بصرف النظر عن حسابات بعض الأحزاب والشخصيات السياسة قبل أشهر قليلة من موعد الاستحقاق الانتخابي، وبصرف النظر عن ما يحصل في الكواليس والصالونات السياسية الضيقة، من المستغرب أن تنحصر معركة المتن الشمالي الانتخابية بين الاحزاب التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية على المقعد الكاثوليكي فقط، في حين أن دائرة جبل لبنان الثانية تضم 4 مقاعد مارونية، مقعدان للروم الارثوذكس ومقعد لكل من الكاثوليك والارمن الأرثوذكس.
معظم التقارير والمقالات الصحفية تتحدث عن أن المعركة في المتن ستكون على مقعد النائب “العوني” ادي معلوف، خصوصًا بعد ترشيح القوات للوزير السابق ملحم الرياشي، معللة هذا التحليل بأن التيار الوطني الحر ضامن مقعدان هما للنائبين ابراهيم كنعان (ماروني) والياس بو صعب (ارثوذكسي)، وأن لكل من كنعان وبو صعب صحنهما الشعبي، لكن ما غفل عنه معظم المتابعين أن الصحن الاساس هو صحن التيار الوطني الحر والعماد ميشال عون، وأن خسارة التيار تعني خسارة الجميع، وفوز التيار يعني فوز الجميع.
يمكن القول، أن رئيس التيار جبران باسيل لن يترك ادي معلوف وحيدًا في السباق الانتخابي، خصوصًا أن معلوف ولد من رحم التيار البرتقالي وله حيثيته لدى المناصرين والمنتسبين، وستقوم قيادة التيار باستنفار القاعدة الشعبية المتنية لضمان فوز معلوف بمواجهة الرياشي، الذي من المتوقع أن يحصد 10 آلاف صوتًا.
أستغربت مصادر في التيار، كيف أن حزباً مارونيًا كبيرًا كالقوات اللبنانية يخوض معركة انتخابية في المتن على مقعد كاثوليكي، علمًا أن المعركة المنطقية والاكثر سهولة من المفترض أن تكون على المقاعد المارونية الأربعة، وهذا ما يطرح علامات استفهام تتعلق بحصر المعركة على مقعد ادي معلوف حصراً.
وطرحت الاوساط عدة تساؤلات لا بد من الوقوف عندها، هل تريد القوات اللبنانية
مواجهة التيار الوطني الحر في المتن ام مواجهة ادي معلوف، الذي اشتهر بمواقفه السياسية كرأس حربة لمواجهة القوات اللبنانية ورئيسها سمير جعجع، في حين أن مواقف باقي النواب كـ بو صعب وكنعان لا يمكن وصفها سوى بـ”المواقف التقليدية”، وهل رست المعركة على المقعد الكاثوليكي لان القوات اللبنانية لم تجد شخصية مارونية جدية تستأهل دعمها؟ وهل من باب الصدفة تتطويق القوات اللبنانية لادي معلوف عبر ملحم رياشي في الخنشارة وعبر رازي الحاج في بسكنتا؟
ولفتت الاوساط نفسها، إلى أنه من الواضح أن القوات اللبنانية اتخذت قرارًا بخوض معركتين انتخابيتين، الاولى هي سعي القوات لرفع عدد نوابها في البرلمان على حساب نواب التيار الوطني الحر، والثانية عبر مواجهة نواب التيار الذين يعتبرون “صقور” في السياسة بوجه القوات، وهذا يبدو واضحًا من خلال المعارك التي تُحضر لها القوات في البترون بوجه رئيس التيار جبران باسيل، وفي الشوف بوجه الوزير السابق غسان عطالله، وفي المتن بوجه ادي معلوف وزياد أسود في جزين.
هذا وتشير احصاءات قامت بها إحدى الشركات المحلية، الى أن القوات اللبنانية لديها حاصل في المتن مع امكانية الحصول على الثاني، والتيار لديه حاصلان مع امكانية الفوز بالثالث، اما الكتائب فلديها حاصلان بالحد الاقصى، بينما المقعد الارمني شبه محسوم لحزب الطاشناق.
وتبين الارقام، أن قوى المجتمع المدني لا تحظى بقاعدة شعبية وازنة، وحصولها على مقعد نيابي يشترط تحالفها مع الكتائب اللبنانية، الامر الذي لم يحصل حتى يومنا هذا، ومن الأسماء البارزة من قوى المجتمع المدني، الوزير السابق شربل نحاس (كاثوليكي)، الناشطة لوري هايتيان (ارمني) عن حزب التقدم.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :