هي زحلة "عروس" البقاع وعروس "المعارك الإنتخابية" والتي تشهد في مواسم الإستحقاقات الوطنية زحمة لوائح وصل عددها في العام 2018 إلى 5 لوائح تتناتش مقاعدها الـ7 ، إلّا أنّها اليوم تعيش جوّاً من الإسترخاء وكأنّ الشأن الإنتخابي لا يَعنيها مُطلقاً إلّا الطرف الوحيد المُتحمس إنتخابياً أيّ حزب القوات اللبنانية الذي سارع لإعلان أسماء مرشحيه في الدائرة.
والقوّات اللبنانية التي إختارت للترشيح كُلّ من: جورج عقيص عن أحد مقعدَي الكاثوليك، وإلياس إسطفان عن المقعد الأرثوذكسي، قريبة من تحصيل حاصل إنتخابي واحد لإعتمادها اللعب على الوتر الطائفي، وهي التي فازت بمقعدَيْن في إنتخابات 2018 بعد تحالفها مع النائب الحالي سيزار معلوف الذي إستبق الإنتخابات هذه المرّة بإعلان عزوفه عن الترشّح.
وفي نظرةٍ سريعة على القوى في هذه الدائرة تبدو رئيسة "الكتلة الشعبية" ميريام سكاف في وضع جيد إنتخابياً، لا سيّما أنّ "التعاطف الزحلي" مع هذه الدار الوطنية التي وقفت دوماً إلى جانب أبناء البقاع دون تمييز مُضافاً إليه تغييب تمثيل زحلة الكاثوليكي في إنتخابات 2018 لأول مرة منذ مئة عام، أيّ منذ إعلان دولة لبنان الكبير.
ومن الأسباب التي توحي بوضع سكاف الإنتخابي الجيد هو ترجيح تحالفها مع رموز وازنة في الطائفة السنية التي ترتاح لهذا التمثيل، خصوصاً أن للطائفة السنية علاقات تاريخية مع مدينة زحلة وآل سكاف بالأخص، الأمر الذي يجعل من هذا التحالف أمراً طبيعيًا.
وبعد الحديث عن التحالفات الواسعة في الدوائر الإنتخابية "حزب الله والتيار الوطني الحر، فإنّ تحالفهما في هذه الدائرة مع حلفاء آخرين، سيُمكنّهما من الفوز بمقعدَيْن وإحتمال أن تكسبا المقعد الثالث إذا لم تتمكن إحدى اللوائح الأخرى المتنافسة من بلوغ الحاصل الإنتخابي.
أما أبرز اللوائح التي ستُواجه تحديات كبيرة هي اللائحة التي يُحاول النائب ميشال ضاهر تشكيلها، لا سيّما بعد إبتعاد الأخير عن "الوطني الحر" حيث فاز في إنتخابات 2018 من خلال الانضمام الى لائحة "التيار"، كما سيضطر الضاهر إلى مواجهة إعتكاف عدد كبير من الناخبن السنة عن الاقتراع، والذين اعطوه أصواتهم في الإنتخابات الماضية، نتيجة إحباط الشارع السني مع إبتعاد الرئيس سعد الحريري عن المشهد الإنتخابي.
ويُواجه المرشحين الكاثوليك من خارج مدينة زحلة صعوبة هذه المرة في إقناع الناخب من داخل المدينة حيث غيّبت الأحزاب هذا المكون عن لوائحها وحرمته من دخول الندوة البرلمانية ولم تلتفت في برامجها إلى هواجس وهموم أبناء المدينة.
وبما أنّ المعطيات الإنتخابية ما زالت ضعيفة فإن الأجواء تشير حالياً أنّ "الشأن الإنتخابي" لم يختمر بما فيه الكفاية، لكنّ من المُرجح أن يبدأ بالنضج أكثر مع إقتراب إقفال باب الترشيحات في 15 آذار.
وتجدر الإشارة إلى أنّ دائرة البقاع الأولى: "تتألف هذه الدائرة من قضاء واحد هو قضاء زحلة، وأبقاها قانون 2018 كما كانت عليه سابقاً في قانون الستين. عدد المقاعد فيها 7، وينقسم تقريباً الناخبون مناصفة بين مسيحيين ومسلمين مع أرجحية مسيحية، ويبلغ عدد المقترعين المسيحيين نحو 95000 ناخب والمسلمين نحو 77000 ناخب، أي يقترع فيها إجمالي 172000 ناخب تقريباً.
وفي الإنتخابات الماضية فازت لائحة "زحلة قضيتنا" التي تحالفت فيها القوات مع النائب المُستقل سيزار معلوف وفازت بمقعدَيْن الأول لمعلوف والثاني لجورج عقيص الذي رشّحته القوات مجدداً.
ولائحة "زحلة للكلّ" التي تحالف فيها "التيار الوطني الحر" مع "المستقبل" وميشال ضاهر فازت بـ 3 مقاعد إضافة إلى الضاهر فاز كل من سليم عون وعاصم عراجي.
ولائحة زحلة "الخيار والقرار" التي تحالف فيها حزب الله مع حلفائه من محور المقاومة ففازت بمقعدين الاول لأنور جمعة والثاني لأدي دمرجيان.
فيما إستُبعدت لاتحتَي "كلنا وطني" و"لائحة سكاف" (الكتلة الشعبية).
نسخ الرابط :