هل حسم محور الممانعة الأمر: ارسلان أولوية؟
رشيد حاطوم
تتوضح صورة المشهد الانتخابي أكثر فأكثر، وتبدو اشارات بعض ملامح المرحلة المقبلة قيد التبلور، وما اللقاءات والمآدب الأخيرة الا خير دليل على مرحلة جديدة دخلتها البلاد في اعادة تموضع قوى سياسية عديدة ولن تكون المقاعد الدرزية بعيدة عنها.
في المعلومات الأولية أن رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الامير طلال ارسلان قد حسم اسماء مرشحيه في الدوائر الانتخابية التي يملك فيها قاعدة وحضور حزبي وشعبي، وهذا مؤشر على تلك المرحلة المنتظرة او المتوقعة، ومن خلال قراءة الأسماء والمقاعد يمكن ان نستنتج الكثير.
في الأسماء المقدمة من ارسلان نقرأ التالي:
- نائب رئيس الحزب الديمقراطي نسيب الجوهري عن مرشح عن المقعد الدرزي في العاصمة بيروت (الدائرة الثانية).
- الوزير السابق مروان خير الدين عن مرشح المقعد الدرزي في حاصبيا على لائحة الثنائي الشيعي.
- حليف أرسلان في دائرة راشيا البقاع الغربي نائب رئيس حركة النضال العربي طارق الداوود.
- النائب طلال ارسلان مرشح عن المقعد الدرزي في عاليه عن دائرة الشوف – عاليه.
- حليف ارسلان رئيس حزب التوحيد وئام وهاب مرشح عن المقعد الدرزي في الشوف عن دائرة عاليه – الشوف، ضمن لائحة ارسلان في الدائرة.
إذن، ملامح المشهد الانتخابي بدأت تتبلور وهذا ما يدفع الى قراءة المشهد الانتخابي بشكلٍ مختلف عن السابق من عدة زوايا يمكن تلخيصها بالتالي:
مصدر انتخابي متابع لسير العملية الانتخابية يرى أن "تحالفات هذه المقاعد كان يحظى بها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط منفرداً، وكان لافتا موقف جنبلاط الأخير عن تراجع كتلته النيابية، وهو من أجرأ السياسيين في طرح الامور كما هي، واعلانه هذا غير مستغرب، لكنه اعلن نصف الحقيقة حين قال ان كتلة اللقاء الديمقراطي سيتراجع حجمها وبالتالي سيخسر بضعة مقاعد". وهنا يضيف المصدر ان "جنبلاط لم يعترف بالحقيقة كاملة والتي تقول انه قد كان يعتمد على حلفه مع الرئيس نبيه بري اذ كان يستبعد مرشحي ارسلان الذي هو حليف المقاومة ومنطق الامور يقضي بتسميته لهؤلاء المقاعد اعني بذلك مقعدي حاصبيا وبيروت".
ويوضح المصدر أن "اللافت في هذه الدورة الانتخابية أن هناك قراراً في مكان ما قد اتخذ بعودة الامور الى مسارها الطبيعي أي بعودة هذه المقاعد الى ارسلان، والمستهجن في الامر ان الثنائي الشيعي كان يقف الى جانب جنبلاط على حساب حليفه الطبيعي في محور المقاومة النائب ارسلان، الذي وقف سداً منيعاً بجانبها رغم شعوره بالغبن ولكنه بقي سيفاً قاطعاً الى جانب المقاومة واعتزازه وفخره ووقوفه الى جانبها في اصعب الظروف بالاضافة الى وقوفه الى جانب سوريا الشقيقة في وجه الهجمة الكونية لتدميرها واسقاط اخر معقل للعرب والمدافع عن قضية فلسطين المركزية وحقوق العرب أجمعين".
ويختم المصدر كلامه، مع تنهيدة عميقة "حلفاء المقاومة عضوا على الجراح مراتٍ ومرات وأعطوا جنبلاط وغيره ما لا يحلمون به، ربما شراءً للوقت وتخفيفاً من حدة المشكل ولكن جنبلاط بقي يغرز سكاكينه في خاصرة المقاومة وسوريا وعبارته الشهيرة "انا انتظر جثث الأعداء على حافة النهر" ما زالت باقية وتتمدد، فهل شعرت المقاومة فعلاً ببعض الراحة كي تعيد تصويب الامور أم أن حجم الأزمة لم يعد يترك مجالاً للمناورات؟".
ختاماً يجدر بنا الاشارة الى أن النائب ارسلان قد تمكن في هذه الانتخابات، حتى الآن، من نسج تحالفات عابرة تجعله يحظى، ربما او على الأرجح، بكتلة نيابية وازنة من المقاعد الدرزية بالاضافة الى تحالفاته مع بقية القوى ضمن حلف يجمعه مع التيار الوطني الحر والثنائي الشيعي وعدد من القوى الأخرى، وهذا طبيعي سيؤدي به الى لعب دور وطني كبير في المرحلة القادمة وليس أقلها طرحه القديم عن اعادة صياغة عقد وطني جديد يعيد توزيع وترتيب النظام اللبناني برمته.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي