تراجع الحماس للإنتخابات البلدية في قرى وبلدات عكار في الأشهر الأخيرة، لا سيما مع تقدّم الحديث عن الإنتخابات النيابية، حتى أن بعض الشخصيات التي كانت تنوي الترشح للبلديات في مناطقها وتعدّ العدّة لذلك؛ تستعدّ الآن للإنتخابات النيابية، ترشيحاً أو اقتراعاً. فالإنتخابات النيابية هذه المرة سرقت الأضواء من أمام نظيرتها البلدية، وبدأ الحراك الإنتخابي في القرى والبلدات يتصاعد بالرغم من الأوضاع المعيشية الصعبة. بالمقابل، عاد الحراك البلدي إلى وضعية تقارب الصفر ما خلا بعض البلديات في البلدات التي كانت حامية في الأصل، ومنها البلدات التي كانت في الأصل منحلة، مثل حلبا والقرنة... ولكن بحراك دون المستوى المطلوب، ما لم يتضح مصير البلديات وانتخاباتها ويتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود في هذا الشأن. ويسود شعور في عكار بأن الإنتخابات البلدية ستتجه الأمور في شأنها نحو التأجيل لا محالة، ما أدّى إلى تراجع الزخم على خط الإنتخابات، وتراجعت المفاوضات والمداولات التي كانت تجري بشأنها، كذلك تراجعت شخصيات وعائلات عدة كانت تجري حساباتها وتحالفاتها البلدية على قاعدة أن الإنتخابات البلدية ستجرى في أيار 2022 أو في تموز من نفس العام على أبعد تحديد بعد تأجيل تقني سيحصل لتزامن الإنتخابات النيابية مع البلدية في نفس التاريخ.
وتسيطر الحسابات العائلية على الإنتخابات البلدية في عكار، وبلداتها وقراها، حيث تضم المحافظة أكثر من مئتي قرية وبلدة وأكثر من 100 بلدية وعدداً من اتحادات البلديات؛ حيث تصل معظم البلديات في القرى بناءً على تحالف عائلي يضم العائلات الأكبر في كل قرية وبلدة، تتقاسم هذه العائلات رئاسة المجلس البلدي ونيابة المجلس والمناصب الموجودة في البلدية بالمداورة، بحسب اتفاق يجري التوصل إليه أثناء التحضير للإنتخابات. ونظراً للطابع العائلي البحت فإن انتخابات المجالس البلدية تؤدي إلى فرز كبير في القرى وكذلك إلى خلافات قد تمتد أعواماً عدة. ولأن الخيار العائلي يتقدم على الخيار العملي والمؤهل العلمي، فإن أكثرية هذه البلديات ومجالسها افتقرت إلى الإنجازات وتعرضت للكثير من الإدانة الشعبية من الرأي العام في مناطقها، لأنها تحولت مجالس مناصب من دون أي إنجازات. وجدير ذكره أن اللعبة السياسية وتأثير الأحزاب والقوى السياسية في الإنتخابات البلدية في عكار، يكون أقل دوراً من الإنتخابات النيابية؛ ولا تتأثر الكثير من البلدات بمواقف وتوجهات الأحزاب. وقد شهدت الإنتخابات السابقة في عام 2016، خسارة لوائح ومرشحين حزبيين أو محسوبين على أحزاب، في مقابل مرشحين ولوائح لتحالف العائلات في عدة قرى وبلدات.
وبحسب مداولات لـ»نداء الوطن» مع عدد من الشخصيات ومع مجموعات شبابية محسوبة على المجتمع المدني وقوى التغيير في عكار، فإن هذه القوى لن تشطب الإنتخابات البلدية من حساباتها وستتحرك على أساس أنها حاصلة في العام المقبل، حتى لو كان الإتجاه ربما إلى التأجيل.
وتضيف هذه القوى لقوى التغيير والمؤمنين بضرورة حصوله، نقمة على رؤساء مجالس البلديات والمجالس يعادل نقمتها على النواب وربما أكثر. فبحسب هذه القوى «أكثرية البلديات رهنت نفسها للتيارات السياسية بعد وصولها وتصرفت بأسلوب شخصي نفعي ولم تعمل على إنماء مناطقها؛ الأمر الذي أدى إلى تراجع الحالة الإنمائية في عكار إلى الوراء بشكل واسع».
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :