بدت كل المطابخ الانتخابية في زحلة والبقاع الأوسط مربكة في تحضير اللوائح، الكل ينتظر بعضه بعضاً، فلا يوجد لائحة جاهزة لأن توضع عليها اللمسات الأخيرة حتى اللحظة، لتجري العملية أشبه بمن يحضر طبخة بحص. مما فتح أبواب الترشح من كل حدب وصوب، حتى اعتبرها البعض تقليلاً من أهمية الموقع لتدني المستوى عند البعض في مواصفات المرشحين، إن من حيث الكفاءة أو من حيث الحضور في الوسط الشعبي.
فلم يسبق أن وصل اليه هذا الكم الهائل من المرشحين في الشارعين السني والمسيحي وشبه غياب واضح للمرشحين الشيعة باستثناء اسمين أعلنا منذ أكثر من شهرين عن ترشحهما، هما فراس أبو حمدان وعلي سويدان رغم تعرضهما للضغوط والتهديد من قبل أشخاص يعملون في فلك «حزب الله» لارغامهما على الانسحاب، ويتم الحديث باسم المعارض الناشط الثوري أحمد مكحل مرشحاً عن المقعد الشيعي في لائحة إئتلاف قضاء زحلة الذي اعلن اول أمس.
هذا الواقع المتلبد ينعكس على جميع القوى السياسية والحزبية في البقاع، ربما فرضه غياب «تيار المستقبل» عن المشهد الانتخابي مما دفع بمشكلي اللوائح الى التريث في اختيار المرشحين السنة لاعتقاد أن كل فريق يريد مرشحاً يستقطب الناخب «المستقبلي» لتأمين حاصل للائحة، وبالتالي انعكس التردد في اختيار باقي المرشحين على المقاعد الأُخرى.
وتشير المعطيات الى أنه بسبب زحمة الأسماء المرشحة عن المقعد السني في «الاوسط» انطلقت ماكينات الإحصاء والتقديرات الحسابية والارقام التي يمكن للمرشح أن ينالها من «الخزان الشعبي السني» (55 ألف صوت سني لمقعد واحد)، لتكون هي مدخله الاساسي الى أي لائحة من اللوائح الأساسية.
فلم يستطع رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة أن يستنهض الشارع السني في البقاع وقد برزت تصريحات في وسائل التواصل الاجتماعي رفضاً للتحالف مع «القوات»، وتقول مصادر مطلعة ان إحدى إشكاليات تشكيل لائحة «القوات» الثابت عليها حتى اللحظة مرشحا الحزب هما «جورج عقيص عن أحد المقعدين الكاثوليكيين وإلياس اسطفان عن المقعد الارثوذكسي، هي أن مرشح السنيورة الدكتور بلال الحشيمي ابلغ قيادة «القوات» في البقاع بأنه يقبل التحالف كمستقل وانه بحال فاز لا يكون على كتلة القوات».
في هذا السياق لا يخفي متابعون للملف الإنتخابي البقاعي مقربون من «حزب الله» أن ما يحصل في الشارع السني وفي شارع «قوى التغيير» من انقسامات ومن تعدد اللوائح منها غير المكتملة والتي لن تستطيع أن تؤمن حاصلاً أول لها، تصب في مصلحة احزاب السلطة، ما يؤدي الى تدني نسبة الحاصل وبالتالي يكون الرابح من لديه قدرة تجيير أصوات أكثر من غيره، حينها تزداد الكسور ومعه يرتفع عدد الرابحين على اللائحة.
العوائق أمام تشكيل لائحة «حزب الله» لم تتوقف عند المرشح السني والذي لم يحسم بعد رغم زحمة المرشحين، انما ايضاً لعدم قبول اية شخصية كاثوليكية ترؤس اللائحة المشروطة برفد الحزب لها بما لا يقل عن سبعة آلاف صوت، وفي هذا الصدد ما زالت المشاورات جارية مع مستشار رئيس الجمهورية سليم جريصاتي والتي لم تفض الى موقف نهائي، وذلك بحسب مصادر رفيعة أكدت لـ «نداء الوطن» أن جريصاتي أنهى مع الحزب تفاوضه انما المشكلة العالقة بعد هي عند التيار الوطني الحر الرافض تقسيم أصواته بين جريصاتي والنائب سليم عون، هذا ما يرفع من توجس جريصاتي لأن يظهر كـ»اهل الذمة» انه اتى بأصوت شيعية لا مسيحية، بالتالي يبقى العمل معلقاً بلائحة الحزب الى حين اعلان موافقته.
وفي الاطار ذاته ما يعانيه «حزب الله» أيضاً تعانيه القوات في إيجاد مرشح عن المقعد الشيعي على لائحتها، وذلك يعود لأن الشارع الشيعي لم يخلق حالة اعتراضية وازنة تقبل التحالف مع القوات ليعوّل عليها، وبالتالي قبول اي مرشح مرهون بتعهد قواتي برفده بالاصوات ليشكل رأس حربة بوجه «حزب الله».
فيما حال النائب ميشال ضاهر ليس افضل، مع تردد كلام في الوسط البقاعي عن عزوف بول شربل عن الترشح عن المقعد الماروني بعدما كان ملتزماً مع ضاهر، وبحسب قريبين منه، يريد ضاهر اختيار المرشح عن المقعد السني يكون مقبولاً من شارعه، مع تأكيد أن شربل ما زال على اللائحة وما تردد هو مجرد اشاعات.
أما رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف والتي رفضت التحالف مع «حزب الله» وحزب القوات اللبنانية، فذهبت بخيار التحالف مع قوى التغيير التي تمثلت بـ «زحلة تنتفض»، والتي رشحت عيد عازار، هنا لا تخفي ارباكها في تشكيل اللائحة وتقول أوساطها لـ»نداء الوطن» إن تعدد المرشحين يجعل اي قوة او جهة تحمل ميزان «جوهرجي» لتزين قوة وقدرات كل مرشح، وقالت الاوساط انها حتى اللحظة لم تحسم اسم المرشح السني بانتظار قرار النائب عاصم عراجي في تحديد خيار ترشحه من عدمه، اما عن المقعد الماروني فيتم التداول باسمين هما سمير صادر ويوسف ساسين.
كما وبدأت حركة مكوكية لتشكيل لائحة من المستقلين، يعمل على تشكيلها المهندس فؤاد خوري المرشح عن أحد المقعدين الكاثوليكيين، مع المرشح عن المقعد الشيعي علي سويدان حيث يتم التداول بعدد من الاسماء. أما إئتلاف قضاء زحلة الذي أعلن إطلاقه أول أمس من اوتيل قادري، فتشير اوساطه الى انه بصدد عقد لقاءات في ما بين المجموعات بشكل مكثف للوصول الى صيغة ترشيحات مرضية للجميع، لخوض الانتخابات بلائحة كاملة موحدة.
وفي سياق موازٍ اجتمعت القوى الإسلامية وهيئة علماء المسلمين واعتمدت ترشيح الشيخ وليد اللويس وكأحد ابرز الشخصيات العشائرية في البقاع الاوسط، على أن يقوم بلقاءاته مع القوى السياسية المعتمدة لتشكيل اللوائح.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :