “نريد للحكومة أن تتشكل بأسرع وقت ممكن، دون تضييع وقت ودون تنافس على زيادة حصة من هناك أو زيادة حقيبة من هنالك، لا سيما أن ما نحن فيه اليوم في لبنان والمنطقة، يدفعنا لتجاوز الكثير من العقبات والمعوقات والإسراع في تشكيل الحكومة، تمهيداً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، يمكن أن تتغير معه الأجواء وتصبح أكثر ملاءمة لمجاراة التطورات التي تحصل في الإقليم والعالم، منبها لـ “مخاطر التطبيع مع العدو الإسرائيلي، الذي يريد من خلاله أن يوجه قدراته ولؤمه وخبثه من أجل أن يستأصل جذوة المقاومة وبيئتها التي تنمو وتتنامى وتتعزز قدراتها في منطقتنا العربية والإسلامية”.
ومن عين التينة، وبعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، قال رئيس حزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إن الاجتماع الاخير لوزراء الخارجية العرب يفسر لنا الى حد ما الخروج من جو الطوق او الحصار العربي، وذلك نتيجة جهود الرئيس بري وجهود الآخرين، لكن بالتحديد الرئيس بري وأيضاً المساعدة القطرية للجيش اللبناني هي مؤشر وإن شاء الله تأتي المساعدة الاميركية التي وعدنا بها للجيش ولقوى الأمن واتفاق الإطار الذي نادى به الرئيس بري وخرجنا عنه وأضعنا وقتاً ومن ثم عدنا اليه بما يتعلق بـ 23 و29 عدنا اليه”.
وأضاف: “بشوية شغل وشوية هدوء وشوية عقلانية ان شاء الله المستقبل قد يتحسن، وعلى بعض الفرقاء في الداخل ألا يضع شروطا تعجيزية في ما يتعلق بتشكيل الحكومة”.
وحول موضوع المُسيّرات التي أطلقتها المقاومة أجاب جنبلاط: “العدو مش مقصّر” العدو ليس مقصراً باستخدام الاجواء اللبنانية. ايضاً هناك قواعد للعبة التي للأسف البعض من اللبنانيين لا ينتبه إليها ولا يراها”. وحول ما إذا كان يخشى على لبنان من حرب اسرائيلية: قال “لا أبداً لا حرب”.
وطالب البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي بـ “إلحاح” بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، قبل موعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية بمدة شهر على الأقلّ أو شهرين على الأكثر، معتبراً أنّ الشعب ينتظر أن يكون رئيساً واعداً ينتشل لبنان من القعر الذي أوصلته إليه الجماعة السياسية، أكانت حاكمة أم متفرجة. وطالب الراعي، خلال عظة الاحد، المسؤولين السياسيين بتأليف حكومة جديدة في أسرع وقت ممكن لحاجة بلادنا إليها أكثر من أي يوم مضى، مشدداً على أننا نريدها حكومة، كما ينتظرها الشعب، جامعة توحي بالثقة من خلال خطها الوطني ومستوى وزرائها، وجديتها في إكمال بعض الملفات العالقة، وضمان استمرار الشرعية وحمايتها من الفراغ.
وأجرى الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين اتصالات بمسؤولين لبنانيين معنيين بملف الترسيم بينهم نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، وطلب توضيحاً لما جرى بشأن إطلاق “حزب الله” طائرات مُسيّرة باتجاه حقل كاريش، بحسب ما أفادت مصادر سياسية.
واعتبر هوكشتاين أنّ إرسال حزب الله لتلك المُسيّرات من شأنه إيقاف جهود التفاوض، وقد يؤثّر على الإيجابية التي رشحت عن المُحادثات الأخيرة.
وفي السياق قال وزير الخارجية عبدالله بو حبيب: أبلغتني السفيرة الأميركية دوروثي شيا احتجاجها لإطلاق حزب الله مُسيّرات فوق حقل كاريش. وهناك اتفاق بأن لا يتمّ أيّ إثارة للوضع خلال المفاوضات.
أضاف: “اجتمعت مع السفيرة الأميركية وكانت متفائلة بشأن الوصول لاتفاق بشأن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية”، مشيراً إلى ان “التفاوض بشأن ترسيم الحدود البحرية في مرحلة متقدمة جدًا وآخذ في التفاؤل ومن الآن حتى شهرين تتضح مساراته”.
وعلى خط المُسيّرات، اعتبرت مصادر مطلعة لـ “البناء” أنّ المُسيّرات تأتي في سياق تأكيد المؤكد أنّ لبنان يرفض تمييع المفاوضات غير المباشرة، مشيرة إلى أنّ حزب الله لا يقطع الطريق على التفاوض، لكنه في الوقت نفسه يؤكد أهمية التمسك بالخط 29 تفاوضاً، مع تشديد المصادر أنّ المُسيّرات رسالة للإسرائيليين للتوقف عن البحث والتنقيب في حقل كاريش طالما أنه حقل متنازع عليه.
وفي القاهرة، أطلع الرئيس التنفيذي لشركة “اي غاز” المهندس مجدي جلال ممثلا وزير البترول والثروة المعدنية المهندس طارق الملا الذي تعذر حضوره اجتماع القاهرة لأسباب صحية طارئة، يرافقه ياسين محمد نائب رئيس الشركة، من وزير الطاقة والمياه وليد فياض ان الإدارة الأميركية تدرس كلّ الامور المتعلقة بالعقد بما فيها موضوع العقوبات على سورية؛ والأبرز في اللقاء التأكيد المصري مجدداً على جهوزية جمهورية مصر فنياً وتجارياً وتعاقدياً لضخ الغاز فور وصول رسالة التطمينات الأميركية الأخيرة.
وخلال ترؤسه اجتماع عرض دراسة تقييم “أضرار قطاع المياه والصرف الصحي في غزة جراء العدوان الاسرائيلي الأخير” في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة، لكون لبنان يترأس المجلس الوزاري العربي للمياه، دعا وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، المجتمع الدولي والعربي إلى مضاعفة الجهود من أجل المساعدة على العودة الآمنة للسوريين من لبنان إلى بلادهم، مؤكداً أنّ هذا أمر بحدّ ذاته سيسهم بشكلٍ كبير باستعادة التوازن للأمن المائي في لبنان وفي عدد من دول الاستقبال.
وأشار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إلى “كميات الموجودات الذهبية المتواجدة لدى مصرف لبنان في بيروت وتلك المتواجدة في الولايات المتحدة الأميركية”.
ولفت النائب ملحم خلف إلى أنّ “جواب الحاكم أتى عطفاً على بياننا تاريخ 2022/6/21 الذي تطرقنا فيه الى أهمية مسألة الذهب وتعلُّقها بالأمن الاقتصادي القومي، خاصة بعدما تعالت بعض الأصوات التي دعت الى استعماله لتغطية “خسارات” القطاع المصرفي، وبعدما أرسلنا الى حاكم مصرف لبنان ونائبيه الأربعة ومفوض الحكومة لدى مصرف لبنان كتباً بتاريخ 2022/6/8 طالبناهم فيها بتزويدنا بمعلومات عن كمّية الموجودات الذهبية الموجودة في بيروت وفي الولايات المتحدة الأميركية، وعن أية عمليات مالية قد طالتها أو أعباء تمّ إثقالها بها”.
*******************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
مغارة وزارة الاقتصاد: أفران مقفلة حصلت على مواد مدعومة
من يجرؤ على «عصابة الطحين»؟
تتزامن الحملة التي يشنّها الوزير السابق وائل بو فاعور بشأن «فساد الطحين» مع تسرّب تقرير أعدّه فرع المعلومات يتعلق بوجود كميات ضخمة من الطحين المدعوم ضبطت في المستودعات منذ شباط الماضي. تقرير الفرع يتضمن آليات النهب بالتفصيل لجهة الأسماء والكميات
«عصابة» تتواطأ لسرقة الطحين المدعوم لبيعه في السوق السوداء لتحقيق أرباح هائلة. هذا ما يُلمح إليه تقرير لفرع المعلومات من 12 صفحة بشأن نهب الطحين المدعوم. بحسب المعطيات، فإن التقرير يشير إلى ضبط كميات كبيرة من الطحين المدعوم مخبأة في مستودعات في الجنوب والشمال وبيروت. عمليات الضبط بدأت منذ شباط الفائت. أما الناهبون، فكانوا على دراية بأنّ البلد مقبلٌ على أزمة يمكن استغلالها لشراء كميات بالسعر المدعوم وبيعها بسعر السوق. الغريب أنّ القضاء عاود تسليم كميات كبيرة من تلك المضبوطة إلى أصحابها لأنهم عمدوا إلى «تسوية» وضعهم القانوني!
بحسب التقرير، فإن ضباط فرع المعلومات درسوا سلسلة البيع المتصلة بتوزيع الطحين المدعوم لمعرفة دور كل حلقة فيها. فالوزارة تدعم من المال العام استيراد القمح المخصص للخبز العربي بسعر صرف يبلغ 1520 ليرة مقابل الدولار، ويفترض أن توزّع الكميات على مطاحن، ومن هناك يتم توزيعها على الأفران. لذا، السؤال الأساسي: كيف يمكن أن يتلاعب المعنيون بهذه السلسلة ونهب الدعم؟
ما تبيّن لفرع المعلومات، هو أن توزيع الطحين على الأفران يتم بواسطة بونات تستند إلى لوائح معدّة في مديرية الحبوب والشمندر السكري وتتضمن أسماء الأفران وحصص كل منها. وتبيّن للفرع، بعد مراقبة البونات ومساراتها، أن صاحب الفرن يعمد إلى بيعها بدلاً من عجنها وخبزها. إذ إن البيع يوفّر أرباحاً أسرع من صناعة الرغيف بكلفة استهلاكية مرتفعة. فعلى سبيل المثال، يبلغ سعر طنّ الطحين المدعوم (وفق سعر صرف 1520 ليرة لكل دولار) نحو مليونين و 850 ألفاً أي ما يقارب 1900 دولار، فيما يمكن بيع الطن بما يراوح بين 1000 دولار أو 1500دولار نقداً، أي ما يزيد على 40 مليون ليرة.
السؤال الثاني يتعلق بحلقة المطاحن. هذه الأخيرة وعوضاً عن طحن كل الكميات المدعومة لتوزيعها على الأفران، تقوم بإخفاء قسم من الكميات المدعومة لطحنها لزوم استخدام صناعة الحلويات، ما يكسبها الكثير من الأرباح الإضافية أيضاً.
الحلقة تبدأ بالمستوردين من أصحاب المطاحن، وتصل إلى مصرف لبنان ووزارة الاقتصاد ثم تستكمل لدى أصحاب الأفران، ووسط هؤلاء كلهم هناك السماسرة الناشطون في شراء البونات وبيعها. وفي هذا السياق، علمت «الأخبار» أن الوزير السابق وائل بو فاعور اتصل بكل من المدعي العام المالي علي إبراهيم والقاضية دورا الخازن التي تتولى التحقيق في الملف وزوّد إبراهيم بتقرير مفصّل ليل أمس يتضمن أسماء مدراء وموظفين وسماسرة متواطئين في ملف أزمة الطحين. ويتضمن التقرير لوائح تُظهر عمليات توزيع الطحين والنهب اللاحق بها. فعلى سبيل المثال، ليس واضحاً لماذا يحصل الـ wooden bakery على 370 طناً من الطحين، يذهب قسم كبير منها إلى إنتاج الحلويات؟ ولماذا يعدّ «فرن قمرين» من الأفران المحظية لدى الوزير؟ وعلمت «الأخبار» أنّ بو فاعور ضمّن في تقريره اسم كل من شقيق الوزير كريم سلام ومستشاره محمد الحريري.
الإجابة تكمن في آلية النهب المعتمدة. إذ إنّ صاحب الفرن يتقدم بطلب لدى رئيس دائرة التموين حسن حمود، يطلب فيها الكمية التي يحتاجها. يدرس حمود الطلب ليُقدر الكمية، ثم يُرسل تقريره إلى مدير عام الحبوب في وزارة الاقتصاد جريس برباري الذي يقع على عاتقه إجراء التدقيق اللازم قبل أن يُرسلها إلى الوزير أمين سلام للاستحصال على موافقته. في محطات مختلفة من هذه العملية، تزدحم أرقام الكميات ليتم توزيعها بين أفران محظية وأخرى محرومة تبعاً لحجم العلاقات التي يملكها الشخص أو ارتباطه بالسمسار. وفي هذا السياق، علمت «الأخبار» أنّ التحقيقات كشفت أنّ هناك أفراناً مقفلة تمكنت من الحصول على بونات طحين مدعوم. كما تبين أنّ كميات كبيرة من الطحين المدعوم بدلاً من استخدامها في إنتاج الخُبز، تستخدم في صناعة الكرواسان والحلويات.
هنا تُثار الشكوك حول دور مديرية الحبوب. فهل تقوم بوظيفتها لجهة التثبت من استيفاء الأفران الشروط؟ أو للتأكّد من الوضعية الفعلية لهذه الأفران وما إذا كانت وهمية أم قائمة وتعمل فعلاً؟ والشكوك أيضاً تثار حول دور الوزير ومستشاريه في الضغط على المديرية، أو التباطؤ في ما بينهم وبين الأفران والمطاحن، ولا سيما أنّه من صلب مهام هذه المديرية، بحسب القانون، الإشراف على عمل المطاحن ومراقبة إنتاجها وعمل الأفران والسهر على بيع هذا الإنتاج بأسعار مدروسة ومقبولة. هذا ما يرد حرفياً في نص النظام الداخلي.
كما أن هناك معلومات تشير إلى وجود فواتير مضخّمة و«تمريقات» لمطاحن من دون أخرى واستفحال أزمة الطحين، علماً بأن النيابة العامة المالية تتولى التحقيقات: كيف تصدر البونات؟ من يُقرر الكمية الموزّعة؟ من المستفيدون؟ من المتواطئون؟
هذه الأسئلة الأولية بدأ التحقيق فيها بعد الإخبار الذي تقدم به وزير الاقتصاد أمين سلام الذي استمعت القاضية الخازن لإفادته الأربعاء بناء على الإخبار المقدم، ثم عمدت إلى استدعاء كل من جريس برباري وحسن حمود واستجوبتهما لساعات طويلة قبل تركهما. لكن يجب النظر إلى المسألة من زاوية أوسع، إذ إن فساد المطاحن والأفران والوزارة ليس جديداً. فقد حصل الأمر أيام وزير الاقتصاد سامي حداد، واستمرّ لغاية اليوم من دون أي مساءلة أو محاسبة رغم تحقيقات كثيرة أجريت.
********************
افتتاحية صحيفة النهار
مفاوضات الترسيم في مهبّ “معادلة المسيّرات”
بين التجاهل الكلي من اركان الدولة للدلالات الخطيرة التي اكتسبها تطيير “حزب الله” ثلاث مسيرات، ولو منزوعة الصواريخ والمتفجرات، فوق حقل “كاريش”، واكتفاء وزير الخارجية بالتقليل من “البعد الحربي” لهذا التطور، شكل ملف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل “حقل الرماية” الأساسي في الرسائل المتعددة الأهداف التي تطايرت من المسيرات التي دمرتها إسرائيل. ذلك ان اخطر الاستهدافات اطلاقا تمثل في انزلاق مفاوضات الترسيم، بعدما تبلغ الرؤساء الثلاثة ونائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب من السفيرة الأميركية دوروثي شيا رسميا معطيات إيجابية عن تقدم يحرزه الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين تمهيدا لاستتئناف المفاوضات غير المباشرة حول ملف الترسيم، نحو تداعيات مواجهة محتملة مباشرة بين “حزب الله” وإسرائيل، وبالواسطة بين إسرائيل وايران، بما يهدد هذه المفاوضات بالاخفاق واثارة توترات إقليمية. يؤكد ذلك ما نقل من ان احدى ابرز الرسائل التي أراد “حزب الله” اطلاقها يوم السبت يتصل بالرد على انتهاك إسرائيل للأجواء اللبنانية صباح السبت في استهدافها ما ذكر بانها مخازن أنظمة دفاعية إيرانية ولـ”حزب الله” في جنوب طرطوس، بما يدلل في حال صحة ذلك الى ارتفاع خطير في وتيرة التوتر الإقليمي الرباعي الذي يشمل إسرائيل وايران وسوريا و”حزب الله” وتمدد هذه التطور العملاني نحو ملف الترسيم والتنقيب عن الغاز في المنطقة المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل. واذا كان هذا البعد يبدو الأكثر جدية في مضمون التصعيد الجديد، فمن غير الممكن أيضا تجاهل مغزى حصول هذا التطور تحت انظار وزراء الخارجية والمندوبين العرب الذين كانوا مجتمعين في بيروت السبت الماضي. لذا بدت الدولة اللبنانية، في تجاهلها كل هذه الدلالات كأنها تثبت واقع تغييبها واستسلامها لكل العوامل الذي تجعل دورها شكليا وهامشيا ومستتبعا.
ولكن الإحراج الذي لازم موقف الدولة زاده تفاقما ما ذكر من أنّ الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين أجرى اتصالات بمسؤولين لبنانيين معنيين بملف الترسيم بينهم نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، وطلب توضيحاً لما جرى بشأن إطلاق “حزب الله ” طائرات مُسيّرة باتجاه حقل كاريش، السبت. واعتبر هوكشتاين أن إرسال “حزب الله” لتلك المسيرات من شأنه إيقاف جهود التفاوض، وقد يؤثّر على الإيجابية التي رشحت عن المُحادثات الأخيرة.
ولعل المفارقة اللافتة انه على رغم كل هذه الابعاد التي تتهدد ملف المفاوضات، فان وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب حافظ على وتيرة تفاؤله فتوقع التوصل “إلى اتفاق في مسألة ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، في شهر ايلول”. واشار الى ان ” المعلومات الواردة من الأميركيين والأمم المتحدة تقول إن هناك تقدما في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية”.
ولكن في المقابل اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديد يائير لبيد امس أن “حزب الله” يشكّل عقبة أمام اتفاقٍ بين لبنان وإسرائيل على ترسيم حدودهما البحرية. وقال إن “الحزب يواصل السير في طريق الارهاب ويقوّض قدرة لبنان على التوصّل إلى اتفاق حول الحدود البحرية”. وأضاف خلال الاجتماع الأول لحكومته بعد أيام على حل البرلمان تمهيداً لانتخابات تشريعية جديدة أن “إسرائيل ستواصل حماية نفسها ومواطنيها ومصالحها”.
وكان ملف الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل قفز الى واجهة المشهد اللبناني مساء السبت مع اعلان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أنّ “طائرات حربية وسفينة صواريخ إسرائيلية قامت باعتراض ثلاث طائرات مسيرة اقتربت من جهة لبنان نحو المجال الجوي فوق المياه الاقتصادية لدولة إسرائيل”.
واضاف أدرعي : “تم رصد المسيرات من قبل أنظمة الرصد حيث تمت مراقبتها من قبل وحدة المراقبة الجوية لتتم عملية الاعتراض في النقطة الميدانية الملائمة. من التحقيق الأولي يتضح ان المسيرات المعادية لم تشكل تهديدًا حقيقيًا في كل مدة تحليقها وحتى اعتراضها فوق البحر الأبيض المتوسط”.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إنّ “حزب الله أطلق ثلاث مسيّرات غير مسلحة صوب منصة غاز إسرائيلية في البحر المتوسط”.
ووفقا لصحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية، فإنّ هذه الطائرات كانت تُحلق قرب منصة الغاز في حقل كاريش، وقد جرى اعتراضها بواسطة طائرة مقاتلة وطائرتان أخريان بصاروخ باراك جرى إطلاقه من سفينة صواريخ. ونقلت الصحيفة عن الجيش الإسرائيلي قوله إن “التقديرات الأولية تشير إلى أن الطائرات لم تكن مسلحة ولم تشكل أي تهديد”، وأضاف: “في رأينا، هذه محاولة لتقويض المفاوضات مع لبنان بشأن الحدود البحرية، وحزب الله يريد تدمير لبنان”.
ومساء السبت أصدرت “المقاومة الإسلامية” بيانا أعلنت فيه ان “مجموعة الشهيدين جميل سكاف ومهدي ياغي قامت باطلاق ثلاثِ مسيراتٍ غير مسلحةٍ ومن أحجامٍ مختلفة باتجاه المنطقة المتنازع عليها عند حقل كاريش للقيام بمهامٍ استطلاعية، وقد انجزت المهمة المطلوبة وكذلك وصلت الرسالة، وما النصر الا من عند الله العزيز الجبار”.
أزمة التأليف
ووسط تداعيات هذا التطور لم يسجل أي عامل جديد من شأنه ان يبدل الصورة القاتمة لما بلغته ازمة #تأليف الحكومة. ووسط ترقّبٌ اللّقاء الثالث بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف #نجيب ميقاتي في مطلع هذا الأسبوع، بدا في حكم المؤكد ان الرئاستين لا تقفان امام احتمال تسوية اذ يتشبث رئيس الجمهورية باطاحة التشكيلة التي قدمها ميقاتي ويصر على طرحه بتوسيع التمثيل السياسي للحكومة الحالية، فيما يرفض ميقاتي هذا الطرح ويتمسك بتعديل محدود للحكومة الحالية. وبرزت دلالات معبرة للزيارة التي قام بها ميقاتي الى الديمان السبت والخلوة التي جمعته مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. وقد اعتبر ميقاتي انه “من حيث المبدأ ارفض الحديث عن اشخاص وحقائب محسوبين على فريق محدد، وعلينا ان نكون جميعا للوطن وحكومة وطنية بكل معنى الكلمة، والا فلن ينهض البلد”. وتوجه “لمن يزعم القول انني لا اريد تشكيل حكومة”، قائلا “انني شكلت حكومة وارسلتها الى فخامة الرئيس ، واذا كان راغبا في تعديل شخص او شخصين فلا مانع لدي، لكن لا يمكن لفريق القول “اريد هذا وذاك” وفرض شروطه، وهو اعلن انه لم يسم رئيس الحكومة ولا يريد المشاركة في الحكومة، ولا يريد منحها الثقة”. ولفت الى أنه “لا يمكن لرئيس الجمهورية أكل الكنافة وترك قالبها، عليه ان يختار ماذا يريد وعليه يتم التغيير في التشكيلة إذ لا يمكن لطرف ان يقدم طلباته ويفرض شروطه”.
وبرز عمق الخلاف بين الرئاستين مجددا عبر بيان أصدره المكتب الاعلامي للرئيس ميقاتي مساء امس ردا على تقرير اعلامي، وأورد الرد مواقف لافتة لميقاتي منها ” إن رئيس الحكومة هو دستورياً مَنْ يشكل الحكومة وفق التصور الذي يراه مناسبا ويتشاور مع فخامة رئيس الجمهورية في شأنه، وهذا ما حصل، وهو كان واضحا في القول انه مستعد لمناقشة فخامة الرئيس في الاسماء التي يقترحها والملاحظات التي يبديها.
وفي ما يتعلق بموضوع حاكم مصرف لبنان فان مَنْ تحفظ على اقالته قبل الاتفاق على البديل لعدم تولي نائب الحاكم الشيعي مسؤولية الحاكمية، هو رئيس الجمهورية نفسه، وليس الرئيس ميقاتي، وقد واجه الرئيس ميقاتي النائب باسيل بهذه الواقعة وغيرها من ملابسات هذا الملف امام نواب كتلة لبنان القوي في مجلس النواب.
وفي موضوع الاصلاح، فان احتفاظ “التيار الوطني الحر” بحقيبة وزارة الطاقة 17 عاماً من دون توفير الحل هو مضبطة الاتهام الفعلية، وابعاد “التيار” عن الوزارة هو المدخل الى الحل لازمة القطاع والاصلاح الحقيقي في هذا الملف. وفي النهاية فان رئيس الحكومة هو الذي يتحمل تداعيات نجاح او فشل اي ملف ومن حقه اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب. فهل المواطن يعنيه طائفة الوزير ام أن تصله الكهرباء؟”. واعتبر البيان ان “مَنْ يقوم بالحملات والعرقلة هو “التيار” نفسه، وليس فريق الرئيس ميقاتي، واكبر دليل التسريب الوقح وغير المسؤول للتشكيلة الحكومية التي قدمها الرئيس ميقاتي لرئيس الجمهورية.”
جنبلاط
وكانت التطورات الداخلية محور لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بحضور الوزير السابق غازي العريضي مساء امس في عين التينة . ولاحظ جنبلاط “بعض المؤشرات المقبولة، الاجتماع الاخير لوزراء الخارجية العرب يفسر لنا الى حد ما الخروج من جو الطوق او الحصار العربي وذلك نتيجة جهود الرئيس بري وجهود الاخرين لكن بالتحديد الرئيس بري وأيضاً المساعدة القطرية للجيش اللبناني هي مؤشر وان شاء الله تأتي المساعدة الاميركية التي وعدنا بها للجيش ولقوى الامن واتفاق الاطار الذي نادى به الرئيس بري وخرجنا عنه واضعنا وقتاً ومن ثم عدنا اليه بما يتعلق بـ 23 و29 عدنا اليه” .
وحول موضوع المسيرات التي اطلقها “حزب الله” اجاب جنبلاط: “العدو مش مقصر باستخدام الاجواء اللبنانية ايضا. هناك قواعد للعبة التي للاسف البعض من اللبنانيين لا ينتبه لها ولا يراها “.
وهل يخشى على لبنان من حرب اسرائيلية قال “لا ابدا لا حرب”.
**************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
الراعي لحكومة “تحمي الشرعية” ورئيس جمهورية “واعد”
رسالة “حزب الله” البحرية: إسرائيل “أكبر المستفيدين”!
سقطت مسيّرات “حزب الله” في البحر وبقيت تداعياتها طافية في الأجواء، فتطايرت “رسائلها” في أكثر من اتجاه داخلي وخارجي تأكيداً على أنّ إصبع “الحزب” دائماً على الزناد ويده هي العليا في تقرير مصير لبنان وتحديد مساراته وخياراته. ولأن إطلاقها أتى بالتزامن مع الحشد العربي في بيروت حاملاً “رسالة دعم ومساندة للبنان في أوضاعه وظروفه الصعبة”، حملت المسيّرات تحت أجنحتها “رسالة مشفّرة” في المقابل إلى الدول العربية “تذكّر بسطوة “حزب الله” ومحوره الإقليمي على مجريات الأحداث اللبنانية”، كما رأت مصادر ديبلوماسية، معتبرةً أنّ هذه الرسالة التي تزامنت مع انعقاد الاجتماع التشاوري على مستوى وزراء الخارجية العرب على الأراضي اللبنانية “عزز وجهة النظر العربية التي ترى استحالة إصلاح الأوضاع في لبنان طالما بقيت الدولة ملحقة بأجندة “حزب الله” الاستراتيجية وقرارها مُصادراً في الحرب والسلم كما بدا (السبت) من إبداء المسؤولين اللبنانيين تفاجئهم أمام المسؤولين العرب من خبر إطلاق الحزب مسيّراته من دون أن يكون للدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية أي علم مسبق بالموضوع”.
أما عن “الرسالة” التي رأى “حزب الله” أنها “وصلت” في البيان الذي أصدره لتبنّي “إطلاق ثلاث مسيرات غير مسلحة” باتجاه حقل كاريش بعد ظهر السبت، فتلقفتها إسرائيل “للتملّص من مفاوضات ترسيم الحدود وتحميل لبنان مسؤولية إفشال الوساطة الأميركية في هذا المجال بذريعة أنّ الدولة اللبنانية غير قادرة على التوصل إلى اتفاق بشأن الحدود البحرية”، وفق ما رأت المصادر التي أعربت عن أسفها لكون “إسرائيل بدت أكبر المستفيدين” من هذه الخطوة التي أقدم عليها “حزب الله” بحيث منحتها “الحجة لتحريض الوسيط الأميركي على لبنان والهروب إلى الأمام نحو تبرير استكمال عمليات استخراج الغاز من المنطقة المتنازع عليها بمعزل عن مفاوضات الترسيم”.
وعلى ما يبدو فإنّ الخطة الإسرائيلية أتت ثمارها في ضوء المعلومات التي نقلتها قناة “الجديد” وكشفت عن أنّ الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين أجرى اتصالات بمسؤولين لبنانيين معنيين بملف الترسيم بينهم نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، طالباً توضيحات لما جرى بشأن عملية إطلاق “حزب الله” طائرات مُسيّرة باتجاه حقل كاريش، محذراً من أنّ هذه العملية “من شأنها إيقاف جهود التفاوض وقد تؤثّر على الإيجابية التي رشّحت عن المُحادثات الأخيرة”.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلي الجديد يائير لابيد ووزير دفاعه بني غانتس قد شددا على أنّ “حزب الله يقوّض قدرة الدولة اللبنانية على التوصل إلى اتفاق بشأن الحدود البحرية”، مع التأكيد في المقابل على احتفاظ إسرائيل “بحق التصرّف والردّ لمواجهة أي محاولة لإلحاق الأذى بها” وأنها “مستعدة للدفاع عن بنيتها التحتية ضد أي تهديد”، في حين تعامل المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بخفة وتهكّم مع الحادثة مغرداً تحت هاشتاغ “دعاية فاشلة” بالقول: “رسالة المقاومة وصلت ومسيّراتهم دمّرت في عقر دارها (…) حزب الله يورّط لبنان ورسالتنا وصلت”، وأضاف: “وفروا مصاري المسيّرات لطّعموا شعبكم”.
وفي سياق ينذر باحتمال أن تؤدي أي خطوة مستقبلية غير محسوبة العواقب على الجبهة اللبنانية الجنوبية إلى انزلاقة عسكرية تتحيّن إسرائيل من خلالها الفرصة للانقضاض على لبنان والإجهاز على شعبة المنهك اقتصادياً ومالياً ومعيشياً، توالت التسريبات الإعلامية الإسرائيلية خلال نهاية الأسبوع لتضخيم حجم التهديدات الآتية من لبنان فجرى تعميم أجواء تشير إلى أنّ “الجيش الإسرائيلي يدرس الرد عسكريًا على “حزب الله” بعد إطلاقه طائرات مسيرة من دون طيار فوق حقل كاريش”، مع إثارة مخاوف في الإعلام الإسرائيلي من الخروقات الأمنية التي يقوم بها “غواصو” الحزب تحت المياه الحدودية لاستطلاع التكنولوجيا الإسرائيلية ومن أنه سيعمد في المرات القادمة إلى “إرسال موجة كبيرة من الطائرات من دون طيار محمّلة بالمتفجرات” باتجاه إسرائيل.
حكومياً، وضع رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي عملية التأليف ضمن إطار رسم تشبيهي يحاكي شهية رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل المفتوحة على “قالب الكنافة” الحكومي، مصوّباً من الصرح البطريركي في الديمان بشكل مباشر على “ازدواجية المعايير” لدى باسيل، فهو من جهة يشترط الحصول على حصة وازنة في التشكيلة الوزارية، ومن جهة أخرى يرفض تكليف رئيسها ويعلن رفضه المشاركة فيها.
وأمس، لفتت مواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظة الأحد التي دعا فيها المسؤولين إلى ممارسة مسؤولياتهم والتحلي بالأخلاقية السياسية التي تحتم مغادرة مربع “المناورات الخسيسة والكذب واختلاس أموال الدولة والزبائنية السياسية واستعمال أساليب غير شرعية للوصول إلى السلطة”، ودعا من هذا المنطلق إلى الإسراع في تشكيل حكومة “توحي بالثقة من خلال خطها الوطني ومستوى وزرائها وجديتها في إكمال بعض الملفات العالقة وضمان إستمرار الشرعية وحمايتها من الفراغ”، بالتزامن مع تجديده المناشدة “بإلحاح” لانتخاب رئيس جديد للجمهورية “قبل موعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية بمدة شهر على الأقل أو شهرين على الأكثر، كما تنص المادة 73 من الدستور”، مشدداً على ضرورة “أن يكون رئيساً واعداً ينتشل لبنان من القعر”.
**************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
«حزب الله»: المُسيَّرات رسالة للوسيط الأميركي أيضاً
تحذيرات من تداعياتها على مفاوضات الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل
كارولين عاكوم
ترك إطلاق «حزب الله» ثلاث مُسيَّرات باتجاه حقل كاريش المتنازع عليه بين لبنان وإسرائيل، تداعياته في لبنان، وطرح علامة استفهام حول توقيته، لا سيما أن المفاوضات غير المباشرة بين البلدين حول الحدود البحرية لا تزال مستمرة، حتى أن معلومات قد أشارت إلى إيجابيات حولها.
وبينما اكتفى «حزب الله» بتبني «إطلاق 3 مُسيَّرات بمهمة استطلاعية»، واصفاً إياها بـ«الرسالة»، لم يصدر -كما العادة- في لبنان أي موقف رسمي حول العملية، بينما اكتفت مصادر وزارية بالقول لـ«الشرق الأوسط» إنه «يتم العمل على جمع المعلومات الدقيقة حول ما حصل».
ومساء السبت، أعلنت إسرائيل اعتراض 3 مُسيَّرات تابعة لـ«حزب الله» اللبناني كانت متّجهة إلى منطقة حقول الغاز في مياه المتوسط، بينما تشهد التوترات بين إسرائيل ولبنان تجدداً في الأسابيع الأخيرة.
من جانبه، أكّد «حزب الله» أنه أطلق 3 طائرات مُسيَّرة باتجاه حقل غاز في البحر المتوسط، السبت، وقال في بيان مقتضب: «قامت مجموعة الشهيدين جميل سكاف ومهدي ياغي بإطلاق 3 مُسيَّرات غير مسلحة، ومن أحجام مختلفة، باتجاه المنطقة المتنازع عليها عند حقل كاريش للقيام بمهام استطلاعية، وقد أنجزت المهمة المطلوبة، وكذلك وصلت الرسالة».
وأعلن أحد مسؤولي الحزب، الشيخ محمد يزبك، أمس، أن «إطلاق المُسيَّرات هو رسالة، ليست فقط لإسرائيل، إنما أيضاً للوسيط الأميركي» (آموس هوكشتاين). وقال: «حفاظ لبنان على ثرواته لا يكون إلا بإشعار العدو بأننا أقوياء، ووصلت الرسالة بالأمس من خلال المُسيَّرات، وهذه الرسالة ليست للعدو الإسرائيلي فقط، وإنما هي أيضاً للوسيط الأميركي بأنه لا يمكن الاستخفاف أو الاستهزاء بحقوق لبنان».
وكان «حزب الله» قد سبق أن أكد أن الهدف المباشر يجب أن يكون منع إسرائيل من استخراج النفط والغاز من حقل كاريش المتنازع عليه، وحذّر أمينه العام حسن نصر الله من أن «الحزب لن يقف مكتوف الأيدي، وأن كل الإجراءات الإسرائيلية لن تستطيع حماية المنصة العائمة لاستخراج النفط من حقل كاريش».
لكن بانتظار ما ستكون عليه تداعيات العملية على المفاوضات، عاد أمس وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، وتحدث عن إيجابية، رغم اعتبار إسرائيل على لسان رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديد يائير لبيد، أن «حزب الله» يعيق تحقيق تقدم في المفاوضات. وتوقع بو حبيب -في حديث تلفزيوني- التوصل إلى اتفاق بمسألة ترسيم الحدود في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، مضيفاً أن «المعلومات الواردة من الأميركيين والأمم المتحدة، تقول إن هناك تقدماً في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية».
وفي قراءة عسكرية لـمُسيَّرات «حزب الله»، رأى العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر، أن «رسالة الحزب ليست عسكرية أو تهدف إلى إشعال الحرب، بقدر ما تهدف إلى وقف عمليات التنقيب عن النفط التي بدأت بها إسرائيل»، معتبراً في الوقت عينه أن «ليس من مصلحة أي طرف، لا (حزب الله) ولا تل أبيب المواجهة العسكرية». وقال جابر لـ«الشرق الأوسط»: «لكن مما لا شك فيه أن هذا الأمر قد ينعكس على عمل الباخرة التي بدأت التنقيب عن النفط، بانتظار ما سينتج عن المفاوضات الحدودية بين لبنان وإسرائيل، فعندما تصبح المنطقة غير آمنة، يصبح من الصعب على أي شركة أن تعمل فيها».
وبينما يتوقف جابر عند تبني «حزب الله» لإطلاق المُسيَّرات، على خلاف ما اعتاد عليه في المرات السابقة، يستبعد أن «تؤثر هذه العملية على المفاوضات التي لا يبدو أنها تحمل حتى الآن أي إيجابيات؛ لكنها تركت تداعياتها عند الإسرائيليين، انطلاقاً من ردة فعل إسرائيل التي اعتبر جيشها أن (حزب الله) يحاول تقويض السيادة الإسرائيلية بشتى الطرق على الأرض، وفي الجو والبحر».
وفي لبنان، لاقت العملية ردود فعل مستنكرة ومحذرة من تداعياتها على المفاوضات، ورأى النائب في «حزب القوات اللبنانية» غياث يزبك، في حديث إذاعي، أن «لبنان خاسر في ملف ترسيم الحدود مع إسرائيل؛ لأنه لم يقم بأي مستلزم لضمان حقه، بينما في المقابل إسرائيل مجهزة لاستخراج النفط». ونفى وجود «قرار دولي بعدم السماح للبنان بالمباشرة باستخراج النفط؛ بل هناك تقصير وأنانية من الجانب اللبناني»، معتبراً أن «(حزب الله) لا يريد ترسيم الحدود؛ لأن ذلك يفقده حقه في الاحتفاظ بالسلاح، وتعزيز دور إيران في لبنان، والمُسيَّرات التي انطلقت البارحة رسالة من إيران، وننتظر رد الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين لمعرفة تداعياتها على الجانب اللبناني».
من جهته، اعتبر النائب السابق فارس سعيد، أن مُسيَّرات «حزب الله» فوق بئر كاريش، تهدف إلى تذكير جميع الأطراف بأن إيران حاضرة في المفاوضات الجارية بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود برعاية أميركية… وعلى حساب المصلحة اللبنانيّة».
وكتب على حسابه على «تويتر» قائلاً: «إن حادثة المُسيَّرات التي أعلن عنها (حزب الله) قد تُكرر؛ لأنه قد تحصل حوادث أخطر منها. نطالب نواب الأمة بطرح إشكالية احتلال إيران داخل مجلس النواب».
وكانت المفاوضات التي انطلقت بين لبنان وإسرائيل عام 2020 بوساطة أميركية، قد توقّفت في مايو (أيار) من العام الماضي، جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها، بما في ذلك حقل غاز كاريش، ليُعلَن بعدها عن دخول سفينة وحدة إنتاج الغاز الطبيعي «إنرجان» إلى المنطقة المتنازع عليها لبدء التنقيب عن النفط، وهو ما استدعى دعوة لبنان للوسيط الأميركي آموس هوكشتاين للحضور إلى بيروت؛ حيث التقى مسؤولين وحمل طرحاً لبنانياً يضمن في المرحلة الأولى الحصول على حقل قانا والخط 23، وهو ما لا تزال بيروت تنتظر الرد عليه.
**************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
إرتباك بين التأليف والترسيم .. وهوكشـتاين على الخط بعد المسيّرات
توزعت الاهتمامات في عطلة نهاية الاسبوع بين وقائع الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب وملف ترسيم الحدود البحرية، في ضوء المسيّرات الثلاث التي اطلقها «حزب الله» فوق حقل «كاريش»، وتطورات ملف التأليف الحكومي، وما يدور حوله من خلافات واشتراطات حول الحكومة الموعودة ومهماتها، بما يعكس التعقيدات الكبيرة التي يواجهها هذا الاستحقاق الدستوري، رغم الدعوات الكثيرة في الداخل والخارج إلى الإسراع في تأليف الحكومة وتلافي الفراغ الحكومي، قبل الدخول في المهلة الدستورية لانتخابات رئاسة الجمهورية مطلع ايلول المقبل. ويُنتظر ان يحفل هذا الاسبوع بمزيد من التطورات، خصوصاً على الصعيدين، الحدودي، باحتمال تلقّي لبنان الردّ الاسرائيلي على اقتراحاته من الوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين، والحكومي، بحصول مزيد من الحراك على جبهة تأليف الحكومة.
شكّل انعقاد اللقاء التشاوري لوزراء الخارجية العرب في بيروت جرعة دعم معنوية للبنان الذي يواجه أزمة مالية حادة، على وقع فراغ حكومي وبدء العد العكسي لنهاية ولاية الرئيس ميشال عون، الذي لن يتمكّن من المشاركة في القمة العربية الدورية المقرّرة في الجزائر، أوائل تشرين الثاني، بسبب انتهاء ولايته في 31 تشرين الأول. وعلى الرغم من انّ مستوى المشاركة العربية كان منخفضاً، حيث تَمَثَّلَ أقل من نصف الدول الـ 21، بوزراء الخارجية، إلّا انّ هذا الأمر لا يقلِّل من أهمية انعقاد هذا اللقاء في بيروت، الذي يؤشر بوضوح إلى حرص عربي على استقرار لبنان، وهذا ما تمّ تأكيده والتركيز عليه.
وقالت مصادر إطّلعت على اجواء الاجتماع الوزاري لـ«الجمهورية»، إنّ «الحرص العربي الصادق لن يخرج عن سقفه المعنوي، فلا مساعدات للبنان بمعزل عن الإصلاحات والشروط الدولية المطلوبة منه، إنما حدود هذا الحرص يتمثّل بتوجيه ثلاث رسائل أساسية:
ـ الرسالة الأولى، إلى المسؤولين اللبنانيين، بضرورة تحمُّل مسؤولياتهم في إدارة الدولة وتأليف حكومة ومنع الفراغ الرئاسي وإيجاد الحلول اللازمة للخروج من الأزمة المالية، وحضّهم على الاتكال على أنفسهم، لأنّ أحدًا لن يساعدهم في حال عدم تحمّلهم مسؤولياتهم، كون لبنان بلدهم ومن غير الجائز استمرار سياسة المناكفات على حساب البلد والناس.
– الرسالة الثانية، إلى الشعب اللبناني، مفادها انّ الدول العربية لن تترك هذا الشعب الذي يعاني من أزمة غير مسبوقة، أدّت إلى ارتفاع منسوب الفقر والهجرة، وستقف إلى جانبه وتمدّه بالدعم المطلوب، من أجل ان يتمكن من الصمود لتجاوز أوضاعه الصعبة. وجاء توقيت انعقاد اللقاء بعد الانتخابات النيابية وقبل تأليف الحكومة، بمثابة تحية إلى الشعب اللبناني الذي بدّل في نتيجة الانتخابات، وانّ الدول العربية لن تسمح بانهيار البلد وفقدانه استقراره.
– الرسالة الثالثة، إلى الدول الغربية والإقليمية بضرورة مساعدة لبنان وتحييده عن النزاعات وتوفير مقومات الدعم والصمود لشعبه. وجوهر هذه الرسالة انّ الدول العربية لن تترك لبنان لمصيره ولن تسمح بإخراجه من المنظومة العربية».
وفي معلومات لـ«الجمهورية»، انّ الديبلوماسيين العرب عقدوا خارج إطار الاجتماعات الرسمية لقاءات جانبية وبعيدة من الإعلام، مع مراجع ومسؤولين لبنانيين، في محاولة لتكوين صورة متكاملة حيال ثلاثة استحقاقات أساسية:
ـ الاستحقاق الأول، هو الانتخابات النيابية التي جرت في 15 أيار الماضي، حيث أصرّ الديبلوماسيون على محاولة معرفة حقيقة التوازنات السياسية التي أفرزتها هذه الانتخابات، وما إذا كان هناك من أكثرية في يد فريق معيّن، وعلى أي أساس يمكن هذه الجهة او تلك ان تستميل هذا النائب او ذاك، وهل التموضعات هي نهائية أم انّ الاصطفافات تحصل حسب القضية المطروحة. وإلى ما هنالك من تساؤلات لمعرفة حقيقة ميزان القوى النيابي داخل البرلمان.
– الاستحقاق الثاني، هو تأليف الحكومة بعد تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تأليفها، وقد وصلوا إلى خلاصة مفادها انّ حكومة جديدة قبل الانتخابات الرئاسية لن تتشكّل، لأنّ العهد لن يتنازل قبل أشهر من نهاية ولايته، والرئيس المكلّف لن يتنازل لمصلحة تشكيلة تخدم العهد وتسيء إلى صورته ودوره كرئيس حكومة محتمل في العهد الجديد.
– الاستحقاق الثالث، هو الانتخابات الرئاسية، حيث حاول الديبلوماسيون معرفة من هم المرشحون خارج إطار المرشحين التقليديين، وما إذا كان «حزب الله» سيدعم ترشيح رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل أم ترشيح رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية أم شخصية أخرى من خارج الاصطفاف السياسي. وتساءلوا حول مدى قدرة المعارضة على توحيد صفوفها وتبنّي ترشيح واحد، وانّها في حال تمكنت من ذلك هل تنجح في إيصاله. وحذّروا من الفراغ الرئاسي، كون الوضع المأزوم في لبنان لا يتحمّل مسلسل الفراغ الذي اعتاد عليه هذا البلد، وكان له مساهمة أساسية في الانهيار الحاصل.
هوكشتاين على الخط
وعلى صعيد ملف ترسيم الحدود وإطلاق «حزب الله» أمس الاول 3 طائرات مسيّرة فوق حقل «كاريش»، أجرى الوسيط الأميركي المكلّف ملف ترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين ليل السبت – الاحد، جولة من الاتصالات الهاتفية مع بيروت، مستطلعًا ما حصل وطالبًا توضيحات ومتسائلًا عمّا إذا كان المسؤولون اللبنانيون على علم بهذه العملية، وما يمكن ان تؤدي اليه في هذه الفترة بالذات، وصولًا الى ما يهدّد سير المفاوضات التي يجريها، والتي توصلت إلى مرحلة متقدّمة في اتجاه تقريب وجهات النظر بين لبنان واسرائيل.
وقالت مصادر واسعة الإطلاع لـ «الجمهورية»، انّ اتصالات هوكشتاين شملت عددًا من المسؤولين اللبنانيين مدنيين وأمنيين من المعنيين بملف الترسيم، ومن بينهم نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، توجّه من خلالها اليهم بمجموعة من الاسئلة عن الأسباب التي دفعت إلى هذه العملية، ومستطلعًا رأيهم في ما جرى ومتمنيًا تبريرًا مقنعًا لما حصل.
وفي هذه الأجواء، تتبّع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عملية ارسال المسيّرات، طالبًا المعلومات التي تسمح بالتعاطي مع هذه القضية، خصوصًا بعدما اطلع على أجواء اتصالات هوكشتاين وما تضمنته من رسائل يرى لبنان نفسه معنيًا بالردّ عليها. فالوسيط الاميركي، وكما تبلّغ لبنان قبل ايام من السفيرة الاميركية، كان قد توصل إلى مرحلة متقدّمة من المفاوضات مع إسرائيل.
وكشف أحد الذين اتصل بهم هوكشتاين، انّه كان متخوفًا من هذه العملية ومتوجسًا من ردّات الفعل عليها، لما تشكّله من عقبة قد تودي بما تحقق في المفاوضات من إيجابيات، تنعكس سلبًا على مهمته في المستقبل.
وفي معلومات «الجمهورية»، انّ السفيرة الاميركية دوروثي شيا اتصلت بالمسؤولين اللبنانيين، مواكبة ما حصل، والتشاور في ما يمكن القيام به لحماية ما تحقق في المفاوضات الجارية، وخصوصًا انّها عادت من واشنطن بأجواء ايجابية.
الردّ على الاحتجاج
وكشف وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، انّه التقى شيا، وأنّ اجتماعاً سيُعقد اليوم، من دون ان يشير إلى مستواه ومكان انعقاده «من اجل تجهيز الردّ على الاحتجاج الأميركي في شأن اطلاق »حزب الله» مسيّرات فوق حقل «كاريش».
وقال بو حبيب: «إجتمعت مع السفيرة الأميركية وكانت متفائلة في شأن الوصول لاتفاق بشأن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية». مؤكّدًا انّ «التفاوض في شأن ترسيم الحدود البحرية في مرحلة متقدّمة جدًا وآخذ في التفاؤل، ومن الآن حتى شهرين تتضح مساراته». وختم: «انّ السفيرة الأميركية أبلغتني احتجاجها لاطلاق «حزب الله» مسيّرات فوق حقل كاريش، وهناك اتفاق على أن لا تتمّ أي إثارة للوضع خلال المفاوضات. وأنّ لبنان لم يتلقّ ردًا مكتوبًا لكنه متمسك بالـ860 كيلومتراً متعرجًا كان أو جالسًا، ونريد حقل قانا بكامله».
الموقف الاسرائيلي
وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلى أنّ «مسيّرات حزب الله حاولت المساس بمنشآت إسرائيلية في المياه الاقتصادية الإسرائيلية». وأضاف: «حزب الله يواصل بطرق إرهابية المساس بقدرة لبنان على التوصل لاتفاق لترسيم الحدود». ولفت إلى أنّ «إيران وحماس وحزب الله لا ينتظرون، وعلينا أن نتحرك ضدّهم في جميع المجالات، وهذا ما سنفعله».
بين التأليف والتصريف
وعلى صعيد ملف التأليف الحكومي، أبلغت اوساط سياسية مطلعة الى «الجمهورية»، انّ «تشكيل حكومة جديدة يواجه عقداً غير سهلة، منها الصارخ ومنها ما هو جمر تحت الرماد». ولفتت الى انّه لا بدّ من إيجاد مقاربة وسطى بين طلب رئيس الجمهورية ميشال عون اعتماد حكومة ثلاثينية تضمّ وزراء سياسيين، وبين طرح الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي الداعي الى إبقاء الحكومة الحالية مع بعض التعديلات، وإلّا فإنّ استمرار تصريف الأعمال حتى الانتخابات الرئاسية قد يصبح خيار الأمر الواقع».
واعتبرت الاوساط، انّ «من مكامن الخلل في تشكيلة ميقاتي سحب حقيبة أساسية هي الطاقة من الأرثوذكس وإعطائهم في المقابل حقيبة المهجرين الهامشية».
واشارت هذه الاوساط، الى انّ العقدة الأكبر هي انّ جوهر التعديلات الوزارية المطروحة استهدف حصراً فريق عون «ذلك أنّ غالبية الوزراء المقترح استبدالهم مصنفون ضمن خانة هذا الفريق، وهم وزير الطاقة وليد فياض المحسوب على «التيار الوطني الحر»، ووزير المهجرين عصام شرف الدين الذي يمثل طلال أرسلان حليف عون و»التيار»، ووزير الاقتصاد أمين سلام الذي توجد علاقة جيدة بينه وبين جبران باسيل».
ولفتت الاوساط، إلى محاولة استبدال هؤلاء الوزراء بأسماء هي خارج مظلة العهد و«التيار»، «إذ انّ وليد سنو المقترح لوزارة الطاقة، قريب من ميقاتي، ووليد عساف المطروح للصناعة قريب من وليد جنبلاط، وسجيع عطية المسمّى لوزارة المهجرين يحظى بدعم نائب رئيس الوزراء السابق عصام فارس، الأمر الذي يشكّل خللًا كبيرًا في توازنات الحكومة، لا يمكن أن يقبل به عون وباسيل».
ولاحظت، انّ من علامات الضعف الواضحة في طرح ميقاتي، إدراج الطاقة ضمن المداروة «فيما اعترف هو شخصيًا بأنّ الظرف ليس ملائمًا الآن لتطبيقها على وزارة المال، ما يؤشر إلى انّ المداورة انتقائية وانّ هناك صيفًا وشتاءً تحت سقف تشكيلة واحدة». واعتبرت «انّ الأفضل لكسب الوقت قبل الدخول في مرحلة الاستحقاق الرئاسي هو إبقاء الحكومة الحالية مع بعض التغييرات الموضعية في صفوفها، انما يجب أن يكون التعديل متوازناً، حتى لا يبدو موجّهًا ضد طرف لمصلحة طرف آخر».
لا زيارة لبعبدا
وفي الوقت الذي غابت أي معلومة عن الجهود المبذولة لتشكيل الحكومة، كشفت مصادر مطلعة لـ «الجمهورية»، أن ليس هناك من موعد اليوم لزيارة ميقاتي الى قصر بعبدا، ليس لسبب سوى ان ليس هناك من جديد يتصل بعملية التأليف يشكّل سببًا لمثل هذا الموعد، وإن طرأ أي جديد يمكن ان يكون هناك لقاء في الايام المقبلة.
حملات
وفي الوقت الضائع، تواصلت الحملات الاعلامية المباشرة او عبر المصادر، بين «التيار الوطني الحر» وميقاتي، بعد المواقف التي اطلقها من الديمان السبت الماضي، حيث قال انّ «حكومة تصريف الأعمال قائمة، ونحن نسعى لتشكيل الحكومة ولكن العدّ العكسي ضيّق، لأنّه في الاول من ايلول تبدأ مهلة انتخاب رئيس جديد».
ووزّع المكتب الاعلامي لميقاتي مساء امس بيانًا ردّ فيه على مضمون تقرير بثته «المؤسسة اللبنانية للارسال» حول الحكومة ومواقفه، فأوضح «ـ أولاً، رئيس الحكومة هو دستوريًا مَنْ يشكّل الحكومة وفق التصور الذي يراه مناسباً، ويتشاور مع فخامة رئيس الجمهورية في شأنه، وهذا ما حصل، وهو كان واضحًا في القول إنّه مستعد لمناقشة فخامة الرئيس في الأسماء التي يقترحها والملاحظات التي يبديها.
ثانيًا: في ما يتعلق بموضوع حاكم مصرف لبنان، فإنّ مَنْ تحفّظ على إقالته قبل الاتفاق على البديل لعدم تولّي نائب الحاكم الشيعي مسؤولية الحاكمية، هو رئيس الجمهورية نفسه، وليس الرئيس ميقاتي، وقد واجه الرئيس ميقاتي النائب باسيل بهذه الواقعة وغيرها من ملابسات هذا الملف أمام نواب كتلة «لبنان القوي» في مجلس النواب.
وفي موضوع ترسيم الحدود والنازحين فإنّ الحكومة تقوم بالخطوات العملانية لحل هاتين المعضلتين بعيداً من المواقف الشعبوبة او المزايدات.
وفي موضوع الاصلاح، فإنّ احتفاظ «التيار الوطني» بحقيبة وزارة الطاقة 17 عامًا من دون توفير الحل هو مضبطة الاتهام الفعلية، وإبعاد «التيار» عن الوزارة هو المدخل إلى الحل لأزمة القطاع والاصلاح الحقيقي في هذا الملف. وفي النهاية فإنّ رئيس الحكومة هو الذي يتحمّل تداعيات نجاح او فشل أي ملف، ومن حقه اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب. فهل المواطن يعنيه طائفة الوزير ام أن تصله الكهرباء؟
تبقى كلمة اخيرة، مَنْ يقوم بالحملات والعرقلة هو «التيار» نفسه، وليس فريق الرئيس ميقاتي. واكبر دليل التسريب الوقح وغير المسؤول للتشكيلة الحكومية التي قدّمها الرئيس ميقاتي لرئيس الجمهورية. فاقتضى التوضيح».
التيار يردّ
وليلاً ردّت اللجنة المركزية للإعلام والتواصل في «التيار الوطني الحر» على المكتب الاعلامي لميقاتي ببيان، قالت فيه: «كان حريًا بإعلام رئيس الحكومة المكلّف أن يروي كل ما جرى من أحاديث خلال الاستشارات، فلا يعمد إلى اقتطاع ما يناسبه منها على قاعدة «لا إله»، وحيث انّه لم يحترم مبدأ المجالس بالأمانات، فإننا ندعوه الى الكشف عمّا قاله أمام نواب تكتل «لبنان القوي» في شأن حاكم المصرف المركزي، ولا سيما إقراره بأنّه يجب تغييره، وانّه لم يعد يُحتَمَل، لكن من يرفض الإقالة وتقديم البديل هو وزير المالية «وتعرفون من يتبع وزير المالية»، محاولاً بالتالي رمي المسؤولية على غيره، فيما الحقيقة انّه لا يريد تغيير الحاكم، ليس لحماية الحاكم فقط بل لحماية نفسه. إذ انّ تقرير التحقيق في حق رياض سلامة، والذي يتهرّب القضاة من توقيع الادّعاء فيه، يتضمّن ما يكفي لكي يلجأ الميقاتي الى توفير «درع سياسية للقضاة كي لا يوقّعوا الادّعاء».
واعتبر البيان انّ «أول من عرقل خطة الكهرباء هي حكومة الميقاتي سنة 2011. ولن ينسى اللبنانيون مسؤوليتها المباشرة عن أزمة النزوح السوري الكثيف من دون ضوابط. ولن يغفروا له اليوم بمجرّد اعترافه بعد 11 سنة بأنّ القوانين اللبنانية كفيلة بمعالجة هذا الملف». واضاف: «يحاول رئيس الحكومة المكلّف، كما في كل مرة، إثارة جدل دستوري حول الصلاحيات في تشكيل الحكومة. كما يحاول منذ أيام تغطية جوهر المشكلة بافتعاله مسألة التسريب ليبرّر قراره الواضح بعدم المضي في التشكيل الفعلي، ويتقدّم لديه الجدل حول التسريب، فيما النقاش الحقيقي يجب أن يكون في مضمون التشكيلة التي تقدّم بها ومدى جدّيتها، وهي تؤكّد أن لا نية له بتأليف حكومة. فكيف يسمح لنفسه بمخاطبة رئيس الجمهورية من بكركي بأنّه يسمح له بإعطاء رأيه بإسمين او ثلاثة في حكومة هو شريك كامل في تأليفها حسب الدستور؟ وهو يفعل ذلك عمداً لعلمه بأنّ هكذا كلام استفزازي للرئيس ولما ولمن يمثّل، وهو وحده كفيل بوقف عملية التشكيل».
وسأل البيان: «هل يستطيع دولة الرئيس أن ينفي ما كرّره أمام العشرات من الذين قابلهم وأمام أعضاء حكومته قبل تاريخ اعتبارها مستقيلة وبعده، من أنّه لن تكون هناك حكومة جديدة؟». وختم: «اننا نكتفي بهذا الآن، قبل ان نكشف ما جرى من حديث خلال الاستشارات، وندعو الرئيس ميقاتي إلى الخروج من قرار عدم التأليف وتشكيل حكومة بحسب الاصول والدستور» .
مواقف
وفي المواقف، وغداة استقباله ميقاتي، طالب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، خلال قداس الهي من الديمان، المسؤولين السياسيين «بتأليف حكومة جديدة بأسرع وقت ممكن، نريدها حكومة كما ينتظرها الشعب، جامعة من خلال خطها الوطني وجدّيتها وضمان استمرار الشرعية، نطالب بإلحاح بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، قبل موعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية الحالي بمدة شهر، وينتظر الشعب اللبناني أن يكون واعدًا ينتشل لبنان من القعر».
وقال إنّ «انسحاب لبنان من محيطه حوّله جزيرة معزولة، فيما كنا دولة ونخبًا في الأمم، واليوم بحكم انحياز جهات إلى محاور المنطقة، أصبح لبنان يتأثر أكثر من غيره، بالأحداث التي تجري»، ورأى أنّ «التأخير في تأليف حكومة أصبح قاعدة في لبنان، لذا لسنا في وارد الخضوع للأمر الواقع، ولن نوفّر جهدًا داخليًا وعربيًا، لإنقاذ لبنان»، موضحًا: «اننا لن نترك لبنان يضيع». لافتًا إلى أنّ «بعض المسؤولين يتصرفون وكأنّ الحالة اللبنانية تسمح بترف الشروط والشروط المضادة، حيث ندخل في المجهول. وما يزيد النقمة أن هؤلاء المسؤولين يعرفون الواقع، ويرتكبون ذنبًا بحق المواطن، ونتساءل، لماذا تتفق الجماعة الحاكمة على تحميل الشعب الضرائب ولا تتفق على تحمّل المسؤولية».
عودة
وقال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة في عظة الأحد: «اليوم وقت الإسراع في تشكيل حكومة تحمل خطة واضحة للانقاذ، حكومة على مستوى الظرف العصيب وعظم هموم المواطنين، لا حقيبة فيها مكرّسة لطائفة أو حزب، ولا حقيبة لاسترضاء جهة أو طرف، بل حكومة مؤلفة من وزراء لا شك في كفاءتهم وخبرتهم ووطنيتهم وأخلاقهم ونزاهتهم، جلّ همّهم افتداء الوقت ولو كان قليلاً».
وختم: «الاستحقاق الآتي هو انتخاب رئيس للبلاد، وعلى مجلس النواب أن يقوم بواجبه بحسب ما يمليه دستور بلادنا، وأن ينتخب رئيساً ضمن الفترة المحدّدة، وأن يكثف اجتماعاته وينهمك بالعمل الرقابي والتشريعي، علّ الحياة الديموقراطية تزهر مجدداً وتعطي ثمارًا نافعة».
رعد
الى ذلك، أكّد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد خلال احتفال في بلدة بيت ليف الجنوبية: «أننا نريد للحكومة أن تتشكّل بأسرع وقت ممكن، دون تضييع وقت ودون تنافس على زيادة حصة من هناك أو زيادة حقيبة من هنالك، لا سيما وأنّ ما نحن فيه اليوم في لبنان والمنطقة، يدفعنا لتجاوز الكثير من العقبات والمعوقات والإسراع في تشكيل الحكومة، تمهيدًا لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، يمكن أن تتغيّر معه الأجواء وتصبح أكثر ملاءمة لمجاراة التطورات التي تحصل في الإقليم والعالم، من أجل أن نحفظ مهابتنا وموقعنا، وأن نحقق مرادنا في العيش الكريم بوطن عزيز سيّد حر مستقل».
************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
احتجاج أميركي على المسيرات يفتح باب التشاور الرئاسي حول الملف الحكومي!
ميقاتي يعتبر إبعاد الطاقة عن فريق باسيل شرط الإصلاح.. ومستلزمات الحياة تطبق على المواطن عشية الأضحى
على مسافة خمسة ايام تفصل اللبنانيين والمسلمين عن عيد الأضحى المبارك السبت المقبل، يغرق الناس في الأزمات، فلا رواتب لموظفي القطاع العام اقله حتى تاريخه، والمقبل من الايام مجهول، بانتظار ان يرى هؤلاء المدنيين والعسكريين من متقاعدين، وعاملين في الخدمة فتات المستحقات والرواتب في المصارف، بعد الوقوف في صفوف طويلة نظراً لضيق الوقت، فيما اخبار الخدمات تغرق البلد وساكنيه في اضخم صعوبات في الحصول على الماء، على الرغم من اعلان مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان ليس فقط عن عطل جديد، بعد المشادة مع بعض نواب العاصمة، بل ايضاً عن مناورات لتأمين توزيع المياه بصورة تدريجية على خطوط الجر لايصالها إلى بعض احياء العاصمة، والكهرباء ليست بأفضل حال، إذ كشف النقاب عن توقف عن غير سابق إعلام لمعمل دير عمار، في وقت يتحفز اصحاب المولدات على سطو جديد على ما تبقى من مدخرات اللبنانيين، مع ارتفاع جنوني يومي في اسعار الضروريات، والضرب من جديد على وتر فقدان الخبز من الاسواق والافران خلال اسبوع او اسبوعين.
واذا كانت وزارة الطاقة والمياه عقدة المشاورات المتصلة بالحكومة الجديدة، فان الوزير في حكومة تصريف الاعمال الذي يجول في الداخل، ويسوح في الخارج، ظهر في القاهرة، ليعلن بعد اجتماع مع الرئيس التنفيذي لشركة «آي غاز» مجدي جلال في خصوص العقد مع لبنان، ان مصر لديها جهوزية فنية وتجارية لضخ الغاز فور وصول رسالة التطمينات الاميركية، وصدور القرار الواضح في ما خص شروط البنك الدولي للتمويل، مع التشديد على احد شروطه برفع سعر الكيلوواط كهرباء.
ولم يحسم بعد ما اذا كان اللقاء الثالث سيعقد اليوم في بعبدا بين الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي لمعاودة البحث الحكومي في ضوء اصرار فريق التيار الوطني الحر على افتعال عرقلة لتشكيلة الاربعاء الماضي التي سلمها ميقاتي لعون، طرأ تطور بالغ الخطوة على الموقف العام، منذ ان غادر وزراء الخارجية العرب الذين التقوا تشاورياً في بيروت، بلا اتخاذ اي قرارات، تمثل هذا التطور بما كشفه وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بو حبيب من انه اجتمع مع السفيرة الاميركية في بيروت دورثي شيا، التي نقلت اليه احتجاجاً اميركياً لاطلاق حزب الله مسيرات فوق حقل كاريش، في وقت اجرى فيه الوسيط الاميركي آموس كوشتاين اتصالاً مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، طالباً توضيحاً لما اقدم عليه الحزب، معتبراً ان ارسال المسيرات من شأنه ايقاف جهود التفاوض، ويؤثر على الايجابية التي رشحت عن المحادثات الاخيرة.
لكن بو حبيب كشف عن ان السفيرة كانت متفائلة بشأن الوصول لاتفاق بشأن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، الذي بات في مرحلة متقدمة جداً، مؤكدا ان لا رد مكتوباً تلقاه لبنان، لكنه متمسك بـ860 كلم، مع التأكيد على اننا «نريد حقل قانا بالكامل»، كاشفاً ان اجتماعاً سيعقد اليوم للرد على الاحتجاج الاميركي بشأن اطلاق حزب الله مسيرات فوق حقل كاريش.
وقبل اللقاء الثالث، او اجتماع اعداد الرد اللبناني على الاحتجاج الاميركي في ما خص المسيرات فوق كاريش، اضاء بيان صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس ميقاتي على جملة نقاط عالقة، بعضها قابل للمعالجة، وبعضها الآخر يزيد الأمور تعقيداً.
جاء في البيان الذي صدر امس ان ميقاتي دستورياً هو من يشكل الحكومة، وهو «مستعد لمناقشة فخامة الرئيس في الاسماء التي يقترحها والملاحظات التي يبديها» هذا أولاً.
ثانياً: في ما يتعلق بموضوع حاكم مصرف لبنان فان من تحفظ على اقالته قبل الاتفاق على البديل لعدم تولي نائب الحاكم الشيعي مسؤولية الحاكمية، هو رئيس الجمهورية نفسه، وليس الرئيس ميقاتي، وقد واجه الرئيس ميقاتي النائب باسيل بهذه الواقعة وغيرها من ملابسات هذا الملف امام نواب كتلة لبنان القوي في مجلس النواب.
ثالثاً: في موضوع ترسيم الحدود والنازحين فان الحكومة تقوم بالخطوات العملانية لحل هاتين المعضلتين بعيداً عن المواقف الشعبوية او المزايدات.
رابعاً: في موضوع الاصلاح فان احتفاظ «التيار الوطني الحر» بحقيبة وزارة الطاقة 17 عاماً من دون توفير الحل هو مضبطة الاتهام الفعلية، وابعاد «التيار» عن الوزارة هو المدخل إلى الحل لأزمة القطاع والاصلاح الحقيقي في هذا الملف. وفي النهاية فان رئيس الحكومة هو الذي يتحمل تداعيات نجاح او فشل اي ملف ومن حقه اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب، فهل المواطن يعنيه طائفة الوزير ام ان تصله الكهرباء؟
وختم البيان: «تبقى كلمة اخيرة من يقوم بالحملات والعرقلة هو «التيار» نفسه، وليس فريق الرئيس ميقاتي، واكبر دليل التسريب الوقح وغير المسؤول للتشكيلة الحكومية التي قدمها الرئيس ميقاتي لرئيس الجمهورية.
وكشفت مصادر سياسية، انه لم يحصل اي اتصال أو تواصل بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي خلال عطلة نهاية الاسبوع وان اللقاء المرتقب بينهما، سيعقد يوم غد الثلاثاء، لمتابعة التشاور بملف تشكيل الحكومةالجديدة.
وقالت المصادر ان رئيس الحكومة قدم تشكيلة وزارية متكاملة لرئيس الجمهورية، استنادا الى صلاحياته الدستورية، وهو يتشاور معه، ويستمع الى ملاحظاته وينتظر رده عليها، في حين انه لا يبدو ان اسلوب التشاور المباشر بين الرئيسين عون وميقاتي، يروق لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الذي يبدو مستاء، لتجاوز مرحلة التشاور الاستباقي معه حول التشكيلة الوزارية، كما كان يحدث خلال مشاورات تشكيل الحكومة المستقيلة.
واشارت المصادر إلى ان باسيل الذي اوعز الى فريقه بتسريب التشكيلة الوزارية الى وسائل الإعلام، وارفقها بتوزيع معلومات وتلفيق استنتاجات، مفادها ان الرئيس المكلف تسرع بتقديم التشكيلة الوزارية الى رئيس الجمهورية ولم يتشاور معه مسبقا، او الادعاء، بان وراء تسريع تقديم التشكيلة نوايا مبيتة لفرضها فرضا، يحاول بشتى الوسائل، نسف التشكيلة الوزارية، وتعطيل مسار تشكيلها، لانه تم تجاهل دوره، في عملية التشكيل، وافشال كل اساليبه، لفتح مشاورات استباقية معه، ليكون الممر الالزامي للتشكيلة، وفرض من يريد توزيرهم من فريقه والاهم من كل ذلك توزير نفسه، من ضمن عرض رئيس الجمهورية، تطعيم التشكيلة الوزارية بستة وزراء دولة من السياسيين، وهو طرح لم يوافق عليه ميقاتي.
واعتبرت المصادر أن ميقاتي باصراره على التشكيلة الوزارية ورفضه تطعيمها بوزراء سياسيين، واصراره على نزع حقيبة الطاقة من هيمنة رئيس التيار الوطني الحر، قطع الطريق نهائيا، امام اقتراحات تطعيم التشكيلة الوزارية بسياسيين، مايؤشر الى تصاعد المواقف وتعثر عملية التشكيل في الوقت الحاضر.
ورأت المصادر ان تشبث ميقاتي برفض اي حوار جانبي مع باسيل، لتضييق شقة الخلافات، ليس تهميشا متعمدا لدور الاخير، وانما لان هذا التصرف، يتعارض مع الدستور، وليس منطقيا من جهة، في حين ان التشاور معه حصل كغيره في المجلس النيابي من جهة ثانية، بينما ردد رئيس التيار الوطني الحر مرارا انه لن يشارك بالحكومة، فلماذا هذه الضجة اذا.
وشددت المصادر ان الرئيس المكلف يبذل ما في وسعه لتسريع الخطى لتشكيل الحكومة، في حين ان التلطي وراء التسرع والتشاور الاستباقي والجانبي، لا يهدف بالنهاية، الا لابتزاز الرئيس المكلف ومحاولة فرض شروط ومطالب تعجيزية يسعى اليها باسيل قبل المشاورات وبعدها، وتم رفضها، ولا يمكن تحقيقها.
واعتبرت المصادر ان ما يروج له مقربون من التيار الوطني الحر، بأن حكومة تصريف الأعمال التي يستند اليها ميقاتي كورقة قوية في مشاورات التأليف، انما تفتقد للشرعية الوطنية، وبالتالي فهي ليست مؤهلة لتسلم صلاحيات رئيس الجمهورية في حال لم تجر الانتخابات الرئاسية في موعدها، انما هو قول مردود، ولن يحقق اياً من مطالب وشروط باسيل المرفوضة.
وفي وقت متأخر من ليل امس رد التيار الوطني الحر على ميقاتي داعياً اياه ان يروي كل ما جرى من اأحاديث خلال الاستشارات فلا يعمد إلى اقتطاع ما يناسبه منها على قاعدة «لا اله» وحيث انه لم يحترم مبدأ المجالس بالامانات فإننا ندعوه الى الكشف عما قاله أمام نواب تكتل لبنان القوي بشأن حاكم المصرف المركزي ولا سيما إقراره بأنه يجب تغييره، وانه لم يعد يُحتَمَل لكن من يرفض الاقالة وتقديم البديل هو وزير المالية «وتعرفون من يتبع وزير المالية»، محاولاً بالتالي رمي المسؤولية على غيره فيما الحقيقة انه لا يريد تغيير الحاكم ليس لحماية الحاكم فقط بل لحماية نفسه. إذ ان تقرير التحقيق بحق رياض سلامة والذي يتهرب القضاة من توقيع الادّعاء فيه يتضمّن ما يكفي لكي يلجأ الميقاتي الى توفير درع سياسية للقضاة كي لا يوقعوا الادّعاء.
وتساءل: كيف يسمح لنفسه بمخاطبة رئيس الجمهورية من بكركي بأنه يسمح له باعطاء رأيه بإسمين او ثلاثة في حكومة هو شريك كامل بتأليفها حسب الدستور؟ وهو يفعل ذلك عمداً لعلمه بأن هكذا كلام استفزازي للرئيس ولما ولمن يمثّل وهو وحده كفيل بوقف عملية التشكيل.
وختم داعياً الرئيس ميقاتي إلى الخروج من قرار عدم التأليف وتشكيل حكومة بحسب الاصول والدستور.
لكن النائب السابق وليد جنبلاط الذي زار عين التينة لمدة نصف ساعة، برفقة النائب السابق غازي العريضي، لاهداء الرئيس بري نسخة عن كتاب لتشرشل كرئيس لوزراء بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية، عكس اجواء غير قاتمة، اذ قال ردا على سؤال حول اطلاق المسيرات: اسرائيل مش مقصرة في الأجواء اللبنانية، ولا حرب في الافق، طارحاً لبعض العقلانية لتحسن المستقبل، لكنه لاحظ ان بعض الفرقاء في الداخل يضعون شروطا تعجيزية في ما خص تأليف الحكومة، مشيداً بدور بري في اخراج لبنان من جو طوق الحصار العربي، بعد اجتماع وزراء الخارجية في بيروت.
وفي عظة قداس الاحد امس، طالب البطريرك الراعي «المسؤولين السياسيين بتأليف حكومة جديدة في اسرع وقت ممكن لحاجة بلادنا اليها اكثر من اي يوم مضى. نريدها حكومة، كما ينتظرها الشعب، جامعة توحي بالثقة من خلال خطها الوطني ومستوى وزرائها، وجديتها في اكمال بعض الملفات العالقة، وضمان استمرار الشرعية وحمايتها من الفراغ.
اضاف: وكما نطالب بالحاح بتأليف حكومة جديدة، نطالب بالحاح ايضاً بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، قبل موعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية بمدة شهر على الاقل او شهرين على الاكثر، كما تنص المادة 73 من الدستور. وينتظر الشعب ان يكون رئيساً واعداً ينتشل لبنان من القعر الذي اوصلته اليه الجماعة السياسية، اكانت حاكمة ام متفرجة.
وفي اليوميات الحكومية، وجه الرئيس ميقاتي عشية اللقاء الرئاسي المرتقب ومن مقر البطريركية المارونية الصيفي في الديمان، رسالة مباشرة وواضحة الى من يعنيه الامر لا سيما التيار الوطني الحر، مفادها «لا يمكن لفريق القول اريد هذا وذاك ويفرض شروطه، وهو اعلن انه لم يسمِّ رئيس الحكومة ولا يريد المشاركة في الحكومة ،ولا يريد منحها الثقة» . وهو بذلك قطع الطريق على فرض الشروط ولكنه افسح المجال امام تعديلات معقولة على التشكيلة الحكومية التي قدمها للرئيس ميشال عون، وسط معلومات عن ان التشكيلة التي قدمها هي للتفاوض وليست ثابتة وهو غير متمسك بها.
وبالفعل تسربت معلومات جديدة امس لم تؤكدها اي جهة رسمية مفادها أنّ الرئيس ميقاتي بادل رئيس الجمهورية ميشال عون يوم التقاه الجمعة، بإقتراح مقابل اقتراحات عون الثلاثة (راجع عدد اللواء السبت) تضمّن تسمية رفيق حداد وزيراً للإقتصاد (وهو المسؤول المالي في التيارالوطني الحر والمستشار الاقتصادي لعون) بدل الوزيرامين سلام، الذي اكد ميقاتي انه لا يريده في الحكومة الجديدة.
اضافت المعلومات: ان ميقاتي ابلغ عون أنّه لا يرغب باي شكل بقاء وليد فياض في وزارة الطاقة، وقال لعون: ليبقى في الحكومة اذا شئت لكن ليس لحقيبة الطاقة.
ووفق المعلومات، سأل عون ميقاتي: لماذا لا تطال المداورة في الحقائب وزارة المال والداخلية مثلاً؟، فأجابه ميقاتي: لا اريد فتح مشكلة حول حقيبة المالية.
وردا على سؤال حول المسيّرات التي اطلقها حزب الله فوق حقل كاريش الاسرائيلي؟ قال: العـدو «مش مقصّر» باستخدام الأجواء اللبنانية وثمة قواعد للعبة، ولكن لا أرى حرباً.
رسائل «درون» الحزب
لكن طرأ مشهد جديد في الساحة اللبنانية والاقليمية عصر السبت، تمثل بإعلان حزب الله واسرائيل عن اطلاق ثلاث طائرات مسيرة بإتجاه حقل «كاريش» الاسرائيلي في البحر، ادعى جيش الاحتلال انه تصدى لها، بينما اعلن الحزب في بيان ان «الرسالة وصلت».
فقد اعلنت «المقاومة الاسلامية» في بيان أنه «بعد ظهر يوم السبت في 2-7-2022، قامت مجموعة الشهيدين جميل سكاف ومهدي ياغي باطلاق ثلاث مسيرات غير مسلحة، ومن أحجام مختلفة باتجاه المنطقة المتنازع عليها عند حقل كاريش للقيام بمهام استطلاعية».
وأضاف البيان: أُنجزت المهمة المطلوبة وكذلك وصلت الرسالة، وما النصر إلا من عند الله العزيز الجبار.
كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي, اعتراض 3 طائرات مسيّرة اقتربت من جهة لبنان نحو المجال الجوي فوق المياه الاقتصادية لـ «إسرائيل» . واعتبر أنّ «حزب الله يحاول تقويض السيادة الإسرائيلية بشتى الطرق على الأرض، وفي الجو والبحر». وأشار إلى أنّ «المياه الاقتصادية جزء من إسرائيل وليست منطقة نزاع ولا نقاش بشأنها» .
وفي تفسيره للعملية قال مصدر مسؤول في الحزب لـ «اللواء»: ان هدف اطلاق الطائرات كان الاستطلاع، والرسالة كانت: اذا كنا قادرين على الاستطلاع فوق كاريش يعني اننا قادرون على قصفه.لذلك أوقفوا التنقيب طيلة فترة المفاوضات.
اضاف: في المعنى السياسي للرسالة، ان لبنان لا يمكن ان يقبل باستخراج اسرائيل النفط والغاز من دون حصول إتفاق نهائي بالمفاوضات يضمن حقوقه، ولا يقبل ان يُضيّع الاميركي والاسرائيلي الوقت ولا يرد جوابا شافيا وافيا حول المقترحات اللبنانية بحجة عدم وجود حكومة إسرائيلية حاليا، بينما التنقيب قائم.
وقال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد: أن العدو الإسرائيلي كان يعتبرنا خطرا تكتيكيا ووجودا مزعجا في بداية مواجهتنا له، ولكن في ما بعد، توصل إلى أن يعترف بأن خطرنا عليه أصبح استراتيجيا يطال دوره وتسلطه وفعاليته وتأثيره في السياسة التقليدية والدولية، والآن أصبح يتعامل معنا هذا العدو على أننا خطر وجودي على كيانه ومنظومته الأمنية والعسكرية التي تحوّل فلسطين المحتلة إلى ثكنة عسكرية عدوانية متقدمة للغرب في منطقتنا العربية.
مؤتمر وزراء الخارجية
أنهى وزراء الخارجية العرب، اجتماعهم التشاوري في فندق الحبتور في سن الفيل، حيث ترأس الجلسة الافتتاحية وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عبدالله بوحبيب باعتبار لبنان يرأس الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب.
بعد انتهاء الاجتماع وفي دردشة مع الصحافيين قال الامين العام المساعد السفير حسام ذكي: «ان البحث تناول الاعداد للقمة العربية التي ستنعقد في الجزائر والوضع الكارثي للمجاعة في الصومال في ظل الأوضاع المناخية الصعبة والامن الغذائي العربي، وهناك خطة تعدها الامانة العامة وستقدمها في شهر ايلول المقبل، كما تم البحث في القضية الفلسطينية»، وأكد السفير زكي «دعم وتضامن المجتمعين مع لبنان لكن لم تطرح قضايا فرعية او جزئية».
وبعد انتهاء الاجتماع قال بو حبيب في مؤتمر صحافي مشترك مع امين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط: تم التطرق الى الاستمرار بدعم الدولة اللبنانية، وعرضنا ازمة اللبنانيين وضرورة اعتماد مقاربة جديدة لموضوع النازحين السوريين. ولمسنا ايجابية من الاخوة العرب لعودة لبنان الى عافيته.
اضاف: ان النقاشات خلال الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب كانت بناءة، وتطرقنا الى موضوع دعم الدولة ومؤسساتها.
من جانبه، قال ابو الغيط يهمني الاحاطة بمفهوم الاجتماع التشاوري، وهو اجتماع بلا رسميات ولا اسماء دول، ويتم التداول بأي موضوع ولا يصدر عنه وثائق ولا قرارات.
اضاف: ناقشنا موضوع سوريا ولكن لا قرار انما نقل للاراء. وتحدثنا كذلك عن الازمة الاوكرانية وتأثيراتها الكبيرة، وكذلك عن الصومال والمجاعة الكبيرة التي يقترب منها، وكان هناك حيز واسع للقضية الفلسطينية.
واردف قائلاً: الحضور في هذا التوقيت الى لبنان في ظل اوضاعه الاقتصادية بالغة الصعوبة والسياسية، هي رسالة من الدول العربية انها تدعم البحث عن تسويات تحقيق الاستقرار وتساند لبنان باوضاعها ومشاوراتها مع صندوق النقد الدولي.
(راجع ص3)
اجتماع واضراب مستمر
حياتياً، اعلن وزير العمل في حكومة تصريف الاعمال مصطفى بيرم ان اجتماعا سيعقد عند الرابعة والنصف من بعد ظهر اليوم في السراي الكبير بناء لطلب الرئيس ميقاتي، للبحث في مطالب موظفي القطاع العام، الذي اعلنت رئيسة رابطة موظفي القطاع العام نوال نصر الاستمرار في الاضراب.
التحركات
لجهة التحركات الاعتراضية على الوضع المعيشي المتدهور، جرت تحركات يتيمة في بعض احياء العاصمة في الطريق الجديدة الى رأس النبع احتجاجاً على تردي الاوضاع المعيشية، على اقفال الطريق من مستشفى المقاصد حتى ساحة السبيل في المنطقة، من خلال ركن سياراتهم في وسط الشارع، الدولة «نائمة بل غائبة عن السمع.
والى طرابلس، قام عدد من المواطنين بالتظاهر، امام دارة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي في مدينة الميناء – طرابلس، لنفس السبب المذكور اعلاه وبما انه منزل «دولتو» سجل انتشار لوحدات الجيش في المكان.
أبناء بيروت
على خط الأزمة
من ناحيتها، وجهت «رابطة ابناء بيروت» في اجتماع طارئ صرخة غضب لانقاذ ما تبقى من الشعب اللبناني، داعية المسؤولين والمعنيين الى ايلاء المواطنين الاهتمام في هذه الظروف.
والقى رئيس الرابطة محمد الفيل كلمة قال فيها: «ها نحن ندق ناقوس الخطر وايام معدودة تفصلنا عن ازمة الغذاء العالمي التي تنعكس علينا بالمجاعة في لبنان في ظل الازمة الاقتصادية والمعيشية التي دخلت الى كل بيبت وكل شارع وكل زاروب وكل منطقة.
905 اصابات جديدة
صحياً، اعلنت وازرة الصحة عن تسجيل 905 اصابات جديدة بفايروس كورونا وحدوث حالة وفاة واحدة، ليرتفع العدد التراكمي الى 1115719 اصابة مثبتة مخبرياً منذ 20 شباط 2020.
*************************************
افتتاحية صحيفة الديار مسيرات حزب الله تُرعب «إسرائيل»: عملية دقيقة وتطور كبير
هل باع لبنان نفطه تحت تأثير ضغط العقوبات الدولية على سياسييه؟
غياب إيرادات خزينة الدولة تجعلها تقترض بشكل مُنتظم من مصرف لبنان
على الرغم من الإنقسام اللبناني على موضوع سلاح حزب الله، إلا أن أحدًا لا يُمكن نكران أن هذا السلاح هو الوحيد القادر على لجم العدوان الإسرائيلي، والدليل المقال الذي نشرته البارحة صحيفة الـ «جيروزاليم بوست» الاسرائيلية.
فعلى إثر إرسال حزب الله لثلاث طائرات من نوع درون إلى منطقة حقل كاريش المتنازع عليه يوم السبت الماضي، نشرت الصحيفة مقالًا تحليليًا بعنوان «التهديد الهائل للطائرات بدون طيار بين إيران وحزب الله، يتصاعد»، فصّلت فيه القدرات الكبيرة لطائرات الدرون التابعة لحزب الله والتهديدات التي تواجه العدو الإسرائيلي ومنصته لإستخراج الغاز في كاريش، لتستنتج أن هذه العملية – أي إرسال الدرونات من قبل حزب الله – تصعيدًا متزايدًا من قبل الحزب لاستهداف منصات الغاز قبالة السواحل الإسرائيلية.
الدقة التي واكبت عملية إرسال الدرونات والتي تمّ إثباتها من خلال الفيديو الذي نشرته شبكة اخبارية ايرانية رسمية على مواقع التواصل الإجتماعي، أظهر صوراً التقطتها مسيّرات حزب الله للسفينة اليونانية القابعة في منطقة في حقل كاريش الغازي.
الصحيفة الإسرائيلية فصّلت في مقالها القدرات الجوية لحزب الله وقدّرت أن هناك أكثر من 2000 طائرة درون متطوّرة موجودة عند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلّة. وأضافت أن هذه الطائرت المسيّرة هي من نوع الطائرات الإنتحارية تحمل رؤوسًا حربية ومصممة للطيران نحو هدفها، مؤكّدة التطور الكبير في هذه الطائرات التي أصبحت – بحسب قول الصحيفة – أكثر تعقيدًا وبالتالي إرتفاع المخاطر.
وعدّدت الصحيفة عدّة حوادث تُظهر عجز «إسرائيل» عن مواجهة هذه الطائرات على مثال ما حصل في العام 2004 حين تمكّن درون تابع لحزب الله من التحليق في المجال الجوي الإسرائيلي لفترة تفوق الخمس دقائق من دون أن تستطيع طائرات العدو كشفها. أيضًا ذكرت الصحيفة حادثة في العام 2005 حين دخلت طائرة مسيّرة تابعة لحزب الله إلى المجال الجوي الإسرائيلي، وقامت برحلة استطلاعية فوق منطقة الجليل بمسار بلغ 30 كم. أيضًا وخلال عدوان تموز 2006، شن حزب الله هجومات على مواقع إسرائيلية من ضمنها سفينة تمّ إستهدافها. ورصد السفينة العديد من الحوادث كان أخرها في 17 شباط الماضي حيث قالت أن «إسرائيل» أسقطت طيارة أطلقها حزب الله، وإستنتجت منها زيادة الخطر على العدو الإسرائيلي من هذه الدرونات التي لم تعد القبة الحديدية قادرة على مواجهتها على الرغم من الإستثمارات الهائلة التي قامت بها إسرائيل على مر السنين في المجال التكنولوجي بما في ذلك إستخدام الطائرات الحربية وصواريخ باراك وسفن كورفيت الإسرائيلية.
ووجّهت الصحيفة الإتهام لحزب الله بأنه يقوّض إتفاق مُحتمل على الحدود البحرية بين المنطقتين الإقتصاديتين الخالصتين التابعتين للبنان ولفلسطين المُحتلة، مُستندة إلى التهديد الذي أطلقه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والذي قال فيه أن «الهدف المباشر يجب أن يكون منع العدو من استخراج النفط والغاز من حقل غاز كاريش».
التوجّه الإستراتيجي الإسرائيلي العام هو نحو توسيع التحالفات الإقليمية والدولية لمواجهة هذه المخاطر. وما الحديث عن حلف ناتو شرق – أوسطي إلا دليل على رغبة «إسرائيل» بتوسيع شراكاتها العسكرية لتضمّ العديد من الدول الإقليمية التي قد تساعدها بشكل أو بأخر على درء «الخطر المتصاعد» لحزب الله ضد العدو الإسرائيلي.
على هذا الصعيد كان للنائب جميل السيّد تغريدةٍ لافتة على حسابه على موقع «تويتر» قال فيها «رغم الثرثرة اللبنانية حول مفاوضات الترسيم البحري والتي يقابلها صمت إسرائيلي مطبق إلاّ ما يتسرّب عندنا عن لسان الوسيط الأميركي، وخلافاً لكل ما يُقال ويُشاع، فإنني أرى أن لبنان وتحت وطأة خوف قياداته من العقوبات، قد أضاع حرّية المناورة وأوقع نفسه في فخّ قد لا يخرج منه إلا بالتصعيد». مُضيفًا في تغريدةٍ لاحقة أن «جواب للعلم، التفاوض ليس محصوراً بالرئيس عون، وكبار المسؤولين في الدولة يشاركون في التفاوض بكل التفاصيل ضمن ما يُسمّى وحدة الموقف اللبناني، والتي تعني الكل شركاء في الربح، وعند الخسارة، ما حدا مسؤول».
هذا الأمر علّق عليه وزير سابق من محور 14 أذار سابقًا بقوله لجريدة الديار «كل السياسيين المعنيين بملف ترسيم الحدود مع إسرائيل خائفون من عقوبات أميركية. وبما أن مصالحهم تمرّ قبل المصالح الوطنية لذلك رفضوا تعديل المرسوم 6433 وتخلّوا عن حقوق لبنان في حقل كاريش والتي أثبت الجيش اللبناني صحتها ومصداقيتها من خلال منهجية علمية دقيقة حصدت تقدير مراجع دولية». وأضاف الوزير السابق «البعض يُحاول شراء العفو عن فساده مقابل ثروة لبنان النفطية والتي تبلغ عشرات مليارات الدولارات من حقوق للبنان في حقل كاريش». مُضيفًا أنه «وعلى الرغم من مواقفنا السياسية التي تتعارض مع حزب الله، إلا أننا نتوافق مع دعوة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله على وحدة الصف اللبناني في وجه العدو الإسرائيلي ونزيد عليها في وجه منظومة سياسية باعت حق لبنان مُقابل بقائها في مناصبها».
إلى هذا يقول أحد المُحللين السياسيين أن هذه الحادثة أرعبت العدو الإسرائيلي وبالتالي قد تُشكّل دافعًا رئيسيًا لقيادات العدو لإتخاذ قرار بعمليات إستبقاية ضدّ لبنان وضدّ حزب الله على الأراضي اللبنانية، وذلك خوفًا من أن تتحمّل «إسرائيل» مُخطّطًا وضعه حزب الله قد يُكبّدها خسائر كبيرة. وأضاف أن هذا الأمر مدعوم بحجّة جوهرية وهي عدم قدرة لبنان على الصمود كما فعل في العام 2006 والتي أثبت فيها الشعب أنذاك أن وحدته قاومت 34 يومًا من القصف المدمّر ولم يستطع أي جندي إسرائيلي البقاء في الأراضي اللبنانية.
إقتصاديًا، يقول مرجع إقتصادي أن أي حرب على لبنان ستؤدّي حكمًا إلى ضرب مقومات العيش بحدّه الأدنى للشعب اللبناني خصوصًا إذا ما قامت «إسرائيل» بإستهداف السفن التجارية المُحمّلة بالمحروقات والمواد الغذائية والأدوية. وهذا الأمر سيزيد من نسبة الفقر والعوز ويجعل من لبنان منطقة منكوبة بكل ما للكلمة من معنى.
هذا القول يؤيّده المّحلل السياسي الآنف الذكر الذي قال قد تكون هنا بالتحديد الحجّة الجوهرية لأي عمل عسكري ضدّ لبنان. والحسابات الإسرائيلية تدور حول ما قد يقوم به حزب الله وحماس وإيران من ردّة فعل. وإذ شدّد على عنصر الضعف اللبناني إقتصاديًا، إلا أنه أضاف أن مخاوف «إسرائيل» من حزب الله ومن قدراته كما ذكرتها الصحيفة العبرية تجعله يحسب ألف حساب وهو يحتاج إلى دعم لوجستي إقليمي متسائلًا عن دور مُحتمل لبعض الفئات الموجودة في لبنان.
في هذا الوقت وعلى الصعيد الداخلي، يستمر المواطن في مواجه أصعب أيامه. ودخل إضراب الموظفين في القطاع العام مرحلة مُتقدّة أصبحت معها الخدمات العامة في حالة حرجة خصوصًا لناحية مداخيل الدولة التي سجّلت أدنى مستوياتها منذ الحرب الأهلية في سبعينات القرن الماضي. ويقول المرجع الإقتصادي الآنف الذكر أن مصرف لبنان هو من يمول الدولة اللبنانية مع غياب أية مداخيل للخزانة العامة، وما تعديل أسعار الإتصالات إلا مُحاولة من قبل الحكومة لتمويل قسم من الإنفاق الذي تقوم به. ويتوقّع المرجع أن تكون المرحلة المُقبلة التي تمتدّ حتى حدث من إثنين: أو إتفاق على ملف الحدود البحرية أو إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، مرحلة صعبة سيستمر خلالها مصرف لبنان بالصرف على الدولة اللبنانية خلافًا لكل ما تدّعيه بعض القوى السياسية.
**********************************
افتتاحية صحيفة الشرق
ميقاتي: لم تسموا.. ولن تشاركوا.. ولن تمنحوا الثقة!!
انهمك لبنان الرسمي بالحركة العربية التي ملأت الساحة داخليا على هامش الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب. غير ان حديث الزوار بالاجماع عن دعم الشعب اللبناني، لن يكون كافيا لـ”تسييل” هذه المواقف، بما ان اي مساعدة للبنان – الدولة، ستبقى مشروطة بالاصلاحات الاقتصادية والسيادية، رغم مسايرة اهل الحكم العربَ وإسماعهم كلاما جميلا عن تمسّك بيروت بعلاقاتها التاريخية معهم، ورغم “تباكيهم” أمامهم، ومطالبتهم اياهم بالمساعدة خصوصا في ملف النازحين السوريين. ويبدو حتى الساعة، ان هذه الاصلاحات مؤجلة، في ظل موجة التباينات التي طفت سريعا على ضفة تشكيل الحكومة، سيما على جبهة بعبدا – السراي، وقد ارتفعت اكثر مع اعلان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي انه ليس في وارد سحب “المالية” من الطائفة الشيعية وانتقاده تمسّك الفريق الرئاسي بشروط ومطالب ورفضه في الوقت عينه منحَ الحكومة الثقة.
في هذا الوقت سخن حزب الله المواجهة مع اسرائيل من خلال اطلاق ٣ مسيرات حلقت فوق حقل كاريش واسقطها الجيش الاسرائيلي، من دون ان تشكل اي خطورة على المنشآت النفطية، ولكن اسرائيل حذرت من الرد.
العرب في القصر
احتل الوزراء العرب اليوم واجهة الاهتمام المحلي، وزاروا قصر بعبدا حيث استقبلهم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وقد تحدث باسمهم الأمين العام للجامعة العربية احمد أبو الغيط، قائلا “اهتم الاخوة وزراء الخارجية والرؤساء المندوبين، بالتعبير عن الشكر والتقدير للرئيس عون، بالحضور الى مقر القصر الجمهوري، إضافة الى وقوفهم ودعمهم للبنان.” أضاف “ان هذا الاجتماع التشاوري هو الثالث، ويعقد بالتراضي والتوافق بين كافة الدول العربية. والدور كان على لبنان في استضافته، والوزراء رحبوا بالحضور وبتأييدهم للشعب اللبناني والحكومة اللبنانية والرئاسة اللبنانية.
لن ننسى اشقاءنا
كما زارت الوفود العربية عين التينة حيث استقبلها رئيس مجلس النواب نبيه بري، مؤكدا لهم “ان لبنان لن ينسى أشقاءه العرب، لن ينسى الطائف ولا الدوحة ولا الكويت في يوم من الأيام لكن الآن لبنان يطلب ويتوق الى أشقائه العرب ويتمنى مجيئهم والدخول الى صلب ما يشكو منه لبنان”، مشددا امامها على ضرورة عودة سوريا الى جامعة الدول العربية.
ميقاتي عند الراعي
على الضفة الحكومية، ترقّبٌ للّقاء الثالث بين عون وميقاتي مطلع الاسبوع. وفيما لا رهان كبيرا على خرق يُمكن ان يتحقق سريعا في جدار التشكيل، برزت زيارة قام بها ميقاتي الى الديمان، بدت لافتة من حيث الشكل لإظهار انه ليس في وارد تخطي المسيحيين ولا صلاحيات الرئيس المسيحي في عملية التأليف، ومن حيث المضمون ايضا. وبعد لقائه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في خلوة ناقشت المستجدات على الصعيد السياسي والحكومي، قال “شرحت لصاحب الغبطة التطورات الاخيرة وضرورة الاسراع في تشكيل حكومة، وأنني لهذا السبب قدمت التشكيلة الحكومية في اليوم التالي للاستشارات النيابية غير الملزمة. صاحب الغبطة كان متفهما لكل الامور، وشكرته على كل الدعم الذي يقدمه للحكومة واصراره على تشكيل الحكومة بسرعة.
المداورة.. و”الكنافة”
وردا على سؤال عن المداورة في الحقائب، أجاب ميقاتي: من حيث المبدأ انا ارفض الحديث عن اشخاص وحقائب محسوبين على فريق محدد، وعلينا ان نكون جميعا للوطن وحكومة وطنية بكل معنى الكلمة، وإلا فلن ينهض البلد. وعن وزارة المال، اشار الى “انني اخترت وزيرا جديدا، وبقيت الحقيبة ضمن التوزيع الطائفي القائم. وفي أحد لقاءاتي الاعلامية قلت ما من حقيبة يمكن ان تكون حكرا على طائفة محددة، ولكن في هذا الظرف بالذات حيث ان الحكومة سيكون عمرها محدودا، لن نفسح المجال لخلاف يتعلق بوزارة المال. المهم ان تقوم الحكومة بواجبها، سواء اكانت حكومة تصريف الاعمال او حكومة جديدة من أجل الوصول بسلام وأمان الى رئاسة الجمهورية. وتوجه “لمن يزعم القول انني لا اريد تشكيل حكومة”، قائلا “انني شكلت حكومة وارسلتها الى فخامة الرئيس، واذا كان راغبا في تعديل شخص او شخصين فلا مانع لدي، لكن لا يمكن لفريق القول “اريد هذا وذاك” وفرض شروطه، وهو اعلن انه لم يسم رئيس الحكومة ولا يريد المشاركة في الحكومة ،ولا يريد منحها الثقة”. ولفت الى أنه “لا يمكن لرئيس الجمهورية أكل الكنافة وترك قالبها».
الراعي وعودة
وفي اليوم التالي للزيارة دعا البطريرك الراعي في قداس الاحد للاسراع في تشكيل الحكومة، وطالب بانتخاب خلف لميشال عون قبل شهر من انتهاء ولايته.
بدوره، دعا متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، للاسراع بحكومة انقاذ وانتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :