وسط حقل من الألغام الشيعية والسنية، تسير القوات اللبنانية في دائرة بعلبك–الهرمل (10 مقاعد: 6 شيعة، 2 سنة، مقعد ماروني ومقعد للروم الكاثوليك) بهدف الوصول الى لائحة إنتخابية تنافس فيها لائحة تحالف حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر والحزب القومي، علماً أن قيادة القوات نفسها تعرف أن سقف نتيجة هذه اللائحة غير الممكن هو تكرار سيناريو العام 2018 وخرق لائحة الحزب وحلفائه بمقعدين ماروني وسني، بينما السقف الممكن والصعب هو تحقيق الخرق بمقعد وحيد ألا وهو المقعد الماروني الذي ترشح عنه القوات نائبها أنطوان حبشي.
المهمة القواتية للفوز بمقعد حبشي صعبة لكنها ليست مستحيلة أبداً خصوصاً أنّها وما تمثله مسيحياً في منطقة دير الأحمر ومحيطها (حصل حبشي عام 2018 على 14848 صوتاً بينما كان الحاصل 18707)، قريبة بأصواتها من الحاصل الإنتخابي وهي لن تكون بحاجة الى أكثر من 3000 أو 4000 صوت لتأمينه وحفاظ حبشي على مقعده.
ولأن العدد الأكبر من ناخبي الدائرة هم من الطائفة الشيعية، ولأن الناخبين السنة لا سيما في عرسال وبعلبك لهم تأثيرهم على نتيجة العملية الإنتخابية، كشف متابعون أن القوات لن تطلق على لائحتها إسم "لائحة القوات اللبنانية". أولاً لعدم إستفزاز الجمهور الشيعي المؤيد لحزب الله والرافض للقوات وكي لا يترجم هذا الإستفزاز إرتفاعاً بنسبة الإقتراع لدى الناخبين الشيعة، وثانياً لعدم إستفزاز جماهير تيار المستقبل في عرسال وبعلبك، خصوصاً أن العلاقة بين التيار الأرزق الذي علق رئيسه سعد الحريري عمله السياسي وقيادة القوات برئاسة سمير جعجع هي أكثر من متوترة في الآونة الأخيرة، نظراً للعتب القائم من الجماهير الزرقاء على جعجع المتهم بالنسبة اليها بعدم الوفاء للحريري وبمحاولة وراثة زعامته في الشارع السني.
في الساحة الشيعية، لم تتمكن القوات حتى اليوم من تحقيق الخرق الذي تسعى اليه بهدف ترشيح أي شخصيّة وازنة معها على اللائحة. فحليفها في العام 2018 النائب السابق يحيى شمص (نال عام 2018 6558 صوتاً تفضيلياً) إنسحب باكراً من المشهد الإنتخابي ولم يتقدم بطلب ترشيحه. الأمين العام السابق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي يبدو أنّه لا يتدخل بالإنتخابات النّيابية في هذه الدورة. من حُسم شيعياً فقط كحليف للقوات هو الشيخ عباس الجوهري لكن حضوره خجول جداً في بعلبك-الهرمل والأصوات التي سينالها لن تتخطى المئات.
اما في الساحة السنية، فلم تتمكن مفاوضات القوّات من تحقيق خرق نوعي بعد على صعيد المرشحين، ففيما تقدّمت مفاوضاتها مع المرشّح صالح الشل من بعلبك، لا تزال تبحث عن شخصية وازنة من عرسال، أكبر القرى السنية في بعلبك–الهرمل، وتفيد المعلومات بأنها تفاوض مرشحاً من آل عز الدين لكن ما من شيء حُسم معه بعد.
فعلاً تسير القوات اللبنانية في حقل من الألغام الإنتخابية الشيعية والسنية إسمه بعلبك-الهرمل. هي تعرف تماماً أن حزب الله في الدائرة يضع هدفاً أولاً في الإنتخابات المقبلة ألا وهو عودة المشهد السياسي الى ما قبل إنتخابات العام 2018، أي بفوز لائحته بمقاعد الدائرة العشرة، وهو أمر وارد حصوله بسبب الحصار السياسي الذي يمارس منه ومن تيار المستقبل على القوّات، وبسبب تشتت قوى المعارضة في أكثر من لائحة.
أكثر ما سيزعج القوّات في هذه الدائرة إذا حقق الحزب هدفه هو فوز مرشح التيار الكاثوليكي على لائحة الحزب وفوز مرشح الحزب القومي السوري عن المقعد الماروني بدلاً من نائبها أنطوان حبشي.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :