أصدر رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين وائل الحسنية البيان التالي:
"في المعارك الدائرة اليوم في سورية ـ في المعارك السياسية، في لبنان والشام والعراق، في كل مظهر من مظاهر أعمالنا الفكرية والسياسية والاجتماعية، نجد كم هو ضروري العامل الأخلاقي (...) وفي رسالات وخطب ومحاضرات عديدة وجّهتها إلى القوميين الاجتماعيين أظهرت كم هو أساسي وضروري فهم العقلية الأخلاقية الجديدة التي تؤسسها تعاليم الحزب السوري القومي الاجتماعي".
أنطون سعاده\ المحاضرة العاشرة 1948
وبما أنّ العامل الاخلاقي والعقلية الاخلاقية الجديدة يتأسسان على تعاليم الحزب. فإننا نعمل لترسيخ مبدأ الأخلاق القومية في نهضتنا، لأنها تشكل الضمانة الحقيقة لانتصار قضية الحزب وتحقيق غايته المثلى.
إننا ومن موقع الحرص على الحزب ووحدته وعناصر قوته، وعلى مسيرته ودوره الريادي في مواجهة التحديات الكبرى، نشدد على أهمية وضرورة تحصين العامل الاخلاقي في حزبنا وفي المجتمع، وبألا ينجرّ أي قومي اجتماعي الى لغة الشتم وتضييع البوصلة التي نشأنا عليها في مدرسة النهضة. وكم كنا نتمنى أن لا ينزلق الأمين ربيع بنات ويقع في فخ اطلاق الشتائم، وأن يعيب على رفقائه لجوءهم الى القضاء المدني، بعدما اكتشفوا تزويراً مثبتاً، ومخالفات جوهرية في الانتخابات الحزبية التي جرت في 13 ايلول 2020، علماً أنه وآخرون عطلوا عمل القضاء الحزبي، بقرار اعفاء رئيس واعضاء المحكمة الحزبية الناظرة بالطعون المقدمة اليها حول عدم شرعية الانتخابات، وهو قرار ضرب عرض الحائط بالعدالة والقانون والدستور.
وحيال البيان الذي اصدره الأمين ربيع بنات بالأمس وما تضمنه من مغالطات واتهامات وشتائم، فإننا نضع أمام القوميين الاجتماعيين في الوطن وعبر الحدود وأمام الرأي العام الوقائع والحقائق التالية:
ـ إن السلطة التنفيذية في الحزب، قامت بواجباتها انفاذا لقرار المجلس الأعلى الذي دعا المجلس القومي للانعقاد في 13 ايلول، رغم أنّ رئيسها سجّل في محاضر جلسات مجلس العمد، تحفظات تتعلق بمحاذير انعقاد المجلس القومي ومخاطره نتيجة الظروف الاستثنائية بسبب وباء كورونا المستجد، واستحالة مشاركة اكثر من نصف اعضاء المجلس القومي، اضافة إلى أنّ رئيس هيئة مكتب المؤتمر العام ـ رئيس الحزب الأسبق الأمين حنا الناشف، وكذلك رئيس الحزب السابق الأمين فارس سعد قررا الامتناع عن المشاركة، وكان لهما موقف يدعو المندوبين إلى عدم المشاركة في الاجتماع وتأجيله لمدة عام.
ـ كما ان السلطة التنفيذية في الحزب ـ مجلس العمد، وفي الجلسة التقيمية للعملية الانتخابية وبعد الاطلاع على تقرير عميد الداخلية وتقارير وآراء العمد حول مجريات الانتخابات، وثقت في محضر الجلسة الارتكابات الحاصلة، لا سيما التلاعب بالنصاب والتزوير في عملية الاقتراع نتيجة انتحال بعض الأشخاص صفة مندوبين والاقتراع باسمهم، عدا عن قيام بعض المسؤولين بالحجر على بعض الذين حضروا، إما لكون بعضهم غير مندوبين، أو لمنع المندوبين الفعليين من التفاعل واللقاء مع رفقاء مرشحين لعضوية المجلس الاعلى وهيئة منح رتبة الأمانة.
ـ أما أعضاء المجلس الأعلى المطعون بشرعية انتخابهم، ومن ضمنهم الأمين ربيع بنات، وبالرغم من هجومهم على لجوء بعض القوميين الى القضاء المدني بعد تعطيل القضاء الحزبي، فانهم استخدموا مستندات مزورة لاستئناف القرار الصادر عن المحكمة المدنية بوقف تنفيذ نتائج الانتخابات الحزبية لعدم تناسبه مع مصالحهم ولكونه يكشف مسار التزوير الذي انتهجوه ما عرض مصالح الحزب للخطر، وأساء لارادة القوميين الاجتماعيين وخياراتهم.
ـ ليس خافياً أنّ الأمين ربيع بنات وآخرين خاضوا الانتخابات الحزبية على لائحة واحدة، غير تلك التي اعدت في السر، وهذا شكل من اشكال التضليل اضافة الى ما حصل من تزوير وانتحال صفة وتلاعب بنصاب لم يتحقق، ما شكل سابقة خطيرة في الانتخابات الحزبية التي لطالما تميزت بالنزاهة والشفافية والمناقبية وبالجرأة التنافسية بين المرشحين، وعليه، فان من لجأ الى التزوير ولم يخض المنافسة بوضوح وعزم، ينطبق عليه قول سعاده: "العزائم الصحيحة لا توجد في النفوس التي غلبت مثالبها مناقبها".
ـ ان ما تضمنه بيان الأمين ربيع بنات، من اتهامات ونعوت، ليس من شيم القوميين، فالقوميون حرصاء على القيم الاخلاقية التي تصون مسيرة الحزب المخضبة بدماء الشهداء صراعا ومقاومة، ولا تتنكر لتضحيات القوميين الذين ارتفعوا بقاماتهم الى قمم العز، قيادة ومسؤولية، مرسخين نهج الحزب الصراعي المقاوم، وتحالفاته الاستراتيجية ووضعه على مسار الاستقرار والوحدة والقوة والمنعة.
ـ أما نقاش المسار القانوني فلسنا في معرض الخوض فيه، لأن الحكم المبرم الصادر، أكد بشكل نهائي على أن الهيئات الحزبية قبل انتخابات 13 ايلول، هي هيئات قائمة بقوة القانون ويراسها رئيس الحزب الأمين وائل الحسنية، وذلك حتى الفصل بالطعون في العملية الانتخابية.
ختاماً، ان ما هو مؤسف، أن نضطر الى الرد على بيان أحد الأمناء في الحزب، في وقت نحرص على أن يكون حزبنا قوياً وفاعلاً، واحداً موحداً، وأن يظل دائماً منصة أمان للقوميين الاجتماعيين بما يحقق العدالة لهم في حزبهم ومن خلاله.
إن مصلحة الحزب ومصلحة الأمة، أن يكون الحزب قوياً، ولذلك طرحنا مبادرتين للخروج من الوضعية الراهنة التي يمر بها الحزب:
الأولى الدعوة الى مؤتمر قومي عام يعبر من خلاله القوميون عن هواجسهم ويقدمون مقترحاتهم في جميع المناحي من أجل نهوض الحزب، وأن تكون توصياته ملزمة، وتعقبه انتخابات حزبية شفافة ونزيهة يرضى الجميع بنتائجها.
اما المبادرة الثانية، فهي تشكيل هيئة تحكيم حزبية خاصة واستثنائية تقتصر مهمتها على البت بالطعون المقدمة وفي فترة محددة لا تتجاوز الخمسة عشر يوماً.
وعليه، فإننا ندعو القوميين الاجتماعيين الى الالتفاف حول حزبهم، والتصدي لكل محاولات اضعافه، ومقاومة السقوط الاخلاقي، فمسؤولية القوميين الاجتماعيين كبيرة في هذا الظرف الدقيق الذي تمر بها أمتنا السورية، فهي تتعرض لأشرس هجوم يستهدف تفتيتها واضعاف قواها الحية المؤمنة بخيار الصراع سبيلا وحيدا لصون القضية القومية.
في 2020/10/31 عمدة الاعلام
نسخ الرابط :