مثقّفو الشيعة المقاومون وجمهورية برّي

مثقّفو الشيعة المقاومون وجمهورية برّي

 

Telegram

 

كتبت رندلى جبور

أنا من الذين يستمتعون بالجلسات مع المثقّفين الشيعة المؤيّدين للمقاومة. هؤلاء يحملون فكراً مميّزاً وطيبة لافتة وانفتاحاً على النقاش ووطنية صادقة واستعداداً دائماً للتضحية انطلاقاً من إيمانهم ومبادئهم. تجمعنا “الساحة” حيث يجلس كثيرون منهم، والساحة الوطنية الواسعة على صِغَرها.
لقد بدأ المثقّفون الشيعة بالخروج Out of the box أو بالأحرى بالتعبير عمّا يفكّرون خارج العلبة. إنّهم في الواقع، بدأوا يكسرون “تابو” التحدّث عن الداخل الشيعي. هو بالنسبة لهم ليس بوتقة واحدة بكلّ التفاصيل كما يعتقد البعض، بل فيه آراء متمايزة وانتقادات للبيت الواحد.
وندرج بعضاً من الأفكار التي عبّروا عنها لـMedia Factory News كالتالي:

– أوّلاً: المثقّفون الشيعة يعتبرون أنّ الثنائي ليس واحداً، وأنّ هناك فروقات عدّة بين حزب الله وحركة أمل وخصوصاً لناحية تاريخ كلّ منهما، والأداء في الدولة، وحتى المشروع. لا بل يعبّرون عن امتعاضهم كلّما حصل حادث ما ويتمّ اتّهام الحزب به فقط لأنّ شيعياً هو المرتكب. فلماذا لا تُوجَّه الأصابع للحركة مثلاً أو لأفراد أو لمجموعات ممّا يسمّى الثورة، وتُلصق التهمة مباشرة بالحزب؟

– ثانياً: الوحدة الشيعية تهمّ هؤلاء. هي أمر جوهري بالنسبة إليهم، ولكنّهم يضيفون أنّ ضمانة الوحدة الشيعية والوحدة في التنوّع على مستوى كلّ لبنان، هي الدولة. وبالتالي إذا انهارت الدولة وسقط الوطن، فإنّ الوحدة الشيعية وحدها لا تكفي، ولو أنّهم يُبدون خوفاً من أيّ دم جديد يُهرق على مذبح “قتال الإخوة”.

– ثالثاً: يؤمن المثقفون الشيعة القريبون من المقاومة بأهمّية بناء الدولة؛ فالفساد هو خطر كما على المؤسسّات، كذلك على الأحزاب والطوائف وعلى رأسهم المقاومة. الفساد هو عدوّ كما يقولون، وقد يؤذينا تماماً كما إسرائيل والإرهاب. وأيّ استمرار للفساد على مستوى الدولة، سيصيب أوّل ما يصيب، المقاومة.

– رابعاً: بدأوا يغمزون من قناة الرئيس نبيه برّي؛ إنّه أخطأ طوال السنوات الثلاثين في العمل السياسي. ويقولون: ما المشكلة إذا تصارحنا وإذا قلنا للفاسد الشيعي إنّه فاسد أو إنّ أداءه مشوبٌ بالإرتكابات؟ تماماً كما يجب أن نقول للفاسد من أيّ طائفة إنّه فاسد. فحماية الفاسدين بمظلّة الطوائف تجعلنا عاجزين عن الإصلاح وهذا يضرّ بالجميع.

– خامساً: يرفضون القول إنّنا نعيش في زمن “الشيعية السياسية”. فبرّي مثلاً بالنسبة لهم، لا يمارس شيعية سياسية بما تعنيه الكلمة، بل هو جزء من الحريرية السياسية ومن المنظومة العميقة المستمرّة منذ مطلع التسعينات، حين كانت المقاومة لا تزال تبني نفسها ولم يكن لها علاقة عضوية بالدولة، وحين كان الشيعة يعيشون بكنف الشعور بالمظلومية في مكان ما. كما أنّهم يرفضون اللجوء إلى فائض القوّة. فاستخدام فائض القوّة هو بداية الضعف، يقرأون، مستندين إلى تجارب الطوائف الأخرى.

– سادساً: يفتخر هؤلاء بلبنانيتهم، وينزعجون من توزيع الجنسيات الأخرى عليهم لأنّ انتماءهم هو أوّلاً وأخيراً لهذا الوطن الذي دفعوا من أجله دماً. ويخطئ من يعتقد أنّ ولاءهم هو لإيران أو لأيّ مكان آخر. فإيران هي داعم وصديق، ولكنّنا لبنانيون كاملو الأوصاف، وميلنا لمحور دون آخر لا يعني التبعية والإرتهان. هو خيار سياسي يعتقدون أنّه لمصلحة المظلومين والمستضعفين ويتساءلون: لماذا لا يُتّهم مؤيّدو أميركا ومحورها بالتبعية والإرتهان فيما نحن متّهمون؟ ومَن قال إنّ الخيار الأميركي هو الصحيح. فقد رأينا ما أنجبت السياسة الأميركية على أرضنا، فوصفة السياسة المالية مثلاً هي وصفة غربية أوصلتنا إلى الإنهيار. ومع ذلك يكملون: فليكن خيار لبنان هو التنوّع، وحيث مصلحته وخصوصاً الإقتصادية والإنمائية تكون فلنكن!

– سابعاً: يرفضون التخلّي عن خيار المقاومة. هذه نقطة قوّة للبنان وقد أمّنت له الحماية والرّدع، ولكن لا مانع لهم من مناقشة الأمر بانفتاح بين الجميع، في حوار لبناني لبناني، بلا رعاية أو حضانة خارجية.

أخيراً، يهمس هؤلاء حول الطاولة أنّهم غير مسرورين بالعيش في جمهورية برّي، هم يريدون العيش في الجمهورية اللبنانية الواحدة والقويّة والعادلة والنظيفة، ولكن لم يحِن الوقت بعد ليقولوا كلّ شيء بوضوح وعلى العلن، لكنّها البداية وهذا الوقت سيأتي وقريباً. الفرق بيننا وبينكم يختمون: أنتم تريدون إصدار ورقة النعوة لهذه المنظومة ومن ضمنها رئيس الحركة الآن، أمّا نحن فننتظر نهايتها الحقيقية لأنّ النهاية التي تأتي بنوع من الفَرض، سترتّب تداعيات غير مضمونة النتائج.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram