خطت قوى التغيير والمعارضة ومجموعات حراك 17 تشرين الجنوبية، أولى خطواتها في توحيد صفوفها، لخوض الانتخابات في 15 أيار المقبل، فالتقى ممثلوها من مناطق صيدا – جزين، صور – الزهراني والنبطية، في قاعة سينما «اشبيليا» في صيدا وأطلقوا «الجنوب معاً» كإطار سياسي - انتخابي موحّد في دوائر الجنوب الثلاث. اللقاء تميّز بمشاركة الأمين العام لـ التنظيم الشعبي الناصري» النائب الدكتور أسامة سعد، إلى جانب المرشحين اسماعيل حفوظة، محيي الدين عنتر والعميد المتقاعد جوزيف الاسمر، وممثلي قوى التغيير والمعارضة وائتلافات مناطقية وشخصيات مستقلة، تلاقوا في التعبير عن موقف سياسي واضح يحمّل النظام والمنظومة الحاكمة بأكملها المسؤوليات وعلى ربط التغيير السياسي بتغيير المقاربة الاقتصادية والاجتماعية في إدارة البلاد، والنضال لاستعادة الدولة والشروع بإعادة بنائها.
وجاء اللقاء ضمن سلسلة لقاءات مماثلة في الجنوب، إذ تزامن مع عقد لقاء موسّع في النبطية بدعوة من هيئة تنسيق انتفاضة النبطية ومنطقتها، ومع ندوة سياسية في صور بعنوان «دولة المواطنة مشروع انتخابات 2022»، وبمشاركة مندوبين عن الحراكين.
وقالت أوساط المشاركين لـ»نداء الوطن»: «إن إطلاق الإطار هو رسالة ودعوة، رسالة إلى اللبنانيات واللبنانيين كافة بأن التغييرَ آتٍ، والحساب آت، وشعبنا لن يغفر لمن هجّرَ أبناءه، ومَن فرّط بصحّته وقوتِ أولاده، مَن سرقَ أمواله وودائعهُ»، ودعوة إلى المشاركة في هذا الإطار الواسع والتشاركي لبناء أدواته العملية وصولاً إلى يوم اقتراع كي نعلي صوتنا ونفرض حقّنا، على اعتبار أن «الجنوب معاً» إطار يضمّ قوى ومجموعات وأفراداً من الجنوب، ويأتي ترجمة للصوت الشعبي المطالب بالوحدة وإنتاج مشروع سياسي لمواجهة النظام وقوى السلطة كونه مظلة لا مركزية في العمل ضمن الدوائر الانتخابية الثلاث ويسعى لبناء حالة انتخابية سياسية موحّدة على مستوى لبنان». وأوضح المرشح اسماعيل حفوظة لـ»نداء الوطن» أن اللقاء «هو خطوة في الاتجاه الصحيح وبداية لتوحيد قوى الاعتراض»، فيما رأى الناشط عاهد ماضي «أن الجنوب معاً هو إطار سياسي انتخابي تغييري معارض للمنظومة كلّها»، وحمّل الناشط هشام مروه «النظام والمنظومة بأكملها مسؤولية السياسات الكارثية في البلد». وأوضح أحد مؤسسي إطار «الجنوب معاً» حسان الزين «أن الجنوب معاً يعرف مسؤوليّات المنظومة كلّها بالجملة والمفرّق، ولا يغضّ النظر عن طرف أو يبالغ في تحميل المسؤولية لآخر، وقد تداعت له وألّفته القوى والمجموعات ومستقلّات ومستقلّون ويدعو كل تغييرية معارِضة وتغييري معارض للانضمام إليه».
وشدد علي ابراهيم عن منطقة النبطية، على «أننا في النبطية وحاصبيا ومرجعيون وبنت جبيل تعاهدنا على إطلاقِ تحالفٍ سياسي انتخابي يُعيد الجنوب إلى الوطنِ. إننا في دائرة الجنوب الثالثة، بالتعاون والتكامل مع الدوائر الأخرى في الجنوب، من خلال الإطار الجنوبي الموحّد، الجنوب معاً، نتطلّع إلى معارضة وطنية تعمل على استعادةِ الدولة». وقالت سارة سويدان عن منطقة صور: «نؤمن أن إطار الجنوب معاً هو ضرورة ومظلّة جامعة لأننا نرجوه سفينة نجاة لأبنائنا وللجيل الجديد الذي ينظر إلينا من بعيد وينتظر خطوتنا الأولى ليخطو مثلنا، فلنكن المثال الواعي والموجة الآمنة التي تحميه من تيارات السلطة القاتلة التي بدل أن تنقذ البلاد أغرقتها في متاهات سامّة». وأكد عمر مغربي عن منطقة صيدا، أن «صيدا كانت زهرة الجنوب المثال المنتفض، الرافضة والجامعة للثوار، من كل لبنان والجنوب. لم ننتمِ إلا للبنان، ولن نكون إلا للبنان، هذه الأرض لنا ولن نسمح بأن تتحول ملاذاً لفسادكم القاهر للشعب، سنحرّرها وسنستعيدها، وسينتصر من يَحمل لواءَ الحق والتغيير، لواءَ الشعبِ».
في المقابل، لا تتوقع مصادر مطلعة أن تحدث هذه القوى أي تغيير في الدائرتين الانتخابية الثانية والثالثة أمام تحالف الثنائي الشيعي، لا سيما مع اختلاف بعض القوى في تصنيف عدد من الأحزاب والقوى بأنها أحزاب سلطوية، وبالتالي ثمة مخاوف من تشتيت الأصوات، وعدم إمكانية إحداث أي خرق في ظل غياب الحماسة السنية بعد امتناع تيار «المستقبل» عن خوض الانتخابات.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :