افتتاحية صحيفة البناء :
اليوم تبدأ مفاوضات ترسيم البحر عملياً ويتبادل الوفد العسكريّ مع الأمم المتحدة الخرائط عون والحريريّ يحسمان حكومة الـ 18 وزيراً وتوزيع مبدئي للحقائب طائفياً / الاتصالات للمردة والأشغال لحزب الله والصحة للاشتراكي وشراكة للطاقة والداخلية
يستعد الوفد العسكري الذي يمثل لبنان اليوم في المفاوضات غير المباشرة الخاصة بترسيم حدوده البحرية بصورة خاصة، لبدء العملية التفاوضية في جلسة اليوم، عبر تبادل الخرائط مع الأمم المتحدة، التي ينتظر أن تتلقى بالمثل الخرائط التي يحملها وفد العدو، وتسلم لكل من الطرفين والوسيط الأميركي نسخة من الخرائط التي تتلقاها مع مسوغاتها التقنية والقانونية، ليتولى كل طرف إعداد ردوده على اطروحة الطرف الآخر في الجلسة اللاحقة، بعدما يعرض ويشرح كل من الطرفين وجهة نظره ومستنداته التقنية والقانونية في جلسة اليوم، وفقاً للتصور الذي أعدته الأمم المتحدة لإدارة جلسة اليوم والجلسة التي ستليها، ليبدأ بعدهما حصر نقاط الخلاف المرجعية القانونية والتقنية التي يستند اليها رد كل من الفريقين على اطروحة الفريق الآخر، وبدء مناقشاتها نقطة نقطة، ليترتب على حسمها الدخول في تطبيق المرجعيات القانونية والتقنية المتفق عليها على الخرائط والانطلاق لترسيم الخط الحدودي.
بالتوازي وبعيداً عن انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي ربط بها بعض المحللين تقدم المسار التفاوضي والمسار الحكومي معاً، يتقدم المسار الحكومي بسرعة، بعدما نجحت ثلاثة اجتماعات ضمت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، في تخطي مرحلة كسر الجليد وبناء الثقة، لبلوغ مرحلة العمل معا، كما تصف مصادر متابعة للملف الحكومي أجواء الجلسة الثالثة التي عقدت أمس.
تقول المصادر المتابعة إن حجم الحكومة قد تم حسمه لجهة اعتماد عدد الـ18 وزيراً، بدلاً من صيغة الـ 20 أو الـ 22 أو الـ 24، والسبب يعود وفقاً للمصادر لتجنب الإحراج الذي سينتج عن رفع العدد لجهة التمثيل الدرزي بصيغة الـ18 وزيراً هي الأكبر عدداً من الصيغ التي يتمثل فيها الدروز بوزير واحد، بينما في الصيغ العشرينيّة فيتمثل الدروز بوزيرين، وسيصير مستحيلاً أو شديد الصعوبة على الرئيسين عون والحريري تخطّي التزاماتهما للفريقين الدرزيين الممثلين بالنائب السابق وليد جنبلاط والنائب طلال إرسلان، حيث التزام الحريري لجنبلاط بحصر التمثيل الدرزي بفريقه والتزام الرئيس عون لإرسلان بتمثيله بالمقعد الدرزي الثاني.
في توزيع الحقائب طائفياً سجلت المصادر تقدماً مهماً يتمثل بتسوية تطال وزراتي الداخلية والطاقة، حيث سيتم إسنادهما لوزيرين مسيحيين يرجح أن يكونا أرثوذكسياً وكاثوليكياً يتفق عليهما رئيسا الجمهورية والحكومة، مقابل ترجيح تسمية السفير مصطفى أديب لوزارة الخارجية، وبالتوازي ترجيح تثبيت وزارة الأشغال لحزب الله والاتصالات لتيار المردة بعد رفضه حقيبة التربية بدلاً من الأشغال، انطلاقاً من رغبة الحريري بإسناد وزارة الصحة للحزب التقدمي الاشتراكي تلبية لالتزامه مع جنبلاط المتمسك بنيل حقيبة الصحة.
المصادر المتابعة توقعت ان ينجح تواصل عون والحريري بتدوير زوايا القضايا المتعلقة بالتشكيلة الحكومية خلال اليومين المقبلين لتخصيص يوم السبت لإسقاط الأسماء على الحقائب، واحتمال إصدار مراسيم الحكومة الجديدة كما يرغب الرئيسان عون والحريري، اللذان قد يلتقيان مجدداً اليوم لاستكمال بعض اللمسات والرتوشات الضرورية في ضوء أجوبة الأطراف المعنية على الترتيبات المقترحة للحقائب وتقديم ترشيحاتها للأسماء التي يجب أن تنال موافقة الرئيسين كي تتضمنها التشكيلة الموعودة.
خارطة طريق للحكومة
يكثّف الرئيس المكلف سعد الحريري مشاوراته ولقاءاته لتشكيل حكومة سريعة بمهلة لا تتعدى العشرة أيام على تكليفه. فزار بعبدا أمس، للمرة الثالثة والتقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعيداً عن الإعلام.
وحافظ قصر بعبدا ودارة الحريري في بيت الوسط على صمتهما وتكتمهما على حصيلة المشاورات لحرصهما على إنجاح التأليف إلى حد منع الإعلاميين من دخول القصر، ما يوحي بأن المشاورات تتقدم بخطى حثيثة باتجاه ولادة الحكومة خلال أيام قليلة لن تتخطى عطلة نهاية الأسبوع، بحسب معلومات "البناء" إذا تم الاتفاق بين الرئيسين عون والحريري على مبدأ المداورة وتوزيع الحقائب على الكتل النيابية فيما مسألة إسقاط الأسماء على الحقائب لن تكون عقدة ولن تأخذ وقتاً طويلاً. إلا أن مصادر متابعة لملف التأليف لفتت لـ"البناء" إلى أن المشاورات مستمرة ومكثفة، لكن لا يمكن تحديد مهلة لولادتها وربما يحتاج الأمر المزيد من الوقت حتى مطلع الأسبوع المقبل لإنهاء الاتفاق على بعض التفاصيل في الحكومة كتوزيع الحقائب بين الرئيس المكلف والرئيس عون والكتل النيابية".
ولفتت قناة الـ"أو تي في" إلى أن الحريري قدم خريطة طريق أولية لا ترتقي لمسودة تشكيلية"، مشيرة إلى أن "الحديث يدور على توزيع الحقائب وحصة كل طائفة"، وأضافت القناة أنه إذا وافق الجميع على المداورة. وهذا هو الاتجاه فالداخلية ستقايض بالخارجية للسنة". كما أشارت الى ان حقيبة الطاقة لا تزال خاضعة للنقاش ومسألة لمن ستُسنَد لم تحسم بعد. ونقلت عن مصادر مطلعة قولها "انه اذا سارت المداورة على الحقائب الأخرى فلا مشكلة بالمداورة بالطاقة أيضاً". فيما تحدثت معلومات عن مخرج وسطي يجري العمل عليه بين عون والتيار الوطني الحر والحريري لوضع وزارة الطاقة في عهدة الطاشناق.
ولفت تكتل لبنان القوي خلال اجتماعه الدوري الكترونياً برئاسة النائب جبران باسيل الى ضرورة تأليف حكومة جديدة تحترم "معايير الميثاقية والدستور وتولي وزراء قادرين على تنفيذ البرنامج الإصلاحي بسرعة من خلال كفاءتهم ونزاهتهم وفعاليتهم وخبرتهم ومعرفتهم بشؤون الدولة وقطاعاتها".
ومنعت دوائر القصر الجمهوري مراسلي التلفزة والإذاعات من نقل رسائلهم من القصر فاضطروا الى نقلها من خارجه، وذلك بعد ما عمد بعض المندوبين خلال الأيام الماضية إلى نقل معلومات منسوبة لمصادر القصر أو مقربين من الرئيس عون، وهي ليست صادرة عنهم، بحسب ما ذكرت قناة "أن بي أن"، ما دفع مكتب الإعلام لإصدار بيانين نفى فيهما هذه المعلومات المنسوبة للقصر، فيما أشارت المصادر إلى أن هذا التدبير سيكون مؤقتاً على الأرجح.
وأفادت معلومات "البناء" إلى أن الحريري طلب تقليص عدد الوزراء الى 18، لكن عون أصر على صيغة تتراوح بين 20 أو 22 وزيراً لاعتباره أن هذه الصيغة تتيح تمثيل أوسع شريحة سياسية ممكنة ما يحصّن الحكومة ويمنحها البعد الوطني والسياسي الجامع لتمكينها من انجاز الملفات المطلوبة منها".
كما لفتت المعلومات إلى توافق على اعتماد مبدأ المداورة في مختلف الحقائب باستثناء المالية التي ستبقى من حصة الشيعة وبالتالي ستشمل المداورة وزارة الصحة التي يتمسك فيها حزب الله ما يفسح المجال أمام انتقالها إلى شخصية يسميها الحزب التقدمي الاشتراكي مع الرئيس المكلف. علماً أن أوساط الحزب الاشتراكي لفتت لـ"البناء" إلى أنه لم يعرض علينا أي شيء حتى الساعة ونحن بانتظار ما سيطرحه الرئيس المكلف وليس لدينا مرشحون حزبيون ولا من اللقاء الديمقراطي بل سيصار إلى تسمية اختصاصيين بالتفاهم مع الرئيس المكلف".
وعن تمسّك الاشتراكي بتسمية الوزير الدرزي الثاني لفتت الأوساط إلى أن الأمر لم يبحث بعد ويتعلق بحجم الحكومة وبما سيعرضه الرئيس المكلف ولا أحكام مسبقة أو رفض قاطع والأمر يناقش مع المعنيين بالتأليف وكل شيء خاضع للنقاش والحل".
وكانت الحصة الدرزيّة لا سيما المقعد الثاني محل تشاور بين رئيس الجمهورية مع وفد من الحزب الديمقراطي اللبناني برئاسة النائب طلال أرسلان والوزيرين رمزي المشرفية وصالح الغريب، ومع رئيس "حزب التوحيد" وئام وهاب الذي لفت بعد اللقاء إلى أن "الأجواء إيجابية والحكومة مسهّلة، لكننا طالبنا الرئيس برفع العدد إلى عشرين وزيراً"، فيما أكدت مصادر "البناء" أن المقعد الدرزي الثاني سيذهب الى الحزب الديموقراطي.
وأعلن نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أننا "إيجابيون ومنفتحون على الخطوات التي تنجز تشكيل الحكومة، على أساس برنامج إنقاذي اقتصادي واجتماعي ومالي، يضع حداً لارتفاع سعر الصرف، ويلجم غلاء الأسعار، ويفتح الآفاق أمام فرص العمل للشباب، ويستفيد من الدعم الدولي في إطار الاصلاح، ويغلق مسارب الفساد ويعاقب المفسدين، ويسترد الأموال المنهوبة والمهربة، ويعطي المودعين حقوقهم، ويعالج الأزمة الصحية الناتجة عن كورونا".
ولفتت مصادر رئيس المجلس النيابي نبيه بري لـ"البناء" إلى أن الطريق نحو ولادة الحكومة مسهلة والمدة الزمنية التي استغرقها التأليف حتى الآن طبيعية، والمهم أن تؤلف الحكومة بأسرع وقت ممكن للتفرغ لمعالجة الأزمات المختلفة ومعالجة تداعيات الانهيارات في قطاعات عدّة لا سيما قطاع الدواء والاستشفاء في ظل أزمة وباء كورونا وقطاع النفايات والمحروقات وغيرها.
أزمة النفايات
ولاقت أزمة النفايات اهتمام المسؤولين وذلك بعد تكدّس أكوام من النفايات على الشوارع في الضاحية الجنوبية وجوارها بسبب التعثر المالي الذي اصاب شركات النفايات نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار.
ورأس رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب اجتماعًا لمتابعة الملف بحضور وزير المال غازي وزني، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ورئيس اتحاد بلديات الضاحية محمد درغام. وجرى البحث في الآلية المقترحة من وزير المال وحاكم مصرف لبنان لحل أزمة النفايات وتخفيف الأعباء المالية عن شركات النفايات لجهة تحويل قروضها المصرفية المعقودة بالدولار إلى الليرة اللبنانية. وأصرّ الرئيس دياب على أن يعطى هذا الملف الأولوية نظرًا لضرورة التوصل إلى الحلول المناسبة بأسرع وقت ممكن.
وفيما لفتت مصادر متابعة للملف لـ "البناء" الى أن حل الأزمة رحل الى الحكومة الجديدة في ظل ضعف الامكانات المالية لمساعدة الشركات في ظل تقلص احتياطات مصرف لبنان من الدولارات. أوضح عضو كتلة التنمية والتحرير النائب د. فادي علامة لـ"البناء" أن الاجتماع الذي عقد أمس الأول بين وزير المال وعدد من النواب واتحاد بلديات الضاحية الجنوبية وشركات النفايات المعنية كان إيجابياً والوزير كان متجاوباً وتم الاتفاق مع الشركات المولجة ملف النفايات في الضاحية وجوارها على اعتماد آليات لتخفيف الأعباء المالية عن كاهل الشركات والناتجة عن زيادة أكلافها التشغيلية وعجز عن الحصول على مستحقاتها وسداد قروضها بالدولار بسبب ارتفاع سعر صرف وصعوبة الحصول عليه"، ولفت إلى أن "تنفيذ هذه الآليات بات في عهدة وزير المال وحاكم مصرف لبنان لوضعها موضع التنفيذ ومن الآليات إصدار مصرف لبنان تعاميم للسماح للشركات بتحويل مدفوعاتها لا سيما القروض المصرفية المقومة بالدولار الى ما يوازيها بالليرة". ولفت علامة إلى أن وزير المال أبلغ المجتمعين أن الوزارة ستحوّل 60 في المئة من المستحقات العائدة لاتحاد بلديات الضاحية إلى مصرف لبنان". وأكد علامة أن "الأزمة مالية تقنية بحتة نتيجة تحمل الشركات أعباء مالية كبيرة على غرار ما يحصل في قطاعات أخرى كالمستشفيات بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار وبالتالي لا أبعاد سياسية للأزمة".
لجنة الصحة
على صعيد آخر، عقدت لجنة الصحة العامة والتربية والعمل والشؤون الاجتماعية جلسة أمس، في مجلس النواب، برئاسة النائب الدكتور عاصم عراجي وحضور وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال طارق المجذوب وجرى البحث بتداعيات وباء كورونا على التعليم في المدارس في العام الدراسي الحالي.
وأكدت مصادر نيابية مشاركة في الاجتماع لـ"البناء" أن اللجنة بحثت الإجراءات الواجب اتخاذها لحماية التلامذة من العدوى في المدارس، وكان حرص من اللجنة على متابعة العام الدراسي وفق إجراءات صحية ووقائية صارمة مع رقابة مشددة إسوة بكافة دول العالم التي تسجل فيها إصابات عالية لكنها لم توقف التعليم في المدارس"، وناقشت اللجنة الآليات التي يجب أن تعتمد في حال حصول إصابات داخل المدارس في ظل الاختلاط المفترض في صفوف الطلاب مع تزايد المخاوف من عدم القدرة على كشف المصابين بالسرعة اللازمة قبل انتشار العدوى في ظل النقص الحاصل في فحوص الـ بي سي آر"، كما تم بحث وضع إجراءات استباقية ومعايير موحدة في حال أصيب أساتذة لا سيما المتعاقدون منهم لجهة كيفية احتساب حقوقهم في حال توقفهم عن التعليم ومدة الحجر الذي سيقضونها حتى تماثلهم إلى الشفاء وتأمين البدائل عنهم كي لا يحصل فراغ في المدارس"، وكما ركزت اللجنة بحسب المصادر على الإرشادات الوقائية في المدارس لا سيما الخاصة الأقل التزاماً من المدارس الرسمية".
وفي هذا السياق أعرب النائب علامة عن مخاوفه من تزايد أعداد المصابين بالوباء ما يؤدي إلى إرهاق النظام الصحي في لبنان في ظل تفاقم الأزمة المالية الاقتصادية والنقدية والمصرفية التي يعاني منها لبنان"، وأوضح أن تراجع أعداد المصابين يعود إلى أن الأحد يوم عطلة لا تُجرى فحوصات الـ بي سي آر ولا تصدر نتائجها"، وأشار إلى أن عدم الالتزام من قبل المواطنين والسياسة الصحية الخاطئة كالاكتفاء بعزل المناطق من دون رقابة على ذلك أدّيا إلى تزايد أعداد المصابين".
وقام وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال د حمد حسن بمداهمة مستودع للأدوية في الدكوانة ومصادرة الأدوية المخزنة.
سعر الصرف وأسعار السلع
وواصل سعر صرف الدولار في السوق السوداء ارتفاعه بعد أيام من الانخفاض التدريجي، ليلامس السبعة آلاف ليرة من جديد. وشهد تقلّبات عديدة نهاراً، إذ شهد ارتفاعات سريعة ظهراً ليصل إلى 7000 ليرة، قبل أن يعود وينخفض بعد الظهر، ليسجّل مساءً سعر 6950 ليرة.
وفي ظل هذا التذبذب المستمر في سعر الصرف وانعكاسه السلبي على أسعار السلع، طمأن رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية في لبنان هاني بحصلي اللبنانيين بأن النقابة تولي مسألة تراجع سعر صرف الدولار وانعكاسه على أسعار المواد الغذائية المستوردة اهتماماً خاصاً. وكشف بحصلي في بيان ان "النقابة تنكب حالياً، وبالتعاون مع جميع المستوردين، على دراسة تحرك سعر صرف الدولار، نزولاً وصعوداً، في السوق الموازية بغية دراسة إعادة تسعير المواد الغذائية المستوردة من الخارج. واشار الى وجود فئتين من المواد الغذائية المستوردة من الخارج: الاولى: وهي المواد المدعومة، أي التي يقوم مصرف لبنان بدعمها وتوفير الدولار على سعر 3900 ليرة، وهذه الفئة لن يتم خفض أسعارها، لأن سعر صرف الدولار في السوق السوداء لا يزال أعلى بكثير من 3900 ليرة. الثانية: المواد غير المدعومة، وهي المستهدفة في عملية إعادة تسعيرها".
التدقيق الجنائي
على صعيد آخر، كشف مسؤول حكومي كبير أن مصرف لبنان رفض تزويد شركة التدقيق الدولية Alvarez & Marsal بكل المستندات والمعلومات المطلوبة بحجة السرية المصرفية وقانون المال والائتمان. وشدّد المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه على أنّ البرلمان يحتاج الى تعديل بعض البنود في قانون السرية المصرفية لتحديد المعلومات التي يمكن الكشف عنها، لافتًا إلى أنّ هذه التعديلات ستسهل عمل البنك المركزي.
وأشار تكتل لبنان القوي إصراره على إجراء التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان كمنطلق لعملية الإصلاح ومكافحة الفساد، معتبرأً أن ايّ تقاعس في هذا الأمر يستوجب فضح المقصرين والممتنعين والمعرقلين وملاحقة مَن تقع عليه مسؤولية التعطيل وعدم تزويد شركة التدقيق بالمعلومات اللازمة".
جولة مفاوضات ثانية
وبعد جلسة أولى عقدت يوم 14 تشرين الأول الماضي، تعقد اليوم الجولة الثانية من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والعدو الإسرائيلي برعاية الأمم المتحدة في الناقورة، على أن تدخل الأطراف المشاركة في هذه الجولة في التفاصيل التقنية لعملية الترسيم بحضور ممثل الأمين العام للأمم المتحدة يان كوبيتش.
وعشية الاجتماع رأس قائد قوات اليونيفل الجنرال ستيفانو دل كول اجتماعاً ثلاثياً استثنائياً مع كبار ضباط القوات المسلحة اللبنانية وجيش الاحتلال الإسرائيلي في موقع الأمم المتحدة في رأس الناقورة. وتركزت المناقشات خلال الاجتماع على الوضع على طول الخط الأزرق والانتهاكات الجوية والبرية، بالإضافة إلى قضايا أخرى تدخل في نطاق ولاية اليونيفيل بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701. واكد دل كول على أهمية المنتدى الثلاثي باعتباره آلية تهدف إلى الحدّ من التوتر ومنع أي سوء فهم بين الأطراف وإيجاد الحلول. وقال: "لدينا فرصة فريدة لإحراز تقدم كبير في القضايا الخلافية على طول الخط الأزرق".
ووصل مساء امس وفد روسي رفيع الى بيروت، في زيارة رسمية تمتد ليومين، يلتقي خلالها المسؤولين اللبنانيين، وبدأ جولته بلقاء الرئيس الحريري في بيت الوسط.
********************************************************
افتتاحية صحيفة الأخبار :
"الداخلية" لعون و"الخارجية" للحريري و"الصحة" لجنبلاط: الحكومة قريباً جداً؟
كل المؤشّرات السياسيّة تشير إلى أن تأليف الحكومة بات قريباً جداً. رغم أن بعض العقبات قد يحتاج إلى وقت لتجاوزه. معظم القوى التي ستشارك في الحكومة قررت تسهيل التأليف، بهدف إصدار المراسيم قبل موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية يوم الثلاثاء المقبل
قبل أيام على الانتخابات الأميركيّة، تتّجه الأنظار اليوم إلى الجولة الثانية من المفاوضات غير المباشرة مع العدوّ الإسرائيلي في الناقورة على الترسيم البحري. أهمية هذه الجولة تكمن في كونها البداية الجدّية للتفاوض، إذ سيؤكّد الفريق اللبناني قرار الدولة بالتفاوض انطلاقاً من نقطة رأس الناقورة براً والممتدة بحراً تبعاً لتقنيّة خط الوسط، من دون احتساب أيّ تأثير للجزر الساحلية التابعة لفلسطين المحتلة. ما يعني عملياً، أن المساحة التي سيطالب بها لبنان تفوق الـ 863 كيلومتراً مربعاً التي تحوّلت، بفضل أخطاء حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الأولى (2005 - 2008) إلى "منطقة متنازع عليها"، وسط تكهّنات بأن يرفض الوفد الإسرائيلي الأمر، ويعمَد الى توتير الجلسة أو عرقلة المفاوضات. وبانتظار ما سيرشَح عن هذه الجلسة، تبقى العين داخلياً على مشاورات الحكومة العتيدة التي يُحبَك ملف تأليفها بتكّتم شديد، مع إطلاق أجواء إيجابية بشأنها، من غير المعلوم ما إذا كانت ترتكِز على وقائع أو مجرّد آمال.
في الظاهر، تؤكّد معظم القوى السياسية رغبتها السريعة في التأليف، في سبيل تنفيذ الإصلاحات التي من شأنها الإفراج عمّا تسمّيه "الدعم المالي الدولي". إلا أن المطالب غير المعلنة لا شكّ أنها بحاجة الى وقت للاتفاق عليها. حتى مساء أمس، تأكّد أن حجم الحكومة لن يمثل عقدة في مسار التأليف، حيث هناك إجماع على تشكيلة عشرينية، بعدما كان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يفضّلها من 14 وزيراً. وباستثناء وزارة المالية التي حُسمت لتكون من حصة الطائفة الشيعية، تقاطعت المعلومات عند الاتفاق أيضاً على مبدأ المداورة، وعلى توزير اختصاصيين تختارهم الأحزاب. أما غير ذلك، فلا أجوبة حول التوزيع الحزبي للحقائب أو الأسماء، بل لا يزال البحث في مدار التوزيع الطائفي والمذهبي.
وبينما زار الحريري يوم أمس رئيس الجمهورية ميشال عون وتداولا في ملف التأليف، نفت مصادر مطّلعة أن يكون الحريري قد حمل معه أي تشكيلة أولية، مشيرة إلى أنه "قد يفعل ذلك في المرة المقبلة حيث سيزوره يوم الخميس المقبل". وقالت المصادر إن "الرئيسين بحثا خريطة طريق لتوزيع الحقائب ولكن ليس على الأحزاب، كما البرنامج الحكومي، وحجم الحكومة". وفيما أكد المكتب الإعلامي في قصر بعبدا أن "الاجتماع عرض الوضع الحكومي في جوّ من التفاهم على ما تحقق حتى الآن من تقدم"، قالت مصادر متابعة إن "عون يحرص على أوسع تمثيل في الحكومة والاستماع الى كل الآراء". وفي هذا الإطار، استقبل رئيس الجمهورية رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان، يرافقه وزير الشؤون الاجتماعية رمزي مشرفية والوزير السابق صالح الغريب، كما استقبل رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب.
في السياق، بدأت تخرج الى العلن بعض التسريبات التي تتحدث عن أن العقدة الوحيدة اليوم في ملف التأليف تتصل بالحصة المسيحية، وكيفية توزيعها بين رئيسَي الجمهورية والحكومة والأفرقاء المسيحيين، وخاصة أن حزب الله "لا مشكلة لديه في التنازل عن وزارة الصحة في حال اعتماد مبدأ المداورة". إلا أن مصادر مطّلعة على خط المداولات أكدت أن "توزيع بعض الحقائب صار محسوماً، على سبيل المثال ستكون وزارة الداخلية من حصة رئيس الجمهورية، بينما وزارة الخارجية من حصّة الطائفة السنية، وينحصر النقاش بشأنها حول عدد من الأسماء لتولّيها؛ من بينها: رئيسة بعثة لبنان إلى نيويورك، السفيرة أمل مدللي، والأمين العام لوزارة الخارجية، هاني الشميطلي، وسفير لبنان في ألمانيا، مصطفى أديب، لكن الأخير رفض ذلك". كما بات محسوماً أن "تذهب وزارة الصحة الى النائب السابق وليد جنبلاط، وقد تكون وزارة الشؤون الاجتماعية معه أيضاً (أو تسوية بينه وبين أرسلان ووهّاب) وهما الوزارتان اللتان سبق للحريري أن وعد بهما رئيس الحزب الاشتراكي قبل الاستشارات".
من جهته، أكّد تكتل "لبنان القوي"، بعد اجتماعه برئاسة النائب جبران باسيل، "أولويّة تأليف الحكومة سريعاً"، وأنه "لا يزال ملتزماً إلى أقصى الدرجات بتسهيل ولادتها والتمسّك بوحدة المعايير وعدالتها باتجاه كلّ الكتل والمكوّنات". وأشار التكتل الى أنه "ينتظر بإيجابيّة نتائج المشاورات الجارية بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف، ليحدّد كيفيّة التعاطي مع مسألة التأليف، مراهناً على نجاح هذه المشاورات في احترام معايير الميثاقيّة والدستور وتولّي وزراء قادرين على تنفيذ البرنامج الإصلاحي بسرعة، من خلال كفاءتهم ونزاهتهم وفعاليّتهم وخبرتهم ومعرفتهم بشؤون الدولة وقطاعاتها".
********************************************************
افتتاحية صحيفة النهار
دولاب المداورة يدور… هل اقتربت الولادة الحكومية؟ قد تتمثل المفارقة الأكثر جدية علنا على الأقل في مسار تأليف الحكومة بإصرار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على التزام “موجبات” الكتمان والصمت حيال مجريات هذا المسار، الامر الذي جارته فيه بسرعة بعبدا وفرضت بدورها ايقاعا ثابتا تعلن عبره باقتضاب شديد حصيلة لقاءات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس الحريري، بالإضافة الى الوتيرة السريعة نسبيا للقاءات المتعاقبة بين الرئيسين بما يشي بمبدأ “السرعة من غير التسرع” الذي اعتمد في المشاورات. ذلك ان اللقاء “العملاني” الثالث الذي عقد عصر امس بين الرئيسين عون والحريري في قصر بعبدا بعيدا من الاعلام وبالاستناد الى المعلومات الرسمية، أبقى المشهد الحكومي في اطار التقدم والإيجابيات من دون إفصاح اطلاقا عن التفاصيل بحلوها ومرها وتسهيلاتها وتعقيداتها، الامر الذي يبقي عمليا مسار التأليف ضمن وتيرة نائية عن الصخب السياسي وربما تجنبا لهذا الصخب مع ان ذلك سيشكل مغامرة حساسة للغاية في ظل السهام التي بدأت تتطاير في اتجاه عملية التأليف وإدراجها على ألسنة قوى معارضة في اطار المحاصصات والصفقات السياسية المعهودة سابقا.
ومع ذلك غلب المناخ الإيجابي على اللقاء الجديد في القصر اذ افاد مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية في بيان مقتضب ان الرئيس عون عرض مع الرئيس الحريري “الوضع الحكومي في جو من التفاهم على ما تحقق حتى الآن من تقدم”.
وبدا لافتا في اللقاءات السياسية الرديفة للقاء بعبدا بروز حركة درزية على خط القصر من خلال لقاء علني لرئيس الجمهورية مع النائب طلال أرسلان وآخر غير معلن مع الوزير السابق وئام وهاب في حين رشحت معلومات من أوساطهما انهما يسعيان وراء مطالب استيزارية لئلا تبقى الحصة الدرزية محصورة بالحزب التقدمي الاشتراكي رغم ظل مقاطعة أرسلان استشارات تكليف الحريري ورفضه هذا التكليف.
اما المعطيات المتوافرة عن مسار التأليف في ظل اللقاء الأخير في قصر بعبدا والمشاورات الجارية في كواليس عملية تأليف الحكومة العتيدة فتشير الى توغل الاتصالات في تفاصيل توزيع الحقائب الوزارية على الطوائف والفئات السياسية من دون طرح أي أسماء مقترحة بعد. ووفق هذه المعلومات يبدو ان ثمة موافقة جماعية توافرت للرئيس المكلف حول موضوع اعتماد المداورة في الحقائب مع الموافقة على الاستثناء الوحيد المتعلق بمنح حقيبة المال للشيعة “لمرة وحيدة” هذه المرة .
وتشير المعلومات انه في لقائهما الثالث بعد التكليف،اقترب الرئيس المكلّف سعد الحريري خطوة اضافية باتجاه رئيس الجمهورية بالموافقة مبدئياً على مطلبه بحكومة من عشرين وزيراً.
المعلومات القليلة تقاطعت ومن اكثر من مصدر على تفاؤل بالتقدم نحو الاتفاق على التشكيلة الحكومية توزيعاً وحقائب وحصصاً. ورغم التكتم، علم ان الرئيس الحريري قدم لرئيس الجمهورية مسودة حكومية تقوم على المداورة الشاملة في الحقائب السيادية باستثناء حقيبة المال التي بقيت مع الطائفة الشيعية وتحديداً مع حركة امل، وتعطى الخارجية للسنة، والداخلية للموارنة، وتبقى حقيبة الدفاع كما نيابة رئاسة الحكومة للارثوذكس.
كما اتفق على المداورة الشاملة في الحقائب الخدماتية الاساسية وابرزها الطاقة التي قد تعطى لأرمني بالتفاهم مع رئيس الجمهورية.
ويفترض ان يوافق “حزب الله” على التخلي عن وزارة الصحة، وعلم انه ورغم اصراره عليها، قد يقبل بدلاً منها اما بالتربية واما بالاتصالات. وقد تسحب الاشغال من المردة رغم اصراره عليها.
وعلم ايضاً ان اعادة توزيع هذه الحقائب ومن ضمنها وزارة التربية، ينتظر جولة اتصالات تردد ان الرئيس سعد الحريري سيقوم بها مع القوى السياسية .
ومع حكومة العشرين قد يعطى الدروز مقعدان، احدهما لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والاخر يمكن ان يعطى الى شخصية قريبة من كل من جنبلاط وطلال ارسلان الذي قصد رئيس الجمهورية للمطالبة بوزير درزي ثانٍ. كما كان هذا ايضاً مطلب رئيس حزب التوحيد وئام وهاب الذي غرد بعد زيارته بعبدا مبشراً بالأجواء الإيجابية وبأن الحكومة مسهلة. وتحدثت معلومات عن احتمال اسناد وزارة الخارجية الى السفير في برلين مصطفى اديب الذي اعتذر عن تأليف الحكومة قبل أسابيع.
وفيما اشيعت اجواء تفاؤلية عن ان الحكومة قد تبصر النور خلال عطلة نهاية الاسبوع الحالي او الاسبوع المقبل، اشارت مصادر مطلعة الى ان كل ترتيبات الحكومة قد تنجز سريعا على ان تأتي ولادتها بعد الانتخابات الاميركية.
واشارت هذه المصادر الى ان مسالة الاتفاق المسبق على برنامج الحكومة يتقدم على الاتفاق على حقائبها وتركيبتها، اذ ان على الحكومة الجديدة بكل مكوناتها الالتزام بتنفيذ ورقة صندوق النقد الدولي وشروطها القاسية وغير الشعبية، لجهة رفع الدعم عن السلع الاساسية، وزيادة الضريبة على القيمة المضافة، وتحرير سعر صرف العملة، وتقليص حجم القطاع العام، وضبط الحدود ووقف التهرب الجمركي، وزيادة سعر صفيحة البنزين.
وبرزت تأكيدات متجددة لـ”تكتل لبنان القوي” برئاسة النائب جبران باسيل بالتزامه “الى اقصى الدرجات تسهيل ولادة الحكومة والتمسك بوحدة المعايير وعدالتها في اتجاه كل الكتل والمكونات”. واكد انه “ينتظر بإيجابية نتائج المشاورات الجارية بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف ليحدد كيفية التعاطي مع مسألة التشكيل مراهنا على نجاح المشاورات في احترام الميثاقية والدستور وتولي وزراء قادرين على تنفيذ البرنامج الإصلاحي بسرعة”.
التحقيق الجنائي ولم يمنع الانشغال بمسار تأليف الحكومة بروز مشكلة تتصل بالتدقيق الجنائي اذ اثار رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان بعد اجتماع اللجنة امس موضوع التحقيق الجنائي الذي يجري في مصرف لبنان كاشفا ان كل المعلومات المتوافرة للجنة تدل على ان الشركة التي تم التعاقد معها) الفاريز ( طلبت عددا من الأسئلة والمعطيات ولم تتلق عليها أجوبة . وإذ حذر من محاذير هذا التطور دعا حكومة تصريف الاعمال او الحكومة الجديدة اذا شكلت قبل الثالث من تشرين الثاني موعد انتهاء العقد مع الشركة الى معالجة سريعة للموضوع “والا نكون ضربنا العملية الإصلاحية”. وتوجه الى وزير المال غازي وزني والرئيس المكلف سعد الحريري قائلا “انتم امام امتحان عسير اذا لم تعط الشركة ما تريد وستتحملون مسؤولية أنكم لا تريدون السير في الإصلاح وسأضع هذا الامر امام الرأي العام “.
الأعلى قياسيا وفاجعة بخعون! في غضون ذلك تصاعد خطر الانتشار الوبائي لفيروس كورونا في المناطق اللبنانية كافة تقريبا ولا سيما في المدن الكبيرة بدءا ببيروت خصوصا وسط استفحال ألازمات المالية في القطاعات الاستشفائية والصحية والدوائية . واخطر ما سجل امس تحليق العدد الرسمي الصادر عن وزارة الصحة لحالات الإصابات بكورونا وتسجيله الرقم الأعلى قياسيا وتراكمياً في لبنان ليوم واحد منذ بدء انتشار الوباء في لبنان في شباط الماضي . واقترب عدد الإصابات من سقف الألفين مسجلا 1809 إصابات و11 حالة وفاة. وضجت منطقة الشمال مساء امس بصدمة وفاة أربعة أشخاص من عائلة واحدة في بلدة بخعون بداء كورونا حيث توفي بسام الصمد الفرد الرابع في عائلته بعد وفاة والده ووالدته وشقيقه تباعا ولا يزال شقيقه وشقيقته يعالجان في المستشفى الحكومي في طرابلس جراء إصابتهما أيضا بكورونا .
****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
مشاورات عون والحريري قطعت {نصف الطريق} الحكومة متوقعة قبل نهاية الأسبوع
بيروت: محمد شقير يتحرك الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري على خطين: الأول باتجاه رئيس الجمهورية ميشال عون للتوصل معه إلى مقاربة موحّدة من شأنها أن تُسرع في ولادة الحكومة باعتبار أنها تشكل الإطار العام المتعلّق بتوزيع الحقائب الوزارية على الطوائف تمهيداً للدخول في دراسة متأنّية للوزراء لتأتي التشكيلة الوزارية على قياس خريطة الطريق التي اتفق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع أبرز المكوّنات السياسية التي التقاها في قصر الصنوبر حول عناوينها الرئيسية الكفيلة بإنقاذ المبادرة الفرنسية لوقف الانهيار المالي والاقتصادي. أما الخط الثاني الذي يتحرك على أساسه الحريري فيكمن في التحرك بصمت بعيداً عن الأضواء لتفكيك العقد التي يمكن أن تؤخر ولادة الحكومة، خصوصا أن مصادر مواكبة لتحرّكه تعترف بوجود بعض الصعوبات تستدعي منه استيعابها لقطع الطريق على تمديد المشاورات لأنه لا مصلحة في تأخير تشكيلها خوفاً من زيادة طلبات التوزير من قبل بعض الأطراف التي ترفض أن تتعظ من التجارب السابقة التي أثبتت عدم قدرة الطبقة السياسية على إدارة البلد بذهنية المحاصصة وتقاسم المغانم. وفي هذا السياق، كشف رئيس حكومة سابق، فضّل عدم الكشف عن اسمه لـ«الشرق الأوسط»، أن المشاورات التي حصلت حتى الساعة بين عون والحريري قطعت أكثر من نصف الطريق المؤدي إلى تشكيل الحكومة التي يُفترض أن ترى النور قبل نهاية هذا الأسبوع لقطع الطريق على من يحاول زرع الألغام لتأخير ولادتها. ويخشى من أن يؤدي التأخير إلى تراجع موجة التفاؤل لأن الكلمة الفصل تبقى عالقة على مدى استعداد الأطراف للتأسيس على الأجواء الإيجابية السائدة حالياً بين عون والحريري والانطلاق بها للعبور إلى إعلان ولادة الحكومة، ولا يرى من جدوى لتأخير ولادتها وربطها بنتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، ويعزو السبب إلى أن مجرد التأخير يمكن أن يؤثر على الاندفاع الدولي المؤيد للإسراع في تشكيلها. ويؤكد رئيس الحكومة السابق أنه وزميليه في نادي الرؤساء يدعمون الجهود التي يبذلها الحريري لتذليل العقبات وبعضها مصطنع لعله ينجح في إنجاز التشكيلة الوزارية قبل نهاية هذا الأسبوع لأن عامل الوقت قد لا يكون لصالح تأخيرها، خصوصا أنه لا صعوبات مستحيلة الحل شرط أن يتحلى الجميع بروح المسؤولية. وتوقفت المصادر السياسية أمام الاجتماعين اللذين عُقدا بين الحريري وعون في إطار التشاور في ملف تشكيل الحكومة، وكشفت لـ«الشرق الأوسط» أن الاجتماع الأول خُصص في جانب منه لتقويم أبرز المحطات التي مرت فيها العلاقة بينهما منذ إبرام التسوية التي توصلا إليها معاً وانهارت لاحقاً من دون أن يعني ذلك أن هناك إمكانية لتعويمها. ولفتت إلى أن تقويم هذه المرحلة تخلّلها مصارحة في العمق وتبادل للعتب، وقالت إنها مهّدت للدخول في صلب المشاورات المتعلقة بتشكيل الحكومة، وأكدت أن الأجواء بينهما اتسمت بالإيجابية انطلاقاً من رغبتهما المتبادلة للتعاون لإنقاذ المبادرة الفرنسية باعتبارها الوحيدة لإخراج البلد من أزماته، وهذا ما ساد اللقاء الثاني بينهما. وكشفت أن عون يميل إلى تشكيل حكومة من 24 وزيراً في مقابل استعداد الحريري لرفع عدد الوزراء من 14 وزيراً إلى 18 وزيراً، وقالت إنه يمكن التوصّل إلى حل وسط يقضي بأن تتشكّل من 20 وزيراً، وأكدت أن التسريبات التي تتناقلها وسائل الإعلام بخصوص ما دار بين الرئيسين لا أساس لها من الصحة، وأن المكتب الإعلامي لرئيس الجمهورية اضطر للتدخّل موضحاً ونافياً كل هذه التسريبات مع أن من تولى تسريبها عوتب من قبل عون وبات معروفاً. وأوضحت المصادر نفسها أنه لا خلاف بين عون والحريري حول تطبيق مبدأ المداورة في توزيع الحقائب الوزارية على الطوائف وإن كان الحريري صارح عون باستثناء وزارة المال ولمرة وحيدة في الإبقاء عليها من حصة الشيعة لأنه كان تدخّل في السابق، وقبل أن يعتذر سلفه السفير مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة وأيد أن تكون من حصتهم رغبة منه بإخراج عملية التأليف من التأزّم الذي يحاصرها. ويقف رؤساء الحكومة السابقون خلف الحريري ويصرّون على عدم التعاطي مع الملف الحكومي عبر وسائل الإعلام ويكتفون بنقل الأجواء الإيجابية التي يعكسها الحريري الذي يتواصل معهم باستمرار. وفي المقابل يرى المصدر السياسي أنه يجري حالياً التداول في حال تقرّر تطبيق المداورة ببعض الأفكار التي تحبّذ عدم حصر توزيع الحقائب السيادية بالطوائف الأربع الرئيسية (الموارنة، والسنة، والشيعة، والأرثوذكس)، وبالتالي لا مانع من أن تكون من نصيب الطوائف الأخرى بذريعة أنه لا مبرر لمثل هذا التمييز بين الطوائف. ويؤكد أن الحريري يدرس حالياً ملفات العشرات من المرشحين لشغل المناصب الوزارية، ويقول كما يسمع، إن زمن المحاصصة والثنائيات والتسويات المنفردة قد ولّى وأصبح من الماضي لكنه يعتبر أن العبرة في التنفيذ لئلا يصاب الغالبية العظمى من اللبنانيين بالإحباط في حال أن التشكيلة موروثة من الماضي. ويكشف لـ«الشرق الأوسط» أن الحريري ليس منزعجاً من الصرخة التي أطلقها البطريرك الماروني بشارة الراعي، ويؤكد أنه يتفهّم هواجسه ومخاوفه، وهذا ما أُحيطت به بكركي عبر قنوات التواصل القائمة بينها وبين «بيت الوسط»، خصوصا أن ما طرحه من مخاوف يدعم موقفه وسيتكشف قريباً أنه ليس واردا أن يدير ظهره للمسيحيين وللطوائف الأخرى أو أن يوافق على أن يحتكر هذا الفريق أو ذاك التمثيل المسيحي في الحكومة، وبالتالي فإن الراعي يمثل خط الدفاع الأول الداعم لتوجّه الحريري الذي ينشد التوافق مع عون.
****************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن الاشتراكي “مش مستقتل” على الصحة… والحصة الدرزية “محلولة” “مداورة طائفية” خارج المالية… والداخلية “عونية”! على خطين متوازيين، يلتقيان في أبعادهما الجيوسياسية، يسير “الترسيم” الحدودي والحكومي في البلد بسلام ووئام تحت مظلة الزخم الغربي الراعي للترسيمين. فعلى السكة الحدودية ينطلق قطار التفاوض العملي مع إسرائيل اليوم في الناقورة بعد جلسة أولى تعارفية استهلالية بين الوفدين المتفاوضين والوفدين الضامنين للمحادثات. وكذلك على السكة الحكومية، تسير عجلات التأليف بسلاسة ملحوظة باتجاه بلوغ محطة التشكيل، وإن كان هاجس الارتطام بلغم مباغت في أي لحظة لا يزال حاضراً في الأذهان قياساً على التجارب التاريخية مع الطاقم الحاكم.
وتحت سقف هذه الخشية، تجهد الحركة المكوكية “الكاسحة للألغام” التي يقوم بها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ذهاباً وإياباً نحو قصر بعبدا، في سبيل تعبيد الطريق أمام تصوره الحكومي وسحب الصواعق التي تعترض تشكيلته العتيدة. وتشي المعلومات الشحيحة المتوافرة حول حركة الحريري، أنه قطع شوطاً قياسياً في تأمين أرضية توافقية مع رئيس الجمهورية ميشال عون حول جملة مسلّمات وتفاهمات شكلاً ومضموناً إزاء البنية الوزارية، وفي مقدمها مبدأ “المداورة” في الحقائب بين الطوائف مع استثناء المالية، بعدما لم تعد عقدة “المعاملة بالمثل” مع الثنائي الشيعي تحكم توجهات “التيار الوطني الحر” لا سيما بالنسبة لحقيبة الطاقة التي ستخرج من حصته مقابل دخول حقيبة الداخلية والبلديات في الجعبة “العونية”.
فللمرة الثالثة في أقل من أسبوع، اجتمع الرئيس المكلف أمس برئيس الجمهورية بعيداً من الإعلام وسط تعتيم وتعميم “جو التفاهم على ما تحقق حتى الآن من تقدم” بين الجانبين. وأفادت مصادر مواكبة “نداء الوطن” أنّ لقاء الأمس “حسم مسألة التشكيلة العشرينية وأسقط الطوائف على الحقائب من دون دخول في الأسماء والحصص، باعتبار أنّ ذلك متروك للمرحلة النهائية بعد التوافق على صيغة وتركيبة التوزيع الطائفي للحقائب”، معربةً عن اعتقادها بأنّ “الساعات القليلة المقبلة ستحمل مؤشرات فاصلة لجهة بلورة صورة التوافقات المتقاطعة رئاسياً وسياسياً، على أن يكون اللقاء المقبل بين عون والحريري حاسماً في عملية استيلاد الحكومة، لأنّ أي تأخير في الحسم سيعني تعمقاً أكثر في شياطين التفاصيل وعودة الأمور إلى نقطة الصفر، وهذا ما لا يريده أي طرف من الأطراف”.
وفي الغضون، لفت أمس دخول قصر بعبدا على خط الحصة الدرزية الوزارية، من خلال لقاءين منفصلين عقدهما مع النائب طلال أرسلان ووئام وهاب خلصا إلى تسريب أجواء إيجابية عنهما. وإذ تواترت أنباء خلال الساعات الأخيرة عن تباين في وجهات النظر حول الحصة الدرزية في الحكومة، تؤكد مصادر قيادية اشتراكية لـ”نداء الوطن” أنّ الحزب التقدمي الاشتراكي لن يخوض في أي “مشكل درزي – درزي” ولن يهدي أحداً فرصة العزف على هذا الوتر، فالقضية “محلولة” وكل ما يهم رئيس الحزب وليد جنبلاط هو تمثيل وازن لطائفة الموحدين بغض النظر عمن سيتولى هذه الحقيبة أو تلك.
وعما أشيع عن وجود تجاذب بين “الاشتراكي” و”حزب الله” حول حقيبة الصحة، آثرت المصادر عدم الدخول في “بورصة” الحقائب مكتفيةً بالتشديد على أنّ الحزب الاشتراكي “مش مستقتل” لا على الصحة وعلى سواها وهو يمارس أقسى درجات المرونة منذ تكليف السفير مصطفى أديب إلى تكليف الرئيس الحريري، ولا مشكلة في مقاربة الأمور “فالخيارات كلها مفتوحة، باعتبار أنّ المسألة لا تتصل بالتمثيل الحزبي إنما تنطلق من مبدأ احترام الحق بالتمثيل الوزاري اللائق للدروز، ولا مانع تحت هذا السقف من الانفتاح على مختلف التصورات المطروحة سواءً بالنسبة للحقيبة أو الحصة أو التسمية”.
وإذ أكدت أنّ “الحزب كحزب” لن يسمي مرشحين للتوزير، لفتت إلى أنّ آلية التسميات ستفرض نفسها في وقت لاحق سواء بتقديم قائمة أو بتلقي أخرى لتبادل الآراء حول الترشيحات المحتملة بحسب نوعية الحقيبة والمجال التخصصي الذي يقتضي توافره في من سيتولاها، مشيرةً إلى “ثلاثة اعتبارات تحكم الموقف الاشتراكي إزاء الملف الحكومي، أولاً وجوب الإسراع في التشكيل، ثانياً ألا تكون نسخة عن سابقاتها لا على نسق حكومة حسان دياب ولا على شاكلة حكومات التعطيل السابقة، وثالثاً أن يتم تشكيلها على أساس أن تكون بنود الورقة الفرنسية الإصلاحية هي برنامج عملها”.
****************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الحكومة من “التقدّم” الى “التفاهمات”.. ومــفاوضات الناقورة اليوم على وقع تهديدات
الزخم الذي انطلق به الرئيس المكلّف سعد الحريري فور تكليفه ما زال هو نفسه، فبعد ان أنهى الإستشارات النيابية غير الملزمة، عقد حتى الآن ثلاثة اجتماعات متتالية مع رئيس الجمهورية ميشال عون، وهو يعكف، وفق أكثر من مصدر مطلع، على وضع اللمسات الأخيرة على تشكيلته، وفي حال نجح في تذليل العِقد المتبقية، سيحقق الحريري رقماً قياسياً في سرعة تأليف حكومته، ولكن العِقَد المتبقية كفيلة بإعادة الأمور إلى المربّع الأول، ولذلك “ما تقول فول حتى يصير بالمكيول”. ينتهج الحريري سياسة الكتمان بعيداً من الإعلام، ويحرص على التشاور مع رئيس الجمهورية، ترجمة لما ينصّ عليه الدستور، وتدلّ اللقاءات المتتالية بينهما الى وجود مسودة يعملان على تطويرها وصولاً إلى ولادة الحكومة، وهذا إن دلّ على شيء، فعلى وجود توافق بين الرجلين على مساحة مشتركة ويدفعان، كل من موقعه، في اتجاه حلحلة العِقَد التي ما زالت تراوح، وما اجتماع عون امس مع النائب طلال ارسلان والوزير السابق وئام وهاب سوى محاولة لفكفكة عقدة درزية محتملة.
ويبدو انّ الكتمان الذي يلتزمه رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف انسحب على القوى السياسية المعنية بالتأليف، في مؤشر إلى ارتياحها الى مسار الأمور، وإلّا كانت رفعت الصوت في محاولة لتحسين شروطها، الأمر الذي لم يحصل حتى اللحظة، ويدلّ الى انّ الأمور تتجّه رويداً رويداً نحو التأليف.
والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم: ما الخلفية الكامنة وراء هذه السرعة الخيالية في التأليف؟ وهل السبب مردّه الى الأزمة المالية الخانقة التي لم تعد تحتمل الانتظار والتسويف؟ أم أنّ السبب الحقيقي مردّه إلى الانتخابات الأميركية ووجود رغبة محلية بولادة الحكومة قبل هذه الانتخابات، خشية ان تنقلب الأمور رأسا على عقب من بعدها؟
ولا يمكن التوسُّع في التحليل في هذه المسألة قبل معرفة ما إذا كانت ستُشكّل الحكومة قبل نهاية هذا الأسبوع، من أجل ان يُبنى على الشيء مقتضاه، ولكن حتى اللحظة كل المؤشرات تفيد انّ الأمور ذاهبة في هذا الاتجاه، خلافاً لكل جولات التشكيل السابقة.
عون والحريري وفي لقاء هو الثالث في اربعة ايام، تلت الاستشارات النيابية الملزمة وغير الملزمة، قصد الحريري قصر بعبدا ودخله دون علم احد، ولم يُعلن عن اللقاء الذي امتد ساعة تقريباً، إلّا بعد ان غادر الحريري المقر الرئاسي.
وقالت معلومات رسمية عن مكتب الاعلام في بعبدا، انّ اللقاء استعرض «الوضع الحكومي في جو من التفاهم على ما تحقق من تقدّم على صعيد تشكيل الحكومة الجديدة».
وعلمت «الجمهورية»، انّ البحث في ملف تشكيل الحكومة إنتقل من مرحلة التقدّم الى مرحلة التفاهمات، بعد اللقاء الثالث امس بين عون الحريري، الذي أُحيط بتكتم شديد، إن بالشكل لجهة التوقيت والاجتماع الذي بقي بعيداً عن الانظار، وإن لجهة المعلومات التي رشحت منها.
لكن «الجمهورية» حصلت على معطيات تؤكّد انّه جرى البحث في شكل الحكومة، بحيث اقتنع الحريري من رئيس الجمهورية بحكومة عشرينية، بعدما كان متمّسكاً بحكومة من 18 وزيراً. والنصيحة التي تلقّاها تتعلق بالمقعد الدرزي الثاني في الحكومة، والذي نصح ان يعطيه الى «الحزب الديموقراطي» بالتوافق مع النائب وليد جنبلاط، حتى لا يكون هناك شرخ سياسي درزي داخل الطائفة.
ولا شك في انّ الاحاديث عن اجواء ايجابية سادت لقاء النائب طلال ارسلان، الذي زار رئيس الجمهورية في بعبدا، وايضاً زيارة الوزير السابق وئام وهاب الى بعبدا، تصبّ في هذا الاطار.
وفي معلومات «الجمهورية»، أنّ المراحل التي تمّ تجاوزها وإن بشكل غير نهائي، هي اولاً شكل الحكومة، بحيث تمّ الاتفاق على انّها حكومة اختصاصيين غير حزبيين وحجمها، اي حكومة عشرينية، وستعتمد المداورة الشاملة في الحقائب السيادية ما عدا وزارة المال التي ستُسند الى الثنائي، على ان تكون وزارة الداخلية من حصّة «التيار الوطني الحر»، ووزارة الخارجية من حصّة الرئيس المكلّف اي للطائفة السنّية، ووزارة الدفاع تبقى لرئيس الجمهورية على ان تخضع لمداورة الطوائف.
أما بالنسبة الى الحقائب الأخرى التي تُعتبر خدماتية من الصف الاول، والحديث يدور هنا حول وزارات: «الطاقة»، الصحة، الاشغال، الاتصالات، التربية والعدل»، فقد جرى اتفاق مبدئي على ان تُسند «الطاقة» للرئيس المكلّف ويأخذ «التيار» مقابلها وزارة الاشغال، نظراً لأهمية هذه االوزارة في هذه الفترة، ولا سيما موضوع المرفأ واعادة اعمار بيروت. و»التربية» مبدئياً ستُسند لإسم قريب من النائب وليد جنبلاط، ويجري التفاوض حالياً حول الحقائب الاخرى. علماً انّ «حزب الله» متمسك بوزارة الصحة، لكنه اكّد انّ هذا التمسّك لن يعطّل تشكيل الحكومة او يشكّل عقبة، اي انّه منفتح على كل النقاش والتفاوض.
واكّدت المعلومات لـ»الجمهورية»، انّ اي لقاء للحريري مع» الخليلين» لم يحصل بعد، في اعتبار انّ الرئيس المكلّف يعمل حالياً مع الكتل المسيحية ولا سيما منها «التيار الوطني الحر»، وما ان ينتهي من هذه المهمة سيزور رئيس مجلس النواب نبيه بري ويلتقي بعدها «الخليلين» لإتمام هذا التفاهم.
واكّدت مصادر متابعة للملف، انّه رغم الحديث عن ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة، إلّا انّ هذه الحكومة لن تولد غداً او بعد غد، فسيكون لها وقت لتأليفها خصوصاً انّها حكومة مفصلية، تأتي في مرحلة مفصلية وستتخذ قرارات استثنائية. فالإسراع لا يعني التسرّع، وربما الامور تأخذ بعض الوقت بالتفاهم مع الحريري، حتى لا تقع الحكومة بعد الولادة في عقبات التنفيذ.
صيغة «متجددة ومتطورة» وفي رواية اخرى، تحدثت مصادر مطلعة عن جملة خطوات اقتربت من ان تكون نهائية، ومنها الحديث عن حكومة عشرينية، كان الحريري ما زال غير مقتنع بجدواها قبل جلسة الاحد الماضي. وانّ البحث توسّع في اتجاه المداورة من خارج حقيبة وزارة المال، التي ما زالت من الحصّة الشيعية وخارج اي مداورة.
وذكرت المصادر انّ الحريري قدّم صيغة وصفت بأنّها «متجدّدة ومتطورة» يمكن ان ترتقي الى مسودة بعد اجراء «رتوش» أخير عليها، في ضوء اجتماع امس، ويمكن ان تقارب عملية توزيع الحقائب قبل اسقاط الأسماء عليها. على ان تشمل المداورة كما هو متوقع، حقائب وزارات الداخلية والخارجية والصحة والطاقة، ولن يكون هناك عائق من جانب تيار «المستقبل» ولا «حزب الله» ان تمّ التوافق على إجراء هذه المداورة.
اذا استمرت الايجابيات وفي رواية ثالثة، أبلغت اوساط سياسية مواكبة للملف الحكومي الى «الجمهورية»، انّه اذا صفت النيات واستمرت الإيجابيات، يمكن أن تتمّ ولادة الحكومة الأحد أو الاثنين المقبلين. واشارت الى انّ من الامور التي لا تزال موضع نقاش، عدد الوزراء الذي يراوح بين حدّي 18 و20 وزيراً. وأكّدت أنّ مسألة المداورة في الحقائب لا تزال قيد البحث، موضحة انّ من الاقتراحات ان يسمّي الرئيس سعد الحريري ارثوذكسياً لوزارة الدفاع، على أن تبقى الخارجية مع ماروني يسمّيه رئيس الجمهورية ميشال عون. وبينما تردّد انّ «التيار الوطني الحر» يسعى الى الحصول على وزارة الأشغال، سيكون على الرئيس المكلّف ارضاء «حزب الله» بحقيبة تعادل في وزنها وزارة الصحة، اذا كان سيتخلّى عنها بموجب المداورة.
صمت ايجابي وفي الوقت الذي احتفظ فيه الحريري بنسبة عالية من الصمت بعد عودته من قصر بعبدا، علمت «الجمهورية» من اوساطه، انّ اللقاء مع رئيس الجمهورية كان ايجابياً. وبعد جوجلة لمعطيات تتصل بعملية التأليف بمراحلها الأولى. وتحدثت هذه الاوساط عن تقدّم ملحوظ في المرحلة الحالية، وانّ من الممكن ان يكون هناك قبل نهاية الاسبوع تصور تُبنى عليه المواقف النهائية، ويمكن ان ينتهي الى تشكيلة ترضي الجميع.
ولفتت الاوساط، الى انّ الحريري يواصل اتصالاته بلا مواعيد معلنة أو مسبقة، وانّ الإتصالات جارية على اكثر من مستوى، من دون اي اشارة الى الجهات التي يتواصل معها. وبعد ظهر امس شارك الحريري في جانب من اجتماع كتلة «المستقبل» الاسبوعي، وتحدث بإيجابية في العموميات من دون ان يدخل في اي تفاصيل وخصوصاً في شأن الملف الحكومي.
وفي الاطار عينه، حذّرت مصادر قريبة من «بيت الوسط»، ممن يتولون تعميم او نشر معلومات يمكن ان لا تكون صحيحة، وخصوصاً اذا مزج البعض بين الحقيقة الغائبة عنه وتمنياته التي يمكن ان لا تقارب الحقيقة.
«القوات» الى ذلك، أكّدت مصادر «القوات اللبنانية» لـ»الجمهورية»، انّ منحها الثقة للحكومة يشترط ان تكون مؤلفة من وزراء اختصاصيين ومستقلين عن كل القوى السياسية، الأمر الذي يبدو مستبعداً حتى اللحظة، في ظلّ المعلومات عن تسمية الكتل للوزراء والإطاحة بالمداورة والمحاصصة في الحقائب. ولكن لم تتعود «القوات» ان تحكم على الأمور قبل نهايتها. فعند تأليف الحكومة يجتمع تكتل «الجمهورية القوية» لاتخاذ الموقف المناسب بمنح الثقة او حجبها.
الوفد الروسي وتزامناً مع وصول الوفد الروسي مساء أمس الى بيروت، دخل وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في الحَجر الصحي طوعاً، مخافة ان يكون قد اصيب بفيرويس كورونا نتيجة مخالطته احد المصابين. وسيبدأ الوفد الروسي لقاءاته الرسمية قبل ظهر اليوم مع رئيس الجمهورية، قبل ان يجول على رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب والرئيس الحريري، ولم يُعرف ما اذا كان سيلتقي قائد الجيش العماد جوزف عون.
ومعلوم انّ الوفد سيبحث في ملف اعادة النازحين السوريين الى بلادهم والترتيبات الخاصة ببعض الإجراءات استعداداً لمؤتمر ترعاه القيادة الروسية. وما يجدر ذكره، انّ الوفد هو برئاسة ميخائيل ميزينتساف رئيس المركز القومي لادارة الدفاع في روسيا، ويضمّ موفد الرئيس الروسي الخاص الى سوريا الكسندر لافرانتييف، وموفد وزير الخارجية المكلّف تسوية الأزمة السورية الكسندر كينسشاك، وعدداً من المساعدين العسكريين والمدنيين الكبار.
مفاوضات الترسيم من جهة ثانية، يُعقد اليوم في مقر قيادة القوات الدولية (اليونيفيل) في الناقورة الاجتماع الثاني للمفاوضات الخاصة بترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، وذلك في حضور الوسيط الأميركي والراعي الاممي الذي يدير اللقاء والوفدين اللبناني والاسرائيلي.
وفي الوقت الذي سيرأس فيه السفير جون ديروشيه الوفد الاميركي في غياب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادني ديفيد شينكر، علمت «الجمهورية» انّ ممثل الامين العام للامم المتحدة يان كوبيتش لن يرأس الوفد الاممي، وكلّف احد مساعديه الكبار الذي كان مشاركاً الى جانبه في الجلسة الاولى.
وعلمت «الجمهورية»، انّه ووفق الترتيبات الاخيرة، سيرأس جلسة المفاوضات قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) الجنرال ستيفان ديل كول ويوزع الادوار والمداخلات في الجلسة.
الموقف الاسرائيلي وفي اسرائيل، أُعلن امس انّ الوفد الإسرائيلي سيغادر صباح اليوم الى الناقورة لإجراء الجولة الثانية من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان. ويرأس الوفد وزير الطاقة يوفال شتاينتس، ويضمّ المدير العام لوزارة الطاقة أودي أديري، ورؤوفين عازر المستشار الديبلوماسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالإضافة الى شخصيات أخرى.
غانتس يهدّد وفي سياق متصل، هدّد وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس أمس لبنان بـ «دفع الثمن»، في حال نفّذ «حزب الله» أي عمل عسكري ضد إسرائيل.
وقال غانتس خلال تفقده تدريباً عسكرياً في المنطقة الشمالية: «أسمع أصواتاً إيجابية في لبنان تتحدث ربما عن السلام مع إسرائيل. يجب أن يعلم اللبنانيون أنّ «حزب الله» هو مشكلتهم، وليس إسرائيل، وأنّه حال تحرك «حزب الله» ضد إسرائيل فسوف يدفع لبنان الثمن في النهاية، نحن هنا لنكون مستعدين، وآمل أن لا يحدث ذلك».
وأشار غانتس الى أنّ «جهاز الأمن يجب أن يضمن الأمان 365 يومًا في السنة في كل من الجبهات. أعداؤنا لا يهدأون، لا في الشمال ولا في الجنوب، لذلك سنواصل حماية مواطني دولة إسرائيل، وسنواصل ردع أعدائنا، وسنواصل إلحاق الأذى بعمليات تكثيفهم وسنكون مستعدين لأي معركة».
«غابات الجليل» الى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس عن تدشين منشأة تدريب «غابات الجليل» التي تحاكي قرية لبنانية، وتبعد 300 متر فقط من الحدود مع لبنان. وتهدف هذه المنشأة إلى تعزيز قدرات الجيش الاسرائيلي لتقديمه استجابة سريعة في حالات الطوارئ شمالاً، والتدريب للقتال ضد «حزب الله» على الحدود اللبنانية.
وفي إحتفال حضره قادة الجيش الإسرائيلي الكبار يتقدّمهم قائد القيادة الشمالية، الجنرال أمير برعام، تمّ تدشين المنشأة التي «أنشئت بتخطيط دقيق يشبه قرية لبنانية، وتعتمد على عمق استخباراتي وفهم ميداني لأراضي العدو، وهي تعدّ بمثابة اللبنة الأولى من أجل مضاعفة فهم النطاق الميداني في مواجهة «حزب الله» والتفوق عليه»، وفق ما كتبه أفخاي أدرعي الناطق بإسم الجيش الإسرائيلي على «تويتر». وأضاف: «المنشأة تعدّ منصة مثالية لإجراء مناورات وتمارين دقيقة، من أجل إدارة المعارك في لبنان، وجعل تدريبات القوات البرية والمدرعات أكثر نجاعة وملاءمتها للتطورات، فمن شأن هذه المنشأة أن تؤمّن أرضية مثالية لتحسين قدرات أفواج المشاة وتلقيها دعماً دفاعياً بسرعة وفعالية عند الحاجة».
من جهته، قال برعام، إنّ «هذه المنشأة هي مثال حي لنوعية العمل وجهوزيتنا، نقوم بتعزيز قدرات مقاتلينا ونؤهّلهم للقتال كما يجب لمحاربة «حزب الله» وإلحاق الهزيمة به».
كورونا على الصعيد الكوروني، أعلنت وزارة الصحة العامة أمس، تسجيل 1809 إصابات بوباء كورونا، ما رفع العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 73995 منذ شباط الماضي.
وإجتمعت أمس لجنة الصحة العامة والعمل والشؤون الاجتماعية في مجلس النواب، برئاسة النائب الدكتور عاصم عراجي وحضور وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال طارق المجذوب.
بعد الجلسة، قال عراجي: «بالنسبة الى فحوص الـ PCR اظهرت انّ 15 في المئة منها ايجابي، وهذا مؤشر عال وخطير. الرقم ارتفع نتيجة تغيّر المناخ. فهناك من يتلقون العلاج في منازلهم نظراً لعدم وجود اماكن في المستشفيات». واضاف: «قد يكون شهرا كانون الاول وكانون الثاني من اصعب الأشهر. لذلك على الناس الانتباه. فالقطاع الصحي غير قادر على استيعاب اعداد كبيرة».
****************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
«سرية التأليف» تفتح بازار الإستيزار.. وسلة التفاهمات قبل المراسيم حجب الدولار يهدّد بعتمة كاملة.. وصندوق النقد يتحدث عن أرقام مرعبة في الانكماش وجنون الأسعار
غداً يكون قد مضى أسبوع كامل على تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة، أعلن انها ستكون «وزارة مهمة» تستمد برنامجها من المبادرة الفرنسية، وجلّ وزرائها، بصرف النظر عن العدد من «الاخصائيين» غير الحزبيين، وان لم تعترض على تسميتهم الكتل النيابية، الممثلة للطوائف المشمولة بالدستور، أو هي التي اقترحت اسماءهم..
وكان الاجتماع الأوّل، والثاني، فكذلك الثالث، اتسم بإيجابية، خلال التداول الجاري بين الرئيسين في الحكومة:
– العدد (14 أو 20 وزيراً).
– الهوية: اخصائيون أم تكنوسياسيون.
– البرنامج: إصلاحات المبادرة الفرنسية أم سلسلة أخرى من الإصلاحات التي تستعد بعض الكتل لتقديمها إلى المجلس النيابي، عبر الحكومة أو عبر عشرة نواب (اقتراح قوانين)..
ولكن القضية التي تشغل الأوساط المعنية هي: متى تترجم الإيجابيات دخاناً أبيض إيذاناً بإعلان المراسيم، والانصراف إلى الخطوة الثالثة، المتعلقة بالبيان الوزاري، ثم الثقة إلخ..
في مطلق الأحوال، رجحت مصادر سياسية ان يعقد اجتماع رابع بين الرئيسين ميشال عون والحريري غداً، فإذا كانت الطبخة نضجت تصدر المراسيم والا تتأخر إلى الجمعة أو السبت.
واشارت مصادر متابعة للاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة أن عملية التشكيل تسير في طريقها المرسوم وباجواء مؤاتية وقد قطعت شوطا لا بأس فيه حتى الان، واعتبرت مطالب بعض الأطراف وشهية السياسيين للاستيزار أو توزير من يمثلهم بالحكومة العتيدة بأنه امر طبيعي وغير مستغرب وهو مااعتاد عليه اللبنانيون في السابق، وقد يكون اكثر صعوبة وتعقيدا في الحكومة الجديدة خلافا لما كان يحصل في تشكيل الحكومات السابقة كونها حكومة اختصاصيين مشهود لهم بالكفاءة والنجاح بممارسة مهامهم في المراكز والوظائف التي يشغلونها في لبنان والخارج.
وأكدت المصادر انه بالرغم من أجواء التكتم والتزام الصمت من قبل المعنيين بالتالي الا انه علم ان ألاتفاق بين رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف في اللقاء الثالث الذي جمعهما في بعبدا بالامس على مجمل التركيبة الحكومية المرتقبة واعتماد مبدا المداورة بالحقائب بإستثناء وزارة المال في حين بقيت بعض الأمور بحاجة إلى مزيد من التشاور بخصوصها ولاسيما توزيع الحقائب، وينتظر ان تنجز في غضون الايام القليلة المقبلة وتوقعت ان تعلن ولادة الحكومة الجديدة نهاية الاسبوع الحالي اذا لم تطرا عقبات غير متوقعة بالساعات الاخيرة.
وجاء اللقاء بين الرئيسين، في وقت يستمر البحث عن شكل الحكومة من 14 او 18 وزيرا كما يُفضل الحريري لتكون منتجة وعملية وفعالة، او 20 وزيراً كما يفضل عون واكثرية القوى السياسية لضمان حسن التمثيل والحماية السياسية للحكومة.لكن جو التكتم حال دون معرفة التفاصيل المتعلقة بتوزيع الحقائب على الطوائف والقوى السياسية، وسط تشدد الرئيس عون والتيار الوطني الحر بالتمسك بالمداورة الشاملة من دون استثناء حقيبة المالية، التي أقر الحريري ببقائها مع حركة امل مبديأ استعداده لشمول المداروة كل الحقائب الاخرى بما فيها الداخلية التي كانت غالباً من حصة المستقبل.
ولاحظت مصادر معنية ان «سرية التأليف» فتحت بازار الاستيزار، فتهافت رؤساء الكتل الكبيرة والصغيرة، فضلاً عن المرجعيات الروحية، لا سيما المسيحية منها للمطالبة بوزارات أو وزراء تحفظ حقوق الطائفة أو المذهب.
ولاحظت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن التكتم يحيط بملف تأليف الحكومة حتى على أدنى التفاصيل ولفتت إلى أن اللقاء الثالث بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري الذي عقد بعيدا عن الإعلام ساده التكتم والتقدم مؤكدة أن التكتم بمقدار التقدم وإن الكلام الكثير يعني ان هناك انتكاسة.
وكشفت المصادر أن رئيس الجمهورية كان مرتاحا جدا للقاء أمس.
اما في معلومات مستقاة من أكثر من مصدر فإن الملف الحكومي قطع شوطا لا بأس به وتفيد أنه إذا استمرت الأيجابية فأن هناك ولادة قريبة للحكومة.
ولأن أي تفاصيل بقيت قيد الكتمان فأن التوقعات حول التفاهم الذي جرى في لقائهما يتصل بنقاط عن عدد الحكومة فإذا تقرر زيادة حقيبة الدروز وأخرى للكاثوليك فقد نتحدث عن حكومة من أكثر من ١٤ وزيرا وهناك ارجحية أن تكون بين ٢٠ و٢٤ وزيرا.
وقد تكون هناك وفق المعلومات زيارة أخرى للحريري إلى قصر بعبدا حاملا معه التصور النهائي على أن يبدي رئيس الجمهورية رأيه بها.
وفهم أيضا ان هناك اتصالات يجريها الرئيس الحريري تتصل بكيفية توزيع الحقائب بشكل نهائي وطرح أسماء من ذوي الإختصاص على أن هناك نقاط تتصل بكيفية تطبيق مبدأ المداورة على بعض الوزارات.
كما افيد انه ما من معلومات عن آلية تسمية الوزراء الاختصاصيين وكيفية توزيع الحقائب السيادية الاخرى الخارجية والدفاع.وبعض حقائب الخدمات كالاتصالات والاشغال والطاقة والصحة والتربية.
وفي السياق، لفتت قناة «او تي في» إلى أن الحريري قدم خارطة طريق اولية لا ترتقي لمسودة حكومية، والحديث يدور على توزيع الحقائب وحصة كل طائفة، وأضافت القناة أنه إذا وافق الجميع على المداورة وهذا هو الاتجاه فالداخلية ستقايض بالخارجية للسنة. كما اشارت الى ان «حقيبة الطاقة لا تزال خاضعة للنقاش ولم تُحسم بعد لمن ستسند». ونقلت عن مصادر مطلعة قولها «انه اذا سارت المداورة على الحقائب الاخرى فلا مشكلة بالمداورة بالطاقة ايضا». واضافت القناة: «ان حزب الله متمسك بحقيبة الصحة ومحاولات اسنادها للحزب التقدمي الاشتراكي لم تنجح بعد، والاخير تبلغ ذلك.
وفي هذا السياق، عرض رئيس الجمهورية الوضع الحكومي مع رئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني» النائب طلال إرسلان ووزير الشؤون الاجتماعية والسياحة في حكومة تصريف الأعمال رمزي مشرفية والوزير السابق صالح الغريب، ولم يصدر شيء عن المجتمعين لكن مصادر متابعة قالت ان البحث تناول شكل الحكومة وامكانية توسيعها الى عشرين وزيراً.
وشدّد تكتل لبنان القوي على أولوية تشكيل الحكومة سريعاً، لهذه الغاية، وهو لا يزال ملتزماً لأقصى الدرجات بتسهيل ولادتها والتمسك بوحدة المعايير وعدالتها تجاه كل الكتل والمكونات.
ووفقاً لبيانه، ينتظر التكتل بإيجابية نتائج المشاورات الجارية بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف ليحدد كيفية التعاطي مع مسألة التشكيل مراهناً على نجاح هذه المشاورات في احترام معايير الميثاقية والدستور، وتولي وزراء قادرين على تنفيذ البرنامج الاصلاحي بسرعة من خلال كفاءتهم ونزاهتهم وفعاليتهم وخبرتهم ومعرفتهم بشؤون الدولة وقطاعاتها.
وعلى الرغم من التكتم الذي يحيط بالأسماء، تحدثت الأوساط عن ترشيحات لشخصيات قد تكون في عدد من الحكومة العتيدة:
– الخارجية ستسند للسفير مصطفى أديب.
– وزارة الاشغال لعضو اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبد الله.
– الطاقة ستبقى مع التيار الوطني الحر.
– الداخلية ستسند إلى شخصية مسيحية، يسميها النائب السابق سليمان فرنجية.
– وزارة التربية والتعليم العالي من حصة الدروز، ولم يحسم أسم المرشح لها.
المفاوضات
ولا تنفصل مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل عن المسار العام، حيث تعقد اليوم جولة التفاوض الثانية في الناقورة بعد تأجيل لمدة 72 ساعة.
صندوق النقد
مالياً، نشر صندوق النقد الدولي تقريراً ضمنه ارقاماً صادمة، تعيد لبنان عشيرن عاماً إلى الوراء.
وجاءت عملية النشر هذه في معرض توقعات الصندوق حول أوضاع الاقتصاد اللبناني.
وتدل الأرقام على ان الاقتصاد سجل في العام الجاري تراجعاً في النمو، وانكماشاً حاداً بنسبة 25٪ فانخفض حجم الاقتصاد من 52.5 مليار دولار في عام 2019 إلى 18.7 مليار دولار في عام 2020، أي عاد إلى مستواه عام 2002.
اما بشأن غلاء الأسعار، فيتوقع الصندوق ان يرتفع معدل التضخم والارتفاع باسعار السلع الاستهلاكية بنسبة 144.5٪ مقارنة مع العام الماضي، وهذا الرقم هو مستوى قياسي لم يسجل منذ العام 1992.
الكهرباء
ودخلت الكهرباء في دائرة أبعد من التقنين، تتعلق بالانقطاع الدائم، فالبواخر التي تؤمن 30٪ من التيار لديها مشكلة مع الدولة وشركة «كارادينيز».
وأملهت شركة «كارادينيز» مؤسسة كهرباء لبنان شهراً لدفع مستحقاتها بالدولار الأميركي، من دون ان تتخذ الشركة حتى الآن قراراً بالتوقف عن العمل، لكنها أبلغت المؤسسة صعوبة الاستمرار بتأمين التيار الكهربائي في ظل الوضع القائم..
وبلغت هذه المستحقات قيمتها مع الفوائد حوالى 163 مليون دولار بعدما تراكمت نتيجة تمنع «كارادينيز» عن استلام الشيكات الخاصة بها بالليرة اللبنانية منذ شهر أيلول 2019.
73995
صحياً، أعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي عن تسجيل 1809 إصابة جديدة بكورونا (متراكمة من الأحد حتى كامل يوم الاثنين) ليرتفع العدد إلى 73995 إصابة، منذ 21 شباط الماضي، مع 11 حالة وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية.
****************************************
افتتاحية صحيفة الديار تفاؤل حذر حول ولادة الحكومة: اللمسات الأخيرة لتوزيع الحقائب على الكتل النيابية بكركي تندد بالبدع والانحراف بالسلوك السياسي في عملية التأليف الجلسة الثانية لترسيم الحدود البحرية: مسار طويل للتوصل لنتيجة نور نعمة هل الشعب اللبناني على موعد ركوب سفينة الخلاص من الوضع الاقتصادي والمالي المتأزم؟ ام ان الشعب اللبناني سيظل يتخبط في هذه الازمة المستفحلة التي تكاد تطيح بوجود الدولة اذا لم يتفق السياسيون في ما بينهم؟
بداية ، وفي وقت ينعقد الاجتماع الثاني بين الوفد اللبناني المفاوض ووفد العدو الاسرائيلي في رأس الناقورة برعاية ممثل امين عام الامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش وبوساطة السفير الاميركي جون ديروشيه الذي طلب تاجيل الجلسة من الاثنين الى اليوم لوصول بعض المعدات التقنية التي يحتاجها، وتسمح له بإتمام المهمة المكلف بها»، تؤكد اوساط سياسية بارزة لـ«الديار» ان بعد اعتراض «حزب الله» و«حركة امل» على مشاركة مدنيين في لجنة التفاوض غير المباشر لترسيم الحدود وتسجيله بشكل واضح في بيان الفجر الشهير رفضاً ، سيكون الوفد اللبناني هو نفسه اليوم من دون اي تعديل ولتنتهي الامور عند هذا الحد على غرار المثال : « قلت كلمتي ومشيت».
وكان الجيش اللبناني اصدر بياناً امس شدد فيه على على ضرورة انسحاب العدو الإسرائيلي من جميع الأراضي المحتلة، ومنها: المناطق المتاخمة لشمال الخط الأزرق، مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من منطقة الغجر وبقعة «B1» المحتلة. وجدد تأكيد ضرورة إدراج البقعة «B1 » المحتلة في التقارير والقرارات الأممية القادمة أسوة بباقي المناطق المحتلة المذكورة. كما دان الوفد اللبناني المفاوض الحرائق المستمرة والمفتعلة من قبل العدو الإسرائيلي على الحدود.
اضف الى ذلك، طالب الوفد اللبناني عبر اليونيفيل تسلمه خرائط التحصينات التي كان العدو الإسرائيلي قد أقامها إبان الاحتلال، وقد عثر الجيش اللبناني واليونيفيل على إحداها بتاريخ 24/4/2020 في خراج بلدة الغجر».
من جانبه، قال قائد اليونيفيل في لبنان ديل كول: «لدينا فرصة فريدة لإحراز تقدم كبير في القضايا الخلافية على طول الخط الأزرق» مضيفا: «أود أن أدعوكم إلى المضي الى أبعد مما حققناه وإكمال العمل على النقاط العالقة على النحو الذي شجّع عليه قرار مجلس الأمن الدولي 2539».
بموازاة ذلك، تكثفت وتتكثف اللقاءات والمشاورات لتشكيل الحكومة المرتقبة باسرع وقت نظرا للحالة الاقتصادية السيئة التي يشهدها لبنان.
وانطلاقا من ذلك، يدخل لبنان اليوم مرحلة مصيرية من تاريخه وهي مرحلة كالغربال ستكشف من هي الاحزاب والشخصيات التي ستضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار لتسهيل الحكومة وبين تلك الغارقة في مصالحها الخاصة وتريد ابقاء لبنان في الفوضى للمحافظة على نفوذها. بيد ان الدولة تقترب من الانهيار الشامل بخطوات متسارعة ومن هذا المنطلق تعتبر اوساط سياسية ان الجهة التي ترفع سقف شروطها وتضع عقبات عدة تمنع وتؤخر ولادة الحكومة فهي حتما ساقطة وطنيا وامام الرأي العام اللبناني.
وفي هذا المجال، يخوض سعد الحريري تحت المظلة الفرنسية مسار تأليف الحكومة التي قد تولد قريبا ويشدد على مبدأ المداورة في الحقيبات الوزارية باستثناء المالية حيث كشفت مصادر ديبلوماسية للديار بوجود توصية فرنسية على ادخال الاصلاحات في الوزارات جميعها وتحديدا في الخدماتية. وأتى لقاء الرئيس سعد الحريري مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ليؤكد على المزيد من التقدم والتفاهم على نقاط عدة وعلى تركيبة الحكومة وفقا لمصادر مقربة من قصر بعبدا. وعلمت الديار ان الحكومة ستتشكل من 20 وزيراً.
من ناحيتها، شددت اوساط سياسية للديار ان الاهم من كل ذلك هو اختيار وزراء متجانسين ومتضامنين وزاريا ليشكلوا فريق عمل قادر على تنفيذ الورقة الاقتصادية دون حدوث سجالات سياسية تشل العمل الحكومي على غرار تجارب سابقة. ومن يعترض على مسار تشكيل رئيس الوزراء فعليه ان يشكل معارضة في المجلس النيابي وليس في مجلس الوزراء فلا يمكن ان يكون هناك فريق يعترض على نسبة كبيرة من طروحات الحريري ويدخل الحكومة. ذلك ان الامور عندما تكون واضحة ويكون لكل فريق موقف سياسي شفاف وليس غامضا يصبح ايضا عمل الحكومة واضحاً واهدافها معلومة وعلى هذا الاساس يتم محاسبتها في حال فشلت في تطبيق برنامجها. هذا الكلام لا يعني ان تبادل الاراء بحرية امر خطأ حول مسائل اساسية في الحكومة بل على العكس التشاور اساسي ولكن دون الوصول الى صراع سياسي في الحكومة الواحدة.
بدورها، قالت اوساط واسعة الاطلاع في 8 آذار لـ«الديار» ان الامور الحكومية ايجابية انما كشفت ان رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل متمسك بـ«الطاقة» و«حزب الله» متمسك بـ»الصحة» كما يصر النائب طلال ارسلان على تسمية احد الوزيرين الدرزيين. من جانبه، يصر الحريري على المداورة الشاملة باستثناء «المالية» التي تم تثبيتها للطائفة الشيعية خلال المفاوضات ابان محاولة تشكيل حكومة مصطفى اديب.
بكركي : «ارحموا لبنان…ارحموا شعبه»
في غضون ذلك، رفعت بكركي الصوت عاليا رافضة تشكيل حكومة محاصصة بل اخصائيين مستقلين وقالت للديار بان اليوم هناك بدع جديدة في مسار تشكيل الحكومة باتت اقرب الى انحراف في السلوك السياسي لكل الكتل السياسية. واعتبر المسؤول الإعلامي في البطريركية المارونية وليد غياض ان التوجه السائد هو في تشكيل حكومة مصغرة عن المجلس النيابي وهنا نتساءل كيف ستحكم هذه الحكومة؟وكيف سيتمكن المجلس النيابي من محاسبة الحكومة اذا كانت الكتل في البرلمان ممثلة في مجلس الوزراء؟
وتابع غياض ان لا شك ان الحكومة المرتقبة يجب ان تحصل على موافقة سياسية من كل التيارات ولكن من دون شروط خاصة وليس من منطلق تنفيذ حساباتهم ومآرابهم . واضاف ان الشعب اللبناني لم يعد يحتمل عبء هذه الازمة الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة وتوجه للمسؤولين باسم البطريركية المارونية بالقول: «ارحموا لبنان …ارحموا شعبه.» وهنا، رأى غياض ان بعض الافرقاء السياسين الذين مات ضميرهم لا يكترثون لكلامنا او بالاحرى لا «يهزهم» كلام غبطة البطريرك الراعي الحريص على البلد وشعبه.
وفي السياق ذاته، قال مسؤول الإعلامي في البطريركية المارونية وليد غياض انه للاسف هناك زعماء يطالبون بكل ثقة وبشكل مفضوح بحقائب وزارية خدماتية من اجل تسخير هذه الوزارات لشعبيتهم في الانتخابات المقبلة في وقت ان الدستور والقانون يفرض على جميع الوزراء معاملة اللبنانيين بمساواة دون تمييز طائفي او مذهبي او سياسي. وحذر غياض ان الوزارات ليست مؤسسات خاصة مضيفا: «فليتسابق الزعماء السياسيون على العمل الصحيح وعلى خدمة الوطن ويغييروا عاداتهم المبنية على خدمة جماعتهم لكسب شعبية اكبر ولتعزيز نفوذهم اكثر في السلطة».
القوات اللبنانية: لا حلول وسط بتركيبة الحكومة عندما يقارب لبنان الانهيار
من جهتها، قالت مصادر القوات اللبنانية ان رؤية القوات للخروج من الازمة القائمة هي ابتعاد القوى السياسية عن تسمية وزرائها في الحكومة المرتقبة. وانطلقت من هذا المبدأ على خلفية ما حصل في السنوات الاخيرة حيث ان طريقة تشكيل حكومات مصغرة عن المجلس النيابي لم تؤد الى النتيجة المطلوبة لا بل اوصلت لبنان الى الانهيار. اما حول منح الكتل النيابية الثقة للحكومة يجب ان يحصل بالتوافق بين القوى السياسية على قاعدة ان لبنان يمر بأزمة مالية غير مسبوقة بتاريخه تستدعي من كل القوى السياسية ابتكار طرق ووسائل لمعالجة الوضع الاقتصادي الخطير.
من هنا، شددت المصادر القواتية ان الاساس اليوم هو كيفية معالجة الازمة وقد ظهر ان القوى السياسية التي تتآلف وتتشارك في الحكومة الواحدة غير قادرة على اخراج لبنان من ازمته او بالاحرى هي مسؤولة عن وصول البلاد الى هذا الدرك الخطير على المستوى الاقتصادي والمالي والمعيشي.
وانطلاق من ذلك، جددت القوات موقفها بضرورة تشكيل حكومة من اخصائيين مستقلين غير مرتبطين بالقوى السياسية لكي يصبح قرار الوزراء بأيديهم وليس بأيدي القوى السياسية. ولذلك ووفقا للمؤشرات غير المطمئنة في تشكيل الحكومة، على الارجح ستكون الحكومة المرتقبة مشابهة لحكومة حسان دياب لان المحاصصة تمنع الاصلاح. وفي هذا المجال، اوضحت مصادر القوات اللبنانية انها لن تستبق نتيجة تركيبة الحكومة بما انها لم تتشكل بعد ولكن عند تشكيلها سيعطي لقاء الجمهورية القوية موقفه بناء على تركيبة الحكومة ليقرر منح او حجب الثقة عنها. ودعت القوات الى الاستفادة من المبادرة الفرنسية الذهبية التي هي الفرصة الاخيرة ولكن في الوقت ذاته على المسؤولين اللبنانيين ان يبادروا الى انتقاء اسلوب جديد لحكومة استثنائية.
وبالنسبة للقوات اللبنانية، ان لا حلول وسط في مسار تشكيل الحكومة خاصة في ازمة اقتصادية ولذلك لا يمكن ان يكون تشكيل الحكومة مبني على حل وسطي حيث تسمي القوى السياسية وزراءها والرئيس سعد الحريري يختارها ويتشارك مع رئيس الجمهورية.
موقف تكتل لبنان القوي
اكد تكتل لبنان القوي برئاسة النائب جبران باسيل على اولوية تشكيل الحكومة سريعا ملتزما الى اقصى الحدود تسهيل تأليفها ومتمسكا بوحدة المعايير تجاه كل الكتل والمكونات. اضف الى ذلك، ناقش التكتل مجموعة اقتراحات قوانين قام ويقوم باعدادها وقد تقدم بمعظمها الى المجلس النيابي ويتابع مسار اقرارها ابرزها: تعديل الدستور لناحية تحديد المهل الزمنية لرئيس الجمهورية باجراء الاستشارات النيابية الملزمة ولرئيس الحكومة المكلف بتأليف الحكومة.
وابدى التكتل اصراره على اجراء التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان كمنطلق لعملية الاصلاح ومكافحة الفساد.
موقف التقدمي الاشتراكي
اعرب امين سر الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر عن خشيته من عودة الاداء السابق في الحكومة المقبلة خاصة عندما تدخل الاحزاب بالذهنية ذاتها فمن المحتمل ان تقع الحكومة المرتقبة ضحية التجاذبات السياسية وعليه تفشل في عملها.
وتابع ناصر ان الوزير وليد جنبلاط عندما طرح حصوله على وزارة الصحة لتحقيق تمثيل وازن للطائفة الدرزية.
واوضح ان مقاربة التقدمي الاشتراكي للحكومة برئاسة سعد الحريري تستند على ثلاثة ركائز:
اولا ، نرفض مشاركة حزبية من قبلنا في الحكومة. ثانيا نتمسك باختيار شخصية درزية كفوءة . وثالثا ,سمى التقدمي الاشتراكي سعد الحريري ليكون الرئيس المكلف بعدما اتضح ان الافق مسدود وتبين ان الحريري هو الخيار الوحيد لاحياء المبادرة الفرنسية.
ولفت امين سر الحزب التقدمي الاشتراكي ان اختيار اسماء اخصائيين من الطائفة الدرزية امر محسوم ولكن هل يجب ان يكون هذا الاخصائي يشكل استفزازا لوليد جنبلاط؟ وعليه، يشدد الحزب التقدمي الاشتراكي اختيار وزراء اخصائيين ولكن دون اي كيدية تجاه اي فريق او حزب في الجبل.
هل فعلا انحصر دور ماكرون في لبنان؟
الى ذلك,قالت مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى للديار ان من يعتقد انه سيحصل تراجع كبير في الدور الفرنسي في لبنان جراء ازمات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون داخليا في بلاده، فهو مخطئ ولا يتسم بقراءة سياسية عميقة. وفي هذا الصدد، اضافت هذه المصادر ان فرنسا لديها مشاكل داخلية تتقدم حينا وتتراجع حينا اخر ولكن فرنسا دولة كبرى وبالتالي دورها الخارجي ايضا جزء من دورها الاساسي. وتابعت هذ المصادر الديبلوماسية انه عادة اي ادارة سياسية غالبا ما تعتبر من خلال ادوارها الخارجية انها قادرة على التغطية على النكسات الداخلية. وعلى هذا الاساس، اذا نجح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في مبادرته في لبنان وتمكن من مواجهة تركيا وتمددها يستطيع ان يحقق نقاط قوة لمصلحته على المستوى الفرنسي. وبالتالي لا تعارض بين مواجهة المشاكل الداخلية وبين الحاجة الى دور خارجي بالنسبة لماكرون.
ورأت المصادر الديبلوماسية انه من الواضح ان فرنسا انكفأت بعض الشيء بعد اجهاض مبادرتها بعد اعتذار الرئيس المكلف مصطفى اديب لانها لا تريد تكرار تجربة اخرى فاشلة باعتبار ان وضعها لا يسمح بذلك. واكدت ان فرنسا ذهبت اكثر باتجاه ان يكون توقيت عملها متكاملاً مع التوقيت الاميركي من اجل عدم افشال مبادرتها مرة اخرى لبنانيا.
لكن ستبقى العين الفرنسية مركزة على الشرق الاوسط ولبنان تحديدا الذي تعتبره المساحة الوحيدة عمليا البحر الابيض المتوسط من ضمن المسؤولية الفرنسية. وعلى غرار الدور والنفوذ الكبير الذي تتمتع به روسيا في سوريا ، تطمح فرنسا لان تلعب دورا مماثلا في لبنان وان تصبح ضابط ايقاع في الدولة اللبنانية على غرار ما يفعله الروس في سوريا. من هنا تطمح فرنسا على ان يكون لبنان قاعدة انطلاق لها في المنطقة.
هل انخفاض الدولار مستدام ام ظرفي؟
قال الخبير الاقتصادي سامي نادر للديار ان الدولار انخفض بطريقة غير مستدامة لانه غير مرفق باصلاحات وحتى اللحظة لم يتدفق الدولار من الخارج الى السوق اللبنانية. من هنا اعتبر نادر ان انخفاض الدولار يعود لاسباب ظرفية ابرزها تحديد مصرف لبنان سقف السحوبات بالليرة اللبنانية وبالتالي لم يعد لدى الناس كمية من العملة اللبنانية لشراء الدولار وعليه خف الطلب. ولذلك أكد ان سعر الدولار يصبح ثابتا يوم تدخل المساعدات المالية من مؤتمر سيدر او من خلال اصلاحات صندوق النقد الدولي.
ولفت الخبير الاقتصادي الى ان الدولار صحيح انه انخفض ولكنه غير متوفر الا عند قلة من الصرافين .وتابع ان المواطن اللبناني يذهب عند الصراف لشراء الدولار ولكن الصراف لا يعطيه دولار. كما اشار نادر ان لبنان ينزف بحدود مليار دولار شهريا وكمية الدولار التي تخرج من لبنان اكثر بكثير من الدولار الذي يدخل السوق اللبنانية او فعليا لا تدفق للدولار الى لبنان .
****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
مساعي التشكيل: اتفاق على الحجم وغموض حول المداورة
فيما تخطف الناقورة مجددا الاضواء اليوم مع انطلاق الجولة الثانية من مفاوضات ترسيم الحدود برعاية اممية ووساطة اميركية، يتواصل العمل من اجل تشكيل الحكومة، ترنح ملف تشكيل الحكومة اللبنانية. ويبدو ان قناعة تولدت لدى جميع الاطراف السياسيين بوجوب عدم رفع متاريس في درب الرئيس المكلف من اجل تسريع ولادة حكومة الانقاذ واعتماد المداورة واختيار الوزراء من بين الاختصاصيين اصحاب الاسماء غير الاستفزازية القادرة على نيل الثقة البرلمانية، فالمهم بإقرار رعاة الحكومة في الخارج ليس الاسماء او الاشخاص بل القدرة على تنفيذ الاصلاحات – الشروط لفتح باب المساعدات للبنان.
بروز عقد؟
وامس أعلنت رئاسة الجمهورية انّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التقى رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري وعرض معه للوضع الحكومي «في جو من التفاهم على ما تحقّق حتى الآن من تقدّم».
وهذا هو اللقاء الثالث بعد التكليف وقد عقد وسط تسريبات اعلامية من هنا وهناك تتحدث عن بروز عقد، فاشارت محطة OTV الناطقة باسم التيار الوطني الحر الى ان «حقيبة الطاقة لا تزال خاضعة للنقاش ومسألة لمن ستُسنَد لم تحسم بعد». ونقلت عن مصادر مطلعة قولها «ان اذا سارت المداورة على الحقائب الاخرى فلا مشكلة بالمداورة بالطاقة ايضا». واضافت «حزب الله متمسك بحقيبة الصحة ومحاولات اسنادها للحزب التقدمي الاشتراكي لم تنجح بعد، والاخير تبلغ ذلك».
الاشتراكي والصحة
اوساط الحزب الاشتراكي قالت ان الاجواء لاتزال على حالها من الايجابية وان الرئيسين عون والحريري يلعبان دورا مهما في تدوير الزوايا. اما حقيبة الصحة فلم يطالب بها اي فريق باستثناء الاشتراكي، واذا اصرّ حزب الله على التمسك بها فإن رئيس الحزب وليد جنبلاط سيكون مسهلا ولكن من ضمن الثوابت.
الدروز في القصر
وليس بعيدا، وفي وقت يحكى عن ان رئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني» النائب طلال ارسلان يريد وزيرا من الوزيرين الدرزيين في الحكومة، الامر الذي قد يخلق اشكالية مع المختارة، عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، الوضع الحكومي مع إرسلان ووزير الشؤون الاجتماعية والسياحة في حكومة تصريف الأعمال رمزي مشرفية والوزير السابق صالح الغريب… وكان عون استقبل رئيس «حزب التوحيد» وئام وهاب الذي قال بعد اللقاء «الأجواء إيجابية والحكومة مسهّلة، لكننا طالبنا الرئيس برفع العدد إلى عشرين وزيراً».
الحزب ايجابي
في المواقف ايضا، أمل نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أن تتشكل الحكومة بأسرع وقت، وأن تنال ثقة أوسع الشرائح والكتل النيابية. وقال: «نحن إيجابيون ومنفتحون على الخطوات التي تنجز تشكيل الحكومة، على أساس برنامج إنقاذي اقتصادي واجتماعي ومالي، يضع حدا لارتفاع سعر الصرف، ويلجم غلاء الأسعار، ويفتح الآفاق أمام فرص العمل للشباب، ويستفيد من الدعم الدولي في إطار الاصلاح، ويغلق مسارب الفساد ويعاقب المفسدين، ويسترد الأموال المنهوبة والمهربة، ويعطي المودعين حقوقهم، ويعالج الأزمة الصحية الناتجة عن كورونا».
الترسيم والرئاسة
على صعيد آخر، وبعد جلسة أولى عقدت يوم 14 تشرين الأول الماضي، تعقد اليوم الجولة الثانية من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل برعاية الأمم المتحدة في الناقورة، وستخوض هذه المرة في التفاصيل التقنية لعملية الترسيم. ووسط تساؤلات عن الجهة التي سترأس الاجتماع وما اذا كان قائد قوات اليونيفل الجنرال ستيفانو دل كول او ممثل الامين العام للامم المتحدة يان كوبيتش، اكدت اوساط اليونيفيل ان هذه القوات ليست جزءا من مفاوضات الترسيم البحري، التي تجري برعاية اممية ووساطة اميركية. هذا الامر يعني عمليا ان الكفة تميل لمصلحة كوبيتش. وقالت مصادر سياسية مطلعة ان ترؤس كوبيتش يؤشر الى ان اسرائيل ستستكمل مفاوضات الترسيم البري وهذا ينهي حالة الهدنة ربما الى اتفاق جديد بين البلدين، خلافا لما يؤشر اليه ترؤسها من جانب دل كول الذي يدرجها ضمن اطار اجتماعات الناقورة. ان لبنان يتمسك باتفاقية الهدنة فيما خص الحدود مع اسرائيل لانها مرسمة ومحددة في هذه الاتفاقية وعلى اسرائيل الانسحاب من الاراضي التي تحتلها.
اجتماع استثنائي
وعشية الاجتماع التفاوضي، رأس ديل كول اجتماعاً ثلاثياً استثنائياً مع كبار ضباط القوات المسلحة اللبنانية والجيش الإسرائيلي في موقع الأمم المتحدة في رأس الناقورة، حيث عُقد الاجتماع بشكل مصغّر بسبب القيود التي فرضتها جائحة الكوفيد-19. وتركزت المناقشات خلال الاجتماع على الوضع على طول الخط الأزرق والانتهاكات الجوية والبرية، بالإضافة إلى قضايا أخرى تدخل في نطاق ولاية اليونيفيل بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701. واكد اللواء ديل كول على أهمية المنتدى الثلاثي باعتباره آلية تهدف إلى الحدّ من التوتر ومنع أي سوء فهم بين الأطراف وإيجاد الحلول. وقال: «لدينا فرصة فريدة لإحراز تقدم كبير في القضايا الخلافية على طول الخط الأزرق».
وفد روسي
بالتزامن، يصل الى بيروت وفد روسي رفيع، كان سيرافق وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، الى لبنان (قبل ان يعدل عن الحضور شخصيا)، في زيارة رسمية تمتد ليومين، يلتقي خلالها المسؤولين اللبنانيين الكبار ناقلاً اليهم رسائل محلية واقليمية.
اسعار المواد الغذائية
معيشيا، وفي وقت عاود الدولار ارتفاعه امس، اعلن رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية في لبنان هاني بحصلي ان «النقابة تنكب حالياً، وبالتعاون مع جميع المستوردين، على دراسة تحرك سعر صرف الدولار، نزولاً وصعوداً، في السوق الموازية بغية دراسة إعادة تسعير المواد الغذائية المستوردة من الخارج».
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :