تشتدُّ "حماوة" الإنتخابات النيابية في الدوائر التي تشهد معارك إنتخابية "واقعيّة" لا سيّما المناطق التي ستجري فيها تصفيّة حسابات بين القوى السياسية.
ومن هذا الباب تشهدُ دائرة الشوف عالية "حراكاً إنتخابيّاً ملحوظاً" حيثُ يجتهد النائب المُستقيل مروان حمادة إنتخابيًا في الشوف بطريقة غير مسبوقة، حتى يظن المُراقب أنه يترشّح للمرة الأولى، فيقصد بيوت الناخبين ويستقبل وفود القرى ويُصوّب على "خصمه المباشر" على المقعد الدرزي الثاني في الشوف رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب المدعوم من حزب الله المُتشدِّد في هدفه لإسقاط حمادة.
أمّا "خصمه" وئام وهاب والذي يستشعر خطورة المعركة والتي يُمكن توصيفها بمعركة "كسر عضم"، يُدرك أنه يُواجه أحد دواهي السياسة اللبنانية ومن خلفه "زعيم المختارة" على أرض وبيئة هذا الخصم تحديداً، مِن هذا المنطلق يدرس وهاب خطواته السياسية والإنتخابية جيداً.
وهّاب لا يستطيع الركون إلى دعم جدي من حليفه التيار الوطني الحرّ "المأزوم" شعبيّاً لا سيّما في منطقة الشوف وبالكاد يستطيع دعم مرشّحه، أو دعم من الحزب "الديمقراطي اللبناني" الذي حسم فوزه بالمقعد الثاني للدروز في عالية بعد أنْ درجت عادة الحزب التقدمي الإشتراكي ترك مقعد شاغر لطلال إرسلان من باب عدم إقفال "البيت الإرسلاني" في الجبل والذي إكتفى هذه الدورة أيضاً بترشيح أكرم شهيّب عن أحد المقاعد.
لذلك تَحسم معلومات حزب التوحيد العربي، بأنّ "لائحة "الجبل" لديها حاصلَيْن في الشوف، حاصل لوهاب وحاصل لـ "التيار الوطني الحرّ" إلَّا في حال حصلت مُفاجآت غير متوّقعة".
وتلفتُ المعلومات أنّ "هذه المعطيات ربما توصّل إليها الإشتراكي، فسارع جنبلاط إلى التخلي عن المقعد الكاثوليكي في الشوف، ليضمن المقعدَين الدرزيّين، وإلتجأ لطلب دعم تيار المُستقبل"، حيث تشير المعلومات إلى "مفاوضات يُجريها "الإشتراكي" مع "المستقبل" لتأمين الدعم لكل من المُرشحَين بلال عبدالله ومروان حمادة بأصوات السنّة في الإقليم، إلّا أنّ المفاوضات لم تصل إلى خواتيمها السعيدة بعد".
والبحث الاشتراكي عن أصوات السنة يَنبع من خوْف قد تفرضه لعبة الحواصل في هذه الدوائر حيث يُشكل السنة "بيضة القبان" في ظلّ الصراع، لا سيّما أنّ الإشتراكي كما جاء على لسان زعيمه وصقوره يتعرَّض للمحاصرة في كل الدوائر من حزب الله في ظلّ إنكفاء سعد الحريري عن المشهد وترك جنبلاط لتصفيّة الحساب مع حزب الله.
ومِن هذا المنطلق إستنفرت كل شرائح المجتمع الدرزي المُؤيد للتقدمي، للتواصل مع مستقبلين لأنه وفق المعطيات فإن تراجع نسبة مشاركة السنة معناه خفض نسبة الحاصل.
و"الهمّ الجنبلاطي" اليوم لا يَقف عند حدود الإنتخابات بل يتعدَّاه إلى المستقبل السياسي لآل جنبلاط، وتسليم "زعامة فارغة" لنجله تيمور قد تشكل "سابقة خطيرة" على الواقع الذي إعتادت عليه طائفة الموحدين الدروز، لذلك يحرص أنْ لا يكون توريث نجله مع فقدان "الهيمنة" على القرار السياسي في الجبل معقل الإشتراكية، كما في بقيه الدوائر التي يتشتّت فيها الدروز بين أغلبيّة "سنيّة او شيعيّة"، وهذا ما يُفسر إصرار جنبلاط على الإبقاء على "صقور" الحزب الإشتراكي كمروان حمادة في الشوف، وائل أبو فاعور في البقاع الغربي وأكرم شهيّب في عاليه.
لا يمكن التنبؤ بنتائج الإنتخابات النيابية في الشوف، وعلى الجميع إنتظار ليل 15 أيار لمعرفة الطرف الرابح في المنازلة الدرزية، فهل يَبقى جنبلاط زعيمًا وحيدًا يتربع على عرش "الجبل" أم أنّ وهاب سيُشارك تيمور في إرث أبيه؟
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :