شربل نحاس كان يعلم... ولكن

شربل نحاس كان يعلم... ولكن

 

Telegram

 

في الشكل أعلن الوزير السابق شربل النحاس، أن 52 مرشحًا ومرشحة سيخوضون الإنتخابات عن تحالف "مواطنون ومواطنات في دولة"، أمّا في المضمون فهو إعلان واضح لفرز سياسي أراد نحاس تثبيته بين القوى التغييرية، كان قد نادى به منذ بداية ثورة 17 تشرين. ويفترض نحاس أن هذه الخطوة من شأنها تخيير المعارضين والتحالفات المناطقية بين الإنضواء في مشروعه السياسي أو إختيار مشروع مغاير تماماً، ولو أنهما يتشابهان بالكثير من المطالب والرؤية حيال ملفات الفساد والحقوق وغيرها.

حاول نحاس التوصل إلى صيغة مع الحزب الشيوعي والتنظيم الشعبي الناصري بغية توسيع مروحة الترشيحات، إلَّا أنّ هذه المساعي وصلت إلى طريق مسدود مع قرار الشيوعي الوقوف إلى جانب القوى التغييرية في المناطق، والتي لا يختصرها نحاس بشخصه بطبيعة الحال، كما فشلت مع النائب أسامة سعد الذي يعلم جيداً أن أي تحالف مع نحاس سيجعله مُلحقاً به.

 

خطوة نحاس، التي لاقت أصداء سلبية في أوساط المجتمع المدني، كانت متوّقعة مع إصراره على أن تكون طبيعة التحالفات الإنتخابية ذات برنامج حكم واحد، ولكن ما الفائدة من حمل برنامج حكم دون القدرة على الوصول إلى الندوة البرلمانية لتحقيقه، وما الفائدة بالتباهي بالقدرة على ترشيح عدد كبير من المرشحين - عجزت أحزاب السلطة منفردة على ترشيح هذا العدد خلال جميع الدورات الإنتخابية وفق ما يقول نحاس في مجالسه الخاصة - في حين أن هؤلاء سيبقون حاملين لتسمية مرشحين وليس نواب.

ثمة الكثير من الإختلافات بين الخبراء الانتخابيين حول نتائج الانتخابات، وتقدم أو تراجع هذا الحزب أو ذاك، إلّا أن جميع هؤلاء يُجمعون على أن أي أمل بوصول القوى التغييرية إلى السلطة يحتاج إلى الوحدة بين مختلف هذه المكونات وتقديم لائحة قوية، فلا أي مجموعة مدنية أو شخصية مستقلة أو حزب جديد يملك الجماهير العريضة التي قررت السير خلفه، بل ثمة حالة إعتراضية وصوت إعتراضي وعقابي عريض في البلد يجب مخاطبته وتقديم له البديل القادر على إقناعه.

إلى جانب ما تقدّم، يعلم نحاس أن معظم الترشحيات التي قدمها هي ترشيحات تكتيكية، بمعنى أن إنسحاب الكثير من هذه الشخصيات، أو حتى عدم تقديمها لأوراق الترشيح بشكل رسمي أمر محسوم، ولكن خطوته تهدف بشكل رئيسي إلى تعزيز أوراق التفاوض أمام باقي القوى التغييرية، ولكن الثغرة الأساسية في هذا التفاوض أنه يقدمها بين ثنائية قاتلة لأي مشورع، إما معي أو ضدي.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram