رعى وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، حفل وضع حجر الأساس لإعادة بناء المستودع المركزي للدواء واللقاح في الكرنتينا، بحضور المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية الدكتور احمد المنظري، سفير اليابان أوكوبو تاكيشي، مديرة الرعاية الصحية في وزارة الصحة رندا حمادة ووفود صحية يابانية ولبنانية وممثلين لليونيسف والWHO ومنظمات دولية أخرى.
بداية ألقت حمادة كلمة لفتت فيها إلى أن لبنان "يواجه تحديات جمة، ويتحمل القطاع الصحي العبء الأكبر منها، ولكن بوجود فريق عمل متفان ودعم وقيادة حاضنة، وشركاء وأصدقاء مؤمنون بلبنان ودوره كمنظمة الصحة العالمية ودول مانحة شقيقة كدولتي الكويت واليابان، تتحول التحديات إلى نجاحات كما هو الحال اليوم، في المستودع المركزي للدواء واللقاح".
أضافت: "هذا الصرح، وبدعم لا يوصف من منظمة الصحة العالمية، تحول إبان العدوان الإسرائيلي على لبنان في 12 تموز 2006، إلى خلية نحل تستقبل هبات الدول المانحة وتحرص على توزيعها على الأراضي اللبنانية خاصة، خاصة أماكن وجود أهلنا الذين نزحوا من جنوب لبنان. واستمر العمل لتأهيل هذا الموقع وتوسيعه وتحسين ظروف عمله، لغاية تاريخ 4 آب 2020، لحظة الحدث الفاجعة الأليم الذي دمر بيروت وأوجع ناسها ودمر حجرها وآلم كل صاحب ضمير في أصقاع الأرض، لكنه لم ولن يدمر إيماننا وعزمنا على الاستمرار تكريما للشهداء، أطفالا ونساء وشبابا وشيوخا، سقطوا ويسقطون كل يوم للدفاع عن كرامة أرض وشعب وقضية".
وتابعت: "لبنان لم ولن يموت، طالما أنه ينبض بأشخاص مصممون على العمل. نعم مصممون على العمل بدون مقابل وبدون مطامع وبدون انتماءات سياسية أو طائفية، مصممون بإيمان ومبادىء صلبة. نلتقي بها معكم ومع فريق عملكم في لبنان، وعلى رأسه الصديقة الدكتورة ايمان الشنقيطي (ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان) وفريق عمل عاصرنا ويعاصرنا منذ سنوات طوال".
وتوجهت إلى المنظري، قائلة: "سعادة المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، في اللحظات الأولى بعد فاجعة مرفأ بيروت، هذا الموقع بدأ عملية إنقاذ لمخزون لقاحات وأدوية أساسية للرعاية الصحية الأولية وأدوية مستعصية ومعدات وتجهيزات، كان ردنا بالعمل باشراف معالي الوزير، وحرصنا أن نستأنف عملنا بإعادة توزيع الأدوية واللقاحات بعد أيام معدودة من الكارثة لضمان حصول أهلنا على احتياجاتهم، فكل التقدير لفريق عمل منظمة الصحة العالمية في لبنان بإدارتكم ودعمكم الذي نعول عليه ليدعم سياسات صحية واعية وخطط استعداد وجهوزية تراعي مصالح الشعوب وصحتهم، على حساب مراعاة سياسات متطرفة لبعض الدول. ومن هنا نشدد على دعمكم الكريم في المجالات الأساسية التالية: الدعم المستمر لبرنامج التلقيح للأطفال والترصد الوبائي. دعم للرعاية الصحية الأولية لناحية استكمال برنامج الاعتماد. دعم برامج التدريب المستمر للعاملين الصحيين وبرنامج الطب العائلي. دعم نظام المعلومات الصحية وEMR. دعم برنامج الإحالة بين الرعاية الصحية الأولية والمستويات الأخرى في الرعاية الصحية. ومتابعة انشطة التغطية الصحية الشاملة ومواكبة ما تقوم به حاليا دائرة الرعاية الصحية الأولى مع الشركاء في هذا الإطار".
وختمت بشكر الدولتين المانحتين الكويت واليابان "والشركاء المحليين والدوليين واليونيسف، والردود ستكون دائما بالعمل ثم العمل".
بعدها ألقى السفير الياباني كلمة بدأها بتقديم "أصدق التعازي للشعب اللبناني ولذوي الضحايا عقب الانفجار الاليم الذي هز بيروت بتاريخ 4 آب"، وشدد على "استعداد اليابان الدائم للوقوف الى جانب لبنان في هذا الوقت العصيب".
وقال: "إنه من دواعي سروري أن أكون هنا اليوم للاحتفال بوضع حجر الاساس لاعادة بناء المستودع المركزي للدواء واللقاح في منطقة الكرنتينا، بعد الضرر الكبير الذي لحق بالمركز جراء الانفجار المؤسف. لا شك أن القطاع الصحي في لبنان منهك بمواجهة أزمات عدة، منها الازمة الاقتصادية التي تبدت بوضوح أكثر هذا العام، وجائحة فيروس كورونا التي تستمر في الانتشار، وأيضا انفجار مرفأ بيروت الذي فاقم من التداعيات الكارثية على قطاع الاستشفاء وبالأخص على قطاع الدواء".
أضاف: "إزاء هذه الظروف المستجدة، تولي اليابان أهمية خاصة لهذا القطاع. فقد تم إعادة تخصيص تمويل بقيمة حوالى 360 ألف دولار أميركي لإعادة إعمار المستودع من قبل منظمة الصحة العالمية، باعتباره ركيزة أساسية في لبنان لضمان الامن الصحي المحلي.
كما أن اليابان سارعت الى تقديم منحة طارئة للبنان بقيمة 5 ملايين دولار أميركي للمنظمات الدولية التي تقوم بأعمال تشمل أيضا الاصلاح في المستودع المركزي بالاضافة الى إصلاح مراكز الرعاية الصحية بما فيها مستشفى الكرنتينا وتوفير معدات طبية لها".
وتابع: "إنني على ثقة أن هذه المنح اليابانية سوف تساهم في تفعيل دور القطاع الصحي في لبنان لتأمين الرعاية الطبية والاستشفائية، مما يعزز الأمن البشري للمتضررين بانفجار مرفأ بيروت وغيرهم من المواطنين في لبنان" .
وختم السفير تاكيشي مؤكدا "حرص الحكومة اليابانية على مواصلة دعمها لشعب لبنان لمساعدته على تخطي الظروف الصعبة، وعلى توثيق الروابط الوطيدة التي تجمع البلدين".
المنظري
وألقى المنظري كلمة قال فيها: "يشرفني اليوم أن أشارك في وضع حجر الأساس لاعادة بناء مستودع الادوية في وزارة الصحة العامة، والذي تدمر بشكل كبير بسبب الانفجار في مرفأ بيروت في 4 آب".
وشكر "دولة الكويت ودولة اليابان لدعمهما السخي عبر منظمة الصحة العامة لاعادة بناء المستودع الحيوي". منوها ب "الشراكة مع منظمة اليونيسف التي ستتولى إعادة تأهيل نظام التبريد والمعدات اللازمة لذلك عند الانتهاء من إعادة البناء".
كما شكر فريق عمل وزارة الصحة "الذي استطاع، بدعم من فريق عمل مكتبنا في بيروت، نقل حوالي 98% من الأدوية الى مستودعات أخرى بأقل من 48 ساعة بعد حدوث الانفجار"، وخص بالشكر الوزير حسن "لدعمه وتسهيله عملية التقييم وتطوير الخرائط الهندسية".
أضاف: "بوضعنا حجر الاساس اليوم، نأمل أن يتم الانتهاء من إعادة البناء خلال الثلاثة أشهر القادمة، بحيث يكون المستودع ملائما للمعايير الدولية من ناحية التخزين والتوزيع والأمن والمأمون، علما أن منظمة الصحة العالمية قد شرعت أيضا في تطوير نظام الادارة الممكنن للمستودع، بحيث يربط المستودع الكترونيا بالاقسام المعنية في الادارة المركزية في وزارة الصحة، كما بمراكز طبابة الاقضية ومراكز الرعاية الصحية الأولية والمستوصفات التي تستفيد من الادوية المدعومة من وزارة الصحة العامة".
وختم المنظري: "نتمنى أن تكون عملية إطلاق إعادة بناء مستودع الكرنتينا للادوية إشارة لبدء عملية إعادة بناء لبنان بشكل عام وتطوير نظام الصحة العامة بشكل خاص.
وإنني أستغنم هذه المناسبة لاعادة تأكيد دعم منظمة الصحة العالمية للنظام الصحي في لبنان بهدف تطوير وتحسين صحة المجتمعات فيه لا سيما الأكثر فقرا".
ثم تحدث حسن قائلا: "برسالة ومحبة رسول الانسانية محمد ص، وبشهادة حي على الصلاة، هنا تبدأ الصلاة، وحي على الفلاح، هنا يبدأ الفلاح، وحي على خير العمل كلنا إن شاء الله للعمل الصالح لنجدة الانسان".
أضاف: "أيها الحضور الكريم، ديبلوماسيا واقليميا وصحيا ومنظمات، اسمحولي بداية ان أهنئ فريق عمل الوزارة، قليلا ما يجوز للوزير ان يمتدح فريق عمله، ولكن بحق هو هذا النموذج الصالح في الادارات العامة في لبنان، وبالأخص في وزارة الصحة العامة قسم الرعاية الصحية ابان الانفجار الذي حصل في 4 آب، والذي آسى جميع اللبنانيين وجميع المحبين في دول العالم، ما بلسم جراحنا وخفف آلامنا، هو هذه المحبة والوقفة الصادقة وهذا الدعم غير المحدود للشعب اللبناني، وهذا ما نفتخر بع ونعتز، بهذه الشبكة الوطيدة من العلاقات والصداقات الأخوية الصادقة التي نسجها اللبنانيون المقيمون وفي المهجر".
وتابع: "أبدأ بتوجيه رسالة الى كل الدول الداعمة للبنان، أن يأخذوا من هذه المبادرة مثلا ومثالا يحتذى به للتعاون بين الجهات الدولية المانحة والادارات العامة المؤهلة في الوزارات اللبنانية كافة، وليس فقط في وزارة الصحة العامة. وانني ادعو كل الدول الصديقة الداعمة، ان تتفاعل مع وزارات الدولة ومع ادارات الدولة المؤهلة للقيام بهذه المسؤولية، لان للاسف ما نراه من تأخير في إعادة ترميم منطقة الدمار جراء الانفجار، غير مبرر. ان على الدولة ان تكون الشريكة بمراعاة مبدأي الفعالية والشفافية لتحقيق الهدف وبلوغه سويا بنجدة من تضرروا ونجدة كل انسان موجوع وبحاجة لدعم دوائي، أكان من مستودعاتنا هنا في الكرنتينا، أم في مراكز توزيع الادوية في المحافظات والاقضية".
وقال: "نحن من الكرنتينا نوزع الادوية على مراكز التوزيع في لبنان للامراض المستعصية والمزمنة في المحافظات كافة، وبالتالي ان ما تقدمه اليوم دولة اليابان الصديقة مع دولة الكويت وكل المانحين، وما قدمته وتقدمه منظمة الصحة العالمية، واستثمار دولة اليابان في البشر من خلال الدعم الانساني، يجعلنا نطلق من هذا الصرح المهم مخازن الكرنتينا التي لها في ضمير لبنان وتاريخه الكثير. واننا اليوم من امام مستشفى الكرنتينا ننتظر وعود الدول الصديقة التي ساهمت جزئيا بإعادة ترميمه، بالاستمرار بيد المساعدة عبر رسالة المحبة والاخوة والصداقة على مستوى وزارة الصحة العامة".
وأضاف: "إن ما يعنينا اليوم من هذا الانجاز التاريخي هو إعادة اعمار مستودعات الكرنتينا بتكنولوجيا متقدمة وبالوسائل والتقنيات اللازمة، لكي نواكب التقدم الحاصل على صعيد توزيع الأدوية في كل دول العالم. عندما نتكلم عن الرعاية الصحية في دول العالم، نتكلم عن الأدوية المزمنة والأدوية المستعصية وعن حضانة الأطفال وحصانتهم وتلقيحهم، وعن دور بارز لليونيسف الدبليو اتش او، الذين لم يبخلوا يوما ولم يتركوا لبنان الا وكانوا يدا بيد الشركاء الحقيقيين لضمان هذه الحماية واللقاح ضد كل الأوبئة، آملا ان يكون لقاح كوفيد 19 قريب المنال".
وشكر منظمة اليونيسف "التي كانت متعاونة بنقل اعتماد الدفعة الاولى بمبلغ 4 مليون و300 الف دولار من حساب يونيسف الى منظمة الصحة العامة دفعة اولى من covax facility، ونأمل باعتماد covax للقاحات الدولية المعتمدة مع دبليو اتش للعمل بنفس الاتجاه لحماية المجتمع اللبناني وحصانته. ويسعدني ايضا انه كان بالامس فرصة اللقاء مع المدير الاقليمي لمنظمة WHO الدكتورة إيمان التي ان بدأنا لن نعرف اين ننتهي بالشكر على العطاء والسخاء والمؤازرة والمحبة الموجودة دائما وعلى الأصعدة كافة، من الدواء واللقاح والتجهيزات والمؤازرة لمواجهة الوباء، والبرامج الصحية ومواكبة كل التحديات الطبية على مستوى العالم والمؤازرة الفورية والبحثية، كل هذا ولنا الشرف ان نتعاون ونتفاعل دائما".
وختم حسن: "لبنان، برغم التحديات، يتميز بالطاقات والكوادر البشرية، لكنه للاسف يواجه دائما كما من المشاكل التي لا تنتهي، وما ان تنتهي إحداها حتى نبدأ بأخرى. ان ما نواجهه الآن على مستوى وزارة الصحة العامة هو مواجهة تاريخية بدءا من الأزمة الاقتصادية والمالية الى الوبائية والسياسية والمجتمعية، وشاء القدر ان نواجهها معا، ولكن اقول وبثقة تامة ان هذا التعاون النموذجي وهذا الجدال وهذه التضحية لنا جميعا هي الكفيلة بوصولنا كمجتمع لبناني الى بر الأمان".
نسخ الرابط :