تكثف القوى التي تطلق على نفسها توصيف «القوى التغييرية» والقوى المعارضة اجتماعاتها على أمل التوصل الى تفاهمات انتخابية تمكّنها من عبور الاستحقاق النيابي بجدارة ونجاح، على اعتبار أن شرط التفاهم هو الزامي كي لا يكون مرورها «مرور الكرام» لعدم قدرتها على اقناع الرأي العام بأنها تشكل حالة بديلة للسلطة القائمة.
صحيح أنّ الفرصة متاحة لإحداث خروقات كبيرة في مرمى المنظومة، لكن لهذه الفرصة شروطها القاسية. وحتى الآن لم تتمكن المجموعات المعارضة من إثبات قدرتها على تحقيق تلك الشروط.
يفترض خلال الايام القليلة المقبلة أن تتبلور الصورة بعدما قطعت المفاوضات شوطاً كبيراً وسط اقتناع المجموعات الحاضرة على طاولة النقاش أنّ ازدواجية اللوائح المعارضة ستكون بمثابة «مقتلها»، وبالتالي لا خيار أمامها إلّا التقليل من منسوب الخلافات وتقاسم اللوائح المشتركة.
أما الخلاف الأكثر تعقيداً فيتصل بفكرة التحالف مع أحزاب وشخصيات وافدة من قلب السلطة، أي حزب «الكتائب»، نعمة افرام، ميشال معوض وميشال ضاهر، حيث تحاذر بعض مجموعات الحراك الشعبي المشاركة في لوائح مطعّمة بحزبيين أو أصحاب «سوابق سلطوية»، ولو أنّ نَفَس بعض هؤلاء معارض بامتياز.
المهم أنّ بعض هذه المجموعات اقترب خطوات نحو التفاهم وثمة مجموعات قررت قيادة المعركة باكراً (مجموعة شمالنا في الدائرة الثالثة في الشمال)، وثمة مجموعة تتسلح بالترقب حتى اللحظات الأخيرة (مواطنون ومواطنات).
وفق خريطة الدوائر الانتخابية يتبيّن الآتي:
عكار: لا تزال حالة الارتباك سائدة. ثمة حالة اعتراضية على الارض ولكن غير منظّمة على نحو مركزي. ولذا تواجه مهمة تأليف اللائحة.
طرابلس: ثمة امكانية لقيام لائحة معارضة أو لائحتين حيث يعمل «تحالف وطني» مع المجموعات الطرابلسية، و»الكتلة الوطنية» لتنظيم الصفوف وثمة امكانية عالية لتأليف لائحة جدية.
الدائرة الثالثة: يفترض أن تعلن مجموعة «شمالنا» يوم الاحد المرشحين العشرة الذين سيخوضون المعركة. بالتوازي يحضّر ميشال معوض مع «الكتائب» ومجد حرب لائحتهم ولو أن «شمالنا» انتزعت منهم «يافطة الثورة» وبات احتمال التفاهم بينهما صعباً.
كسروان - جبيل: بالمبدأ نجح التفاوض بين «الكتائب» و»الكتلة» ونعمة افرام خصوصاً وأنّ مجموعات الحراك الشعبي لم تتمكن من تأطير حالتها في الدائرة، كون «القوات» كانت تمسك بالشارع مع أن هناك رأياً عاماً معارضاً. ولهذا لا امكانية لقيام لائحة موازية أسوة بدوائر اخرى.
المتن: تعمل «الكتائب» على الاستحواذ على «يافطة المعارضة» في المتن مع غسان مخيبر المدعوم من «الكتلة»، بمشاركة مجموعة «الخط الأحمر»، و»الخط التاريخي». ثمة احتمال لقيام لائحة معارضة ثانية لكنها لا تتمتع بالثقل.
بعبدا: لا تزال المفاوضات غير مكتملة بسبب موقف «الكتائب» الذي يفترض به أن يكتفي بدعم اللائحة من دون ترشيح حزبي كي تتوحّد كل مجموعات الحراك في صيغة واحدة، الا أن احتمال ترشيح «الكتائب» للحزبي السابق غابي سمعان يعيق التفاهم الشامل وقد يؤدي ذلك الى قيام لائحتين، مع العلم أن الطموح هو الاتفاق على لائحة تضم «الخط التاريخي»، «الكتلة الوطنية»، مرشح من آل الحلو، زياد عقل، واصف الحركة، «لحقي»، ومدعومة من «الكتائب».
الشوف عاليه: أغلب المجموعات التقت في ائتلاف «القوى الثورية» ويطالبون مارك ضو بالترشح معهم كمستقل، بعد الخروج من «جبهة المعارضة».
زحلة: ثمة مجموعات كثيرة لكنها تواجه أزمة ترشيحات جذّابة ولذا وقع الخلاف حول طرح التفاهم مع ميشال ضاهر، الذي تحمّست بعض المجموعات للتحالف معه فيما ترفض مجموعات اخرى.
البقاع الغربي: استعجلت مجموعة «سهلنا والجبل» لرفع يافطة المعارضة لتأليف لائحة.
بعلبك الهرمل: الحراك ضعيف.
بيروت الاولى: المفاوضات جارية على قدم وساق بين بولا يعقوبيان وأغلب المجموعات لتأليف لائحة مشتركة فيما «الكتائب» عبر نديم الجميل في لائحة منافسة.
بيروت الثانية: لا تزال ضبابية. يحاول النائب فؤاد مخزومي التفاهم مع بعض المجموعات لكن بعضها يمانع.
جزين: لا وجود لمجموعات قوية أو منظمة ويتم التنسيق مع اسامة سعد مع أنه مطروح على شربل نحاس أن يترشح عن المقعد الكاثوليكي الذي سيكون لقمة سائغة في هذه الدائرة، لكن مجموعة «مواطنون ومواطنات» لا تزال خارج كل المفاوضات.
النبطية - بنت جبيل - حاصبيا - مرجعيون: يفترض أن يتم الاعلان قريباً عن لائحة «لجنوبنا» بعد الانتهاء من آلية الترشح والاختيار، وهي تضمّ كل المجموعات الموجودة في المنطقة وفي طليعتهم «الحزب الشيوعي».
صور- الزهراني: ثمة محاولة لاعتماد تجربة دائرة بنت جبيل النبطية.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :