في 12 أيّار، سيكون 15 ألف موظف على موعد في اجراء الانتخابات، وهم رؤساء الأقلام والكتبة الذين سيوزعون على مراكز الاقتراع في 15 أيّار، بحسب "اللواء".
وفي معلومات «الجمهورية» إنّ القراءات الديبلوماسية للاستحقاق الانتخابي مَشوبة بالحذر الشديد، وان تأكيدات السلطة على إتمام الاستحقاق في موعده لم تفلح في تبديد هذا الحذر، ذلك انّ الثقة وكما بات معلوماً ضعيفة، وربما مُنعدمة بكل ما تقوله او تفعله هذه السلطة.
وعلم في هذا السياق انّ سفير دولة اوروبية نقل الى بعض كبار المسؤولين «قلقاً جدياً يُساور البعثات الديبلوماسية على الانتخابات في لبنان»، لافتاً الى «انّ ما يعزّز هذا القلق هو ما نسمعه من اطراف لبنانيين، حيث يؤكّدون وجود محاولات حثيثة لتعطيل هذه الانتخابات. ونحن من جهتنا لا نستطيع ان نتبنّى ما نسمعه، ولكن نؤكد حَثّنا للسلطات المسؤولة في لبنان على إتمام العمليات الانتخابية في موعدها بصورة نزيهة وشفافة وبعيدة عن اي تدخلات من اي جانب. ونؤكد في الوقت نفسه انّ عدم إجرائها لأي سبب كان، هو خطأ قاتل.
وفي السياق ذاته، يندرج ما أكده سفير دولة عربيّة لـ«الجمهورية»، حيث قال رداً على سؤال: نحن نواكب التحضيرات للانتخابات النيابية في لبنان، يعني اننا نراقب المجريات لا اكثر ولا اقل، وليس لنا أي دور مباشر فيها، فهذا شأن يخصّ الاخوة في لبنان، ونحن نتمنى لهم الخير والتوفيق في كل ما يساعدهم على تَجاوز أزمتهم.
ولدى سؤاله اذا كان يُشارك زملاءه الغربيين قلقهم على الانتخابات؟ قال: أنا أرغب دائماً في أن أكون متفائلاً وأبني تفاؤلي هذا على تأكيدات المسؤولين في لبنان بأنّ الانتخابات حاصلة في موعدها، ونحن بالتأكيد نشجّع ذلك ونؤيّده.
وعما اذا ما كان يصدّق تلك التأكيدات، قال: لست في موقع أن أحكم على ما يقال في العلن، او ما يُضمر في الباطن. ولكن في مطلق الأحوال، نحن نقف مع لبنان، ونريد ان نراه معافى ويعود كما نعرفه جميلاً، ونريد للشعب اللبناني ان يشعر بالطمأنينة والأمان، ونحن متضامنون معه في ما أصابه. ومن هنا، وكما سبق وقلت، لا نستطيع الّا ان ننصح من الشقيق بأن يدرك اللبنانيون مصلحة بلدهم، ويسلكوا الطريق المؤدي اليها. ولقد سبق لي وأكّدت للعديد من المسؤولين في لبنان، وايضاً للعديد من السياسيين والاعلاميين والاقتصاديين بأننا نأمل في اجراء الانتخابات، وتشكيل حكومة جديدة تتولى مسؤولية النهوض بلبنان. وانّ على اللبنانيين ان يدركوا انّ هذا هو واجبهم تجاه أنفسهم وبلدهم.
واستدركَ السفير العربي قائلاً: نحن لا ننظر مسبقاً الى نتائج الانتخابات النيابية فهذا شأن يحدده اللبنانيون، بل ننظر الى هذه الانتخابات كفرصة للبنانيين لإعادة تنظيم شؤونهم الداخلية، وإخراج لبنان من وضعه الصعب. وانا شخصياً أرى بارقة أمل تلوح للبنان مع إنشاء الصندوق السعودي والفرنسي لمساعدة الشعب اللبناني، وهذا يؤكد أنّ اشقاء لبنان واصدقاءه باقون الى جانبه.
وماذا لو لم تحصل الانتخابات؟ اجاب السفير: كما سبق وقلت، الانتخابات فرصة، وخلاف ذلك اخشى سقوط لبنان في مستنقع خطير.
الى ذلك، رجّحت المقاربات الداخلية لفوز الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بولاية رئاسية ثانية، فرضيّة انّ هذا الفوز قد أعاد وضع لبنان تلقائياً على خط المبادرة الفرنسية التي سبق واطلقها الرئيس ماكرون، وان إعادة تحريك هذه المبادرة ستنطلق بالتأكيد مع بدء الولاية الثانية للرئيس الفرنسي.
وأبلغت مصادر ديبلوماسية من العاصمة الفرنسية الى «الجمهورية» قولها: «بعدما انتهت الانتخابات الرئاسية، باتت المستويات الفرنسية المسؤولة أكثر حرية في التحرّك نحو الملفات المصنفة اولويات».
واشارت الى انه رغم التطورات الخطيرة التي تَأتّت عن الحرب الروسية الاوكرانية، والتي تُنذر بمخاطر واهوال كبرى، فإنّ ذلك لا يغيّر في النظرة الفرنسية الى لبنان لأنّ له خصوصية تاريخية فرنسية، ووفق ما هو مقرّر له فإنّه سيكون في عين الرعاية الفرنسية اكثر في مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية.
ولفتت الانتباه الى انّ اعادة انتخاب الرئيس ماكرون، أعادت بدورها احياء المبادرة الفرنسية تجاه لبنان. وثمة خطوات مرتبطة بهذه المبادرة يفترض انها ستظهر بصورة عاجلة. وقالت: مع الولاية الجديدة للرئيس ماكرون، فإنّ الدور والحضور الفرنسيين سيكونان فاعلين في الفترة القريبة المقبلة، فضلاً عن انّ باريس لم تتخل عن مسؤوليتها تجاه لبنان منذ إطلاق الرئيس ماكرون مبادرته، وصولاً الى جهودها المستمرة والتي أثمرت توافقاً مع المملكة العربية السعودية حول مساعدة الشعب اللبناني، وهو ما تجلّى في إنشاء صندوق مشترك بينهما لتقديم المساعدة للشعب اللبناني. وهو امر لن يقف عند هذا الحد، ولن تقف باريس عنده فقط، بل ستستمر في سعيها مع كل اصدقاء لبنان لحشد اكبر دعم لهذا البلد.
وعن الانتخابات النيابية، قالت المصادر: «ان السفيرة في بيروت تعبّر عن موقف باريس في تأكيدها المستمر على اجراء الانتخابات في موعدها، وهذا ما يُطالب به المجتمع الدولي وكذلك الشعب اللبناني. ومن هنا ننتظر ان يتم إنجاز هذه الانتخابات وتشكيل حكومة توقِف مسار لبنان نحو الغرق، وتنطلق في مهمة إنجاز كل متطلبات الانقاذ للشعب اللبناني، واجراء الاصلاحات التي تضمنتها المبادرة الفرنسية.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :