يلتزم النائب السابق وليد جنبلاط أصول التباعد الاجتماعي والسياسي في هذه المرحلة، فيُقلّل من تنقلاته ولقاءاته، لكنه بالمقابل يُضاعِف من وتيرة مواقفه عندما تستدعي الضرورة، فيلجأ الى "تويتر" للتعبير عن رأي في مسألة ما، إحتجاجاً أو إعتراضاً، كما يفعل عادة عندما يشعر ان الأمور ليست بخير.
في هذا الاطار أتت التغريدة التي انتقد فيها جنبلاط إجهاض المبادرة الفرنسية، والتناغم الغريب بين الخليج واميركا وايران، مستغرباً "التناقض في سياسة الممانعة بالتعاطي مع الأمور على قاعدة هنا مسموح التفاوض وهناك ممنوع". إلاّ أن التغريدة الجنبلاطية اتت هذه المرة صادمة على خلفية الانتقاد المبطّن والموجه الى الثنائي الشيعي، ولأنها تأتي بعد مرحلة من التبربد السياسي مع حزب الله، وأصابت بشكل مباشر الحليف الأساسي للمختارة الرئيس نبيه بري، كونه من أطلق الاتفاق الإطار للمفاوضات.
التغريدة أيضا تبعها تأييد ضمني ورضى عن الدعوة الرئاسية لإطلاق الاستشارات النيابية، الأمر الذي طرحَ أكثر من علامة استفهام حول المرمى الذي هَدَفَ اليه جنبلاط في تغريدته الاولى عن دور الممانعة في الترسيم البحري والبري للحدود.
"اللطشة" الجنبلاطية كما تقول مصادر سياسية، واضحة الأهداف وتأتي في سياق الأحداث والمتغيرات، وبعد تعطيل المبادرة الفرنسية، والمقصود بها الثنائي الشيعي معاً، فالرئيس بري لا يمكن ان يخطو أي خطوة كبيرة كهذه من دون التنسيق مع حزب الله، والحزب كما تؤكد المصادر، يُفاوض في الملفات الداخلية وعند إعتراضه يُسقِط التأليف والتكليف ويتحول الى دور المقرر الفعلي لسياسة الدولة، من منطلق سيطرته على القرار وترسيمه المفاوضات من بدايتها الى النهاية.
الموقف الجنبلاطي يُعبّر عن عدم موافقة جنبلاط على طريقة ادارة الملفات، ومعطوفة على تساؤلات عن الذهاب الى الترسيم في هذا التوقيت السياسي المرافق للحصار الأميركي والعقوبات، والشعور العام ان كل فريق سياسي يحاول تحصين مكاسبه ويحاكي هواجس الطائفة. وبالنسبة الى الاشتراكيين لا علاقة للتغريدة الأخيرة بأي توتر مع عين التينة، فالعلاقة مع الرئيس بري ثابتة ومستمرة "لآخر نفس"، ولم يسبق ان انقطعت او اهتزت حتى في عز الخلاف السياسي بين ٨ و١٤ أذار، والمرحلة التي تلت اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
كان يمكن للمبادرة الفرنسية ان تُشكّل مخرجاً لأزمة لبنان لو أتيحت لها الفرصة، من هنا حصل اعتراض جنبلاط الذي لا يستثني رؤساء الحكومة السابقين ممن ساهموا بتعطيل المبادرة، ولا يزال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي حتى اللحظة متمسكاً بطرح حكومة اختصاصيين.
ابتسام شديد
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :