افتتاحية صحيفة البناء :
تشكيل هيئات المجلس بعد الاستقالات… أبو الحسن لهيئة المكتب والبستاني لرئاسة الاقتصاد عون يتكلّم اليوم لفتح طريق التكليف... واستبعاد تأجيل جديد للاستشارات / الحريري الخميس مكلفا ب 65 صوتا دون حزب الله والتيار الحر
كانت الجلسة النيابية التي افتقدت التشريعات المرتقبة وفي طليعتها قانون العفو، مناسبة لإعادة تشكيل هيئات المجلس النيابي بعد استقالة ثمانية نواب، حل بنتيجتها النائب هادي أبو الحسن في هيئة المكتب بدلاً من النائب المستقيل مروان حمادة، والنائب فريد البستاني رئيساً للجنة الاقتصاد بدلاً من النائب المستقيل نعمت فرام. فبقيت التوازنات بين الكتل هي ذاتها، مع فارق سياسي سجلته القوات اللبنانية بتعطيل النصاب قطعاً للطريق أمام قانون العفو، بينما كان النائب جورج عدوان يوفر التغطية المطلوبة لتسمية الرئيس السابق سعد الحريري كرئيس مكلف لجهة النقاش حول الميثاقية بالحديث عن ميثاقية المشاركة بالحضور في الاستشارات وليس في وجهة التسمية، التي لن تذهب لصالح الحريري.
بين التكليف والتأليف حسم النقاش لصالح حصر الحديث عن الميثاقية بالتأليف، حيث سيتحدث رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ظهر اليوم لكشف حصيلة تأجيل الاستشارات أسبوعاً أملاً بفتح الباب لمزيد من الاتصالات السياسية، كي تتوّج الاستشارات بنسبة عالية من التوافق، خصوصاً أن المرشح الوحيد هو الزعيم الأبرز في طائفته، وكان منتظراً أن ينجح في استقطاب تأييد الزعماء الأوسع تمثيلاً بكتلهم نيابياً في طوائفهم، ليخلص الرئيس عون كما تقول مصادر تابعت موقف بعبدا ورصدت اتجاه موقف عون المرتقب، بالإفراج عن الاستشارات في موعدها تحت شعار أن الرئيس قام بفتح الطريق لاغتنام الفرصة المناسبة لمزيد من تحصين التكليف وتسهيل طريق التأليف، ولكن العناد السياسي حال دون استثمار الفرصة، حيث لا جدوى من فرصة جديدة.
رئيس الجمهورية، وفقاً للمصادر، سيتحمل مسؤوليته الدستورية بعد التكليف في ضمان معيار التمثيل العادل للطوائف في الحكومة، بحيث يضمن أن تكون الكتل الأوسع تمثيلاً في طوائفها قد تمّت معاملتها وفقاً لمعيار واحد، تشير المعطيات إلى أنه يحتاج للكثير من الاتصالات والمساعي كي يتحقق في ظل تفاهمات تحضر في خلفية مشهد التكليف لا يمكن تجاهلها، لجهة إقدام كتل على تسمية الرئيس الحريريّ وإحجام أخرى عن التسمية على إيقاع المواقف التي تبلغتها من الحريري كمرشح وحيد يقبل شروطها وتحقيق مطالبها، او تلقتها بالواسطة لجهة عدم الانفتاح على موقعها التمثيلي ورؤيتها للحكومة، ومشهد التبدل في موقف الحزب التقدمي الاشتراكي من التسمية يكفي للاستنتاج، بالمقارنة مع عدم تسجيل أي تجاوز للشكليات في العلاقة بين الرئيس الحريري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.
المصادر تتوقّع أن تتم الخميس تسمية الحريري بـ 65 صوتاً يغيب عنها نواب حزب الله تضامناً مع التيار الوطني الحر وتأكيداً للحلف الجامع بين الحزب والتيار، بانتظار أن تحمل مرحلة ما بعد التكليف مساعي مكثفة لحلحلة العقد بما يضمن الانتقال الى حكومة تكنوسياسية يتيح الوقت المتاح للتفاهم حولها فرصاً لتفاهمات بدت معقدة في الطريق إلى التكليف.
شبه تفاهم بين بري والحريري
ثلاثة أمور باتت محسومة، إجراء الاستشارات النيابية الملزمة المقررة في بعبدا يوم غدٍ الخميس إذا لم يحصل مستجدّ يستوجب التأجيل، تكليف المرشح الوحيد الرئيس سعد الحريري بأكثرية مقبولة، فصل استحقاق التكليف عن التأليف الذي سينتظره مرحلة طويلة من شدّ الحبال والصراع على الحصص والنفوذ، كما رجحت أوساط سياسية متابعة للملف الحكومي. رغم أن مصادر عين التينة تؤكد لـ "البناء" حصول شبه تفاهم على الخطوط العريضة للحكومة المقبلة بين الحريري ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، مشيرة إلى أن مسألة وزارة المالية خارج النقاش ومن المسلمات لدى الجميع بأن تؤول إلى شيعي يسميه الرئيس بري بالتشاور مع الرئيس المكلف، مشيرة إلى أن تكليف الحريري سيفتح الباب أمامه للتواصل والتشاور مع الكتل النيابية للتسريع في تأليف الحكومة.
ودعا المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل الى السير بالطريقة الطبيعية وإجراء استشارات. وقال "هذا ما يجب ان يحصل الخميس ونحن ضد عملية التأجيل". ورداً على سؤال قال: "لسنا في أي حلف لا إسلامي بوجه المسيحي، ولا مسيحي ولا مختلط، هناك آراء للكتل النيابية يجب ان يتم التعبير عنها في الاستشارات". وشدّد على أن كل الكتل مشاركة في الاستشارات النيابية، والميثاقية متوفرة من خلال المشاركة فيها.
التأليف وفق الدستور
وأكدت مصادر بعبدا لـ"البناء" أن الاستشارات قائمة في موعدها، ما لم تستجد أي معطيات تستدعي تأجيلها مرة ثانية، ولفتت إلى لا اتصالات بين بعبدا وبيت الوسط حتى الساعة. وشددت على أن اختيار الرئيس المكلف خاضع لإرادة الكتل النيابية التي ستشارك في استشارات الخميس وفق الأصول الدستورية والديمقراطية على أن يخضع استحقاق التأليف للقواعد التي ينصّ عليها الدستور ولرئيس الجمهورية صلاحيات دستورية لضبط عملية التأليف وإنتاج حكومة تراعي المصلحة الوطنية ومقتضيات الوفاق الوطني والتوازنات السياسية في البلد ونفت المصادر ما يُشاع ويتم التداول به عن خيار استقالة رئيس الجمهورية واضعة ذلك في إطار التكهنات ومضيعة الوقت، مؤكدة أن "الرئيس عون مستمر في القيام بواجباته ومسؤولياته الوطنية وسيمارس دوره وصلاحياته الدستورية وفي المقابل لن يعتدي على صلاحية الآخرين".
ومن المتوقع أن يطلق رئيس الجمهورية سلسلة مواقف من الأوضاع الراهنة خلال رسالة يوجّهها الى اللبنانيين عند الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم.
اللقاء التشاوري: لن نسمّي الحريري
وأعلن اللقاء التشاوري خلال اجتماعه الدوري في دارة الوزير الأسبق عبد الرحيم مراد، أنه لن يتوجه إلى القصر الجمهوري يوم الخميس "إلا حفاظاً على بقيّة باقية من الدستور المنتهك، وحتماً لن نسمّي المرشّح الوحيد الذي كلّف نفسه بنفسه للمضي في السياسات المتبعة من دون توضيح سياسته المالية والنقدية والاقتصادية لمعالجة الازمات المعيشية والمالية والاقتصادية التي تشكل أساساً لكل إصلاح مرتجى".
وتساءل: هل يجوز حقاً ان نختصر أزماتنا الكبرى بالنقاش الأجوف حول الميثاقية في التكليف او التأليف؟ وليس حول برنامج الحكومة الإصلاحي والإنقاذي المطلوب تنفيذه. ولفت اللقاء في بيانه الى أن "كل ما يحصل إهداراً للوقت ولفرص الإنقاذ، وان كانت الظروف الدولية تحديداً ستؤدي إلى تمرير التكليف يوم الخميس المقبل، فإنّ التأليف دونه عقبات وأزمات تؤكد أننا ذاهبون إلى جدال عقيم يفاقم إهدار الوقت والفرص".
حزب الله: لا قرار حتى الساعة
وفيما علمت "البناء" أن حزب الله لم يتخذ قراره حتى الساعة من تكليف الحريري على أن يحدّده اليوم، أشارت مصادر مطلعة على موقف الحزب لـ"البناء" الى أن كتلة الوفاء للمقاومة لن تسمّي الحريري حتى الساعة إلا إذا نجحت الاتصالات خلال الـ 48 ساعة المقبلة من حصول اتفاق بين الحريري والحزب على بعض النقاط الأساسية في الورقة الإصلاحية في المبادرة الفرنسية والتي سبق واعترض عليها الحزب خلال اللقاءات مع الرئيس الفرنسي ايمانويل والمسؤولين الفرنسيين وتتلخص بثلاث نقاط:
- شروط صندوق النقد الدولي.
- رفع الدعم عن المواد والسلع الأساسية.
- رفع الضريبة على القيمة المضافة وضرائب أخرى.
ولفتت المصادر إلى أن الحريري يحاول انتزاع ورقة التكليف لتمكينه من التحكّم بالتأليف، لكن المصادر لفتت الى أن "هناك شبه تفاهم بين الحريري وكل من الثنائي أمل وحزب الله على تركيبة الحكومة وتمثيل الكتل النيابية وباقي التفاهم مع الرئيس عون والتيار الوطني الحر على الحصة المسيحيّة، وهذا مؤجّل بحسب المصادر الى مرحلة التأليف، مشيرة الى أن الولايات المتحدة الأميركية ستحاول تقليص نفوذ وتمثيل حزب الله وحليفه التيار الوطني الحر في الحكومة. وربطت المصادر بين إحجام الحريري على التواصل مع النائب جبران باسيل حكومياً وبين استبعاد رئيس التيار الوطني الحر عن جدول زيارة لقاءات معاون وزير الخارجية الأميركية ديفيد شينكر، واضعة هذا السلوك في اطار الضغط على التيار الوطني الحر لفك التحالف مع حزب الله وبالتالي عزل الحزب وطنياً وسياسياً ما سيدفع الحزب بحسب المصادر إلى عدم ترك حليفه للاستفراد به في تأليف الحكومة، وإن كان الحزب سيمرر التكليف فإنه سيقف إلى جانب التيار في التأليف.
القوات تفاوض الحريري على حصتها
وفيما أعلن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في تصريح أن القوات لن تسمّي الحريري لعدم الدخول في أي مبادرة مشتركة مع الثلاثي الحاكم حزب الله، التيار الوطني الحر وحركة أمل"، برز كلام نائب جعجع جورج عدوان بتمييزه بين ميثاقية التكليف وميثاقية التأليف، بقوله إن تكليف الحريري من قبل الأكثرية يتمتع بالغطاء السنّي ليتم تكليفه. وقال عدوان من الأونيسكو: "يجب ان نحافظ على المستقلين وأصحاب الاختصاص ولا يحق لطائفة ان تختار لطوائف أخرى ولا يحق لمكونات أو افرقاء ان يختاروا عن الآخرين. وهنا تعلب الميثاقية دورها"، ما أوحى بأن القوات تفاوض الحريري بشكل غير مباشر للمشاركة في الحكومة تحت عنوان وزراء اختصاصيين.
بوغدانوف وشعبان
وكان الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف استقبل، الممثل الخاص للحريري جورج شعبان، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان، مشيرة الى أن "البحث تناول قضايا الساعة في لبنان، في ضوء مستجدات الأزمة الداخلية في المجالات السياسية والاقتصادية - الاجتماعية".
وشدد الجانب الروسي على "التزام موسكو وتأكيدها سيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه". كما أكد "خصوصاً ضرورة الإسراع في تأليف حكومة قادرة بما يشكل المنطلق المهم لحل القضايا الماثلة أمام المجتمع اللبناني، والضمانة للتطور اللاحق في لبنان".
تطيير النصاب وقانون العفو
في غضون ذلك، فشل المجلس النيابي مرة ثانية في إقرار قانون العفو العام بعد تعثر التوصل الى تفاهم على صيغة توافقية للقانون، ما دفع بالرئيس بري الى رفع الجلسة بعد فقدان النصاب بانسحاب كتلة القوات اللبنانية من القاعة.
وفي التفاصيل أنه وبعد انتخاب هيئة مكتب المجلس وملء الشغور في المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، افتتح بري جلسة تشريعية لمناقشة قانون العفو العام وما تبقى من اقتراحات قوانين كانت مدرجة على جدول اعمال الجلسة الأخيرة، تبين له فقدان النصاب، فرفع الجلسة. وسأل الرئيس بري: "من هي الكتل التي انسحبت من الجلسة"، فأجيب بأنها "القوات". فردّ بري بانتقاد القوات: "قال بدن انتخابات نيابية مبكرة.. أهلا".
ووجّهت مصادر نيابية انتقادات للقوات ولكتل أخرى على إفقاد المجلس النصاب وتطيير الجلسة بسبب اعتراضها على بند معين فيما يطير معه كل البنود المدرجة على جدول الأعمال والتي تتعلق بالتشريعات الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي تهمّ جميع اللبنانيين. فيما بررت القوات انسحابها بأن الجلسة مخصصة للانتخاب وتحويلها الى جلسة تشريعية مخالف للنظام الداخلي لمجلس النواب.
وكان المجلس النيابي في جلسته أمس، في قصر الأونيسكو، برئاسة بري، انتخب أميني سر وثلاثة مفوضين وأعضاء اللجان بدلاً من النواب المستقيلين. كما ملأ المجلس الشغور في المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.
وتم انتخاب اللجان في البرلمان حيث حل أكرم شهيّب في رئاسة البيئة مكان مروان حماده رئيساً، نقولا الصحناوي مكان نديم الجميّل في لجنة التكنولوجيا رئيساً، فريد البستاني مكان نعمة فرام في لجنة الصناعة رئيساً. وتمّ تعيين علي درويش مكان النائب المستقيل الياس حنكش في مجلس محاكمة الرؤساء. وعاد النائب علي عمار عن استقالته من المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.
وأقسم الأعضاء المنتخبين في المجلس الأعلى للرؤساء لمحاكمة الرؤساء والوزراء قسم اليمين أمام القضاة.
وخلال انتظار وصول قضاة المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء حصلت دردشة بين بري والنواب، ورداً على سؤال عن الانتهاء من أعمال الترميم في مجلس النواب، قال بري: "ان الشركات غير مستعدّة للتخمين إلا بالدولار، وأنا شخصياً لا أرى دولة في العالم عملت مثل لبنان. لذلك انتقلنا الى مقاولين لبنانيين من اجل التخمين بالليرة اللبنانية. وقد انتهينا من ترميم القاعة العامة، ومن الآن ولغاية 15 يوماً نكون قد وصلنا للسعر الأدنى. كم من الوقت سوف يستغرق الشغل ونحن نعقد جلسات هنا في (قصر الأونيسكو) بسبب كورونا مع الحفاظ على التباعد".
وعن الأضرار التي لحقت بالمجلس، قال بري: "إن التحقيق بين أن انفجار المرفأ هو الأكبر بعد هيروشيما".
وسئل عن الحكومة، فأجاب: "هناك وزراء من الزملاء النواب في هذا العمل، هذه ليست طريقة معارضة. وكل واحد حرّ".
******************************************************
افتتاحية صحيفة الأخبار :
موقف عالي السقف لعون اليوم: هل يُسحَب الغطاء عن الحريري؟
الاستشارات ستُجرى في موعدها". عبارة قطعت الطريق على التكهّنات التي أثارها إعلان مكتب رئاسة الجمهورية بأن الرئيس ميشال عون سيتوجّه بكلمة الى اللبنانيين اليوم. لن يُعلن عون عن أيّ تأجيل، لكنه سيطلق موقفاً عالي السقف وسيسمّي الأمور بأسمائها، ما قد يفتح معركة سياسية جديدة في البلاد
ما الذي سيقوله اليوم الرئيس ميشال عون من القصر الجمهوري؟ هل يؤكّد إجراء الاستشارات النيابية في موعدها، بمعزل عن "ملاحظاتِه الميثاقية" على تكليف الرئيس سعد الحريري من دون أصوات أكبر كتلتَين مسيحيتَين؟ أم يعمد إلى إعلان تأجيلها مع التبريرات ذاتِها التي سبق أن أدرجها في خانة الأسباب الموجبة باعتبارها الحجة الوحيدة التي تفرمِل اندفاعة الحريري وتُجبِره على الاعتراف بالتوازنات الداخلية؟ هذه الأسئلة طغت أمس بعد إعلان الرئاسة عن رسالة سيوجّهها عون الى اللبنانيين، "يتناول فيها الأوضاع الراهنة". وفيما تكتمّت مصادر بعبدا عن سبب هذا القرار ومضمون الكلمة، الا أن المعلومات تقاطعت حول أن عون سيطلق موقفاً عالي السقف ومفاجئاً، من كل الأحداث التي داهمت الساحة اللبنانية في الأسابيع الأخيرة، بدءاً من ملف ترسيم الحدود، وصولاً إلى التطورات المرتبطة بالملف الحكومي. وتدافعت هذه الأسئلة بعد ظهر أمس إثر صدور بيان لـ"اللقاء التشاوري" حسم فيه عدم تسمية "المرشح الوحيد الذي كلّف نفسه بنفسه للمضيّ في السياسات المتبعة دون توضيح سياسته المالية والنقدية والاقتصادية"، علماً بأنه كانَ يتجه سابقاً لتسمية الحريري، ما فتَح بابَ التكهّنات حول ما إذا كانَ هناك من تطورات جديدة سحبت الغطاء عن الحريري. وأضيف إلى البيان مقدّمة النشرة المسائية لقناة "أو تي في" التي فتحت النار في أكثر من اتجاه.
لا شكّ أن كلمة عون ستكون بالغة الأهمية، ويفترض أن يتحدّد في ضوئها المسار الذي سيسلكه الملف الحكومي، ومعه مجمل الأزمة اللبنانية، رُغم أن الترجيحات بقيت لمصلحة حصول تكليف للحريري يوم الخميس، علماً بأن معظم القوى السياسية، باستثناء رئيس مجلس النواب نبيه برّي، تتمنّى تأجيلها. وقد استندت مصادِر سياسية في تأكيد ذلك، إلى مؤشر وحيد، وهو أن الأسباب الموجبة التي استخدمت للتأجيل الأسبوع الماضي والتي ارتكزت على حجة "غياب الميثاقية المسيحية" للتكليف لا أساس دستورياً لها، إضافة إلى سحب "القوات" هذه الذريعة، فاصلة بين مفهوم الميثاقية وعدم تسمية الحريري، في موازاة انتقاد الكنيسة المارونية علناً تأخير الاستشارات كما عملية التأليف و"اللعب بالميثاق". وعليه لن يكون بمقدور عون سوى ترك المجال أمام اللعبة الدستورية لتأخذ مجراها، على أن ينتقل الاشتباك إلى مسار التأليف، في ظل تضارب حسابات القوى الأساسية، حيث ستكون عملية التشكيل شائكة ومعقدة فلا يُفرج عنها قبلَ اتضاح صورة السباق الرئاسي في البيت الأبيض.
وبينما كانَ من المفترض أن تبدأ الاتصالات ليل الاثنين الماضي، كما أشار الرئيس بّري، قالت مصادر مطّلعة إنه "لم يحصل أي تواصل يُذكر"، لكن الأجواء في الساعات الماضية "كانت كلها تؤكّد حصول الاستشارات في موعدها، وأن الحريري ضمن التكليف في جيبه، قبلَ أن يتفاجأ الجميع بالإعلان عن الرسالة التي سيوجّهها عون". وأكدت أوساط فريق 8 آذار أن "الثنائي حزب الله وحركة أمل سمع من الإعلام عن موعد كلمة عون، ولم يتبلّغا أي موقف مسبق، وهما لا يعلمان خلفية الرسالة التي سيطلقها رئيس الجمهورية ولا مضمونها". وأكدت المصادر أن "أحداً لم يتحدث إليهما في أمر تأجيل الاستشارات لا من قريب ولا من بعيد وهما ينتظران ما سيقوله عون".
وقالت المصادر إن "حزب الله لا يتدخل في مسألة الاستشارات ولا موعدها"، وإنه "لا يزال يفضل التفاهم مع الحريري، علماً بأن الحزب لم يتوصل الى أي اتفاق معه، وهو لا يزال يتحفظ على طلب الحريري مساعدته في موضوع صندوق النقد الدولي، ويرفض أن يتركه طليق اليدين". أما الغالبية "فترى في التأجيل فرصة لكسب الوقت لأن عدم الاتفاق على جوهر الورقة الفرنسية سينعكس نزاعاً في مرحلة التأليف، فلماذا يعطى الحريري ورقة التكليف قبل الانتخابات الأميركية التي ستحصل بعد أسبوعين"؟
في سياق آخر، أصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً أشارت فيه إلى أن الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف التقى أمس الممثل الخاص لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري، جورج شعبان. وتناول البحث، خلال اللقاء، قضايا الساعة في لبنان، في ضوء مستجدات الأزمة الداخلية في المجالات السياسية والاقتصادية - الاجتماعية. وذكر بيان الخارجية الروسية أن "الجانب الروسي شدد على التزام موسكو وتشديدها على سيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه، وبشكل خاص على ضرورة الإسراع بتأليف حكومة قادرة، بما يشكل المنطلق المهم لحلّ القضايا الماثلة أمام المجتمع اللبناني، والضمانة للتطور اللاحق في لبنان".
****************************************************
افتتاحية صحيفة النهار
عون يستبق تكليف الحريري برسالة “غير مألوفة”
عشية الموعد الثاني لاجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة في قصر بعبدا غدا، بدا من المستبعد تماما ان تطرأ في الساعات المقبلة تطورات مفاجئة من شأنها ان ترحل الاستشارات الى موعد ثالث. اذ ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مضى في تثبيت الاستشارات في موعدها الثاني بعدما بدا واضحا ان صورة التكليف اكتملت ولن تخضع للتبديلات بعدما توافرت أكثرية مرجحة واضحة لخروج الاستشارات بما يوازي مبدئيا 70 نائبا سيصوّتون لمصلحة تكليف الرئيس سعد الحريري. وإذ صار مؤكدا ان الحريري سيخرج غدا رئيسا مكلفا تشكيل “حكومة المهمات المحددة” كما صار مصطلحا على تسميتها وفق المبادرة الفرنسية، فان هذا سيعني في المقابل انطلاق المرحلة التالية الشاقة المتصلة بتأليف الحكومة بالسرعة المتوخاة وسط تدهور الأحوال والأوضاع في البلاد على نحو بالغ الخطورة لا تحتمل معه اخضاع استحقاق التأليف لترف التمادي في استهلاك الوقت تحت وطأة مبارزات طرح الشروط والشروط المضادة واستنزاف بقايا صمود البلاد التي ترزح تحت الانهيارات في شتى القطاعات كما ينذر التفشي الوبائي لكورونا فيها بكارثة صحية واستشفائية.
وشكل الموقف الذي اعلنه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بالمشاركة في الاستشارات النيابية ولو ان الكتلة القواتية لن تسمي الحريري او أي مرشح آخر دحضاً لموضوع الميثاقية من داخل البيت المسيحي والذي تم التذرع به من اجل تأجيل الاستشارات الاسبوع الماضي. وهذا الموقف يمكن عطفه على المعلومات التي نتجت عن زيارة المدير العام للامن العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم لواشنطن والدفع الاميركي في اتجاه تأليف الحكومة برئاسة الحريري وفقا للدفع الذي قدمه وزير الخارجية مايك بومبيو ومساعده ديفيد شينكر والاتصال الذي اجراه بومبيو برئيس الجمهورية ميشال عون اول من امس. وحول الكلام عن ان التكليف قد يكون محسوما ولكن ليس التأليف وفق تسريبات اعلامية ومواقف تصب في هذا الاطار، لاحظت مصادر سياسية انه يتم تكبير حجر العقبات المسبقة في طريق التأليف من اجل اجبار الحريري على تقديم تنازلات علما انه يستمر متمسكا بشروطه على قاعدة مضمون المبادرة الفرنسية تحت طائل احتمال خسارة كل الدعم الخارجي للحكومة علما ان هناك عقبات كثيرة تنتظره ليس اقلها الى المطالب العونية نسبة العشرة في المئة التي تحفظ عنها ” حزب الله” في المبادرة الفرنسية. وهذه النسبة لا تنحصر في رفض الانتخابات النيابية المبكرة وهي يمكن ان تكون مطاطة لتبلغ نسبة 90 في المئة. وتقول هذه المصادر ان نقطة القوة في يد الحريري ان حكومته ستكون لمرحلة زمنية محددة ولمهمة محددة وربما ينام على قطبة مخفية تقضي باعتذاره واعلان المعرقلين اذا ظهرت عرقلة له لتأليف الحكومة لان تأخير التأليف يجهض جهوده ويفقد رئاسته للحكومة زخمها. وهذه قد تكون ورقة رابحة له في نهاية الامر على رغم رهانات بعض الافرقاء على ان الحريري ليس محصنا ليرفض تاليف الحكومة على غرار ما فعل السفير مصطفى اديب. ويتعلق الامر بمدى استمرار الضغط الخارجي الذي يحتاج اليه الحريري في المرحلة المقبلة اكان الضغط فرنسيا او اميركيا لان انهيار الوضع الاقتصادي والمالي لم يشكل طيلة الاشهر الماضية سببا كافيا لردع اهل السلطة عن اعلاء مصالحهم على مصالح البلد.
الرسالة المفاجئة
في أي حال ستتجه الأنظار الى ما سيعلنه اليوم الرئيس عون اذ أعلنت بعبدا فجأة مساء امس ان عون سيوجه رسالة الى اللبنانيين في الثانية عشرة ظهر اليوم يتناول فيها الأوضاع الراهنة. وبدا لافتا ان مضمون الرسالة وما سيعلنه الرئيس عون اليوم من مواقف قد احيطت بكتمان شديد من المعنيين في رئاسة الجمهورية . ولكن مصادر معنية اكتفت بالقول لـ”النهار” ان الكلمة الرئاسية ستكون غير مألوفة ومهمة جدا في كل عبارة سترد فيها ولفتت الى ان الكلمة لا تطيح التكليف بل تحصنه بمواقف معينة وتركز على بعض النقاط في معرض التكليف.
ومع ان موقف “القوات” المتمايز في امتناعه عن تسمية الحريري عن موقف “التيار الوطني الحر”، فان ذلك لم يحل دون إظهار جعجع امس وقبيل الاستشارات الاختلاف القائم بينه وبين الحريري اذ قال ان قرار”القوات” بعدم تسمية الحريري هو “لعدم الدخول في أي مبادرة مشتركة مع الثلاثي الحاكم حزب الله والتيار الوطني الحر وحركة امل”. وتساءل “أي إصلاحات ستجري في ظل وجود هذا الثلاثي في الحكومة ؟” وقال ان “الحريري حر في المخاطرة والرهان ولكن نحن لا نريد تجرع السم او الانتحار مجددا من اجل مسألة لن تؤدي الى مكان”.
ولكن نائب رئيس “القوات” النائب جورج عدوان ابرز ان تكليف الحريري من جانب الأكثرية هو نتيجة تمتعه بالغطاء السني لافتا الى ان الميثاقية تلعب دورها في التأليف . وشدد على انه “لا يحق لاي طائفة ان تختار لطوائف أخرى ولا يحق لمكونات او افرقاء ان يختاروا عن الآخرين وهنا تلعب الميثاقية دورها”.
الجلسة النيابية
وسط هذه الأجواء انعقدت الجلسة الخاطفة لمجلس النواب الذي جدد مطبخه التشريعي فانتخب الأعضاء البدلاء للنواب المستقيلين في هيئة مكتب المجلس واللجان النيابية وفي المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء فيما طار نصاب الجلسة على ايدي نواب كتلة الجمهورية القوية لدى افتتاح رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة تشريعية لاقرارمجموعة مشاريع واقتراحات قوانين ابرزها قانون العفو. ولكن مراجع سياسية انتقدت خطوة المجلس بانتخاب أعضاء اللجان النيابية بدلا من النواب الذين استقالوا فيما سمح او غض الطرف مخالفة المادة 41 من الدستور وعدم اجراء انتخابات فرعية لملء شغور النواب المستقيلين او لاقرار انتخابات نيابية مبكرة . واعتبرت المراجع ان مجلس النواب كان يفترض ان يحاسب الحكومة لارجائها الانتخابات الفرعية من دون سبب قاهر منطقي وقانوني ودستوري حاسم اذ لا أساس لما اثير حول الكورونا كسبب لإطاحة الانتخابات الفرعية والا يجدر بالمجلس ان يعقد جلسة لتفسير السبب الدستوري القاهر لإطاحة الانتخابات الفرعية .
في السفارة الفرنسية
الى ذلك وفيما كان بعض الأوساط السياسية والديبلوماسية يتوقع ان تبدأ السفيرة الفرنسية الجديدة آن غريو تحركا في شأن تنفيذ المبادرة الفرنسية عقب تقديمها أوراق اعتمادها الى الرئيس عون تبين امس انها تتعافى من الإصابة بفيروس كورونا. وقد أصدرت السفارة الفرنسية في بيروت بيانا أفادت فيه ان إصابات عدة بكورونا سجلت في صفوف السفارة الفرنسية في بيروت، سرعان ما اتخذت الإجراءات اللازمة في إشراف الأطباء الأختصاصيين حفاظا على سلامة جميع موظفي السفارة . ان السفيرة بصحة جيدة ويعتبر الأطباء انها تعافت وستخضع في الأيام المقبلة لفحص جديد وتتابع في هذه الأثناء عملها من قصر الصنوبر مع احترام كامل إرشادات الأطباء “.
***********************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
دعم روسي للحكومة و”معراب” متأكّدة من فشل الـ”التريو”
عون يوجِّه رسالة “خارجة عن المألوف” و”8 آذار” تُشجّع “التكليف” الهزيل
“لا تأجيل للاستشارات”، هي الاجابة الوحيدة التي يسرّبها مستشارو “العهد القوي” إلى وسائل الإعلام، فما هو مسلّم به دستورياً بات يحتاج إلى توقعات يحسمها رئيس الجمهورية ميشال عون اليوم في رسالة يوجهها إلى اللبنانيين، مقدماً كشف حساب عما يشاهده المواطن في رحلة لبنان إلى “جهنم”، بعدما حدّد وجهته في الرسالة التلفزيونية السابقة. فوفق مصادر بعبدا ستكون رسالة عون “مهمة، خارجة عن المألوف وفوق السقف المعروف، يخاطب بها النواب والوزراء ويضع كل طرف أمام مسؤولياته، ويوضح فيها مجموعة من النقاط الملتبسة”.
إذاً، تقف البلاد على عتبة التكليف قبل الدخول في غياهب التأليف وعراقيله، من دون أي حسابات وطنية تمعن النظر في الحال التي وصل إليها اللبنانيون. وصمت الأسبوع في “بيت الوسط” يوازيه سكون في “حارة حريك”، إذ لم يصدر أي موقف من “حزب الله” بشأن الاستشارات او هوية الرئيس المكلف وسط أجواء “8 آذارية” تشجع على تكليف الحريري بعدد هزيل من الأصوات لإحراجه.
أما الخرق الوحيد في عدد المكلفين فظهر في بيان لـ”اللقاء التشاوري” الذي أعلن عدم تسميته الحريري، بعدما كان الظن أن أصوات نوابه ستصب في مصلحة الرئيس المرشح، لا سيما بعد زيارة وفد كتلة “المستقبل”. وتوضح مصادر “اللقاء” لـ”نداء الوطن” أن “قرار عدم التسمية اتخذ منذ البداية ولكن لم يتم اعلانه في حينه”.
وبعد اسقاطها بدعة “الميثاقية في التكليف”، بقيت “معراب” ثابتة على موقفها بعدم تسمية الحريري، من دون أن تقطع شعرة التواصل بين الطرفين، وسط مساع لإعادة مدّ جسور الحوار بين الطرفين بعد التكليف.
وأكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في تصريح عبر “فايسبوك” أن “قرارنا بالحقيقة ليس قراراً بعدم تسمية الحريري بقدر ما هو قرار بعدم الدخول في أي مبادرة مشتركة مع الثلاثي الحاكم حزب الله، التيار الوطني الحر وحركة أمل”. ولفت إلى أن “ما دفعنا لعدم تسمية الرئيس الحريري هو عدم إيماننا في أي لحظة بإمكان الوصول إلى أي مكان مع هذا الثلاثي الحاكم، وفي هذا الإطار أعطي مثلا بسيطاً جداً إذ كان موعد الاستشارات في بعبدا الخميس 15 تشرين الأول فتأجل فجأة إلى 22 تشرين الأول، رغبةً من رئيس الجمهورية بأن يتفاوض سعد الحريري مع النائب جبران باسيل قبل التكليف للاتفاق على إعطاء الأخير ما يريده خلال التأليف”.
وعلى الخط الدولي، وبعد الضغط الفرنسي والاتصال الأميركي، لقاء روسي داعم لتشكيل حكومة برئاسة الحريري، إذ أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال افريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، استقبل الممثل الخاص للرئيس الحريري جورج شعبان. وشدد الجانب الروسي على “ضرورة الإسراع بتأليف حكومة قادرة على حلّ الأزمات التي يعانيها المجتمع اللبناني”.
وفي غضون ذلك، يبدو أن رحلة العهد إلى “جهنم” لا تخلو من قمع للحريات واستدعاءات واعتقالات لناشطين وصحافيين، فالتصويب على قبطان الرحلة ممنوع، ما دفع رئيس “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط إلى اطلاق صفارة الانذار بتغريدة يقول فيها: “يبدو ان العهد او المقربين منه يتجهون الى قمع للتعبير لم نشهد مثيلاً له حتى في ايام أنور خوجا وعائلته في ألبانيا. انني ادين اعتقال السيد غابي الضاهر وشتى اشكال التعدي على الحريات”.
***********************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
رسالة رئاسية «عالية النبرة» اليوم ترسم خريطة الطريق للتكليف غداً
فيما لم يُسجّل في المشهد السياسي نهار امس اي تطور بارز في شأن الاستشارات النيابية الملزمة المقرّرة غداً لتسمية رئيس الحكومة الجديدة، توقفت الاوساط السياسية والشعبية والرأي العام مساء أمس، عند اعلان القصر الجمهوري، أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيوجّه عند الساعة الثانية عشرة ظهر اليوم، «رسالة الى اللبنانيين يتناول فيها الاوضاع الراهنة»، ما اطلق سيلاً من التكهنات المتناقضة عمّا ستتضمنه هذه الرسالة من مواقف رئاسية من مجمل التطورات عموماً ومن مصير الاستشارات خصوصاً.
وقالت مصادر مطلعة على موقف عون لـ»الجمهورية»، انّ رسالته ستكون «عالية النبرة»، وستتضمن هجوماً عنيفاً على «الطبقة السياسية الفاسدة»، وسيؤكّد فيها انّه «لن يقبل بلي الاذرع ولا بهزيمة سياسية». وكذلك سيؤكّد انّه «لن يقبل بمحاولات البعض الهادفة الى انهاء عهده، الذي ما زال امام سنتين من ولايته». واكّدت المصادر نفسها، انّ عون سيعلن انّه «لن يخضع لقواعد لعبة يحاول الآخرون ان يفرضوها عليه، وانّه سيرسم في رسالته خريطة الطريق لما سيكون عليه مصير التكليف والتأليف، تجنّباً لعدم الوقوع في ما مضى».
وذهب بعض المطلعين الى القول لـ»الجمهورية»، انّ موضوع الاستشارات سيظهر غير ذي اهمية امام حجم المواقف التي ستتضمنها الرسالة الرئاسية.
وكشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ«الجمهورية»، انّ عون قرّر منذ صباح امس التوجّه بهذه الرسالة الى اللبنانيين، من دون ان يبلغ اياً من مساعديه بما الذي ينوي الاعلان عنه فيها.
وفي الوقت الذي رفضت المصادر القريبة من عون الكشف عن مضمون الرسالة، لفتت مصادر مطلعة الى انّه سيسجّل موقفاً عشية الاستشارات النيابية الملزمة من قضايا متعددة، وعلى اكثر من مستوى سياسي وحكومي واقتصادي واجتماعي تعيشه البلاد منذ تولّيه المسؤولية، ويلامس التجرية الأخيرة في شأن الوضع الحكومي، بطريقة وصفت بأنّها قد تكون على شكل مصارحة لا بدّ منها وتصويباً لبعض الخطوات التي على الجميع القيام بها لإنقاذ الوضع.
وعمّا إذا كان عون سيقارب في رسالته مصير الاستشارات تأجيلاً لمرة جديدة، قالت المصادر، «انّ الاستشارات في موعدها، ولكن للكلام قبلها هذه المرة معنى وتفسيراً آخر، علماً انّ كلمته كان يمكن ان يقولها عشية بداية السنة الخامسة من ولايته التي تصادف نهاية الشهر الجاري.
تبريرات وتجارب
لكن مصادر أُخرى قالت لـ«الجمهورية»، انّ هناك احتمالاً ان يتجّه عون الى تأجيل الاستشارات «مقدّماً تبريرات يستند فيها الى تجارب سابقة، ليس آخرها ما حصل مع مصطفى اديب عندما كُلّف، ولكنه عجز عن التأليف بسبب غياب التفاهمات بين الكتل النيابية الكبرى. وسيطلب عون من جميع المعنيين الاتفاق على كل الخطوات كإطار عام وسلّة متكاملة، حتى لا يكون غداً الخميس محطة جديدة لاستنزاف الوقت، وحتى لا يكون البلد امام مصطفى اديب جديد، لأنّ لا شيء تغيّر على صعيد تذليل العقبات والعراقيل التي تحول حتى الآن دون انجاز الاستحقاق الحكومي».
وفي المقابل، أكّدت مصادر متابعة للملف الحكومي، «انّ الاستشارات قائمة غدًا في موعدها، ولم يتبلّغ احد عن وجود نية لتأجيلها». وتحدثت عن «مبادرة ما» للحل سيطلقها عون في رسالته اليوم.
سيناريوهات متناقضة
وكانت الصورة بدت غير واضحة أمس، في ظلّ تنوع السيناريوهات حول ما يمكن ان يكون عليه مصير هذه الاستشارات. وراوحت هذه السيناريوهات بين قائلة بتأجيل جديد، وأخرى تؤكّد حصولها، لأنّ التأجيل ليس وارداً نتيجة ضغوط داخلية وخارجية تُمارس على المعنيين، او بعضهم، لتمكين لبنان في ملاقاة عدد من المحطات الداخلية والدولية المتعلقة بإمكان حصوله على دعم للخروج من الانهيار الاقتصادي والمالي الذي يعيشه.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية»، انّه في حال انجاز التكليف غداً، فإنّ الازمة ستنتقل حتماً الى مرحلة التأليف، حيث انّه الى جانب ما يمكن ان يحصل من تعقيدات حول التشكيلة الوزارية حجماً ومواصفات واسماء وتوزيع حقائب، هناك خلافات يُنتظر تفجّرها حول بعض مضامين الورقة الاصلاحية الفرنسية، خصوصاً لجهة الشروط التي يمكن صندوق النقد الدولي ان يطرحها في شأن مساعدة لبنان، فبعضها مقبول والبعض الآخر مرفوض لدى هذا الفريق السياسي او ذاك.
هدوء نهاراً
وقد ساد الهدوء قصر بعبدا طوال نهار امس، ولم يُسجّل اي حراك له علاقة بالملف الحكومي، في وقت تردّد انّ الاستشارات النيابية الملزمة ما زالت حتى لحظة امس في موعدها غدًا الخميس، وانّ دوائر بعبدا تراقب عن كثب مجموعة المواقف التي تشعبت وانطلقت من بعض المواقع، دون التعبير عن اي رد فعل يُذكر.
وقالت مصادر معنية لـ«الجمهورية»، انّه رغم وجود اكثر من احتمال ما زال وارداً ولو بنسبة ضئيلة، فإنّ كل ما يجري يوحي ان ليس هناك اي توجّه لتأجيل الإستشارات مرة جديدة، وانّ ما كُتب قد كُتب، وانّ التكليف سيحصل برقم مقبول. ولفتت الى انّ ما يسبق عملية التكليف من مواقف متشنجة لن تؤثر في الاستشارات، وانّ ما شابها من ظواهر غير مألوفة حتى اليوم يمكن معالجتها في المرحلة التالية، فالاستحقاق على الأبواب ولم تظهر اي جهة نيتها بتسمية احد او الايحاء بوجود اي مرشح آخر غير الحريري على الساحة السنّية. ورأت المصادر انّ هذه الظاهرة طبيعية، بعد الفشل الذي مُنيت به مهمة الرئيس حسان دياب، الذي بقي معزولًا وما زال عن محيطه.
ابراهيم اتصل بعون
وفي غضون ذلك، علمت «الجمهورية»، انّ عون تلقّى امس اتصالاً من المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الموجود في بوسطن، في انتظار ان يتعافى نهائياً من وباء كورونا الذي اصيب به هناك. وافيد انّ ابراهيم ابلغه انّ صحته جيدة ولم يتعرّض لأي عوارض غير عادية، وانّه في حال بقي وضعه على هذه الحال سيعود الى لبنان غداً او بعد غد على ابعد تقدير.
وقد اطلع ابراهيم رئيس الجمهورية على حصيلة لقاءاته مع المسؤولين الاميركيين، والمعطيات التي توافرت لديه حول الملفات التي تناولها بالبحث معهم، من دون اي اشارة الى الملف الحكومي «الذي لم يكن مطروحاً في الزيارة» حسب تأكيد المصادر.
«بيت الوسط»
وفي «بيت الوسط»، ظلّ الصمت مخيّماً وغابت الحركة والإجتماعات خارج الفريق الاستشاري للحريري، الذي إنكبّ على تقويم بعض المواقف التي تتردّد من وقت لآخر من هذا الطرف او ذاك.
وتوقفت مصادر «بيت الوسط» عند بعض السيناريوهات التي تحدثت عن لقاءات محتملة بين الحريري وبعض القيادات السياسية والحزبية، فلفتت الى انّها من نسج الخيال، ولن يكون للحريري اي لقاء معلن او في السرّ، في انتظار استشارات التكليف التي ستشكّل محطة فاصلة بين مرحلة واخرى، يمكن الافادة منها لتصويب الأداء السياسي بما يخدم الاسراع في تشكيل الحكومة القادرة على تطبيق خريطة الطريق التي رسمتها المبادرة الفرنسية، والتي تأخّرت بعض محطاتها، ولا بدّ من الاسراع فيها لضمان استعادة الثقة بالنقد الوطني ومعالجة الازمة الناجمة التي باتت تهدّد كل وجوه الحياة في لبنان.
لافروف يؤجّل زيارته
وفيما توافرت لـ«الجمهورية» معلومات من مصادرعدة تفيد انّ وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أرجأ زيارته للبنان المقرّرة نهاية الشهر الجاري، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان مساء امس، أنّ الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال افريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف استقبل امس الممثل الخاص للحريري السيد جورج شعبان، «وتناول البحث قضايا الساعة في لبنان، في ضوء مستجدات الأزمة الداخلية في المجالات السياسية والاقتصادية- الاجتماعية. وقد شدّد الجانب الروسي على التزام موسكو وتأكيدها على سيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه. كما شدّد خصوصاً على ضرورة الإسراع بتأليف حكومة قادرة، بما يشكّل المنطلق المهم لحلّ القضايا الماثلة أمام المجتمع اللبناني والضمانة للتطور اللاحق في لبنان».
مواقف
وفي المواقف السياسية، شدّد الرئيس نجيب ميقاتي على إجراء استشارات التكليف في موعدها غداً «لأنّ لا مبرر وطنياً ودستورياً لتأجيلها خصوصاً في ظلّ التحدّيات الاقتصادية والمالية والاجتماعية الخطيرة التي يمرّ بها الوطن». وقال: «الاولوية هي لتسمية رئيس الحكومة العتيد والاسراع في تشكيل حكومة تنفذ البرنامج الاصلاحي المطلوب، والذي باتت بنوده واضحة، وأي تأخير أو تسويف في هذا الموضوع يشكّل جريمة موصوفة في حق الوطن واللبنانيين».
جعجع
ومن جهته، كشف رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، سبب القرار «القواتي» بعدم تسمية الحريري في الإستشارات غدا، فقال: «لن نسمّي الحريري لثقتنا بأنّه لا يمكن ان نصل إلى أي نتيجة وسط وجود الثلاثي الحاكم «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» وحركة «أمل»». وأكّد أنّ «الحريري حرّ في خياراته، وما إذا كان يريد ترؤس الحكومة، لكن نحن لا نريد ان نتجرّع السمّ او ننتحر مجدداً، لأننا نعلم أنّ من المستحيل الوصول إلى نتيجة حالياً بسبب الثلاثي الحاكم».
«اللقاء التشاوري»
واعلن «اللقاء التشاوري» انّه لن يسمّي الحريري في الاستشارات غداً. ورأى انّ «في كل ما يحصل إهدار للوقت ولفرص الانقاذ، وان كانت الظروف الدولية تحديداً ستؤدي إلى تمرير التكليف يوم الخميس المقبل، فإنّ التأليف دونه عقبات وأزمات تؤكّد اننا ذاهبون إلى جدال عقيم يفاقم من إهدار الوقت والفرص». وأكّد أنّه «لن يكون شريكاً في هذا العبث السياسي، ولن نتوجّه إلى القصر الجمهوري يوم الخميس إلاّ حفاظاً على بقيّة باقية من الدستور المنتهك، وحتماً لن نسمّي المرشّح الوحيد الذي كلّف نفسه بنفسه للمضي في السياسات المتبعة دون توضيح سياسته المالية والنقدية والاقتصادية لمعالجة الازمات المعيشية والمالية والاقتصادية الذي يشكّل اساساً لكل اصلاح مرتجى».
«التقدمي»
وهاجمت مفوضية الإعلام في «الحزب التقدمي الإشتراكي» في بيان «العهد القوي» غير قادر على تحمّل رأياً آخر، في ظل أسوأ أوضاع يمكن أن يعيشها المواطن اللبناني»، وذكّره «بضرورة الاستفادة من المبادرة الفرنسية والتركيز على تنفيذها بدل تضييع الوقت في التعطيل من جهة وقمع الحريات من جهة ثانية».
المجلس النيابي
من جهة ثانية، انعقد المجلس النيابي في جلسة اول من العقد التشريعي العادي الثاني في قصر الاونيسكو برئاسة الرئيس نبيه بري، وانتخب رؤساء وأعضاء اللجان النيابية وأعضاء هيئة مكتب المجلس واعضاء المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، واستغرقت الجلسة 55 دقيقة. ولم تُعقد جلسة لمناقشة قانون العفو العام والبنود المتبقية على جدول اعمال الجلسة السابقة لعدم اكتمال النصاب.
وقد رفع بري الجلسة حوالى الثانية عشرة ظهراً، وتلي المحضر وصدّق.
وبعد ان افتتح جلسة تشريعية لمناقشة قانون العفو العام وما تبقى من اقتراحات قوانين كانت مدرجة على جدول اعمال الجلسة الاخيرة، تبيّن له فقدان النصاب. فرفع الجلسة.
وسأل الرئيس بري: «من هي الكتل التي انسحبت من الجلسة»، فأُجيب بأنّها كتلة «القوات اللبنانية». فردّ قائلاً: «قال بدن انتخابات نيابية مبكرة ..أهلا».
كورونا
من جهة ثانية، أعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي حول مستجدات فيروس كورونا أمس «تسجيل 1392 إصابة جديدة بكورونا (1312 محلية و80 وافدة) ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 64336». ولفتت إلى تسجيل «5 حالات وفاة جديدة».
دياب
على صعيد قضية انفجار مرفأ بيروت، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب أمس، إنّ لبنان لا يزال ينتظر من فرنسا وإيطاليا تزويده صوراً التقطت بواسطة الأقمار الاصطناعية لهذا الانفجار. وأوضح دياب، انّه طلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صوراً ملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية للمرفأ «قبل الانفجار وخلاله وبعده». وأنّه أرسل طلباً مماثلاً إلى إيطاليا كذلك.
***********************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
الأمم المتحدة تشيد بعمل وفدي لبنان وإسرائيل
في مفاوضات ترسيم الحدود
أشاد المنسق الخاص للأمم المتحدة لدى لبنان، يان كوبيتش، بالعمل الذي قام به الوفدان اللبناني والإسرائيلي في الاجتماع الأول من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين البلدين في الأسبوع الماضي، وقال إنهم «أظهروا قدراً كبيراً من المسؤولية والحرفية». وجاءت تصريحات كوبيتش خلال لقائه أمس الرئيس اللبناني ميشال عون.
وكانت جولات التفاوض غير المباشر بين لبنان وإسرائيل برعاية الأمم المتحدة وبوساطة أميركية انطلقت يوم الأربعاء الماضي في مبنى الأمم المتحدة بمنطقة رأس الناقورة اللبنانية الحدودية في جنوب البلاد. وتُعقد الجولة الثانية يوم الاثنين المقبل في الموقع نفسه، وتتطرق إلى تفاصيل الخلافات التقنية بين الطرفين التي تبلغ 2290 كيلومتراً مربعاً بحرياً بين الخط الذي يطالب به لبنان، والخط الحدودي الذي تطالب به إسرائيل.
وعرض الرئيس ميشال عون، أمس، مع المنسق الخاص للأمم المتحدة لدى لبنان مداولات الجلسة الأولى لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية والآلية التي اعتمدت وفقاً لاتفاق الإطار الذي جرى التوصل إليه.
وشرح كوبيتش للرئيس عون دور الأمم المتحدة في هذه المفاوضات التي عقدت بمقر «يونيفيل» في الناقورة، والقواعد التي استند إليها المشاركون، موضحاً أن اللغة العربية اعتمدت إلى جانب اللغة الإنجليزية. ولفت كوبيتش إلى أن المشاركين في الاجتماع الأول أظهروا قدراً كبيراً من المسؤولية والحرفية.
وشكر عون كوبيتش على الدور الذي قامت به الأمم المتحدة في رعاية واستضافة المفاوضات بمقر «يونيفيل» بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية كوسيط مسهل للتفاوض، معرباً عن أمله في الوصول إلى اتفاق يحفظ الحقوق السيادية للبنان من خلال أهمية إنجاح المفاوضات التقنية التي ستستأنف الأسبوع المقبل.
ولاحقاً، بحث كوبيتش مع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب في ملف ترسيم الحدود البحرية.
***********************************
افتتاحية صحيفة اللواء
كلمة عون اليوم: ميثاقية الدستور أم مغامرة الشغور؟
المجلس يملأ فراغ المستقيلين بلا حكومة.. وجنبلاط يترحم على أنور خوجا
كادت «الرسالة» التي سيوجهها ظهر اليوم (الساعة 12) الرئيس ميشال عون، ويتناول فيها الأوضاع الراهنة، ان تعيد خلط الأوراق عشية الموعد المحدد والمرجأ، للاستشارات النيابية الملزمة، عند التاسعة من صباح غد الخميس..
فتوقيت الرسالة، لا مناسبة له، سوى ارتباطه على نحو مباشر، بواحد من أبرز واخطر الاستحقاقات، قبل أسبوع ويزيد على توديع العهد عامه الرابع، بدءاً من ليل 31/10/2020 و1/11/2020، وسط انهيارات في كل شيء، لا تبدو انها مفهومة قط، إلى حدّ ان النائب السابق وليد جنبلاط، لاحظ في «تغريدة» له ان «العهد يتجه إلى قمع شتى اشكال التعبير، الذي لم يحدث حتى أيام أنور خوجا، وعائلته في ألبانيا (حاكم ألبانيا في العهد الشيوعي).
وعلى الرغم من التكتم الذي يحيط بالمضمون، الا ان الأوساط القريبة من بعبدا، تتحدث عن تقديم رواية، غير مختصرة، لرؤية الرئيس، وفريقه لتطور الوضع، والاحتمالات المتاحة امام الخيارات، وتداعياتها.
وقال مصدر مقرّب ان الكلمة ستوضح بعض الأمور، وترسيم التوجهات في بعض الأمور المصيرية.
وتوقعت مصادر متابعة ان يتناول رئيس الجمهورية ميشال عون في الكلمة المفاجئه اليوم ثلاثة مواضيع رئيسية، الاول موضوع ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل وماتخلله من مواقف وحملات على تشكيلة الوفد المفاوض والاعتراضات الحادة على ضم موظفين مدنيين الى صفوفه بايعاز من الرئاسة الاولى ومن دون التنسيق والتشاور مع الحكومة والاطراف السياسيين ولاسيما الثنائي الشيعي وما تبع ذلك من ردود سلبية منهما، في حين ذهب بعض الاعلاميين المقربين للحزب الى دعوة رئيس الجمهورية للاستقالة على خلفية ماحصل بخصوص الترسيم وهو مااعتبره البعض رسالة سلبية موجهة من الحزب إلى عون وفريقه السياسي بشكل عام، وقد بدت ملامحها بالظهور في موضوع التحضيرات الجاريةلاجراء الاستشارات الملزمة لتسمية رئيس جديد الحكومة مع بروز ملامح رسم مسافة بين الحليفين السابقين حول هذا الموضوع خلافا على ماكان يحصل سابقا في مثل هذه المواضيع، مايزيد من تموضع كل منهما في مكان مختلف عن الاخر.اما الموضوع الثاني المرتقب ان يتناوله رئيس الجمهورية هو القرار غير المبررالذي اتخذه لتاجيل مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة لمدة اسبوع بالرغم من الحاجة الملحة لتسريع الخطى لتشكيل الحكومة الجديدة.
ويتوقع ان يدافع عن قراره استنادا الى صلاحياته الدستورية، وبتبريرات وحجج واهية جديدة مع محاولته إعطاء إشارات ايجابية حول تسهيل واتمام الاستشارات باتجاه تسمية رئيس جديد للحكومة، مع تشديده بشكل غير مباشر، بان ماحصل لاعلاقة له من قريب اوبعيد بصهره النائب جبران باسيل خلافا للواقع. أما الموضوع الثالث فهو موجه للخارج وتحديدا فرنسا، لجهة التأكيد على الالتزام بتنفيذ المبادرة الفرنسية استنادا للدستور اللبناني وإعطاء انطباعات مريحة لباقي الدول وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية والآخرين بالقيام بما يلزم لتشكيل حكومة جديدة تتولى القيام بالإجراءات اللازمة لحل الازمة المالية الصعبة التي يواجهها لبنان.
ولم تستبعد مصادر متابعة، ان تتوزع الاحتمالات في ما خص الاستشارات ومصيرها غداً بين:
1- التمسك بالموعد، والدعوة إلى التوافق قبل فوات الأوان.
2- الدعوة إلى لقاء لرؤساء الكتل، للتفاهم على وضعية الحكومة، إذا حسم من سيشكلها (الرئيس الحريري).
3- أو الأخذ باقتراح النائب هاغوب بقرادونيان مجدداً، لجهة تأجيل تقني ليومين أو ثلاثة لا أكثر.
وفي السياق، أوضحت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن الثابت في المشهد الحكومي يتصل بتكليف الرئيس سعد الحريري في يوم الاستشارات على أن الساعات المقبلة فرصة لجميع الكتل النيابية لحسم أمرها مع العلم ان بعضها كان واضحا في تحديد رغبته في التسمية.
وأفادت المصادر أن لا معطيات جديدة تتصل بمرحلة ما بعد التكليف كما أن لا مشهد معدا سلفا للتأليف ما يطرح السؤال عن استخدام بعض الأفرقاء لأوراقهم التفاوضية وكيفية تلبية الرئيس المكلف لمطالب الكتل ولاسيما تلك التي سمته.
ولاحظت الأوساط المراقبة ان فريق الحكم (التيار الوطني الحر) يُركّز في حملته السياسية والإعلامية على نقطتين:
1- ان 22 نائباً مسيحياً، لا يوفرون، ما يسمى «بالميثاقية» فهؤلاء، تم استيلادهم من رحم كتل وتحالفات لطوائف ومذاهب غير مسيحية، ومَنْ لم يكن في «كتلة لبنان القوي» (العونية) فهو غير ميثاقي..
2- ان الحكومة التي يزمع الرئيس الحريري تأليفها، لا يعول عليها، لإنقاذ لبنان، للأسباب المعلومة، لدى التيار الوطني الحر..
وسجل رصد «اللواء» للحركة السياسية في الـ24 ساعة الماضية، ان الوساطات الخارجية المرتقبة لا سيما الفرنسية تأخرت، لتحريك الملف الحكومي، بعد تعذر انتقال المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم من اميركا الى فرنسا، نتيجة اصابته بعوارض فيروس كورونا ما الزمه البقاء في بوسطن بضعة ايام، وهي الزيارة التي يتم التعويل عليها لمعرفة الموقف الفرنسي من الجمود الحاصل ومن إمكانية التدخل مجدداً بشكل علني، عداعن اصابة السفيرة الفرنسية الجديدة في بيروت آن غيون بكورونا مع طاقم من السفارة يبلغ نحو 14 شخصا، ما حال دون تحركها باتجاه القيادات اللبنانية.
ولاحقاً اعلنت السفارة الفرنسية عبر تويتر: «انه سجلت عدة اصابات بفيروس كورونا في صفوف موظفي السفارة الفرنسية في بيروت، في اطار حملة فحوصات. وسرعان ما اتخذت الاجراءات اللازمة تحت اشراف الاطباء الاخصائيين حفاظا على سلامة جميع موظفي السفارة. ان السفيرة بصحة جيدة، ويعتبر الاطباء انها قد تعافت وستخضع في الايام المقبلة لفحص جديد. وتتابع في هذه الاثناء عملها من قصر الصنوبر مع احترام كامل ارشادات الاطباء».
وعلى خطٍ خارجي موازٍ، اعلنت وزارة الخارجية الروسية امس في بيان، أن «الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال افريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف استقبل (امس)، الممثل الخاص للرئيس سعد الحريري جورج شعبان، وتناول البحث قضايا الساعة في لبنان، في ضوء مستجدات الأزمة الداخلية في المجالات السياسية والاقتصادية – الاجتماعية».
وشدد الجانب الروسي على «التزام موسكو وتأكيدها سيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه». كما أكد خصوصاً على ضرورة الإسراع في تأليف حكومة قادرة بما يشكل المنطلق المهم لحل القضايا الماثلة أمام المجتمع اللبناني، والضمانة للتطور اللاحق في لبنان».
وفي حين استمر تكتمّ الرئيس الحريري ولم يصدر عن اوساطه اي جو اومعلومات، إلاّ ان مصادر نيابية في تيار المستقبل قالت لـ«اللواء»: ان الامور ماشية، والمتوقع ان تجري الاستشارات يوم الخميس ويحصل الحريري على اكثر من سبعين صوتاً.
وعن المشاكل المرتقبة في تأليف الحكومة ؟ قالت المصادر: نعتقد ان الامور ستكون مُيسّرة ايضاً، لكننا لن نستبق الامور، والرئيس الحريري يسير خطوة خطوة ومرحلة تلو مرحلة. «لنخلص من التكليف منحكي بالتأليف».
وعلى رغم الموقف المبدئي للقصر الجمهوري بأن الاستشارات النيابية الملزمة لا زالت في موعدها غدا الخميس، فإن اي شيء لم يصدر ليوحي بتأجيلها. لكن أعلنت رئاسة الجمهورية مساء امس، أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يوجه عند الساعة الثانية عشرة من ظهر الاربعاء (اليوم) رسالة الى اللبنانيين يتناول فيها الاوضاع الراهنة.
وفي المواقف، أوضح الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان أن «الهدف من طلبه تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة يومين أو ثلاثة، لتأمين حصول الرئيس المكلف على دعم أكبر من النواب»، مؤكدا أن «أي تغيير في المواقف لم يحصل في الأيام الماضية».
بينما اعلن اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين، إثر اجتماعه الدوري في دارة الوزير الأسبق عبد الرحيم مراد امس، عدم تسمية الرئيس سعد الحريري، وقال في بيان له: ها نحن أمام المرحلة الاولى من ولادة حكومة المبادرة الاميركية – الفرنسية، وهي مرحلة تسمية الرئيس المكلف بتشكيل هذه الحكومة، والمفارقة ان عناوين الصراع والتجاذب بين القوى السياسية لا تمتّ بصلة الى بنود الورقة الفرنسية الإصلاحية، التي يزعم واضعوها أنها تشكّل وصفة الإنقاذ على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.
واضافت اللقاء: نحن نتساءل بكثيرٍ من الأسف والدهشة، هل يجوز حقاً ان نختصر أزماتنا الكبرى بالنقاش الأجوف حول الميثاقية في التكليف او التأليف؟ وليس حول برنامج الحكومة الاصلاحي والانقاذي المطلوب تنفيذه.
وقال: إن اللقاء التشاوري يرى في كل ما يحصل إهداراً للوقت ولفرص الانقاذ، وان كانت الظروف الدولية تحديداً ستؤدي إلى تمرير التكليف يوم الخميس المقبل، فإنّ التأليف دونه عقبات وأزمات تؤكد اننا ذاهبون إلى جدال عقيم يفاقم من إهدار الوقت والفرص. وعليه لن يكون اللقاء التشاوري شريكاً في هذا العبث السياسي، ولن نتوجه إلى القصر الجمهوري يوم الخميس الا حفاظاً على بقيّة باقية من الدستور المنتهك، وحتماً لن نسمّي المرشّح الوحيد الذي كلّف نفسه بنفسه للمضي في السياسات المتبعة دون توضيح سياسته المالية والنقدية والاقتصادية لمعالجة الازمات المعيشية والمالية والاقتصادية الذي يشكل اساس لكل اصلاح مرتجى.
جلسة بلا حكومة!
نيابياً، جدد المجلس النيابي مطبخه التشريعي، وإنتخب في جلسة عقدها في قصر الاونيسكو واستغرقت 55 دقيقة، برئاسة الرئيس نبيه بري وغياب كامل لحكومة تصريف الاعمال، أميني سر وثلاثة مفوضين وأعضاء اللجان بدل النواب المستقيلين، حيث حل أكرم شهيّب في رئاسة البيئة مكان مروان حماده رئيساً، نقولا الصحناوي مكان نديم الجميّل في لجنة التكنولوجيا رئيساً، فريد البستاني مكان نعمة فرام في لجنة الصناعة رئيساً. كما ملأ المجلس الشغور في المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، وتم تعيين علي درويش مكان النائب المستقيل الياس حنكش، كما عاد النائب علي عمار عن استقالته من المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.
وكان يفترض ان تناقش الهيئة العامة سلة قوانين ومشاريع منها العفو العام بعد ان أقسم الأعضاء المنتخبين في المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء اليمين ورفع الرئيس بري الجلسة وتحويلها الى جلسة تشرعية، الا ان خروج نواب تكتل الجمهورية القوية من الجلسة افُقدها النصاب، وهو ما اغضب الرئيس بري الذي اعرب عن استيائه مما حصل بالقول: أهكذا يتم التشريع؟ الموجود على جدول الاعمال اقتراحات قوانين مقدمة من النواب وليس من الحكومة، شو هالشغل هذه ليست طريقة في المعارضة. وعندما سأل «من هي الكتل التي انسحبت من الجلسة»؟ أُجيب بأنها «القوات»، فقال «ساخراً بدن انتخابات نيابية مبكرة ! أهلا».
وفي سياق الجلسة كان للرئيس بري كلام قال فيه:لم اسمع ببلد في العالم «مدولرة» عملته كما في لبنان، وفي موضوع ترميم مبنى مجلس النواب انا مصر أن تُقدم عروض التخمين والصيانة والترميم بالليرة اللبنانية. وأضاف: «بدّن يفوتروا بالدولار ونحنا ما رح نقبل»!
وقد اتسمت اجواء الجلسة بالهدوء وسط اجراءات امنية ووقائية من «كورونا».
رسمياً، استقبل الرئيس عون قبل ظهر أمس في قصر بعبدا، المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان السيد يان كوبيتش وعرض معه مداولات الجلسة الأولى لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية والالية التي اعتمدت وفقا لاتفاق الاطار الذي تم التوصل اليه.
وشرح السيد كوبيتش للرئيس عون دور الأمم المتحدة في هذه المفاوضات التي عقدت في مقر «اليونيفيل» في الناقورة، والقواعد التي استند اليها المشاركون، موضحا ان اللغة العربية اعتمدت الى جانب اللغة الإنكليزية. ولفت السيد كوبيتش الى ان المشاركين في الاجتماع الأول اظهروا قدرا كبيرا من المسؤولية والحرفية.
خيبة أمل
ولاقى موقف المجلس النيابي خيبة لدى أهالي الموقوفين في السجون، بعد تهريب النصاب وسقوط إقرار اقتراح قانون العفو العام.
وتحركت تظاهرة نسائية احتجاجية باتجاه عين التينة للمطالبة بإقرار القانون.
وطالبت جمعية لجان الأهالي رئيس لجنة الطوارئ العميد فارس فارس باتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل إنقاذ ابنائنا المصابين بالكورونا في سجن البترون. بعد تواصلنا مع زوجة السجين حسين نايف المولى وبعد إثبات اصابته بالفيروس هذا ما أدى إلى تدهور وضعه الصحي لأنه يُعاني من أمراض مزمنة.
حرية التعبير
على صعيد حرية التعبير، والضجة التي رافقت اعتقال أحد الناشطين اطلق سراح الناشط غبريال الضاهر، بعدما أوقفته مدعية عام جبل لبنان القاضية غادة عون لتدوينه عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي Facebook: «الرئيس عون أوصلنا الى جهنم».
وكان مكتب جرائم المعلوماتية قد استدعى الضاهر إلى جلسة تحقيق في العاشرة من صباح أمس، وهو ما حصل بالفعل، وامتدت الجلسة لمدة ساعة من الزمن، أوقفت على إثرها القاضية عون الضاهر، فسارع وكلاء الدفاع عنه إلى تقديم كشوفات طبية تؤكد أنّه يتحضّر لإجراء عملية جراحية، ولا سنه (66 عاماً) ولا وضعه الصحي يسمحان بتوقيفه.
وعلى الأثر تجمهر عدد كبير من الناشطين في الشفروليه، أمام مكتب جرائم المعلوماتية، لاسيما أنّها المرّة الأولى التي يتم فيها توقيف أشخاص أو ناشطين عبّروا فيها عن آرائهم بشخصيات سياسية، مندّدين بأي نوع من الاستدعاءات على خلفية التعبير عن الرأي عبر وسائل التواصل.
صحياً، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 1392 أصابة جديدة بالفايروس، مما رفع العدد الإجمالي إلى 64336 حالة.
كما سجلت 5 حالات وفاة ليرتفع عدد حالات الوفاة إلى 531 حالة.
***********************************
افتتاحية صحيفة الديار
ترقّب لكلمة عون اليوم… الصراع بين باسيل والحريري على أشده
التكليف قد يمرّ أما التأليف فمساره شاق ومحفوف بالعقد
نور نعمة
بدأ العد العكسي لحصول الانتخابات الاميركية الرئاسية التي ستشكل مفترق طرق مهم ومفصلي بالنسبة لمنطقة الشرق الاوسط وما يعنينا من الامر هو تداعيات ذلك على لبنان. فاذا فاز دونالد ترامب سيكون التوجه في لبنان الى تشكيل حكومة مواجهة نظرا الى ان ترامب اظهر بوضوح محاربته لحزب الله وسعيه لتضييق الخناق عليه. ومن هنا، سيكون على حزب الله تحصين نفسه من خلال حكومة تحميه ولا تشكل سيفا عليه. اما اذا فاز المرشح جو بايدن من الحزب الديموقراطي فلن تتغير السياسية الاميركية بشكل جذري تجاه ازمات المنطقة او حيال حزب الله ولكن سيكون التعامل الاميركي مع لبنان بأقل حدية وبالتالي، ستسهل تأليف الحكومة بما ان الحصار على حزب الله سيتراجع ولن يكون بالشراسة ذاتها التي استخدمها ترامب.
وفي هذا المجال، تقول مصادر ديبلوماسية ان لبنان بدأ يلمس انخفاض الضغط الاميركي عليه منذ اعلان الولايات المتحدة التفاوض ضمن الاطر اللبنانية في ترسيم الحدود البحرية. فضلا عن تأييد اميركي لتشكيل حكومة ترجم ذلك على لسان مساعد وزير الخارجية الاميركية ديفيد شينكر سواء في لقائه مع رئيس الجمهورية او مع البطريرك الراعي.
ماذا سيقول الرئيس عون اليوم للبنانيين؟
بموازاة ذلك، يلقي اليوم فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كلمة يتوجه بها الى اللبنانيين. وتقول المعلومات ان الرئيس عون على الارجح سيدعو الى ضرورة الحوار بين كل المكونات اللبنانية والقوى السياسية لانقاذ لبنان من محنته. وفي الوقت ذاته، قالت اوساط سياسية ان كل شيء مرجح في كلمة الرئيس فبعض المتشائمين يعتبرون ان الرئيس عون سيعلن استقالته في حين رأت مصادر وزارية ان عون لا يستسلم ولا يترك البلاد في خضم ازمة مالية اقتصادية خطيرة تهدد بزوال لبنان.
لبنان في حالة حطام
اما لبنان اليوم عبارة عن حطام وركام ولا من يسأل. البلاد تمر في مرحلة كارثية على كل الاصعدة، حيث الامن الغذائي بات مهدد ونسبة كبيرة من الادوية غير متوفرة، والبطالة تفتك بالبيئة الشابة ما يدفعهم للهجرة الى دول اخرى تؤمن لهم لقمة عيشهم فضلا عن الاستقرار الاجتماعي والسياسي. والامر الذي يدمي القلوب هو فقدان لبنان لثروته الشبابية التي تهاجر بكثافة منذ بدء الازمة المالية، وازدادت نسبتها منذ انفجار مرفأ بيروت. وهجرة شباب لبنان هي خسارة كبيرة واشد خطورة من خسارة الدولارات والازمة المصرفية التي اتت نتيجة الازمة المالية.
والمؤسف ان هذا المشهد المأساوي لم يحرك اي من الزعماء اللبنانيين للتخفيف من وطأة الازمة المعيشية على الناس والعائلات التي بالكاد تؤمن حاجاتها الاساسية.
مصادر مقربة من قصر بعبدا:الاستشارات في موعدها
قالت مصادر مقربة من قصر بعبدا ان الاستشارات النيابية ستحصل في موعدها ولا بوادر تشير الى تأجيلها. اما عن قبول رئيس الجمهورية بتأليف حكومة يكون التيار الوطني الحر خارجها، فقد اعتبرت هذه المصادر انه اذا قرر فريق سياسي البقاء خارج الحكم فلا يمكن الزامه او اجباره بالمشاركة في السلطة فهذا القرار يعود له.
وحول طبيعة الحكومة التي يطمح رئيس الجمهورية الى تشكيلها، كشفت المصادر المقربة من قصر بعبدا ان الرئيس يتطلع الى حكومة تطبق الاصلاحات الواردة في المبادرة الفرنسية وتكون قادرة على مواجهة التحديات الاقتصادية اضافة الى تمكنها من ادارة مفاوضات ترسيم الحدود البحرية وتحصين موقع لبنان في هذه المفاوضات وحصوله على موارده الطبيعية. واشارت المصادر،
ويشار الى ان الرئيس عون سبق ان اعلن انه يؤيد حقيبة وزارية لكل وزير حتى يتمكن كل وزير للتفرغ لوزارته والقيام بأعماله على اكمل وجه. ولفتت هذه المصادر ان هذه الامور تتم بالتشاور مع رئيس الحكومة.
التكليف سيمر ولكن التأليف فمساره شاق ومحفوف بعقبات عدة
في الداخل اللبناني، على الارجح سيحصل التكليف غدا وسيكون سعد الحريري الرئيس المكلف انما التأليف لن يتم بسرعة كما يعتقد الحريري. بيد ان فريق الاخير يوحي بأن التشكيلة الحكومية شبه منجزة وانه عندما يتم تكليف الحريري سيقوم بمشاورات سريعة مع الكتل النيابية ويقدم الصيغة الحكومية لرئيس الجمهورية ميشال عون.
وفي السياق ذاته، من الواضح ان القرار بيد الرئيس عون الذي أرجأ الاستشارات النيابية عند التاسعة في الليل المرة السابقة، الا ان المعلومات تقول انه لن يؤجل الاستشارات هذه المرة بل ستجري عملية التكليف التي ستكون سهلة. وفي هذا الاطار تقول اوساط سياسية ان الرئيس عون يعتبر ان الميثاقية غير مؤمنة في عملية التكليف خاصة لعدم تسمية فريقين مسيحيين لهم وزنهم الشعبي في الرأي العام المسيحي فهل عملية التأليف ميثاقية؟ وتعتبر هذه الاوساط انه في حال قبل عون بتكليف الحريري فليس محبة به بل لانه يعلم في قرارة نفسه ان هناك عقبات كثيرة في عملية التأليف والمسار سيكون صعبا وشاقا امام الحريري لتشكيل الحكومة المرتقبة.
من جهة اخرى، اعتبر نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي ورغم انه في تكتل لبنان القوي ان 22 نائباً خارج تكتل لبنان القوي والجمهورية القوية يؤمنون الميثاقية لعملية التكليف وهم من الطاشناق وكتلة الوزير سليمان فرنجية والفرزلي وميشال موسى ونواب مسيحيون اخرون تابعين لـ 8 اذار في توجههم السياسي.
كما كشفت مصادر مطلعة للديار ان النواب الان عون وسيمون ابي رميا وميشال ضاهر يؤيدون تسمية سعد الحريري ليكون الرئيس المكلف ولكن رفض جبران باسيل هذا التوجه رفضا قاطعا وبالتالي لن يصوت الوطني الحر للحريري.
الصراع على اشده بين المستقبل والوطني الحر
بموازاة ذلك، قالت اوساط مراقبة ان الصراع على اشده بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر حيث كل منهما انطلاقا من مسألة التكليف والتأليف ان يحشد بيئته وانصاره في هذه المواجهة. ومن المعلوم ان التيار الوطني الحر ونتيجة التسوية الرئاسية فضلا عن مجموعة خطوات ادت الى تراجع شعبيته وهو بالتالي بحاجة الى ان يشد عصب جمهوره عبر القول بان هناك استهداف لرئاسة الجمهورية وللطائفة المسيحية من قبل رئاسة الحكومة. اضف الى ذلك، يتطرق باسيل الى التحذير من احياء تحالف رباعي ولكن هذه المرة بصيغة ثلاثية واصفا اياه بانه حصار اسلامي للعهد. ويقول: «كيف يحق لسعد الحريري ان يعطي لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ما يريده من حقائب وزارية ويلبي ايضا مطالب الثنائي الشيعي ويسمي الحريري الوزراء السنة بينما يريد هو تسمية الوزراء المسيحيين». وما يفعله باسيل هو حملة استباقية في هذا المسار من اجل ان يقول لسعد الحريري: «لا يحق لك ان تسمي الوزراء المسيحيين وعليك التعامل مع المكون المسيحي وتحديدا ما يمثله التيار الوطني الحر كما تعاملت مع جنبلاط والثنائي الشيعي والسنّة». ويصعد باسيل ايضا بأن اي معادلة اخرى هي استهداف للمسيحيين وضرب لحقوقهم.
وفي هذا السياق، الحملة الهجومية على الحريري واتهامه بالتعدي على حصة المسيحيين فذلك يندرج للحصول على وزارة الطاقة ووزارات اخرى علما ان الفرنسيين متمسكين بوصول وزراء الى وزارة الطاقة يكونون على اتصالات وثيقة معهم لاجراء الاصلاحات ووقف الهدر في هذه المؤسسة وفقا لمصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى. بيد ان تجربة التيار الوطني الحر لم تكن ناجحة في هذه الوزارة وفقا لهذه المصادر فليس القرار في يد الرئيس الحريري بعدم اعطاء وزارة الطاقة لباسيل بل هو اصرار وتصميم فرنسي على اصلاح هذه الوزارة.
في المقابل، يعمل ايضا الحريري على شد عصب طائفته بعد ان رفض باسيل ان يأتي الحريري رئيسا لحكومة اخصائيين وهو سياسي وعليه يقول الحريري بانه لا يجوز ان يكون رئيس الجمهورية تمثيلي ورئيس مجلس النواب تمثيلي في حين ان رئيس الحكومة ممنوع عليه ان يكون تمثيلي لقاعدته الشعبية. وانطلاقا من ذلك، يتحدث سعد الحريري عن محاولة استهداف موقع رئاسة الحكومة والطائفة السنية بهدف تجييش الشارع السني لصالحه.
انما هذا الصراع القائم بين سعد الحريري وجبران باسيل على الارجح لن يؤثر هذه المرة في تأجيل الاستشارات النيابية التي ستحصل غدا. ذلك ان القصر الجمهوري لا يمكن ان يعطي المزيد من الذرائع التي سترتد على رئيس الجمهورية سلبا.
اما الامر الذي اصبح واضحا ان مسألة التأليف امام الحريري ستكون محفوفة بالعقبات خاصة ان باسيل صعد لهجته تجاه الحريري وربط توزير المسيحيين في الحكومة من قبل الحريري بأنه اعتداء على حقوقهم. على هذا الاساس، يبدو ان مسألة التأليف ذاهبة باتجاه المحاصصة علما ان العناوين التي وضعها الحريري هي حكومة مهمة لانقاذ لبنان عبر تطبيق اصلاحات.
العهد يستثمر ورقة الترسيم لمد خطوط مع واشنطن
قالت مصادر ديبلوماسية لـ«الديار» بان العهد استثمر زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركية ديفيد شينكر واتصال وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو. واعتبرت هذه المصادر ان هذه الاتصالات أعادت تعويم العهد فضلا عن فتح الخطوط بين العهد وواشنطن الامر الذي سيجعل رئيس الجمهورية يتشدد مع سعد الحريري في عملية تأليف الحكومة. وانطلاقا من كل المعطيات التي ذكرت، بات واضحا ان التأليف سيمر بمرحلة صعبة للغاية حيث ان العهد اليوم من خلال امساكه بورقة الترسيم سيحاول توظيف علاقته اكثر فاكثر مع الاميركيين وعليه لن يذهب العهد باتجاه تأليف حكومة ليست لصالحه. وتضيف المصادر الديبلوماسية ان طالما ورقة الترسيم بيد رئيس الجمهورية الذي تمايز عن حزب الله حول تركيبة الوفد اللبناني المفاوض، سيستفيد الرئيس من هذه الورقة في مد خطوط على حساب الوضعية المقبلة لسعد الحريري في مسار التأليف.
مصادر مقربة من حزب الله: فيتو باسيل على الحريري ليس بمحله
من جانبها، اكدت مصادر مقربة من حزب الله انه لم تحصل اي اتصالات بين الرئيس سعد الحريري ورئيس كتلة لبنان القوي جبران باسيل حتى اللحظة مشيرة الى ان الاستشارات ستحصل غدا على الارجح حيث من المتوقع ان يحصل الحريري على 60 صوتاً وما فوق لتكليفه. وكشفت هذه المصادر ان حزب الله لم يحسم امر تسمية الحريري بما ان هناك اموراً لا تزال عالقة بين الجانبين على غرار اي وزارات ستحصل عليها المقاومة اضافة الى وزارة المالية حيث يشدد حزب الله بكل وضوح على حصوله لوزارة الصحة فضلا عن تسمية وزرائهم والاتفاق على العناوين العريضة للخطة الاقتصادية.
في سياق متصل، لفتت مصادر مطلعة سياسيا لـ«الديار» ان الوزير جبران باسيل يميل الى اختيار جواد عدرا بان يكون الرئيس المكلف علما ان عدرا لا يمتلك قاعدة شعبية عند السنة وبالتالي يعتبر عدرا فاقداً للشرعية في الطائفة السنية.
واستغربت هذه المصادر ان رئيس التيار الوطني الحر لم يكن في الفترة الاخيرة متحمسا لحكومة حسان دياب وعمل على اسقاطها فلماذا اليوم يحبذ مجيء جواد عدرا رئيسا للحكومة وهو شبيه لرئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب. ولفتت الى ان حزب الله كان واضحا في موقفه منذ البداية وقد تم الاتفاق على ذلك مع الوطني الحر على ان يكون سعد الحريري الرئيس المكلف او شخصية يسميها الحريري في تولي منصب رئاسة ولكن يبدو ان الوزير جبران باسيل لديه رؤية خاصة به في هذا المجال.
ذلك ان المشكلة تكمن في ان الوزير باسيل يضع نفسه في المرتبة ذاتها مع سعد الحريري في حين ان هناك فرقاً كبيراً في المراكز بين الطرفين. بيد ان الحريري هو رئيس وزراء ويتساوى في الموقع مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب اي انه من بين الرؤساء الثلاث في الجمهورية اللبنانية. من جهة اخرى، يترأس جبران باسيل كتلة لبنان القوي وهي كتلة مسيحية وازنة فضلا عن موقعها السياسي المتميز انما ذلك لا يجعل مركزه يضاهي نفوذ وموقع الحريري في السلطة وفقا للدستور. ويذكر ان سعد الحريري صارح جبران باسيل بهذا الامر.
واشارت المصادر المطلعة سياسيا لـ«الديار» بانها على يقين ان الكتل النيابية لن تسمي جواد عدرا معتبرة ان خيار باسيل في اعتماده عدرا هو خيار لا يتناسب مع واقع البلد. وتساءلت هذه المصادر انه في حال تم ترشيح عدرا فلن يحصل سوى على 30 صوتا في حين ان الحريري سيحصل على 60 صوتا وبالتالي هذا الامر لن يدل الا على تقوقع سياسي.
مصادر مقربة من الوطني الحر: الحريري يرفع شعار «انا او لا احد»
بدورها، اكدت مصادر مقربة من الوطني الحر انه يوجد خيارين بالنسبة للتيار في الاستشارات النيابية: اما عدم تسمية احد بالمطلق او وضع اصوات التيار الوطني الحر في عهدة الرئيس عون. وتابعت ان مرحلة التكليف قد تمر ولكن مرحلة التأليف لن تكون سهلة كاشفة ان الكتل النيابية التي ستسمي الحريري من ضمنها حزب الله لن تقبل ان يكون «لبنان القوي» خارج الحكومة حتى لو أمن واستجاب سعد الحريري لجميع شروط المقاومة.
لماذا الفيتو على الحريري؟ سؤال طرحته الديار على هذه المصادر حول سبب رفض باسيل القاطع لتسمية الحريري فكان الجواب ان: «الحريري جربناه ولم يكن الوجه الاصلاحي ولم ينفذ اصلاحاته وثم هرب من المسؤولية العام الماضي وادخل البلد في المجهول فلماذا اصبح يريد رئاسة الحكومة اليوم؟ وعللت اسباب حماسة سعد الحريري للعودة الى رئاسة الحكومة هو اعتباره ان بدء مفاوضات ترسيم الحدود البحرية سيؤدي الى موقف اميركي لين تجاه لبنان وبالتالي سيحصل لبنان ربما على اموال مشيرة انه ربما هذا هو السبب الفعلي لترشيح نفسه اليوم».
ورأت هذه المصادر المقربة من الوطني الحر ان الرئيس سعد الحريري يرفع شعار «انا او لا احد» ويضع الشروط نفسها على غرار الشروط التي وضعها السفير مصطفى اديب والتي ادت الى اعتذار الاخير. واتهمته بانه يريد اقصاء المسيحيين الاقوياء فضلا عن ان سقف الخطاب الكلامي لتيار المستقبل والهجوم على الوطني الحر على مواقع التواصل الاجتماعي لا تشير الى ايجابية في التعاطي مع الوطني الحر كما لا تظهر ان المستقبل يريد فتح صفحة جديدة مع الوزير باسيل.
وحول الرهان على الانتخابات الرئاسية الاميركية، نفت هذه المصادر المقربة من الوطني الحر اي رهان عليها مشددة ان الادارة الاميركية تتعامل بالاسلوب نفسه مع ازمات الشرق الاوسط واولويتها دائما اسرائيل بمعزل من سيكون الرئيس الاميركي المقبل. ولكن رأت هذه المصادر انه بمجرد حصول الانتخابات الرئاسية الاميركية سيخف الضغط على لبنان وعلى باقي المنطقة لان اي رئيس في بداية عهده او في حال تم التجديد له لا يباشر بالتصعيد واثارة التوترات. كما اشارت هذه المصادر المقربة من الوطني الحر ان مفاوضات الترسيم للحدود البحرية ادت الى مواقف اميركية اقل تشددا من السابق ولفتت الى ان هذه الاجواء قد تؤدي الى تدفق الاموال الى لبنان.
عين التينة: لبنان في حالة طوارئ ويجب الاسراع في تشكيل حكومة
قال زوار عين التينة ان الرئيس نبيه بري يخشى ان تسقط مهمة الحريري في تشكيل حكومة، خاصة وان لبنان بلد المفاجآت، مشددا ان التأخير والمماطلة هي خسارة كبيرة للوطن والمفروض الاسراع في تأليف حكومة باسرع وقت . ويعلم بري ان البلاد لا تحمل اي اضاعة للوقت وان الدولة اللبنانية في حالة طورائ وبالتالي هذا الامر يحكم ولادة حكومة.
القوات اللبنانية: انسحابنا من الجلسة وقفة تضامنية مع النواب المستقيلين
من جهتها، قالت مصادر القوات اللبنانية لـ«الديار» ان انسحاب نواب تكتل الجمهورية القوية من البرلمان لانه لم يكن هناك اتفاق على جلسة تشريعية ضمن بنود وجدول اعمال الذي لم يوزع على النواب بل كانت مقررة لانتخاب رؤساء اللجان والمقررين والمجلس الاعلى… وبالتالي القسم. وبناء على عدم وجود جدول اعمال للجلسة التي تحولت لاحقا الى جلسة تشريعية، انسحبت القوات فورا من الجلسة لانه عرض على ان تحل محل النواب المستقيلين في عضوية ورئاسة بعض اللجان انما رفضت القوات ذلك لسببين اساسيين. اولا لان القوات تحترم موقف النواب الذين استقالوا وايضا لانها تحترم الرأي العام اللبناني الذي عليه فعليا الذهاب الى انتخابات فرعية او انتخابات مبكرة. وهنا اعتبرت القوات انه لا يجوز ان يحل نواب مكان النواب المستقلين وكأن شيئا لم يكن ودون التطرق الى حصول انتخابات. وتعقيبا على ذلك، شددت القوات اللبنانية انها وجهت رسالة تضامنية مع الخطوة التي اقدم عليها النواب بتقديم استقالتهم.
على الصعيد الحكومي، اكدت القوات اللبنانية مشاركتها في الاستشارات النيابية وانها لن تسمي الحريري ولا تعتبر اطلاقا ان هناك تناقضاً تجاه الحريري بعدم تسميته من جهة واعتباره صديق مقرب من جهة اخرى لان موقف القوات غير موجه ضده بل ضد الاكثرية الحاكمة. وفي هذا السياق، كشفت مصادر القوات اللبنانية انها صارحت الحريري بانه في ظل امساك الفريق الحاكم بمفاصل الدولة لن يتحقق اي شيء ايجابي وخير دليل على ذلك تأجيل الاستشارات النيابية وتشبث القوى السياسية التي في السلطة في تسمية وزرائها والحقائب الوزارية.
***********************************
افتتاحية صحيفة الشرق
الميثاقية مؤمنة..ماذا سيقول عون اليوم؟
لا بصيص نور طفيفا يشع من اي نقطة في النفق الحكومي المظلم ولا أمل بإمكان اخراج حكومة الانقاذ الضرورية من عنق زجاجة التأزم المرتبط عضويا بمصير الانتخابات الاميركية وشكليا بالفرز الطائفي الذي عاد ليطل برأسه من اكثر من موقع سياسي وتشريعي على امل الا ينسحب على الاستحقاق الاستشاري الحكومي غدا الخميس. حظوظ الارجاء ضعيفة في ضوء بيانات الحث الدولية على تشكيل سريع، لاسيما من باريس وواشنطن، ما يعني عمليا تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة. لكن المشكلة لم تعد في التكليف ما دامت القوى السياسية زرعت مسبقا درب التأليف بأشواك اصابت مصطفى اديب فحملته على الاعتذار، وقد تضاعفت بعد ثلاثة اسابيع بفعل رفع منسوبها ليلامس بنود الورقة الاصلاحية الفرنسية وتوسعت الى خارج فلك «الثنائي الشيعي» نحو قاعدة التعامل بالمثل وعدم الاستثناء.
الجمود بقي مسيطرا على الضفة الحكومية قبل يومين من موعد الاستشارات الا اذا قرر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون فجأة، إرجاءها من جديد، فلم يسجل اي حراك او اتصالات لكسر الستاتيكو المتحكم بالملف، حتى التسريبات غابت بالكامل عن واجهة المشهد.
الميثاقية متوفرة
في الموازاة، دعا المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل الى السير بالطريقة الطبيعية واجراء استشارات وقال «هذا ما يجب ان يحصل الخميس ونحن ضد عملية التأجيل». ورداً على سؤال قال: «لسنا في اي حلف لا اسلامي بوجه المسيحي، ولا مسيحي ولا مختلط، هناك اراء للكتل النيابية يجب ان يتم التعبير عنها في الاستشارات». وشدد على ان كل الكتل مشاركة في الاستشارات النيابية، والميثاقية متوفرة من خلال المشاركة فيها.
عون – كوبيش
على صعيد آخر، عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في قصر بعبدا مع المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش، مداولات الجلسة الأولى لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية والآلية التي اعتمدت وفقا لاتفاق الإطار الذي تم التوصل اليه. وشرح كوبيش دور الأمم المتحدة في هذه المفاوضات، والقواعد التي استند اليها المشاركون، موضحا ان «اللغة العربية اعتمدت الى جانب اللغة الإنكليزية». ولفت الى ان «المشاركين في الاجتماع الأول أظهروا قدرا كبيرا من المسؤولية والحرفية».
ما رح نقبل
في الاثناء، جدد المجلس النيابي مطبخه التشريعي، وإنتخب في جلسة عقدها في قصر الاونيسكو، برئاسة الرئيس بري، أميني سر وثلاثة مفوضين وأعضاء اللجان بدل النواب المستقيلين. كما ملأ المجلس الشغور في المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.
وتم انتخاب اللجان في البرلمان حيث تم ملء المراكز الشاغرة باستقالة بعض النواب.
لا تشريع
وبعد فقدان النصاب رفعت الجلسة ولم تعقد جلسة تشريعية كان يفترض ان تناقش سلة قوانين ومشاريع منها العفو العام. وفي التفاصيل، عندما انتهت الجلسة وعندما أقسم الأعضاء المنتخبين في المجلس الأعلى للرؤساء لمحاكمة الرؤساء والوزراء قسم اليمين أمام القضاة، حوّل الرئيس بري الجلسة الى جلسة تشرعية، فخرج نواب تكتل الجمهورية القوية من الجلسة وعندها فُقد النصاب، ورُفعت الجلسة.. وكان بري سأل : «من هي الكتل التي انسحبت من الجلسة» ؟ أُجيب بأنها القوات ، وقال بدن انتخابات نيابية مبكرة ! أهلا «. وفي هذا الاطار، قال نواب القوات إن «هذه الجلسة هي لانتخاب اللجان وهيئة مكتب المجلس وأعضاء اللجان وبالتالي لا يجوز أن تحول الى جلسة تشريعية».
صندوق النقد
في السياق، يحتّم الوضع المزري اقتصادياً ومالياً واجتماعياً… استعجال معاودة التفاوض مع صندوق النقد، كونه حَبل الخلاص الأوحد ريثما نعبّد الطريق أمام الاستثمار فالنموّ..ونقلت أوساط في الهيئات الاقتصادية عن مسؤولين معنيين، أن التفاوض مع صندوق النقد «سيتم بالشروط اللبنانية وليس بشروط الصندوق، وهذا ما بحثه أكثر من طرف مع اقتصاديين ومسؤولين أجانب». وكشفت أن «بريطانيا دخلت على خط التفاوض مع الصندوق في ما خصّ ملف الدعم اللبناني، وستلعب دوراً إلى جانب المفاوض اللبناني».والموقف البريطاني هذا «سيكون مؤثّراً وفاعلاً إلى جانب قوى أخرى من أجل مساعدة الصندوق للبنان عبر ضخّ سيولة بوتيرة سريعة لوقف النزف وبدء بسط الاستقرار وعودة الثقة الخارجية بلبنان» بحسب أوساط سياسية مواكبة.
هذه الأجواء، ترافقت مع ما أعلنه مصدر قريب من عملية التفاوض الأولى مع الصندوق في عهد حكومة حسان دياب، والذي رَجَح أن يكون السفير البريطاني في لبنان قد أبدى استعداده للمساعدة ودعم لبنان للنهوض بنفسه، كما سبق وأبدت مجموعة الدعم الدولية. لكنه سأل «إن لم يساعد لبنان نفسه، فكيف سيساعده الآخرون؟!».ولم يغفل التأكيد على إبداء صندوق النقد «أكثر من مرة، استعداده لمساعدة لبنان، كما أن الشروط الإصلاحية التي يطلبها من الدول الأخرى يطلبها ذاتها من لبنان ولا شيء آخر، فهل طلبه وقف الهدر في القطاع العام ومَن لا يلتزم بوظيفته يجب ألا يقبض راتبه، هو شرط تعجيزي!؟». وعن اشتراط الصندوق تشكيل حكومة جديدة للتفاوض معها، علّق المصدر بالقول: مع حكومة لم نفعل شيئاً، فهل بدونها نستطيع ذلك!؟
العهد والقمع
قضائيا، اوقفت القاضية غادة عون غابي الضاهر الذي قال إن «الرئيس عون أوصلنا الى جهنم». وتعليقا، غرّد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط عبر «تويتر»: «يبدو ان اتجاه العهد او المقربين منه يتجه الى قمع شتى اشكال التعبير الذي لم يحدث حتى ايام انور خوجة وعائلته في البانيا. انني ادين اعتقال السيد غابي الضاهر وادين شتى اشكال التعدي على الحريات».
شينكر: لحكومة برئاسة الحريري
علمت «الشرق» ان مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد شينكر اكد خلال زيارته الاخيرة الى لبنان ان بلاده تؤيد تشكيل حكومة سريعا برئاسة الرئيس سعد الحريري، وانه لن يلتقي النائب جبران باسيل ردا على عرقلة الاخير لمبادرة الحريري الانقاذية.
عون يوجه رسالة اليوم
يوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ،عند الساعة الثانية عشرة ظهر اليوم الاربعاء، رسالة الى اللبنانيين يتناول فيها الاوضاع الراهنة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :