منذ انطلاقها في أيار الماضي في عدة مدن إسرائيلية، أصبحت التظاهرات الإسرائيلية غير المسبوقة والآخذة في الاتساع تقض مضجع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الملاحق بقضايا فساد، وفشل حكومته في مواجهة أزمة «كورونا» بشقيها الصحي والاقتصادي.
وكشفت صحيفة «هآريتس»، حسب وكالة «وفا»، أن نتنياهو كلف وحدة التحقيقات بالجرائم الخطيرة والمنظمات الإجرامية في الشرطة الإسرائيلية، جمع المعلومات حول قادة الاحتجاجات، عدا رصد عديد الحالات التي قامت فيها الشرطة بمصادرة هواتف المتظاهرين النقالة إذا ما تم اعتقالهم.
وهذه الإجراءات حسب «هآريتس» تشير إلى أن المستوى السياسي في إسرائيل أمام أزمة حقيقية، الأمر الذي يبرر هجوم نتنياهو على المحتجين واتهامهم بأنهم يحاولون سحق «الديمقراطية»، وبأنهم يخرقون بتجمعاتهم القواعد الصحية الموضوعة للحد من تفشي «كورونا».
من جانبه الباحث في الشؤون العسكرية والأمنية الإسرائيلية فادي نحّاس، لفت إلى وجود أمني يتمثل بشخصيات عسكرية وازنة في التظاهرات المناهضة لنتنياهو خلال الأسابيع الأخيرة، ومن بينهم دافيد ميتال، أحد منسقي صفقة «شاليط»؟
بدورها رجحت مديرة المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية «مدار» هنيدة غانم، أن يعمل نتنياهو على الاستفادة من التظاهرات من أجل تقوية وضعه وحضوره في الساحة الإسرائيلية، عبر اللعب على العواطف وتجييش الشارع، وشيطنة المتظاهرين، وتشبيه احتجاجاتهم بعصا وضعت في دولاب الديمقراطية.
أما الباحث في الشأن الإسرائيلي رازي نابلسي، اعتبر أيضاً أن ما تقوم به الشرطة الإسرائيلية من قمع للتظاهرات يأتي استرضاء لنتنياهو.
ورأى أن الأزمة التي تواجهها إسرائيل غير مسبوقة، في ظل فوضى تعصف بالنظام السياسي، وغياب «الدولة» المركزية، والإخفاق في إدارة الأزمتين الصحية والاقتصادية، وموجة الاستقالات من المناصب الحكومية، وبروز تحديات في تطبيق الإجراءات والقوانين على مناطق تجمع اليهود المتزمتين «الحريديم»، وسعيهم لانتزاع حكم ذاتي ثقافي، ومرد ذلك كله عدم قدرة نتنياهو على الحكم، وانشغاله الدائم بملفه القضائي والحكم المترتب على ذلك.
«وكالات»
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :