دريان على خط دعم التغيير: ماذا لو كان "المستقبل" مشاركاً بالإنتخابات؟

دريان على خط دعم التغيير: ماذا لو كان

 

Telegram

 

بالرغم من أن دار الفتوى كانت قد عمدت، قبل أيام، إلى نفي أي تدخل لها في العملية الإنتخابية أو دعم مرشح أو لائحة على أخرى، حيث أكدت أنه سيتم التعاطي بهذا الاستحقاق بكل مسؤولية وطنية جامعة، تنحصر في التوجيه نحو اختيار الأفضل لمشروع بناء الدولة ومؤسساتها وتمتين وحدة الصف الإسلامي على أسس وطنية، طُرحت الكثير من علامات الإستفهام حول المواقف التي أطلقها مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في رسالته إلى اللبنانيين في ذكرى الإسراء والمعراج أول من أمس الأحد.

في تلك الرسالة، أكد المفتي دريان على موقفه الداعي للمشاركة في الإنتخابات، وطالب الجميع بالنزول لصناديق الإقتراع، نظراً إلى أن "التصويت الكثيف هو رسالة أمل ورجاء، وإيمان بمستقبل الوطن والدولة"، الأمر الذي فُسر من قبل بعض الأوساط السياسية على أساس أنه يتماهى مع الموقف الذي كان قد أطلقه رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة في الأسبوع الماضي، بالرغم من أنّ البعض يلمس رغبة لدى تيار "المستقبل" في مقاطعة هذا الإستحقاق أو تراجع نسبة الإقتراع، حتى ولو لم يدعُ رسمياً إلى ذلك.

من وجهة بعض المصادر السياسية السنية، ما ينبغي التوقف عنده هو الإطار العام لرسالة مفتي الجمهورية، الّذي أشار فيه إلى أنه "لم يبق قائماً إلا الميليشيا، والطبقة السياسية، التي ارتكبت هذا التخريب الفظيع للدولة والمجتمع، ولعلاقات لبنان العربية والدولية"، لافتاً إلى "فاعلين معروفين" هم السبب وراء "ما نال علاقات لبنان بأشقائه العرب من افتئات وقطيعة"، حيث ترى أن هذا الإطار يمثل توجهاً عاماً للخيار الذي تدعمه دار الفتوى، الذي يصب في خانة "التغيير" الذي يستهدف القوى والشخصيات التي تدور في فلك قوى الثامن من آذار.

وتشير هذه المصادر، عبر "النشرة"، إلى أن هذا ما يمكن فهمه من خلال التعليقات التي تلت هذه الرسالة، خصوصاً من قبل القوى والشخصيات التي تدور في فلك المحور المقابل، حيث كان التركيز على أنّ مفتي الجمهورية يحمّل "حزب الله"، بالرغم من أنه لم يسمّه، والطبقة السياسية مسؤولية الإطاحة بمنجزات لبنان وتدميره، بالإضافة إلى وصفه الحزب بـ"التدميريون"، من خلال تأكيده أن "لا حياة كريمة للبنان إلا بهويته العربية، وانتمائه العربي الكبير، مهما حاول التدميريون فعله".

بالرغم من ذلك، أكثر ما توقفت عنده المصادر نفسها هو وصف المفتي دريان قول الجهات، التي وصفها بالمهيمنة، إنه لا شيء سيتغير، بـ"التحريض" المراد به التيئيس والاستمرار في فرض الأمر الواقع، حيث تعتبر أنه كان بمثابة الإشارة إلى أنّ دار الفتوى دخلت على خط الإستحقاق، من خلال دعم فريق على حساب الآخر، حتى ولو كان التيار السياسي على الساحة السنّية، الذي كانت تدعمه طوال السنوات الماضية، خارج المنافسة، نظراً إلى أن طريقة خوض المعركة، على ما يبدو، تبدلت، وبات المطلوب الرهان على القوى "التغييرية".

من جانبها، لم تسغترب مصادر نيابية في قوى الثامن من آذار، عبر "النشرة"، ما عبر عنه المفتي دريان، لا سيما أن موقفه، من وجهة نظرها، معروف فيما يتعلق بالإصطفافات الداخلية، نظراً إلى "الإرتباطات التي ليست خافية على أحد"، حيث الظروف تفرض حالها على مفتي الجمهورية، لكنها تطرح علامات الإستفهام حول دعوته التغييرية، وتسأل: "هل كان سيذهب إليها فيما لو كان تيار "المستقبل" مشاركاً في هذا الإستحقاق"؟.

وتذكر المصادر نفسها باللقاء الذي نظمته دار الفتوى، في 4 أيار من العام 2018 (قبل يومين من موعد الانتخابات النيابية)، حيث دعت إلى إجتماع مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بحضور العشرات من المشايخ والعلماء، توجه خلاله المفتي دريان إلى رئيس تيار "المستقبل" بالقول: "لا تخف. أنا معك وكل العمائم معك"، لتؤكد على وجهة نظرها.

في المحصّلة، تعتبر هذه المصادر أن مواقف مفتي الجمهورية لن تغيّر في المعادلة، لا سيما أنّ الخيارات في الساحة السنية محسومة، لكنها كانت تفضل ألا يذهب إليها في المرحلة الراهنة، حيث كان من الممكن أن يلتزم الموقف المحايد، حتى ولو كان يريد الحث على المشاركة في الإستحقاق، بحيث تبقى دار الفتوى على مسافة واحدة من جميع المرشحين.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram