سقوف عالية متقابلة في فيينا… وتسارع المسارين السياسي والعسكري حول أوكرانيا
واشنطن تعلن إنهاء وجودها القتالي في العراق… والمقاومة تعتبره تمويهاً للاحتلال
بيرم يزيل الحظر في سوق العمل عن الفلسطينيين… وباسيل: توطين مقنع ولن يمر
المراوحة اللبنانية السياسية لم تغير فيها شيئاً كثرة الكلام عن لبنان في بيانات خليجية، ولا المباحثات الخارجية التي أجراها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، فما جرى هو تأكيد المؤكد حول ربط النزاع في ملفات الخلاف اللبنانية- الخليجية عند حدود زيارة الرئيس الفرنسي أيمانويل ماكرون، لجهة وقف التصعيد، ولا يزال ربط النزاع بلا أفق للحل بحيث يشكل العائق الرئيسي أمام أي مساع لتفعيل الحوار اللبناني- الخليجي، المجمد وفقاً لكلام وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، ومثله تأكيد المؤكد في استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية، حيث تبلغت الحكومتين المصرية والأردنية رسائل عدم ممانعة من مكتب متابعة الأصول الأجنبية في وزارة العدل الأميركية أوفاك، لكنهما لم تتسلما أي رسائل استثناء لمشروعي الاستجرار من العقوبات المفروضة بموجب قانون قيصر على سورية، التي سيتم الاستجرار عبرها، في صورة أخرى من ربط النزاع الذي يشكل عنوان المرحلة، بانتظار الاتجاه الذي ستسلكه الأوضاع الدولية والإقليمية.
الأوضاع الدولية والإقليمية لا تزال تحت تأثير منخفضات عديدة تبدو نتيجة طبيعية لتداعيات الانسحاب الأميركي من أفغانستان، سواء ما تزعزع في العلاقات الأميركية- الأوروبية وتسعى واشنطن لترميمها عبر التصعيد بوجه روسيا عبر البوابة الأوكرانية، أو بحشدهم تحت سقف مرتفع بوجه إيران في مفاوضات فيينا حول العودة للاتفاق النووي مع إيران، في ظل خشية يبديها متابعون لما يجري حول أوكرانيا وفي فيينا من خروج الأمور عن السيطرة بفعل السقوف العالية وما ينتج منها من توتر يخشى أن يؤدي إلى الانزلاق نحو مواجهات ظهرت إشاراتها في خطر اشتباك جوي روسي أطلسي فوق البحر الأسود، وفي تحذير إيراني من استمرار سياسة فرض العقوبات الجديدة خلال المفاوضات، واحتمال تأثيرها في مواصلة المسار التفاوضي.
المسارات المتصاعدة سياسياً والمتوترة ميدانياً، لم يخفف من وطأتها الإعلان الأميركي عن إنهاء المهام القتالية في العراق، والاحتفاظ بمستشارين ومدربين بناء على طلب الجيش العراقي ووفقاً لحاجته، فقد أعلنت قوى المقاومة العراقية اعتبار الإعلان الأميركي تمويهاً لبقاء قوات الاحتلال، مؤكدة عزمها على إنهاء هذا الاحتلال بكل الوسائل، بينما كان التصعيد على جبهات السعودية واليمن يسجل يوماً جديداً، في ظل معارك شديدة الضراوة حول مأرب، التي بدأ أنصار الله التمهيد لإعلان دخول قواتهم إليها في الأيام القليلة المقبلة عبر نداءات لسكانها بالتزام منازلهم.
في ظل الجمود الداخلي السياسي وترقب ما سينتج من المسار القضائي للمحقق العدلي طارق بيطار، وجمود مساعي إطلاق المسار النيابي للتحقيق في انفجار المرفأ نحو المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، خطف الأضواء قرار وزير العمل مصطفى بيرم بإزالة الفيتو السياسي عن دخول الفلسطينيين إلى سوق العمل ضمن الأطر القانونية القائمة، ما أثار ضجة سياسية خلطت الأوراق، وكان أقوى الردود الرافضة للقرار لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الذي قال إن القرار هو توطين مقنع، وأنه لن يمر، بينما دعا الوزير بيرم المعترضين للتدقيق بقراره الذي لم يفعل سوى إزالة فيتو سياسي عن حق العمل للفلطسينيين بحيث بقيت الضوابط القانونية والنقابية التي ترعى عمل غير اللبنانيين قائمة.
وفيما غابت الحركة السياسية عن المشهد الداخلي في ظل وجود رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في مصر، انشغلت الأوساط المالية والشعبية بتعميم مصرف لبنان رفع سعر الدولار المصرفي من 3900 إلى 8000 ليرة، وتحديد سقف السحوبات الشهرية بحد أقصاه 3000/د.أ للحساب الواحد.
إلا أن أوساطاً مراقبة تساءلت عن الدوافع التي تقف خلف تبدل موقف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة خلال عشرة أيام، حيث برر سلامة حينها رفضه رفع قيمة الدولار المصرفي بأن ذلك سيرفع السيولة بالليرة اللبنانية ما سيرفع سعر صرف الدولار! وأشار خبراء اقتصاديون لـ»البناء» إلى أن «قرار رفع الدولار المصرفي، وإن كان سيرفع قيمة السحوبات بالليرة للمودعين، لكنه سيعود بنتائج سلبية على المدى المتوسط والبعيد»، موضحين أن «الكتلة النقدية بلغت اليوم 23 ألف مليار ليرة وقرار المركزي الجديد سيزيد نسبة التضخم، وبالتالي تسارع وتيرة انهيار سعر صرف الليرة، ما سيفرغ قرار مصرف لبنان من مضمونه». كما أوضح الخبراء أنه «بموازاة قرار المركزي رفع قيمة الدولار عمد في المقابل إلى خفض السحوبات الشهرية من 5 ألاف دولار إلى 3 آلاف دولار، ما يعني تقليص قيمة الزيادة في السحوبات التي سيستفيد منها المودعون إلى 30 في المئة، بمعنى آخر المصرف المركزي أعطى المودعين بيد وأخذ منهم باليد الأخرى و»يبيعهم من كيسهم».
ويهدف سلامة بحسب مصادر عليمة لـ»البناء» من جراء رفع الدولار المصرفي لدفع المودعين إلى سحب دولاراتهم لمزيد من السطو على الودائع، وذلك بعد سقوط قانون «الكابيتال كونترول» الذي كان يهدف لتشريع سرقة الودائع وتهريب الأموال من المصارف إلى الخارج، وهو يصيب عصفورين بحجر واحد: احتواء المودعين وتصفية الصغار منهم تمهيداً لفرض نسبة «هيركات» مرتفعة على كبار المودعين، والثاني إطفاء المزيد من ديون المصرف المركزي للمصارف. واللافت أنه قبيل إعلان بيان مصرف لبنان، بدأ سعر صرف الدولار بالارتفاع التدريجي، وما إن أعلن التعميم صباح أمس حتى قفز سعر الصرف إلى 25 ألف ليرة وتجاوز الـ26 في بعض المناطق اللبنانية.
وعزت مصادر سياسية واقتصادية لـ»البناء» هذا الارتفاع التدريجي وبهذه الوتيرة السريعة إلى عوامل سياسية واقتصادية ونقدية ومصرفية عدة أهمها غياب الاستقرار السياسي والحكومي الداخلي في ظل تعطيل جلسات مجلس الوزراء، وتعطيل مسار الإصلاحات والتفاوض مع صندوق النقد الدولي نتيجة الخلاف السياسي والقضائي الحاد، وتعثر التسوية بقضية تحقيقات تفجير مرفأ بيروت، إضافة إلى غياب أي إجراءات سعودية- خليجية لترجمة لقاء ماكرون– محمد بن سلمان في جدة على أرض الواقع، لا سيما عودة سفراء دول الخليج الذين غادروا لبنان بعد الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، وتجميد الإجراءات التصعيدية الاقتصادية الخليجية بحق لبنان، إضافة إلى تأخر المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والتوجه إلى رفع الدعم عن ما تبقى من سلع وخدمات، لا سيما بطاقات تشريج الهاتف الخليوي والأنترنت، ورفع الدولار المصرفي الذي سيزيد نسبة التضخم في أسعار الدولار والمواد الغذائية، وتهافت المصارف على شراء الدولار قبيل عملية الدمج، وإعادة الهيكلة المتوقعة قريباً لقطاع المصارف والواردة في البيان الوزاري وخطة صندوق النقد، كما اقدام مصرف لبنان على شراء الدولار من السوق السوداء لمزيد من سد الخسائر والديون عليه قبل بدء عملية التدقيق الجنائي في حساباته، فضلاً عن مسارعة التجار إلى شراء الدولار من السوق السوداء لتخزينه لضمان استمرارية الاستيراد عند ارتفاع سعر الصرف، لا سيما المحروقات والمواد الغذائية. ويتهم الخبراء التجار بالتلاعب بالسوق من خلال تحويل الأرباح الفائضة بالليرة والناتجة عن تغير سعر الصرف إلى الدولار لتحقيق أرباح إضافية.
وتوقع الخبراء المزيد من ارتفاع سعر صرف الدولار الذي قد يختتم العام الحالي بـ30 ألف ليرة وما وفوق، ما يعني لا سقف يلجمه أو عوامل اقتصادية وسياسية تحد من هذا الارتفاع. وتخوف الخبراء من انعكاسات ذلك على أسواق المحروقات والمواد الغذائية ما سيدفع المواطن الثمن الأكبر. وتفاجأ المواطنون أمس بارتفاع لافت لأسعار المواد الغذائية، فيما حذرت مصادر نفطية لـ»البناء» من ارتفاع إضافي بأسعار المحروقات على أبواب فصل الشتاء، لا سيما وأن مصرف لبنان أعلم الشركات المستوردة للنفط أنه سيؤمن بدءاً من اليوم 85% فقط من العملة الصعبة، أما الشركات فعليها تأمين 15% من الفريش دولار للمحروقات من السوق، وذكرت المعلومات أن أسعار المحروقات سترتفع بنحو الـ4000 ليرة.
وتوجه الحاكم سلامة إلى عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري «وقد جرى التوافق مع حاكمية مصرف لبنان على إعداد اقتراح يضمن قانونية أموال المودعين حتى آخر قرش، وزيادة مقدار قيمة الدفع الشهري بالدولار والليرة اللبنانية، قبل البحث بأي صيغة للكابيتال كونترول أو غيره».
وفيما تساءلت مصادر مراقبة عن علاقة بيان مصرف لبنان الأخير بقانون «الكابيتال كونترول»؟ وما إذا كان هدف التعميم ذر الرماد في عيون المودعين والنواب المعترضين في المجلس النيابي على قانون الـ»الكابيتال كوتنترول» لتمرير نسخة شبيهة لصيغة النائب نقولا نحاس؟ وما إذا كانت هذه الصيغة مطلوبة فعلاً من صندوق النقد الدولي كأحد شروط «الاصلاح» المالي والنقدي أم مجرد تغطية حكومية لتمريره؟ وهل يهدف صندوق النقد إلى تشريع السطو على أموال الناس في المصارف لمصلحة قطاع المصارف ومصرف لبنان؟ وهل هكذا يكون الإصلاح؟ وهل ستكون بقية بنود شروط الصندوق المالية والسياسية على هذا المنوال؟ وكيف سيتعامل مع أصول ومرافق الدولة كما تعامل مع الودائع؟
وفي سياق ذلك، أوضح نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي أن «وفد صندوق النقد الدولي جاء بصيغة مصغّرة، وهدف زيارته تعرّف رئيس البعثة الجديد على المسؤولين اللبنانيين». وأضاف في حديث تلفزيوني: «نحن في حاجة إلى موافقة مجلس الوزراء للبدء بالخطة، وإن لم يلتئم المجلس فهناك صعوبة في المفاوضات مع صندوق النقد».
وتابع: «هناك اتفاق على الأرقام في شكل مبدئي وما زلنا ندرس كيفية معالجة هذه الفجوة، ومن المتوقع ان نبدأ بتطبيق خطة التعافي الاقتصادي منتصف كانون الثاني 2022».
من جهته، رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الذكرى الـ18 لاعتماد اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد التي انتسب إليها لبنان في العام 2009، أن «الممانعة الشرسة التي واجهت تصميمي على وضع حد للهدر والمحسوبيات والفساد في مؤسسات الدولة وارتكابات من ائتمنهم الشعب على مصيره وحياته، كانت متوقعة، ونجحت للأسف في عرقلة مسيرة الاصلاح وتدمير ما تبقى من مقومات العيش الكريم. لكنني مصمم أكثر من أي وقت مضى على المضي في مكافحة أضرار المفسدين على مدى الأعوام الثلاثين الماضية، وكلي ثقة بأن الناس يتوقون إلى محاسبة من أفقر لبنان ومارس فساده على الملأ من دون محاسبة».
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي استقبل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي في قصر الاتحادية في القاهرة في حضور رئيس وزراء مصر مصطفى مدبولي. وجرى على مدى ساعة وربع الساعة عرض للعلاقات اللبنانية- المصرية والوضع في المنطقة.
وكشف مدبولي أن الرئيس المصري وجه بسرعة إمداد لبنان بالغاز اللازم لتوليد الطاقة من أجل حل مشكلة انقطاع الكهرباء. وأضاف مدبولي أن هناك توجيهات واضحة من السيسي للحكومة، بتقديم كل ما يلزم من أجل دعم لبنان، ومن ثم فسوف يتم العمل فوراً على تلبية طلبات الأشقاء في لبنان. ووعد رئيس الوزراء المصري نظيره اللبناني بدراسة المقترح الخاص بتنفيذ عملية الربط الكهربائي بين البلدين. وأكد أن مصر كانت وستظل دوماً داعماً للبنان، وهو الأمر الذي ترجم في شكل واضح أخيراً خلال تفشي وباء كورونا، والحادث الأليم في انفجار مرفأ بيروت.
على صعيد مسار اصلاح العلاقة اللبنانية- السعودية لم تسجل أي جديد سوى كلام سعودي معسول، بحسب ما تقول مصادر سياسية لـ»البناء» وتنصل من الوعود والعهود التي قطعها ولي العهد السعودي للرئيس الفرنسي في لقاء جدة ومزيد من التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، والرهان على الانتخابات النيابية ودعم بعض الأحزاب المحلية الحليفة لها، وإعادة ضم أحزاب أخرى لحلفها وتجميعها في تحالف انتخابي واحد في إطار مشروع أميركي– سعودي لحصد الأغلبية النيابية لمواجهة حزب الله. وكشفت وسائل إعلام عن توجه الوزير السابق ملحم رياشي، موفداً من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، والوزير السابق وائل بو فاعور، موفداً من رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط، إلى الرياض لعقد لقاءات تمهيدية مع المسؤولين هناك لإعادة مياه العلاقات إلى مجاريها.
وأشارت المصادر السياسية إلى شروط جديدة تفرضها المملكة لتحصيل مزيد من التنازلات السياسية من لبنان. وأعلن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، أنه «لا يوجد أزمة بيننا وبين لبنان، بل الأزمة في لبنان بين حزب الله والشعب اللبناني»، وتابع: «يجب أن نرى أفعالاً وليس أقوالاً من الحكومة اللبنانية، والمهم أن نرى إصلاحات حقيقية».
وكشف وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب أنه «لم نتبلغ أي شيء بشأن عودة السفير السعودي إلى لبنان»، وأكد بو حبيب أن «لا قدرة لنا في الحكومة على القول لحزب الله بالتدخل أو عدم التدخل في سورية أو اليمن، وبحسب ما يقولون لنا إنهم لا يتدخلون». وشدد على أنه «لم نتوصل بعد إلى عودة العلاقات كما كانت مع الدول الخليجية، وكثير من الشروط لا نستطيع القيام بها».
وشدد على أن «الرئيس يجب أن يكون حكم في لبنان، والخلافات في لبنان كبيرة ويجب أن نخفف الخصومات في ما بيننا لنعيش بأمان».
وفي موازاة ذلك، وفي إطار نشاطها المشبوه في لبنان والتدخل في الانتخابات النيابية والشؤون الداخلية وصناعة «رجالاتها» في المؤسسات الأمنية والقضائية والمالية والإعلامية للتسويق للسياسة الأميركية وتنفيذ املاءاتها، أعلنت السفارة الأميركية، في بيان أن «السفيرة دوروثي شيا استضافت، ممثلين عن المجتمع المدني وعن منظمات دولية غير حكومية شاركوا في مكافحة الفساد، وقدمت شيا، نيابة عن وزير الخارجية أنطوني بلينكن، جائزة أبطال مكافحة الفساد إلى الإعلامي رياض قبيسي، الذي كان واحداً من بين إثني عشر شخصاً حازوا على هذه الجائزة على مستوى العالم».
وفي سياق ذلك، عقد المجلس الدستوري أمس جلسته الثانية من جلساته المفتوحة في مقر المجلس، على أن تعقد الجلسة المقبلة الاثنين المقبل، تليها كل يوم جلسة لحين اتخاذ قرار بشأن الطعن المقدم من التيار الوطني الحر حول التعديلات على قانون الانتخابات. وتوقع رئيس المجلس الدستوري القاضي طانيوس مشلب صدور القرار أواخر الأسبوع المقبل، مع العلم أن المدة تنتهي في 21 من الشهر الحالي.
وتوقعت مصادر حزبية لـ»البناء» تأجيل الانتخابات النيابية إلى أيار المقبل بالحد الأدنى، بسبب رفض رئيس الجمهورية توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة بسبب اعتراضه والتيار الوطني الحر على تعديلات قانون الانتخاب، ما سيفرض التمديد للمجلس النيابي لشروط عدة.
إلى ذلك أثار قرار وزير العمل مصطفى بيرم السماح للفلسطينيين ومكتومي القيد بممارسة عشرات المهن المحصورة باللبنانيين، ردود فعل معارضة وأخرى مؤيدة، ففيما أيد الحزب التقدمي الاشتراكي القرار، أعلن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عبر «تويتر» أن القرار «مخالف لقانون العمل وللدستور وهو توطين مقنّع ومرفوض». ودعا «النقابات لكسره أمام مجلس شورى الدولة، واللبنانيين لعدم الالتزام به». وقال: «ما بتمرق هيك قصة! وما رح نسمح بتشليح اللبنانيين «وظائفهم بهالظروف».
على خط تحقيقات المرفأ، تقدّم الوزير السّابق رشيد درباس، بوكالته عن رئيس الحكومة السّابق حسان دياب، أمام المحقّق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار، بدفوع شكليّة تتناول صلاحيّة كلّ من المجلس العدلي والمجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.
**************************************
سلامة يشعل سوق الصرف
«الدولار المصرفي» بـ8000 ليرة والدولار «الحرّ» بلا حدود
«تنظيف» ميزانيات المصارف والمركزي من أموال المودعين
لم يمرّ أسبوع على إعلان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة موقفاً رافضاً لزيادة سعر صرف «الدولار المصرفي» بحجّة أن «السيولة الإضافية التي ستنتج منه سترفع سعر الدولار بشكل مهم»، حتى تراجع عن كلامه وطرح على المجلس المركزي زيادته بنسبة 105% من 3900 ليرة إلى 8000 ليرة. أُقرّ الاقتراح بلا أي نقاش في أي سياسة نقدية استدعت ذلك. هي سياسة استنسابية رعناء يمارسها سلامة منذ سنتين ونصف سنة بشراكة مع قوى السلطة. فقد أشارت المعلومات إلى أن الرئيس نبيه برّي طلبها من سلامة، والأخير لبّى. ستترتّب على هذا القرار مفاعيل تضخميّة متواصلة تضاف إلى تداعيات رفع الدعم، وجميعها يؤدي إلى ارتفاع متدرّج وثابت لسعر الدولار
«لو نعلم أنّه يُمكننا أن نرفع سعر الدولار المصرفي من 3900 إلى 8000 ليرة من دون التأثير على سعر الصرف، لماذا نتأخّر بإصدار القرار؟ دراساتنا أظهرت أنّ رفع الدولار المصرفي سيخلق سيولة إضافية ترفع سعر الدولار بشكل مُهمّ في السوق». هذه العبارة وردت في مقابلة أجراها حاكم مصرف لبنان مع الإعلامية جويل بويونس على «يوتيوب»، في الأول من كانون الأول الجاري. ورغم حساسية ما قاله سلامة، إلا أنه طرح على المجلس المركزي الأربعاء الماضي رفع سعر «الدولار المصرفي» إلى 8000 ليرة. قام بذلك، ومعه أعضاء المجلس المركزي، رغم إدراكهم لخطورة القرار على سعر الدولار وتآكل القدرة الشرائية لليرة.
وبناءً على قرار المجلس المركزي، أصدر سلامة، أمس، تعديلاً على التعميم 151 الذي كان يقضي بتسديد الودائع بالعملات الأجنبية المُحتجزة في المصارف (الدولار المصرفي) وفق سعر صرف 3900 ليرة، ليصبح سعر الدولار المصرفي 8000 ليرة ضمن سقف 3000 دولار أميركي للحساب الواحد شهرياً. وبحسب أعضاء في المجلس المركزي، فإن القرار أخذ في الاعتبار أنه لن تكون هناك زيادة كبيرة في الكتلة النقدية المتداولة بالليرة اللبنانية، وسيتم خفض نسبة «الهيركات» على الودائع. لكن المجلس يغفل أن «الهيركات» وقع بنسب عالية على عدد كبير من المودعين، ولا سيما أصحاب الودائع الأصغر، وأن الكتلة النقدية ستزداد حكماً وستضاف مفاعيلها الى المفاعيل المستمرة لرفع الدعم. هي مفاعيل تضخمية متدرّجة وشبه ثابتة قد تؤدي إلى رفع سعر الدولار بثبات أيضاً على مدى الأشهر المقبلة.
ما الذي طرأ حتى اتّخذ سلامة هذا القرار؟ المعلومات تُفيد بأنّ القرار هو نتيجة عدة نقاط؛ ثمة معطيات يملكها سلامة عن أنّ الاتفاق على قرض مع صندوق النقد لا يزال بعيد المدى. كذلك، فإن لجنة المال والموازنة تستعدّ لإعادة المطالبة برفع سعر صرف السحوبات بالدولار المصرفي. لكن الأهم، أن طلب التعديل جاء من رئيس مجلس النواب نبيه برّي للتسويق الشعبوي. ففي هذا الإطار، نوقش اقتراح سلامة في المجلس المركزي من دون أن يحدّد تاريخ إصدار التعميم الذي يتضمن التعديلات الجديدة. لكن لم يكن مفاجئاً أن تصدر هذه التعديلات في هذا التوقيت السياسي، أو أن يتسرّب مضمونها إلى السوق. فالمصارف كانت على علم بهذا التعديل منذ الصباح، إذ تلقّى بعضها اتصالات من مدير القطع في مصرف لبنان، نعمان ندّور، لإبلاغ المحظيين بصدور التعديل. ومن الصباح الباكر أيضاً، كانت بعض الشركات قد سعّرت سلعها على سعر صرف يبلغ 25500 ليرة، فيما عمد بعض كبار الصرافين المحظيين إلى تسجيل طلب كبير على الدولار والشيكات المصرفية بالدولار بأسعار متدنية تمهيداً لما سيحصل ظهراً عند صدور التعميم. ومع انتشار الخبر واصل سعر الصرف الارتفاع ليلامس مساء الـ 26 ألف ليرة.
القرار سُرّب إلى المصارف وكبار الصرافين المحظيين قبل إعلانه رسمياً
بالاستناد إلى كلام سلامة في مقابلته «اليوتيوبية»، يرجح أن يواصل سعر الصرف ارتفاعه في السوق الموازية بشكل متدرّج وثابت، بالتوازي مع ارتفاع مماثل في زيادة كميات النقد المتداولة في السوق. والكتلة النقدية بالليرة كانت قد استقرّت لنحو شهر ونصف شهر من دون زيادة تذكر بسبب إحجام المودعين عن سحب ودائعهم على سعر صرف 3900 ليرة، إلا أنه يتوقع أن تسجّل هذه الكتلة نمواً في الأشهر المقبلة بنسبة 20% شهرياً، علماً بأن هذه الأرقام تبقى تقديرات غير نهائية.
زيادة الكتلة النقدية ستؤدّي تلقائياً إلى زيادة الطلب على الدولار في السوق. صحيح أن سلامة يُحاول اللعب على تحديد سقف شهري للسحوبات بنحو 3000 دولار، إلا أن هناك فرقاً في الكمية المقابلة لهذه السحوبات بالليرة. بحسبة بسيطة، يتبيّن أن سحب 5000 دولار (السقف السابق) على سعر صرف 3900 ليرة، يعني الحصول على 19.5 مليون ليرة. أما سحب 3000 دولار على سعر صرف 8000 ليرة، فيعني الحصول على 24 مليون ليرة. الحلّ ــــ الخديعة ــــ المُتبقي أمام سلامة والمصارف لمنع المودعين من سحب كامل السقوف التي سُمح لهم بها، يكمن في التذرّع بعدم وجود كميات كافية من الليرة لتمويل السحوبات، ما سيفرض ضغطاً إضافياً على الليرة.
عمليات السحب وفقاً لسعر 3900 ليرة، كانت قد تراجعت في الأشهر الأخيرة بسبب الفرق بين «الدولار المصرفي» وسعر الصرف في السوق، بالإضافة إلى صدور التعميم 158 الذي يمنح المودعين حق سحب ما مجموعه 4800 دولار نقداً و4800 دولار بالليرة وفقاً لسعر 12 ألف ليرة للدولار. ففي الأسابيع الماضية بلغ سعر دولار الشيك المصرفي في السوق 4300 ليرة، أي أعلى من سعر التعميم 151، ما أدّى إلى امتناع واسع عن سحب الدولارات بسعر 3900 ليرة.
طلب برّي من الحاكم إصدار قرارٍ يتمكّن الأول من تسويقه شعبوياً
ما صدر لم يكن مجرّد تعديل لتعميم، بل قرار بإشعال سعر الصرف في السوق الحرّة، بكل ما يعنيه من تدمير للاقتصاد والمجتمع. سلامة يعرف أنّ واحداً من أُسس أي حلّ يكمن في توحيد أسعار الصرف، ولكنّه عوضاً عن ذلك يختار المُضاربة على الليرة وتدميرها مُخالفاً المادة 70 من قانون النقد والتسليف التي تفرض عليه اتخاذ الإجراءات الكفيلة بضمان سلامة النقد والاستقرار الاقتصادي. رفع سعر صرف الدولارات المُحتجزة في المصارف هو «وهمٌ» أراد سلامة وبري، من خلاله، الإيحاء بأنّهما يحفظان للمودعين بعضاً من حقوقهم المصرفية، علماً بأن الهدف الحقيقي هو دفع الناس إلى سحب ودائعها بأي كلفة، سواء كانت كلفة هيركات مباشرة على الوديعة، أو كلفة تضخّم أسعار وتحفيز دوامة ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الحرّة. تنظيف ميزانيات المصارف ومصرف لبنان، هو الهدف عبر تحويل ما أمكن من ودائع إلى ليرات لبنانية. هذه هي أصلاً خطّة سلامة المُعلنة التي يكرّرها أمام المسؤولين اللبنانيين والدبلوماسيين الغربيين. هو ماضٍ في تنفيذها خلافاً لكل ما يحاك في الحكومة وفي صندوق النقد.
ما يحصل اليوم كان قد حذّر منه صندوق النقد الدولي في أيار 2020. قال الصندوق إن إطفاء خسائر البنك المركزي عبر خفض سعر العملة سيكون كارثياً على حياة الناس وينقل كلفة الخسائر لهم. يومها، بدت مؤسسة الوصاية النقدية الدولية «أكثر رحمةً» من حاكم المصرف المركزي والمنظومة التي يُمثّلها، وتسمح له بالاستمرار في مركزه عوض عزله ومحاكمته. سلامة المُشتبه فيه في لبنان ودول أوروبية بتبييض أموال وغسلها واختلاسها، يعرف تماماً ماذا يفعل وأيّ سياسة نقدية يرسم وما هي تداعياتها. هو الذي أصدر في 29 أيلول الماضي، بياناً يرفض محاولة لجنة المال والموازنة تعديل سعر صرف «الدولار المصرفي».
بنتيجة هذا التعديل على التعميم، فإنّ المودعين سيحصلون على القليل من الليرات الإضافية التي ستتدنّى قيمتها بمرور الوقت، وسيدفعون هم وباقي أفراد المجتمع الكثير الكثير من التضخّم في الأسعار والفقر والبطالة والهجرة.
«غيرة» على المودعين
في أيلول الماضي، حوّلت لجنة المال والموازنة موضوع رفع سعر صرف التعميم 151 إلى بند أوّل على جدول أعمالها. لم يُفهم سبب «غيرة» ممثلي قوى السلطة على «حقوق المودعين» بعدما عمدت اللجنة إلى تعطيل خطّة التعافي المالي التي وضعتها حكومة حسان دياب. لكن تبيّن أن هدف التعميم تغطية مصالح بعض المصارف التي اشترت كمية كبيرة من الدولارات المصرفية بواسطة شيكات وتاجرت بها لتحقيق أرباح تموّل شراء الدولارات الورقية.
*****************************************
ميقاتي يوسّع “مظلته” وبري يهاجم البيطار بعنف
يبدو واضحاً ان مزيداً من التداعيات المالية والاقتصادية والاجتماعية السلبية للإنسداد السياسي الذي يحاصر الحكومة قد أملى التوجه نحو خطوات من مثل رفع نسبة السحوبات المالية من المصارف مع تبديل سعر #الدولار المصرفي “المسحوب”، فيما توجه رئيس الحكومة #نجيب ميقاتي إلى مصر بهدفين اقتصادي يتصل باستجرار الغاز والطاقة، وديبلوماسي سياسي يتصل بتوسيع مظلة الدعم العربي لحكومته. وبذلك يتضح ان أفق التسوية السياسية الداخلية لا يزال مقفلاً تماماً اذ يتسم المشهد الداخلي بجمود وشلل كلّي في المبادرات والتحركات الآيلة إلى إنهاء أزمة منع مجلس الوزراء من الانعقاد، ولا تبرز في هذا السياق أي معالم إيجابية حتى اشعار آخر.
ولوحظ في هذا السياق ان الرئيس نبيه بري شنّ أمس هجوماً عنيفاً جديداً على المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار بما يعكس المناخ التصعيدي الذي تتجه اليه الازمة الحكومية والازمة السياسية القضائية. ورفض بري اتهامه بأنه يقف وراء تعطيل جلسات الحكومة تاركاً لرئيسها نجيب ميقاتي القيام بالخطوات المطلوبة التي تساعد في التئام جلساتها. ثم عاود بري تحميل البيطار مسؤولية كل هذه المضاعفات القضائية وما نتج عنها “جراء عدم حسن ادارته لملفه”. ولم يتوان عن وصفه بـ “المتأمر” وبأنه “ينفذ الأوامر ويتلقى التعليمات التي ضربت مسار التحقيق في تفجير المرفأ”.
ومع ان زيارة الرئيس ميقاتي للقاهرة أمس كانت مقررة ضمن جدول جولته على بعض العواصم، بعد زيارته باريس قبل أسابيع، فإن توقيت الزيارة وسط استمرار ترددات “المبادرة الفرنسية السعودية” تجاه لبنان إتخذ بعداً خاصاً خصوصاً ان لمصر دوراً معروفاً في إعادة ترميم المظلة العربية فوق الواقع اللبناني كلما تعرضت للاهتزازات والانتهاكات كمثل تلك التي فجرت أسوأ أزمات لبنان الديبلوماسية مع دول الخليج. وبزيارته القاهرة أمس والدفع الذي وفّره موقف الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي لتحرك ميقاتي، فإن الجانب الإيجابي من هذا التحرك يبدو في تعزيز الرعاية العربية وتوسيعها مجدداً للواقع اللبناني علّ هذه الرعاية تساهم في إسباغ بعض التوازن المفقود على الساحة اللبنانية بفعل هيمنة التحالف الداخلي المرتبط بإيران ونفوذها والوهن الكبير الذي أصاب القوى المعارضة لهذه الهيمنة. كما ان جانباً اقتصادياً مهماً في هذه الزيارة يعني لبنان كثيراً لجهة إستجرار الغاز المصري والتعاون في مجالات الطاقة.
ولم تكن الزيارة بعيدة من الأصداء المتواصلة للبيان السعودي الفرنسي المشترك في شأن لبنان، اذ أعلن أمس وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، أنه “لا توجد أزمة بيننا وبين لبنان، بل الأزمة في لبنان بين “حزب الله” والشعب اللبناني”، وقال: “يجب أن نرى أفعالاً وليس أقوالاً من الحكومة اللبنانية، والمهم أن نرى إصلاحات حقيقية”. ووصف استقالة وزير الاعلام السابق جورج قرداحي بانها “محمودة لكنها ليست الأساس”.
وكان صدر أيضاً في ختام المحادثات التي أجراها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع أمير دولة قطر بيان قطري سعودي مشترك تضمن فقرة عن لبنان أكد فيها الجانبان “أهمية إجراء إصلاحات شاملة تضمن تجاوز لبنان لأزماته، وألا يكون منطلقا لأي أعمال تزعزع أمن المنطقة واستقرارها أو ممراً لتجارة المخدرات”.
السيسي
وفي غضون ذلك برز موقف مصري عبر عنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله أمس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في قصر الاتحادية في القاهرة اذ أكد “أن لبنان بحاجة إلى وفاق سياسي لإعادة استنهاضه من الكبوة التي يعاني منها ولكي يعود منارة العرب”. وشددعلى “دعم لبنان على كل الصعد”، موضحا أنه “اعطى توجيهاته إلى الوزارات المختصة للاهتمام بكل مطالب لبنان وتلبيتها وفق الامكانات المتاحة”. كما أكد “حرص مصر على سلامة وأمن واستقرار لبنان، وتحقيق المصالح الوطنية اللبنانية وتجنيب لبنان مخاطر الصراعات في المنطقة، وذلك في إطار الاهتمام المصري الدائم بكل ما فيه مصلحة لبنان، بما يساعد على الحفاظ على قوة وقدرة الدولة اللبنانية، بالإضافة إلى صون مقدرات الشعب اللبناني الشقيق ووحدة نسيجه الوطني”.
وقد أشاد ميقاتي بدوره “بجهود مصر الحثيثة والصادقة لحشد الدعم الدولي للبنان على شتى الصعد في ظل استمرار التحديات الصعبة التي يواجهها الشعب اللبناني، خاصةً على المستوى السياسي والاقتصادي وتقدير بلاده للدور المصري الحيوي كركيزة أساسية في حفظ الاستقرار بها والمنطقة العربية ككل “.
كذلك أجرى ميقاتي ورئيس وزراء مصر مصطفى مدبولي محادثات ثنائية واعقب الاجتماع الثنائي محادثات موسعة واعلن رئيس الوزراء المصري ان الرئيس السيسي “اعطى توجيهات للحكومة بتقديم كل الدعم للشعب اللبناني الشقيق لكي يعبر لبنان هذه المرحلة الدقيقة. وتطرق النقاش مع فخامة الرئيس للعديد من المحاور السياسية والاقتصادية التي تربط بين البلدين، وشدد على الحكومة المصرية ان تلبي كل مطالب الحكومة اللبنانية. وقد عرض الرئيس ميقاتي عددا من الطلبات الخاصة في مجال الطاقة والربط الكهربائي وتقديم الدعم في مجال الغاز الطبيعي لتوليد الطاقة الكهربائية بصورة عاجلة للشعب اللبناني الشقيق، وان شاء الله سيتم الاستجابة لهذه الطلبات باسرع وقت ممكن، وتناقشنا في الجوانب الفنية التي تسرع الخطى في هذا المجال “.
وزار ميقاتي مقرجامعة الدول العربية في القاهرة والتقى الامين العام للجامعة أحمد ابو الغيط، في حضور الامين العام المساعد ورئيس مكتب الامين العام السفير حسام زكي وأوضح انه “شكر الامين العام احمد ابو الغيط على جهده في جمع الكلمة العربية الواحدة وعلى دعمه الدائم للبنان حيث كان السباق في الاتصال لكي يكون إلى جانب لبنان دائما”. وأضاف “اعلم تماما جهوده المستمرة لتقريب وجهات النظر بين لبنان والدول العربية لكي تتفهم الدول العربية موقف لبنان، وقد شكرته على جهده الدائم بهذا الصدد وتمنيت له التوفيق، ونحن كعرب نتطلع إلى هذا المكان لكي يجمع جهودنا ولكي نتصالح مع بعضنا البعض، لأنه في النهاية لا يصح الا الصحيح وعلينا ان نكون جميعا يدا واحدة”.
سقف جديد
وبينما التعطيل الحكومي على حاله، إنشغلت الساحة المحلية بتعميم مصرف لبنان الجديد في شأن تعديل سقف السحوبات من المصارف والذي جاء فيما كان سعر الدولار الأميركي في السوق السوداء يسجل قفزة كبيرة جديدة تجاوز معها الـ 25 ألف و300 ليرة، وبدا كأنه يتحفز لتفلت واسع مخيف. واصدرت الامانة العامة للمجلس المركزي في مصرف لبنان بياناً لافتاً جداً تضمن موقفاً يشدد على “وضع خطة حكومية متكاملة وشاملة تتوافق مع المبادىء الاقتصادية والاصلاحية ومتطلبات صندوق النقد الدولي بما يسمح باعادة تفعيل ونمو الاقتصاد المحلي واصلاح القطاع المالي للتوصل إلى حلول عادلة ومتوازنة تحفظ حقوق المودعين وتشكل اساسا لاعادة الثقة”. ثم أعلن البيان انه في “انتظار الخطة الحكومية التي تسمح بتوحيد أسعار الصرف وحماية للاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والحد من خسائر المودعين” قرر مصرف لبنان في إطار التعميم رقم 151، رفع سعر صرف الدولار الاميركي من 3900 ليرة إلى 8000 ليرة وحدد سقف السحوبات الشهرية بحد اقصاه 3000 دولار أميركي للحساب الواحد. واكد مصرف لبنان ان “إنصاف المودعين والحفاظ على اموالهم لا يمكن ان يتم الا من خلال وضع الخطة المنوه عنها اعلاه وتنفيذها ويؤكد ايضاً ضرورة ملاقاته من خلال اتخاذ الإجراءات المناسبة والمبادرات الاساسية لدعم الاقتصاد وحمايته من زيادة نسبة التضخم ووضع السياسات الاقتصادية لسحب الكتلة النقدية عن طريق تفعيل الجباية وتوسيع قاعدة الشمول الضرائبي”.
وفي المقابل أعلنت وكالة التصنيف العالمية “موديز”، أن ضعف الليرة اللبنانية زاد التحول إلى الدولار لكن الثقة في النظام المصرفي لا تزال قوية ولا علامة على سحب الودائع.
على الصعيد الانتخابي عقد المجلس الدستوري جلسته الثانية من جلساته المفتوحة صباح أمس في مقر المجلس في الحدت، في حضور كامل الأعضاء واستمرت الجلسة إلى ما بعد الساعة الأولى والنصف على ان تعقد الجلسة المقبلة يوم الاثنين المقبل، تليها كل يوم جلسة إلى حين اتخاذ قرار بشأن الطعن المقدم من التيار الوطني الحر حول التعديلات على قانون الانتخابات. وقال رئيس المجلس الدستوري القاضي طانيوس مشلب انه ” يتوقع صدور القرار أواخر الأسبوع المقبل مع العلم ان المدة تنتهي في 21 من الشهر الحالي”.
************************************
موقف خليجي موحّد حيال لبنان… وأبو الغيط يدعو لإقفال “نافذة التعطيل”
“متحوّر اللولار”: جائحة “تذويب الودائع” تتفشى!
أهلاً بك “أوميكرون”… متحوراً جديداً في أرض المتحوّرات اللبنانية، حيث تتناسل المصائب وتتوالد المآسي من رحم الأزمات السياسية والسيادية والمالية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والصحية، تحت قبضة سلطة “موبوءة” توغلت وأوغلت هتكاً وفتكاً بالمناعة الوطنية فامتهنت إذلال اللبنانيين وإفقارهم ونهب مقدراتهم وتجيير مكتسباتهم العامة والخاصة لحساب مافيا الحكم، بجناحيها السياسي والمالي.
وبالأمس، أطلق المصرف المركزي العنان لتفشي جائحة “تذويب الودائع” بالعملات الأجنبية في المصارف اللبنانية، فارضاً “تحوّراً” جديداً في بدعة “اللولار” يرفع سقف السحوبات النقدية بموجب التعميم 151 إلى 8000 ليرة للدولار المصرفي الواحد تحت سقف إجمالي لا يتعدى سحب 3000 دولار شهرياً، فانتعشت على الفور أعمال السوق السوداء لامتصاص الكتلة النقدية الناتجة عن الفارق بين تسعيرة الـ3900 ليرة القديمة للسحوبات والتسعيرة المستحدثة، وانطلق تالياً سعر صرف الدولار في رحلة صاروخية جديدة بلغت مدار الـ26 ألف ليرة مساءً مع ما سيستتبع ذلك من ارتفاع مضطرد في الأسعار الاستهلاكية يقابله انهيارات دراماتيكية في قدرة المواطنين الشرائية.
وإذا كان صحيحاً أنه لم يعد مقبولاً أن تبقى السحوبات المصرفية النقدية من الحسابات بالعملات الاجنبية عند مستويات متدنية تبخس حق المودعين بفوارق فلكية بين تسعيرة اللولار وسعر الدولار، لكنّ الصحيح أيضاً أنه ليس من المقبول رفع هذه السحوبات اعتباطياً في ظلّ غياب الإصلاحات وخطط الإنقاذ الحكومية والمالية. ورغم ذلك كان وقع خبر زيادة قيمة السحوبات الدولارية بالليرة اللبنانية إيجابياً على المستفيدين من مفاعيل التعميم 151، وخصوصاً أولئك الذين يسحبون رواتبهم من المصارف على أساسه، لكن سرعان ما ستنهش أنياب “الاقتصاد المتوحش” هذه الزيادة وستتآكلها الأسعار وكلفة المعيشة مقابل تدنّي قيمة العملة الوطنية مع كل وثبة للدولار في السوق السوداء. ويلفت الخبير الإقتصادي وليد ابو سليمان إلى أنّ خفض سقف السحوبات المصرفية من الحسابات بالعملة الأجنبية يعني أنّ المودعين الذين يحتاجون إلى سحب المزيد من الأموال لمجاراة ارتفاع الأسعار سيحصلون عليها على سعر صرف الـ1500 ليرة، منوهاً في الوقت عينه بأنّ “المصرف المركزي نفسه سبق أن حذر من الإقدام على خطوة زيادة تسعيرة السحوبات المصرفية وفق التعميم 151 نظراً لتداعياتها التضخمية الأكيدة”.
في جميع الأحوال، ينضمّ هذا الإجراء الجديد إلى سلة “الحلول الترقيعية” المفروضة قسراً على اللبنانيين في ظل انعدام النوايا الجدية لتطبيق حلول جذرية وتنفيذ خطط إصلاحية شاملة لتطويق مفاعيل الأزمات المستفحلة في البلد، على أن خطة مافيا المال والسلطة كانت وستبقى بحسب الخبراء استنفاد أرصدة المودعين حتى آخر “سنت” تحت وطأة هيركات قسري كان يتجاوز الـ500% مع السحوبات وفق تسعيرة الـ3900 ليرة، وانخفض اليوم مع رفع سقف السحوبات إلى 8000 ليرة ليناهز نحو 212% نسبةً إلى سعر 25000 ليرة في السوق الموازي للدولار، والذي من المتوقع ألا يتأخر في إعادة رفع هذه النسبة عاجلاً وليس آجلاً.
وفي الغضون، تتواصل المناشدات الخارجية الدولية والعربية للحكومة اللبنانية باستعجال خطط الإصلاح والإنقاذ وفرملة الانهيار، وقد أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على مسامع الرئيس نجيب ميقاتي أمس “حاجة لبنان إلى وفاق سياسي لاعادة استنهاضه من الكبوة التي يعاني منها”. وكذلك كانت رسالة جامعة الدول العربية واضحة على لسان مصدر مسؤول في الأمانة العامة للجامعة نقل عن أمينها العام أحمد أبو الغيط عقب استقبال ميقاتي “تأكيده على أن تحقيق التوافق الداخلي، وإن كان مهماً من أجل المضي قُدما في طريق الإصلاحات لاستعادة الثقة في الاقتصاد اللبناني، إلا أنه لا ينبغي أن يكون نافذة لتعطيل الإجراءات الاصلاحية التي يطالب بها المجتمع اللبناني والدولي”، مع تشديد أبو الغيط في الوقت عينه على ضرورة “تعزيز علاقات لبنان بمحيطه العربي” باعتباره “يشكل جانباً مهماً من تجاوز التحديات التي تواجه البلاد”.
وعلى وقع مطالبة الحكومة اليمنية أمس الحكومة اللبنانية باتخاذ “موقف حاسم” إزاء استمرار تدخل “حزب الله” في الشأن اليمني ودعمه للحوثيين عقب “مقتل الخبير والقيادي في “حزب الله” أكرم السيد بقصف مدفعي للجيش اليمني في جبهة أم ريش بمأرب”، جدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الإشارة إلى أنه “لا يوجد أزمة بين السعودية ولبنان، إنما هي أزمة في لبنان بين “حزب الله” والشعب اللبناني”، مؤكداً وجوب “أن نرى أفعالاً وليس أقوالاً من الحكومة اللبنانية وأن نرى إصلاحات حقيقية”.
وتزامناً، تبلور موقف خليجي موحّد إزاء الأزمة اللبنانية من خلال جولة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على عدد من دول مجلس التعاون، لا سيما مع ضمّ قطر صوتها إلى صوت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في التأكيد على أهمية “إجراء إصلاحات شاملة تضمن تجاوز لبنان لأزماته، وألا يكون منطلقاً لأي أعمال تزعزع أمن المنطقة واستقرارها أو ممراً لتجارة المخدرات” كما جاء في بيان سعودي – قطري مشترك في ختام المحادثات التي أجراها ولي العهد السعودي مع أمير قطر.
************************************
السيسي يوجّه خلال لقائه ميقاتي بسرعة إمداد لبنان بالغاز
أبو الغيط: التوافق الداخلي لا يصح أن يكون نافذة لتعطيل الإصلاحات
وليد عبد الرحمن
أكدت مصر «حرصها على استقرار لبنان وتجنيبه مخاطر الصراعات بالمنطقة». وأشار الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى «اعتزاز بلاده بعمق العلاقات مع لبنان على المستويين الرسمي والشعبي». كما وجّه بـ«سرعة إمداد لبنان بالغاز اللازم لتوليد الطاقة من أجل حل مشكلة انقطاع الكهرباء»، جاء ذلك خلال لقاء الرئيس المصري، أمس، مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، لبحث التعاون الثنائي والمستجدات الإقليمية والدولية.
ووصل ميقاتي، أمس، إلى القاهرة، واستقبله رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في مطار القاهرة الدولي. والتقى السيسي، رئيس الوزراء اللبناني، في قصر الاتحادية، في حضور مدبولي، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، ورئيس الاستخبارات العامة عباس كامل. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي إن «اللقاء تناول مستجدات المشهد السياسي اللبناني، بالإضافة إلى سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي القائمة بين البلدين الشقيقين، وكذا مناقشة تطورات أبرز الأوضاع الإقليمية».
وأكد الرئيس المصري «حرص بلاده على سلامة وأمن واستقرار لبنان، وتحقيق المصالح الوطنية اللبنانية وتجنيب لبنان مخاطر الصراعات في المنطقة، وذلك في إطار الاهتمام المصري الدائم بكل ما فيه مصلحة لبنان، بما يساعد على الحفاظ على قوة وقدرة الدولة اللبنانية، بالإضافة إلى صون مقدرات الشعب اللبناني الشقيق ووحدة نسيجه الوطني».
من جانبه، أشاد رئيس الوزراء اللبناني بـ«جهود مصر الحثيثة والصادقة لحشد الدعم الدولي للبنان على شتى الأصعدة، في ظل استمرار التحديات الصعبة التي يواجهها الشعب اللبناني، خاصة على المستويين السياسي والاقتصادي»، مؤكداً «اعتزاز لبنان بالعلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط الدولتين الشقيقتين، التي تقوم على أسس من التضامن والأخوة، وتقدير بلاده للدور المصري الحيوي كركيزة أساسية في حفظ الاستقرار بها والمنطقة العربية ككل»، مثمناً «التجربة المصرية الراهنة المبنية على أولوية النجاح الاقتصادي والتنموي، التي تعد نموذجاً يحتذى به في دول المنطقة».
كما أجرى ميقاتي جلسة مباحثات مع مدبولي بمقر مجلس الوزراء المصري، أمس، بحضور سفير لبنان في القاهرة علي الحلبي، والمستشار الدبلوماسي لرئيس الحكومة اللبنانية بطرس عساكر، ومساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية علاء موسى. وأكد مدبولي أن «الرئيس السيسي وجه بسرعة إمداد لبنان بالغاز اللازم لتوليد الطاقة من أجل حل مشكلة انقطاع الكهرباء». وقال إن زيارة ميقاتي «تأتي في توقيت مهم للغاية بالنسبة للبنان»، مؤكداً أن «لقاء رئيس الحكومة اللبنانية مع الرئيس السيسي عكس الحرص الكبير من جانب الرئيس على دعم الحكومة والشعب اللبناني في هذه المرحلة الدقيقة، وتقديم كل ما من شأنه دعم استقرار لبنان، ومساعدته على تجاوز التحديات والصعوبات».
والتقى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، رئيس الوزراء ميقاتي، وتناول اللقاء تطورات الأوضاع اللبنانية والإقليمية. وأكد أبو الغيط «دعم الجامعة المستمر للبنان من أجل الخروج من الأزمة المستحكمة التي يعيشها، بكل ما تنطوي عليه من تبعات اقتصادية واجتماعية خطيرة يُعاني منها المواطن اللبناني»، مشدداً على «الثقة بقدرة رئيس الوزراء اللبناني على إدارة الإصلاحات المأمولة، لما يتمتع به من حكمة وشبكة واسعة من العلاقات العربية والدولية». ونقل مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة العربية عن أبو الغيط تأكيده أن «تحقيق التوافق الداخلي، وإن كان مهماً من أجل المضي قدماً في طريق الإصلاحات لاستعادة الثقة بالاقتصاد اللبناني؛ فإنه لا ينبغي أن يكون نافذة لتعطيل الإجراءات الإصلاحية التي يطالب بها المجتمع اللبناني والدولي».
************************************
الرياض: نريد إصلاحات حقيقية.. والسيسي لميقــاتي: دعمنا للبنان شامل
يستمر الحراك في غير اتجاه لترجمة مفاعيل المبادرة الفرنسية التي أنهت القطيعة بين لبنان والمملكة العربية السعودية، في ظل توقعات في انّ اي خطوات عملية ملموسة لن تحصل قبل النصف الثاني من الشهر الجاري والنصف الاول من الشهر المقبل. في الوقت الذي ينصّب الاهتمام داخلياً على تأمين عودة مجلس الوزراء الى الانعقاد، فيما يعمل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالتعاون مع الوزراء، على توفير ما امكن من معالجات، من شأنها ان تخفف من وطأة الانهيار الاقتصادي والمالي ومن الأزمة المعيشية التي يرزح تحتها اللبنانيون. فيما تضج بعض الاوساط السياسية والرسمية بكلام عن خلافات بين هذا المرجع وذاك، وبين هذا الفريق السياسي وذاك، في وقت بدأت البلاد تدخل مدار الانتخابات النيابية المقرّرة الربيع المقبل، اياً كان قرار المجلس الدستوري الاسبوع المقبل في الطعن المقدّم في شأن بعض التعديلات التي أُدخلت على قانون الانتخاب النافذ منذ العام 2018.
كان البارز على جبهة العلاقات اللبنانية ـ السعودية، موقف جديد لوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود، نقلته عنه صحيفة «القبس» الكويتية، وقال فيه، انّه «لا توجد أزمة بين السعودية وبين لبنان»، مضيفاً: «أنّ الأزمة في لبنان بين «حزب الله» والشعب اللبناني». وقال: «يجب أن نرى أفعالاً وليس أقوالاً من الحكومة اللبنانية، وأن نرى إصلاحات حقيقية».
وتزامن هذا الموقف مما ورد عن لبنان في البيان الختامي للمحادثات بين ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان وامير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حيث قال: «(…) في الشأن اللبناني أكّد الجانبان أهمية إجراء إصلاحات شاملة تضمن تجاوز لبنان لأزماته، وألاّ يكون لبنان منطلقاً لأي أعمال تزعزع أمن واستقرار المنطقة أو ممراً لتجارة المخدرات».
ولوحظ انّ البيان السعودي ـ القطري بفقرته عن لبنان جاء مختلفاً بعض الشيء في مضمونه عن البيان السعودي ـ الإماراتي، حيث لم يأتِ على ذكر «حزب الله» بالإسم، كما لم يأتِ على ذكر حصرية السلاح بمؤسسات الدولة. إذ كانت فقرة لبنان في البيان السعودي ـ الإماراتي تضمنت الآتي:
«يؤكّد الجانبان على ضرورة إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة تضمن للبنان تجاوزه لأزماته، وحصر السلاح على مؤسسات الدولة الشرعية، وألّا يكون لبنان منطلقاً لأي أعمال إرهابية وحاضنةً للتنظيمات والجماعات التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة كـ»حزب الله» الإرهابي، ومصدراً لآفة المخدرات المهدّدة لسلامة المجتمعات في المنطقة والعالم».
ورجّحت مصادر مطلعة ان يصدر موقف مماثل في البيانين الختاميين لمحادثات ولي العهد السعودي اليوم وغداً مع المسؤولين في الكويت والبحرين.
في غضون ذلك، عاد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مساء أمس من القاهرة التي كان توجّه اليها صباحاً، حيث التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الحكومة مصطفى مدبولي والأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط. واكّدت اوساطه لـ«الجمهورية»، ارتياحه الى نتائج محادثاته مع المسؤولين المصريين، حيث بحث معهم في خطط تفصيلية لحلّ أزمة الكهرباء الكبيرة التي يعاني منها لبنان، وتبلّغ من الجانب المصري انّه سيساعد لبنان في معالجتها في اقرب وقت. وكذلك سيساعد في تأمين الادوية للأمراض المزمنة، فضلاً عن تقديم مساعدات إنسانية متنوعة وتعزيز التبادل التجاري بين البلدين، خصوصاً في المجال الزراعي. وتمّ الاتفاق على ان يزور وزير الزراعة عباس الحاج حسن القاهرة الاسبوع المقبل، للبحث في التعاون الثنائي في المجال الزراعي وفي ما قرّرت مصر تقديمه من مساعدات في المجال الإنساني.
وفاق سياسي
وقال السيسي خلال استقباله ميقاتي في قصر الاتحادية: «إنّ لبنان بحاجة الى وفاق سياسي لإعادة استنهاضه من الكبوة التي يعاني منها، ولكي يعود منارة العرب». وشدّد على «دعم لبنان على الصعد كافة»، مؤكّداً أنّه أعطى توجيهاته الى الوزارات المختصة للاهتمام بكل مطالب لبنان وتلبيتها وفق الإمكانات المتاحة».
وقالت الرئاسة المصرية، انّ السيسي أكّد «الاعتزاز بعمق العلاقات الوطيدة بين مصر ولبنان على المستويين الرسمي والشعبي، وحرص مصر على سلامة لبنان وأمنه واستقراره وتحقيق المصالح الوطنية اللبنانية وتجنيب لبنان مخاطر الصراعات في المنطقة، وذلك في إطار الاهتمام المصري الدائم بكل ما فيه مصلحة لبنان، بما يساعد في الحفاظ على قوة وقدرة الدولة اللبنانية، بالإضافة إلى صون مقدّرات الشعب اللبناني الشقيق ووحدة نسيجه الوطني».
وذكر المتحدث الرسمي بإسم الرئاسة المصرية، انّ ميقاتي أشاد «بجهود مصر الحثيثة والصادقة لحشد الدعم الدولي للبنان على شتى الأصعدة، في ظل استمرار التحدّيات الصعبة التي يواجهها الشعب اللبناني، خصوصاً على المستوى السياسي والاقتصادي، مؤكّداً اعتزاز لبنان بالعلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط الدولتين الشقيقتين، والتي تقوم على أسس من التضامن والأخوة، وتقدير بلاده للدور المصري الحيوي كركيزة أساسية في حفظ الاستقرار فيها والمنطقة العربية ككل».
من جهته، مدبولي وصف زيارة ميقاتي لمصر بأنّها «مهمّة جداً»، مؤكّداً انّ الرئيس المصري «اعطى توجيهات للحكومة بتقديم كل الدعم للشعب اللبناني الشقيق لكي يعبر لبنان هذه المرحلة الدقيقة(…) وشدّد على الحكومة المصرية ان تلبّي كل مطالب الحكومة اللبنانية». وذكر مدبولي انّ ميقاتي «عرض عدداً من الطلبات الخاصة في مجال الطاقة والربط الكهربائي وتقديم الدعم في مجال الغاز الطبيعي لتوليد الطاقة الكهربائية بصورة عاجلة للشعب اللبناني الشقيق، وإن شاء الله ستتمّ الاستجابة لهذه الطلبات في اسرع وقت ممكن، وتناقشنا في الجوانب الفنية التي تسرّع الخطى في هذا المجال». واشار مدبولي الى انّ اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين ستجتمع «في اقرب فرصة في لبنان».
وبعد محادثاته مع ابو الغيط شكر ميقاتي له «جهده في جمع الكلمة العربية الواحدة وعلى دعمه الدائم للبنان»، وقال: «أعلم تماماً جهوده المستمرة لتقريب وجهات النظر بين لبنان والدول العربية، لكي تتفهم الدول العربية موقف لبنان، وقد شكرته على جهده الدائم بهذا الصدد وتمنيت له التوفيق، ونحن كعرب نتطلع الى هذا المكان لكي يجمع جهودنا ولكي نتصالح مع بعضنا البعض، لانّه في النهاية لا يصح الّا الصحيح، وعلينا ان نكون جميعاً يداً واحدة، ويد الله مع الجماعة».
ونقل مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة العربية عن أبو الغيط تأكيده، أنّ تحقيق التوافق الداخلي في لبنان، وإن كان مهماً من أجل المضي قُدماً في طريق الإصلاحات لاستعادة الثقة في الاقتصاد اللبناني، إلّا أنّه لا ينبغي أن يكون نافذة لتعطيل الإجراءات الاصلاحية التي يطالب بها المجتمع اللبناني والدولي». وشدّد على أنّ تعزيز علاقات لبنان بمحيطه العربي يشكّل جانباً مهماً من تجاوز التحدّيات التي تواجه البلاد»، مبدياً ارتياحه الى «التطورات الإيجابية الأخيرة التي ساهمت في حلحلة الأزمة مع المملكة العربية السعودية وبعض الدول الاخرى».
بعبدا والسرايا
من جهة ثانية، وتعليقاً على المعلومات التي تردّدت في الساعات القليلة الماضية عن وجود خلافات ووجهات نظر مختلفة بين رئيس الجمهورية ميشال عون وميقاتي، تجاه بعض الخطوات السياسية والحكومية الاساسية، أجمعت مصادر الرئيسين على نفي هذه المعلومات، وأكّدت عبر «الجمهورية» أنّ التعاون بينهما قائم في أكثر من مجال، وأنّ الهموم التي يسعيان الى التخفيف من وطأتها هي نفسها.
وفي الوقت الذي لم تتوسع اوساط ميقاتي في تفاصيل العلاقة بين الرجلين، رغم ما نُشر على مواقع الكترونية قريبة منه، حرصت اوساط قصر بعبدا على التأكيد لـ«الجمهورية»، انّ ما يتردّد في هذا الشأن قد يكون تعبيراً عن رغبات البعض وتمنيات بعض آخر، وهي في كل الحالات من نسج المطابخ المتفرغة لمثل هذه السيناريوهات التي لا أساس لها من الصحة.
وقالت هذه المصادر، انّ عون وميقاتي يقومان بواجباتهما كل من موقعه ومسؤوليته، وينسقان في كثير من الخطوات والمواقف، في لقاءات أسبوعية تقليدية، عدا عن الاتصالات المفتوحة بينهما عند حصول اي جديد طارئاً كان ام تقليدياً. وهما يعملان معاً من اجل تسيير أمور الدولة والمؤسسات، وخصوصاً في السعي الى إحياء جلسات مجلس الوزراء. فالحديث عن وجود حكومة لا يكتمل بغياب الجلسات الوزارية، وانّ اعمال اللجان ليست بديلاً منها على الاطلاق.
وعند الدخول في بعض التفاصيل تحرص اوساط بعبدا على التأكيد انّ المواقف من المبادرة الفرنسية واحدة، وانّ عون وميقاتي يقدّران الجهود التي بذلها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وهما متوافقان على كل ما جرى ويعملان بما أوتيا من قوة على متابعة ما سُمّي المبادرة الفرنسية ـ السعودية، تقديراً منهما لأهميتها. فالمطلوب من اللبنانيين بات واضحاً، ولا بدّ من إنجازه لملاقاة الجهد الدولي المبذول لمساعدة لبنان في تجاوز المحطات الصعبة التي تعبرها البلاد.
عون وجولة ماكرون
وحيال ما قيل عن عدم وضع رئيس الجمهورية في أجواء ما جرى في الجولة الخليجية لماكرون، أكّدت المصادر انّ عون اطلع من ميقاتي على ما جرى معه من اتصالات سبقت الجولة وتلتها. وانّ الرسالة التي نقلتها السفيرة الفرنسية آن غريو إلى عون مكلّفة من ماكرون، تضمنت شروحات تفصيلية حول ما شهدته الزيارة، ولم تقتصر على الإتصال الهاتفي لماكرون وولي العهد السعودي بميقاتي، بل تناولت مختلف اللقاءات التي شهدتها الجولة الفرنسية الى الدول الثلاث قطر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وباتت الصورة واضحة من كل الزوايا والى أقصى الحدود، وهي التي فرضت بذل مزيد من الجهود لإكمال بعض الخطوات التي قرّر لبنان القيام بها على اكثر من مستوى إداري وأمني وجمركي وتدابير مسلكية وقضائية، بطريقة تؤدي الى إنهاء بعض الملاحظات التي تستحق التوقف عندها. فلبنان يسعى، وهو حريص على أفضل العلاقات مع الرياض وبقية العواصم الخليجية، ولا يريد احد استمرار الوضع على ما هو عليه.
ولفتت المصادر، إلى انّ عون وميقاتي «حريصان على التريث في الدعوة الى جلسات مجلس الوزراء، لتجنّب حصول أي خلاف قد يطرأ إن لم تأتِ الدعوة مستندة الى تفاهمات مسبقة بين جميع الاطراف المعنية بالأزمة بعد معالجة الاسباب الرئيسية. وهما يتبادلان دورياً ما هو مطروح من صيغ. فميقاتي يضعه في ننتائج اي مسعى يقوم به والعكس صحيح.
جهود بري
وحول النتائج التي بُنيت على اللقاء الرئاسي الذي إنعقد يوم عيد الاستقلال في بعبدا بين عون وميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، لفتت المصادر إلى انّ كلّا منهم تولّى جانباً من الاتصالات الضرورية، ومنها ما انتهى الى نتيجة مقبولة ومنها ما لم يتلمس احد بعد ما آلت اليه نتائجها. وذلك في اشارة غير مباشرة ولكنها كافية، الى انّ عون وميقاتي ينتظران نتائج مساعي بري لدى «حزب الله»، وانّه لم يطرأ أي جديد حتى الأمس.
وسألت «الجمهورية» مصدراً سياسياً في 8 آذار عما اذا حصل تطور ما في ملف عودة مجلس الوزراء الى الانعقاد، فأجاب «عنزة ولو طارت» عند الفريق الذي بيده القرار، والقول أن ما يحصل هو كباش سياسي لا يصح، فهم يريدون منا العودة وكأنه لم يحصل شيء إلا اذا كان المطلوب هو شراء الوقت للقول في النهاية «جرّبنا وما خلونا»، فمن يريد ان يعمل بشكل صحيح يجب ان يعلم ان وضع البلد على سكة التعافي يبدأ من القضاء والعدلية التي توصف حالتها حالياً بـ»الويل» من خلال استعمال دورها في تغيير الواقع السياسي، وهذا ما لن نسكت عليه، فالقضاء اساس التعافي والحل هو في الداخل. لن تفعل الزيارات الخارجية شيئاً، اذا كان التفاهم الداخلي غير موجود ولن ينفع سوى العودة الى هذا التفاهم الداخلي والكف عن استعمال القضاء لغايات سياسية. فعقد اجتماعات خلف الكواليس والقول اننا نعمل للتوصل الى حل والبحث عن مخرج لن ينفع، فالحلول ماثلة أمامهم لكنهم يتعامون عنها، أحياناً «الأرنب بينفع وأحيانا نحتاج الى قرارات» وفي هذه الحال نحن بحاجة الى قرارات والقرارات «بدّا ركاب» وليس «أرانب».
زيارات للرياض
وحيال ما تردّد عن زيارات يقوم بها موفدون لحزبي «القوات اللبنانية» و»التقدمي الاشتراكي» إلى الرياض، كشفت مصادر واسعة الإطلاع لـ «الجمهورية»، انّ الزيارة التي ينوي الوزير السابق ملحم رياشي القيام بها للعاصمة السعودية هي «زيارة محض شخصية ومهنية لا علاقة لها بأي تكليف «قواتي» سياسي او حزبي». اما زيارة النائب الاشتراكي وائل أبو فاعور فلم يُعرف موعدها، علماً انّ ابو فاعور هو الموفد الدائم والثابت للنائب وليد جنبلاط.
المطارنة الموارنة
وفي جديد المواقف امس، إعتبر المطارنة الموارنة خلال اجتماعهم الشهري برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، انّ زيارة قداسة البابا فرنسيس لقبرص «جاءت للبنان أيضاً، آملين بتجسّدها عندنا قريباً»، راجين «أن تؤدي اتصالات الكرسي الرسولي دولياً إلى تحرّر لبنان من التجاذبات الإقليمية التي تكبّل إرادته، ووضعه على سكة استعادة حرية قراره». وأبدوا «ارتياحاً إلى بداية حلّ الأزمة مع المملكة العربية السعودية، بفضل التعاون القائم بين رئيس الجمهورية الفرنسية السيد إيمانويل ماكرون وولي عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان»، آملين «عودة العمل المؤسساتي الدستوري الى مجلس الوزراء قريباً»، وداعين «المسؤولين المخلصين للوطن إلى فرض تماسكهم الأخلاقي والسياسي، ومتابعة السعي الى حلّ الأزمات السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية التي تتخبّط فيها البلاد». وأكّدوا انّهم «يترقبون مع المجتمع الدولي صحوة ضمير لدى المسؤولين تعيد إلى هذا الوطن حضوره، من خلال التقيّد خصوصاً بالإصلاحات الضرورية المطلوبة لتعافيه». وحذّروا «مما يُحكى عن مساعٍ لبعض السياسيين لمنع حصول الاستحقاق الانتخابي، الذي يمثل حقاً أساسياً للمواطنين في المساءلة والمحاسبة، وحاجة ملحّة لتداول الحكم على قاعدة النزاهة والجدارة والخبرة النبيلة في شؤونه». وأبدوا قلقهم الكبير من عودة جائحة كورونا إلى اجتياح جديد للبنان، وطالبوا المسؤولين المعنيين بـ»معالجات ذكية وحازمة تقي البلاد خطورة تفاقم الحال المرضية وسلبياتها على ما تبقّى من اقتصاد وتربية وما إليهما من مظاهر الحياة عندنا».
تعديل التعميم 151
وعلى الصعيد الاقتصادي والمالي، كان التطور البارز امس قرار مصرف لبنان بتعديل سعر سحب الودائع الدولارية ورفعه من 3900 الى 8000 ليرة، وقد جاء في توقيت ايجابي بالنسبة الى المواطنين الذين كانوا يتعرّضون لـ»هيركات» قاسٍ في سحب الاموال من حساباتهم الدولارية. وساهم التعديل في خفض نسبة الاقتطاع من نحو 83% الى نحو 68%.
في الموازاة، كان سعر صرف الدولار يرتفع في السوق السوداء، حيث اقترب امس من عتبة الـ26 الف ليرة. وقد اعتبر البعض انّ هذا الارتفاع يرتبط بعمليات مضاربة تقوم بها المافيات وحيتان المال، بهدف تحقيق مكاسب سريعة وغير مشروعة على حساب حياة الناس.
ويرى خبراء اقتصاديون، انّ المفاعيل الحقيقية لرفع سعر السحب لن تكون سلبية بالمقدار الذي يخشاه البعض على سعر الصرف، انطلاقاً من الوقائع التالية:
اولاً- في موازاة رفع سعر السحب، خفّض مصرف لبنان المركزي سقف السحوبات الشهري من 5 آلاف دولار الى 3 آلاف دولار.
ثانياً- حُدّدت مدة تنفيذ التعديل بنحو 6 اشهر ونيف، تنتهي في نهاية حزيران 2022.
ثالثاً- المودعون الذين يستفيدون حالياً من التعميم 158، ويسحبون وديعتهم نصفها «فريش»، ونصفها الآخر بالليرة على سعر 12 الف ليرة، لن يعمدوا في غالبيتهم الى السحب على سعر 8000 ليرة. وبالتالي، ستبقى كميات السحب الاضافية بالليرة مقبولة.
وبذلك، يتوقع الخبراء ان تبقى تأثيرات تعديل سعر السحب على سعر الليرة محدودة، وقد يمكن ضبطها نسبياً لمنع فقدان القرار جدواه.
وقال مصدر مالي رفيع لـ»الجمهورية»، انّ الخطوة التي أقدم عليها حاكم مصرف لبنان ليست مفاجئة. فقد كانت قيد الدرس من كل الجوانب في الايام السابقة. وأكّد المصدر انّها لن تؤدي الى تضخم كما ردّد بعض من سمّوا أنفسهم خبراء، لأنّ سقف المبلغ الذي سيُسحب من المصرف سيبقى هو نفسه، انما قيمته ستنخفض، اي سيؤدي هذا التعميم الى تخفيف الـHAIRCUT والتخفيف من الخسائر على المودع.
واكّد المصدر، ان لا علاقة لارتفاع الدولار بالمنصّة الجديدة في المصارف. فهناك كثير من العوامل التي ستؤدي الى ارتفاع الدولار. وقال، انّ كل هذه القرارات لا معنى لها وتبقى ترقيعية والأساس هو الاتفاق مع صندوق النقد الدولي وعودة مجلس الوزراء الى الانعقاد، وهذا ما نحتاجه بإلحاح اليوم قبل الغد.
إصابتان بـ«أوميكرون»
على الصعيد الصحي، وفي ضوء عودة عدّاد الاصابات بفيروس كورونا الى الارتفاع، أعلن وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران، أنّ لبنان سجّل أمس الأول، «واحداً من أعلى أرقام الإصابات بالفيروس في الفترة الأخيرة، وهو أمر يثير القلق في ضوء تراجع قدرة المستشفيات على تحمُّل العبء الصحي الذي تحمّلته العام الماضي في مثل هذه الفترة، خصوصاً أنّ القطاع يعاني من هجرة الكوادر الطبية والتمريضية».
وأبدى الأبيض ارتياحه لـ»التجاوب مع حملات التلقيح التي تنظّمها وزارة الصحة، حيث ارتفع عدد الذين يتسجّلون على المنصة يومياً من 5 آلاف الى 24 ألفاً، كما أنّ عدد الملقّحين ارتفع أسبوعياً من 70 ألفاً الى أكثر من 100 ألف». وقال: «إنّ أخذ اللقاح يرتدي أهمية مضاعفة مع انتشار المتحور الجديد «أوميكرون»، والذي تشير المعلومات الأولية في شأنه الى أنّه يتنقل بسرعة أكبر من المتحورات السابقة».
وإذ كشف الأبيض عن وجود حالتين مشتبه بإصابتهما بمتحوّر «أوميكرون»، أشار الى أنّ «هاتين الحالتين قادمتان من أفريقيا»، موضحاً أنّ «حسم الإصابة بالمتحوِّر سيجري من خلال فحص التسلسل الجيني للحالتين في الجامعة اللبنانية الأميركية».
والى ذلك، أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي أمس تسجيل 1836 إصابة جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 685162 اصابة، كما تمّ تسجيل 10 حالات وفاة.
************************************
السيسي ينصح بالوفاق.. ومفاجئة متوقعة لعودة مجلس الوزراء
باسيل لإسقاط مرسوم وزير العمل.. والكابيتال كونترول ينتظر إجراءات الحاكمية
أعطى الاهتمام المصري باستقرار لبنان والاستجابة للطلبات التي حملها معه إلى القاهرة الرئيس نجيب ميقاتي، ولا سيما لجهة الإسراع بتزويده بالغاز لتوليد الطاقة الكهربائية بما يسمح لمؤسسة لبنان من زيادة عدد ساعات التغذية، برفع الإنتاج إلى ما فوق الـ1000 ميغاواط، وحماية الشبكة من الانفصال، كلما تدنت نسبة الإنتاج، دفعا للجهود الرامية للحد من تفاقم الأزمات المهددة للاستقرار الداخلي.
وكان اللافت للاهتمام تشديد الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي، امام الرئيس ميقاتي، على ان لبنان بحاجة إلى وفاق سياسي لإعادة استنهاضه، من الكبوة التي يعاني منها ولكي يعود منارة العرب، وأنه اعطى توجيهاته الى الوزارات المختصة للاهتمام بكل مطالب لبنان وتلبيتها وفق الامكانات المتاحة».
وبينما توقع مصدر وزاري ان تحصل مفاجأة غيرمتوقعة، تؤدي الى حل مشكلة شرط الثنائي الشيعي ومطلبه الذي لم يتزحزح عنه، بتنحية المحقق العدلي بتفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، على غرار مفاجأة حل مشكلة استقالة وزيرالاعلام جورج قرداحي،برغم ما احاطها من تشدد وتعقيدات من هنا وهناك،لم يطرأ اي تطور، يمكن ان يشكل اختراقا للمشكلة القائمة، وبقي الجمود السياسي والحكومي على حاله وتعليق جلسات مجلس الوزراءمستمرا،بالتزامن مع تسريب معلومات عن اوساط بعبدا والسراي الحكومي، تنفي حصول خلافات بين رئيسي الجمهورية والحكومة حول دعوة مجلس الوزراء للانعقاد بمعزل عن حل عقدة الثنائي الشيعي، مع التأكيد على التوافق بينهما،بمختلف المسائل والمشاكل المطروحة، فيما استمر تسريب معلومات عن اوساط بعبدا، تحمِّل فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري مسؤولية عدم تنفيذ، ما تم الاتفاق عليه في لقاء بعبدا الثلاثي، ولاسيما الشق المتعلق به بخصوص، اتخاذ الإجراءات الايلة لتشريع آلية عمل المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء والنواب المنبثق عن المجلس النيابي،كمخرج مقبول لفصل ملاحقة الرؤساء والوزراء والنواب عن صلاحية المحقق العدلي، بينما تبقى ملاحقة بقية الموظفين والعسكريين والمدنيين المطلوبين للتحقيق من صلاحيته.
ولكن بالمقابل، تنفي مصادر نيابية هذه الاتهامات،وتعتبر ان من تملص مما تم الاتفاق عليه بلقاء بعبدا هو رئيس الجمهورية، بعدما حاول رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ممارسة دور ملتبس، بتسجيل حضور شكلي لنواب كتلته مع تجنب تصويتهم على التخريجة المطلوبة، ما عطل الحل المقترح وابقى المشكلة تدور بحلقة مفرغة.
وتستحضر المصادر النيابية ما ورد في مضمون البيان الصادر عن تكتل نواب التيار الوطني الحر مؤخرا، بخصوص انتقاده، لتسيير اعمال الحكومة من دون انعقاد جلسات مجلس الوزراء، وتصويبه بشكل غير مباشر على رئيس الحكومة، لتؤشر الى الخلاف الحاصل بين الرئاستين الاولى والثالثة، مع كل محاولات التهرب وانكار هذا الواقع.
ولا تنفي المصادر استمرار حركة الاتصالات والمشاورات البعيدة من الإعلام لحل مشكلة تعليق جلسات مجلس الوزراء، وطرح أكثر من صيغة حل، الا ان كل المحاولات المبذولة، لم تؤد الى النتائج المرجوة، بسبب محاولات ربط هذه الحلول بمكاسب سياسية محددة، لهذا الطرف أو ذاك، ما ادى الى بروز تعقيدات وعراقيل، ادت الى تعطيل الصيغ المطروحة للحل حتى الان.
وعليه، بدا ان السباق يحتدم بين الجهد الحكومي وجهد المتلاعبين بمصائر اللبنانيين، عبر التلاعب بأسعار صرف الدولار في السوق السوداء، وتالياً أسعار السلع والحاجات الضرورية، مع اقتراب الأعياد المجيدة (الميلاد ورأس السنة)، وكأن قدر المواطن اللبناني ان تودعه سنة بالمشكلات المتفاقمة، وتستقبله سنة مقبلة بأعياد إضافية، على الرغم من اقدام مصرف لبنان إلى رفع سعر صرف الدولار الاميركي من 3900 ليرة لبنانية إلى 8000 ليرة، وفقا للتعميم الرقم 151، مع الأخذ بعين الاعتبار الحد من نمو الكتلة النقدية وتاثيرها على نسبة التضخم يحدد سقف المسحوبات الشهرية بحد اقصاه 3000/د.أ للحساب الواحد.
وفي محاولة لرفع المسؤولية، جاء في بيان المصرف المركزي ان مصرف لبنان يُؤكّد ان انصاف المودعين والحفاظ على اموالهم لا يمكن ان يتم الا من خلال وضع الخطة المنوه عنها اعلاه وتنفيذها، ويؤكد ايضا على ضرورة ملاقاته من خلال اتخاذ الاجراءات المناسبة والمبادرات الاساسية لدعم الاقتصاد وحمايته من زيادة نسبة التضخم.
وملف المودعين، كان على طاولة الاجتماع بين الرئيس نبيه برّي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة في عين التينة التي أعلنت ان الرئيس برّي توافق مع حاكمية مصرف لبنان خلال استقباله الحاكم رياض سلامة على «إعداد إقتراح يضمن قانونية أموال المودعين حتى آخر قرش،وزيادة مقدار قيمة الدفع الشهري بالدولار والليرة اللبنانية قبل البحث بأي صيغة للكابيتال كونترول أو غيره».
وسط هذه المعطيات، انتقل الحدث امس الى القاهرة التي زارها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره المصري مصطفى مدبولي والامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط، وسمع كلاما مباشرا من الرئيس السيسي مفاده «أن لبنان بحاجة الى وفاق سياسي لاعادة استنهاضه من الكبوة التي يعاني منها ولكي يعود منارة العرب،و أنه اعطى توجيهاته الى الوزارات المختصة للاهتمام بكل مطالب لبنان وتلبيتها وفق الامكانات المتاحة».
في غضون ذلك يُنتظر ان يلبي لبنان ولو جوانب من متطلبات اصلاح العلاقة مع دول الخليج ما يؤدي الى تحسينها مع كل العرب، بعد ما تضمّنته المبادرة الفرنسية– السعودية من بنود واضحة، كإصلاح النظام النقدي والمالي والاداري، عدا السياسة الخارجية المتعلقة بدول المنطقة، واتخاذ الاجراءات الكفيلة بمنع تهريب الممنوعات، للحصول على المساعدات الجدية والأموال والاستثمارات الخليجية المطلوبة. ولعل هذا الامر بحسب المصادر المتابعة بحاجة بدرجة اولى الى استئناف جلسات مجلس الوزراء المعطل، بحيث ان زيارات الخارج لاستجلاب الدعم لا تكفي وحدها طالما ان كل دول العالم تطالب لبنان بأن يساعد نفسه قبل ان يساعده العالم.
ميقاتي في القاهرة
وكان الرئيس السيسي قد استقبل ميقاتي بحضور رئيس وزراء مصر مصطفى مدبولي ووزير الخارجية سامح شكري ورئيس المخابرات العامة عباس كامل. وجرى على مدى ساعة وربع الساعة عرض العلاقات اللبنانية- المصرية والوضع في المنطقة.
وصدر عن الرئاسة المصرية بيان مما جاء فيه: «اكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الاعتزاز بعمق العلاقات الوطيدة بين مصر ولبنان على المستويين الرسمي والشعبي، وحرص مصر على سلامة وأمن واستقرار لبنان، وتحقيق المصالح الوطنية اللبنانية وتجنيب لبنان مخاطر الصراعات في المنطقة، وذلك في إطار الاهتمام المصري الدائم بكل ما فيه مصلحة لبنان، بما يساعد على الحفاظ على قوة وقدرة الدولة اللبنانية، بالإضافة إلى صون مقدرات الشعب اللبناني الشقيق ووحدة نسيجه الوطني».
اضاف: وأشاد رئيس الوزراء اللبناني بجهود مصر الحثيثة والصادقة لحشد الدعم الدولي للبنان على شتى الأصعدة في ظل استمرار التحديات الصعبة التي يواجهها الشعب اللبناني، خاصةً على المستوى السياسي والاقتصادي.
وأوضح المتحدث الرسمي للرئاسة المصرية: أن اللقاء تناول استعراض مستجدات المشهد السياسي اللبناني، بالإضافة إلى سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي القائمة بين البلدين الشقيقين، وكذا مناقشة تطورات أبرز الأوضاع الإقليمية».
كذلك أجرى ميقاتي ورئيس الوزراء مصطفى مدبولي محادثات ثنائية ظهرا في مقر رئاسة الحكومة المصرية بالقاهرة.واعقب الاجتماع الثنائي محادثات موسعة شارك فيها عن الجانب المصري مساعد رئيس مجلس الوزراء السيدة راندة المنشاوي، الامين العام لمجلس الوزراء اللواء عاطف عبد الفتاح ومساعد وزير الخارجية للشؤون العربية السفير علاء موسي. وحضر عن الجانب اللبناني السفير في مصر علي الحلبي والمستشار الديبلوماسي للرئيس ميقاتي السفير بطرس عساكر.
وبعد الاجتماع قال الرئيس مدبولي عن الاجتماع مع السيسي: عرض الرئيس ميقاتي عددا من الطلبات الخاصة في مجال الطاقة والربط الكهربائي وتقديم الدعم في مجال الغاز الطبيعي لتوليد الطاقة الكهربائية بصورة عاجلة للشعب اللبناني الشقيق، وان شاء الله سيتم الاستجابة لهذه الطلبات بأسرع وقت ممكن، وتناقشنا في الجوانب الفنية التي تسرع الخطى في هذا المجال.
ايضا كان للرئيس بعض الطلبات المتعلقة بعدد من الادوية والمواد الغذائية والتي ان شاء الله سيتم تلبيتها فورا، ونحن لن نتأخر على اشقائنا في لبنان. كما تناقشنا في عدد من المواضيع الاقتصادية الخاصة بالتبادل التجاري لتسهيل الاجراءات بين البلدين في المرحلة المقبلة، وايضا ووضع بعض الحلول الفنية الطويلة المدى لربط الطاقة الكهربائية وان شاء الله سندرسها بحيث يتم تنفيذها ربما من خلال القطاع الخاص بين الدولتين.
وتابع: ايضا توافقنا ان يتم عقد اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين في اقرب فرصة في لبنان واتشرف بزيارة اشقائنا اللبنانيين في المرحلة المقبلة.
وزار ميقاتي والوفد المرافق مقر جامعة الدول العربية في القاهرة، حيث استقبله الامين العام أحمد ابو الغيط، في حضور عدد من معاونيه.
بعد الزيارة قال ميقاتي: اعلم تماما جهوده المستمرة لتقريب وجهات النظر بين لبنان والدول العربية لكي تتفهم الدول العربية موقف لبنان، وقد شكرته على جهده الدائم بهذا الصدد وتمنيت له التوفيق، ونحن كعرب نتطلع الى هذا المكان لكي يجمع جهودنا ولكي نتصالح مع بعضنا البعض، لانه في النهاية لا يصح الا الصحيح وعلينا ان نكون جميعا يدا واحدة، ويد الله مع الجماعة.
وصدر عن جامعة الدول العربية بيان اوضح أن ابوالغيط، «اكد دعم الجامعة المستمر للبنان من أجل الخروج من الأزمة المستحكمة التي يعيشها، بكل ما تنطوي عليه من تبعات اقتصادية واجتماعية خطيرة يُعاني منها المواطن اللبناني. وشدد على الثقة في قدرة الرئيس ميقاتي على إدارة الإصلاحات المأمولة، لما يتمتع به من حكمة وشبكة واسعة من العلاقات العربية والدولية».
وفي الإطار العربي، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في مؤتمر صحافي عقده امس، مع نظيره البحريني عبد اللطيف الزياني أنه «لا يوجد أزمة بيننا وبين لبنان، والمهم أن نرى إصلاحات حقيقية». وتابع «يجب أن نرى أفعالا وليس أقوالا من الحكومة اللبنانية».
وشدد على أن «الأزمة في لبنان بين حزب الله والشعب اللبناني».
إلى ذلك، أشارت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن-كلير لوجاندر، بحسب قناة «العربية»، إلى أن «اتفاق فرنسا والسعودية مهم جداً بشأن آلية المساعدات للبنان».
وفي سياق تطوّر الخلاف بين النائب جبران باسيل وفريق حزب الله في السلطة وخارجها رفض بشدة رئيس التيار الوطني الحر قرار وزير العمل مصطفى بيرم، السماح للفلسطينيين بأداء وظائف كانت ممنوعة عليهم.
«قرار وزير العمل السماح للفلسطينيين ومكتومي القيد بممارسة عشرات المهن المحصورة باللبنانيين مخالف لقانون العمل وللدستور وهو توطين مقنّع ومرفوض. ندعو النقابات لكسره امام مجلس شورى الدولة، واللبنانيين لعدم الالتزام به. ما بتمرق هيك قصة! وما رح نسمح بتشليح اللبنانيين «وظائفهم بهالظروف».
ويعقد بيرم مؤتمرا صحافيا اليوم للرد على ما أثاره باسيل.
وفي إطار المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، أوضح نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي ان «وفد الصندوق جاء بصيغة مصغّرة، وهدف زيارته تعرّف رئيس البعثة الجديد على المسؤولين اللبنانيين».
وأضاف في حديث تلفزيوني: نحن بحاجة الى موافقة مجلس الوزراء للبدء بالخطة، وإن لم يلتئم المجلس فهناك صعوبة في المفاوضات مع صندوق النقد. الوفد التقى مسؤولين، ولم تقتصر اللقاءات على البروتوكول بل دخلنا في السياسات والاستراتيجيات ونأمل ان تأتي بعثة موسّعة أوائل السنة المقبلة لندخل في تفاصيل برنامج التعافي الاقتصادي والنقدي، ونتمنى أن تأتي في نصف شهر كانون الثاني.
وتابع: هناك اتفاق على الارقام بشكل مبدئي وما زلنا ندرس كيفية معالجة هذه الفجوة، ومن المتوقع ان نبدأ بتطبيق خطة التعافي الاقتصادي منتصف كانون الثاني 2022. وقال: إن مشروع الـ»كابيتال كونترول» المقدّم، نتج عن مشروعين مقدمَين من لجنة المال والموازنة ومن لجنة الادارة والعدل، وبناءً على توصيات صندوق النقد الدولي. والمهم ان نأخذ في الاعتبار ان الـ»كابيتال كونترول» هو لحماية المودِع قبل اي شيء آخر.
بيطار والدعاوى
على صعيد تحقيقات إنفجارمرفأ بيروت، تقدّم الوزير السّابق رشيد درباس، بوكالته عن رئيس الحكومة السّابق حسان دياب، أمام المحقّق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار، بدفوع شكليّة تتناول صلاحيّة كلّ من المجلس العدلي والمجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.فيما يرتقب مزيد من الضغوط والدعاوى على البيطار، بينما تشير المعطيات الى انه سيستمر في عمله كالمعتاد ولن يتوقف عند أي عرقلة، وهو داوم في مكتبه امس، وتحدثت المعلومات عن انه سيلتقي أهالي عدد من الموقوفين وربما بعض أهالي الضحايا.
بكل عرس قرص
ومن افريقيا، وصلت طلائع بـ «أوميكرون»، فأعلن وزير الصحة فراس أبيض «ان هناك حالتين موجودتان في الحجر الكامل منذ وصولهما إلى لبنان، وهما بصحة جيدة والاعراض خفيفة». وهكذا يكون لبنان الذي يعيش رعب الكورونا مع ارتفاع اعداد المصابين، وحتى المتوفين، «له بكل عرس قرص».
685162 إصابة
صحياً، سجلت وزارة الصحة في تقريرها اليومي، 1836 اصابة جديدة بفايروس «كورونا»، مما رفع العدد التراكمي للحالات المثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020 إلى 685162 إصابة، وتسجيل 10 حالات وفاة.
************************************
واشنطن تُهوّل في ملف الترسيم: الإذعان او إعلان لبنان دولة «فاشلة»؟
زيارة ميقاتي للقاهرة «بلا نتائج».. وباريس للحريري: اوقف «المناورة»
الرياض تجدّد التحريض على حزب الله.. ورهان «اسرائيلي» على ماكرون! – ابراهيم ناصرالدين
لم تحمل التطورات الصحية والسياسية والاقتصادية خلال الساعات القليلة الماضية الكثير من الاخبار السارة، فرفع سقف سحب «اللولار» من 3900 الى 8000 ليرة تزامن مع ملامسة سعر الدولار في السوق السوداء الـ 25000 ليرة، وسط توقعات بارتفاعات قياسية جديدة، اي ان «الهيركات» المقنع للودائع مستمر دون «سقف». «اوميكرون» وصل الى لبنان في وقت تزداد اعداد المصابين بـ»كورونا» وبلغت بالامس 1836 فيما ينهار القطاع الصحي. سياسياً لا مؤشرات على حلحلة حكومية وشيكة، مع اعلان وزير الخارجية عبدالله بوحبيب عن شكه بانعقاد جلسة لمجلس الوزراء قبل بداية السنة الجديدة، فيما «الكباش» القضائي مرشح للتصاعد مع استئناف المحقق العدلي القاضي طارق البيطار تحقيقاته في تفجير المرفأ.
وفيما حل ملف «التوطين» ضيفا «ثقيلا» على المشهد المتوتر في البلاد، ودخل رئيس التيار الوطني الحر في «سجال» مباشر مع وزير العمل المحسوب على حزب الله، لم تحمل زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى القاهرة جديدا سوى تجديد الوعد باستمرار الجهود لاعادة العلاقات اللبنانية السعودية الى سابق عهدها، دون وجود آمال كبيرة بتحقيق اختراق واسع في المدى القصير في ظل غياب المؤشرات السعودية الجدية لتجاوز الازمة الراهنة «بسقف منخفض» من المطالب في ظل ارتفاع منسوب التوتر في المنطقة وعدم الوصول الى تفاهمات مع ايران حيال مجمل الملفات الساخنة ما يدفع الرياض الى عدم الاستعجال بتقديم «هدايا» مجانية الى الجانب الايراني على الساحة اللبنانية، كما تؤكد اوساط ديبلوماسية.
وفي ترجمة عملية للتصعيد السعودي، جدد وزير الخارجية فيصل بن فرحان التحريض على حزب الله، معتبرا «انه لا يوجد ازمة بين بلاده ولبنان، وانما الازمة بين حزب الله والشعب اللبناني»، مطالبا بالافعال وليس الاقوال من الحكومة اللبنانية، مشددا على حصول اصلاحات حقيقية، بينما تشير المعلومات الى رفع المملكة وتيرة جهودها لتنسيق الخطوات بين الافرقاء اللبنانيين»المعادين» للحزب، للبحث في كيفية توحيد الجهود المشتركة للحد من نفوذه على الساحة اللبنانية من «بوابة» الانتخابات النيابية، وعبر اجراءات اخرى ترغب الرياض في «استمزاج» راي «حلفائها» بمدى القدرة على تحويلها الى «امر واقع»!
تهديدات اميركية
هذه المناخات المتوترة المصحوبة «برياح ساخنة» اسرائيلية- اميركية على خلفية التعثر في مفاوضات فيينا النووية والعودة الى التهديد بالحرب، واكبتها واشنطن بتصعيد لهجة تخاطبها الدبلوماسي مع بيروت، وفي هذا السياق علمت «الديار» من مصادر ديبلوماسية ان الادارة الاميركية المستعجلة بطلب اسرائيلي لحسم ملف ترسيم الحدود البحرية قبل آذار المقبل موعد بدء عملية استخراج شركة «هاليبرتون» الاميركية للغاز من حقل «كاريش»، عملت على خطين للضغط على الجانب اللبناني لتقديم تنازلات في هذا الملف الحيوي، اولا من خلال الزيارة الاخيرة لقائد الجيش العماد جوزاف عون الى واشنطن حين ابلغ صراحة بوجود «تململ» في دوائر القرار الامنية والسياسية حيال موقف الجيش اللبناني من الترسيم وقيام المؤسسة العسكرية بدور «راس الحربة» لاجراء التعديلات على خطوط التفاوض وتبني الخط 29، وسمع «نصائح» بضرورة خفض «سقف» التفاوض، كي لا يؤثر هذا الموقف على المساعدات الاميركية للجيش اللبناني!
«تهويل» باجراءات «قاسية»
وعلى نحو مواز، دخلت السفيرة الاميركية دوروثي شيا على خط التهويل، من خلال مروحة اتصالات مع عدد من المسؤولين اللبنانيين، وابلغتهم ان الاجواء في واشنطن تتجه الى اعلان لبنان دولة «فاشلة» اذا ما تسبب في اجهاض الجهود الاميركية لايجاد تسوية في ملف الترسيم قبل آذار المقبل، ناصحة بعدم «تمييع» الموقف، والاتفاق على وجهة نظر موحدة حيال الطروحات الاخيرة الموجودة على «الطاولة»، ملمحة الى انها لم تعد قابلة للتفاوض، فاما القبول بها او رفضها، وتحمل تبعات هذا القرار؟!
لا رهانات مصرية
في هذا الوقت اجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي محادثات سياسية، و»غازية» في مصر، مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره مصطفى مدبولي، والامين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط، ووفقا لمصادر مطلعة، تقدمت الوعود المصرية الاقتصادية لجهة استجرار الغاز على ما عداها في النقاشات، وجدد الجانب المصري تعهده بانهاء الاجراءات اللوجستية مطلع العام المقبل، مع الاستعداد لتقديم اي مساعدات يحتاجها لبنان، لكن المصريين اكدوا انهم لم يحصلوا بعد على موافقة خطية من الكونغرس الاميركي او وزرارة الخارجية حيال اعفائهم من تبعات قانون «قيصر» واملوا بان يتم ذلك قريبا؟. اما في الشق السياسي، فكان واضحا ان القاهرة لا تملك «خارطة طريق» واضحة لتحسن علاقة لبنان بالسعودية ودول الخليج، وسمع ميقاتي حرصا مصريا على ابعاد لبنان عن الصراعات الاقليمية، ورهانا على نجاح المسعى الفرنسي في ايجاد ترجمة عملية على ارض الواقع، مع التاكيد على ضرورة عودة الحكومة اللبنانية الى الانعقاد، وتقديم كل ما يتوجب لاستعادة ثقة الخليجيين!
انزعاج من تصعيد بري!
ووفقا لمصادر مقربة من رئيس الحكومة، يعمل ميقاتي على تمرير الوقت باقل الاضرار الممكنة، وليس بوارد القيام «بدعسة ناقصة» حكوميا، ولهذا سيعمد في الساعات المقبلة الى تكثيف مروحة اتصالاته لاستكشاف امكانية العودة الى جلسات الحكومة، مع التاكيد على وجود تفاهم مع رئيس الجمهورية ميشال عون على ضرورة «التريث» قبل اتخاذ اي خطوة في هذا الاتجاه. وفي سياق متصل اكدت تلك الاوساط ان ميقاتي سيزور رئيس مجلس النواب نبيه بري لابلاغه «استياءه» الشديد من تصريحات وزير الثقافة بسام مرتضى العالية السقف اتجاه القاضي طارق البيطار ورئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود، علما انه قرأ فيها «رسالة» تصعيدية من بري مع العلم انه اتفق معه قبل الذهاب الى القاهرة على تهدئة الخطاب السياسي لتامين مناخات «التسوية»، فما الذي تغير؟
دعوى جديدة
وفي السياق نفسه، تقدّم الوزير السّابق رشيد درباس، بوكالته عن رئيس الحكومة السّابق حسان دياب، أمام المحقّق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار، بدفوع شكليّة تتناول صلاحيّة كلّ من المجلس العدلي والمجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء…
باريس و«مناورة» الحريري؟
في هذا الوقت، وفيما برز ترحيب اسرائيلي بتحرك الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على الساحة اللبنانية واعتبار تبنيه للبيان المشترك مع السعودية، استدارة فرنسية لاضعاف حزب الله، افادت المعلومات عن تحرك فرنسي اتجاه رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بعد ساعات من عودة ماكرون الى باريس، وفيما لم تؤكد حصول زيارة «خاطفة» للحريري الى باريس، اكدت مصادر مطلعة ان التواصل حصل بين الادارة الفرنسية ورئيس تيار المستقبل حيث جرى نقاش مسالة عزوفه المفترض عن خوض الانتخابات النيابية المقبلة، وفيما «نصحه» الفرنسيون بعدم الخروج من المعترك السياسي في هذه الظروف، لما لذلك من تبعات شخصية وسياسية سيئة، جدد الحريري موقفه المبدئي بالعزوف عن خوض الاستحقاق الانتخابي لاسباب مادية واخرى سياسية ترتبط بشعوره بانه محاصر داخليا وخارجيا وخصوصا من السعوديين، فيما تلوح بالافق محاولات لفرض تحالفات لا يريدها. وفيما لم يخف «ضيقه» من استمرار تضييق الخناق عليه من قبل الرياض مقابل فتح «نافذة» للرئيس نجيب ميقاتي، لفتت تلك الاوساط الى ان باريس لا تزال غير مقتنعة بالاسباب المساقة من قبل الحريري، وتعتقد انه «يناور» كي يستفيد لاحقا من «زخم» عودته لخوض الاستحقاق الانتخابي؟!
رهانات اسرائيلية؟
في هذا الوقت، ذكرت صحيفة «اسرائيل اليوم» الاسرائيلية بان اجواء من الارتياح تسود في كيان العدو النشاط الديبلوماسي الذي يقوم به الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ولفتت الى ان هدفه النهائي هو العمل لاضعاف حزب الله. وتحت شعار ضرورة الإصلاحات، تريد السعودية عملياً أن تقلص، بل وربما تنزع السلاح الذي لدى حزب الله، ولفتت الصحيفة الى انه تلوح في الأفق إمكانية عملية لعلاقات مباشرة بين إسرائيل والسعودية، وعليه فإن الرياض تطالب بنزع سلاح الحزب. وفيما يقر المسؤولون الاسرائيليون بان «المهمة صعبة» فهم يعولون على زخم الرئيس الفرنسي، المعني بطرح هذا الموضوع الحساس.
«عجز» اسرائيلي
وفي وقت وصل وزير الدفاع الاسرائيلي بني غايتس إلى واشنطن لاجراء مباحثات مع مسؤولين أميركيين حول إيران وسط تسريبات صحافية بأن الجانبين الأميركي والإسرائيلي قد اتفقا على تدريبات مشتركة تحاكي هجوما ضد المنشآت النووية الإيرانية بحال اضطرا للجوء للخيار العسكري. ارتفعت حدة السجالات في اسرائيل وسط تأكيدات من قبل عدد كبير من المراقبين والمحللين العسكريين أن إسرائيل لا تملك قدرة حقيقية للتأثير على مخططات إيران وأنها باتت تطلق تهديدات فارغة خاصة أنها عاجزة أصلا عن مهاجمة إيران وتدمير مشروعها النووي لوحدها.
«مناورة» فاشلة
وفي هذا السياق، اكدت صحيفة «هآرتس» ان جهاز الأمن يدرك أن الأمر سيستغرق سنوات قبل أن تصبح هذه الاحتمالية واقعية. خصوصا ان التقديرات تفيد بأن أي عملية ضد إيران قد تؤدي إلى مواجهة مع حزب الله ولهذا اجريت مناورة في الجليل تحاكي دمج مئات القطاعات والجنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم لفحص أهلية الجيش للمواجهة مع الحزب، وخلص بعدها رئيس الاركان كفيف كوخافي أن الطريق ما زالت طويلة قبل الوصول الى الجهوزية.
ترجيحات «بتحليق» الدولار؟
في غضون ذلك، وبعد ساعات على استقبال رئيس مجلس النواب نبيه بري حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، تتعاظم المخاوف من ارتفاع جديد في سعر الدولار في «السوق السوداء» بعد تعميمين من مصرف لبنان الاول قضى بتامين شركات استيراد النفط بدءا من اليوم 15 بالمئة من الدولارات من السوق الموازية بعدما كانت النسبة عشرة بالمئة، وكذلك تعميم آخر رفع قيمة سحب «اللولار» من 3900 الى 8000 مع تحديد سقف السحوبات الشهرية بحد اقصاه 3000 د.أ للحساب الواحد. وبحسب مصادر مالية، ثمة مخاطر كبيرة حيال هذا التعميم، كان سلامة قد حذر منها قبل اسبوع، فلا مهرب من حصول التضخم، حيث ستؤدي الكتلة النقدية اللبنانية الى زيادة الطلب على الدولار في السوق الموازية اي ارتفاع جديد في سعر دولار «السوق السوداء». فيما ستؤدي زيادة الطلب على الدولار من قبل مستوردي النفط الى النتيجة نفسها.
قرار الدستوري الاسبوع المقبل
في هذا الوقت، عقد المجلس الدستوري جلسته الثانية من جلساته المفتوحة في حضور كامل الأعضاء على ان تعقد الجلسة المقبلة يوم الاثنين المقبل، تليها كل يوم جلسة لحين اتخاذ قرار بشان الطعن المقدم من التيار الوطني الحر حول التعديلات على قانون الانتخابات. وتوقع رئيس المجلس الدستوري القاضي طانيوس صدور القرار أواخر الأسبوع المقبل مع العلم ان المدة تنتهي في 21 من الشهر الحالي.
«اوميكرون» في لبنان؟
صحيا، اعلن وزير الصحة فراس الابيض تسجيل أول إصابتين على أراضيها بمتحورة كورونا الجديدة «أوميكرون» لدى مسافرين قدما من أفريقيا، غداة تسجيل البلاد معدل إصابات يومي هو الأعلى منذ أشهر، وقال انه من خلال تتبع الحالات خصوصاً الوافدة عبر المطار هناك حالتان ثمة شك كبير بأن تكونا من متحورة أوميكرون، وأوضح ان المصابين بصحة جيدة وفي «حالة حجر كامل» منذ وصولهما، وأبدى ابيض خشيته من ارتفاع أعداد الإصابات وقال «انه امر مقلق خصوصاً مع وضع المستشفيات التي باتت قدرتها على التحمل أو تكرار ما حدث خلال العام الماضي أقل مع كل الضغوط التي تواجهها والهجرة في الكوادر التمريضية والطبية.
سجال حول «التوطين»
في غضون ذلك، فتح قرار وزير العمل، مصطفى بيرم، السماح للفلسطينيّين ومكتومي القيد بممارسة مهن كانت محصورة باللبنانيّين، سجالا علنيا مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي شنّ هجوماً ضدّه معتبراً أنّ القرار مخالف للقانون و»توطين مقنّع، وفيما ايد حزب الكتائب وجهة نظر باسيل، دافع الحزب التقدمي الاشتراكي عن الاجراء، رافضا المزايدات الانتخابية… في المقابل رد بيرم على اتهام باسيل، مؤكدا ان من اطلق هذا الاتهام لم يقرأ القرار أساساً، وقال إن «ما كان محظوراً في القوانين والمراسيم، ما زال محظوراً، مشدّداً على أنّ «القرار لا يُغيّر قانوناً، وأعلن أنّه سيردّ على الحملة التي شُنّت ضدّه في مؤتمر صحافي يعقده اليوم، وكان باسيل قد شجب قرار بيرم، ووصفه بـ «التوطين المُقنّع»، معتبراً أنّه مخالف للقوانين والدستور، وشدّد على أنّه لا يمكن تمرير «هيك قصة»، واضاف»ما رح نسمح بتشليح اللبنانيّين وظائفهم في هذه الظروف».
*******************************************
مصر تجدّد دعمها والسعودية تطالب الحكومة بأفعال
اكثر من قضية وملف طرأ على المسرح السياسي والمالي اللبناني امس. الا ان اعلان مصرف لبنان عن رفع قيمة الـ«لولار» من 3900 الى 8000 ليرة بسقف 3000 دولار شهريا تربع في الواجهة نظرا لانعكاساته الواسعة على المستوى الشعبي، في حين استحوذ اعلان وزير الصحة فراس الابيض عن الشك بحالتين وافدتين من الخارج مصابتين بمتحور اوميكرون على الاهتمامات نظرا لخطورته في ظل ارتفاع ارقام الاصابات التي لامست الألفين.
اما في السياسة، فحضر لبنان خارجيا بقوة ان في زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى القاهرة حيث اجتمع مع الرئيس عبد الفتّاح السيسي وكبار المسؤولين او في موقف اليمن الداعي لبنان الى «اصدار موقف حاسم ازاء استمرار تدخل حزب الله في شؤونه وتورطه في قصف المدن والقرى وقتل اليمنيين، وتوظيف قدرات ومقدرات الدولة اللبنانية لتقديم الدعم لميليشيا الحوثي الانقلابية في الجوانب السياسية والاعلامية والمالية والعسكرية».
وفي السياسة ايضا واذا صح ما نقلته قناة ال بي سي عن توجه الوزير السابق ملحم رياشي، موفدا من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، والوزير السابق وائل بو فاعور، موفدا من رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط، إلى الرياض لعقد لقاءات تمهيدية مع المسؤولين هناك لإعادة مياه العلاقات إلى مجاريها.
ليس بعيدا، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في عين التينة، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وقد جرى التوافق مع حاكمية مصرف لبنان على إعداد إقتراح يضمن قانونية أموال المودعين حتى آخر قرش، وزيادة مقدار قيمة الدفع الشهري بالدولار والليرة اللبنانية، قبل البحث بأي صيغة للكابيتال كونترول أو غيره».
السيسي
في الغضون، إستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي في قصر الاتحادية في القاهرة في حضور رئيس وزراء مصر مصطفى مدبولي. وجرى على مدى ساعة وربع الساعة عرض للعلاقات اللبنانية – المصرية والوضع في المنطقة.
وصدر عن الرئاسة المصرية البيان الاتي: «اكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الاعتزاز بعمق العلاقات الوطيدة بين مصر ولبنان على المستويين الرسمي والشعبي، وحرص مصر على سلامة وأمن واستقرار لبنان، وتحقيق المصالح الوطنية اللبنانية وتجنيب لبنان مخاطر الصراعات في المنطقة، وذلك في إطار الاهتمام المصري الدائم بكل ما فيه مصلحة لبنان، بما يساعد على الحفاظ على قوة وقدرة الدولة اللبنانية، بالإضافة إلى صون مقدرات الشعب اللبناني الشقيق ووحدة نسيجه الوطني.
اليمن ولبنان
على خط العلاقات العربية، طالب وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني الحكومة والشعب اللبناني الشقيق باتخاذ موقف حاسم إزاء استمرار تدخل ميليشيا حزب الله في الشأن اليمني. وقد اتى موقفه بعد الاعلان عن مقتل الخبير والقيادي في الجناح العسكري لحزب الله اكرم السيد بقصف مدفعي للجيش الوطني في جبهة ام ريش في محافظة مأرب. وقد قال الارياني «لقي الارهابي اكرم السيد مصرعه إلى جانب القيادي في ميليشيا الحوثي المدعو ابو أشرف الاسدي و8 من عناصر الميليشيا، وتم إخلاء جثته على متن سيارة إسعاف إلى منطقة الجوبه، قبل أن يتم نقلها إلى محافظة صعدة، حيث يجري هناك دفن جثث العشرات من خبراء ومقاتلي ايران وحزب الله في سرية تامة».
محاسبة الفاسدين
من جهة ثانية، اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الذكرى الـ18 لاعتماد اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد التي انتسب اليها لبنان في العام 2009، ان «مسيرة مكافحة الفساد في لبنان ليست مجرد حملة ظرفية تنتهي ببعض الإنجازات وبتبدل الظروف، بل يجب أن تتحول نهجا راسخا في الحكم وفي ذهنية الناس وعمل المؤسسات العامة وتحت مظلة القانون».
الطعن
انتخابيا ايضا، عقد المجلس الدستوري جلسته الثانية من جلساته المفتوحة صباح اليوم في مقر المجلس في الحدت، في حضور كامل الأعضاء واستمرت الجلسة إلى ما بعد الساعة الواحدة والنصف على ان تعقد الجلسة المقبلة يوم الاثنين المقبل، تليها كل يوم جلسة لحين اتخاذ قرار بشان الطعن المقدم من التيار الوطني الحر حول التعديلات على قانون الانتخابات. وقال رئيس المجلس الدستوري القاضي طانيوس مشلب انه «يتوقع صدور القرار أواخر الأسبوع المقبل مع العلم ان المدة تنتهي في 21 من الشهر الجاري.
السعودية: نريد ان نرى افعالا وليس اقوالا
أكّد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، أنه «لا يوجد أزمة بيننا وبين لبنان».
بن فرحان وفي حديث له لقناة «العربية» أضاف، «لا يوجد أزمة بيننا وبين لبنان والمهم أن نرى إصلاحات حقيقية».
وأضاف، «يجب أن نرى أفعالا وليس أقوالا من الحكومة اللبنانية».
وشدّد، «الأزمة في لبنان بين حزب الله والشعب اللبناني».
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :